بحيرة طبريا

هل ستحدد إسرائيل كميات استهلاك المياه بسبب الجفاف؟

بحيرة طبريا (لقطة شاشة)
بحيرة طبريا (لقطة شاشة)

"أسوأ وضع يسود منذ سنوات": تعرب سلطة المياه الإسرائيلية عن توقعات خطيرة، تفيد أن إسرائيل معرضة لسنة أخرى من الجفاف

تثير توقعات سلطة المياه الإسرائيلية المثيرة للقلق، التي تشير إلى أن هذا العام قد تشهد البلاد جفافا أيضا، قلقا لدى الإسرائيليين. في هذه الأثناء، أوضحت السلطة أن الوديان، اليانبيع، طبقة المياه الجوفية، وبحيرة طبريا، تعاني من نقص كبير في المياه منذ السنوات الأخيرة، حتى أن جزءا منها أصبح قريبا من معدل السلبي لكميات المياه. كما أن النقص في المياه في إسرائيل كبير جدا، إذ إنه حتى إذا هطلت أمطار، فستظل كمية المياه في بحيرة طبريا تحت الخط الأحمر.

في هذه الأثناء، تستعد سلطة المياه إلى تقسيم كميات المياه لعام 2019، وهي تنتظر التوقعات الأدق لهذه الكميات التي ستحصل عليها في نصف شهر أيلول. وفق أقوال رئيس سلطة المياه، غيورا شاحم، “ستتخذ السلطة تدابير هامة، بحيث يكون استهلاك المياه وفق الكمية المتوفر، لئلا تعاني إسرائيل من نقص في المياه يؤثر في استقرارها”.

الجفاف – صورة توضيحية (Nati Shohat / Flash90)

وأوضح أيضا: أن “الجفاف يلحق ضررا كبيرا بالأرض والجو. فقد لحقت أضرار كثيرة بالزراعة، ويدعي المزارعون أن الجفاف المتواصل أدى إلى انتشار الأمراض”. شهدت البلاد أضرارا صحية تسببت نتيجة تلوثات في الوديان المؤدية إلى طبريا ونهر الأردن، وتضمنت أضرارا خطيرة في الاقتصاد الإقليمي.

الجفاف ظاهر جدا في المنطقة كلها، وتعاني بقية دول المنطقة من نقص خطير في المياه الذي يضر في الحياة السليمة. بهدف مواجهة نقص المياه، أقامت إسرائيل في العقد الأخير خمسة منشآت كبيرة لتحلية المياه توفر كمية تعادل نحو %70 من كل كمية المياه التي تصل إلى المنازل والمدن.

اقرأوا المزيد: 223 كلمة
عرض أقل

موجة الهزات الأرضية تثير قلقا في إسرائيل

تمرين طارئ يحاكي حدوث زلزال في الكنيست (Maor Kinsbursky / Flash90)
تمرين طارئ يحاكي حدوث زلزال في الكنيست (Maor Kinsbursky / Flash90)

تثير موجة الهزات الأرضية قلقا لدى المواطنين الإسرائيليين في شمال البلاد؛ الخبراء يطمئنون: "لن تحدث هزة أرضية قوية بالضرورة"

في الأيام الماضية، شهد شمالي البلاد عددا من الهزات الأرضية، لهذا يخشى مواطنو الشمال من أن هذه الهزات تشكل إشارة لهزات أرضية أقوى ومدمّرة أكثر قد تحدث في المستقبل. إضافة إلى هزتي الأرض اللتين حدثتا يوم أمس (الأحد)، حدثت ليل السبت الماضي في منطقة بحيرة طبريا هزة أرضية إضافية، ما أدى إلى أن يستيقظ السكان وهم مفزعون.

قد تزداد الهزات الأرضية المتكررة في منطقة طبريا لتصل إلى هزة أرضية كبيرة ومدمّرة قوتها 7 حتى 6 درجة على سلم ريختر، تحدث مرة كل مئة عام. في عام 1927، كانت المرة الأخيرة التي حدثت فيها هزة أرضية بقوة كهذه. يوضح الباحثون أنه لا يتوقع حدوث هزات أرضية، ولهذا هناك أيضا احتمال مثير للاطمئنان أكثر وهو حدوث سلسلة من الهزات الأرضية الأقل كثافة.

أوضح دكتور أفي شبيرا، عالم زلزال، من جامعة حيفا، أن هذه الهزات الأرضية المتتالية قد حدثت في المنطقة في الماضي، وهي لا تشير إلى احتمال حدوث هزة أرضية أقوى. وفق أقواله: “ليست هناك أدلة واضحة تشير إلى أن حدوث هزات أرضية متتال سيؤدي بالضرورة إلى هزة قوية. لن تحدث هزات أرضية على الأغلب، ولكن لا يمكن تأكيد هذا”.

تحاول البلديات والسلطات المختلفة تقييم الأوضاع وبث الطمأنينة في قلوب المواطنين. قال رئيس المجلس الإقليمي عيمق هيردين، عيدن غرينباوم، أمس: “لا يشعر المواطنون في المنطقة بخوف، ولكنهم يشعرون بعدم ارتياح. حدثت الهزة الأرضية الأخيرة في منطقتي عيمق هيردين وبحيرة طبريا. نشعر تأثير الهزة الذي لحق بالمنازل، إذ يتوجه المواطنون ويطرحون الأسئلة، ونحن نقدم لهم الإجابات قدر المستطاع. أقمنا وحدة إنقاذ مؤلفة من مُتطوِّعين لتوفير رد في حال حدوث كارثة كهذه”.

اقرأوا المزيد: 247 كلمة
عرض أقل
انخفاض جديد في بحيرة طبريا (Flash90 / Mendy Hechtman, Dario Sanchez)
انخفاض جديد في بحيرة طبريا (Flash90 / Mendy Hechtman, Dario Sanchez)

قلق في إسرائيل.. “مياه بحيرة طبريا قد لا تصل إلى المضخات”

شهدت بحيرة طبريا انخفاضا جديدا في ظل نقص هطول الأمطار في فصول الشتاء الجافة نسبيًّا؛ هناك قلق في إسرائيل من عدم القدرة على توفير المياه في الصيف بشكل كبير

رغم الأمطار الغزيرة التي سقطت في إسرائيل في الفترة الأخيرة، يحذر خبراء من وضع بحيرة طبريا الخطير، ويوضحون أن هناك قلق من ألا تصل المياه في الصيف القريب في بحيرة طبريا إلى المضخات. قُبَيل انتهاء الشتاء الجاف نسبيًّا، أصبح وضع المياه في إسرائيل متدهورا، إذ وصل مستوى المياه في بحيرة طبريا إلى 87 مليمترا أقل من الخط الأحمر السفلي. هذا يعني أنه حتى إذا وصل مستوى المياه حتى نهاية هذا الشهر إلى معدله السنوي، ما زالت بحيرة طبريا معرضة لنقص كبير في المياه في بداية الصيف.

