قال مدير عام الأوقاف الإسلامية المسؤول عن الأقصى، الشيخ عزام الخطيب التميمي، "يجب العمل على إعادة الوضع الراهن والسماح بزيارة السياح والإسرائيليين إلى الأماكن المقدسة
يطالب الشيخ عزام الخطيب التميمي، مدير عامّ الأوقاف الإسلامية، المسؤول عن المسجد الأقصى، حكومة إسرائيل بالشروع في مفاوضات لإعادة الوضع الراهن الذي ساد حتى عام 2000.
وفق أقواله التي وردت اليوم صباحا (الأحد) في صحيفة “هآرتس”، يتيح اتفاق كهذا لكل من يرغب – بما في ذلك أعضاء الكنيست ونشطاء الهيكل اليهود – بزيارة المسجد الأقصى وحتى دخول المساجد، ولكنه يؤكد أن هذه الإمكانية ستكون منوطة بشروط الوقف. “على الجميع أن يعرف أن الموقع هو مسجد ولا يُسمح بتأدية الصلاة اليهودية فيه”، قال التميمي، موضحا أن كل المسجد يحتل كل الباحة. “مساحة الـ 144 من الحرم القدسي الشريف تابعة للمسجد. صلى النبي محمد فيها، وفق إيماننا. لم تعارض هذا طيلة مئات السنوات أية جهة، ولا يمكن تغيير الوضع الراهن القائم منذ 1.500 الأعوام الماضية”.
الوضع الراهن الذي يتحدث عنه التميمي هو الترتيبات التي كانت قائمة في الحرم القدسي الشريف بين عامي 1967 و 2000، قبل اندلاع الانتفاضة الثانية. بادر إلى هذه الترتيبات وزير الدفاع حينذاك، موشيه ديان، بعد بضعة أيام من انتهاء حرب الأيام الستة. في إطار الوضع الراهن، كانت الشرطة مسؤولة عما يحدث في إطار أبواب الحرم القدسي الشريف وحوله وكان المجلس الإسلامي – الوقف – مسؤلا عما يحدث في داخل الحرم القدسي الشريف وحدد ترتيبات الزيارة في الموقع. باع الوقف بطاقات لغير المسلمين بهدف زيارة مصلى قبة الصخرة، المسجد الأقصى ومبان أخرى في الموقع، وساد تنسيقا بين الشرطة والوقف فيما يتعلق بحجم مجموعات الزوار، قوانين الزيارة، وتوفير الحراسة في الموقع. ولكن انهار الوضع الراهن بسبب زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية سابقا، أريئيل شارون، في أيلول عام 2000 واندلاع الانتفاضة الثانية، فتم حظر دخول غير المسلمين إلى الموقع فورا.
مصلون يهود يزورون موقع الحرم القدسي الشريف (Flash90/Khader Sliman)
وكما ذُكر آنفًا، حتى عام 2003 لم يزر مواطنون إسرائيليّون وسياح الحرم القدسي الشريف أبدا ولكن قرر وزير الداخلية حينذاك، تساحي هنغبي، السماح بزيارة الموقع بشكل أحادي الجانب: دون تنسيق مع الوقف، ودون السماح بدخول المباني ذاتها. تُجرى الزيارات حتى يومنا هذا وفق هذين الشرطين وخلافا لموافقة الوقف.
ورد أيضا في صحيفة “هآرتس” أنه قبل عامين كانت هناك محاولة بوساطة أردنية للتوصل إلى اتفاق لإعادة الوضع الراهن. كان المحامي يتسحاق مولخو مسؤولا عن المفاوضات باسم رئيس الحكومة نتنياهو، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.
يدعو التميمي الآن إلى استئناف المفاوضات. “نحن نبارك دخول سُيّاح ومعنيون بإعادة الوضع الراهن كما كان حتى عام 2000”.
سياح يزورون موقع الحرم القدسي الشريف (Flash90/Sebi Bernes)
بدأ أمس (الأحد) شهر رمضان، الذي يعتبر الفترة الأكثر توترا في الحرم القدسي الشريف، وفي هذه الأثناء لم نشهد حالات استثنائية. تنسب الشرطة ووزارة الأمن الداخلي في إسرائيل ذلك إلى خطوات اتُخذت ضد حركة “المرابطين”، ونشطاء الحركة الإسلامية في الحرم القدسي الشريف. وفق أقوال التميمي، فقد نجح الوقف في تهدئة النفوس. “نحن لسنا معنيوب بمظاهرات، فهي تشكل مسا بقدسية الموقع، نحن الذين نجحنا في تهدئة النفوس وليس الشرطة”.
“لا أريد التطرق إلى السياسة”، أضاف التميمي قائلا في المقابلة مع صحيفة “هآرتس”، “ولكن يجب أن تكون القدس مركزا للديانات الثلاث. أن يصلي اليهود في الحائط الغربي رغم أنه يشكل جزءا لا يتجزأ من الأقصى، ولكن يمكن أن يتجمعوا في هذا الموقع المقدس. على إسرائيل التصرف بحكمة إذا كانت ترغب في صنع السلام”.
