تربية جنسيّة

موقع ألماني يستخدم الصور لتعليم اللاجئين الثقافة الجنسية
موقع ألماني يستخدم الصور لتعليم اللاجئين الثقافة الجنسية

موقع ألماني يستخدم الصور لتعليم اللاجئين الثقافة الجنسية

الحكومة الألمانية تطلق تطبيقا جديدا يهدف إلى مساعدة مئات آلاف المهاجرين القادمين إلى البلاد على الاندماج في المجتمع. "على الرجل احترام المرأة التي لا ترغب بأن يمسّها"

أطلقت ألمانيا هذا الأسبوع تطبيقا جديدا للهواتف الذكية، من المفترض أن يساعد مئات آلاف اللاجئين القادمين إلى البلاد على الاندماج في المجتمَع الألماني. ويقدم التطبيق، المسمى ANKOMMEN، مرشدا للاجئين حول إجراءات استقبال طلبات اللجوء، دورة أساسية لتعلم اللغة الألمانية، معلومات حول طرق البحث عن العمل، بالإضافة إلى كتاب القوانين في البلاد. يوفر التطبيق الجديد، من بين أمور أخرى، معلومات تهدف إلى تعليم اللاجئين حول طبيعة العلاقات بين الرجال والنساء في البلاد الجديدة التي قدموا إليها، والتي تختلف عادة من الناحية الثقافية عن العلاقات في بلدانهم، من الناحية الليبرالية وعلاقتها بالقوانين الدينية.

“يتمتع جميع الرجال والنساء في ألمانيا بحرية اختيار الشريك أو الشريكة، ويمكنهم اختيار الشريك الذي يرغبون في ممارسة علاقات جنسيّة معه”، كما جاء في الصفحة المخصصة لهذا الموضوع. “لا يمكن إجبار أي شخص على ممارسة علاقة جنسية. يتمتع كل إنسان بحق الاستمتاع بالحرية الجنسية، طالما تم احترام رغبات الشريك أو الشريكة وقيود القانون. يدور الحديث عن حق أخلاقي، سواء كان الحديث عن الرجال أو النساء”.

وتحت عنوان كلمة “لا” تعني لا”، يوضح المرشد للقراء الرجال حول تصرف النساء المتبع في البلاد، والذي لا يتسق أحيانا مع القواعد الأخلاقية في البلدان التي قدِموا منها. “تخرج النساء وحدهنّ من المنزل مساء وليلا، ويجلسن من بين أماكن أخرى في الحانات والمطاعم. يشرب بعضهنّ الكحول”. ويؤكد المرشد أنّه “إذا كنّ يتحدّثنَ معكم، يرقصنَ أو يضحكنَ، فهذا لا يعني أنهنّ يرغبن في أبعد من ذلك”.

Ankommen تطبيق
Ankommen تطبيق

“لا تعكس ملابس النساء أية رغبة جنسية من قبلهنّ”، كما يُكمل المرشد. “إنهنّ يرتدين الفساتين القصيرة، الكعب العالي، أو يضعن الماكياج ويتماشين مع الموضة. ومن ثم، فلا يعني ذلك دعوة إلى الرجال. يمكن للنساء أن يقلنَ “لا” في أي وقت لا تكون لديهنّ رغبة في القيام بعمل ما. حتى لو كان الحديث يدور عن غزل، فهذا لا يمنح الرجل حقّ القيام بأمور تتخطى الخطوط الأخلاقية الواضحة. “على الرجل احترام المرأة التي لا ترغب أنّ يتحدّثوا معها وأن يمسّوا بها”.

ويؤكّد المرشد أنّ التحرّش الجنسي هو جريمة وفقا للقانون، قد تشكل خطورة على طلب اللجوء في البلاد. “المساواة بين النساء والرجال هي حق أساسي لا يمكن التشكيك به في ألمانيا. اللاجئون واقعون تحت عدسة مجهر: عندما لا يحترم الرجال والنساء القانون فهم يتعرّضون للعقوبات، وبذلك يشكّلون خطورة على طلبات لجوئهم”.‎ ‎

اقرأوا المزيد: 347 كلمة
عرض أقل
علاقات زوجية (Thinkstock)
علاقات زوجية (Thinkstock)

هل ستُباع لعب الجنس في محلات التجميل ؟

صممت شركات تصميم أزياء معروفة مثل دولتشي آند غابانا، وغوتشي، تشكيلة "لعب للكبار فقط"، والتي ستُباع في محلات الأزياء والتجميل بعيدًا عن حوانيت الجنس

وُجد في الأبحاث التي أجريت في العالم أن 50% من النساء قد استعملن أو تستعملن لعب الجنس، و 35% غيرهن لديهن حب استطلاع للتجربة، لكنهن لم يجدن الغرض الذي يردنه في مكان مريح للشراء.