تطرق مدير وحدة الجليل في شركة المياه “مكوروت”، السيد ألون ليف، إلى الوضع المثير للقلق موضحا: “مررنا بخمس سنوات من نقص مياه الأمطار، وكان مستوى المياه فيها في كل سنة أقل من السنة السابقة. في السنوات الخمس الماضية، شهدت بحيرة طبريا نقصا في المياه”. أوضح ليف المشكلة الكامنة في حالة الطقس المتطرفة في السنوات الأخيرة، ذات الطقس الحار أو الترسبات الكبيرة، مشيرا إلى أنها تلحق ضررا بمجمعات المياه، الزراعة والطبيعية. “تشكل حالة الطقس المتطرفة جزءا من الاحتباس الحراري”، وفق أقواله.

هناك أمل في أن تهطل الأمطار في المنتصف الثاني من شهر شباط رغم أنه هطلت كمية قليلة من الأمطار في المنتصف الأول منه. ومن المتوقع أيضا أن تهطل الأمطار في شهر آذار، وهذا ما ينتظره الفلاحون. أعرب مسؤولون في سلطة المياه عن أملهم في حدوث أعجوبة، ولكنهم أوضحوا أنهم يتوقعون تدهور الأوضاع أيضا.

اقرأوا المزيد: 217 كلمة
عرض أقل
نملة النار (Credit: Scott Bauer)
نملة النار (Credit: Scott Bauer)

صغيرة وهجومية.. نملة النار تهدد الإسرائيليين

وفق بحث جديد، بدأت نملة النار الضارة تنتشر في إسرائيل بسرعة وقد تؤدي إلى أضرار بيئية واقتصادية كثيرة

تبين من بحث جديد نُشر مؤخرا أن نملة النار الاستوائية التي اجتاحت إسرائيل ما زالت تنتشر في البلاد وتحدث أضرارا. أصبحت نملة النار المعروفة في العالم بصفتها نملة ضارة تنتشر بسرعة في إسرائيل، واجتاحت 300 بلدة إسرائيلية. وفق البحث، وصلت هذه النملة إلى شواطئ بحيرة طبريا، ومن دون وضع برنامج وطني لمحاربتها، قد يلحق ضرر اقتصادي وبيئي جسيم بالبلاد.

في عام 2005، ظهرت نملة النار الصغيرة ذات اللسعات المؤلمة للمرة الأولى في إسرائيل في القرية التعاونية “أفيكيم” الواقعة في غور الأردن. منذ ذلك الحين انتشرت في بلدات أخرى في إسرائيل، وحتى أنها وصلت إلى منطقة الجليل، جبال القدس، والبحر الميت. إحدى طرق انتشار هذه النملة هي عبر أصص تتضمن نباتات مصابة بهذه النملة. في السنوات الماضية، أبلغ إسرائيليّون كثيرون عن لسعات مؤلمة بشكل خاصّ من نملة النار، وفي مركز البلاد هناك ملاعب للأطفال توقف الأطفال ووالديهم عن زيارتها خوفا من التعرض لهذا النمل.

لسعات نملة النار (Credit: Daniel Wojcik)

في الأسبوع الماضي، عُرِض البحث الجديد، الذي أشار إلى صورة مقلقة جدا. وفق البحث، عندما تتمركز نملة النار في منطقة معينة، تتضرر جودة الحياة بسبب اللسعات المؤلمة، الضرر البيئي الذي تلحقه، لأن هذا النمل يأكل الزواحف والحشرات، الموجودة حوله. علاوة على ذلك، تطرق البحث إلى الضرر الاقتصادي الذي قد يؤدي إلى انتشار النمل في المصالح التجارية.

إحدى النتائج المثيرة للقلق التي توصل إليها البحث هي وجود نمل النار في شواطئ طبريا. وفق أقوال العلماء، من المرجح أنه دون علاج شامل للمشكلة، قد يلحق ضرر خلال بضع سنوات بشواطئ طبريا، ويعرض المستجمين في البحيرة للخطر. رغم هذا، شدد الباحثون على أن الوضع قيد السيطرة ويمكن إبادة هذا النوع الخطير من النمل.

اقرأوا المزيد: 254 كلمة
عرض أقل
بحيرة طبريا (Mendy Hechtman / Flash90)
بحيرة طبريا (Mendy Hechtman / Flash90)

الإسرائيليون يتذمرون: مياه بحيرة طبريا أصبحت مالحة

يسبب نقص الترسبات في إسرائيل أن تصبح مياه بحيرة طبريا الحلوة مالحة؛ يتذمر سكان مدينة طبريا القريبة من مياه البحيرة مدعين أنه طرأ تغيير ملحوظ على نكهة المياه

كان مستوى مياه بحيرة طبريا منخفضا بسبب الشتاء الجاف نسبيا. إحدى تأثيرات انخفاض مستوى مياه البحيرة هو أن المياه تصبح مالحة، لهذا يدعي سكان مدينة طبريا أنه في الفترة الأخيرة بدأوا يشعرون بأن مياه الشرب أصبحت مالحة. وجه السكان شكواهم إلى وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس.

يُقاس مستوى ملوحة مياه بحيرة طبريا وفق كمية الكلوريد فيها. ففي الفترات الجيدة وعندما يكون مستوى المياه مرتفعا، ينخفض مستوى ملوحة المياه، ولكن بسبب حالة مياه طبريا الصعبة في وقتنا الحالي، أصبحت مياه البحيرة مالحة أكثر.

أقامت دولة إسرائيل منظومة شفط لجمع مياه اليانبيع المالحة من أعماق بحيرة طبريا، ولكن لا تنجح في جمع كل هذه المياه، وهكذا تصل مياه مالحة إلى البحيرة. عندما تصل مياه حلوى إلى البحيرة من الوديان القريبة، وفي المقابل تُسحب منها المياه المالحة، ينخفص مستوى الأملاح في البحيرة.

ولكن بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة الشمالية في السنوات الأربع الماضية، لم تحدث هذه الحالة تقريبا. كان مستوى المياه منخفضا، ووصلت كمية قليلة جدا من مياه الوديان إلى البحيرة، وتم إيقاف شفط المياه المالحة منها إلى الحد الأدنى. في بداية فصل الشتاء، انخفض مستوى مياه بحيرة طبريا بما معدله 30 سنتمترا، ومنذ ذلك الحين ارتفع بنحو نصف متر فقط.