قيادة دينية مشتركة يمكنها أن تقترح خطوطا عريضة تحترم حرية العبادة لأبناء جميع الأديان وقداسة جبل الهيكل/الأقصى، بشكل مشابه لما يحدث في مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء
الدار البيضاء، يوم الجمعة، قبل وقت الصلاة بقليل. تسطع مئذنة مسجد الحسن الثاني، ثالث أكبر مسجد في العالم، والذي يصل إليه في رمضان نحو مائة ألف مصلّ، كمنارة من بعيد. تم استثمار ستّ سنوات وثلاثة مليارات دولار في بنائه، كما تقول المرشدة إلهام، التي تقودنا إلى الداخل. طُلب من كل مواطن مغربي (بما في ذلك اليهود منهم) من قبل الملك أن يتبرع من جيبه لبناء هذا المبنى الفخم، الذي يُفتح سقفه الضخم في أيام الصيف بهدف التخفيف قليلا من وطأة الحرّ.
تأسس هذا المسجد المثير للإعجاب عام 1993، في مراسم احتفالية حضرها الملك وخطبت فيه أيضًا أمينة مريلي، الحائزة على جائزة الدولة للأدب في المغرب. إنّ سهولة زيارة المكان مثيرة للإعجاب أيضا. لقد قادتنا إلهام إلى الداخل نحو ثلاثة طوابق: طابق الوضوء، طابق الصلاة وطابق النساء. إنها مرشدة مخضرمة تمكّنت من تجميع قاموس مفردات مفيد في عدة لغات، من بينها أيضًا العبرية، التي هي إحدى اللغات الأربع الأكثر شيوعا بين زوّار المكان، كما يتضح. هنا، وفي أماكن أخرى في المغرب، يمكن أن نشعر أننا ضيوف مرغوب بهم رغم جواز سفرنا الإسرائيلي. لا تزال اللافتات العبرية حول متجر حلال موضوعة بشكل علني ولا تخجل الجالية المغربية الصغيرة من الاحتفال بيهوديتها بفخر.
الملك حسن السادس في زيارة الى المسجد (AFP)
عندما انضممنا إلى الوفد في أعقاب الجاليات اليهودية في المغرب لم يخطر ببالنا أنه سيتم إرشادنا في المسجد من قبل امرأة مسلمة مكشوفة الرأس وتتحدث بالعبرية. أين يمكن أيضًا أن نشاهد مشاهد من هذا النوع؟ حلّقت الأفكار للحظة إلى مسجد آخر، لا يقل أهمية، حيث وقفت هناك في نفس الوقت نساء أخريات، المرابطات، في نضالهن الروتيني. يمكن الشعور بأصداء الاضطرابات في الحرم القدسي وخارجه في المغرب أيضًا والتي تؤجج التوتر المتزايد بين اليهود والمسلمين. بعد عودتنا إلى البلاد بقليل، خرج 20 ألف مغربي، من أنصار الحركة الإسلامية، في مظاهرة “أعدموا” فيها دمى ليهود قرب مجسّم للحرم القدسي. لم تزر إلهام نفسها المسجد الأقصى بعد، وهزت كتفيها عندما تحدثنا عنه. بالنسبة لها، وبالنسبة لبعض موظفي الوقف في المسجد والذين التقينا بهم في الداخل، من الواضح أن قداسة المكان يجب أن تكون مفتوحة، متاحة وتستقبل الزوار.
مؤخرا، بادرت فرنسا إلى اقتراح وضع مراقبين دوليين في جبل الهيكل/الأقصى بهدف التوصل إلى تهدئة النفوس في الباحة والتقليل من التوتر الديني بين اليهود والمسلمين. حتى لو افترضنا أن حكومة إسرائيل والمملكة الأردنية، من خلال الوقف، قد اتفقتا على تغيير ترتيبات السيطرة على الحرم، فهناك شك إذا كانت ستُحل المشكلة الجذرية. إن أعمال الشغب في الحرم القدسي ليست متعلقة بأعداد رجال الشرطة والمنظمين، حتى لو وُضعت في المكان قوة دولية كبيرة ونوعيّة فلن يتنازل اليهود عن رغبتهم بالصلاة في جبل الهيكل، ولن يوافق المسلمون على السماح بذلك.
المرابطات لحماية مسجد الأقصى (Flash90/Yonatan Sindel)
قد يأتي الحلّ من مكان آخر، حاوٍ وتبادلي. قيادة دينية مشتركة يمكنها أن تقترح خطوطا عريضة تحترم حرية العبادة لأبناء جميع الأديان وقداسة المكان. إذا وافق اللاعبون الرئيسيون في الحرم القدسي على لجنة كهذه، فبإمكانها أن تقترح ترتيبا مشابها للمعمول به في مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، المفتوح مجانا للمصلين ولكن فقط في ساعات الصلاة، وأن تتيح الزيارة مقابل الدفع للسياح من جميع أنحاء العالم في الأوقات الأخرى. في الواقع، فإنّ إغلاق جبل الهيكل أمام الزائرين في ساعات الصلاة الإسلامية، كما هو معمول به اليوم، يقع ضمن هذا النموذج.
