وفاة المقاتل الكبير ضد النازيين: “شجاع وحكيم”

سمحاه روتم (Wikipedia)
سمحاه روتم (Wikipedia)

توفي المقاتل الأخير في "انتفاضة غيتو وارسو" التي شنها اليهود ضد النازيين عن عمر يناهز 94 عاما: "سيتذكر شعبنا قصته وقصة انتفاضة اليهود إلى الأبد"

23 ديسمبر 2018 | 11:32

توفي الناجي من الهولوكوست، سمحاه روتم، والمقاتل الأخير في “انتفاضة وارسو”، أمس السبت عن عمر يناهز 94 عاما. حارب روتم الملقب بـ “كاجيك”، ضد النازيين في انتفاضة وارسو عام 1943، المعروفة بالانتفاضة اليهودية الكبرى أثناء الهولوكوست. في نهاية الانتفاضة أشرف على إنقاذ المقاتلين من الغيتو المشتعل عبر قنوات الصرف الصحي. هكذا نجح في إنقاذ أواخر المقاتلين في انتفاضة غيتو وارسو، حمياتهم، والسمح لهم بالاختباء في غابة، وشقق سرية حتى انتهاء الحرب.

رثى رئيس الحكومة نتنياهو روتم: “أعرب عن الحزن الإسرائيلي بسبب وفاة روتم، المقاتل الأخير في انتفاضة غيتو وارسو. فقد حارب ضد النازيين، أنقذ اليهود، وقدم إلى البلاد بعد الهولوكوست متحدثا عن قصة بطولته أمام الكثير من الإسرائيليين. سيتذكر شعبنا قصته وقصة انتفاضة اليهود إلى الأبد. ليتبارك ذكره”.

وقال رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، عن روتم: “انضم روتم إلى انتفاضة غيتو وارسو، ونجح في إنقاذ عشرات المقاتلين من الغيتو. بعد أن قدِم إلى إسرائيل بعد الحرب، أقام كاجيك عائلة فيها وشغل مناصب جماهيرية في الدولة التي لم يحلم بها عندما كان في الغيتو، يائسا وقلقا بين أنقاض الغيتو”.

سمحاه روتم (لقطة شاشة)

وُلِد روتم في عام 1924، في وارسو في بولندا. عند نشوب الحرب العالمية الثانية، في أيلول 1939، مات أخيه يسرائيل وخمسة آخرون من أفراد عائلته، عندما دُمّر منزله بسبب التفجيرات الألمانية. بعد طرد اليهود في وارسو إلى الغيتو، أرسله والداه إلى أقربائه في قرية كالفوف، حيث ظل فيها ثلاثة أشهر تقريبا. في عام 1942 عاد إلى غيتو وارسو وانضم إلى التنظيم “اليهودي المقاتل”. في انتفاضة وارسو، حارب وعمل وسيطا بين الملاجئ في الغيتو وبين الجانب الآري. في نهاية الانتفاضة أشرف على إنقاذ المقاتلين من الغيتو المشتعل عبر قنوات الصرف الصحي.

في عام 1946، قدم روتم إلى إسرائيل، فسجنه البريطانيون في معسكر اعتقال في عتليت. انضم روتم في إسرائيل إلى منظمة “الهاغاناه” وحارب في حرب 1948. بعد قيام الدولة شغل عددا من المناصب الرسمية الإسرائيلية. في عام 1984، كتب سيرة حياته في كتاب “ذكريات من الماضي”.

اقرأوا المزيد: 298 كلمة
عرض أقل
نصب تذكاري لضحايا الفرهود
نصب تذكاري لضحايا الفرهود

يهود العراق يطالبون الاعتراف بهم كمتضرري الأعمال النازية

يطالب الناجون من مذبحة "الفرهود"، التي قُتِل فيها 179 يهوديا، دولة إسرائيل بدفع تعويضات لهم، كسائر اليهود الذين تعرضوا للأعمال النازية ضدهم

في هذه الأيام، يصادف 77 عاما على مذبحة “الفرهود” التي قُتل فيها يهود عراقيون وكانت قد حدثت في بداية حزيران 1941. في تلك الحادثة الخطيرة المعروفة بـ “ليلة البلور ليهود العراق”، قُتِل 179 يهوديا وأصيب الآلاف، وتعرضوا للاغتصابات والتحرشات. يعتقد اليهود العراقيون أن مذبحة “الفرهود” شبيهة بالمذبحة التي نفذها النازيون قبل ثلاث سنوات من ذلك بحق اليهود في ألمانيا. وهم يدعون أن التحريض ضد السامية وصل من ألمانيا إلى بغداد وأدى إلى تلك الأعمال الرهيبة.

حتى الآن رفضت دولة إسرائيل، الاعتراف بالعلاقة بين مذبحة “الفرهود” وبين النظام النازي، لذلك لم تدفع تعويضات مالية للضحايا. في شهر شباط الماضي، رفضت إسرائيل شكاوى 2000 يهودي عراقي من الناجين من مذبحة “الفرهود” الذين طالبوا الاعتراف بهم كمتضرري الأعمال النازية. “ليس هناك مكان للجدل بشأن مسؤولية ألمانيا النازية لكارثة الشعب اليهودي”، كتب رئيس المحكمة المركزية في حيفا، رون شبيرا، ولكنه تحفظ معربا أنه لا يمكن نسب العلاقة بين ألمانيا النازية وبين “كل ما يتعلق بمذابح اليهود مهما كانت”.

في شهر آذار الماضي، قدم الناجون من مذبحة “الفرهود” التماسا إلى المحكمة العُليا، جاء فيه، من بين أمور أخرى: “وصلت موجات الكراهية، الوحشية، التي بدأت في برلين أثناء حكم النازيين إلى دجلة والفرات، وأدت إلى قتل اليهود. يهود العراق هم من متضرري الاضطهاد النازي”.