تأتي شكاوى سكان طبريا لأن هذه هي المدينة الوحيدة التي تستخدم مياه البحيرة بشكل مباشر. مع ذلك، فإن المياه التي يستخدمها سكان طبريا تستوفي كل معايير الجودة الخاصة بوزارة الصحة.

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
بحيرة طبريا (Flash90/Chen Leopold)
بحيرة طبريا (Flash90/Chen Leopold)

إسرائيل تعاني من الجفاف

ذروة جديدة من الجفاف: انخفاض مستوى المياه في بحيرة طبريا وكذلك في البحر الميت بمعدل 13 سنتمترا في شهر واحد فقط

سجلت بحيرة طبريا في إسرائيل انخفاضا تاريخيا جديدا، هذا وفق القياسات التي أجرتها سلطة المياه. يستدل من المعطيات التي نشرتها اليوم (الإثنين) أنه ف شهر آب وصل النقص في منسوب المياه في بحيرة طبريا إلى ناقص 26 مليون متر مكعب، أي أن كميات المياه المتدفقة إلى البحيرة أعلى من الكمية الخارجة منها. يجري الحديث عن أكثر من مليون متر مكعب مقارنة بالمنسوب السلبي في السابق، الذي حُدد في شهر آب 2014، ووصل إلى ناقص 25 مليون متر مكعب شهريا.

كذلك انخفضت المياه المتدفقة في الينابيع المؤدية إلى البحيرة. شهد نهر البانياس انخفاضا في منسوب المياه كان أكثر من المعدل مقارنة بهذه الفترة.

البحر الميت يجف (Flash90/Mendy hechtman)
البحر الميت يجف (Flash90/Mendy hechtman)

ويبدو أن هذا العام الذي ستنتهي فيه قياسات المياه في نهاية أيلول أنه العام الأسوأ والأصعب فيما يتعلق بمصادر المياه في إسرائيل، وليس في الشمال فحسب. كذلك انخفض منسوب المياه في البحر الميت خلال شهر آب بما معدله 13 سنتيمترًا. ازدادت وتيرة انخفاض منسوب المياه في السنوات الماضية، ومنذ بداية هذا العام انخفض بما معدله 1.28 مترا. حتى نهاية الدورة اليهدرولوجية التي تصادف في نهاية أيلول، من المتوقع أن يصل انخفاض منسوب المياه إلى نحو 1.40 مترا.

ولكن رغم المعطيات الخطيرة، تؤكد سلطة المياه أن تزويد المياه للاستخدام المنزلي لن يتضرر وهذا بفضل حجم المياه المحلاة المتوفرة في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 198 كلمة
عرض أقل
الكاهن النيجيري المشهور تي بي جوشوا (AFP)
الكاهن النيجيري المشهور تي بي جوشوا (AFP)

كبار طاردي الشياطين الإفريقيي في طريقه إلى إسرائيل

تثير محاولات قدوم الكاهن طارد الشياطين الإفريقي، الكاهن تي بي جوشوا، إلى إسرائيل غضبا عارما في أوساط جمعيات ومنظمات يهودية بعد أن أعلن أتباعه أنه سيترك نيجيريا قاصدا إسرائيل

في بداية شهر أيار، زار الكاهن النيجيري المشهور تي بي جوشوا (‏T.B.‎ ‎Joshua‏) إسرائيل. كانت زيارته مصيرية جدا بالنسبة للحكومة النيجرية: قرر الكاهن جوشوا نقل مركزه العالمي من نيجيريا إلى ضفاف بحيرة طبريا في إسرائيل.

يعتبر الكاهن جوشوا شخصية رئيسية في مجال السياحة في نيجيريا: فهو معروف كساحر كريزماتي مسؤول عن %60 من السياحة في نيجيريا. أثار قراره نقل مركزه العالميّ من نيجيريا إلى بحيرة طبريا في إسرائيل قلقا لدى الحكومة النيجيرية، فدعته إلى التراجع عن قراره والبقاء في موطنه.

إلا أن الكاهن المخضرَم، المعروف تحديدا بسبب قدراته الخارقة في طرد الشياطين من أرواح البشر، اتخذ قرارا مصيريا من حيث السلطات النيجيرية والإسرائيلية أيضا.

قضى جوشوا في رحم والدته 15 شهرا

يشارك نحو 40 حتى 50 ألف مؤمن في مراسم طرد الشياطين التي يجريها جوشوا في مركزه العالميّ في نيجيريا، أسبوعيًّا. يشاهد مئات الآلاف الآخرين عبر شاشات التلفاز في منازلهم المراسم المميزة لطرد الشياطين والبركات التي يوزعها الكاهن النيجري على مؤمنيه الذين يصلون إليه من كل أنحاء العالم. يدعي الكاهن أن في وسعه طرد الأرواح الشريرة والشياطين التي تدخل إلى أرواح البشر العاديين، بهدف زرع الدمار والتسبب بمشاكل كثيرة لديهم.

المركز العالميّ في نيجيريا لطرد الشياطين (AFP)
المركز العالميّ في نيجيريا لطرد الشياطين (AFP)

يقع المركز العالميّ التابع للكاهن في يومنا هذا في لاغوس. لا يدور الحديث عن كنيسة عادية وفيها صلبان وسائر الأدوات المقدسة الموجودة في كل كنيسة عادية. في الواقع، يدعى المركز الخاص بالكاهن “كنيسة المجمع” (‏Church Snagogue‏). وفق معطيات رسمية، يزور 6 من بين 10 أشخاص نيجيريا للمشاركة في مراسم “طرد الشياطين”.

وتشير السيرة الذاتية الخاصة بالكاهن جوشوا الساحر إلى أنه وُلِد قبل 54 عاما، بعد أن حملت به والدته لمدة 15 شهرا. منذ أن كان عمره سبعة أيام، حاول الشيطان إذائه للمرة الأولى. وفق شهادات الكاهن الساحر، فقد تعرض سقف منزله لضرر إثر انفجار في محجر قريب منه. فقد اجتاز الطفل جوشوا هذه الحادثة ومنذ ذلك الحين تعهد لمحاربة الشيطان. في شبابه جعل الكاهن الساحر كرهه للشيطان، استعراضا للتغلب على كل محاولة له لإحداث دمار لدى البشر. أصبح الكاهن بفضل هذه الاستعراضات نجما عالميا وبدأ يصل إليه الكثيرون من أنحاء العالم للحصول على بركته وطرد الشياطين.

https://www.facebook.com/tbjministries/videos/1468106096643495/

بالطبع، لا تنقص جوشوا الساحر الأموال وهو ينوي نقلها من نيجيريا إلى المركز العالمي الخاص به الذي سيقيمه في منطقة تابعة للمجلس المحلي في بحيرة طبريا. سيقدم معه المؤمنون والحُجاج المسيحيون والأموال الكثيرة التابعة للسياحة الدينية.

