المجتمع الحريدي قي إسرائيل

رفع العلم الفلسطيني في حي المتدينين اليهود

  • حي اليهود المتدينين "مئة شعاريم" في القدس (Noam Revkin Fenton/FLASH90)
    حي اليهود المتدينين "مئة شعاريم" في القدس (Noam Revkin Fenton/FLASH90)
  • حي اليهود المتدينين "مئة شعاريم" في القدس (Noam Revkin Fenton/FLASH90)
    حي اليهود المتدينين "مئة شعاريم" في القدس (Noam Revkin Fenton/FLASH90)

الشرطة الإسرائيلية تحقق في قضية رفع علم فلسطين في قلب الحارة اليهودية المتدينة في القدس حيث خًطّت كذلك عبارات مسيئة ضد الدولة

27 سبتمبر 2018 | 16:33

مشهد مثير في حي اليهود المتدينين في القدس: تناقلت مواقع إخبارية يهودية، محسوبة على حركة اليهود المتدينين، صورا لرفع علم فلسطين في حي مئة شعاريم في القدس، حيث تعيش أغلبية سكانية من اليهود المتزمتين.

وكتبت هذه المواقع أن متطرفين رفعوا العلم في مدخل الحي، حيث رفعت في السابق دمى لجنود متدينين احتجاجا على تجنيد متدينين يهود في صفوف الجيش الإسرائيلي بعد أن كانوا معفيين في الخدمة الإلزامية.

وجاء كذلك أن الشرطة فتحت تحقيقا في القضية للوصول إلى المتطرفين الذين رفعوا العلم. ومما يعزز الفرضية أن رافعي العلم هم من اليهود المتدينين المتطرفين وجود كتابات مسيئة في المكان ضد الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل.

يذكر أن أقلية اليهود المتزمتين في إسرائيل تفضل حياة العزلة عن الفئات الاجتماعية الأخرى في إسرائيل، إذ تفضل العيش في أحياء منفصلة. ويركز أفرادها على تعلم الدين والتعبد في الكنس. وقد زاد في السنوات الأخيرة التوتر بين هذه الفئة والدولة بعد المطالبة بإلغاء إعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية.

اقرأوا المزيد: 148 كلمة
عرض أقل
"0202 - وجهات نظر من القدس" (لقطة شاشة)
"0202 - وجهات نظر من القدس" (لقطة شاشة)

نفس القدس.. ثلاث وجهات نظر

تعرض جمعية "0202" عبر ثلاث صفحات فيس بوك الحوار الفلسطيني، الحاريدي، واليهودي في القدس: "عودة الاهتمام بالنزعة الإنسانية لكل طبقات المجتمع الفرعية في المدينة"

في الصيف العنيف لعام 2014، الذي شهد حملة “الجرف الصامد” في غزة، شعر عدد من الطلاب الجامعيين المقدسيين أنهم لا يعرفون إلى حد كاف ما الذي يمر به جيرانهم الفلسطينيون في القدس الشرقية في هذه الأيام الصعبة، وما هو الحوار الذي يديرونه. عندما بدأت الطالبة الجامعية الشابة، ميخال شيلور، بالبحث عن الموضوع في الإنترنت، أدركت أن المواطنين في القدس الشرقية يستخدمون اللغة العربية في حياتهم اليومية، لهذا لا يعرف الإسرائيليون الذين يعيشون في القدس الغربية عن حياة الفلسطينيين اليومية والسيناريو الخاص بهم.

لهذا قررت ميخال تسهيل الوصول إلى المعلومات حول القدس الشرقية للمواطنين في القدس الغربية، وبالعمل مع عدد من المتطوعين الآخرين أقامت صفحة الفيس بوك “0202 – نظرة من القدس الشرقية”. بمساعدة مركز الحوار متعدد الثقافات في القدس وعدد من الخبراء بشؤون القدس، بدأت صفحة الفيس بوك المميزة بترجمة نشرات من الصحافة الفلسطينية إلى العبرية، إضافة إلى ترجمة منشورات مختلفة من الشبكات الاجتماعية، كانت تهدف إلى توفير لمحة عن الواقع في القدس، من وجهة نظر الفلسطينيين.

أعضاء جمعية “0202”

منذ ذلك الحين، توسعت المبادرة، وأصبحت تتضمن في يومنا هذا ثلاث صفحات فيس بوك، تعرض ثلاث وجهات نظر عن القدس: وجهة النظر الفلسطينية من القدس الشرقية، وجهة نظر حاريديية، ووجهة نظر إسرائيلية من القدس الغربية. إضافة إلى ذلك، يشغّل أعضاء جمعية “0202” القائمة منذ عام، صفحة فيس بوك بالإنجليزية تعرض وجهات النظر الثلاث هذه.

موقع الانترنت “0202 – وجهات نظر من القدس” (لقطة شاشة)

“بدأت مبادرة 0202 كمبادرة صغيرة لطلاب جامعيين مُتطوِّعين”، قالت لنا هذا الأسبوع شير، ابنة 26 عاما، تدرس للقب الثاني وتعمل مركزة محتويات الجمعية. وفق أقوالها، “ما يميز هذه المبادرة أن المتطوعين يترجمون نشرات دون إجراء تعديلات عليها ولا يكتبون مقالا صحفيا يتضمن تحليلات أو آراء أعضاء المجموعة. فهذا يوفر منصة للسيناريو الحقيقي”. كما وأوضحت أن في صفحة الفيس بوك تظهر ترجمات من العربية إلى العبرية من الصحف الفلسطينية، ومصادر عربية تُعنى بشؤون القدس، ولكن يصل معظم المحتويات من الشبكات الاجتماعية، التي تتضمن ترجمة وفق الأصل. “نترجم كتابات مثل صفحات الفيس بوك في أحياء القدس الشرقية، منشورات لمؤسسات تربية ومدارس، جمعيات ومنظمات محلية ذات تأثير سياسي”.

“مثلا، هناك الآن كتلة مرشحة لمجلس المدينة”، قالت شير. “لا يهتم موقع ynet ولا القنوات الإخبارية الإسرائيلية بهذه العناوين”. إضافة إلى ذلك، أوضحت شير أن المتطوعين يحاولون ترجمة التعلقيات على المنشورات أيضا، تعبيرا عن الحوار المختلف السائد في المجتمَع العربي في القدس الشرقية. “نحاول عرض الأشخاص والآراء المختلفة”، المشاكل اليومية التي يواجهها مواطنو القدس الشرقية، مثل المشاكل في البنى التحتية أو الموطنة”.