تحدثت آراء خبراء التاريخ، التي وصلت إلى المحكمة طيلة سنوات، عن العلاقة بين الحملة التسويقية النازية ومذبحة “الفرهود”. أوضح دكتور إدي كوهين، الذي يهتم بالحملات التسويقية النازية للدول العربية: “ساهمت الحملة التسويقية النازية باللغة العربية في إدخال ظاهرة معادة السامية المتطرفة إلى الشرق الأوسط. وعززت الكراهية ضد اليهود، حتى أدت إلى اندلاع مذبحة “الفرهود” وارتكاب عمليات القتل.

ولكن منذ بدأ الناجون في عام 2011 نضالهم، رفضت المحاكم الإسرائيلية ادعاءاتهم. “لا يشير أي من الحملات التسويقية النازية إلى أنها كانت السبب في كراهية اليهود واندلاع مذبحة ‘الفرهود’. لا يمكن أن نؤكد أن التحريض الألماني هو الذي أدى إلى مذبحة ‘الفرهود’،” كتب القضاة.

رغم ذلك، يأمل متضررو تلك المذبحة بأن تقبل المحكمة العليا ادعاءاتهم وتأمر الدولة بدفع تعويضات لهم مثلما دفعت لليهود الذين تضرروا من الأعمال النازية.

اقرأوا المزيد: 318 كلمة
عرض أقل
طفلة في غيتو في بولندا (ياد فاشيم)
طفلة في غيتو في بولندا (ياد فاشيم)

شهادة ناجية من الهولوكوست

شهادة تقدمها ناجية من الهولوكوست تدعى نوعمي كلسيك، من مدينة لفيف في بولندا، كان قد قتل النازيون كل أفراد عائلتها

12 أبريل 2018 | 08:36

اسمي الآن نوعمي كلسيك، وصونيا هبنشتريت سابقا. كنت ابنة عشر سنوات عندما اندلعت الحرب. وكانت عائلتي صغيرة. كنت الابنة الكبرى وكانت لدي أخت أصغر مني بعامين وكان أخي عمانوئيل صغيرا جدا، وقد وُلد أثناء الحكم الروسي. فرحنا جدا عند ولادته وكان الطفل المنتظر. أحببته كثيرا، واخترت اسمه وكنت أتنزه معه.

كان لدى والدي مخبز، وأثناء الحرب أغلقه الروس، ولكنا احتفظنا ببعض أكياس القمح لاستخدامها في الأيام الصعبة.

نوعمي كلسيك (لقطة شاشة)

وحينها تغير كل شيء.

كانت المراسيم مكتوبة على لوحة الإعلانات اليومية، وجاء في الإعلان: “على كل عائلة أن تسهم وتشارك في الحرب”. أي أن على أحد أفراد العائلة العمل. وقد ذهب والدي إلى العمل صباحا ولم يعد في الليل، بل عاد بعد مرور أسبوعين، وكان متعبا. لهذا قررت والدتي أن تبدأ بالعمل، لأنه يتعين على أحد أفراد العائلة أن يعمل لإعالتها.

كنت أتنزه مع أخي وأختي في ساعات المساء وكنا نشاهد العمال وهم في طريقهم عائدين إلى المنزل. شاهدنا منديل والدتي الملون، ولكن اتضح أنه لم تكن تلك المرأة والدتي. واصلنا مراقبة كل العمال، ولكن والدتي لم تكن بينهم. عندها بدأنا نبكي.

خيّم الظلام على المنطقة، ولكن انتظرنا بصبر، وقال لنا الأشخاص: “أيها الأطفال، لا تقفوا هنا، فهذا يشكل خطرا عليكم”.
فأجبنا: “نحن ننتظر والدتنا”.
فقالوا: “هذا ليس مهم، اذهبوا إلى المنزل! ستصل والدتكم إلى البيت”.

عدنا إلى المنزل، ولم يسألنا والدي ماذا حدث. عندها خلدنا للنوم للمرة الأولى دون أن تكون والدتنا في المنزل.

كان والدي مريضا ولم يتكلم معنا. وفي الليلة التي توفي فيها صرخ أيضا: “خبز”.

النساء اليهوديات في غيتو لفيف, 1942

قالت لنا جارتنا: “أصبحتم يتامى، ولكن اليتامى هم أشخاص أقوياء، وستعيشون وحدكم، لأن الحرب ستنتهي يوما ما”.

مرض عمانوئيل فنقلناه إلى المستشفى. في اليوم التالي ذهبنا لزيارته في المستشفى وأحضرنا له حساء، وكانت كل الأسرّة في المستشفى فارغة، ولم يكن هناك شخص يمكن أن نسأله ماذا حدث للأطفال المرضى.

ارتديت فستانا جميلا، وذهبت إلى العمل في منزل كبير كان لعائلة يهودية ذات يوم. في نهاية يوم العمل، كنت أحصل على صحن حساء، والقليل من الخبز لإطعام أختي.

في يوم من الأيام، عندما عدت إلى المنزل ومعي الخبز والحساء اللذان كانت تنتظرهما أختي، لم تتقدم أختي صوبي كالمعتاد. عندها دخلت إلى المنزل عبر النافذة لأنني فقدت المفتاح.
سألت جيرانينا إذا شاهدوا أختي روزا، التي كان اسمها ورد بالعبرية، فقالوا لي أن النازيين جمعوا اليهود وأرسلوهم إلى معسكرات الإبادة، وأخذوا كل الأطفال.

لم أستطع العمل بعد ذلك، لأنه تم إغلاق الحي بسياج عال مصنوع من الشجر أصبح يدعى “غيتو”.

كان يصل اليهود من المدن، والأحياء الغنية، ومعهم عربة فيها ممتلكاتهم. وصلت عائلة فاينبرغ إلى منزلنا، وعندها فرحت لأني لم أكن وحدي. مقابل وجودها في منزلنا أعطاني أفرادها وجبة واحدة في اليوم، وكانت أكثر مما حلمت به.