الحادثة المأسوية التي أدت إلى انتقال الكاهن إلى إسرائيل

لم ينجح جوشوا في التنبؤ بهدم أحد المنازل التابعة لكنيسته قبل ثلاث سنوات (في عام 2013). قُتِل فيها 115 شخصا، كان معظمهم من أفريقيا الجنوبية حيث حضروا للمشاركة في مراسم طرد الشياطين التي يقيمها.

مراسم طرد الشياطين التي يجريها جوشوا في مركزه العالميّ في نيجيريا:

https://www.youtube.com/watch?v=mK-p6MVgCu4

يعود سبب هدم المنزل وفق ادعاء جوشوا إلى أن طائرة غامضة حلقت في السماء قبل وقت قصير من انهيار المبنى وألحقت به ضررا وكان هذا بمثابة ضرر شيطاني. ولكن اتضح من التحقيق الرسمي من قبل السلطات في نيجيريا سببا بسيطا أخراً: لم تحصل الطوابق الثلاثة التي أضيفت إلى المبنى على تصريح بناء ولم تكن ذات أساس هندسي متين مما أدى إلى انهيار المبنى. فحُكم على جوشوا في نيجيريا بسبب إهمال فاحش وربما هذا هو أحد الأسباب التي أدت إلى أن ينقل جوشوا مركزه إلى إسرائيل، بلاد ولادة يسوع المسيح. في الوقت الراهن، يعود الموقف التحفظي السلبي من قبل بعض المنظمات والجمعيات اليهودية إلى أنها تخشى من أن يعمل الكاهن على إقناع المواطنين الإسرائيليين اليهود على اعتناق المسيحية.

أين اختفى 10 ملايين حجاج مسيحيين؟

موقع "قصر اليهود" القريب من أريحا (Flash90\Yaniv Nadav)
موقع “قصر اليهود” القريب من أريحا (Flash90\Yaniv Nadav)

تشهد قصة الكاهن جوشوا وبرامجه الكبيرة لنقل الكثيرين من أتباعه المسيحيين ومئات آلاف الحجاج سنويا إلى إسرائيل، وحتى إن شهدت قليلا، على تضييع الفرصة الكبيرة للسياحة الروحانية المسيحية في إسرائيل وعلى الصراع القاسي لشركات السياحة في إسرائيل وخارج البلاد للسماح للحجاج المسيحيين بزيارة الأراضي المقدّسة، التي عاش وصُلب فيها يسوع المسيح.

كم من الحجاج المسيحيين يزورون إسرائيل؟ زار موقع “المغطس” الذي يقع قريبا من بحيرة طبريا، في العام الماضي، 350 ألف مسيحي. وفق المعطيات، زار موقع “قصر اليهود” القريب من أريحا 343 ألف سائح مسيحي. قدر بعض وكلاء السفر الإسرائيليين الخبراء بمجال السياحية الخاصة بالمسيحيين أنه يصل إلى إسرائيل سنويا بين نصف مليون إلى 700 ألف مؤمن مسيحي في إطار سياحة الحجاج المسيحيين. ولكن لم يتحقق الاحتمال الكامن فعليا في هذه السياحة أبدا لأن كل وكلاء السفر في إسرائيل وخارج البلاد يعتقدون أن الاحتمال الحقيقي لقدوم السياح المسيحيين هو 10 مليون في كل سنة، على أقل تقدير.

سياحة الحجاج المسيحيين في البلاد المقدسة (Flash90\Miriam Alster)
سياحة الحجاج المسيحيين في البلاد المقدسة (Flash90\Miriam Alster)

أحد الأسباب المركزية لعدم تحقيق هذه الإمكانية السياحية – الروحانية هو طابع دولة إسرائيل اليهودي. إذ تخشى السلطات التي عليها الاهتمام بسياحة المسيحيين من دخول الكثير من المسيحيين مثلا من دول العالم الثالث، حيث تكمن فيه الإمكانية الأكبر لتطوير السياحة الروحانية إلى إسرائيل. يسود في دول إفريقيا وعي روحاني كبير ورغبة كبيرة في القدوم إلى إسرائيل. تكمن المشكلة الأساسية في جهاز منح تصاريح الدخول المعقدة التي فرضتها سلطات الهجرة الإسرائيلية على الزوار من العالم الثالث. هناك مثال آخر وهو عدم تسويق إسرائيل كموقع سياحي روحاني لملايين المؤمنين الأفارقة الأمريكيين في دول رئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وإذا حكمنا وفق ردود فعل الجمعيات والمنظمات اليهودية المتدينة في إسرائيل إزاء معرفة خبر محاولات الكاهن جوشوا لنقل مركزه الروحاني إلى بحيرة طبريا، فيمكن أن نفترض أن الكثيرين في الحكومة الإسرائيلية لن يكونوا راضين بشكل خاصّ إزاء سياحة الكثير من المسيحيين أيضا.

اقرأوا المزيد: 808 كلمة
عرض أقل
إسرائيل قوى المياه العظمى في العالم (Flash90/Moshe Shai)
إسرائيل قوى المياه العظمى في العالم (Flash90/Moshe Shai)

كيف أصبحت إسرائيل قوى المياه العظمى في العالم؟

منذ الخمسينيات وحتى اليوم، تُحسّن المعرفة الإسرائيلية في مجال المياه حياة مئات الملايين، تساعد دولا ضخمة مثل الهند، الصين، وإيران قبل الثورة، وتخترق أسوار العزلة السياسية

“يُعتبر الجفاف في كاليفورنيا بداية أزمة مياه عالمية خطيرة للغاية فقط. لم يعد بالإمكان أن نجلس عاجزين” – هذه هي رسالة سيث سيجال، رجل أعمال يهودي أمريكي قرر مواجهة التحدي والبحث في الموضوع. في كتابه الذي نشره مؤخرا تحت عنوان ” “لتكن هناك مياه: الحل الإسرائيلي للعالم الذي يتعطش للمياه” (Let There Be Water: Israel’s Solution for a Water-Starved World)، يصف سيجال أسباب نقص المياه وآثارها. ويصف أيضا مُفّصلا كيف نجحت إسرائيل، وهي دولة صغيرة وجديدة ذات مناخ صحراوي، في أن تصبح ما يصفه الخبراء اليوم “أكبر دولة عظمى في مجال المياه في العالم”.