هذا الترتيب قابل للحياة سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، حيث إنّ رسوم الدخول إلى الموقع المقدس قد تموّل شبكة تنظيم وإرشاد يهودي – إسلامي مشترك بمجموعة متنوعة من اللغات. إذا تم اعتماده فسوف تنشأ في المكان روح جديدة، بدلا من الكراهية التي تغلي فيه، وستجد العناصر المتطرفة صعوبة في إثارة المكان. إذا تم تغليف القداسة ببعض العلمانية، كما فعل الملك محمد السادس في المسجد الضخم في الدار البيضاء، سيتم الحفاظ على جمال المكان وسيعم التسامح. إذا كنا نفكر في وضع راهن جديد فربّما من المستحسن استشارة ملك المغرب، الذي يتولى أيضًا منصب رئيس لجنة القدس في منظمة الدول الإسلامية. شيء ما من الروح المغربية يلائم أكثر بقليل رؤيا أشعياء: “بَيْتِي بَيْت الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ”.
وقال الشهود العيان أن عناصر الشرطة الإسرائيلية دخلوا الى المسجد الأقصى وتسببوا بأضرار فيه.
ورداً على سؤال لكالة فرانس برس، نفت المتحدثة باسم الشرطة، لوبا السمري، هذه المعلومات موضحة أن قوات الأمن الاسرائيلية اكتفت بإغلاق بابه.
وجاءت هذه المواجهات مع تصاعد التوتر على أثر اعلان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الاربعاء حظر جماعة “المرابطون” التي تضم نساء ورجالا وتتصدى للزوار اليهود في المسجد الأقصى في القدس.
وأعتبر يعالون أن هذه المجموعة “عامل رئيسي في خلق التوتر والعنف” وتسعى الى “تقويض سيادة اسرائيل على جبل الهيكل”.
وقال بيان للشرطة أن متظاهرين فلسطينيين شباباً تركزوا ليل السبت الاحد في المسجد “للإخلال” بزيارات اليهود قبل ان تبدء مساء الأحد الاحتفالات برأس السنة اليهودية.
وأضافت الشرطة أن “متظاهرين ملثمين كانوا في المسجد رشق رجال الشرطة بالحجارة والمفرقعات”، موضحة أن “أنابيب مشبوهة يمكن أن تملأ بمتفجرات يدوية الصنع عثر عليها عند مدخل المسجد”.
وذكر شاهد عيان رداً على سؤال لفرانس برس أن رجال الشرطة دخلوا الى المسجد حتى المنبر. وأضاف أن “سجادات للصلاة احرقت جزئياً”.
وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس أن المواجهات تواصلت صباح اليوم خارج باحة الأقصى. وقد استخدمت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع وأخرى صوتية ضد المحتجين.
فلسطينيات يؤدين الصلاة في باحة المسجد الاقصى (AFP)
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ضد المُرابطين والمُرابطات
جلعاد أردان: "يجب اعتبار الجمعيات العربية التي تنشط في الحرم القدسي مُنظمات خارجة عن القانون". سيُتيح هذا الأمر العمل ضد تلك الجمعيات التي، حسب ادعائه، تعمل على تعقب مجموعات اليهود التي تصل إلى المكان
توجه وزير الأمن الداخلي؛ جلعاد أردان، البارحة، على إثر الأحداث الأمنية التي وقعت مؤخرًا في منطقة الحرم القدسي، إلى وزير الدفاع، موشيه (بوجي) يعلون، بطلب عاجل للإعلان عن جمعية “المرابطين” و “المرابطات” بصفتها “جمعيات غير مُرخصة” والإعلان عنها خارجة عن القانون.
ويدعي وزير الداخلية الإسرائيلي أن تلك الجمعيات تتعقب زيارات الجماعات اليهودية للحرم القدسي، تصرخ بوجوههم بعنف وباستفزاز وتسد الطرق بوجه زوار الحرم القدسي. استنكرت السلطة الفلسطينية وجمعية الأقصى، التي تُمول تلك الجمعيات، تصريحات ونية الوزير الإسرائيلي.
ماهية الإعلان عن جهة ما “مُنظمة غير مُرخصة” هي قضائية. تستطيع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من خلال ذلك العمل ضد تلك الجمعيات المتواجدة في الحرم القدسي، وقف تدفق الأموال والموارد الأخرى إليها والعمل ضد أعضاء تلك الجمعيات وأنصارها.
يُمكن لوزير الدفاع، وفق القانون الإسرائيلي، الإعلان عن مجموعة مُعينة كـ “تنظيم غير مُرخص” وفقًا لنهج تلك المجموعة وسلوكها. يتم أيضًا، بعد الإعلان عن مجموعة ما بصفتها “مُنظمة غير مُرخصة”، الحجز على ممتلكاتها ويُمكن حينها لأي شرطي أو شخص، لديه صلاحية، الدخول لأي مكان فيه أملاك لتلك المجموعة وحجزها إلى حين تلقي أمر من وزير الدفاع.
