مضت هذا الأسبوع عشر سنوات على تدمير المُفاعِل النووي في سوريا، وهي عملية كانت إسرائيل مسؤولة عنها وفق تقارير أجنبية.
وأجرى رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، اللواء في الاحتياط، عاموس يدلين، هذا الأسبوع مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” ورغم أنه رفض أن يتطرق مباشرة إلى تفاصيل الدولة المهاجمة قال: “حقيقة أن إسرائيل عرفت في عام 1981 أهمية اتخاذ القرار وتدمير المُفاعِل النووي الخاص بصدام حسين في العراق، ووفق مصادر أجنيبة دمرت مفاعل نووي في سوريّا أيضا بعد أن حصلت عليه سوريا من كوريا الشمالية، تشير إلى أن المسؤولين اتخذوا قرارا حكيما”.
وقال يدلين، الذي يعد شخصية بارزة في مجال الأمن الإسرائيلي، إنه على حد معرفته، كان الأمريكيون مطلعين على هذه الأحداث وهذا وفق ما ذكرته وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، كوندوليزا رايس، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، جورج بوش.

وقال يدلين على حد معرفته أن الأمريكيين أرادوا بشدة التوجه دبلوماسيا إلى مجلس الأمن لمعالجة المشكلة ولكن الدولة المهاجمة، وعلى ما يبدو وفق التقارير الأجنبية أنها كانت إسرائيل، أرادت أن تفاجئ المسؤولين عن بناء المفاعل وأن تدمر هذا المشروع إلى الأبد.
وسُئل يدلين ماذا كان سيحدث في حال لم يدمر المُفاعِل النووي؟ فأشارت تقديراته إلى أن سوريا التي تشهد حربا أهلية مضرجة بالدماء منذ عام 2011 كانت ستبدو على نحو مختلف. لو لم يُدمر المفاعل النووي فكان في وسع الأسد استخدام قدرات نووية. “إنه حاكم همجي لا يتردد في قتل الكثير من السوريين باستخدام الأسلحة الكيميائية ومن المؤكد ليس لديه رادع في استخدامها ضد إسرائيل أيضا. ونحن نعرف أن كل الأسلحة التي بحوزة الأسد تصل في النهاية إلى حزب الله أو ربما كان سيسقط المفاعل النووي من كوريا الشمالية على ضفاف نهر الفرات في عامي 2014 و 2015 بأيدي داعش. فكنا سنشهد شرق أوسط مختلف تماما، شرق أوسط لا يرغب أحد العيش فيه”، قال يدلين.
ويقدر يدلين أنه بعد مرور ست سنوات من الحرب الضروس في سوريا، أصبح الجيش السوري أضعف، وأنه دُمّرت المعدات، وأطلِقت الصواريخ التي كانت معدة لإطلاقها باتجاه إسرائيل على المعارضة السورية. “من جهة أخرى هناك حزب الله، التنظيم الذي تطور بفضل سوريا وإيران ولديه أسلحة روسية متقدمة وهو يشكل في وقتنا هذا التهديد التقليدي الأهم على دولة إسرائيل”، وفق رأي يدلين.
ولكن ماذا كان سيحدث لو أن المُفاعِل النووي ما زال قائما حتى يومنا هذا، وسقط في أيدي الدولة الإسلامية؟ يبدو أن علينا أن نتخيل فقط. عند النظر إلى الماضي، يمكن القول إن شن هجوم على ذلك المبنى الذي كان يتضمن المفاعل النووي، كان بمثابة نقطة في محور الوقت في الحرب الهمجية التي تدور رحاها في الشرق الأوسط. في تلك الأيام، كان تأثير سوريا هاما، خلافا للسنوات الستة الماضية، ومن ألقى القنبلة حينها، قد خاطر جدا.
وتعتقد المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله يشكل اليوم التهديد الأساسي على إسرائيل، برعاية إيران، التي تبذل جهود كبيرة لتعزيز قوة نصر الله وأتباعه. بالتباين، باتت قوة الأسد في سوريا تقهقر، رغم النجاحات المحلية الأخيرة فإن قوته قد تضعضعت.