المخابرات الفلسطينية

الشاب الفلسطيني أمير سبيتان وجدته التي انتقدت بلهجة حادة مشاركة الرئيس عباس في جنازة بيرس (Facebook)
الشاب الفلسطيني أمير سبيتان وجدته التي انتقدت بلهجة حادة مشاركة الرئيس عباس في جنازة بيرس (Facebook)

السلطة تستجوب صاحب أشهر فيديو فلسطيني عن مشاركة عباس في جنازة بيريس

في تعليق على الخبر قال فادي السلامين لموقع المصدر عبر تويتر : "لا علاقة بيني وبين هذا الشاب (أمير سبيتان ). ولا أدافع عن دحلان كما تذكرون. هذه اشاعات ماجد فرج"

استجوب جهاز المخابرات الفلسطينية الأربعاء الماضي الشاب الفلسطيني أمير سبيتان، الذي ظهر في فيديو مصور مع جدته التي كانت تنتقد بلهجة حادة مشاركة الرئيس محمود عباس في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريس.

وقال سبيتان وهو صحفي وناشط في شبكات التواصل الاجتماعي، عقب الإفراج متحدثا لوسائل إعلام فلسطينية محلية أنه قضى 12 ساعة بجهاز المخابرات العامة، خضع خلالها للتحقيق بعد انتظار طويل واحتجاز، للاستجواب حول الفيديو الذي نشر بشكل كبير في أوساط الفلسطينيين.

وأبلغ سبيتان جهاز المخابرات أن تصويره للمقاطع المصورة هو من دافع شخصي بحت وأنه يتحمل مسؤوليته وأن موقفه من مشاركة الرئيس عباس في الجنازة، موقف شخصي رافض كما غالبية الفلسطينيين الذين لا يقدرون مفاهيم السياسية وغيرها أمام المبدأ.

https://www.facebook.com/ameer.spitan/videos/1196415580418660/

واعتبر أن حديث جدته في الفيديو بأنه “نابع من قلب الأم الفلسطينية الغيورة على هذا الوطن ومبادئه”.

وأشار سبيتان إلى أن تعامل أفراد الأجهزة الأمنية معه كان منضبطا ولم تبدر منهم أي إساءة أو ضرب أو شتائم، إلا أن الساعات الطويلة التي قضاها في جهاز المخابرات للتحقيق حول فيديو كانت مسيئة وتنتهك حق الإنسان في التعبير عن توجهاته وآرائ1ه التي أعلنها أمير بوضوح.

ونفى سبيتان خلال التحقيق معه أي علاقة له بالشخص المشهور على شبكات التواصل الاجتماعي “فادي السلامين”.

ولم يجد سبيتان التعاطف الكامل معه في قضيته من قبل الناشطين الفلسطينيين كما جرت العادة وقد يكون ذلك بالأساس بسبب التضييق الكبير من قبل السلطة على كل من ينتقد رئيس السلطة وهو ما جرى تماما مع الضابط في الارتباط الفلسطيني، أبو عرب، لكن فادي السلامين الناشط على شبكات التواصل أفرد عبر صفحته قضية التحقيق مع سبيتان بشأن علاقتهما.

ولاقى منشور السلامين ردود فعل أغلبها كانت سلبية تهاجمه خاصةً وأنه معروف عنه قربه من القيادي المفصول من فتح، محمد دحلان ودفاعه المستميت عنه.

https://www.facebook.com/Fadi.Elsalameen/posts/1180036662072025

وغرد “المشاكس جرار” على تويتر عن القضية “الكل بذكر الحجة فخرية ..المخابرات استدعت حفيدها أمير سبيتان بسبب تصوير الفيديو وانتقاده لمشاركة عباس بالجنازة .. وبقولوا الحرية سقفها السماء”.