في أحد فصول الكتاب، والذي نُشر في موقع ميدا الإسرائيلي، حكى قصة إسرائيل وعلاقاتها مع جاراتها القريبات في ظلّ العُزلة الدولية، وكيف نجحت في استغلال إنجازاتها في مجال تكنولوجيا تنقية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، لفتح نوافذ دبلوماسية صغيرة في طريق الخروج من العُزلة.

تقنيات لمنع جفاف البحيرات الطبيعية (Flash90/Moshe Shai)
تقنيات لمنع جفاف البحيرات الطبيعية (Flash90/Moshe Shai)

بحسب سيجال “هناك عدد قليل من الدول التي عانت من عُزلة دبلوماسيّة متطرفة مثل إسرائيل. كردّ فعل على ذلك، استخدمت إسرائيل العلوم العملية التي اكتسبتها في مجال المياه من أجل إيجاد مخرج من العُزلة، وفي أحيان كثيرة ساعدتها على فتح أو تعزيز العلاقات مع دول أخرى. من خلال مشاركة إسرائيل خبرتها والتكنولوجيا الخاصة بها مع الآخرين جعلت المياه وسيلة مهمة لإنشاء علاقات دبلوماسيّة وتجارية، وفي نفس الوقت حسّنت من حالة قطاع المياه في دول مختلفة في أنحاء العالم”.

بنو البشر مسؤولون

يقول سيجال إنّ الناس قد اعتادوا على عزو الأزمة في المياه إلى التغيير المناخي، ولكن الحقيقة هي أنّ هناك أسباب كثيرة أخرى، من بينها أيضًا النموّ السكاني ونموّ الطبقة الوسطى. تستهلك هذه الطبقة كميات كبيرة من الماء، وكذلك أيضًا من الغذاء والكهرباء، والتي من أجل تنميتها وإنتاجها هناك حاجة لكميات كبيرة من المياه. وهناك سبب آخر وهو أن البشر يلوّثون مجمّعات المياه القائمة. وثمة سبب ثالث، وهو البُنى التحتية للمياه والتي هي في الغالب قديمة، مُتداعية، وتُدار بطريقة سيّئة. إنّ كمية المياه التي يتم فقدانها بسبب التسرّبات من الصعب تصوّرها: في الولايات المتحدة يصل الرقم إلى 30%، في دبلن بإيرلندا إلى 40%، وهناك كميات كبيرة جدا في الهند.

حلّ أزمة المياه العالمية القادمة: إيقاف التهاون

بحسب سيجال فإنّه سيتم الشعور بالنقص الخطير في المياه بعد 10 أعوام، أو 20 عاما كحدّ أقصى. ويطرح عدة نماذج من العالم ومن بينها وفرة المياه التي كانت في ساو باولو، المدينة الأكبر في البرازيل، والآن أصبح هناك عدد غير قليل من “لاجئي المياه” الذين يغادرونها بحثا عن خزانات مياه متاحة ونظيفة. تقع شيكاغو على بحيرة ميشيغان ولذلك ربما من المتوقع ألا تعاني من نقص في المياه، ولكنها تفقد كل عام 35% من مياهها عقب التسريبات في البُنى التحتية.

من خلال مشاركة إسرائيل خبرتها والتكنولوجيا الخاصة بها مع الآخرين جعلت المياه وسيلة مهمة لإنشاء علاقات دبلوماسيّة وتجارية (Flash90/Chen Leopold)
من خلال مشاركة إسرائيل خبرتها والتكنولوجيا الخاصة بها مع الآخرين جعلت المياه وسيلة مهمة لإنشاء علاقات دبلوماسيّة وتجارية (Flash90/Chen Leopold)

يوضح سيجال أنّ الخبراء في صناعة المياه العالمية قد أدركوا أنّ إسرائيل تدير بكفاءة صناعة المياه وأنّه من المُستحسن استشارتها من أجل العثور على حلّ عاجل قبل أن تحدث الكارثة المأسوية.

يوجد لدى إسرائيل منظومة إدارة المياه الأفضل والأكثر تطوّرا في العالم: إنها تعيد تكرير المياه، تُحلّي مياه البحر المالحة، تستغل مياه الفيضانات، تثقّف السكان حول الاستخدام السليم، تحسّن من استخدام المياه في الصناعة والزراعة، تستثمر في العثور على التسريبات، وتُقلل من فقدان المياه من خط الأنابيب داخل المُدن وخارجها، وما شابه.

وصرّح سيجال انّ عدد السكان في إسرائيل قد ازداد بعشرة أضعاف، وازداد الناتج المحلي الإجمالي (GDP) بسبعين ضعفا، وفي المقابل انخفض هطول الأمطار بنسبة 50%. رغم كل ذلك، لدى إسرائيل اليوم كمية مياه أكثر مما كان لديها عام 1948. “إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لن تُواجه أزمة المياه”.

الدبلوماسية المائية

إسرائيل تدير بكفاءة صناعة المياه (Eli Israel)
إسرائيل تدير بكفاءة صناعة المياه (Eli Israel)

صاغ سيجال هذا المصطلخ في كتابه ليشرح ظاهرة قامت بها إسرائيل من خلال استخدام تكنولوجيا المياه من أجل تعزيز الإنجازات السياسية الدبلوماسية.

لقد نجحت في استغلال معرفتها في مجال المياه من أجل فتح الأبواب في دول عديدة، وخصوصا في دول العالم الثالث. في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة بطرق مختلفة إقامة علاقات دبلوماسيّة مع الصين، نجحت إسرائيل في القيام بذلك من خلال مشاركة معرفتها في مجال المياه.

في أواخر تشرين الثاني 2014، أعلنت لجنة إسرائيلية – صينية أنّ مدينة شوغوانغ، وهي مدينة فيها ما يزيد عن مليون مواطن بقليل وتقع على مسافة نحو 500 كيلومتر جنوب – شرق بكين، ستكون المدينة الأولى التي سيتم فيها اختبار علاقات الصين وإسرائيل في مجال المياه. وبالإضافة إلى حجم السكان، فإنّ المدينة والمنطقة المحيطة بها تضع تحدّيات عديدة في موضوع المياه، وبناء على ذلك كان اختيار إسرائيل اختيارا طبيعيا. من المُرتقب أن يهتم المشروع بتنقية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، وأيضا بالانتقال إلى استخدام الريّ ذي الكفاءة في المزارع الكثيرة التي تحيط بالمدينة. بل ستكون هناك حاجة إلى الحرص على تنقية خاصة للمياه في المصانع وفي مصنع الورق المجاور. ستستخدم مجموعة من 15 حتى 20 شركة إسرائيلية التكنولوجيا الإسرائيلية من أجل المساعدة على تفكير جديد حول استخدام المياه في المدينة، وتخطيط نظام المياه فيها من جديد.