من القدس الشرقية إلى القدس الحاريدية

في ظل نجاح صفحة الفيس البوك الأولى، أقام أعضاء الجمعية صحفة “نظرة من القدس الحاريدية”، تُعنى بالمجتمع اليهودي الحاريدي في القدس. “عرفنا أن هناك بعض الفئات السكانية المميزة التي لا تحظى بفرصة إلقاء نظرة إليها وجسِر الفجوات الثقافية”، قالت شير. وفق أقوالها، هناك قضايا كثيرة تشغل بال الحاريديين، لكنها لا تُطرح في الحوار المركزي، وقد يكون هذا هو السبب وراء النجاح الأكبر لصفحة الفيس البوك “0202” الخاصة بالحاريديين من حيث عدد القراء.

يعمل معتصم، ابن 26 عاما، وهو معلم لغة عربية من كفر عقب في القدس الشرقية، مديرا لصفحة الفيس بوك “0202” الجديدة التي تدعى “نظرة من القدس الغربية”. تهتم هذه الصفحة، التي أقيمت قبل بضعة أشهر فقط، بترجمة الأخبار، الأحداث، والنشرات من القدس الغربية إلى العربية، للقراء العرب في القدس الشرقية. “بدأت بقرأة صفحة الفيس بوك التابعة للحاريديين”، قال معتصم معربا أن القراءة ساعدته على تحسين لغته العبريّة. “أدركت الفوارق بين الحاريديين والعلمانيين، مثلا، ما هي أهمية غطاء رأس المرأة”. وفق أقواله، هناك أهمية لأن يعرف مواطني القدس الغربية الحياة المعقدة في القدس الشرقية والمشاكل التي يواجهها المواطنون.

من صفحة “نظرة من القدس الحاريدية” (Facebook)

قال معتصم تطرقا إلى صفحة القدس الغربية التي يديرها: “أشعر بسعادة لأني أجعل الصفحة متاحة أمام أبناء مجتمعي، وأعتقد أننا نحتاج إليها. لم أعرف يهودا حتى سن 18 عاما، وتعرفت إليهم عندما درست في الجامعة ولم أكن أعرف العبريّة حينها”. وأضاف: “إذا عرف الشبان معلومات عن جيرانهم، فهذا يساعدهم جدا في العمل والتعليم، ويتفاجأون أقل عندما ينهون دراستهم الثانوية”.

تطرق معتصم وشير إلى التحديات الصعبة في إتاحة الثقافة أمام جهة تختلف ثقافتها كليا، وتتجسد هذه التحديات في الترجمات المختلفة. “نحاول ألا نترجم حرفيا، ولكن هناك حالات توضح فيها الترجمة الحرفية الحوار السائد. مثلا، أثناء الترجمة نستخدم مصطلح ‘مسيرة الفخر’ وليس ‘مسيرة المثليين’ لأن هذه هي الترجمة التي تعكس الترجمة الدقيقة للحوار الإسرائيلي حول الموضوع”، أوضحت شير. “المثال الأفضل هو كلمة ‘القدس’ أو ‘أورشليم’ فهناك تساؤلات أي مصطلح نستخدم”، قال معتصم.

هناك عدد كبير من المتطوعين في يومنا هذا في الجمعية، من كل أطياف المجتمع الإسرائيلي: فلسطينيين، يهود علمانيين ومتدينين، متدينين حاليا أو في الماضي، رجال ونساء، يشكلون طبقة سياسية واسعة. وفق أقوال شير، “مشاركة متطوعين من مجتمعات إسرائيلية مختلفة تؤثر في النشرات في صفحات الفيس بوك المختلفة. في كل وردية، يختار المتطوع المواضيع التي تثير اهتمامه، وليست هناك توجيهات إرشادية، ما يتيح لأعضاء الجمعية العمل بحرية”.

جولة رمضان تنظمها الجمعية (Facebook)

“أكثر ما يهمنا هو عودة الاهتمام بالنزعة الإنسانية لكل طبقات المجتمع في القدس”، قالت شير. “نحاول أن نوضح أن الحوار في القدس الشرقية لا يتطرق إلى العنف والعمليات، بل إلى الأشخاص الذين يريدون العمل، تربية أطفالهم، وبناء منازلهم وفق تصاريح بناء”. وأضافت: “لا يتميز المجتمع الحاريدي بعدم التجند للخدمة العسكرية والتطرف فحسب، بل هنا حوار نسوي حاريدي، يتطرق إلى دمج الحاريديين في الأكاديميات، وغيرها. في هذا السياق، يقول معتصم: “تكمن المشكلة الأساسية في النزاع في عدم التعارف بين كلا الجانبين. فالفلسطينون في القدس الشرقية لا يفكرون في اليهود في القدس الغربية، وتسعى مبادرة 0202 إلى تقليص هذه الفجوات”.

هناك فوارق في التغطية الإعلامية في القدس الشرقية والقدس الغربية، وبين وسائل الإعلام في المجتمع الحاريدي من حيث المحتويات والتعابير، أوضح معتصم وشير. “لا تتجاهل وسائل الإعلام العربية في القدس الشرقية زيارة اليهود إلى الحرم القدسي الشريف أبدا، ولا الاعتقالات، وإطلاق سراح الأسىرى”، قالت شير. “إضافة إلى ذلك، فهي تتناول قضايا يومية ومعنى أن يكون الإنسان فلسطينيا في القدس – من ناحية العمل، البطالة، نقص الاستثمار في المؤسسات التربوية، وغيرها. بالمقابل، تتناول وسائل الإعلام الحاريدية كثيرا السياسية الحاريدية ، فيما يتعلق بالالتحاق بالجيش، أيام السبت، والتوتر بين الحاريديين والعلمانيين”.

تطرق معتصم وشير إلى ردود الفعل المختلفة التي يواجهانها. “يعتقد اليساريون أننا يمينيون، والعكس صحيح”، قال معتصم. “مثلا، عندما يشاهد اليمينيون ترجمات مثل ‘قوات الاحتلال’ يغضبون، بالمقابل يدعي اليساريون أننا ننشر منشورات سيئة فقط”. أكدت شير أن الترجمات لا تتضمن تحليلات، بل تعرض وجهات نظر لا تتحدث عنها نشرات الأخبار المركزية. “مثلا، هناك تعليقات أحيانا مثل، ‘أنتم تشكلون الناطقين باسم حماس’، ولكن نحن نترجم فحسب. بالمقابل، هناك من يحترم جهودنا. خلافا للصحافيين، نحن لا نفكر في جمهور الهدف، بل ننقل الأقوال الحقيقية”.