وقعت، على خلفية الأعمال الإرهابية في إسرائيل، في الأسابيع الأخيرة، مُصادمات عنيفة في الحرم القدسي بين اليهود والعرب. تقوم قوات إسرائيلية بتأمين المكان كمحاولة للحفاظ على التهدئة. يُعتبر هذا المكان مكانًا يشوبه التوتر بسبب رغبة الجانبين، اليهود والعرب، بزيارة المكان المُقدس.
مسلمون في باحة الأقصى المبارك (Garrett Mills/Flash 90)
يوميات مرابط بالأقصى
إبراهيم من القدس يقول: في الماضي كنت ترى أن الرباط يقتصر على العرب من الشمال ومن الجليل، لكن اليوم الغالبية الساحقة من المرابطين هم من أبناء مدينة القدس وضواحيها
“أولاد الحلال كثيرون، يجلبون لنا الطعام والشراب، لكن الأهم أننا نشعر أن الرباط هو مهمة سامية يفرضها علينا ديننا، لذلك نحن نتواجد في الأقصى ونعلم أنه قد تترتب على هذا الرباط أمور كثيرة مثل السجن، والإصابة وحتى الاستشهاد”. هذا ما يقوله إبراهيم، مقدسي في العشرينات من العمر.
إبراهيم يقول إنه يسمع الدعاية الإسرائيلية التي تدعي أن المرابطين هم مجموعة من المرتزقة الذين يتلقون الأجر من حماس أو من الشيخ رائد صلاح ليرابطوا في الأقصى، وليأتوا إلى المسجد ويشتبكوا مع الشرطة ومع الزائرين من غير المسلمين وخاصة اليهود وتحديدا مع من يُعرفون من جماعة “أنصار الهيكل”.
ويوضح إبراهيم بغضب “هذا ادعاء رخيص وحقير، دعاية مغرضة لا تمت للواقع بصلة، وهي عبارة عن عدم فهم ما يعنيه الأقصى للمسلمين في القدس وخارجها”. إبراهيم يُضيف أنه رابط عشرات المرات في المسجد في السنوات الأخيرة، اعتُقل مرة لأسبوع، استُدعي ثلاث مرات للتحقيق وأصيب بكسر في اليد في إحدى المرات لكن “كل هذه الأمور لا تخيفني، وأنا أعزب كنت أتي إلى هنا وكذلك بعد ما تزوجت لم أتوقف عن الرباط ، لأن الأقصى هو أغلى ما نملك في هذه البلاد، فحربنا كلها على الأقصى”.
حينما يتحدث إبراهيم عن معنى الأقصى هو يشير إلى أن من بين المرابطين “أناس لا علاقة لهم بالصلاة، البعض منهم ممكن وصفه بأنه أزعر، لكن حينما يصل الأمر إلى الأقصى فترى الشباب من كل الشرائح يهبون للدفاع عن مسرى رسول الله. لذلك اختزال الأمر بدفع الأموال يعني جهل تام بحقيقة أهمية الأقصى بالنسبة لنا”.
رغم اقوال إبراهيم يقول ناشط مقدسي أن بعض الجهات السياسية تقوم بمنح بعض المرابطين بعض المبالغ الصغيرة “ولكن لا يمكن الحديث عن عمل مدفوع الأجر، ولكن تشجيعا لهؤلاء فهذه الأموال لا تتعدى عشرات الشواقل”. من بين الجهات السياسية التي تحدث عنها الناشط المقدسي، الحركة الاسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح وحركة فتح.
كيف يتم الرباط؟ إبراهيم يقول إنه وزملاؤه يصلون إلى الأقصى بالعادة عند صلاة العشاء، يصلون العشاء والفجر ويرابطون إلى ساعات الصباح “حتى التأكد من أن الأنباء عن اقتحام المسجد صحيحة أو لا. واذا وقع الاقتحام مثل هذا الأسبوع فنبقى طالما استطعنا ذلك”.
ورفض إبراهيم الحديث عن موقف الأوقاف من قضية الرباط، وحول هذا الموضوع اكتفى بالقول إنه لا “يدري إن كان هناك أي دعم تقدمه الأوقاف للمرابطين. فنحن إما نأتي مع طعامنا، أو كما قلت يرسله لنا أهل الخير، المياه موجودة في المكان لذلك نحن لسنا بحاجة لأي خدمة من الأوقاف، ونحن ندرك حساسية الموقف بالنسبة للأوقاف وللعاملين فيها”.