إسرائيل تهرع لمساعدة إيران

مصادر مياه طبيعية في إيران (AFP)
مصادر مياه طبيعية في إيران (AFP)

لا يعلم الكثيرون ذلك، ولكن مجال المياه كان أحد المواضيع الرئيسية التي تعاونت فيه إسرائيل وإيران معا. حتى الثورة الإسلامية عام 1979، شاركت إسرائيل كثيرا في إدارة قطاع المياه الخاص بإيران. عمل الكثير من المهندسين الإسرائيليين فيه. وتقول الطرفة عن آية الله أنّه منذ الثورة فإنّ قطاع المياه الإيراني قد تدهور ليصبح القطاع الذي يدار بأسوأ طريقة في العالم. لا تصل المياه إلى معظم المناطق، وحتى تلك التي تصلها تكون ملوّثة.

وفقا لتقرير في موقع “المونيتور”، توقّع مستشار حكومي إيراني مؤخرا أنّه قد يصل عدد الإيرانيين الذين سيضطرّون إلى مغادرة منازلهم بسبب النقص في المياه إلى 50 مليون – نحو 70% من مجموع سكان البلاد.

يقول سيجال في كتابه إنّه كانت في بلاد فارس القديمة منظومة ريّ متطوّرة، عملت بقوة الجاذبية. تم حفْر مهاوي عمودية تُسمّى “الفقارات” كانت ذات انحدار طفيف من مصادر المياه الواقعة تحت الأرض إلى الحقول. عام 1962 ضرب زلزال قوي محافظة قزوين، الواقعة على مسافة نحو 150 كيلومترًا شمال – غرب طهران. توفي في تلك الكارثة أكثر من 20 ألف إيراني، دُمّرت 300 قرية، ودُمّرت شبكة قنوات المياه، التي حُفرت منذ أكثر من 2,700 عام قبل ذلك. يوجد في قزوين سهل شاسع استُخدمت أرضه للزراعة وزُرعت الفواكه والخضار لصالح سكان طهران والمناطق الأبعد. بعد الزلزال، لم يعد هناك مياه للريّ لدى المزارعين.

في تلك الفترة كان للشاه علاقات سرية مع إسرائيل. خشيت إيران من بعض الدول العربية، واعتقدت أنّ إسرائيل يمكنها أن تكون قوة مضادّة مهمّة. وقد أعجِب الشاه أيضًا من إنجازات إسرائيل العلمية في مجالات الزراعة والمياه، وكذلك، ويا للمفارقة، بنجاحها في المجال النووي. توجّه الشاه عام 1960 إلى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، كي ترسل إلى إيران خبراء يمكنهم تقديم المشورة لها. وبموافقته أُرسِل إلى بلاده ثلاثة فنيّين إسرائيليين. عندما ضرب الزلزال قزوين، كان الشاه قد علم أنّ لدى إسرائيل معرفة متطوّرة في تخطيط قطاعات المياه وفي العثور على مصادر مياه جديدة.

وبسبب حالة الطوارئ قيل لإسرائيل إنّها مدعوة لإرسال مهندسي المياه إلى قزوين من أجل أن يفحصوا إذا ما كان بالإمكان إعادة بناء قنوات الفقارات. وقد تبين من فحص دقيق أنّ القنوات تضرّرت إلى درجة أنه لم تكن هناك جدوى اقتصادية من إصلاحها. على أية حال، يبدو أنّ منظومة الريّ التي كانت مثالية في العهود القديمة لم تعد ملائمة للزراعة في العصر الحديث. نجح الإسرائيليون في إقناع مسؤولي الحكومة الإيرانيين والمزارعين بالتخلي عن الفقارات التي انهارت، والسماح لهم بحفر آبار عميقة من النوع الذي كان معتادا حفره في إسرائيل. سرعان ما بدأت العلاقات الإيران والإسرائيلية في مجال المياه بالازدهار.

"إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لن تُواجه أزمة المياه" (Flash90/Moshe Shai)
“إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لن تُواجه أزمة المياه” (Flash90/Moshe Shai)

وبعد فترة قصيرة من بدء حفر الآبار في قزوين، تلقّى مهندسو المياه الإسرائيليين من مستضيفيهم الإيرانيين إجابة إيجابية على طلبهم بأن يتم السماح لهم بتعليم المزارعين المحليّين كيفية زيادة الإنتاج، واستخدام نسبة أقل من المياه من أجل ذلك. تشعّبت علاقاتهم مع المزارعين الإيرانيين، وقد قدّموا لهم الآن المشورة أيضًا بخصوص المحاصيل التي يجدر بهم زراعتها، ووجهوهم حول الطريقة الصحيحة لتسويقها. لقد صادف معظم السكان المحليون في منطقة قزوين المهندسين الإسرائيليين، الذين لم يخفِ أي منهم معلومات حول دولته أو دينه.

شجّع الشاه البعثات الإسرائيلية من المجالات العلمية الأخرى على زيارة إيران، بل وأرسل ضباطا وعلماء إيرانيين إلى إسرائيل. قضى بعض الخبراء الإيرانيين فترات طويلة في إسرائيل من أجل تعلّم تقنيات إسرائيلية متقدّمة. وهكذا تعزّزت العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين وتشعّبت حتى الثورة الإسلامية عام 1979.

شركات ناشئة إسرائيلية في مجال المياه

وفقا لبيانات وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، فقد تطوّر في العقد الأخير في إسرائيل ما لا يقلّ عن 200 شركة ناشئة متعلقة بتكنولوجيا المياه. ارتفعت صادرات هذه التقنيات في السنوات الثماني الأخيرة بنسبة تزيد عن 20%، وقد وصلت اليوم إلى نحو 2.2 مليار دولار في العام. عام 2006 اتُخذ قرار حكومي بزيادة حجم الصادرات إلى 10 مليار دولار حتى عام 2020.