في هذه الأيام يسوق منتج جديد من لعب الجنس “Smile Makers”. رؤيا الشركة هو التغيير جذريًّا في الوصمة التي توصم بها لعب الجنس للنساء وتحويلها إلى جزء طبيعي وصحي في حياة المرأة الجنسية.

 لعب الجنس Smile Makers
لعب الجنس Smile Makers

من خلال استطلاعات السوق التي أجريت حول العالم وُجد أن العامل الثاني في أهميته (بعد الرومانسية) بين الزوجين، الذي يعتبر محسنًا للحياة الجنسية بينهما، هو تقليل الضغوط والتعب. كذلك، تبيّن من نفس الاستطلاعات أن الحصول على تدليك والقيام به يزيد من المتعة الجنسية.

إن المسؤول عن تصميم الأغراض الجديدة هم مصممو التشكيلة لدولتشي آند غابانا (Dolce Gabbana) وغوتشي (Gucci)، حيث صُممت التشكيلة كتشكيلة جمالية وأسلوب حياة (Lifestyle) وليست كمنتج جنسي. إن جودة الأغراض من أفضل ما يكن وتضمن كل الموافقات الأكثر صرامة. تشمل أربعة نماذج مختلفة كل منها يعد خيالا نسائيًّا: رجل الإطفاء، المليونير، مدرب التنيس، العاشق الفرنسي…

اقرأوا المزيد: 162 كلمة
عرض أقل
ما هو مُستقبل التربية الجنسية (Meital Cohen/FLASH90)
ما هو مُستقبل التربية الجنسية (Meital Cohen/FLASH90)

المعركة بين علماء الدين والأفلام الإباحيّة على مُستقبل التربية الجنسيّة

العالم مرتبِك حول كيفية إرشاد الشبّان وتعليمهم عن العلاقات الجنسية الآمنة والممتِعة، لكنّ ما يجلب العار هو أنّ الدين والمحافَظة يعيقان التعليم، ويحوّلان الأفلام الإباحيّة مصدرًا لتعليم الشبّان. في الدول العربية، التي يسيطر فيها الدين على الإرشاد الجنسيّ، المشكلة مضاعَفة

كلّ معنيّ بالتربية، وبشكل خاصّ بتربية وتعليم الشبّان، لا سيّما في سنوات المراهقة، لتي يتحوّل فيها الإنسان من طفل إلى بالغ، يواجه مشكلة التربية الجنسيّة. يستهلّ الإنسان العقد الثاني من حياته طفلًا لا يعرف الكثير، أو لا يعرف شيئًا عن العلاقات بين الرجال والنساء، الحُبّ، وطريقة إنجاب الأطفال. لكن في نهاية هذا العقد، في سنّ العشرين، يكون قد أضحى إنسانًا بالغًا، ذا رغبة جنسيّة وحاجة إلى حبّ. فكيف يجري تأهيله لذلك؟ كيف تجري مرافقة التطوّرات الجسدية للأطفال والطفلات وتحويلهم إلى بالغين ذوي مسؤولية وفطنة؟

إذا كانت وظيفة التربية الجنسيّة في الماضي تزويد الشابّ بالمعرفة المطلوبة والإجابات عن أسئلة، فإنّ وظيفتها في مجتمعنا اليوم هي اعتراض سَيل المعلومات الخاطئة غالبًا التي يتعرّض لها الشبّان

الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، لكنّه ينطوي على مخاطر عديدة مثل الأمراض الجنسية، الحبل غير المرغوب فيه، العنف الجنسي، والارتباك حيال الهويّة الجنسيّة. لا ريب في أنّ الشابّ الذي يبدأ بالتعرّض للرغبات والشهوة الجنسية بحاجة إلى إرشاد يجنّبه إيذاء نفسه ومحيطه، ويساهم في تطوّره الجنسيّ النفسيّ السليم.

إذا كانت وظيفة التربية الجنسيّة في الماضي تزويد الشابّ بالمعرفة المطلوبة والإجابات عن أسئلة مثل ما هي العلاقات الجنسيّة، ما هي الأمراض الجنسية، ما هو الاستمناء، وكيف يمكن الحَمل، فإنّ وظيفة التربية الجنسيّة في مجتمعنا اليوم هي اعتراض سَيل المعلومات الخاطئة غالبًا التي يتعرّض لها الشبّان. ويتمثّل الخطر الأكبر على الشبّان في الأفلام الإباحية، التي تُنتج صورة مشوّهة، وتشجِّع على الفسق والاغتصاب.

الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا (Nati Shohat/Flash90)
الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا (Nati Shohat/Flash90)

في إسرائيل، تزداد مؤخرا التقارير حول الكوارث التي تحدث حين يلتقي النقص في التربية والجهل في المواضيع الجنسية بين الشبّان والشابّات بالفضول الهائل، ثقافة التساهُل الجنسيّ، والوسائل التكنولوجية للقرن الحادي والعشرين؛ فتلميذات مدارس عديدات، لم يتخطّ جيل بعضهنّ الرابعة عشرة، صوّرنَ صورًا مثيرة وعارية لأنفسهنّ، أرسلنَها إلى صديقاتهنّ، وذهلنَ لدى اكتشاف تسرّب الصور عبر تطبيق “واتس آب” إلى جميع زملائهنّ في الصفّ.

وتقع فتيات أخريات لا ينجحنَ في مواجهة مرحلة الانتقال المربِكة من الطفولة إلى البلوغ الجنسيّ ضحيةَ استغلال جنسيّ، وحتّى اغتصاب. ففي نصف السنة الأخير، كُشفت في إسرائيل فضيحتا اغتصاب جماعيّ نُفّذ في فتيات في الثالثة عشرة من قِبل زملائهنّ في الصفّ.

في مجتمَعات عديدة، يُنظَر إلى الجنس كموضوعٍ يجدر السكوت حياله، ووجهة النظر هي أنّ ما يجري في مخدع النوم يجب أن يُدفَن هناك

لمَ يحدث ذلك، وعلى مَن تقع مسؤولية وقف ذلك؟ من الواضح أنّ التربية الجنسيّة لا تقوم بمهامّها، ولا تنجح في اعتراض تدفّق المعلومات المشوّهة الناتجة عن الفنّ الإباحيّ. فالتلاميذ الإسرائيليون يتذمّرون من أنّ دروس التربية الجنسيّة تتطرّق إلى مواضيع مثل الدورة الشهريّة، الهرمونات، وعمليّة التكاثر والحمل، ولكن ليس إلى ما يثير اهتمامهم حقًّا: العلاقات الجنسية، الرغبة الجنسية، والاستمناء. وحين لا تقوم التربية الجنسيّة بوظيفتها، يتوجّه الشبّان إلى الموادّ الإباحية، ويستقون مِن هناك المعلومات في الشأن الذي يُثير فضولهم. والنتيجة هي نظرة مشوَّهة تشجِّع على الاغتصاب والعُنف.

العلاقة الزوجية بين مثليّي الجنس (Flash90/Zuzana Janku)
(Flash90/Zuzana Janku)

لا يجب أن ننسى أنّ التربية الجنسية في كلّ مجتمَع هي موضوع مثير للجدل. ففي مجتمَعات عديدة، يُنظَر إلى الجنس كموضوعٍ يجدر السكوت حياله، ووجهة النظر هي أنّ ما يجري في مخدع النوم يجب أن يُدفَن هناك. حتّى بعد الاتّفاق على الحاجة إلى التربية على عادات جنسيّة سليمة، لا يمكن في أيّ مجتمَع الاتّفاق على ماهيّة تلك العادات، أو كيفيّة اكتسابها. فضلًا عن ذلك، الجنس هو موضوع معقَّد ومتعدّد الأوجه، ومعناه متغير من إنسان إلى إنسان، ومِن مُجتمَع إلى مُجتمَع.

التربية الجنسيّة في العالم العربي حِكر على العلماء

في المجتمَع العربي وفي العالَم الإسلاميّ كلّه، المشكلة أكثر تعقيدًا، لأنّ موضوع التربية الجنسيّة كلّه هو بين يدَي فقهاء الدين والشريعة. لذلك، ما دام الدين لا يتيح إقامة علاقات جنسيّة خارج إطار الزواج، لا جدوى لتدريس الموضوع في سنّ الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، حين تبدأ أولى المؤشّرات الجسديّة للجنسانيّة تظهر. وحدهم المُقبِلون والمُقبِلات على الزواج يحظَون بإرشادٍ كهذا، وأحيانًا يصلون إلى هذا الوضع، وكلّ معلوماتهم عن الجنس تقتصر على الشائعات، النكات، والقصص، التي تتناقلها الألسُن.

هكذا تظهر وتزدهر ظواهر زواج المتعة والمسيار، الذي يتيح للرجل تزوّج امرأة فقط لإراحة شهواته الجنسيّة، ليلقي بعد ذلك زوجته الجديدة كأنها سِلعة قديمة

لكن بالطبع، لا تخضع الرغبة والشهوة الجنسيّة لقُيود المجتمَع المحافِظ، ولا تنتظر بصبرٍ يوم الزواج. هكذا تظهر وتزدهر ظواهر زواج المتعة والمسيار، الذي يتيح للرجل تزوّج امرأة فقط لإراحة شهواته الجنسيّة، ليلقي بعد ذلك زوجته الجديدة كأنها سِلعة قديمة.