في يوم من الأيام ابتعدت عن المنزل، وعندما عدت لم تكن عائلة فاينبرغ فيه. عندها تذكرت، أنه في الليلة الماضية، عندما كنت مع أفراد هذه العائلة، أعطوني بطاقة هوية بولندية وقالوا لي: “سيجمع النازيون الأطفال في الغيتو، لهذا عليك الهرب من هنا”.
عندها أخذت بطاقة الهوية، وزحفت تحت جدار الغيتو هاربة بعيدا عنه. عندها أمسك بي رجلان وقالا لي: “أيتها اليهودية، أعطينا المال وإلا سنسلمك إلى الألمان!”
عرفت أنه سيتم القبض عليّ على أية حال، حتى إذا أعطيتهما مالا لأن كل يهودي يساوي كيلوغراما من السكر، لهذا عضضت كلا اليدين بشدة وعندها تركاني. فركضت عبر خط السكة الحديدية، وابتعدت عن الغيتو. سمعت صوت صفارة القطار قريبا مني لهذا عبرت خط السكة سريعا وركضت كالمجنونة إلى الجهة الأخرى باتجاه الرصيف. ركضت حتى نهاية الرصيف وكنت متأكدة أن الرجلان سيلحقان بي ولكنهما لم يفعلا ذلك.

الترحيل إلى معسكرات الإبادة, 1942

كنت أدخل طعاما سرا إلى الغيتو لأتناوله فيه. أمسك بي عناصر الغستابو (الشرطة السرية لألمانية النازية) “متلبسة” ولكن نجحت في التحقيق معي بإقناع المحققين أنني بولندية عارضة عليهم شهادة ولادة بولندية وهكذا نجحت في التهرب منهم مستخدمة الخدعة.

نجحت بالهرب في قطار ليلي من مدينة لفيف بمساعدة رجل من أوكرانيا إلى منطقة قروية بالقرب من لوبلين التي عملت فيها حتى بدأ الأشخاص من حولي يشككون بي ويضايقونني. تجولت من مكان إلى آخر، حتى نهاية الحرب. اجتزت مراسم “المناولة” في الكنيسة. وعندما قدم لي الكاهن “القربانة” قلت في قلبي: “أنا يهودية، أنا يهودية”.

بعد إطلاق سراحي أردت العودة إلى لفيف. فكرت ربما ظل فيها أحد معارفي، ولكن عرفت من أول ناج يهودي التقيت به صدفة، ومن قائمة الناجين الـ 600 التي كانت بحوزته، أن ليس هناك أي شخص أعرفه.

لهذا لم أعد إلى لفيف. وصلت إلى لوبلين، إلى دار أيتام، ناجين مثلي. كان الأطفال في دار الأيتام في عمر 3 حتى 15 عاما، وكانوا يشعرون بالألم والحزن. عانيت من ضائقة مستمرة، فقدت صوتي بشكل مزمن، وتعرضت لجروح ملوثة كثيرة.

عندما قدمت من بولندا إلى إسرائيل في أيار 1948، بعد إقامة دولة إسرائيل، شعرت أني بدأت حياة جديدة.

اقرأوا المزيد: 715 كلمة
عرض أقل
أطفال في معسكر "لودز" (أرشيف ياد فاشيم)
أطفال في معسكر "لودز" (أرشيف ياد فاشيم)

الكشف عن صور جديدة من الهولوكوست التقطها القتلة والضحايا

سيُقدم المعرض الجديد الذي سيُفتتح في متحف الهولوكوست الوطني في القدس مئات الصور الفوتوغرافية التي التُقطت أثناء الهولوكوست بكاميرات الجنود الألمان، الضحايا اليهود والمارة

في متحف الهولوكوست في القدس، “ياد فاشيم”، سيُفتتح معرض “ذكريات الماضي” وهو معرض فريد من نوعه يعرض مئات الصور التي التقطها أشخاص مختلفين أثناء الهولوكوست. تشمل المعروضات، من بين أمور أخرى، صورا فوتوغرافية للمصورين اليهود، الألمان، السوفيتيين والأمريكيين، لهذا سيشتمل المعرض على ثلاثة فئات رئيسية من المصورين – القتلة، الضحايا والمحررون.

ومن بين الصور المثيرة للاهتمام هناك العديد من الصور الدعائية التي نظمها النازيون الذين وثقوا “العرق السامي” الألماني وكذلك “العرق الوضيع” اليهود. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المعرض صورا التقطها السوفييت بعد إخلاء المخيمات، عندما أعادوا السجناء اليهود إلى معسكر أوشفيتز بعد نحو أسبوع من إخلاء المخيم.

يهود في المعسكر (أرشيف ياد فاشيم)

بالإضافة إلى الصور الدعائية الكثيرة، يضم المعرض الجديد أيضا صورا لليهود في الغيتو التي التقطها الجنود الألمان أو رجال الشرطة أو المدنيون، الذين وصل بعضهم إلى الغيتو كمارة ووثقوا المشاهد الصعبة التي شاهدوها. تعكس هذه الصور معاناة السجناء في ظل وحشية النازيين. في إحدى هذه الصور وثق جندي ألماني شابا يهوديا ملقى على الأرض في غيتو وارسو في عام 1944. نشرت صحيفة “دير شتورمر” النازية مجموعة أخرى من الصور التي صورها قراءها ويظهر في جزء منها يهود “موتى”.

أحد القصص المثيرة للاهتمام التي تتجسد من الصور المعروضة، هي لتسفي كادوشين، وهو مصور يهودي من ليتوانيا يحب التصوير وقد عمل فني أشعة سينية في مستشفى ألماني. بفضل سهولة وصوله إلى مواد التصوير، تمكن من التقاط عدد كبير من الصور في الغيتو وإخفائها حتى نهاية الحرب. بعد الحرب، عرض كادوشين صوره في أنحاء العالم.