نشطاء يمين متطرفون ينشدون خارج الأقصى (Yonatan Sindel/Flash90)
نزاع إسلامي – إسرائيلي
وبحسب إبراهيم الحديث عن مفاوضات سياسية هو حديث غير جدي “فهذا الحديث لا يُغني ولا يسمن من جوع. القضية الفلسطينية والنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، بل الإسلامي – الإسرائيلي سيُحسم هنا في القدس، وتحديدا حول الأقصى وبلا اعتراف بأن الأقصى إسلامي ولا حق فيه لغير المسلمين فستسمر الحروب مهما حاول القادة صبغ النزاع بألوان سياسية تتعلق بقضايا حدود وترتيبات أمنية وما شابه ذلك”.
ويتابع إبراهيم “نحن الموجودون في الأقصى فهمنا منذ اللحظة الأولى أن أطماع “جليك” وزملائه مما يدّعون بوجود خرافة الهيكل المزعوم، هي التي سترسم إلى أين ستسير الأمور، ونحن نرى أن هؤلاء موجودون اليوم في الحكومة ويتمتعون بغطاء رسمي من الحكومة الإسرائيلية، لذلك بالنسبة لنا هي مسألة وقت حتى يحاول هؤلاء تقسيم السيادة، والدخول والصلاة بين اليهود والمسلمين وهذا يعني بداية حرب حقيقية، لذلك أقول لكل المنشغلين بقضايا جانبية، قضايا دنياوية، انتبهوا إلى ما يقوم به هؤلاء. فالوزراء يشاركون باقتحام الأقصى المبارك، وقياداتهم ينادون بضرورة تغيير الوضع القائم وبضرورة الاعتراف بحق اليهود على المسجد الأقصى”.
“نحن نؤكد ما يقوله ديننا وعلماؤنا – الأقصى المبارك بجهاته الأربعة، بأبوابه، بأرضه وما تحتها وفوقها، هو إسلامي، وغير قابل للتقسيم وللتقاسم، ومن هنا ستبدأ صحوة الأمة بعد أن تفهم أن ما يسمى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ما هو إلا صراع على الأقصى المبارك وعلى محاولة استبدال الصراع، وبحجج ومسميات واهية مثل: حق اليهود، وآثار تاريخية، وحرية العبادة. فكل هذه الأمور والمسميات تهدف إلى إخفاء حقيقة الحرب أنها حرب دينية، حرب على الأقصى المبارك”.
إبراهيم يعرب عن أسفه لما يسميه نجاح اسرائيل بالمراوغة والمناورة ما بين الأردن والسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالأقصى المبارك “الإسرائيليون يقولون للأردن إن الحركة الإسلامية والسلطة الفلسطينية تحاولان السيطرة على الأقصى المبارك، وللسلطة الفلسطينية يقولون إن حماس تحاول السيطرة على الأقصى وإن الحركة الإسلامية ما هي إلى غطاء لحماس، وللأسف نرى أن هناك توترات وضغائن بين المسلمين أنفسهم، ما يسهل على المتطرفين الإسرائيليين استغلال هذا الوضع ليستمروا في اقتحاماتهم ومحاولاتهم تغيير الواقع وتقاسم وتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود”.
ويشير إبراهيم إلى أن الشباب المقدسي أصبح أكثر جاهزية للتصدي لأنصار الهيكل “ففي الماضي كنت ترى أن الرباط يقتصر على العرب من الشمال ومن الجليل لكن اليوم الغالبية الساحقة من المرابطين هم من أبناء المدينة وضواحيها وهذا هو الأمر الإيجابي في هذه القضية الخطيرة. أنها دفعت بأهل القدس ليفهموا أنهم في صلب الحرب، وأن ما حصل خلال عشرات السنين الماضية كانت عبارة عن محاولة مستمرة لإبعادهم عن الأقصى، لكن اليوم حين ترى الأعداد التي تتوافد على الأقصى وترى الشبان يتسابقون على التصدي والإصابة وربما الاستشهاد تعلم أن الأمة ما زالت بخير وأن الرباط في الأقصى المبارك أسّس لمرحلة قادمة ومختلفة تماما في الصراع بيننا وبين اليهود”.
من حروب القبائل البربريّة، عبر الأيّام العظيمة لجالية فاس، وحتّى الهجرة الجماعيّة إلى إسرائيل - إنها قصة الجالية اليهودية الأكبر والأهمّ في جميع الدول العربية
إنها قصة جالية ضاربة في القِدم، تصل جذورها إلى أيّام التاريخ الأولى، وهي قصة حفاظ على التقاليد في ظروف مستحيلة لمشاكل لا تتوقّف، وهي أيضًا قصّة تبلوُر هويّة مجدَّدة على خلفيّة ظروف متغيّرة – قصّة الجالية اليهودية الأكبر في البلدان الإسلامية، يهود المغرب.
أيّام الحرب وانعدام الاستقرار
يُدرك المؤرِّخون أنّ اليهود الأوائل وصلوا الساحل الجنوبي الغربي للبحر المتوسّط منذ عهد الإمبراطورية الرومانية. لكنّ التقاليد اليهوديّة تدّعي أنّ استقرار اليهود في المغرب يعود إلى ما قبل ذلك، إلى أزمنة الكتاب المقدّس. فذريّة سكّان قرية “إفران الأطلس الصغير” اليهود يروون أنّ آباءهم، رجال الملك سليمان، وصلوا إلى المغرب على سُفن الفينيقيين.