اقرأوا المزيد: 1006 كلمة
عرض أقل
(Flash90 / Hadas Parush; Al-Masdar / Guy Arama)
(Flash90 / Hadas Parush; Al-Masdar / Guy Arama)

أزمة العزوبة عند اليهود المتدينين في إسرائيل

يشعر المزيد من الشبان المتدينون الإسرائيليون بصعوبة في العثور على شركاء حياة ملائمين ويظلون عزابا حتى سن متأخرة؛ لماذا تحدث هذه الظاهرة وكيف يمكن التغلب عليها؟

في السنوات الأخيرة، بات كبار الجالية اليهودية في إسرائيل قلقين من ظاهرة العزوبية المتأخرة الآخذة بالازدياد ما يسبب زيادة في عدد العزاب الذين لا يتزوجون حتى وقت متأخر نسبيًّا. يتلقى الشبان المتدينون توجيها منذ سن صغيرة للعثور على شركاء حياة ملائمين للزواج وإقامة عائلة يهودية وفق التقاليد الدينية المتعبة، وفي الماضي، كان من الممكن أن نلاحظ فجوة كبيرة في سن الزواج في المجتمَع المتديّن مقارنة بالمجتمَع العلماني. ما زال في يومنا هذا أيضا سن الزواج في المجتمَع المتديّن منخفضا مقارنة بالمجتمع العلماني، ولكن الفوارق تقلصت مع مرور الوقت.

منذ السنوات الماضية، أصبح المتدينون الإسرائيليون مشغولين بظاهرة العزوبية، لهذا بدأت تُجرى مؤتمرات، تُكتب مقالات، تُلقى محاضرات وتُدار نقاشات، وتُقام دورات مختلفة لمواجهة هذه الظاهرة وتقليصها. ففي السنة الماضية، دعا الحاخام رونين لوبيتش، رئيس حركة “نأماني توراه وعفوداه” (Ne’emanei Torah Va’Avodah) الجمهور لمتابعة العمل على ظاهرة العزوبية المتأخرة، موضحا: “يتعرض العزاب لتدهور نفسي وديني في أحيان كثيرة كلما كانت فترة العزوبية أطول”. وأضاف: “العزوبية لدى المتدينين هي الأصعب موضحا أن المتدينين الحريديم يتزوجون في سن صغيرة بعد عملية وساطة زواج واسعة النطاق، ويتزوج العلمانيون في سن متأخرة ولكنهم يعيشون حياة زوجية وجنسية، وبالمقابل لا يقيم الشبان المتدينون علاقة زوجية ولا جنسية”.

حفل زفاف يهودي (Hadas Parush / Flash90)

من بين الأسباب لهذه الظاهرة المنتشرة، يشير الكثير من الشبان المتدينين إلى أنهم لا يتلقون الوسائل العاطفية الضرورية للعثور على شريكات الحياة وإقامة علاقة زوجية في سن صغيرة. إضافة إلى هذا، يتعرض هؤلاء الشبان أو الشابات لضغط اجتماعي للعثور على شركاء حياة والزواج، ما قد يحقق نتيجة عكسية. وفق أقوال الخبيرة النفسية، د. أييلت فيدر كوهين فإن “ممارسة الضغط صعبة وتُحدث مشاكل كثيرة لأنها تؤدي إلى صراعات، غضب ولا تسمح بمعرفة الرغبات الشخصية والتعرف إلى أسباب عدم تحقيق الذات. من الصعب على العزاب معرفة أسباب عزوبيتهم لأنهم يشعرون مذنبين ولديهم مشكلة”. أشارت فيدر أيضا إلى أن جزءا من المشكلة يعود إلى الفارق الكبير بين الشبان والشابات النابع بشكل أساسي من أن المتدينين لا يتعلمون معا في المرحلة الثانوية، لهذا ليس هناك عامل مشترك بينهم.

“أنهيت دراستي للقب الأول بامتياز، وأعمل، وأعتبرُ مهنية، وأحقق تقدما في عملي، ولكن رغم هذا، بما أنني عزباء تتعامل معي صديقاتي بصفتي مسكينة، فاشلة وتعيسة”، قالت نعماه، ابنة 33 عاما، التي أوضحت أنه مهما كانت ناجحة في المجالات الأخرى فهذا “لن يساعدها”. نعماه هي واحدة من بين عشرات آلاف الشابات والشبان المتدينين العزاب الذين يشعرون أن هناك حاجة إلى أن يجتاز النقاش العام في المجتمع المتدين تغييرا، ليشعر العزاب بأنهم عاديون ولا يتم وصمهم بـ “عزاب” فقط. “بصفتنا أفراد في المجتمَع علينا أن نطوّر قدرات وننظر إلى العزاب نظرة شاملة. ويجب أن يتغير الحديث، والمكانة التي يموضع فيها المجتمع العزاب الذين يعيشون فيه”، وفق رأي التربوية أورطال شليسل، التي تزوجت في سن 32 فقط.

صورة توضيحية (iStock)

إضافة إلى نقص الوسائل العاطفية، تؤثر التغييرات العامة التي يمر فيها المجتمع المتدين في مجال التعارف. لقد أدى دخول الإنترنت إلى عالم المتدينين، المغلق نسبيا، إلى تغيير عالم التعارف تماما. فإذا كانت الوساطة الطريقة الأساسية للتعارف في المجتمَع المتديّن، فاليوم هناك الكثير من مواقع التعارف للمتدينين والحريديين في النت، التي أصبحت شعبية جدا في السنوات الماضية. من جهة، يحظى العرض الكبير الموجود في مواقع التعارف بإعجاب الكثير من الشبان، ولكن من جهة أخرى يثير ارتباكا لديهم. إضافة إلى هذا، تؤدي حرية العمل لدى الشبان والعرض الواسع في عالم التعارف عبر النت، إلى صعوبة في إرضاء الشبان.

يُدعى أحد مواقع التعارف الأكثر نجاحا في المجتمع المتديّن “شليش غان عيدن” (Shlish Gan Eden). أوضح أساف نافون، المسؤول عن الموقع، في مُقابلة معه مؤخرا، أن ظاهرة العزوبية المتأخرة في المجتمع المتديّن آخذة بالازدياد، ويعود سببها، من بين أسباب أخرى، إلى الوصم داخل المجموعات الفرعية في المجتمع المتدين، إذ إن الكثيرين يبحثون عن شركاء حياة من المجموعة ذاتها. ثمة مشكلة أخرى طرحها نافون وهي الأهمية الكبيرة التي يوليها الشبان والشابات المتدينون للجيل. فوفق أقواله، يتضح من تجربة أجريت في موقع التعارف الخاص به، أنه من الأسهل الحصول على شركاء حياة عندما لا يُذكر العمر.