تصوير تسفي كادوشين: الطفل يعقوف برجمان عند مدخل مكتب رئيس “المجلس اليهودي” (أرشيف ياد فاشيم)

قال أمين المعرض فيفيان أوريا: “تشكل الصور أدلة دامغة على أن حالة معينة قد حدثت حقا. لا تخلق الصور الحدث بل تشهد على حدوثه. يمكن ألا تكون الصورة الملتقطة واضحة، ولكن لا شك أن هذه الصور تشهد على حادثة وقعت”.

اقرأوا المزيد: 265 كلمة
عرض أقل
(Instagram / michael_lapides)
(Instagram / michael_lapides)

فنانو غرافيتي ألمانيون يحوّلون رموزا نازية إلى لوحات فنية

وجد عدد من فنانو الغرافيتي من برلين طريقة مميزة للتخلص من لوحات تحمل صلبانا معقوفة نازية في شوارع المدينة

رغم أن ألمانيا تحظر استخدام الصلبان المعقوفة النازية، إلا أنه لا يزال من الممكن العثور عليها على الجدران، في حدائق الألعاب، والمباني السكنية في أنحاء برلين التي رسمها المتطرفون المعارضون لموجات الهجرة الكبيرة التى استوعبتها ألمانيا في السنوات الأخيرة.

مؤخرا، قرر فنان الغرافيتي إيبو أوماري (‏Ibo Omari‏) من برلين أن الطريق الأفضل للرد على رسومات الكراهية النازية هو استخدام الفكاهة والحب. بدعم من نادي الشباب الذي يديره، بدأ أوماري بتشجيع شباب برلين على البحث عن الصلبان المعقوفة في أحياءهم السكنية وإعادة رسمها بشكل إبداعي، وإنشاء لوحة جديدة تتنصر على رسالة العنصرية.

في مقابلة مع وكالة “رويترز”، قال أوماري إنه من المهم لديه أن يحث الشبان والفتيات على تحمل المسؤولية وعدم تجاهلها عندما يواجهون رموز الكراهية. ولتحقيق هدفهم، قام أوماري وأعضاء النادي الشبابي بابتكار تصاميم أصلية وخلاقة، مثل الأرانب، الطيور، ورسومات شخصيات، لتغطية الصلبان المعقوفة. قال أحد الطلاب من أعضاء النادي إنهم لا يريدون أن يعتقد زوار برلين أن المدينة مليئة بالنازيين، ويهدف عملهم الفني إلى أن يسير الناس في المدينة والبسمة مرسومة على وجوههم.

منذ بداية المشروع، غطت المجموعة أكثر من 25 صليبا معقوفا في أنحاء برلين، كما بدأت تعمل هذه المبادرة الناجحة في مدن أخرى في ألمانيا.

اقرأوا المزيد: 211 كلمة
عرض أقل
من الجهة اليمنى: زوجة دكتور حلمي، د. حلمي، آنا غوتمان، وابنتها كارلا.تصوير متحف "ياد فاشيم" في القدس
من الجهة اليمنى: زوجة دكتور حلمي، د. حلمي، آنا غوتمان، وابنتها كارلا.تصوير متحف "ياد فاشيم" في القدس

عائلة مصري أنقذ يهودا أثناء الهولوكوست تقبل شهادة التقدير الإسرائيلية

الطبيب المصري محمد حلمي أنقد شابة يهودية بعد أن ساعدها على الاختباء من النازيين، رغم أنه كان مطاردا من السلطات النازية بنفسه، وحتى اليوم رفضت عائلته شهادة التقدير الإسرائيلية على عمله الإنساني، لكنها غيّرت رأيها الآن. لماذا؟

للمرة الأولى، ستحصل عائلة طبيب مسلم، أنقذ يهودا أثناء الهولوكوست، على شهادة تقدير. بعد مرور أربع سنوات اعترف فيها متحف “ياد فاشيم” بالمصري محمد حلمي بصفته “نصير الشعب اليهودي” العربي الأول، وافق ممثل العائلة على الحصول على شهادة تقدير تشهد على أنه خاطر بحياته لإنقاذ يهود أثناء الهولوكوست‎.‎

حتى الآن رفضت عائلة الدكتور حلمي تلقي هذه الشهادة. ولكن الآن بفضل جهود مُخرجة إسرائيلية، اقنتع قريب عائلة الطبيب بالوصول من القاهرة إلى برلين والحصول على شهادة التقدير نيابة عن الدكتور حلمي في إطار تصوير فيلم يتناول قصة د. حلمي ويدعى “آنا والطبيب المصري” (Anna and the Egyptian Doctor).

وأوردت صحيفة “هآرتس” صباح اليوم (الإثنين) أن المراسم ستُجرى في مقر وزارة الخارجية الألمانية وليس في السفارة الإسرائيلية في برلين، لأنه يصعب على العائلة تلقي شهادة التقدير مباشرة من مؤسّسة إسرائيلة.

منح متحف “ياد فاشيم” الشهادة لحلمي منذ عام 2013، ولكن عائلته في مصر رفضت تلقيها من مؤسّسة إسرائيلية. الآن، بعد مرور أربع سنوات من البحث، عُثر على قريب عائلة حلمي كان قد وافق على تلقي شهادة التقدير.

