المجتمع العربي في إسرائيل هم من يُطلق عليهم أيضًا اسم " عرب 48" أو "عرب الداخل" أو "فلسطينيو الداخل".
هؤلاء العرب هم الفلسطينيون الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (بحدود الخط الأخضر، أي خط الهدنة 1948) والذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد أن سيطرت إسرائيل على الأقاليم التي يعيشون بها وبعد إنشاء دولة إسرائيل بالحدود التي هي عليها اليوم.
حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المجتمع العربي حوالي 20% من سكان إسرائيل. ويشكّل المسلمون حوالي 83% من العرب في إسرائيل، 9%-10% من المسيحيين و8% دروز.
امرأة مسملة من عرب 48 تدلى بصوتها في الانتخابات الإسرائيلية في قرية كفر قاسم (Roy Alima/Flash90)
أظهر استطلاع رأي جديد فحص آراء المواطنين العرب في إسرائيل قبيل الانتخابات أن 68% منهم يدعمون انضمام الأحزاب العربية إلى ائتلاف حكومي في حال قاد هذا الائتلاف حزب يساري أو وسطي
يتضح من استطلاع أجري على المواطنين العرب في إسرائيل أن نحو %64 من عرب إسرائيل يؤيدون مشاركة الأحزاب العربية في الائتلاف. ويتبين من استطلاع أجراه معهد “يافا” أن %68 من المستطلعة آراؤهم يدعمون انضمام الأحزاب العربية إلى الحكومة، في حال تشكيل حكومة من الأحزاب اليسار – الوسط. كذلك، أشار %80 من المستطلعة آراؤهم إلى أنهم يرغبون المشاركة في السلطة بشكلٍ غير مباشر عبر دعم الحكومة من الخارج مقابل برامج وميزانيات تطوير تدعم المجتمع العربي.
تطرق الاستطلاع إلى مدى استعداد مواطني إسرائيل العرب إلى المشاركة في الانتخابات. أشار %62.7 إلى أنهم قرروا المشاركة في الانتخابات، مقابل 24.8% قالوا إنهم لن يشاركوا. أجاب %12.6 أنهم لم يقرروا بعد.
كما فحص الاستطلاع سلم الأولويات لدى المواطنين العرب. مثلا: أجاب عن السؤال: “ما هو الموضوع الأهم الذي يجب معالجته”؟ أجاب 29% أن الحديث يجري عن الاحتلال في الأراضي. %28 يعتقدون أن الأهم هو إلغاء قانون القومية، فيما يعتقد 26% أن موضوع البناء وتدمير المنازل أهم. أشار %15 من المستطلعة آراؤهم إلى أن العنف والجريمة في البلدات العربية، هما الأهم، ولكن أعرب ربع المستطلعة آراؤهم تقريبا (23%) أن هذه المشكلة هي إحدى القضايا الثلاث الهامة التي يجب معالجتها.
كما فحص الاستطلاع مدى رضا مواطني إسرائيل العرب عن أعضاء الكنيست العرب. أعرب %60 من المشاركين في الاستطلاع أنهم يؤيدون إلى حد ما أن أعضاء الكنيست العرب يؤدون دورهم كما ينبغي. رغم ذلك، %54 يعتقدون أنهم يعملون إلى حد قليل لدفع مواضيع مدنية قدما مثل البنى التحتية، التربية، الرفاه، والتشغيل. يدعم %65 أن تظل القائمة المشتركة وفق تركيبتها الحالية. قال 61% أيضا إنهم مستعدون للتصويت لحزب يهودي عربي، إذا كان مرشحا للانتخابات.
أطلقت سلطة الضرائب الإسرائيلية مؤخرا إرشادات في وسائل الإعلام تحت عنوان “تخرق قانون حظر الدفع نقدا – تدفع ثمن بالغا”، بهدف عرض القانون الجديد أمام الجمهور من أجل تقليص استخدام الأموال النقدية، وسيسري مفعول القانون بدءا من كانون الثاني 2019. يجري الحديث عن قانون يهدف إلى تقليل الأموال السوداء والمساعدة على مكافحة ارتكاب الجرائم، بما في ذلك الجرائم الخطيرة، عدم دفع الضرائب، تبييض الأموال، وتمويل الإرهاب. لقد أثار القانون، حتى قبل بدء سريان مفعوله، قلقا في المجتمع العربي في إسرائيل، الذي يُجرى معظم الصفقات فيه بالدفع نقدا، لا سيما عندما يجري الحديث عن شراء ممتلكات.
“العرب معتادون على جمع الأموال النقدية لشراء عقارات أو سيارات، بينما يجمع اليهود الأموال في الحسابات المصرفية غالبا”، أوضح المحامي نضال عواودة في مقال نشره في موقع YNET. وفق أقواله: “العرب، لا سيما النساء، معتادون على جمع الأموال في المنزل. مع مرور الوقت، أصبحت هذه الأموال برنامجا توفيريا على الأمد الطويل، ووصلت إلى أكثر من 50 ألف شاقل غالبا، ويتطلب إدخالها إلى الحساب المصرفي إبلاغ سلطة مراقبة تبييض الأموال، لهذا لا يمكن إيداع الأموال في الحسابات البنكية.”
وأضاف عواودة، أنه من المتبع جمع الأموال النقدية بسبب نقص الاستقرار في تشغيل العرب في إسرائيل، إضافة إلى نقص سهولة الوصول إلى المصارف البنكية في الماضي. علاوة على ذلك، لم تُذوّت الثورة الرقمية العالمية والمصرفية، وفق ادعاء عواودة، في المجتمع العربي كما نجح اليهود في تذويتها، لذلك لا يزال الكثير من العرب يحتاجون إلى الخدمة المباشرة من موظفي البنك.