موقع التعارف “شليش غان عيدن” (لقطة شاشة)

يتابع المسلسل الوثائقي “كفار مؤحار” (أصبح متأخرا)، الذي صدر قبل عدة أشهر، العزاب والعزباوات المتدينين في سن 30 عاما وأكثر، ويوثق عالمهم الداخلي وحياتهم العزوبية في المجتمع المتدين. “تحدد العزوبية هوية معينة، حتى إذا كانت مؤقتة، وقد رغبت أن أركّز عليها”، قال مُخرج المسلسل، مئير كلاينر، وهو شاب أعزب متديّن عمره 36 عاما. وفق أقواله، لاحظ أثناء التصوير أن “هناك لدى أكثرية العزاب حاجة أساسية لتحديد مكانتهم في المجتمَع. ففي نهاية المطاف، المجتمع المتدين هو مجتمع يتضمن فئات كثيرة، والسؤال الذي يطرح هو هل يمكن أن يجد العزاب لهم مكانا ضمن هذه الحالة الشخصية المؤقتة، كيف يحدث ذلك، ومتى”.

وأضاف كلاينر موضحا: “إذا سمح المجتمع للعزاب بألا يشعروا بعزلة فهذه خطوة رائعة. إن الحياة العادية، التي تتضمن عائلات وأطفال، هي بيئة سليمة أكثر للعزاب أيضا، وفي نهاية المطاف تدفع أفرادها قدما أسرع نحو إقامة عائلة”.

مُخرج المسلسل، مئير كلاينر (لقطة شاشة)

يمكن العثور في يومنا هذا، من بين عدد من الحلول المقترحة لمشكلة العزوبية المتأخرة، على مؤتمرات تهتم بهذا المجال، لقاءات تدريب للشبان، وحتى دورات وورشات عمل استعدادا للحياة الزوجية، تُقدّم فيها نصائح للعثور على شركاء حياة. “شاركت في ورشات عمل جنونية، بكيت وصرخت، وفهمت أمور كثيرة، ولكن لم يحدث أي شيء”، قال حنانيا وهو شاب أعزب متديّن عمره 37 عاما شارك في سلسلة النت “كفار مؤحار”. من جهته، رغم الصعوبات، فقد ساهمت العزوبية المتأخرة في صقل شخصيته وأثرت في قدراته على إقامة علاقات حميمة كثيرا. “أشعر أن هذه السلسة علمتني درسا من أهم الدورس التي تعلمتها. وأني أصبحت إنسانيا أكثر”، لخص حنانيا أقواله.

اقرأوا المزيد: 847 كلمة
عرض أقل
عملة نقدية ورقية قيمتها 50 شيكلا (Bank of Israel / Flash90)
عملة نقدية ورقية قيمتها 50 شيكلا (Bank of Israel / Flash90)

السبب الغريب لحظر النظر إلى عملة إسرائيلية

ينص قرار مثير للاهتمام لأحد الحاخامات البارزين في إسرائيل على أنه يُحظر النظر إلى عملة نقدية ورقية بقيمة 50 شيكلا. أثار السبب دهشة في قلوبنا أيضًا..

دُهِش طلاب الحاخام بن صهيون موتسافي عند سماع حكمه المثير للاهتمام فيما يتعلق بعملة نقدية حجمها 50 شيكلا (حوالي 14 دولارا). خلال الدرس الذي نقله الحاخام في نهاية الأسبوع الماضي، سحب الحاخام عملة نقدية ورقية حجمها 50 شيكلا جديدا من جيبه، موضحا أنه يُحظر النظر إليها لأنها تحمل صورة الشاعر شاؤول تشرنيخوفسكي، الذي كان متزوجا من امرأة مسيحية.

وردا عن سؤال أحد الطلاب، أوضح الحاخام قراره قائلا: “من المعروف أن تشرنيخوفسكي كان “متزوجا” من شابة مسيحية متدينة كانت تصلي كل يوم أحد في الكنيسة. ويقال إن الحاخام كوك طيب الذكر (حاخام كبير جدا في اليهودية) توسل إليها، ناشدها، وحاول إقناعها باعتناق اليهودية إلا أنها رفضت”. وأوضح الحاخام الكبير أيضا أن الرمبام (موسى بن ميمون) قال عنه بصفته إنسان عاش مع شابة ليست يهودية قد ألحق “دمارا بأمته”.

الحاخام بن صهيون موتسافي (Yaacov Cohen / FLASH90)

في الأسابيع الأخيرة، تصدرت الأوراق النقدية العناوين الرئيسية في إسرائيل، بعد صدور الأوراق النقدية الجديدة، التي تظهر عليها شخصيات بطولية في الثقافة الإسرائيلية. كما أعرب الجمهور المتدين في إسرائيل عن استيائه ودهشته إزار القرار، لأن الحديث يجري عن شخصيات نسائية.

اقرأوا المزيد: 165 كلمة
عرض أقل
وفقا لليهودية الأرثوذكسية، لا يمكن للمرأة أن تحمل التوراة (Flash90Miriam Alster)
وفقا لليهودية الأرثوذكسية، لا يمكن للمرأة أن تحمل التوراة (Flash90Miriam Alster)

الشرخ اليهودي.. شعب واحد، ديانتان

تُزعزع التغييرات في المجتمع اليهودي والتناقض السياسي المتنامي في الولايات المتحدة التحالف الذي كان قويا حتى الآن بين اليهود الأميركيين والمؤسسات الإسرائيلية. ما الذي أدى إلى هذا الشرخ وهل هناك أمل في التئامه؟

ترفض العاصفة في وسائل الإعلام والسياسة في ظل أقوال نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبلي، التي هاجمت هذا الأسبوع الشبان اليهود الأمريكيين، بأن تهدأ. وفي مقابلة تلفزيونية، ادعت حوطوبلي أن اليهود في الولايات المتحدة لا يفهمون الصعوبات التي تواجهها إسرائيل. وقالت في المقابلة ذاتها: “إنهم يعيشون حياة مريحة ولا يخدمون في الجيش”.

https://www.youtube.com/watch?v=MZ-ELTSytuc

أثارت أقوالها هذه عاصفة بين السياسيين والشخصيات العامة في كلا البلدين. لقد وبّخها رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، مهددا أنها إذا لم تعدل عن انتقاداتها، فقد تجد نفسها خارج الحكومة. كما وجّه نتنياهو ردا مطمئنا إلى المجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة مُصرّحا: “أدين تصريحات تسيبي الهجومية والماسة بحق اليهود الأمريكيين … إنهم عزيزون علينا ويشكّلون جزء لا يتجزأ من شعبنا … ولا تعبّر تصريحاتها عن موقف دولة إسرائيل”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يودع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب (GPO)

إن الدراما التي وقعت هذا الأسبوع هي علامة تدل على أزمة أكبر بكثير. ففي الآونة الأخيرة، أضحى العالم اليهودي يمر في تسونامي. وقد وصفه عدد من المحللين الإسرائيلين بـ “الشرخ القبلي”، محاولة منهم تقييم التغييرات التي طرأت على العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها الرسمية واليهود الأميركيين، الذين ينقلون الكثير من المال إلى إسرائيل ويؤيدون سياستها غالبًا.