يتواجد موضوع زواج المتعة والمسيار في قلبِ خلاف حادّ في المجتمَعات العربيّة المختلفة، لكنّ الرأي السائد بين رجال الدين هو أنه حتّى لو كان الزواج محلّلًا وفق الشريعة، فهو باطل من الناحية الأخلاقيّة. ومن الجليّ أنّ الضحايا الرئيسيات لهذه الظاهرة المؤسِفة هنّ النساء العربيات، اللواتي يُتاجَر بهنّ كسِلع تنتقل من يدٍ إلى يد.

الزواج (AWAD AWAD / AFP)
الزواج (AWAD AWAD / AFP)

ثمة مشكلة أخرى ناجمة عن الآراء المقولَبة، الخرافات، والشائعات حول الجنس، التي تزيد الجهل، وتضيف قوانين وقيودًا في العالم العربي. ولا يفعل رجال الدين، الذين يُعتبَرون أصحاب السلطة الأعلى فيما يتعلّق بالجنس، أيّ أمر لدحض الأفكار الخاطئة. على النقيض من ذلك، يمكن القول إنهم يساهمون في الحفاظ عليها.

فعلى سبيل المثال، فيما العالم الغربيّ متّفق على أنّ العادة السرية ظاهرة طبيعية لدى الذكور والإناث على حدّ سواء، لا يزال الإسلام يراها خطية خطيرة. وتُعتبَر المقارنة بين النظرة الغربيّة والنظرة الإسلاميّة إلى الاستمناء مثيرة للاهتمام بشكل خاصّ. بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أنّ ثمة كلمة تصف بوضوح هذه الظاهرة في لغات العالم، فيما ينتشر في اللغة العربية التعبير “العادة السرية”، لأنّ كثيرين يخجلون مِن هذه الظاهرة إلى درجة أنهم لا يُريدون أن يدعوها باسمها.

والمثال المثير للاهتمام بشكل خاصّ هو صفحة ويكيبيديا التي تتحدث عن كلمة “استمناء” في اللغة العربية مقارنةً بلُغات أخرى. ففي الصفحة باللغة الإنجليزية، كُتب بوضوحٍ أنّ المعلومات الحديثة تُقرّ أنّ الاستمناء غير المفرط ظاهرة طبيعية، وأنّ الأدب العلمي المعاصر يعتقد أنّه لا يسبّب أيّ أذى، بل قد يكون مفيدًا. فضلاً عن ذلك، تذكُر ويكيبيديا أنّ السلطة الصحيّة للحكومة البريطانيّة نشرت عام 2009 بيانًا في مدينة شفيلد، يدعو إلى عدم الامتناع عن الاستمناء، لأنّه مفيد إن لم يُنفَّذ بإفراط.

بالتباين، تصف الصفحة بالعربية العادة السرية كخطية خطيرة جدًّا، وتعرض الآراء التي ترى ذلك كمعلومات موثوق بها. وبين الأضرار التي يسبّبها الاستمناء وفق ويكيبيديا بالعربية: الإنهاك والآلام والضعف، الشتات الذهني وضعف الذاكرة، إفساد خلايا المخ والذاكرة، وزوال الحياء والعفة. كذلك، تدّعي المقالة أنّ الاستمناء يمكن أن يمسّ بالقدرة على تحصيل التعليم العالي والعمل الجيّد.

مع ذلك، تعترف الصفحة بالعربية في ويكيبيديا بوجود الكثير من الأفكار الدينية الخاطئة حول أضرار العادة السرية، قائلةً: “أحياناً تضطر المجتمعات المتدينة إلى الاستناد إلى معلومات غير دقيقة علميًّا في سبيل إبعاد الشباب عن الاستمناء”‏‎.‎‏

إذا كان الأمر كذلك، فهذا هو وضع التربية الجنسيّة في العالم. الشبّان عالقون بين المطرقة والسندان، بين نزعتَين هدّامتَين: الفسق والمحافَظة. فمِن جهة، لا تنجح الدول الغربية في حماية الشبّان من الفحش والأعمال البغيضة التي تميّز الأفلام الإباحيّة. ومِن جهة أخرى، تشجّع الدول التي يتحكّم فيها الدين أفكارًا خاطئة، مثقَلة بالجهل والخوف من المُتعة الجنسية. كيفما رأيتم ذلك، التربية الجنسية هي شأن مُعقَّد، لكن لا جدل في كونها ضروريّةً إلى أبعد الحُدود.

اقرأوا المزيد: 1061 كلمة
عرض أقل