في المقال، اقترح عواودة حلا معقدا ومركبا من بضع خطوات، قد يساعد على حد تعبيره المواطنين العرب ويؤهلهم لتطبيق القانون. وفق أقواله: “أولا، يجب إرجاء بدء سريان مفعول القانون لمدة سنة إضافية، وزيادة فرصة ‘الكشف مجهول الهوية بمحض الإرادة’. ثانيا، يجب إطلاق حملات تسويقية واسعة باللغة العربية وبثها في البلدات العربية، وفي وسائل الإعلام العربية. ثالثا، يجب زيادة الوعي حول الموضوع وتقديم ورشات عمل للمجتمع العربي، لا سيما للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما أو أن مستواهم الثقافي محدودا، تشجيعا لاستخدام الخدمة الرقمية المصرفية”.
في السنة الماضية، طرأت زيادة ملحوظة على معدل تشغيل الفتيات العربيات في إسرائيل – هذا ما يتبين من بيانات نشرتها دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل، التي تتابع بيانات أهداف التشغيل.
وفق البيانات، ازداد عدد الفتيات العربيات اللواتي يعملن بين الربع الثاني لعام 2017 وبين الربع الثاني لعام 2018 من %35 إلى %40 ومن 128 ألف إلى 154 ألف فتاة تعمل. يجري الحديث عن زيادة نسبتها %20 على عدد الفتيات العربيات اللواتي يعملن. هكذا يمكن أن نشير إلى أنه تم تحقيق الهدف من حيث تشغيل الفتيات العربيات لعام 2020، الذي وصل %41. كذلك، في الربع الأول من عام 2016، كان معدل تشغيل الفتيات العربيات 32% فقط، أي أنه طرأت زيادة نسبتها %25 في غضون أقل من عامين.
بسبب نسبة التشغيل المنخفضة إلى حد ما، يعتبر الرجال المتدينين والفتيات العربيات مصدري التطور الأكبر المحتملين في السوق الإسرائيلي. يتبين من تقرير نشرته وزارة المالية الإسرائيلية في عام 2016، أن هناك ثلاثة مراكز تمييز تؤدي إلى نقص الفتيات العربيات في سوق العمل. يتلقى %3 فقط من الأطفال العرب في سن 0 حتى 3 سنوات رعاية في حضانات نهارية، مقابل %21 في المجتمع اليهودي؛ عدد الحافلات التي تسافر في البلدات اليهودية أكبر بـ 6 أضعاف مقارنة بالمجتمع العربي؛ وحجم أماكن العمل المتوفرة للفرد في المجتمع العربي هو 2.7 متر مربع للفرد، مقابل 11.6 متر مربع في البلدات اليهودية في الضواحي.
تطرقت رئيسة اللجنة لدفع مكانة المرأة قدما، عضو الكنيست عايدة توما من القائمة العربية المشتركة إلى البيانات الإيجابية قائلة لموقع “كلكليست”: “السبب الوحيد هو دخول فتيات شابات ومثقفات أكثر إلى سوق العمل. في يومنا هذا، يتفوق عدد الطالبات الجامعيات العربيات على عدد الطلاب الجامعيين العرب”.
رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، يتوسط نواب عرب (Yossi Zeliger/ Flash90)
ردود فعل قاسية في المجتمع العربي بعد قتل 3 أشخاص جرّاء إطلاق النار صوبهما في ليلة واحدة. رئيس القائمة العربية المشتركة: المجتمع العربي ينزف.. ووزير الأمن الداخلي يبادر إلى تسهيل الحصول على رخصة سلاح
استيقظ عرب 48، اليوم الجمعة، على أنباء وقوع 3 جرائم قتل مرّوعة في نفس الليلة، في الطيرة وجسر الزرقاء، حيث قتل زوجين في المكان الأول وفي الثاني قتل شخص وأصيب آخرون. وإلى جانب استنكار الجرائم من قبل زعماء وسياسيين عرب، وجّه النواب العرب في الكنيست انتقادات قاسية ضد أداء الشرطة الإسرائيلية وتقاعسها عن الحد من الجريمة وانتشار السلاح في البلدات العربية.
ووصف رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، الجرائم المتتالية بأنها “شهادة قاسية ومؤلمة لإهمال الشرطة التصدي لانتشار السلاح غير القانوني وعصابات الجريمة”. واستهجن عودة مبادرة وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، مؤخرا، تسهيل إجراءات منح رخص الأسلحة قائلا: “في حين يبادر أردان إلى تسهيل الحصول على أسلحة لمن يريد، المجتمع العربي ينزف”.
وانتقدت النائبة العربية من القائمة المشتركة، حنين زعبي، كذلك أداء الشرطة حيال قضايا الجريمة في المجتمع العربي، قائلة: “تتباهى الشرطة بأنها أنشأت نقاط جديدة في المجتمع العربي وتجنّد المزيد من الرجال إلى صفوفها، لكن النتائج على الأرض معدومة”. وناشدت الزعبي رؤساء المجالس في البلدات العربية ألا يتعاونوا مع الشرطة طالما لم تطرح خطة عملية يمكن قياسها للتصدي لمنظمات الإجرام في المجتمع العربي.
“الشرطة تضخ المال بلا حساب لتسويق حملات دعائية في المجتمع العربي تعد بضمان الأمن الشخصي.. لكنها لا تملك المال لمواجهة الإجرام. الشرطة تستثمر المال لتجميل صورتها وليس لإنقاذ حياة البشر” قالت زعبي.