أزمة “الحائط الغربي”

للوهلة الأولى، تبدو العلاقات بين يهود إسرائيل وبين يهود الولايات المتحدة سليمة. فتصل بعثات من الشبان الأمريكيين سنويا لزيارة إسرائيل التي تشكّل “بلد المنشأ الثاني الخاص بهم”. وتتخلى العائلات اليهودية الأمريكية الغنية عن ثروتها وراحة بالها في الولايات المتحدة وتنتقل للعيش في إسرائيل. غالبا، تدعم اللجان القوية واللوبي اليهودي الأمريكي الداعم، مواقف إسرائيل الرسمية مقابل الإدارة الأمريكية، سواء كانت الإدارة الأمريكية جمهورية تقليدية (إدارة ترامب) أو ديمقراطية ليبرالية (إدارة أوباما).

مواجهات بين اليهود الأمريكيين والشرطة الإسرائيلية في باحة الحائط الغربي (Flash90\Yonatan Sindel)

ولكن من ينظر نظرة متعمقة أكثر فسيلاحظ أنه منذ سنوات تدور حرب خفية، داخلية بين معسكرين: اليهود في إسرائيل مقابل اليهود في الولايات المتحدة.

وقد أثر عاملان قويان في العلاقة بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين: الحائط الغربي وقانون الهجرة.

في حزيران من هذا العام، قررت حكومة نتنياهو، التي تعتبر شعبية بين المنظمات اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة (مثل إيباك) تجميد برنامج يُدعى “التسوية بشأن الحائط الغربي” وذلك في ظل ضغط الأحزاب الدينية الأرثوذكسية في إسرائيل.

فمنذ عام 1967، يدير الحائط الغربي، حاخام “الحائط الغربي والمواقع المقدّسة”. في الواقع، يجري الحديث عن موقع رسمي، ولكن بسبب طابعه الديني وسيطرة الحاخامات الأرثوذكسيين عليه، فعلى مر السنين أصبحت تُعتمد فيه تقاليد محافظة: ففيه فصل كامل بين الرجال والنساء في باحة الصلاة ويُحظر على النساء إقامة وصايا دينية تعتبر خاصة بـ “الرجال”، مثل، ارتداء شال الصلاة، (تاليت) أو حتى حمل التوراة.

لا تُعتبر نساء الحائط الغربي من أتباع التيار اليهودي الأرثوذكسي وهن معنيات بحرية العبادة الدينية (Flash90\Hadas Parush)

وفي نهاية الثمانينيات، قامت مجموعة من النساء تُسمى “نساء الحائط الغربي”، وطالبت بممارسة الحرية الدينية في جهة الصلاة الخاصة بالنساء. شنت عضوات هذه المجموعة، التي تدعمها التيارات الليبرالية الأمريكية اليهودية في الولايات المتحدة، نضالا جماهيريا ما زال قائما حتى يومنا هذا. وأقمن في كل بداية شهر صلاة خاصة ووضعن فيها شالات الصلاة واستخدمن التوراة. تحدُث أحيانا مواجهات عنيفة بين هؤلاء النساء ورؤساء الجاليات اليهودية الأرثوذكسية المحافظة احتجاجا ضدهن وضد برنامجهن لفتح باحة الحائط الغربي أمام عدد أكبر من تيارات الجاليات اليهودية غير الأرثوذكسية.

في السنوات الماضية، حُققت تسوية تاريخية بين التيارات الليبرالية ونساء الحائط الغربي من اليسار، وبين الجهات الدينية اليمينية المحافظة. واتفق الجانبان على أن تظل الباحة القائمة منفصلة شريطة أن تُقام باحة إضافية إلى جانبها إذ إنها ستضمن ممارسة الحرية الدينية لجميع المصلين. والآن، نتيجة قرار الحكومة منذ حزيران 2017، لم تُنفّذ جميع هذه الترتيبات لهذا ثار غضب اليهود في الولايات المتحدة.

أزمة اعتناق اليهودية

وفقا لليهودية الأرثوذكسية، لا يمكن للمرأة أن تحمل التوراة (Flash90\Miriam Alster)

جمّدت حكومة نتنياهو قانون “اعتناق اليهودية الخاص” بالكامل أيضا، وهو قانون يسمح للحاخامات الأرثوذكسيين الأمريكيين بأن يجروا عملية اعتناق اليهودية للكثير من الناس في الولايات المتحدة. لقد اعترفت محكمة العدل العليا في الماضي بعملية “اعتناق اليهودية الخاص”. إلا أنه في ظل ممارسة الضغط على الأحزاب الدينية في إسرائيل، جُمّد اعتناق اليهودية الخاص، مما ألحق أضرار جسيمة بالحاخامات الأرثوذكسيين الأمريكيين الذين توقفوا عن ممارسة عملهم.

فيتعيّن على مَن يريد أن يكون يهوديا الخضوع لعملية معقّدة من التأهيل الديني الذي يستغرق وقتا طويلا، واجتياز اختبارات للتأكد من مدى يهوديته عند نهاية تأهيله. الحاخامون الوحيدون الذين سُمِح لهم بتدريب هؤلاء الناس هم الحاخامون الأرثوذكسيون الذين عملوا في وزارة الأديان الإسرائيلية فقط. في المقابل، حُظر على الحاخامات الأمريكيين الأرثوذكسيين العمل من أجل السماح للأفراد باعتناق اليهودية لأن دولة إسرائيل لا توافق على ذلك.

ويعتبر اعتناق اليهودية الخاص هاما جدا بالنسبة لليهود الأميركيين، لأن مَن يخضع لعملية اعتناق اليهودية وفق الطريقة الأرثوذكسية يمكن أن يكون مواطنا في دولة إسرائيل بموجب قانون العودة. والآن بعد تجميد قانون اعتناق اليهودية الخاص، لا تعترف المؤسسات الإسرائيلية بالكثير من الناس الذين بدأوا اعتناق اليهودية في الولايات المتحدة بصفتهم يهودا، ولن تسمح لهم بالهجرة إليها والحصول على الجنسية الإسرائيلية.