وبحسب سيجال يتعيّز على حكومة إسرائيل أن تُخصص المزيد من الموارد البشرية والميزانيات لصالح تسويق هذه التقنيات. عندما تم تأسيس الـ “نيو تك” (البرنامج الحكومي لتعزيز تقنيات المياه والطاقة في وزارة الاقتصاد) فقط، بلغ حجم الصادرات الإسرائيلية في مجال المياه 700 مليون دولار. ومقد وصل حجمها اليوم إلى ثلاثة أضعاف ذلك. “يوجد لدى إسرائيل منتَج جيّد، فقط يجب معرفة كيفية تسويقه”، كما يقول سيجال.

اقرأوا المزيد: 1381 كلمة
عرض أقل
إسرائيلية تستجمم على شاطئ بحيرة طبريا (Matanya Tausig/Flash90)
إسرائيلية تستجمم على شاطئ بحيرة طبريا (Matanya Tausig/Flash90)

10 حقائق عن البحيرة الحلوة الأكثر انخفاضا في العالم

يوجد لبحيرة طبريا أسماء عديدة: بحيرة طبريا، بحيرة الجليل بالإنجليزية و"كنيرت" بالعبرية، وهي موقع مقدّس جدّا للمسيحيين بعد أن مشى يسوع المسيح حولها وعليها، وهي أيضًا مكان مفضّل لدى المسلمين في إسرائيل لقضاء الوقت

19 سبتمبر 2015 | 09:26

يسمع الإسرائيليون عن بحيرة طبريا في سياق “مستوى مياه بحيرة طبريا”، والذي هو مؤشر لقياس كمية المياه التي بها، وهو في الواقع يحدّد كم من المياه يمكن ضخّها منها لأغراض الاستخدام. عندما ينخفض مستوى مياه بحيرة طبريا، ينخفض مزاج الإسرائيليين بالتوازي. وفيما عدا كونها خزان مياه مهمّ، تعتبر بحيرة طبريا موقعًا مقدّسا بالنسبة للمسيحيين، وموقعا مهما لسياحة الحجاج. وتعتبر أيضًا موقعا بارزا لقضاء أوقات المتعة بالنسبة للمسلمين في إسرائيل الذين يأتون لتبليل أقدامهم في مياهها.

فيما يلي 10 حقائق مثيرة للاهتمام عن بحيرة طبريا:

بحيرة طبريا هي البحيرة الحلوة الأكثر انخفاضا في العالم.

يتم ضخ نحو 100 مليون متر مكعب لمستهلكي المياه حول البحيرة، وللمملكة الأردنية وفقا لاتفاقيات السلام.

مصدر المياه الرئيسي لبحيرة طبريا هو نهر الأردن العلوي الذي يتغذّى على ثلاثة ينابيع كبيرة: دان، بانياس والحاصباني.

رئيس الحكومة الإسرائيلية رابين يتحدث مع ملك الأردن، الملك الحسين، على شاطئ بحيرة طبريا بعد مراسم المصادقة على اتفاق السلام مع الأردن من الحكومة الإسرائيلية (GPO)
رئيس الحكومة الإسرائيلية رابين يتحدث مع ملك الأردن، الملك الحسين، على شاطئ بحيرة طبريا بعد مراسم المصادقة على اتفاق السلام مع الأردن من الحكومة الإسرائيلية (GPO)

بحيرة طبريا هي واحدة من مصادر المياه الخمسة الرئيسية لدولة إسرائيل. خلال العقود الأخيرة، وفّرت بحيرة طبريا نحو ربع استهلاك المياه السنوي في إسرائيل.

بحسب اعتقاد شائع، فإنّ اسم “كنيرت” بالعبرية مشتقّ من كلمة “كينور” (الكمان)، والنابعة من شكل البحيرة؛ حيث تبدو على شكل الكمان (الكمان المذكور في الكتاب المقدس يشبه شكل القيثارة). ولكن كما يبدو فإنّ هذا الاعتقاد غير صحيح.

تم الاصطلاح بالعربية على اسمها بحيرة طبريا، وكذلك بالفرنسية. في النسخة اليونانية للعهد الجديد وكذلك في النسخة اللاتينية للإنجيل سُمّيتْ بحيرة طبريا “‏‎ Mare Galilaeae‏”. ويصطلح على هذا الاسم بالإنجليزية اليوم بصيغة: Sea of Galilee.

حجاج مسيحيون يغتسلون في نهر الأردن بالقرب من بحيرة طبريا (TOMER NEUBERG / FLASH 90)
حجاج مسيحيون يغتسلون في نهر الأردن بالقرب من بحيرة طبريا (TOMER NEUBERG / FLASH 90)

هناك أهمية كبيرة لبحيرة طبريا في المسيحية. وفقا للمعتقد المسيحي فقد قام المسيح بعدّة معجزات هناك: مشى عليها، أغرق فيها شياطين (إنجيل متى) وهدّأ رياح العاصفة. في مكان خروج نهر الأردن من بحيرة طبريا يوجد موقع “يردنيت” والذي يسمح بالاغتسال الطقوسي في نهر الأردن.

نحو ثلث مواقع الحجيج المخصصة لسياحة الحجاج في فلسطين (أرض إسرائيل) تقع في الجليل وحول بحيرة طبريا.

في الإسلام، وفقا للحديث، فإنّ جفاف بحيرة طبريا هو أحد العلامات الرئيسية لنهاية العالم.

في فترة المفاوضات مع سوريا عام 2000 طالبت سوريا بالحق في الوصول إلى ضفة بحيرة طبريا، كما كان في الواقع حتى حرب الأيام الستة. رفضت إسرائيل هذا الطلب وقالت إنّه وفقا للحدود الدولية، فإنّ الأراضي السورية تنتهي قبل 10 أمتار من ضفة بحيرة طبريا عند الحدّ الأقصى لمستوى المياه. كان هذا الجدل من بين العقبات التي منعت من التوصل إلى اتفاقية سلام بين الجانبَين.

صيادة السمك في بحيرة طبريا (Nati Shohat/Flash90)
صيادة السمك في بحيرة طبريا (Nati Shohat/Flash90)

يتم كل عام اصطياد نحو 2,000 طنّ من الأسماك في بحيرة طبريا، ثلثها من سردين بحيرة طبريا، وثلثها من سمك البوري (الذي يتم توطينه في بحيرة طبريا ولكن لا يستطيع التكاثر فيها) والبقية من بلطي الجليل، وبلطي الأردن، وسمك المبروك الفضّي وأنواع أخرى كذلك.