وتشتبه الشرطة بأن إطلاق النار على الزوجين في مدخل مدينة الطيرة، محمد حجاج وريم أبو خيط، في العشرينيات من العمر، جاء انتقاما على ضلوع حجاج بحادثة قتل في الماضي. وأشارت إلى أن المجرمين على الأغلب استهدفوا الشاب، وقتل الشابة كان غير مقصود.
أما بالنسبة لجريمة القتل في قرية جسر الزرقاء، فتشتبه الشرطة أن القتيل، عمره 33 عاما، وقع ضحية لخطأ في التعرف على المستهدف. وذكرت أن أصدقاء القتيل الذين كانوا معه في ساحة البلد أصيبوا كذلك من إطلاق النار. وحتى الساعة لم تعتقل الشرطة أي مشتبه به في الحادثتين، الأمر الذي زاد من حدة السخط في المجتمع العربي.
“الشرطة أخفقت في الحد من جرائم السلاح في البلدات العربية”
السلاح غير القانوني في المجتمَع العربي (الشرطة الإسرائيلية)
مراقب الدولة: الشرطة الإسرائيلية أخفقت في معالجة آفة انتشار السلاح غير الشرعي في المجتمع العربي.. الشابك والجيش لا يتعاونان ولا ينسقان مع الشرطة في هذه القضايا وثقة المواطن العربي بالشرطة ضعيفة
نشر مراقب الدولة في إسرائيل، اليوم الأربعاء، تقريرا يفحص مواجهة الشرطة الإسرائيلية لأزمة انتشار السلاح غير القانوني في البلدات العربية بين العامين 2015 و2016. وتوصل المراقب في نتائج الفحص إلى أن الشرطة فشلت فشلا ذريعا في مهمتها تقليص كمية السلاح غير الشرعي في المجتمع العربي، وتعزيز الأمان في الشارع العربي.
وأشار المراقب في التقرير إلى جملة عوامل، أدت مجتمعة إلى قصور الشرطة في التصدي إلى ظوهر سرقة السلاح وتهريبه وإطلاق النار في الشوارع في البدلات العربية. ومن هذه العوامل عدم التنسيق بين أجهزة الأمن في إسرائيل في قضايا السلاح. فحسب التقرير، الشابك لا ينقل معطيات خاصة بجرائم السلاح يعرف عنها في البلدات العربية وفي الضفة الغربية وهذا ينعكس سلبا على عمل الشرطة.
وكذلك، هناك نقص في القوى العاملة في محطات الشرطة المحاذية بالقرى العربية والتي تعالج قضايا إطلاق نار في هذه البلدات. وهذا النقص يعني قصور كبير في معالجة حوادث إطلاق النار وحيازة السلاح غير المرخص والدليل على ذلك، حسب مراقب الدولة، أن معظم التحقيقات في هذه القضايا لا تفضي إلى لوائح اتهام. وعلى هذا يشهد المعطى الآتي الذي نشره المراقب، ففي عام 2016 نسبة لوائح الاتهام التي قدمت بعد التحقيق في قضايا النار والسلاح بلغت 3.7%.
وأشار المراقب إلى عامل آخر يعوق عمل الشرطة في قضايا السلاح في المتجمع العربي، وهو انعدام ثقة المواطنين العرب في الشرطة الإسرائيلية، فنسبة قليلة تقبل التعاون مع الشرطة للتوصل إلى المجرمين، وهناك كذلك عامل ثقافي وهو لجوء المجتمع العربي إلى عقد “مصالحة” بين الأطراف المتشابكة، وعدم اللجوء إلى الشرطة والقضاء في قضايا إطلاق نار وثأر.
وحسب المعطيات التي نشرتها الشرطة وظهرت في التقرير، شهد عام 2016 ارتفاعا بنسبة 75% في ظاهرة سرقة السلاح مقارنة بعام 2015 في المجتمع العربي، وكذلك في تهريب السلاح عبر الحدود مع الأردن. وجاء كذلك في معطيات الشرطة أن جرائم السلاح وإطلاق نار أكثر بنسبة 17.5 في المجتمع العربي من المجتمع اليهودي. ونحو 70% من جرائم إطلاق النار ينفذها أشخاص سجلهم نظيف.
كما ألقى مراقب الدولة اللوم على الحكومة في شأن معالجة قضية السلاح والعنف في المجتمع العربي، وقال في التقرير أن مشاريع الحكومة للحد من العنف والسلاح لم تطبق على نحو جدي. فعلى سبيل المثال، في إطار مشروع “مدينة خالية من العنف”، كان من المفروض نصب كاميرات حراسة في أجراء المدينة، إلا فحص المراقب أظهر أن معظم البلدات العربية لا تشغل هذه الكاميرات.
وأشار التقرير إلى أن خطط الحكومة إنشاء 11 محطة شرطة جديدة في الوسط العربي لم تتم بعد، وحتى اليوم أنشأت محطتان فقط. أما بالنسبة لخطة الشرطة تجنيد المزيد من رجال الشرطة المسلمين في صفوفها، فتفيد المعطيات المنشورة أن نسبة رجال الشرطة المسلمين تشكل 1.8% في صفوف الشرطة الإسرائيلية.
أما رد الشرطة ووزارة الأمن الداخلي على التقرير فكانت التطرق إلى معطيات العامين 2017 و2018. فقالت الشرطة إنها ضبطت خلال عام 2017 آلاف قطع السلاح في القرى العربية واعتقلت أكثر من 2225 مشتبه به في قضايا سلاح في جميع البلاد، وقدمت نحو 1137 لائحة اتهام ضد مشبوهين في جرائم سلاح. وأضاف بيان الشرطة أن المشاكل التي أشار إليها مراقب الدولة معروفة، والشرطة تبذل جهودا لتجاوز هذه العوامل وتحسين علاقاتها بالمواطن العربي عبر التوعية والتجنيد من أجل زيادة الثقة بين الطرفين، والتوصل إلى قناعة أن الشرطة في خدمة جميع المواطنين في إسرائيل.
بعد مرور أسبوع على تظاهرة الدروز الكبيرة ضد قانون القومية، اجتمع أمس (السبت) في تل أبيب عشرات آلاف المتظاهرين، عربا ويهودا، ضد قانون القومية. بدأت التظاهُرة، التي نظمتها لجنة المتابعة العليا للشؤون العربية، في ميدان رابين وتضمنت مسيرة باتجاه متحف تل أبيب، ووقف المتظاهرون وقفة احتجاجية. رفع الكثير من المتظاهرين لافتات كُتِب عليها من بين كتابات أخرى: “قانون القومية – أبارتهايد”، “هذا بيتنا كلنا”، “المساواة للجميع”، وغيرها.
(Tomer Neuberg/Flash90)
رغم أن المنظمين طالبوا بعدم رفع الأعلام، إلا أن جزءا من المتظاهرين رفعوا علمي فلسطين وإسرائيل، وخلال المسيرة سُمعت هتافات “بالروح، بالدم نفديك يا فلسطين”. أثارت هذه الهتافات ورفع أعلام فلسطين ردود فعل صاخبة في المنظومة السياسية الإسرائيلية. غرد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في حسابه على تويتر: “ليست هناك شهادة أفضل لأهمية قانون القومية. سنواصل رفع علم إسرائيل بفخر وإنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي ‘هتكفاه’.”
وقال رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، أيضا: “ثبت هذا المساء مرة أخرى أن النضال الذي يديره أعضاء الكنيست العرب هو ليس نضالا ضد قانون القومية بل ضد دولة إسرائيل. يؤسفني هؤلاء الأعضاء يورطون الجمهور العربي الإسرائيلي في تظاهرة تحريضية قبيحة”.
(Tomer Neuberg/Flash90)
بالمقابل، غردت رئيسة حزب ميرتس، عضوة الكنيست تمار زاندبرغ، في تويتر: “واو، نشر بيبي دليلا على رفع علم؟ هذه خطوة متوقعة ومملة. مَن يخشى من هذا فهو جبان أو شعبوي أو كلاهما”. هاجم اليساري إلداد ينيف، نتنياهو أيضًا بسبب الانتقادات التي وجهها ضد التظاهرة في تل أبيب. إلى جانب الصورة التي نشرها في تويتر، التي يظهر فيها نتنياهو وأبو مازن ويظهر علم فلسطين في الخلفية، كتب ينيف: “الفاسد من شارع بلفور يوعظ لنا بشأن علم فلسطين. يا كذاب، علم فلسطين مرفوع لديك في الصالون”.
המושחת מבלפור מטיף לנו מוסר על דגל פלסטין. הנה, חתיכת שקרן, הדגל של פלסטין אצלך בסלון. pic.twitter.com/ipSBEFPgW8
قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، عضو الكنيست سابقا، محمد بركة، في التظاهرة إن العلم الفلسطيني الذي رُفِع يمثل الشعب الفلسطيني المقموع. “هذا هو العلم الذين يسعون إلى إبعاده من التاريخ عبر قانون القومية، ولكنه يشكل علم الشعب الفخور”، قال بركة وأضاف: “قانون القومية هو قانون عنصري ولا يتماشى مع القوانين الدولية أبدا”.
وحذر ناشر صحيفة “هآرتس”، عاموس شوكين، في التظاهرة موضحا أن قانون القومية يعزز التمييز داعيا الإسرائيليين إلى الانضمام إلى التظاهرة ضده. “نضالنا ليس نضالا من أجل المساواة في الحقوق للإسرائيليين من غير اليهود فحسب، بل هو نضال من أجل الديموقراطية في إسرائيل. لذلك، فإن كل مواطن إسرائيلي يحافظ على الدولة عليه الانضمام إلى النضال وألا يتنازل عن إلغاء القانون”، أوضح شوكين.
ناشر صحيفة “هآرتس”، عاموس شوكين (Tomer Neuberg/Flash90)
في التظاهرة، قال عضو الكنيست زهير بهلول، الذي استقال في ظل قانون القومية: هذا الميدان هو التفاؤل بحد ذاته. وهو إثبات على أن هناك شعبا يطمح إلى التضامن، المساواة، والعيش المشترك باحترام”.
تعرض جمعية "0202" عبر ثلاث صفحات فيس بوك الحوار الفلسطيني، الحاريدي، واليهودي في القدس: "عودة الاهتمام بالنزعة الإنسانية لكل طبقات المجتمع الفرعية في المدينة"
في الصيف العنيف لعام 2014، الذي شهد حملة “الجرف الصامد” في غزة، شعر عدد من الطلاب الجامعيين المقدسيين أنهم لا يعرفون إلى حد كاف ما الذي يمر به جيرانهم الفلسطينيون في القدس الشرقية في هذه الأيام الصعبة، وما هو الحوار الذي يديرونه. عندما بدأت الطالبة الجامعية الشابة، ميخال شيلور، بالبحث عن الموضوع في الإنترنت، أدركت أن المواطنين في القدس الشرقية يستخدمون اللغة العربية في حياتهم اليومية، لهذا لا يعرف الإسرائيليون الذين يعيشون في القدس الغربية عن حياة الفلسطينيين اليومية والسيناريو الخاص بهم.
لهذا قررت ميخال تسهيل الوصول إلى المعلومات حول القدس الشرقية للمواطنين في القدس الغربية، وبالعمل مع عدد من المتطوعين الآخرين أقامت صفحة الفيس بوك “0202 – نظرة من القدس الشرقية”. بمساعدة مركز الحوار متعدد الثقافات في القدس وعدد من الخبراء بشؤون القدس، بدأت صفحة الفيس بوك المميزة بترجمة نشرات من الصحافة الفلسطينية إلى العبرية، إضافة إلى ترجمة منشورات مختلفة من الشبكات الاجتماعية، كانت تهدف إلى توفير لمحة عن الواقع في القدس، من وجهة نظر الفلسطينيين.
أعضاء جمعية “0202”
منذ ذلك الحين، توسعت المبادرة، وأصبحت تتضمن في يومنا هذا ثلاث صفحات فيس بوك، تعرض ثلاث وجهات نظر عن القدس: وجهة النظر الفلسطينية من القدس الشرقية، وجهة نظر حاريديية، ووجهة نظر إسرائيلية من القدس الغربية. إضافة إلى ذلك، يشغّل أعضاء جمعية “0202” القائمة منذ عام، صفحة فيس بوك بالإنجليزية تعرض وجهات النظر الثلاث هذه.
موقع الانترنت “0202 – وجهات نظر من القدس” (لقطة شاشة)
“بدأت مبادرة 0202 كمبادرة صغيرة لطلاب جامعيين مُتطوِّعين”، قالت لنا هذا الأسبوع شير، ابنة 26 عاما، تدرس للقب الثاني وتعمل مركزة محتويات الجمعية. وفق أقوالها، “ما يميز هذه المبادرة أن المتطوعين يترجمون نشرات دون إجراء تعديلات عليها ولا يكتبون مقالا صحفيا يتضمن تحليلات أو آراء أعضاء المجموعة. فهذا يوفر منصة للسيناريو الحقيقي”. كما وأوضحت أن في صفحة الفيس بوك تظهر ترجمات من العربية إلى العبرية من الصحف الفلسطينية، ومصادر عربية تُعنى بشؤون القدس، ولكن يصل معظم المحتويات من الشبكات الاجتماعية، التي تتضمن ترجمة وفق الأصل. “نترجم كتابات مثل صفحات الفيس بوك في أحياء القدس الشرقية، منشورات لمؤسسات تربية ومدارس، جمعيات ومنظمات محلية ذات تأثير سياسي”.
“مثلا، هناك الآن كتلة مرشحة لمجلس المدينة”، قالت شير. “لا يهتم موقع ynet ولا القنوات الإخبارية الإسرائيلية بهذه العناوين”. إضافة إلى ذلك، أوضحت شير أن المتطوعين يحاولون ترجمة التعلقيات على المنشورات أيضا، تعبيرا عن الحوار المختلف السائد في المجتمَع العربي في القدس الشرقية. “نحاول عرض الأشخاص والآراء المختلفة”، المشاكل اليومية التي يواجهها مواطنو القدس الشرقية، مثل المشاكل في البنى التحتية أو الموطنة”.
من القدس الشرقية إلى القدس الحاريدية
في ظل نجاح صفحة الفيس البوك الأولى، أقام أعضاء الجمعية صحفة “نظرة من القدس الحاريدية”، تُعنى بالمجتمع اليهودي الحاريدي في القدس. “عرفنا أن هناك بعض الفئات السكانية المميزة التي لا تحظى بفرصة إلقاء نظرة إليها وجسِر الفجوات الثقافية”، قالت شير. وفق أقوالها، هناك قضايا كثيرة تشغل بال الحاريديين، لكنها لا تُطرح في الحوار المركزي، وقد يكون هذا هو السبب وراء النجاح الأكبر لصفحة الفيس البوك “0202” الخاصة بالحاريديين من حيث عدد القراء.
يعمل معتصم، ابن 26 عاما، وهو معلم لغة عربية من كفر عقب في القدس الشرقية، مديرا لصفحة الفيس بوك “0202” الجديدة التي تدعى “نظرة من القدس الغربية”. تهتم هذه الصفحة، التي أقيمت قبل بضعة أشهر فقط، بترجمة الأخبار، الأحداث، والنشرات من القدس الغربية إلى العربية، للقراء العرب في القدس الشرقية. “بدأت بقرأة صفحة الفيس بوك التابعة للحاريديين”، قال معتصم معربا أن القراءة ساعدته على تحسين لغته العبريّة. “أدركت الفوارق بين الحاريديين والعلمانيين، مثلا، ما هي أهمية غطاء رأس المرأة”. وفق أقواله، هناك أهمية لأن يعرف مواطني القدس الغربية الحياة المعقدة في القدس الشرقية والمشاكل التي يواجهها المواطنون.
من صفحة “نظرة من القدس الحاريدية” (Facebook)
قال معتصم تطرقا إلى صفحة القدس الغربية التي يديرها: “أشعر بسعادة لأني أجعل الصفحة متاحة أمام أبناء مجتمعي، وأعتقد أننا نحتاج إليها. لم أعرف يهودا حتى سن 18 عاما، وتعرفت إليهم عندما درست في الجامعة ولم أكن أعرف العبريّة حينها”. وأضاف: “إذا عرف الشبان معلومات عن جيرانهم، فهذا يساعدهم جدا في العمل والتعليم، ويتفاجأون أقل عندما ينهون دراستهم الثانوية”.
تطرق معتصم وشير إلى التحديات الصعبة في إتاحة الثقافة أمام جهة تختلف ثقافتها كليا، وتتجسد هذه التحديات في الترجمات المختلفة. “نحاول ألا نترجم حرفيا، ولكن هناك حالات توضح فيها الترجمة الحرفية الحوار السائد. مثلا، أثناء الترجمة نستخدم مصطلح ‘مسيرة الفخر’ وليس ‘مسيرة المثليين’ لأن هذه هي الترجمة التي تعكس الترجمة الدقيقة للحوار الإسرائيلي حول الموضوع”، أوضحت شير. “المثال الأفضل هو كلمة ‘القدس’ أو ‘أورشليم’ فهناك تساؤلات أي مصطلح نستخدم”، قال معتصم.
هناك عدد كبير من المتطوعين في يومنا هذا في الجمعية، من كل أطياف المجتمع الإسرائيلي: فلسطينيين، يهود علمانيين ومتدينين، متدينين حاليا أو في الماضي، رجال ونساء، يشكلون طبقة سياسية واسعة. وفق أقوال شير، “مشاركة متطوعين من مجتمعات إسرائيلية مختلفة تؤثر في النشرات في صفحات الفيس بوك المختلفة. في كل وردية، يختار المتطوع المواضيع التي تثير اهتمامه، وليست هناك توجيهات إرشادية، ما يتيح لأعضاء الجمعية العمل بحرية”.
جولة رمضان تنظمها الجمعية (Facebook)
“أكثر ما يهمنا هو عودة الاهتمام بالنزعة الإنسانية لكل طبقات المجتمع في القدس”، قالت شير. “نحاول أن نوضح أن الحوار في القدس الشرقية لا يتطرق إلى العنف والعمليات، بل إلى الأشخاص الذين يريدون العمل، تربية أطفالهم، وبناء منازلهم وفق تصاريح بناء”. وأضافت: “لا يتميز المجتمع الحاريدي بعدم التجند للخدمة العسكرية والتطرف فحسب، بل هنا حوار نسوي حاريدي، يتطرق إلى دمج الحاريديين في الأكاديميات، وغيرها. في هذا السياق، يقول معتصم: “تكمن المشكلة الأساسية في النزاع في عدم التعارف بين كلا الجانبين. فالفلسطينون في القدس الشرقية لا يفكرون في اليهود في القدس الغربية، وتسعى مبادرة 0202 إلى تقليص هذه الفجوات”.
هناك فوارق في التغطية الإعلامية في القدس الشرقية والقدس الغربية، وبين وسائل الإعلام في المجتمع الحاريدي من حيث المحتويات والتعابير، أوضح معتصم وشير. “لا تتجاهل وسائل الإعلام العربية في القدس الشرقية زيارة اليهود إلى الحرم القدسي الشريف أبدا، ولا الاعتقالات، وإطلاق سراح الأسىرى”، قالت شير. “إضافة إلى ذلك، فهي تتناول قضايا يومية ومعنى أن يكون الإنسان فلسطينيا في القدس – من ناحية العمل، البطالة، نقص الاستثمار في المؤسسات التربوية، وغيرها. بالمقابل، تتناول وسائل الإعلام الحاريدية كثيرا السياسية الحاريدية ، فيما يتعلق بالالتحاق بالجيش، أيام السبت، والتوتر بين الحاريديين والعلمانيين”.
تطرق معتصم وشير إلى ردود الفعل المختلفة التي يواجهانها. “يعتقد اليساريون أننا يمينيون، والعكس صحيح”، قال معتصم. “مثلا، عندما يشاهد اليمينيون ترجمات مثل ‘قوات الاحتلال’ يغضبون، بالمقابل يدعي اليساريون أننا ننشر منشورات سيئة فقط”. أكدت شير أن الترجمات لا تتضمن تحليلات، بل تعرض وجهات نظر لا تتحدث عنها نشرات الأخبار المركزية. “مثلا، هناك تعليقات أحيانا مثل، ‘أنتم تشكلون الناطقين باسم حماس’، ولكن نحن نترجم فحسب. بالمقابل، هناك من يحترم جهودنا. خلافا للصحافيين، نحن لا نفكر في جمهور الهدف، بل ننقل الأقوال الحقيقية”.
منذ سنوات كثيرة، تشكل صناعة الهايتك مصدر تطور كبير للاقتصاد الإسرائيلي، لذلك استثمرت الدولة مبالغ كبيرة دعما للتعليم في المجتمع العربي أيضا. تشير بيانات جديدة للمجلس الإسرائيلي للتعليم العالي أنه في غضون خمس سنوات طرأت زيادة كبيرة نسبتها نحو %50 على نسبة الطلاب الجامعيين العرب الذين يدرسون علوم الحاسوب. وفق البيانات، ازداد عدد هؤلاء الطلاب من 930 طالبا عام 2012 إلى 1,597 طالبا عام 2017.
كما يتضح من البيانات الجديدة أن معظم الطلاب الجامعيين العرب الذين يدرسون علوم الحاسوب (نحو %80) يدرسون في الجامعات، في حين أن %50 فقط من الطلاب في المجتمع الإسرائيلي يدرسون علوم الحاسوب في الجامعات، فيما يدرس %50 الآخرون في الكليات. علاوة على ذلك، تشكل النساء اللواتي يدرسن علوم الحاسوب نحو %31 من عامة الجمهور، فيما تصل نسبة النساء اللواتي يدرسن هذا الموضوع إلى نحو %40 في المجتمَع العربي.
أعرب مجلس التعليم العالي واللجنة للتخطيط والميزانية التي تعمل فيه عن رضاهما من البيانات وينسبانها إلى الازدهار الاقتصادي في مجال الهايتك، إضافة إلى متابعة توسيع البرنامج متعدد السنوات الذي يهدف إلى إتاحة التعليم العالي أمام المجتمع العربي، مع استثمار ميزانية معدلها نحو مليار شاقل.
بالإضافة إلى زيادة عدد الطلاب الذين يدرسون علوم الحاسوب، تشير بيانات مجلس التعليم العالي استنادا إلى السنوات الماضية إلى أنه منذ السنة الدراسية 2010 وحتى عام 2017، طرأت زيادة نسبتها %80 على عدد الطلاب الجامعيين العرب في الأكاديمية الإسرائيلية. ينسب هذه البيانات، من بين أمور أخرى، إلى برنامج “رواد” الذي يعمل اليوم في 70 بلدة في إسرائيل، ويقدم للمرشحين العرب معلومات، استشارات، وتوجيهات للأكاديميات.
قالت رئيسة المجلس للتخطيط والميزانية، البروفيسورة يافا زيلبرشتس: “في السنوات الماضية، أصبح يدرس عدد أكبر من الطلاب العرب في الأكاديميا، ولمزيد سعادتنا تتجسد الزيادة في مسارات الهايتك أيضًا. سنواصل استمثار الموارد الكثيرة تشجيعا للطلاب العرب على الالتحاق بالتعليم العالي، مع الاهتمام بالمجالات المطلوبة في الاقتصاد”.
ستُعرض بيانات مثيرة للقلق تتعلق بالوضع الصحي للمواطنين العرب في إسرائيل، اليوم (الثلاثاء)، في نقاش خاص في الكنيست، يتناول دفع الصحة قدما في المجتمع العربي. يتضح من البيانات، أن المجتمع العربي يعاني من أمراض أكثر من المجتمع اليهودي في إسرائيل، وإضافة إلى الأضرار الصحية الهامة، هناك تأثيرات لهذا الوضع الصحي على ميزانية الدولة.
في النقاش الخاص في الكنيست، سيعرض رئيس المجتمع العربي لدفع الصحة قدما، البروفيسور بشارة بشارات، بيانات هامة حول الفجوات الهائلة بين المواطنين اليهود والعرب في مجال الصحة. وفق البيانات، في عام 2017 تعرض %52.5 من الرجال العرب غير المدخنين إلى دخان السجائر بوتيرة عالية، مقارنة بنسبة %28.9 فقط من الرجال اليهود غير المدخنين.
صورة توضيحية (Hadas Parush / FLASH90)
إضافة إلى هذا، نسبة المدخنين في المجتمع العربي أعلى بـ 1.4، مقارنة بالمجتمع اليهودي كما أن نسبة أمراض السكري في المجتمع العربي أعلى بـ 1.6 من المجتمع اليهودي. تطرقا إلى التغذية في المجتمع العربي، تشير البيانات إلى أن %15 فقط من عرب إسرائيل يستهلكون بوتيرة عالية خبز القمح الكامل، في حين يستهلكه اليهود بنسبة %55 على الأقل.
سيتطرق النقاش إلى التأثيرات المالية بعيدة المدى للصحة في المجتمع العربي في إسرائيل على ميزانية الدولة. “هناك حاجة لوضع برنامج صحي مميز لتقليص الفجوات ودفع الصحة قدما في المجتمع العربي، واستثمار جهود بشكل خاص في هذا المجتمع لرفع الوعي حول نمط الحياة الصحي”، قال عضو الكنيست، أحمد الطيبي، رئيس اللجنة المشتركة لتشغيل العرب والمساواة الاجتماعية.
في السنوات الأخيرة، أصبح تدريس اللغة العربية المحكية صرعة منتشرة في إسرائيل. لهذا ينضم الإسرائيليون من أعمار مختلفة إلى دورات لتعلم اللغة العربية المحكية، سعيا للتحدث مع جيرانهم العرب في إسرائيل والمناطق المجاورة، يعتقد بعضهم أن اللغة تشكل جسرا للتفاهم المتبادل، ويرغب آخرون في التعرف إلى العرب والتقارب منهم.
يعيش نحو 1.8 مليون عربي الآن في إسرائيل، وهم يشكلون %21 من إجمالي سكان دولة إسرائيل. رغم أن اللغة العربية هي لغة رسمية في دولة إسرائيل، إلا أن تدريسها في الجهاز التربوي الإسرائيلي غير منصوص عليه في القانون. في كل عام، يجتاز نحو 10.000 شاب وشابة إسرائيليون، يختارون تعلم اللغة العربية، امتحانات “البجروت”. ولكن، تُدَرس اللغة العربية الفصحى في المدارس الإسرائيلية، التي تختلف عن اللغة المحكية، ما يصعب على الشبان الذين يتعلمون اللغة العربية عند إجراء محادثة بسيطة مع جيرانهم العرب.
دراسة اللغة العربية في جمعية المدرسة (Facebook)
تلبية لتغيير هذا الواقع، أقيم في السنوات الأخيرة عدد من الجمعيات والمبادرات لتسهيل الوصول إلى العربية المحكية، وتمكين كل الإسرائيليين من تعلمها بناء على رغبتهم. إحدى المبادرات الملفتة هي مشروع “مدرسة” وهو مشروع تقني اجتماعي لتدريس العربية المحكية عبر الإنترنت مجانا. يهدف هذا المشروع المميز إلى تشجيع التواصل الجيد بين الفئات السكانية المختلفة في المجتمَع الإسرائيلي.
أقيمت جمعية “مدرسة” عام 2015، وهي تشغل موقع إنترنت مجانا، صفحة فيس بوك، ومجموعات واتس آب لكل من يرغب في تعلم العربية المحيكة. يقدم موقع “مدرسة” أربعة مستويات تعليمية، بدءا من المبتدئين وصولا إلى المتقدمين، ويتيح لكل مستخدم التقدم وفق وتيرته ومستواه. ترافق الدروس مواد مساعدة، وهي تتضمن، من بين مواد أخرى، تلخيصا لقواعد المادة، ملفات ثروة لغويّة، وأوراق عمل.
درس اللغة العربية في جمعية المدرسة (Facebook)
غلعاد سويت هو المبادر إلى المشروع الذي حقق شعبية كبيرة سريعا، وهو من مواليد القدس، ابن 27 عاما، ومؤسس الجمعية. بمناسبة أسبوع اللغة العربية الذي يصادف في هذه الأيام في إسرائيل، تحدثنا مع مدير الجمعية، دانيئل دوتان، الذي يدير بالتعاون مع سويت نشاطات الموقع والجمعية منذ إقامتهما. قال دوتان إن سويت معروف بحبه للغة العربية جدا، ودرّسها في حلقات دراسية وأطر مختلفة. “يتقن سويت اللغة العربية المحكية جدا، ولكن لا يمكن عزو هذا النجاح إلى المدرسة”، قال دوتان موضحا: “نتعلم العربية الفصحى في المدارس، التي تحظى بأهمية كبيرة، ولكن نحتاج إلى العربية المحكية للتحدث والتواصل”.
فريق المدرسة (Facebook)
أدت قدرة سويت على التحدث بالعربية المحكية إلى أن يفكر في مشاركة معلوماته. لهذا بدأ بتدريس اللغة العربية، وبعد أن تلقى توجهات كثيرة، قرر تمرير الدروس عبر الإنترنت. لذا أقام بمساعدة دوتان موقعا، وبعد مرور عام، أقاما الجمعية. “هدفنا هو خلق مجتمَع إسرائيلي يتحدث أفراده بالعربية إضافة إلى العبرية”، قال دوتان. “يعرف 3% فقط من اليهود الإسرائيليين اللغة العربية، مقارنة بـ %80-90 من العرب الذين يتحدثون العبريّة – فنحن نسعى إلى إحداث ثورة في هذا المجال”.
يعتقد دوتان أن تدريس العربية يدفع التعايش المشترك بين اليهود والعرب في إسرائيل دون شك. “مَن يتقدم في تعلم اللغة، يتعرف إلى الثقافة العربية وإلى العرب”، أوضح. “نحن لا نتحدث عن السياسية والسلام، بل عن قضايا أهم، عن مجتمع جيد وسليم، يسود التواصل بين أفراده. هذا هو هدفنا الأسمى”، قال دوتان.
من موقع المدرسة (Facebook)
وأوضح دوتان أن موقع “مدرسة” حقق نجاحا كبيرا منذ البداية. “لقد اشتهر المشروع سريعا. عرفنا أن الأشخاص ذوو الأعمار المختلفة والفئات السكانية في المجتمَع الإسرائيلي، يريدون تعلم اللغة جدا، وهناك معرفة لأهمية ذلك”. وفق أقواله: “حتى الآن، زار أكثر من 170 ألف الموقع، وقد انضم أكثر من نصفهم لتعلم المزيد عن اللغة العربية”. كما أنهى عشرات آلاف المتصفحين دورة الإنترنت التي يمررها موقع “مدرسة”، وذلك إضافة إلى 24 ألف متابع في صفحة الفيس بوك لمشروع “مدرسة”. “هناك أشخاص أيضا يلتقون بعيدا عن الموقع، في أماكن مختلفة في البلاد، ويرسلون صورا”، قال دوتان.
يوروفيجن 2018 (Facebook)
هذا الأسبوع، أعرب رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، عن دعمه للمشروع الناجح، مشاركا أحد أفلام الفيديو الخاصة به لتدريس اللغة العربية. في منشور رفعه ريفلين بمناسبة أسبوع اللغة العربية، عرض موقع “مدرسة”، متحدثا عن تجربته الشخصية فيما يتعلق باللغة العربية. “عندما كنت صغيرا، سمعت اللغة العربية في البيت ومن حولي، كما تحدث العرب باللغة العبرية تماما”، كتب ريفلين. “اهتم والدي، الذي ترجم القرآن وقصة ‘ألف ليلة وليلة’، بأن نعرف أهمية الإلمام باللغة العربية. لمزيد الأسف، رغم أن اللغة العربية هي لغة رسمية في إسرائيل، إلا أن معظم الإسرائيلين لا يتقنوها”.
إشارة إلى برنامج الجمعية المستقبلي، قال دوتان إنه يتوقع أن يُطلق قريبا موقع جديد، يتضمن مستويات تدريس إضافية، وكذلك فيديو يتيح للمتصفحين التحدث معا بشكل مباشر. “عرفنا أن هناك حاجة علينا تبليتها، لتكون أكثر من مجرد صرعة، لهذا قررنا تمرير دورة جديدة تلبية للتحديات الأساسية وحفاظا على الاستمرارية والتدرب الكافي”، قال دوتان. وفق أقواله: “يعرض الموقع الجديد دورات تفاعلية تتضمن تدريبات، متابعات مكثّفة، محادثات بين المستخدِمين، وأطرا أكثر مهنية”. بالإضافة إلى ذلك، يخطط أعضاء الجمعية لإقامة لقاءات أسبوعية في إسرائيل، يجرى فيها حوار مفتوح بالعربية بين المشاركين.