هل بدأ اليهود الأمريكيون الشبّان بالابتعاد عن إسرائيل؟

يعارض الحاخامون الذين ينتمون إلى تيار اليهودية الأرثوذكسية دخول النساء إلى المكان الذي يصلي فيه الرجال اليهود في الحائط الغربي (Flash90)

بالنسبة لليهود الأمريكيين الشبّان (الذين وُلِدوا بعد الثمانينيات) ما زالت إسرائيل جزءا لا يتجزأ من هويتهم، وفقا لما يتضح من استطلاع شامل أجراه معهد الأبحاث “بيو” (PEW) عام 2013‏.‏ لكن طرأت تغييرات كبيرة خفيّة: الإهانات التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية لإدارة أوباما فيما يتعلق بالاتفاق مع إيران، المعاملة مع اليهود الذين يجرؤون على انتقاد إسرائيل، الحرب الإسرائيلية في غزة عام 2014، الدمار الشامل في قطاع غزة، ودعم نتنياهو غير المشروط للحملة الانتخابية الأخيرة الخاصة بترامب رغم أن معظم اليهود الأميركيين ينتمون إلى المعسكر الديموقراطي الخاص بهيلري، شكل جميعها مصدرا للخلاف بين الجيل الشاب من اليهود الأميركيين والقيادة الإسرائيلية.

هناك عامل هام آخر يجب أخذه بالحسبان عند تحليل التأثيرات المحتملة للتغييرات التي طرأت على الرأي العام اليهودي الأمريكي فيما يتعلق بإسرائيل: حقيقة أن معظم اليهود في الولايات المتحدة لا يولون أهمية كُبرى لإسرائيل. ووفقا للاستطلاع ذاته، فإن الأمريكين الذين أعمارهم 30 عاما وأقل بدأوا يفقدون اهتمامهم بإسرائيل واليهودية على حدِّ سواء. ربّما في غضون جيل أو جيلين، قد لا يضطر المرشحون الرئاسيون وأعضاء الكونغرس الأمريكيون إلى الانشغال بإسرائيل في حملاتهم الانتخابية. ثمة احتمال آخر وهو أن تصبح إسرائيل تحديدا متماهية أكثر مع اليمين المسيحي الإنجيلي أكثر من تضامنها مع الناخبين اليهود.

لقد سمع الجميع فعلا عن الجبال الجليدية التي تنهار عن بعيد وبدأوا يشعرون بالأجواء المستعرة. بدأت تشن التيارات الإصلاحية والمحافظة تحديا بشكل مستمر ضد الهيمنة اليهودية الأرثوذكسية في إسرائيل، كما تشكك منظمات مثل “جي ستريت” (Jstreet) في الدعم التلقائي للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. تدور في أمريكا كلها، بما في ذلك الجامعات، الكنُنُس، والمراكز الجماهيرية، معارك ومواجهات تقسّم الشعب اليهودي.

اليمين الإسرائيلي: يوضح أن اختلاط اليهود في الولايات المتحدة هو السبب

ما زال خطاب نتنياهو في مؤتمر إيباك عام 2014، محبوبا بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة (GPO)

يعتقد اليمنيون في إسرائيل أن الأزمة بين إسرائيل واليهود في الولايات المتحدة تنبع أساسا من انخراط الشبان الأمريكيين في المجتمع الأمريكي، والزواج المختلط الذي يشكل تغييرا جذريا في المجتمع اليهودي الأمريكي.

ربّما السبب الرئيسي لميل الشبان اليهود في الولايات المتحدة لاتباع مواقف حمائمية وانتقادية أكثر تجاه إسرائيل يعود إلى أن هناك نسبة كبيرة منهم، أكثر بكثير من والديهم، هم أبناء لوالدين تزوجوا زواجا مختلطا. اليهود الأمريكيون الذين أحد والديهم يهودي هم ليسوا ليبراليون أكثر من اليهود الآخرين فحسب، بل إن ارتباطهم بإسرائيل أقل أيضا.

وفقا لذلك الاستطلاع (PEW)، فإن ما يقرب ستة من أصل عشرة من اليهود الأمريكيين الذين تزوجوا منذ عام 2000 قد تزوجوا من غير اليهود. وبالتالي، تبيّن من الاستطلاع أن المجموعة ذات “خلفية يهودية”، وهي الفئة التي تضم بشكل أساسيّ الأشخاص الذين أحد والديهم يهودي، كان مستوى دعمها لإسرائيل قليل بشكل واضح.

إن تراجع التضامن العرقي بين اليهود الأميركيين، وفق تصريحات إسرائيليين يمينيين، يعود إلى حد معيّن إلى انفتاح المجتمع الأمريكي الفريد، إضعاف معاداة السامية، واستيعاب اليهود فيه – استيعاب أسرع وأهم من بقية المجتمعات اليهودية في العالم.

أيا كان، الأزمة قائمة وحقيقة. ويحاول نتنياهو الآن جاهدا التعتيم عليها لأن إسرائيل تحتاج إلى الجالية اليهودية الأمريكية الغنية التي ستواصل دعم سياستها واقتصادها في الوقت ذاته، وستتبرع كثيرا بالأموال لصالح المؤسسة الصهيونية التي يرغب فيها. في المقابل، سئم اليهود في الولايات المتحدة من أن يكون “الداعمين الأمريكيين الأغنياء”، الذين يتبرعون بالمال دون أن يحصلوا على مكافأة مناسبة. علاوة على هذا، يرفرف خطر ابتعاد الجيل اليهودي الأصغر عن إسرائيل وعن رؤياها الصهيونية.

اقرأوا المزيد: 1207 كلمة
عرض أقل
المتظاهر اليهودي وهو يتدحرج بعد أن أنزل عليه وابل من المياه الكريهة (Flash90)
المتظاهر اليهودي وهو يتدحرج بعد أن أنزل عليه وابل من المياه الكريهة (Flash90)

فيديو رائج.. شابة محجبة تطرح أرضا خلال مظاهرة في القدس

منذ الساعات القليلة الأخيرة، يغرق النت مقطع فيديو لرجل يرتدي ملابس سوداء يسقط أرضا من مياه الشرطة خلال تفريق مظاهرة في القدس

لا شك أن من تصفح في الساعات الأخيرة شبكتيّ التواصل الاجتماعيتين الشعبيتين، الفيس بوك أو الإنستجرام قد شاهد مقطع الفيديو التالي.

يظهر في الفيديو رجل يرتدي ملابس سوداء ويقع أرضا بعد تعرضه لوابل من المياه الملونة باللونين الأخضر والفيروزي. وقد نجح الوابل الثقيل الذي أطلِق باتجاه الرجل في إسقاطه أرضا وتدحرُجه في الشارع، بينما يقف من حوله عشرات المتظاهرين وهم يرتدون ملابس سوداء.