في أيّام الإمبراطوريتَين الرومانية والبيزنطية، واجهت الجالية هزّات قويّة، لكنّها استمرّت في النموّ. وتُظهر شهادات تاريخية أخرى أنّ الرومان طردوا 30 ألف يهودي إلى المغرب بعد تدميرهم الهيكل اليهوديّ. كان هؤلاء أوائل اليهود في المغرب.
حين كانت الأندلس ساحة صراعات تاريخية بين العالَم المسيحيّ والإسلام، حافظ يهود المغرب على هويّتهم الدينية رغم الضغط “المسيحي” الشديد، الذي أكرههم على تغيير دينهم. أمّا مع صعود الإسلام، فقد تحسّن وضع اليهود، بعد أن حظوا بمكانة “أهل الذمة” كما في سائر أنحاء العالم الإسلامي. لكن لم يطبّق جميع الحكّام قوانين الذمة بالطريقة عينِها، ما جعل وضعهم بين مدّ وجَزر.
منطقة جبال الأطلس في المغرب (Nati Shohat /Flash90)
في ذلك الوقت، كان هناك فارق هام بين يهود “بلاد المخزن”، الذين عاشوا في ظلّ السلطة المغربية المركزيّة، وبين يهود “بلاد السيبة”، الذين كانوا تحت رحمة سلطات القبائل الأمازيغية المتمردة. في بعض الأحيان، كان وضع يهودٍ معيّنين جيّدًا جدًّا، فيما كانت جاليات أخرى تصارع من أجل الحياة.
تحت سلطة الأدارسة في القرن التاسع، كانت حالة اليهود متقلِّبة. فمؤسس السلالة، إدريس بن عبد الله، الذي كان من نسل عليّ بن أبي طالب، كان قاسيًا تجاه اليهود. لكنّ ابنه استقبلهم بالترحاب، ودعاهم إلى الاستقرار في مدينة فاس، التي كانت قد أنشئت قبل سنواتٍ معدودة. فأضحت المدينة مركزًا للحضارتَين الإسلاميّة واليهوديّة على حدٍّ سواء.
وفق تقاليد مختلفة، سادت في تلك الحقبة ظاهرة تهوّد كثيرين من أبناء القبائل الأمازيغية، الذين اعتنقوا الدين اليهوديّ. ولكنّ صحّة تلك التقاليد ليست أكيدة.
في القرن الحادي عشر وبداية الثاني عشر، أيام سلطة المرابطين، كانت حالة اليهود أفضل نسبيًّا. تولّى العديد من اليهود الوزارة، ووصل عدد من الأطباء اليهود إلى بلاط يوسف بن تاشفين، الذي طلب مساعدتهم في إنشاء مدرسة للطب في مدينة مراكش.
عرس يهودي مغربي عام 1839، صورة من متحف اللوفر (Wikipedia)
انتهى ذلك العصر الذهبي في أيّام الموحِّدين، الذين ارتقوا العرش في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، ليفرضوا على جميع اليهود في المغرب والأندلس اعتناق الإسلام. تظاهر يهود كثيرون باعتناق الإسلام، لكنهم حافظوا على يهوديتهم خفيةً. مرّ قرنان قبل أن تعود الجالية اليهودية في المغرب إلى وضعها السابق، لكنها بدأت تنعزل في أحياء “الملاح”، التي تميّز بها اليهود في كلّ مدينة.
مدّ وجَزر
لكنّ ما غيّر طابع يهودية المغرب أكثر من أيّ شيء آخَر هو طرد اليهود من إسبانيا عام 1492. فقد وصل عشرات الآلاف من اليهود الجُدد إلى مدن المغرب واستقرّوا فيها. خلال قُرون، شكّل يهود المغرب الأصليون والوافدون الجدد جاليتَين منفصلتَين، لكلٍّ منهما عاداتها وأحكامها، ولم تبدأ الفوارق بالتقلُّص إلّا بعد مرور قرنَين. من جهة، أدّى احتلال “الممالك المسيحية” في ساحل البحر المتوسِّط إلى معاناة يهود إسبانيا والبرتغال من قسوة “الطوائف المسيحية” حتّى بعد الهجرة إلى المغرب. ولكن من جهة أخرى، حظي هؤلاء بمكانة أرفع من اليهود الأصليين، وعُرفوا كتجّار ودبلوماسيّين خبيرين، كانوا مقبولين على جيرانهم المسلمين أيضًا.
مقهى يهودي في مدينة فاس (Wikipedia)
في نهاية المطاف، كانت هجرة يهود الأندلس بركةً كبيرة بالنسبة ليهود المغرب، وبدأت منذ مطلع القرن السادس عشر حقبة ازدهار اقتصادي ملحوظ. في القرون التي تلت، عرفت الجالية فترات ازدهار ونموّ إلى جانب فترات عدائية، سرقة، ونَهب.