اقرأوا المزيد: 393 كلمة
عرض أقل
لوحة فسيفساء لليسوع المسيح وأمه مريم العذراء (fp)
لوحة فسيفساء لليسوع المسيح وأمه مريم العذراء (fp)

اكتشاف كنيس في إسرائيل من المرجح أن يكون المسيح قد بشّر فيه

عندما قامت فيالق المسيح بشراء قطعة أرض على الشاطئ الغربي من بحيرة طبريا، لم تكن تعلم ما الذي ستجده

قد يسميه البعض حظًا، والبعض الآخر صدفة. الأب إيمون كيلي يسمي ذلك “الرعاية الإلهية”.

عندما اشترت منظمته الكاثوليكية ، فيالق المسيح، قطعة أرض على الشاطئ الغربي من بحيرة طبريا، لم تكن تعلم ما الذي ستجده.

ويقول الأب كيلي أنه عندما يفكّر الناس بيسوع المسيح، فإنهم عادة ما يفكّرون ببيت لحم أو القدس. ولكن يسوع المسيح أمضى تقريبًا كل حياته وتشر تعاليمه الدينية في المكان الذي يعرف الآن بشمال إسرائيل.

حفريات وأثار في قرية مريم المجدلية (Wikipedia)
حفريات وأثار في قرية مريم المجدلية (Wikipedia)

ويقول الكاهن الإيرلندي المولد مشيرًا إلى منطقة الجليل أن “ثمانين بالمئة من حياة يسوع المسيح العامة كانت هنا”.

يقف الأب كيلي على البقايا التي من المرجح أن تكون بقايا مدينة المجدل، والتي يُعتقد بأنها موطن تلميذة يسوع المسيح الأشهر، مريم المجدلية، في حين يتلألأ عن بعد خط ماء البحيرة العذبة الوحيدة في إسرائيل.

لقد أمضت منظمته عدة سنوات في شراء أربع قطع أراض مجاورة والحصول على تصاريح لبناء فندق للحجاج، كنيسة صغيرة متعددة الأديان، مطعم ومأوى للنساء.

ولكن الحفريات الأثرية في إسرائيل هي إلزامية قبل البدء بأي أعمال بناء.

وعندما بدأ علماء الآثار والمتطوعون الحفر، أصيبوا بالذهول لعثورهم على كنز: كنيس من القرن الأول، وهو واحد من سبعة كنس فقط في إسرائيل، وفي العالم بأسره. ويقول الأب كيلي، “هذا هو أول كنيس تم العثور عليه في مكان مشى فيه يسوع المسيح وبشّر”. وهو يصفه بأنه “هام جدًا” لكل من اليهود والمسيحيين على حد سواء.

ويقول الخبراء انه من المرجح جدًا أن يسوع المسيح قد بشّر في الكنيس الذي تم اكتشافه مؤخرًا، والذي يعتقد بأنه تم بناؤه للمرة الأولى في العام 1، كمبنى بسيط ثم تم تطويره إلى كنيس مزخرف في العام 40.

وكانت المجدل المدينة الوحيدة على الساحل الغربي من بحيرة طبريا حتى بناء مدينة طبريا.

أي شخص يتجول في المنطقة، كما قام يسوع المسيح وفقًا للعهد الجديد بالتعليم والتبشير في الكنس في جميع أنحاء الجليل، لن تفوته مشاهدة المجدل الواقعة على طريق البحر – طريق التجارة القديم الذي امتد على طول البحر الأبيض المتوسط والساحل الغربي من بحيرة طبريا على امتداد الطريق من مصر إلى سوريا.

ويقول الأب كيلي “لقد كان حاخامًا ذكيًا. لقد عرف أين يجب عليه أن يحط الرحال. إذا كنت تسير من الناصرة إلى بيت صيدا ومنها إلى كفر ناحوم، يتعين عليك أن تصل إلى هنا.”

ويذكر متّى في الإصحاح 15:39 أيضًا أن يسوع المسيح وطأت قدماه هنا، حيث يقول “وأخذ السفينة وجاء إلى تخوم المجدل (وأحيانا تتم ترجمتها أيضًا من اليونانية ماغادن).”

حفريات وأثار في قرية مريم المجدلية (Wikipedia)
حفريات وأثار في قرية مريم المجدلية (Wikipedia)

وكان الناس في زمن يسوع يجتمعون في الكنس المحلية للالتقاء والتجمع، وليس للصلاة فقط.

ويضيف كيلي وهو يقف على الحجارة التي يصل عمرها إلى ألفي سنة، “وهكذا، إذا جاء حاخام غريب إلى المدينة، حاخام جديد، واعظ جديد، معلم جديد، فإن مكان اللقاء المنطقي هو هنا”.

وربما كانت كتلة الحجر الجيرية المنحوتة التي تم العثور عليها في الوسط تستخدم للكتابة أو لقراءة التوراة. ويعرض نقشها البارز أقدم شمعدان تم العثور عليه منحوتًا على حجر.

ووفقا لعلماء الآثار، فإنه قد تم تدمير كنيس المجدل في عام 67 أو 68 ميلادي من قبل الرومان في حربهم الأولى مع اليهود. وكان أقدم شمعدان قد تم العثور عليه قبل اكتشاف حجر المجدل هو الشمعدان الموجود على قوس تيتوس في روما من العام 82 ميلادي.

وبالإضافة إلى الكنيس، حجر المجدل الفريد وشمعدانه، عثر علماء الآثار أيضًا على برك لصيد السمك وحمامات للطقوس الدينية اليهودية.

“ويقول الأب كيلي “في الواقع ما يقوله علماء الآثار الآن هو أننا نحفر مدينة بأكملها من القرن الأول”، ويضيف أنه لا يزال هناك 12 فدانًا لم يتم حفرها بعد.

لا يزال النزل والمطعم قيد البناء، ولكن الكنيسة متعددة المذاهب الفخمة جاهزة.

وتقول مريانا برافو من مركز المجدل أنه قام نحو 5,000 شخص بزيارة الموقع منذ افتتاحه رسميًا أمام السياح والحجاج في شهر أيار. وهي تسمي المشروع، الذي يرتكز على التبرعات، “تقاطع طرق في التاريخ اليهودي والتاريخ المسيحي.”

ويقول كيلي أنه بالنظر إلى أن الكنيس هو من فترة سبقت العديد من الانقسامات الدينية الحديثة، فإن ذلك يعتبر رمزًا هامًا إلى جانب كونه قيمًا في أيامنا هذه.

“ولدينا هنا مكان يساعدنا على التعرف على ما هو مشترك بيننا.”

نشر هذا المقال لأول مرة على صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 614 كلمة
عرض أقل