أصبح مقطع الفيديو منتشرا في النت في العالم وحظي بعشرات آلاف المشاركات والتعليقات. التُقط هذا الفيلم ضمن مظاهرة كبيرة قام بها أمس (الأحد) شبان يهود متدينون من القدس ضد قانون يسمح للجيش بتجنيدهم قسرا.

https://www.facebook.com/uniladmag/videos/3788793217810376/

حتى قبل سنوات قليلة، لم يكن الشبان المتدينون، الذين درسوا التوراة، ملزمين قانونيا بالتجنّد في الجيش الإسرائيلي، لكن هذا الاستحقاق تغير بعد تغيير القانون الذي بدأ يلزم هؤلاء الشبان بالتوقف عن دراساتهم الدينية لمدة نحو عامين من أجل التجنّد للخدمة العسكرية. عارض العديد من الحاخامات القانون وبدأ المجتمع الحاريدي المتديّن في القدس في هذه الأيام بشن نضال من خلال سد الطرقات وتعطيل الحياة اليومية العادية في المدينة.

في كل مرة يريد فيها الحاخامات وقادة المجتمع المتدين أن يتصدر الموضوع العناوين الرئيسية، يأمرون مئات الطلاب بالوصول إلى وسط القدس وسد طرق السكة الحديدية والطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة.

التقطت عدسة كاميرا الفيديو أمس (الأحد) أحد المُتظاهرين وهو يسقط أرضا من شدة وابل المياه الذي ألقي صوبه عبر حافلة خاصة بشرطة إسرائيل تهدف إلى فض المظاهرات. تحمل هذه الشاحنة آلاف اللترات من المياه الممزوجة بمادة كريهة جدا، تعمل كالمادة الذي ينشرها الظربان في الطبيعة. تكون هذه المادة الكريهة ممزوجة بالماء وعند رشها على المتظاهرين تترك رائحة كريهة، تظل حتى بعد أسبوع ورغم الاستحمام.

أصيب الكثيرون في تلك المظاهرة واعتقلت الشرطة نحو 40 شخصا بعد أن سدوا الطرقات ولم يعملوا وفق أوامر الشرطة عند فض التظاهُرة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يمارس فيها أفراد الشرطة العنف تجاه المتظاهرين المتدينين. في الآونة الأخيرة، اشتكى الكثيرون من أن الشرطة تهدد المتظاهرين وتضربهم بالعصي وتركلهم دون رحمة. وبطبيعة الحال، تدعي الشرطة أن المظاهرات عادة ما تكون غير قانونية وأن العنف الذي تمارسه ضد المتظاهرين متناسب ويتم لمنع وقوع المزيد من التحريض من قبل الشباب.

اقرأوا المزيد: 333 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Yonatan Sindel)
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (Flash90/Yonatan Sindel)

السكة الحديدية التي قد تفكك حكومة نتنياهو

قد تؤدي أعمال الصيانة التي يقوم بها 100 عامل يهودي في سكة الحديد في إسرائيل في أيام السبت، إلى تفكيك حكومة نتنياهو الحالية وإجراء انتخابات في إسرائيل خلال أشهر قليلة

في نهاية الأسبوع، تعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى ضغط استثنائي. علاوة على التحقيقات الكثيرة التي أجرتها الشرطة معه في قضايا فساد متنوعة، يبدو أنه طرأت أيضا أزمة تحالف التي قد تهدد بإسقاط حكومته.

منذ يوم الخميس الماضي كان من الواضح أن أزمة أعمال القطار في يوم السبت (أمس) ستؤدي إلى مشكلة فى المنظومة السياسية. فمن المعلوم، يُعتبر يوم السبت مُقدّسا في إسرائيل، ويُحظر على اليهود العمل فيه إلا إذا كان الحديث يجري عن أعمال لإنقاذ الأرواح. وقد غضب شركاء نتنياهو المتديّنين لأن وزير العمل والرفاه قد سمح لنحو 100 عامل يهودي بالعمل يوم السبت لإصلاح منظومة السكة الحديدية في أنحاء إسرائيل، وقد خُطط لهذه الأعمال مسبقا قبل عام.

أعمال صيانة قطار إسرائيل (Flash90/Miriam Alster)

وهدد وزير الصحة يعقوب ليتسمان، وهو عضو في الأحزاب الدينية والأحزاب الائتلافية بأنه إذا لم يُعثر على حل مناسب يمنع العمال اليهود من العمل يوم السبت، فسيعلن استقالته. وبالفعل، بعد مناقشات مطوّلة، لم يتم التوصل إلى حل لهذه الأعمال لهذا أعلن ليتسمان عن استقالته صباح اليوم (الأحد). وتقدّر جهات سياسية أن حزبه سيظل في ائتلاف نتنياهو رغم استقالته.

وأعرب نتنياهو عن أسفه لاستقالة ليتسمان. وقال الحِزب الحاكم، الليكود ، في بيان له إن: “رؤساء الكتل (الدينية) قد أوضحوا أنهم لا يعتزمون الاستقالة من الائتلاف، لهذا من الممكن التوصل إلى حل مثالي يحافظ على قدسية يوم السبت ويلبي احتياجات الجمهور فيما يتعلق بوسائل النقل الآمنة والمستمرة”.

وزير الصحة المستقيل، يعقوب ليتسمان (FLASH90)

وفق تقديرات مختلفة، يفكّر نتنياهو في إجراء انتخابات في ظل التحقيقات الكثيرة التي يخضع لها، ولكنه يحاول الآن منع انهيار الحكومة الحالية. وفى نهاية الأسبوع الماضي ذُكر أن عددا من كبار أعضاء حكومة نتنياهو بما في ذلك وزير المالية موشيه كاحلون ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قد طلبوا الاجتماع مع مستشاريهم للاستعداد لاحتمال عدم تمكّن الحكومة من الصمود في ظل هذه الأزمة وإعلان نتنياهو بين ليلى وضحاها عن إجراء انتخابات.

اقرأوا المزيد: 280 كلمة
عرض أقل
نساء متدينات (المصدر/Guy Arama)
نساء متدينات (المصدر/Guy Arama)

هل الاحتشام يمنع التحرش الجنسي؟

خلافا لما يبدو، من الصعب جدا كسر "الصمت" في المجتمعات المغلقة. اهتماما بشرف العائلة وخوفا من المعتدي تسكت ضحايا الاغتصاب والتحرشات الجنسية حتى لو كن يرتدين الحجاب

في الأشهر القليلة الماضية، تصدرت قضايا التحرشات الجنسية في المجتمع العناوين بشكل بارز. وقد توسع الخطاب العام حول هذا الموضوع في ظل قضية التحرش الجنسي الفظيعة التي ارتكبها المخرج الهوليوودي، هارفي وينشتاين.