شهادة "نصير الشعب اليهودي" المقدمة للدكتور حلمي محمد، تصوير متحف "ياد فاشيم" في القدس
شهادة “نصير الشعب اليهودي” المقدمة للدكتور حلمي محمد، تصوير متحف “ياد فاشيم” في القدس

وُلد الدكتور محمد حلمي في الخرطوم، السودان، عام ‏1901‏، لوالدين مصريين. وسافر عام ‏1922‏ إلى ألمانيا ليتعلّم الطب ومنذ ذلك الحين عاش في برلين. بعد أن أنهى دراسته عمل مساعدا في مستشفى على اسم‏‎ Robert-Koch ‎‏ وحظي فيه باعتراف كبير من مسؤوليه‏‎.‎

ومع ذلك، بما أن حلمي وفقا للقوانين العنصرية لم يُعتبر من العرق الآري، وإنما كان “حاميا” (من ذرية حام، الابن الثاني للنبي نوح)، شكّل ذلك عائقا أمام تقدّمه المهني. وصلت هذه الحقيقة، بالإضافة إلى موقفه النقدي المعلن تجاه رؤساء النظام النازي، إلى أسماع رجال الغيستابو (“شرطة الدولة السرية” في ألمانيا النازية)، وفي عام ‏1937‏ أقيل من عمله في المستشفى، وحُظر عليه العمل في أي مستشفى عام بل وحُظر عليه التزوج من خطيبته الألمانية. في عام ‏1939‏، اعتُقل حلمي إضافة إلى مواطنين مصريين آخرين، ولكن أطلِق سراحه بعد نحو عام لأنه كان يعاني من مشاكل صحية‎.‎

رغم أن حلمي كان مطاردا بنفسه، إلا أنه ساعد شابة يهودية تدعى آنا بوروز على الاختباء. وُلدت هذه الشابة في رومانيا وانتقلت مع والدتها إلى برلين في سن عامين. في الفترة التي حظيت بوروز على حماية من حلمي، عاشت كمسلمة وسميت باسم مستعار وهو نادية، وارتدت حجابا، وتزوجت زواجا زائفا من مسلم آخر.

بعد الحرب كتبت بوروز: “لقد كان حلمي صديقا جيدا للعائلة… ساعدني على الاختباء في منزله في برلين بتاريخ 10 آذار 1942، وحتى نهاية الحرب… في حالات عديدة كان يخبئني خلال فترات الخطر لدى معارفه، وكنت أتنكر لقريبة عائلته من درسدن لعدة أيام. كل ما فعله من أجلي كان تعبيرا عن لطفه وأنا أعبر عن امتناني له أيضا إلى الأبد”.

ساعد حلمي أيضا والدة بوروز وزوج أمها، الزوجين جولي وجور وير، وجدتها سيسيليا رودنيك. وجد حلمي لرودنيك مكانا تختبئ فيه لأكثر من عام في بيت صديقته فريدا سزوتسمان الألمانية. استضافت سزوتسمان العجوز وشاركتها الطعام، وحصل أقرباؤها نيابة عنها على شهادة ” نصيرة الشعب اليهودي ” في عام 2013.

بعد الحرب، تزوج حلمي خطيبته الألمانية، وعمل طبيبا في برلين. قالت قريبته من مصر في عام 2013 إن الزوجين لم ينجبا أطفالا. “لم يرغبا في ولادة أطفال خشية من الحروب، وأرادا ألا يتعرض أطفالهما لفظائع الحروبات”، أوضحت.

زار حلمي وزوجته العائلة في القاهرة طيلة سنوات. وحافظ على علاقته مع بوروز والتقيا معا عدة مرات في برلين. تزوجت بوروز يهوديا من أصل بولندي وأصبحت تدعى آنا غوتمان. ثم هاجر الزوجان إلى الولايات المتحدة وعاشا فيها. توفيت بوروز عام 1986.

طيلة سنوات، رفضت عائلة حلمي الحصول على شهادة “نصير الشعب اليهودي” من متحف “ياد فاشيم” مدعية أنها مؤسّسة سياسية تمثل إسرائيل وموضحة أن أحد أبناء العائلة قُتِل في إحدى الحروبات بين مصر وإسرائيل.

حتى الآن منح متحف “ياد فاشيم” 26 ألف شهادة ” نصير الشعب اليهودي ” لأشخاص من 44 دولة وقومية. هناك عدد كبير منهم من المسلمين، سكان ألبانيا، القوقاز، والبلقان.

اقرأوا المزيد: 590 كلمة
عرض أقل
دكتور يوزاف منغيله (Wikipedia)
دكتور يوزاف منغيله (Wikipedia)

فتح ملف الطبيب النازي السادي “دكتور منغيله”

سُمح بنشر تفاصيل حول جهود الموساد للقبض على دكتور يوزاف منغيله، المطلوب النازي رقم 1، الذي نفذ أعمال سادية رهيبة بحق أطفال في الحرب العالمية الثانية

بعد مرور عشرات السنوات من السرية، كُشفت تفاصيل حول ملاحقة الموساد الإسرائيلي للمجرم النازي أثناء الحرب، يوزاف منغيله، في وسائل الإعلام الإسرائيلية. يتضح أنه هذه المطاردة هي إحدى أطول المطاردات، وأكثرها تعقيدا وصعوبة مما عمل عليها الموساد، للبحث عن مَن كان يُعرف باسم “ملاك الموت من أوشفيتس”.

عُيّن دكتور يوزاف منغيله في عام 1943 طبيبا كبيرا في معسكر الإبادة الألماني، “أوشفيتس – بيركناو”. كان مسؤولا عن التنصيف في معسكر الإبادة وحكم دون تفكير واهتمام على مئات آلاف اليهود بالموت في غرف الغاز دون رأفة. بالمقابل، أجرى تجارب “طبية” مفزعة على الأسرى.

وبعد الانتهاء الحرب وهزيمة ألمانيا النازية، نجح منغيله في الهرب، والاختباء في أمريكا الجنوبية. كان “الموساد” المنظمة الاستخباراتية في دولة إسرائيل في السنوات الأولى بعد إقامتها، مسؤولا، من بين مسؤوليات أخرى، عن القبض على مجرمي الحرب النازيين الذين نجحوا في الهرب والعيش تحت أسماء  مُزيّفة ومحاكمتهم.

ونجح الموساد بشكل أساسي في هذه المهام في القبض على أدولف آيخمان، وهو من بين المسؤولين الكبار عن تطبيق البرنامج لإبادة يهود أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، وإحضاره إلى إسرائيل لمحاكمته. بعد القبض على آيخمان، وقتله في إسرائيل، كان يُعد منغيله في نظر الكثيرين في إسرائيل والعالم المطلوب رقم 1، وكان على الموساد واجب القبض عليه.

“لقد رشى الموساد ضابطا نازيا سابقا وأعطاه مبلغ 5.000 دولار شهريا، حتى نجح بعد مرور بضعة أشهر في إيصال الموساد إلى عزبة في البرازيل كان يعتقد أن منغيله يختبئ فيها”، هذا وفق أقوال أحد رجال الموساد الذي كان مشاركا في العملية. ولكن شكك الموساد في التعليمات التي تلقاها من العميل، وبعد مرور سنوات كثيرة اتضح أنه فوّت فرصة الإمساك بمنغيله، الذي اختبأ في تلك العزبة حقا.

وادعى أحد رجال الموساد أنه شاهد منغيله وجهًا لوجه عندما كان عليه أن يفحص العزبة المشبوهة عن كثب، ولكن عندما طرأت حادثة طارئة لم يتلقَ تصريحا للإمساك بالمجرم النازي. وفق البرقية التي أرسلها إلى مشغليه في مقر الموساد الإسرائيلي، فقد شاهد رجل الموساد الذي سار في الغابة المجاورة للعزبة التي سكن فيه منغيله شخصا يبدو أنه منغيله وكان يسير أمامه وبرفقته شخصين آخرين. ولكن أخبره مشغلونه، أنه طرأت حالة طارئة اختُطف فيها طفل يدعى يوسلا شوحماكر ونُقِل إلى خارج إسرائيل، لهذا عليه أن يعود إلى إسرائيل بسرعة وتأجيل عملية القبض على منغيله.

وبعد مرور عدة سنوات، وبذل الكثير من المال، والجهود من أجل القبض على منغيله، مجرم الحرب النازي، وبعد أن عرف الموساد نهائيا مكان اختبائه تماما، أصبح الوقت متأخرا لأن منغيله قد مات غرقا.

اقرأوا المزيد: 378 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور (Flash90/Pplus/Moti Lavton)
الأسبوع في 5 صور (Flash90/Pplus/Moti Lavton)

الأسبوع في 5 صور

لماذا يحب النازيون الجدد بشار الأسد؟ وماذا يخبئ إيهود باراك في المحفظة النسائية التي يحملها؟ الأسبوع في 5 صور

18 أغسطس 2017 | 09:05

الأسبوع في 5 صور: نقدم لكم كما في كل أسبوع مقالتنا الأسبوعية التي تعرض أبرز عناوين الأسبوع في خمس صور. ها هي:

الأسد محبوب النازيين الجدد

كشفت الصحف الأمريكية أن منفذ عملية الدهس الأمريكي في شارلوتسفيل، في ولاية فرجينيا، كان قد نشر صورة لبشار الأسد على صفحة فيسبوك الخاصة به. وتساءلت الصحف لماذا يشجع الشاب النازي الرئيس السوري الذي يلبقه معارضوه بأنه “سفاح” و “طاغية”. الجواب في تقريرنا المطول عن الظاهرة

بشار الأسد - "لا يُشق له غبار" (لقطة شاشة)
بشار الأسد – “لا يُشق له غبار” (لقطة شاشة)

المدونة المسلمة الأكثر أناقة
كتبنا هذا الأسبوع عن مدونة الموضة المسلمة، صابرين أبو سمرة، من قرية بير المكسور المغمورة (رابط لويكيبيديا)، التي أصبحت أيقونة موضة لشابات الإسرائيليات، العربيات واليهوديات. ولم نبالغ في وصفنا لها “الأكثر أناقة على إنستجرام في إسرائيل”. اقرأوا عنها المزيد وشاهدوا صورها

نجمة الموضة صابرين أبو سمرة (إنستجرام)
نجمة الموضة صابرين أبو سمرة (إنستجرام)

إسرائيل عام 2040
كم سيكون عدد سكان إسرائيل بعد 23 سنة من اليوم تقريبا؟ أي التغييرات ستطرأ على الفئات السكنية التي تركب المجتمع الإسرائيلي؟ كم سيكون عدد العرب وكم عدد اليهود؟ وهل ستقل نسبة اليهود المتدينين في المجتمع أم ستزيد؟ المعطيات الكاملة في التقرير الآتي

طفل يهودي متدين (Matanya Tausig/Flash 90)
طفل يهودي متدين (Matanya Tausig/Flash 90)

المحفظة النسائية لباراك

كشفنا هذا الأسبوع عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، يتجول مع محفظة نسائية خلال نزوله إلى شوارع المدينة وممارسته الرياضة. وفاجأ باراك حين قال إنه يخبئ مسدسا في هذه المحفظة لأن الدولة قللت الحراس حوله. اقرأوا تقريرنا على الرابط

إيهود باراك (Pplus/Moti Lavton)
إيهود باراك (Pplus/Moti Lavton)

مقاتلات في الدبابات
بعد وعود كثيرة، وانتقادات واسعة، بدأ الجيش الإسرائيلي في تطبيق خطة دمج النساء في سلاح الدبابات. اقرأوا التقرير الكامل عن الخطوة الثورية التي أقدم عليها الجيش الإسرائيلي نحو مساواة المرأة مع الرجل في صفوفه

مقاتلات الدبابات الأوائل في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)
مقاتلات الدبابات الأوائل في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)
اقرأوا المزيد: 231 كلمة
عرض أقل
جانب من مظاهرة اليمين المتطرف في أمريكا (AFP)
جانب من مظاهرة اليمين المتطرف في أمريكا (AFP)

ترامب ونتنياهو واللاسامية المتنامية في أمريكا

رغم أن يهود أمريكا يعانون من اعتداءات متزايدة على خليفة لا سامية، وقاداتهم يعربون عن غضبهم من موقف ترامب المتذبذب إزاء ظاهرة النازيين الجدد، في إسرائيل يتعاملون مع الوضع بخجل وتحفظ

لقد مر نحو أسبوع تقريبا منذ أن نفذ شاب أمريكي ينتمي إلى اليمين المتطرف عملية دهس ضد نشطاء اليسار في شارلوتسفيل، في فرجينيا، مسفرا عن مقتل وجرح كثيرين، والنفوس ما زالت مستعرة في الولايات المتحدة. لقد أثار الموضوع مجددا نقاشا حول ظاهرة معاداة السامية والنازيين الجدد الذين ينشطون في الولايات المتحدة علنا دون خجل، وكانت الانتقادات موجهة بشكل أساسي ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي انتقد “المتطرّفين من كلا الجانبين” في حين أن أحد الجانبين تظاهر معربا عن مظاهر الكراهية والعنف، بينما أعرب الجانب الآخر عن دفع حقوق الإنسان قدما.

ومنذ ذلك الحين شجب ترامب الحادثة بشكل حازم وذلك في أعقاب الانتقاد العارم الذي كان موجها إليه عندما قال “لا مكان للكراهية والعنصرية في أمريكا”، ولكنه تراجع أمس عندما قال “الطرفان مذنبان” متسائلا لماذا لا تُشجب أعمال نشطاء اليسار بل أعمال نشطاء اليمين المتماهي معظمهم مع النازيين الجدد.

وأثارت أقوال ترامب مؤخرا غضبا ودهشة في أوساط حلقات واسعة في الولايات المتحدة، بما فيها الحزب الجمهوري المنتمي إليه ترامب والمتماهي مع اليمين. قال المرشح الجمهوري للرئاسة في عام 2008، جون ماكين، هذه الليلة إنه “لا يمكن الحكم بالتساوي على العنصريين الأمريكيين الذين يعارضون الكراهية والجهل. وعلى الرئيس الاعتراف بهذا”.

https://twitter.com/bakedalaska/status/897561783233159169

بالمقابل، أيد أتباع الحلقات اليمينية أقوال ترامب. وغرد ديفيد ديوك، زعيم “كو كلوكس كلان” سابقا، والمعروف بعنصريته ومعاداته للسامية في توتير: “شكرا لك أيها الرئيس ترامب على صراحتك وجرأتك”.

وأصيب أبناء الجاليات اليهودية في أنحاء الولايات المتحدة بصدمة إثر أقوال ترامب معتبرينها دعما لمعاداة السامية والعنف تجاههم. وتحدث زعيم الجالية اليهودية في شارلوتسفيل كيف أن أبناء الجالية معرضون لتهديدات النازيين الجدد في الواقع، وعليه حراسة الكنيس بشكل خاص وحتى إلغاء المناسبات لأن الشرطة لا تسعى لحماية الجالية اليهودية.

وفي مقابلة معه هذا الأسبوع تحدث الزعيم كيف سار النازيون الجدد يوم السبت الماضي أثناء الصلاة في الكنيس في المدينة في الشارع القريب منه وهتفوا “ها هو الكنيس”، ورفع جزء منهم أعلام عليها صليب معقوف، ووقف بالقرب من الكنيس أفراد من النازيين الجدد وارتدوا زيا خاصا بهم ورفعوا أسلحة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يودع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب (GPO)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يودع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب (GPO)

وتجند الكثير من الأمريكيين في الأسبوع الماضي ضد نشطاء اليمين من النازيين الجدد. واقترح جزء منهم التطوع والمساعدة للحفاظ على الجالية اليهودية، ونشروا صورا للنازيين الجدد الذين شاركوا في المظاهرة في المدينة، وكشفوا عن أسمائهم في شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا إلى إقالتهم.

وبالتباين، بشكل مفاجئ، لا تشجب إسرائيل هذه التصرفات أو لم تتطرق إلى أقوال الرئيس ترامب. على ما يبدو، يأتي هذا خشية من المس بالعلاقات الإسرائيلية – الأمريكية، لا سيما العلاقات الودية بين رئيس الحكومة نتنياهو وترامب، فلم يسرع نتنياهو إلى التطرق إلى الأحداث في شارلوتسفيل يوم السبت الماضي. ولكن أمس (الثلاثاء)، بعد أن شجب ترامب الأحداث بشكل حازم فقط، نشر نتنياهو تغريدة: “أنا مصدوم من مظاهر اللاسامية، النازيين الجدد، والعنصرية. على كل منا معارضتها”.

وبشكل عام، كان من الصعب على اليمين الإسرائيلي شجب أقوال ترامب بشكل حازم. خلافا لوالده، ألغى يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بسخرية الصورة التي نُشرت من مسيرة النازيين الجدد وقال: “هم لا يشكلون خوفا حقيقيا”. في منشور نشره في صفحته على الفيس بوك بالإنجليزية، كتب يائير نتنياهو أنه مقارنة بالمنظمات اليمينية غير الضارة، فإن المنظمات اليسارية التي تظاهرت ضدها “تكره دولة إسرائيل، وأمريكا على ما أظن، وهي مُسيطرة أكثر في الجامعات الأمريكية والحياة العامة”.

وأيد عناصر يمين إسرائيليين آخرين أقوال ترامب. غرد عضو الكنيست أورن حزان اليوم صباحا: “ترامب مُحِق. لا يجوز ممارسة العنف والتطرف أيا كان ويجب شجبها! فلا يهتم المتملقون اليساريون ووسائل الإعلام. فهم يعتقدون أن اليمين في إسرائيل هو المتطرف والعنيف فقط”.

وبالمقابل، أعرب نشطاء اليسار والمركز في إسرائيل عن صدمة من الأقوال، وكذلك من التسامج الذي يبديه عناصر اليمين الإسرائيلي ضد اللاسامية والنازيين الجدد. كما وأعربت وسائل إعلامية كثيرة في إسرائيل عن صدمة من أقوال ترامب، ووصفته بأنه يدعم اللاسامية والنازيين الجدد علنا.

اقرأوا المزيد: 579 كلمة
عرض أقل
بشار الأسد - "لا يُشق له غبار" (لقطة شاشة)
بشار الأسد - "لا يُشق له غبار" (لقطة شاشة)

لماذا يدعم النازيون الجدد في أمريكا الأسد؟

تثير صورة الرئيس السوري التي كُتِب عليها "لا يُشق له غبار" ونُشرت في صفحة الفيس بوك التابعة للشاب الأمريكي الذي نفذ عملية الدهس ضد متظاهري اليسار في فرجينيا تساؤلات

وصل الصراع بين اليسار واليمين في الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع إلى ذروته بعد أن شهدا عنفا إثر عملية الدهس في شارلوتسفيل، في فرجينيا. قاد شاب أمريكي يدعى جيمس فيلدز سيارته بسرعة متجها نحو مجموعة من متظاهري اليسار، الذين تظاهروا احتجاجا على مسيرة اليمين المتطرّف. فقُتِلت امرأة عمرها 32 عاما، وأصيب 9 آخرون إثر عملية الدهس.

وبعد وقت قصير اعتقلت الشرطة فيلدز، وامتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بمعلومات حوله: إنه من اتباع حركة “اليمين البديل” (Alt-right) في الولايات المتحدة، التي دعمت علنا دونالد ترامب في حملته الرئاسية، ويُعرف الكثير من أعضائها بصفتهم نازيين جدد، عنصريين، كارهين للأجانب.

وشارك فيلدز في صفحته على الفيس بوك صورا تحمل رمز الصليب المعكوف، صورة لبيبي الضفدع – شخصية خيالية متماهية مع اليمين المتطرف ومعروفة كـ”رمز الكراهية”، صورا لهتلر في صغره، وصورة للحاكم السوري، بشّار الأسد، كُتِب عليها “لا يشق له غبار”.

وانتشرت صورة الأسد في شبكات التواصل الاجتماعي سريعا وأثارت ردود فعل كثيرة، وردت فيها تصريحات تشير إلى أنه ليس من المفاجئ أن يدعم النازيون الجدد والعنصريون من يرتكب الجرائم بحق أبناء شعبه ويعرضهم للغازات السامة. وكتب متصفح أيضا: “من المعروف أن الإرهابيين يستوحون أعمالهم من الدكتاتوريين والإرهابيين الآخرين، أمثال الأسد، أو ترامب”.

https://twitter.com/ThinSkinTrump/status/896565720045191168

وفي الواقع، اتضح في أعقاب النشر أن دعم الأسد ليس استثنائيا بين الحلقات اليمينية المتطرّفة في الولايات المتحدة. أولا، معظم أعضاء حركة اليمين البديل هم داعمو بوتين المتحمسين، لهذا ليس عجبا أنهم يدعمون حليفه المركزي في الشرق الأوسط.

هذا إضافة إلى أنه يبدو أن الهجمات الأمريكية على سوريا في نيسان الماضي، في أعقاب النشر أن جيش الأسد قد استخدم الأسلحة الكيميائية في إدلب، قد أثارت غضب زعماء اليمين المتطرّف ضد ترامب، وشكلت نقطة تحول في دعمهم له. ففي حين دعم أعضاء اليمين المتطرف ترامب دعما كبيرا أثناء حملته الانتخابية، فمنذ شن الهجمات على سوريا بدأت تُسمع انتقادات لاذعة ضده، تشير إلى أنه يخرق وعوده التي قطعها أثناء الانتخابات.

ومن بين ادعاءات أخرى، ادعى أعضاء اليمين المعاديين للسامية والذين دعموا ترامب قبل الانتخابات أنه يتبع سياسة
“إسرائيل أولا”، خلافا لوعودوه التي تشير إلى أن “أمريكا أولا”، مثل ما نشر أثناء حملته الانتخابية. كانت الهجمات الأمريكية على سوريا، وفق أقوالهم خطوة لصالح إسرائيل وداعش. سارع هؤلاء الأعضاء إضافة إلى آخرين إلى الادعاء أن الأسد مسؤول عن الهجوم الكيميائي في سوريا كاذب، مدعين أن جهات مختلفة مثل إسرائيل، “الدفاع المدني السوري”، الثوار السوريين، وغيرهم هم المسؤولون عنها.

نشر السياسي اليمينيّ، ديفيد دوك، المعروف بمواقفه المعادية للسامية، ورئيس حركة كو كلوكس كلان العنصرية، تغريدة (ما زالت تظهر في أعلى صفحته على توتير حتى وقنتا هذا) يدعي فيها أن الهجمات الصاروخية الأمريكية على سوريا تخدم المصالح الإسرائيلية والمصالح الداعشية في الولايات المتحدة.

https://twitter.com/DrDavidDuke/status/850398760266072064

ويوثق مقطع فيديو آخر منتشر في شبكات التواصل الاجتماعي مجموعة من الطلاب الجامعيين الأمريكيين في مظاهرة دعم للجيش السوري وبشار الأسد، وهم يتفاخرون بأن “الأسد لم يرتكب أي عمل خاطئ”، وأن كل من يعارضه “يُهَاجِم بالبراميل المتفجرة”. وبينما يتحدث طالبان جامعيان أمام الكاميرا، يصرخ طالب جامعي آخر من ورائهم: “الأسد بطل!!”. غرد داعمو اليمين المتطرّف ردا على مقطع الفيديو هذا ومقاطع أخرى موضحين أن “الأسد بطل حقا، يفي بوعوده ولا يخشى استخدام القوة لتحقيق غاياته”، ووردت تغريدات شبيهة أخرى.

وكما ذُكر آنفًا، فبعد أن ظهر دعم كبير للأسد بين حلقات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، ثار غضب بشكل خاص من جهة، ومن جهة أخرى وردت ردود فعل كثيرة أوضحت أن هذه العلاقة مفهومة ضمنا ولا داعي للمفاجئة.

اقرأوا المزيد: 522 كلمة
عرض أقل