استمِعوا إلى الأغنية اليهوديّة – المغربيّة التقليديّة “قِف كرجُل وتغلَّب على الاعتراف بالأخطاء”:
اعتُبر السلطان يزيد، الذي حكم في أواخر القرن الثامن عشر، من أعداء اليهود، إذ أذلّ أثرياء الجالية، وأمر بنهب الملاح اليهوديّ واغتصاب نسائه. ويتحدّث تقليد آخَر من بلدة إفران عن خمسين من يهود المدينة، قفزوا داخل النار المشتعلة حين خُيّروا بين اعتناق الإسلام والموت. كلّما ازدادت نيران الحروب الدوليّة التي أثّرت في المغرب، عانى اليهود أكثر، لأنّ جيرانهم صبّوا عليهم جام غضبهم من العدوّ.
أيّام الوفرة تحت سُلطة فرنسا
في مطلع القرن العشرين، حلّت ذروة جديدة في سوء وضع يهود المغرب. ففي الاضطرابات التي حدثت في مدينة تازة عام 1903، قُتل 30 شخصًا، فيما قُتل 50 في مدينة سطات عام 1907، و30 شخصًا في مدينة الدار البيضاء في السنة عينها. في الدار البيضاء، وقعت الاضطرابات الأسوأ. فقد اقتحم خمسة آلاف مسلّح مغربي الملاح اليهوديّ، نهبوا وهدموا كلّ شيء، حتّى إنهم خطفوا النساء، وأجبروا الناس على اعتناق الإسلام.
لكنّ معاهدة فاس عام 1912 أدّت إلى انتهاء تلك الفترة المظلمة. فرغم أنّ مجزرة نُفّذت في خمسين من يهود فاس فور دخول المعاهدة حيّز التنفيذ، أدّى تعزيز السيطرة الفرنسيّة على المغرب إلى منح اليهود الحماية والرعاية. بشكلٍ عامّ، حمى الفرنسيون يهود المغرب، وسُرّوا بأن يقدِّموا لهم لغتهم وحضارتهم.
يهود المغرب
تحت رعاية فرنسا، ازدادت الثقافة بين اليهود، وتأسست نخبة جديدة، لم تعتمد على القيادة الدينية التقليديّة. رُويدًا رُويدًا، بدأ اليهود الموسرون والشبّان يهاجرون من الأحياء اليهوديّة إلى الأحياء الأوروبيّة. وفي تلك الفترة، أصبح جميع يهود المغرب تقريبًا مدنيّين، وتبنّوا نمط حياة عصريًّا.
حتّى إنّ كثيرين من اليهود هاجروا من المغرب إلى فرنسا وأمريكا الجنوبية. وحتّى اليوم، يعيش في فرنسا نحو 150 ألف يهودي مغربيّ. بالمقابل، آثر قلّة من اليهود – بضعة آلاف فقط – الهجرة إلى فلسطين. لكن مع احتلال ألمانيا النازية لفرنسا عام 1940 وإقامة حكومة فيشي اللاساميّة، عاد وضعهم يسوء.
استمِعوا إلى المزيد من الغناء اليهوديّ المغربيّ:
http://youtu.be/xvZ7KZNAK6Y
بعد إقامة دولة إسرائيل
قلب إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 الكائنات. فقد أصبحت نظرة السكّان المسلمين عدائيّة أكثر من أيّ وقت مضى. ورغم أنّ الأسرة المالكة، لا سيّما في عهد الملك محمد الخامس، منحت اليهود حقوقًا متساوية، سادت الخشية على مصير الجالية.
لكنّ الإسرائيليين لم يرحّبوا بكلّ يهودي مغربيّ بمحبة. فقد وضعت القيادة اليهوديّة في إسرائيل شروطًا للهجرة إلى إسرائيل، وفضّلت قبول المغاربة الشبّان والمعافين، الذين يمكنهم المساهمة في تطوّر الدولة الفتيّة، فيما اضطُرّ المسنّون والمرضى إلى البقاء في المؤخرة، ومات كثيرون منهم قبل الحصول على فرصة الهجرة.
حين استقلّ المغرب عام 1956، أصبحت هجرة اليهود غير شرعيّة، وبدأت إسرائيل تهرّبهم خفيةً. حاول الملك محمّد الخامس إقناع اليهود بأنهم سيواصلون التمتّع بالأمن والوفرة، وعيّن لهذا الهدف وزيرًا يهوديًّا في حكومته – ليون بن زاكين، الذي عُيّن وزيرًا للبريد. مع ذلك، هُرّب نحو 30 ألف يهودي إلى إسرائيل في أواخر الخمسينات بشكل غير شرعيّ، وخلافًا لرغبة الحكومة المغربيّة.
عائلة يهودية مغربية لدى وصولها الى إسرائيل (Wikipedia)
عام 1961، حدثت كارثة، حين غرقت في البحر سفينة تُدعى “أجوز”، كان على متنها 44 يهوديًّا في طريقهم إلى جبل طارق باتّجاه إسرائيل، ومات جميع ركّابها عدا ثلاثة من أفراد الطاقم. في العام نفسه، وُقّعت معاهدة جعلت الهجرة سريّة، وفي أوائل الستينات، وصل إلى إسرائيل نحو 80 ألف مغربيّ يهودي بطُرق شرعيّة. بالإجمال، هاجر إلى إسرائيل على مرّ السنين 250 ألف يهودي مغربي.
