كشفت صحيفة واشنطن بوست أمس “الموازنة السوداء”، ملف البنود السرية في موازنة الأمن الأمريكي، التي تمّول عمليات جهات الاستخبارات. ووصلت تفاصيل الموازنة لعام 2013، والتي تبلغ 52.6 مليار دولار، للصحيفة من المسرّب الأمريكيّ إدوارد سنودن، وهو عامل سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، نال مؤخرًا لجوءًا سياسيًّا مؤقتًا في روسيا، بعد أن شرع بالكشف عن كميات هائلة من المعلومات التي مّرت عليه أثناء عمله.
وتكشف الصحيفة أنّ مسؤولي الاستخبارات الأمريكية يهتموّن بالحلفاء كما بالأعداء. فعمليات الاستخبارات العكسية “مركّزة استراتيجيًّا بشكل خاصّ على الأهداف ذات الأولوية، وهي : الصين، روسيا، إيران، كوبا، وإسرائيل”. لكن يُذكَر أن سبب ورود إسرائيل في القائمة هو تجسّسها على الولايات المتّحدة في الماضي.
وتكشف الصحيفة أيضًا أنّ وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووكالة الأمن القوميّ قد شرعتا ببذل جهود جديدة لاقتحام شبكات كمبيوتر أجنبية لسرقة معلومات أو أنظمة تخريبية للعدو، وهو ما يظهر في الموازنة على أنه “عمليات تجسس إلكتروني (سايبر) هجومية”.
وتوضح الوثائق أنّ استناد وكالات التجسّس الأمريكية الطويل الأمد على التكنولوجيا يبقى كما هو. فإن تغيّر شيء فهو أنّ اتكالها على أنظمة المراقبة ذات التقنيات المرتفعة لملء ثغرات في المخابرات البشرية قد تكثّف.
كذلك، ساعد استخدام وسائل تكنولوجية حديثة، وفقًا للوثائق، الاستخبارات الأمريكية على اكتشاف عدد من المنشآت الإيرانية ذات الصلة بالبرنامج النووي، التي لم يكتشفها تصوير الأقمار الاصطناعية.
وتركّز الاستخبارات الأمريكية على الإرهاب، معتبرةً إياه أخطر تهديد على الأمن القومي. ووفقًا للموازنة السرية التي كشفت عنها “واشنطن بوست”، فإنّ ربع العاملين تقريبًا في وكالات الاستخبارات وثلث الموازنة موجّهان للحرب على الإرهاب.
وعام 2011، فإنّ وكالات الاستخبارات قد حققت “تقدمًا معقولًا” على الأقل في 38 من الثغرات الخمسين الأهم في مجال مكافحة الإرهاب، وفقًا لتقديرات الموازنة.
وأحدها هو حزب الله، الذي يحظى كما يبدو باهتمام مكثّف من قبل الاستخبارات الأمريكية، رغم تشديد الصحيفة أنه لم يتورط في عمل يمسّ بالولايات المتحدة مباشرةً منذ 1990، لكنه يشكّل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.
وبعد استشارة عدد من المصادر في الإدارة الأمريكية، قررت صحيفة واشنطن بوست الامتناع عن نشر أقسام معيّنة خشيةَ إلحاق الأذى بمصادر وطرق استخبارية.