وفي تعليق على الخبر قال فادي السلامين: “لا علاقة بيني وبين هذا الشاب (أمير سبيتان ). ولا أدافع عن دحلان كما تذكرون. هذه اشاعات ماجد فرج”

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، يهمس في أذن رئيس السلطة محمود عباس (AFP)
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، يهمس في أذن رئيس السلطة محمود عباس (AFP)

اللواء ماجد فرج: هل نتحدث عن وريث عباس؟

ثمة إجماع بين المسؤولين الفلسطينيين على أن أداء اللواء ماجد فرج، مدير المخابرات العامة، أكثر من متميّز، خاصة بعد نجاح عملية "رد الجميل" لتحرير الرهينتين السويديين، أما ذكر اسمه خليفة لعباس فلا يحظى على نفس الإجماع

أطلق عليها الفلسطينيون اسم عملية “رد الجميل”. فبعد أكثر من عام من المحاولات الفاشلة لإطلاق سراحهما، نجح جهاز المخابرات الفلسطينية بإطلاق سراح رجلي دين سويديين كانا يعملان في سوريا. جبهة النصرة كانت قد اختطفت الاثنين واحتجزتهما بالقرب من الحدود السورية الأردنية. القيادة السويدية كانت قد طلبت مطلع هذا العام من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تساهم السلطة في عملية إطلاق سراح الرهينتين. السلطة الفلسطينية التي كانت، وفي إطار حملتها، لتجنيد أكبر عدد ممكن من الدول للاعتراف بدولة فلسطين، تسعى لكسب تأييد السويد لمشروعها، وافقت على الطلب السويدي، وأوكل محمود عباس المهمة لرجل المهمات الخاصة ، ألا وهو مدير المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج.

عملية إطلاق سراح الرهينتين تميّزت بكتمان كبير، استعمل خلالها جهاز المخابرات الفلسطينية قدراته، وعلاقاته لإتمامها بنجاح. إذا ما أضفنا عملية إطلاق سراح وإجلاء فلسطينيين وأبناء جنسيات أخرى من اليمن، وغيرها من الدول التي تشهد صراعات وحروب أهلية، وإذا ما اعتمدنا ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن دور المخابرات الفلسطينية في بعض العمليات المعقدة مثل اعتقال القيادي في القاعدة، أبو انس الليبي، والمتهم الأول في قضية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في دار السلام (تنزانيا) ونيروبي (كينيا) عام 1998، فإن اسما واحدا يبرز ويتكرر في كل هذه القضايا، وهو اسم اللواء ماجد فرج.

المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي أدارها العام الماضي وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، فشلت في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. لم يكن الأمر مفاجئا. ما كان مفاجئا هو الدور الذي لعبه في هذه المفاوضات من الجانب الفلسطيني اللواء ماجد فرج. صحيح أن قيادات أمنية فلسطينية كانت دائما تشارك في المفاوضات، وفي بعض الأحيان كانت تقودها (جولة موفاز – دحلان)، لكن مشاركة فرج والذي لم يُعرف عنه كلاعب رئيسي في هذا الملفات، أرسلت رسالة واضحة، أن اسما جديدا بدأ يلوّح في الأفق، كلاعب هام في دائرة القيادة الفلسطينية، أو على الأقل كلاعب هام في دائرة مقربي الرئيس الفلسطيني.

من هو اللواء فرج؟

مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج (من النت)
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج (من النت)

اللواء فرج من مواليد مخيم الدهيشة عام 1962. كان من قيادات شبيبة “فتح”، واعتقله الإسرائيليون عدة مرات لنشاطه في الانتفاضة وغيرها. مع قدوم السلطة الفلسطينية، ترأس جهاز الأمن الوقائي في بعض محافظات الضفة الغربية، من أبرزها محافظة بيت لحم، قبل أن يُعيَّن قائد لجهاز الاستخبارات العسكرية عام 2006. وفي العام 2009 عيّنه ابو مازن، مديرا لأهم وأكبر جهاز أمني فلسطيني وهو جهاز المخبرات العامة، ليكون بذلك أول مدير للجهاز يأتي من خارجه.

يُعتبر هذا التعيين مفصليا بالنسبة لمكانة اللواء فرج وللثقة التي يمنحها إياه الرئيس الفلسطيني. وبالفعل لعب فرج دورا هاما في الكثير من الملفات الاستراتيجية بالنسبة للسلطة الفلسطينية أبرزها ملفي المصالحة مع حركة حماس، والمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، بالإضافة إلى ملفات خاصة عديدة أوكلها إليه الرئيس الفلسطيني. اللواء فرج الذي اتهمته حماس في الماضي أنه حرّض النظام المصري عليها وعلى قياداتها، حظي خلال زيارته نهاية العام الماضي إلى القطاع، باستقبال الملوك والتقى قيادة حماس، وبحث معهم ملف المصالحة، والذي على ما يبدو انهار حاليا.

وأعاد اللواء فرج لجهاز المخابرات مكانته، ليس على الصعيد الفلسطيني الداخلي فحسب، وإنما كذلك على صعيد أجهزة المخابرات العالمية كجهاز يمكن الاعتماد عليه والتعاون معه في الكثير من الملفات الشائكة والحساسة. لكن السياسات الداخلية داخل حركة “فتح”، والحسابات الشخصية لقيادات الحركة تشكل العائق الأكبر أمام إمكانية صعود اللواء فرج ليصبح مرشح الإجماع داخل الحركة. فشعبيته وبساطته وانحداره من مخيم للاجئين (مخيم الدهيشة في بيت لحم) يجعلوا من اللواء فرج مرشحا من شأنه التغلب على التناقضات الداخلية للحركة.

هل يتولى المنصب الأول في السلطة الفلسطينية؟

كما ان اللواء فرج لم يُصبغ بالفساد وقضايا الفساد التي طالت الكثير من رموز السلطة وقياداتها. لكن الصفات نفسها – الشعبية والبساطة – هي نفسها التي قد تحول دون توليه المنصب الأول في السلطة الفلسطينية. فالكثيرون من قيادات فتح يعتبرون أنفسهم أحق، ويقومون بإبرام تحالفات وبناء مراكز قوى داخل الحركة وخارجها، بينما يركّز اللواء فرج على عمل جهازه وعلى إدارة الملفات التي توكل إليه، ولا يبدو، على الأقل في هذه المرحلة، أنه يولي أهمية كبيرة لموقعه وفرصه في سباق الوراثة. كما أن البعض ممن هم حول الرئيس الفلسطيني بدأوا يستشعرون خطرا من اللاعب الجديد ويحاولون إبعاده عن محيط الرئيس، فقد وصل الحد بالبعض للتلويح بأن اللواء فرج “هو ابن مخيم وبالتالي لن يكون مقبولا على الكثير من النخب الفلسطينية وحتى الفتحوية”، يقول مسؤول فلسطيني.

وبالفعل يبدو أن نقطة ضعف اللواء فرج، رغم انجازات جهازه، هي عدم القبول به من بعض المحيطين بالرئيس أو يعتبرون أنفسهم مقربين للرئيس، الأمر الذي يفسر الشائعات التي أُطلقت في أكثر من مرة عن رغبة الرئيس في إنهاء عمله كمدير لجهاز المخابرات، الأمر الذي تبين المرة تلو الأخرى أنه غير صحيح.

أما إسرائيليا، وكذلك أمريكيا، يُعتبر ماجد فرج ضابطا مهنيا ساهم في إعادة بناء المنظومة الأمنية الفلسطينية بعد الانتفاضة، وبعد دحر السلطة الفلسطينية من قطاع غزة، لكن المهنية لم تكن أبدا العامل الوحيد الذي يحدد مكانة وحظوظ أي مسؤول فلسطيني بقدر قدرته على إبرام تحالفات داخلية وإقليمية – خارجية.

اقرأوا المزيد: 744 كلمة
عرض أقل
جاءت القناة كمبادرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهي تنضوي تحت سلطة البث الفلسطينية الرسمية(الرئاسة الفلسطينية)
جاءت القناة كمبادرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهي تنضوي تحت سلطة البث الفلسطينية الرسمية(الرئاسة الفلسطينية)

عباس يفتخر بالإفراج عن الرهينتين السويديتين، ويُخفي قلقه من حماس

الرئيس الفلسطيني يحاول تسليط الضوء على الإنجاز الاستخباراتي الرائع والذي أدى بدوره إلى إنجاز في سوريا، لكنه يذكر جيدًا أن عليه الفوز بالانتخابات في فلسطين وليس في السويد

عبّر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الأمس، عن فرحته ورضاه عن أداء المخابرات الفلسطينية التي نجحت بتحرير رهينتين سويديتين كانتا محتجزتين في سوريا منذ نحو سنة ونصف.

ويحاول عباس تسليط الضوء على إنجازه هذا مجددًا ليبرز امتيازاته على حماس، كقائد دولي يسيطر على آليات أمن مختصة وقوية. وقال عباس: “يسعدنا أن نهنئ جلالة ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، ودولة رئيس الوزراء ستيفان لوفين، ومعالي وزيرة الخارجية مارغوت والستروم، والحكومة والشعب السويدي الصديق وعائلات المواطنين السويديين المخطوفين على نجاح المساعي التي أدت إلى إطلاق سراحهما وعودتهما إلى وطنهما وأهلهما سالمين، بعد احتجاز دام سنة ونصف السنة”‏‎.‎

هكذا هو محمود عباس: إنه يشعر بالراحة تجاه ملك السويد، مستشارة ألمانيا، الرئيس الفرنسي، وما شابه ذلك. لكنه يُفضّل الابتعاد عن أناس أمثال محمود الزهار، إسماعيل هنية، خالد مشعل ومحمد دحلان.

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك في الاليزيه  (AFP)
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك في الاليزيه (AFP)

هكذا هو محمود عباس: إنه يشعر بالراحة تجاه ملك السويد، مستشارة ألمانيا، الرئيس الفرنسي، وما شابه ذلك. لكنه يُفضّل الابتعاد عن أناس أمثال محمود الزهار، إسماعيل هنية، خالد مشعل ومحمد دحلان

إذا كان الأمر كذلك، فعباس يفضلُ الافتخار بالجهود التي أدت إلى الإفراج عن الرهينتين السويديتين، وكأنه يقدمهما كهدية شخصية إلى ملك السويد، بدلا من أن يتطرق إلى قضايا بسيطة ولكن ليست أقل أهمية، مثل الانتخابات الطلابية في جامعة النجاح. قد تشهد هذه الانتخابات على أن الحاضر ينتمي حقا إلى عباس والسلطة الفلسطينية، ولكن المستقبل ينتمي إلى حركة حماس، والتي تحظى بدعم العديد من أبناء الجيل الفلسطيني الشاب.

وبينما نشرت الصحف التي تصدر في الضفة الغربية – “القدس”، “الحياة الجديدة” و “الأيام”- خبر تحرير الرهينتين السويديتين بالخطوط العريضة، فلم يٌنشر في صحف غزة الخبر أبدًا. وبدلًا من ذلك، يتصدر الصفحة الرئيسية في صحيفة “فلسطين” التابعة لحماس الخبر “حماس تتهم السلطة بعدم احترام نتائج انتخابات جامعة بيرزيت”.

وفي مواقع أخرى لحماس، تبرز القصص حول نتائج الانتخابات في بيرزيت، وعن خوف عباس من أن تلحق به هزيمة أخرى، مما أدى إلى إلغاء الانتخابات في باقي جامعات الضفة الغربية.

بعد فوات الأوان، يتضح أن الانتخابات المحلية عام 2005 التي فازت بها حماس بفوز ساحق، قد نبأت إلى حد كبير بفوز حماس الكبير بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني عام 2006. تشير الانتخابات في جامعة بيرزيت إلى اتجاه مماثل. يعرف عباس جيدًا أن عليه الفوز بالانتخابات في رام الله، نابلس، قلقيلية وطولكرم، وفي قطاع غزة، وبالتأكيد – ليس في السويد. لذلك، على ما يبدو، فأنه يفضّل تأجيل الانتخابات حتى إشعار آخر.

اقرأوا المزيد: 368 كلمة
عرض أقل