الصعوبات في إسرائيل
مثل أية هجرة من الدول العربية إلى إسرائيل، واجه يهود المغرب أيضًا صعوبات عديدة مع وصولهم إلى البلاد. فقد عانوا من النظرة الدونية إليهم كأشخاصٍ دون حضارة، عنفاء، وبدائيين، وذلك رغم تقاليدهم وحضارتهم المتنوّعة والثريّة التي جرى الحفاظ عليها على مرّ السنين. ومن المهين بشكل خاصّ اللقب “مغربيّ سكّين” الهادف إلى التلميح أنّ طبيعة يهود المغرب حارّة وعنيفة.
في حادثتَين مركزيّتَين على مرّ السنين، احتجّ يهود المغرب على التمييز ضدّهم. أوّلًا: عام 1959، جرفت موجة من التظاهُرات مدينة حيفا بعد أن أطلق شرطيّ إسرائيلي النار على شخصٍ من أصل مغربيّ في حيّ وادي الصليب في المدينة. ردًّا على ذلك، تظاهر اليهود المغاربة مقابل مقرّ الشرطة في حيفا. كان ردّ فعل المؤسسة عنصريًّا بحدّ ذاته، إذ اتّهم المتظاهرين بأنهم سكارى وعاطلون عن العمل.
أمّا الحدث الثاني فقد جرى أوائل السبعينات، مع إقامة حركة “الفهود السود” الإسرائيلية، التي مثّلت المتحدّرين من الدول الإسلامية في إسرائيل، وطالبت بالتوقُّف عن التمييز ضدّهم. نظّمت تلك الحركة، التي قادها مهاجرون مغربيّون، تظاهرة من آلاف الأشخاص في قلب القُدس، دعت إلى معالجة ضائقتهم.
إثر ذلك الاحتجاج العنيف، استجابت الحكومة لمطلب مناقشة ادّعاءات “الفهود” بجدّية، حتّى إنها أقامت لجنة عامّة لإيجاد حلّ لمشكلتهم. وأظهرت نتائج لجنة الفحص أنّ طبقات عديدة في إسرائيل جرى التمييز ضدّها. في أعقاب ذلك، ازدادت بشكل ملحوظ موازنات الوزارات التي تُعنى بالشؤون الاجتماعيّة. ووُجّهت أموال عديدة للاهتمام بالطبقات المستضعَفة.
مظاهرة “الفهود السود” في القدس عام 1971
أدّت مشاعر السخط والاضطهاد بكثيرين من أصول مغربية إلى الإطاحة بسلطة حزب مباي (حزب عمّال أرض إسرائيل) عام 1977، وإيصال حزب الليكود برئاسة مناحيم بيجن إلى السلطة للمرة الأولى. حتّى اليوم، بعد عُقودٍ من تلك الأحداث، ثمّة بين أبناء الجالية المغربية في إسرائيل مَن يدّعي أنّه يجري التمييز ضدّ أفرادها بالمقارنة مع الإسرائيليين ذوي الأصول الأوروبيّة. بالتباين، ثمّة مَن يدّعي أنّ تلك الفجوات امّحت منذ عهدٍ بعيد.
الثروة الحضارية
تُعرَف لغة يهود المغرب، أدبهم، وموسيقاهم بثرائها وعمقها الشديد. تختلف لغة يهود المغرب بين منطقةٍ وأخرى. اللغة اليهوديّة – المغربية هي لهجة مختلفة عن تلك التي للمغاربة العرب، وهي لا تزال محفوظة في ألسنة المتحدّرين من المغرب. ينطق اليهود من ذريّة المطرودين من إسبانيا بلغة “حاكيتيا”، وهي لهجة للُغة اللادينو، فيما ينطق يهود الجبال المغربية بلهجات متفرّعة عن اللهجة الأمازيغية الأطلسية. فضلًا عن ذلك، ينطق معظم اليهود المغاربة بالفرنسيّة على مستوى عالٍ.
يحافظ الشعر اليهوديّ المغربيّ على مواضيع من حضاراتٍ شتّى، ويدمج بين مواضيع يهودية كلاسيكيّة وموتيفات أندلسيّة تسلّلت إثر التأثير الأندلسيّ. على مرّ العصور، كانت المغرب مركزًا للشعر الديني اليهوديّ، الذي منح الشعب اليهوديّ فصائد يُنشِدوه في المجامع في السبوت في الشتاء. تمزج هذه العادة، التي تعود أصولها إلى يهود الأندلس، بين تسبيح الله والثناء على يوم السبت مع الحنين إلى أرض إسرائيل.
استمِعوا إلى الصيغة الخاصّة لـ “شعر الطلبات” المغربي: