جندي عراقي في الموصل (AFP)
جندي عراقي في الموصل (AFP)

المعركة على الموصل تُحدد مصير داعش

المعركة على المدينة تُلزم داعش باتخاذ قرار حول نشر قواتها والعمل مثل القاعدة

إن المعركة التي أعلن عنها رئيس حكومة العراق، حيدر العابدي لتحرير غربي الموصل، لا تهدف إلى تحرير المدينة من قبضة داعش التي تسيطر عليها منذ نحو سنتين ونصف فحسب،  بل قد تحدث ثورة في مكانة التنظيم في العراق والمنطقة كلها. عند تحرير الموصل من سيطرة داعش كليا، يتعين على داعش اتخاذ قرار استراتيجي، ربما يكون الأهم في تاريخها: هل عليها تركيز قواتها في منطقة تخضع لسيطرتها في شمال شرق سوريا، أو أن عليها نشر قواتها في الدول العربيّة الأخرى والعمل وفق طريقة القاعدة. يدور الحديث عن طريقة ترتكز على فروع وخلايا وتتنازل عن استراتيجيات الاحتلال الإقليمية.

وفق التقديرات الحديثة من العراق، يبدو أن قوات داعش في الموصل تعدادها حتى 2.500 مقاتل، مقارنة بتقديرات سابقة كانت تشير إلى أن عددها كان يتراوح بين 5.000 إلى 7.000 مقاتل. قد تكون التقديرات السابقة خاطئة بسبب صعوبات استخباراتية، ولكن من المرجح أكثر أن الدولة الإسلامية قد تقلصت قواتها، لأنها نقلت جزءا منها إلى سوريا. في الوقت ذاته انسحب الكثير من المقاتلين، لا سيّما العراقيين، الذين خلعوا الزي، مخبئين سلاحهم، منضمين إلى السكان العاديين.

تشير التقديرات الآن إلى أن الحرب في الجزء الغربي من الموصل ستستغرق أسابيع أو أشهر. هذه حلبة مدينية صعبة: يعيش نحو 750 ألف مواطن باكتظاظ في الموصل في أزقة وعشرات الأحياء. تصعّب هذه المعطيات على إدارة الحرب الجوية أو المدفعية وكذلك على قدرة المركبات المدرّعة فيها على المناورة.

الاستراتيجية العراقية المُنسّقة مع جيش الولايات المتحدة مبنية على إدخال قوات مشاة كثيرة ودفع داعش إلى أحياء من الأسهل مهاجمتها فيها من الجو. إذا كانت النسبة العادية المثالية في الحرب بين القوات المُهَاجِمة والمُهَاجَمة هي 1:5، فإن الجيش العراقي في الموصل يطمح إلى أن تكون النسبة ‏1:20، بحيث إنه إذا كان عدد مقاتلي داعش نحو 2.000 حقا، فمن المفترض أن يكون تعداد القوات العراقية بين 40 حتى 50 ألف مقاتل. ليست هناك صعوبة كبيرة لدى الجيش العراقي الذي يعمل بالدمج مع مليشيات محلية في تحقيق أفضلية من حيث العدد، إضافة إلى ذلك، فإن المظلة الجوية التي تحت تصرفه غير محدودة تقريبا. ولكن السؤال هو ما هو نوع القتال الذي تفرضه داعش على هذه القوات.

كان في منطقة شرق الموصل التي حُررَت في الشهر الماضي، مستوى منخفض نسبيًّا من المقاومة ولكن المعركة في هذا الجزء من المدينة استغرقت ثلاثة أشهر حتى تحريرها. من تقارير في مواقع مدنية في الإنترنت، يتضح أن داعش جهّزت نفسها جيدا استعدادا للجزء الثاني من القتال، فأقامت معابر إسمنتية عالية، خبأت عبوات ناسفة في مئات المواقع، نشرت محطات قناصين على طول محاور رئيسية، وبحوزتها صواريخ كتف مضادة للدبابات ورشاشات ثقيلة ضد الطيارات. الخوف الرئيسي هو أن تستخدم داعش مواطني المدينة درعا بشريا ما يؤدي إلى عدد كبير من القتلى بشكل غير مسبوق.

في المقابل، هناك إمكانية ألا تحارب داعش حتى اللحظة الأخيرة، وقد تسحب قواتها في مراحل مبكّرة من المعركة. بهدف تحقيق ذلك بدأ الجيش العراقي باستخدام الحرب النفسية المكثفة التي تتضمن بثا إذاعيا وتلفزيونيا، نشر صور جثث عناصر داعش وهي ملقية في الشوارع، ونشر معلومات حول عدد القوات الكبير الذي سيدخل إلى المدينة. ولكن من غير الواضح أي من الخيارات سيختار زعماؤه.

لم تبدأ الحرب الفعلية في المدينة بعد، ولكن في  الضواحي الجنوبية والشمالية، حقق الجيش العراقي أهدافا استراتيجية هامة، ووفق تصريحات الضباط العراقيين المسؤولين، فمن المتوقع أن يدخل الجيش إلى المدينة خلال أسبوع. ولكن، كلما أصبح موعد الإعلان العسكري قريبا، يتزايد القلق من اليوم التالي للمعركة.

بات سكان المنطقة الغربية من المدينة قلقين من الأحداث في الجهة الشرقية، التي كثرت فيها حالات العنف التي يمارسها الجنود ضد المواطنين، وهناك تقارير حول اغتيالات مَن يُتهم بالتعاون مع داعش. يحاول الكثير من السكان الهرب من غرب الموصل ولكنهم يخشون العودة إلى شرقها بسبب الفوضى غير المسبوقة لعناصر الميليشيات وحتى جنود الوحدات المختارة.

هذا الأسبوع، نشر الزعيم الشيعي الانفصالي، مقتدى الصدر، برنامجا لإرساء الاستقرار في الموصل بعد تحريرها وهكذا فهو يُلزم الحكومة العراقية بالنظر في مُستقبل المدينة والدولة بأكملها. يشدد الصادر في الـ 29 بندا من البرنامج على الحاجة إلى الحفاظ على وحدة الدولة، التوصل إلى تسوية وطنية بين كل الطوائف، وتحمّل الدولة مسؤولية فرض القانون والنظام بدلا من المليشيات المحلية. ويطلب الصدر أيضا أن تغادر كل القوات الأجنبية بعد المعركة – ليس القوات الأمريكية فحسب بل الإيرانية والقوات الأخرى، ويدعو إلى إقامة جهات دولية لمراقبة إعادة تأهيل المدينة وإلى تجنيد أموال هائلة لتحقيق ذلك.

يقترح البرنامج المثير للاهتمام أيضا تأليف بعثات رؤساء قبائل تنتقل من جنوب العراق إلى مدينة الموصل، لتقريب القلوب بين الطوائف. يطالب الصدر الميليشيات الشيعية (التي تعمل برعاية إيران) الانخراط في الجيش العراقي لتجنب تشكيل عدة قوات عسكرية في الدولة.

إذا حددت مجددا السيطرة على الموصل إلى حد بعيد مصير الدولة الإسلامية، فإن طريقة إدارة المدينة بعد الحرب تُحدد مُستقبل العراق السياسي. حتى الآن، فيما عدا برنامج الصدر لم يُبلوَر برنامج يوضح ترتيبات إعادة التأهيل، مصادر التمويل، لا سيّما تقسيم السيطرة على المدينة.

في المقابل، فإن سوريا التي قادرة فيها دولة عظمى واحدة، روسيا، على إملاء مبنى نظام الحكم إلى حد كبير، على الأقل- ففي العراق، ستتحمل الحكومة  التي تبدي وحدة وعزم في حربها ضد داعش مسؤولية توفير رد على هذه الأسئلة ولكنها غير قادرة بعد على النجاح في كسب ثقة السنيين.

 

نُشِر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 801 كلمة
عرض أقل
المراسل الإسرائيلي إيتاي أنجل في الموصل (لقطة شاشة، "عوفداه")
المراسل الإسرائيلي إيتاي أنجل في الموصل (لقطة شاشة، "عوفداه")

مراسل إسرائيلي في قلب الموصل

توثيق خاص من مركز القتال الأكبر في الشرق الأوسط: المراسل الإسرائيلي، إيتاي أنجل، انضم إلى قوات خاصة للجيش العراقي الشيعي الذي يحاول هزيمة داعش

“يسألونني ما الذي يدفعك إلى الدخول إلى مناطق القتال المستعرة، التي يحاول الكثيرون الهرب منها”. يقول إيتاي أنجل، مراسل إسرائيلي الذي دخل مرارا وتكرارا إلى المنطقة التي يدور فيها قتال والأخطر في العالم. “لم تكن الإجابة واضحة هذه المرة – إذا سقطت الموصل فتسقط داعش أيضا. وأريد أن أرى ذلك في اللحظة الحقيقية. حتى وإن عرفت أنه هناك لحظات أرغب فيها بالهرب من المنطقة فقط”.

بُثت الحلقة الأولى، أمس من برنامج صوره إنجل في العراق في برنامج التحقيقات “عوفداه” في القناة الثانية الإسرائيلية. جلس عشرات آلاف الإسرائيليين مندهشين عند رؤية البرنامج، وشاهدوا مشاهد استثنائية لعالم لا يعرفون الكثير عنه.

المراسل الإسرائيلي إيتاي أنجل في الموصل (لقطة شاشة، "عوفداه")
المراسل الإسرائيلي إيتاي أنجل في الموصل (لقطة شاشة، “عوفداه”)

بدأ تصوير المسلسل مع وصول أنجل إلى ضواحي الموصل، بينما كانت تغطيها موجة من الدخان الأسود والثقيل جدا، ينطلق من آبار النفط التي أشعلتها داعش، عندما أدركت أنها ستفقد السيطرة عليها. كان يبدو مشهد الأبوكاليبس، السماء السوداء، والضوء الأول المنبثق مع بداية النهار ولونه أصفر مائل إلى أحمر أسفلها، كفيلم رعب ينجح في إثارة الخوف.

يتحدث أنجل في البداية مع مواطن من الموصل، يائس من الحرب المتواصلة في الموصل منذ ثلاثين عاما. “حتى وإن هُزِمت داعش وتحقق الهدوء في المنطقة، فستشهد الموصل حربا ثانية بعد مرور سنتين. هذا هو مصير الموصل”، قال يائسا.

توثيق إسرائيلي خاص من الموصل (لقطة شاشة، "عوفداه")
توثيق إسرائيلي خاص من الموصل (لقطة شاشة، “عوفداه”)

لا يرغب المواطنون في المشاركة بالمقابلات والتعاون مع وسائل الإعلام. فهم يخشون من أن الأمور التي تُوثقها الكاميرات قد تؤدي إلى قتلهم، سواء قامت بذلك داعش أو الجيش العراقي الشيعي، الذي يدخل الأحياء بسيارات مدرّعة عليها أعلام شيعية، وتُسمع من مكبرات الصوت فيها أغاني شيعية بشكل واضح.

انضم أنجل لاحقا إلى وحدة النخبة في الجيش العراقي، ودخل معها بسيارات مدرعة إلى مركز الأحياء التي تسيطر عليها داعش. لا يعرف المقاتلون مَن هو أنجل بالطبع، ويأمل ألا يعرفوا أنه إسرائيلي. فهو يتحدث معهم الإنجليزية والعربية فقط. تنتهي الحلقة عندما يخرج أنجل وقوات خاصة للبحث عن خلية داعش، في منطقة قد تكون مزروعة فيها ألغام، ربما تؤدي إلى قتلهم. في الأسبوع القادم ستُبث الحلقة الثانية، ولكن من المعروف أن أنجل قد خرج سليما والدليل على ذلك أنه جلس في استوديو البرنامج.

توثيق إسرائيلي خاص من الموصل (لقطة شاشة، "عوفداه")
توثيق إسرائيلي خاص من الموصل (لقطة شاشة، “عوفداه”)
اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل
مقاتلو داعش (Twitter)
مقاتلو داعش (Twitter)

ترف مقاتلي الدولة الإسلامية: شاشات بلازما، إنترنت وبيبسي

الكشف عن حياة الترف والمعاملة الخاصة لأعضاء تنظيم الدولة، مقارنة بظروف المعيشة للمواطنين الذين تحت سيطرتهم، عبر الإيصالات التي تركها النشطاء خلفهم

بعد أن هرب مقاتلو الدولة الإسلامية من الموصل، تركوا خلفهم بعض المفاجآت للقوات الكرديّة – مستندات تكشف الكثير عما حدث في أرض الواقع في المناطق التي خضعت لسيطرة داعش. يظهر جزء هام بشكل خاصّ من تلك المستندات وهو الفواتير المفصّلة، التي تكشف تماما ما الذي اشتراه النشطاء وحتى كيف كان يبدو روتين حياتهم اليومي وأوقات الفراغ الخاصة بهم.

جمع نشطاء داعش بدقة فواتير كل ما اشتروه تقريبا وسجلوا في دفاتر فواتير منظم مشترياتهم، التي تكشف عن ظروف المعيشة لنشطاء التنظيم، مقارنة بالظروف الصعبة التي عاشها السكان الذين كانوا تحت سيطرتهم.

تكشف الإيصالات عن أن المقاتلين عاشوا حياة ترف في مناطق الكارثة الإنسانية في العراق وسوريا. من بين أمور أخرى، عُثر على إيصالات لشراء شاشات بلازما جديدة للمنزل الذي أصبح مقرا لهم.

كذلك، كان يُسمح لمقاتلي التنظيم بالوصول إلى الإنترنت. ففي المنزل الذي استُخدم مقرا للتنظيم في مدينة الموصل، عُثِر على اسم المستخدِم وكلمة السرير للإنترنت في المنزل الذي كان موصولا بالإنترنت، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعيّ.

ترف مقاتلي الدولة الإسلامية: شاشات بلازما، إنترنت وبيبسي (AFP/DELIL SOULEIMAN)
ترف مقاتلي الدولة الإسلامية: شاشات بلازما، إنترنت وبيبسي (AFP/DELIL SOULEIMAN)

كما يمكن أن نرى في الإيصالات أن النشطاء قد طلبوا وجبات سريعة من مطاعم. في أحد الإيصالات يمكن أن نرى أنهم قد طلبوا وجبات مثل دجاج مسحب، تمن، مرق، ومقبلات.

يعود تاريخ معظم الإيصالات إلى بداية عام 2016، عندما ما زال داعش يسيطر على جزء كبير من العراق، وثلث الأراضي السورية. خلال عام 2016، أصبحت مقرات التنظيم محصّنة أكثر فأكثر، بسبب تفجيرات قوات الائتلاف بقيادة أمريكا.

يبدو أن حرية تنقل نشطاء التنظيم كانت كبيرة جدا في ذلك الحين. فقد سافروا كثيرا في المناطق الواسعة التي كانت تحت سيطرة داعش، وكانت مدينة هيت الواقعة على الحدود السورية العراقية إحدى أهداف الزيارة الأساسية. إذ تكشف الفواتير أن النشطاء دفعوا مقابل الوقود للسفر من الموصل إلى هيت 22 دولارا فقط.  فقد سافروا إليها كثيرا لجمع معدّات أو إقامة لقاءات عملياتية.‎ ‎‏ تشير إيصالات أخرى إلى أن النشطاء قد تنقلوا بحرية أيضا من الموصل في العراقة حتى الرقة في سوريا، مسافة تبعد نحو 450 كيلومترا بينهما.

اقرأوا المزيد: 302 كلمة
عرض أقل
قناص بريطاني (ROBERT ATANASOVSKI/AFP)
قناص بريطاني (ROBERT ATANASOVSKI/AFP)

رصاصة واحدة تقتل ثلاثة إرهابيين

قناص بريطاني ينجح في القضاء على ثلاثة عناصر داعش هددوا بإطلاق نيران على نساء وأولاد، برصاصة تعد "رصاصة واحدة في المليون"

أثناء المعركة الصعبة لتحرير الموصل من براثن تنظيم الدولة الإسلامية، أطلق مقاتل في وحدة الكوماندوز البريطانيّة رصاصة تعتبر “رصاصة واحدة في المليون” نجح فيها بقتل ثلاثة عناصر تنظيم الدولة برصاصة واحدة، كما نشر في جريدة “دايلي مايل” البريطانية.

لقد أطلق القناص البريطانيّ النار على الإرهابيين عن مسافة تبعد نحو كيلومترين، بعد أن باتوا يشكّلون خطرا على مجموعة من النساء والأولاد الذين حاولوا الهرب. لمزيد من دهشة شهود العيان، أصابت الرصاصة رأس مقاتل داعش كان يمسك بيده بندقية، وبعد ذلك أصابت صدر مقاتل آخر. من ثم خرجت الطلقة من صدر الناشط، مصطدمة بالحائط، مرتدة صوب المقاتل الثالث ملحقة ضرر في عنقه. فقُتل عناصر داعش الثلاثة.

وقعت الحادثة في قرية كانت تحت سيطرة داعش شمالي العراق، في شهر تشرين الثاني الماضي. كان القناص مقاتلا تابعا لطاقم خاص في الجيش البريطانيّ الذي كان يراقب عناصر داعش، في حين تقدم الجيش العراقي في القتال باتجاه مدينة الموصل.

حاول عشرات الأولاد والنساء الهرب من المدينة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، وذلك بعد أن صوب الإرهابيون الثلاثة النار نحوهم عبر بندقياتهم من مكان مخبئهم في بناية قريبة.

وفي عام 2015 وقعت حالة شبيهة، عندما قتل قنّاص بريطاني خمسة عناصر من داعش بثلاثة رصاصات. أصابت الرصاصة الأولى التي أطلقها القناص حزاما ناسفا كان على جسم عنصر في الدولة الإسلامية، فتفجرت وقتلت إضافة إلى الناشط الذي كان يحملها ناشطين آخرين.

اقرأوا المزيد: 208 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

الهروب من الموصل، اللقية الأثرية في القدس، والنكات حول السيسي - شاهدوا أهم الصور في الأسبوع الماضي

28 أكتوبر 2016 | 08:31

الهروب من الموصل

وصلت المعارك في الموصل إلى الذروة خلال هذا الأسبوع. وقد أرسلت وسائل إعلامية من كل العالم مراسلين لتغطية المعارك الدائرة في العراق، التي وصل إليها مراسلون إسرائيليون أيضا. وفر آلاف اللاجئين العراقيين من مدنهم رغبة منهم للهرب من جحيم داعش والعثور على ملجأ، ووجدوا أنفسهم يطرقون أبواب سوريا الجارة، والتي تدور فيها حرب أهلية دامية منذ سنوات أيضا. انتشرت صور اللاجئين الفارين والذين لا حول لهم ولا قوة في العالم ومست قلوب الكثيرين.

لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)
لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)

مظاهرة في تل أبيب ضد القصف الروسي على حلب

قررت مجموعة من الإسرائيليين أنها غير قادرة على الصمت بعد في ظل الحرب الدامية في سوريا، لذلك تظاهر أعضاؤها أمام السفارة الروسية في تل أبيب، احتجاجا على تدخل بوتين في القصف على حلب وعلى قتل الشعب السوري.

مظاهرة تضامن مع اهالي سوريا في تل أبيب - صورة توضيحية (David Catz)
مظاهرة تضامن مع اهالي سوريا في تل أبيب – صورة توضيحية (David Catz)

وزير الدفاع الإسرائيلي في مُقابلة لصحيفة القدس الفلسطينية

نُشرت هذا الأسبوع في صحيفة “القدس” التي تصدر في القدس الشرقية، مقابلة خاصة مع وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان‎.‎‏‏‎‏‏‎ ‎وأشار ليبرمان خلال المقابلة إلى التوتر في قطاع غزة موضحا أنّ إسرائيل مستعدة للعمل على إزالة الحصار مقابل إيقاف العنف‎.‎

صحيفة القدس 24.10.2016
صحيفة القدس 24.10.2016

السيسي يحاول التحدث إلى الشعب المصري ولكنه يصبح نكتة

تحوّل حديث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن “عزة النفس” وأهميتها إلى مادة دسمة للسخرية، خاصة بعدما قال السيسي إن ثلاجته كانت خالية طوال ‏10‏ سنوات، عدا وجود المياه فيها. فقد احتل هاشتاغ #ثلاجة_السيسي المكان الأول في المواضيع الأكثر تداولا على تويتر في العالم العربي‎.‎

ثلاجة فارغة (Thinkstock)
ثلاجة فارغة (Thinkstock)

العثور على لقية أثرية هامة في القدس

عرض باحثون هذا الأسبوع أقدم توثيق لكلمة القدس بالعبرية. فقد كشفوا للجمهور بردية ترجع إلى نحو ‏2700‏ سنة وعليها الكتابة “يروشَاِليماه” بالعبرية. لقد أثار موعد نشر خبر العثور على البردية جدلا حول العلاقة بينه وبين قرار اليونسكو الأخير، الذي يدعي أن ليست هناك علاقة يهودية تاريخية بجبل الهيكل‎.‎‏

بردية ترجع إلى نحو 2700 سنة وعليها الكتابة "يروشَاِمه" بالعبرية (هيئة الأثار)
بردية ترجع إلى نحو 2700 سنة وعليها الكتابة “يروشَاِمه” بالعبرية (هيئة الأثار)
اقرأوا المزيد: 269 كلمة
عرض أقل
قوات كردية توقف شخصا يشبته بأنه منتسب لتنظيم الدولة داعش (AFP)
قوات كردية توقف شخصا يشبته بأنه منتسب لتنظيم الدولة داعش (AFP)

داعش ضد الأكراد في كركوك: نقطة تحوّل

وفرت معركة الموصل دراما جانبية عندما سيطرت خلايا نائمة لداعش على أحياء في "جوهرة التاج" الكردي، كركوك. نجت البشمركة من الإخفاق بفضل مقاتلي حزب العمّال الكردستانيّ (PKK) - الذين هرعوا لمساعدتهم من تركيا

“انتهت الهجمة على مدينتنا وعادت الحياة إلى طبيعتها”، كما أنهى حاكم كركوك، الكردي نجم الدين كريم، البيان الموجز الذي قدّمه للصحفيين أول البارحة مساء. ولكن الأمر لم ينتهِ في الحقيقة، لا في مدينة كركوك ولا في سائر جبهات قتال القوات العراقية والكردية ضدّ داعش. فقد أصبحت كركوك رغما عنها الهدف الأول الذي نشطت فيه داعش كما توقّع الكثيرون: نقل جبهة القتال إلى الجبهة المدنية.

بدءًا من ساعات الصباح الباكرة، منذ يوم الجمعة الأخير، سيطرت عدة خلايا نائمة لداعش على مباني حكومية، مساكن ومساجد في كركوك وشنّت قتال شوارع ضدّ قوات البشمركة الكردية التي تحرس المدينة. سيطرت قوات داعش المتحصّنة في مساجد المدينة على مكبّرات الصوت وبثّت من المآذن نداءات لسكان المدينة للانضمام إليها ومبايعة التنظيم. في يوم الثلاثاء بعد الظهر، نُشرت أنباء حول سيطرة عناصر داعش أيضًا على بلدة الرطبة في محافظة الأنبار القريبة من الحدود العراقية الأردنية. ويبدو هذا الحدث، الذي ما زال في ذروته، كما لو كان المرحلة الثانية من تحويل جبهة القتال إلى الجبهة العراقية من خلال خلايا داعش النائمة.

إنّ المسّ بكركوك هو مسّ بـ “جوهرة التاج” بالنسبة للأكراد في العراق. تعتبر هذه المدينة، التي تسمى في أحيان كثيرة “قدس الأكراد”، بالنسبة للأكراد عاصمة الإقليم الكردي في العراق. في حزيران 2014، بعد يوم من سيطرة داعش على مدينة الموصل وعلى خلفية انسحاب الجيش العراقي من المنطقة كلها، سيطرت قوات البشمركة على كركوك قبل ساعات من وصول عناصر داعش إليها. منذ ذلك الحين، تخضع المدينة وآبار نفطها الغنية، للسيادة الكردية بحكم الأمر الواقع، ممّا أثار استياء السلطات في بغداد.

في البيان الموجز للصحفيين أول البارحة قال حاكم كركوك إنّ معظم الإرهابيين الذين تسلّلوا إلى المدينة في يومي الجمعة والسبت قد قُتلوا في المعارك ضدّ القوى الأمنية وإنّ معظم مناطق كركوك قد أصبحت تسيطر عليها القوى الأمنية مجددا. بحسب كلامه، فإنّ عناصر داعش قد فشلوا في جهودهم لصرف الانتباه عن فشلهم في جبهة القتال بالموصل، رغم أنهم يملكون خلايا نائمة أخرى في المدينة وسيفعّلونها في المستقبَل. وبعد وقت قصير من ذلك تجددت المعارك في المدينة، وكان عدد الجرحى كبيرا على الأقل كعدد الجرحى في اليوم الأول من القتال. قُتل نحو مائة كردي، معظمهم من عناصر البشمركة والشرطة، وداهم نحو 75 من بين 100 مسلّح من داعش المدينة وفقا للتقديرات.

كانت الأحداث في كركوك “إخفاق يوم الغفران” بالنسبة للبشمركة. كان ضرب المكان الذي أقسموا على حمايته أكثر من أي مكان خطيرا ليس فقط من حيث الخسائر البشرية، ولكن أيضا من الناحية الأخلاقية. في الأيام الأولى من المعارك انسحبت قوات البشمركة من عدة أحياء من المدينة (وهي تقارير تذكرنا بأحداث سنجار في آب 2014)، وقد عمل على إنقاذهم من الحصار في حينها مقاتلون ومقاتلات من حزب العمّال الكردستانيّ (PKK) من كردستان التركية، التنظيم الذي صرّح مسؤولو الإقليم الكردي مرارا وتكرارا أنّه الخطر الأكبر على الأمن القومي للأكراد في العراق.

إنّ استدعاء قوات حزب العمّال الكردستانيّ إلى كركوك يمثّل إهانة ذاتية كبرى للسلطات الكردية في العراق، ومن الواضح أنّها لم تتخذ خطوة كهذه لولا أنّ قوات البشمركة كانت في مأزق في كركوك. ينسى حاكم المدينة والرئيس مسعود برزاني، اللذان أثنا على بطولة (بطولة حقيقة) قوات البشمركة والشرطة في المدينة، الإشارة إلى المقاتلين الذين هرعوا لمساعدتهم من كردستان التركية. إنّ تجربة الماضي القريب تعلّمنا أنّ قادة البشمركة المسؤولين عن هذا الإخفاق لن يتعرّضوا للمحاكمة على فشلهم، ولكن من المحتمل أن يتم الحديث كثيرا في الإقليم الكردي وفي العراق عن الإخفاق الكردي في كركوك.

الأحداث في كركوك ذات أهمية أيضا من جهة داعش. فكلّما تقلّصت الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وموارده الاقتصادية والبشرية، يبتعد عن فكرة “الدولة الإسلامية” عودة إلى صورته الأصلية – تنظيم إرهابي، رغم أنه فعّال ومنظّم، ولكنه يفتقد إلى القوة، الزخم و”السحر” التي حظي بها بفضل غزواته للأراضي وإقامة الخلافة الإسلامية.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في منتدى التفكير الإقليمي (موقع باحثين إسرائيليين)

اقرأوا المزيد: 585 كلمة
عرض أقل
لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)
لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)

مِن تحت الدلف العراقي لتحت المزراب السوري

يبدو أن حال سكان الموصل صعبة للغاية حتى أنهم أصبحوا يهربون إلى الجحيم الأعتى في الشرق الأوسط

أدت حملة تحرير الموصل إلى فرار آلاف المواطنين العراقيين من المدينة، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء AFP. فقد توجه غالبية الهاربين، وفقًا للوكالة، إلى سوريا بسبب قرب الحدود السورية العراقية، رغم أنه كما هو معروف، تعاني سوريا ذاتها من حرب أهلية دامية مُستمرة منذ أكثر من 5 سنوات، وتحصد كل يوم أرواح الكثيرين.

هكذا وجد الكثيرون من سكان الموصول أنفسهم ينتظرون ملجأ على الحدود الصحراوية بين العراق وسوريا، بينما يتعرضون لنيران المعارك. يتعرض كل شخص يقترب من منطقة الحدود، التي تنشط فيها عناصر من الأكراد والسوريين، إلى لإطلاق النار خوفًا من أن يكون جاسوسًا لتنظيم داعش.

لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)
لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)

إن وجوه اللاجئين تكون مغطاة، بسبب حر الصحراء والرياح الرملية، ولكن، أيضًا خوفًا من أن يتمكن أحد من التعرّف عليهم ما قد يدفع تنظيم داعش إلى الانتقام من أفراد عائلاتهم الباقين في الموصل.

ينشد اللاجئون العراقيون، رغم الوضع الصعب جدًا في سوريا، اللجوء إلى مخيم الهول للاجئين، الذي تُديره الأمم المُتحدة في منطقة الحسكة، ويبعد عن الموصل 200 كم. يشكل ذلك الانتظار الطويل، كما سبق وذكرنا، خطرا على اللاجئين أيضا. فقوات داعش تدكّهم بالقذائف والخطر، ويتعرضون للخطر في سوريا أيضا. نُقِل بعض اللاجئين العراقيين إلى قرية شمالي حلب، تدور فيها أيضًا رحى معارك دامية.

لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)
لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)

قالت جهات سورية، وفقًا لما نقلته وكالة AFP، إن ذلك التأخير ضروري جدًا من أجل منع مُقاتلي داعش من دخول البلاد والتسلل إلى مخيم اللاجئين. “هنالك إجراءات أمنية. نخشى أن يتنكر مُقاتلو داعش في شخصيات مدنيين ويتسللوا”، هذا ما قاله رودار يونس الذي يعمل في مخيم اللاجئين في سوريا.

من يُسمح له فعلاً باجتياز الحدود، “عليه أن يُتابع طريقه سيرًا على الأقدام. في ظل الحر الشديد أثناء النهار والطقس البارد جدًا في الليل. خاض الكثير من الأطفال تلك الرحلة أيضًا وأصيبوا بالأمراض نتيجة صعوبات الطريق والظروف الصحية السيئة. يحاول تنظيم داعش طوال الوقت الهجوم على أماكن تجمع اللاجئين والمسّ بهم. يبدو الآن أن سوريا الدامية باتت أملهم الوحيد.

لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)
لاجئون عراقيون غادروا الموصل (AFP)
لاجئات عراقيات غادرن الموصل (AFP)
لاجئات عراقيات غادرن الموصل (AFP)
اقرأوا المزيد: 293 كلمة
عرض أقل
مراسلة إسرائيلية  تبثّ من الموصل (القناة الثانية)
مراسلة إسرائيلية تبثّ من الموصل (القناة الثانية)

الإعلام الإسرائيلي يبثّ من الموصل

معركة الموصل واحتمال هزيمة داعش قريبا يثيران اهتماما كبيرا في الإعلام العالمي والإسرائيلي. المراسلون الإسرائيليون يبثون من منطقة المعركة الدائرة بين الميليشيات الشيعية والبشمركة

منذ أسبوع يزداد الحصار على مدينة الموصل شدة. فقد أصبحت عاصمة داعش العراقية محاصَرة من ثلاث جهات، وبفضل التعاون بين القوات الكردية، الجيش العراقي، الميليشيات الشيعية، وكذلك المساعدة الجوية من الدول الغربية، تنجح القوات في التقدم، وإنقاذ أجزاء من المدينة المحاصرة.

والآن، أصبحت أنظار العالم كله نحو  المعارك، رغبة في رؤية إذا ما كان تنظيم داعش، التنظيم الذي يهدد منذ سنوات مواطني العالم كله، سيُهزم. في أثناء ذلك، أرسَلت أجهزة إعلامية كثيرة من العالم كله مراسلين إلى مناطق القتال. رغم حظر دخول المواطنين الإسرائيليين إلى العراق، فقد نجحت فرق إعلامية إسرائيلية، من قناتين إخباريتين رئيسيتين في البلاد، في اختراق ميدان القتال تماما، كما يبدو، من خلال استخدام جواز سفر أجنبي.

التصوير ميدانيا صعب ويشكل خطرا. يغطي مدينة الموصل دخان رمادي كثيف بشكل دائم، وهو يشير بدقة كبيرة إلى المناطق التي تدور المعارك فيها. هناك أخبار عن إعدامات جماعية يرتكبها تنظيم داعش تُسمع في خط الجبهة كل الوقت، ولكن المقاتلين يسعون إلى نقل رسالة أنّهم لا يخافون. قال أحد المقاتلين لمراسلة القناة الإخبارية الثانية الإسرائيلية إنّ لديه 10 أطفال، ولكنه لا يخاف من الموت ومن داعش. وقف أحدهم أمام الكاميرا، وقال: “تفو على أبو بكر البغدادي”.

مراسل إسرائيلي  يبثّ من الموصل (القناة العاشرة)
مراسل إسرائيلي يبثّ من الموصل (القناة العاشرة)

عندما اقترب طاقم القناة العاشرة الإسرائيلية إلى الموصل، توقف عند جانب الطريق أمام مشهد مخيف، إذ رأى الطاقم سيارة محمية كانت تنقل فريقا إعلاميا لدولة أخرى، وهي تجتاز عبوة ناسفة وضعتها قوات داعش على هامش الطريق الرئيسية المؤدية إلى المدينة. أصيب أحد المراسلين إصابة بالغة في رأسه. أصبحت الجسور في الطريق إلى المدينة مفجّرة، وباتت الأنقاض التي خلّفتها داعش وراءها واضحة جدا.

والآن باتت تتعاون قوات البشمركة الكردية، التي تحاصر الموصل من الشمال، جيدا مع فرق التصوير، التي وصلت إلى خط الجبهة تماما، على بعد نحو 20 كيلومترا من الموصل. بطبيعة الحال، لا يعرّف المراسلون أنفسهم كإسرائيليين. رغم العلاقات الجيدة بين إسرائيل والأكراد، فإنّ القتال يجري بالتعاون مع الجيش العراقي الشيعي وميليشيات شيعية أخرى بتمويل الإيرانيين، الذين لم يفرحوا بالتأكيد بالالتقاء بإسرائيليين. حتى الآن، تتعاون كل القوات مع بعضها البعض، ولكن إذا نجح أفرادها في احتلال المدينة من أيدي داعش، فمن غير الواضع ماذا سيحل بمصيرها، وهل ستستمر أخوة المقاتلين بين الطوائف المختلفة، وهي القوات التي كانت تتقاتل فيما بينها قبل سنوات فقط، ولكنها أصبحت الآن تتعاون معا ضدّ العدو المشترك.

اقرأوا المزيد: 352 كلمة
عرض أقل
جنود من البشمركة الأكراد (AFP)
جنود من البشمركة الأكراد (AFP)

من هي القوات التي تعمل على تحرير الموصل؟

وحدة مختارة في الجيش العراقي، قوات شرطة، أكراد، وجهات إضافية أخرى تشارك جميعها في المعركة لتحرير مدينة الموصل. مَن هي هذه القوات؟ وكم تعدادها؟

يشارك عدد كبير من القوات العراقية والدولية في المعركة لتحرير ثاني أكبر مدينة في العراق – الموصل، من براثن داعش.

أعلن رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، عن المعركة المعقّدة، وقد نجحت القوات مجددا في تحرير عدد من القرى والأراضي من أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية.

لقد نجح الجنود العراقيون في تحرير مناطق واسعة من أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية حتى الآن، ولكن مدينة الموصل هي المدينة الأخيرة التي ما زالت تحت سيطرة داعش.

وثمة قوة أخرى تعمل ضد داعش وهي الوحدة المختارة في الجيش العراقي التي تتزعم المعارك الفاصلة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية. لقد أصبح الجيش العراقي الذي خسر عددا من وحداته أثناء المعارك في السنتَين الماضيتَين، قوة هامة في العمل ضد الجهاديين منذ تجدد المعارك برئاسة الولايات المتحدة.

قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)
قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)

إضافة إلى ذلك، أدى الكثير من قوات الشرطة دورا مركزيا هاما في الحرب ضدّ داعش، بل كان دورها أهم من دور الجيش. تشمل قوات الشرطة وحدات خاصة، شرطة فدرالية، وشرطيين من محافظات مختلفة.

ويصل تعداد جنود الولايات المتحدة المشاركين في المعارك إلى أكثر من 7,500 جندي، حيث إن أكثر من نصفهم هم جنود أمريكيون. تشن قوات التحالف الدولي هجوما جويا ضد داعش في العراق وسوريا وتجري تدريبات، وتقدم أسلحة ومعدات لقوات إضافية تحارب الجهاديين. يؤدي معظم جنود قوات التحالف الدولي أدوارا استشارية وتأهيلية، ولكن القوات الخاصة تنتشر في مناطق بالقرب من الموصل وتفجّر أهداف تابعة لداعش بواسطة مدفعية.

البشمركة هي قوات مسلّحة في إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي وتعمل بشكل مستقل في مساحات واسعة في شمال الدولة. تتضمن القوات الكردية جنودا من حزب الحرية الكردستاني الإيراني.

قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)
قوات من الجيش العراقي في طريقها الى الموصل (AFP)

قوات الحشد الشعبي هي جهة إضافية في القتال في الموصل. لقد نشأت المنظمة عام 2014، وتتضمن تشكيلة واسعة من قوات الجيش التي تعمل بإشراف حكومي. غالبيتها العظمى هي فصائل إيرانية، تعمل بدعم مليشيات شيعية. ولعبت قوات الحشد الشعبي دورا مركزيا في المعارك ضدّ داعش، إلا أن جزءا من المقاتلين مارسوا انتهاكات مختلفة.

يمكن أن نجد بين القوات المشاركة في القتال في الموصل قوات إيرانية تقدم استشارة ومساعدة مثل تمويل المليشيات المختلفة المقاتلة في الدولة. لقد شارك قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، عدة مرات في القتال الدائر في العراق.

وثمة جهة هامة أخرى مشاركة في المعارك وهي المقاتلون الأتراك الذين ينشط جزء منهم في إقليم كردستان العراق في الدولة وينشط جزء آخر أيضا في قاعدة عسكرية بالقرب من الموصل. ولكن طلب رئيس الحكومة العراقي سحب القوات التركية من العراق، إلا أن تركيا ترفض الاستجابة.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل
وسام وزوجته صابرين زبيدات
وسام وزوجته صابرين زبيدات

إسرائيل تقاضي رجل وامرأة سافرا إلى سوريا للانضمام إلى داعش

قبل سنة، سافر زوج وزوجته من سخنين مع أولادهما الصغار من إسرائيل إلى تركيا، ثم اجتازوا الحدود إلى سوريا معا واعترف الزوج أنه حارب في صفوف داعش

20 أكتوبر 2016 | 14:05

اعتُقل الزوجان اللذان انضما إلى صفوف داعش وعاشا في سوريا والعراق مع أولادهما الثلاثة في تركيا، عند عودتهما إلى إسرائيل.

وقدمت النيابة الإسرائيلية اليوم (الخميس) إلى المحكمة المركزية في مدينة حيفا لائحة اتهام ضد وسام وزوجته صابرين زبيدات من مدينة سخنين ونسبت إليهما تهمة انضمامهما إضافة إلى أولادهما الصغار إلى صفوف داعش في السنة الماضية. “نعم، كنت في الموصل وانضممت إلى داعش”، قال المتهم. “لكني قررت العودة إلى إسرائيل دون أن يُمارس عليّ ضغط”. وشارك وسام أيضا في هجوم على مراكز للجيش العراقي، وأصيب في قدمه أثناء القتال.

وفق أقوال أفراد العائلة، فقد سافر الزوجان وأولادهما الثلاثة – ابن 8 سنوات، ابنة 6 سنوات، وابنة 4 سنوات – في البداية إلى رومانيا للمشاركة في حفل لقريب عائلة كان قد أنهى تعليمه الأكاديمي، وهناك قررا السفر إلى تركيا وفكرا في الهروب إلى سوريا. في ذلك الحين، سافر أربعة من أفراد العائلة إلى تركيا لإقناعهما بالعودة إلى إسرائيل، إلا أن محاولاتهم للاتصال بهما قد باءت بالفشل.

وسام زبيدات بعد اعتقاله (Flash90)
وسام زبيدات بعد اعتقاله (Flash90)

وعاد وسام وزوجته صابرين وأولادهما الثلاثة قبل نحو شهرين إلى تركيا بعد أن نجح أحد أفراد العائلة في إقناعهما بالعودة. وبعد بضعة أيام وصلا إلى البلاد مع أولادهما وتم اعتقالهما.

وفق بيان الشاباك حول القضية، فإن الزوجين قد تعرضا قبل مغادرتهما البلاد لمحتويات أفلام فيديو تابعة لداعش كانت قد أثرت فيهما جدا. في أعقاب ذلك، غادرا البلاد مع أولادهما في شهر حزيران 2015، إلى رومانيا، ثم سافرا إلى تركيا دون أن يعرف أبناء العائلة بذلك. وقد نجحا فيها في التواصل عبر الفيس بوك مع أحد سكان مدينة أم الفحم الذي انضم عام 2013 إلى تنظيم الدولة الإسلامية، واجتازا الحدود مع أولادهما إلى سوريا بمساعدة مهربين.

كما وجاء على لسان الشاباك أن الزوجين وأولادهما قد تم استيعابهم من قبل داعش بالقرب من الحدود السورية التركية، وتم أخذ جوازاتهم الإسرائيلية، ثم نُقِلوا إلى مدينة الرقة. تم إبعاد الأب عن أبناء عائلته، وأرسِل إلى معسكر في العراق، حيث تلقى تأهيلا وتعلم الدين والأيدولوجية الخاصَين بداعش. بعد أن أنهى تأهيله الديني انتقل إلى معسكر للجيش وتلقى فيه تأهيلا عسكريا تضمن استخدام البندقيات والقاذف الصاروخي الآر بي جي (RPG).

بعد تأهيل الأب، ألقِيت عليه مهمة ممارسة نشاطات ميدانية، كان مسؤولا في إطارها عن حماية منشآت الدولة الإسلامية بالقرب من منطقة القتال، وشارك لاحقا في شن هجوم على مراكز للجيش العراقي. وقد أصيب أثناء هجوم في رجله فتم إخلاؤه إلى المستشفى في مدينة الموصل.

أثناء التحقيق، اتضحت تفاصيل حول ظروف معيشة أبناء العائلة، التي انضمت إلى وسام في العراق. مثلا، عاش أفراد العائلة في مكان مكتظ، في منازل ليست مرتبطة بالماء والكهرباء وبظروف صحية متدنية، وذلك دون أن يحصلوا على علاج طبي ملائم ودون إمكانية الوصول إلى المراكز الطبية والصيدليات الملائمة. لم يتعلم أبناء وسام وصابرين فترة طويلة في مؤسسات تعليمية وحتى أنهم كانوا على مقربة من أشخاص آخرين كانوا مرضى بأمراض معدية. وفي بداية هذا العام، تعرض أبناء العائلة إلى قصف شديد أدى إلى ضرر كبير وإصابات كثيرة في المنطقة التي عاشت العائلة فيها. في أعقاب ذلك عانى الأولاد من حالات قلق.

في ظل الوضع الصعب في الموصل، قرر الزوجان في شهر حزيران من هذا العام العودة إلى إسرائيل. لذلك توجها إلى أقرباء العائلة، الذين كان عليهم دفع مبالغ مالية باهظة للمهربين الذين ينشطون على الحدود وآخرين بهدف عودة العائلة إلى إسرائيل. وقد حاول الزوجان اجتياز الحدود بين سوريا وتركيا عدة مرات. وأثناء محاولتهما تم تسميم إحدى ابنتهما لئلا تكشف عن مكان العائلة. وقد جرت محاولة لإطلاق نيران تجاه العائلة على يد جنود الجيش التركي ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد أن اجتاز أفراد العائلة الحدود إلى تركيا، اعتقلت الشرطة المحلية الزوجين واحتجزتهما في معسكر اعتقال. بعد بضعة أيام من ذلك، أطلِق سراحهما ولكن اعتُقلا عند وصولهما إلى إسرائيل. وجاء في لائحة الاتهام ضد الزوجين أنهما تواصلا مع عميل أجنبي، غادرا البلاد بشكل غير قانوني، كانا عضوين في تنظيم محظور، وفرا خدمات لتنظيم محظور، كانا عضوين في تنظيم إرهابي، وتدربا تدريبات عسكرية محظورة.

اقرأوا المزيد: 602 كلمة
عرض أقل