وبسبب انفجار هذه القضية، بدأت في الشبكات الاجتماعية حملة عالمية لرفع الوعي حول التحرش الجنسي، شاركت فيها ملايين النساء في العالم قصصهن وتجاربهن تحت هاشتاغ “‏‎Metoo#‏”. وقد عرف العديد من النساء والرجال الإسرائيليين بهذه الحملة وشاركوا فيها تعبيرا عن تضامنهم وتوضيحا لأن العديد من الناس يتعرضون للتحرش الجنسي في حياتهم. في أعقاب الحملة الدعائية، اتُهم كبار المسؤولين في وسائل الإعلام والسياسة الإسرائيلية باستغلال قوتهم والتحرش جنسيا بالنساء اللواتي عملن تحت أمرتهم.

وقد أثار هذا الخطاب الكبير والرهيب، الذي كشف عن قضية جديدة في كل مرة، جدلا بين مجموعات مختلفة في المجتمع الإسرائيلي، ومثال جيد على ذلك، هو الخلاف حول ما إذا كان الاحتشام والعيش في المجتمع التقليدي يقللان حالات التحرش الجنسي. يوضح الجمهور المتديّن في إسرائيل أن الفصل بين الرجال والنساء والتقيّد بقواعد التواضع يشكلان وسيلة لمنع التحرش الجنسي. في المقابل، دحضت جهات في أوساط الجمهور العلماني والمتديّن هذه الادعاءات وتحدثت عن الأصوات الصامتة للضحايا في المجتمَع الحاريدي والعربي، التي تخشى من الكشف عن أنفسها والإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية.

مثلا، قال عضو الكنيست المتديّن، يهودا غليك (الليكود) في مقابلة مع محطة إذاعية شعبية: “إن التحرشات الجنسية تحدث لأن المتحرش يشعر بالتفوّق على الآخرين والقوة وبسبب المجتمع المتسامح. عندما وضع الحاخامات قواعد التواضع، عرفوا نقاط الضعف البشرية، لهذا وضعوا قواعد واضحة، مثل أسلوب الكلام واللمس ” .

غليك في الكنيست (Hadas Parush/Flash90)

وردا على أقوال غليك، قالت الناشطة النسوية وعضوة الكنيست تمار زاندبرج (ميرتس): “التحرش والاعتداء الجنسي يحدثان بسبب علاقات القوة. ولا يحدثان بسبب الاحتشام، طريقة اللباس، والدين. هناك في المجتمع المتسامح قواعد سلوكية أيضا. يتخطى الأشخاص هذه القواعد والحدود لأنهم يشعرون أنه كل شيء ممكن، وأن النساء ليسوا بشرا، بل غرضا، لهذا يستغلون قوتهم الزائدة تجاه أولئك الأضعف منهم”.

عضو الكنيست تمار زندبرغ (Falsh90/Yonatan Sindel)

هناك ادعاء آخر يتضح من أقوال الصحفي الحاريدي، يسرائيل كوهين، الذي أيد في مقالته في صحيفة “هآرتس” أهمية الفصل بين الجنسين الذي يُمارس في المجتمع الحاردي المتزمت الذي هو جزء منه بصفته وسيلة للحد من ظاهرة التحرش الجنسي. وكتب: “في الأيام التي يُكشف فيها المزيد عن حالات التحرش الجنسي، إضافة إلى الشهادات القاسية حول استغلال علاقات التبعية، يبدو أن النهج الحاريدي الذي يقدس الفصل بين الجنسين له معنى كبير”. وأضاف: “إن منع الاحتكاك غير الضروري بين الجنسين هو الطريقة الأكثر فعالية ببساطة “.

طلب العديد من النساء اللواتي قرأن أقواله التوضيح له أن اداعاءاته لا تستند إلى المعطيات حول الإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية وأنه منفصل عن الشهادات والحوادث العديدة التي تحدث داخل المجتمعات الدينية والحاريدية.

يبدو أن اللباس المتواضع لا يضمن أو يحمي من الاعتداءات الجنسية

تشير البيانات الجافة من العديد من الدراسات في العالم إلى أنه ليست هناك علاقة بين لباس النساء وبين إلحاق الضرر بهن. مثلا، منذ سنوات تكافح في مصر جهات قانونية عديدة مسؤولة عن إنفاذ القانون ظاهرة التحرش الجنسي، ومن المعروف أن المجتمع المصري هو مجتمع متواضع. قد يتعرض الرجال أو النساء اليهود، المسيحيون، المسلمون، العلمانيون، الشباب، المسنون، الذين يستخدمون أو لا يستخدمون حجابا للتحرش الجنسي. يبدو أن اللباس المتواضع لا يضمن أو يحمي من الاعتداءات الجنسية.

حملة MeToo# الإسرائيلية

يدعي الكثير من العلماء أن في المجتمعات المغلقة والدينية بشكل أساسي باتت ظاهرة “الصمت” شائعة جدا. لا يفهم الأطفال والمراهقون دائما ما حدث لهم، لأن الخطاب حول الحياة الجنسية محدود وأحيانا ليس موجدا على الإطلاق. لا يعرف الضحايا ما يمرون به، وهم يُستغلون على يد المعتديين. وعلاوة على ذلك، يخشى الرجال والنساء في المجتمعات المغلقة أن يعاقبهم المجتمع بدلا من يعاقب المعتدين عليهم.

يبدو أن “الصمت” بين أوساط العرب الإسرائيليين كبير جدا. يخشى الكثير من النساء، لا سيما المراهقات، من تحطيم حدود المسلمات الاجتماعية، ويفضلن التستر على ضائقتهن لئلا تتضرر أسرهن. تعرض العديد من النساء في حياتهن من المجتمع العربي طيلة سنوات إلى سوء المعاملة من قبل شركائهن، وحافظ جزء منهن ببساطة على “شرف الأسرة” وفي المقابل، يجرؤ القليل منهن على تقديم الشكوى والتحدث عن قصصهن الرهيبة، في حين يخاطرن بحياتهن.

اقرأوا المزيد: 618 كلمة
عرض أقل
لشهر أيلول العبري أهمية دينية خاصة في اليهودية (AFP)
لشهر أيلول العبري أهمية دينية خاصة في اليهودية (AFP)

شهر الرحمات والكفارات عند اليهود

هو الشهر المُميّز الذي "ينزل الله فيه من القصر إلى الحقل" في كل عام، ولماذا ينهض اليهود فيه قبل شروق الشمس؟

الشهر المسمى “أيلول” العبري (الذي يختتم السنة العبرية)، هو ليس اسما إضافيا للشهر التاسع في التقويم الميلادي، وإنما هو شهر ذو أهمية دينية خاصة في اليهودية.

ينبع تميّز هذا الشهر من عاداته وصلواته. من المعتاد الاستيقاظ فيه باكرا من أجل أداء صلوات خاصة تدعى “الكفارة”، النفخ في “الشوفار” (البوق) في نهاية صلاة الصباح. وكذلك محاسبة النفس. كل ذلك، استعدادا للشهر الذي يأتي بعده، تِشْري، (الشهر الأول من التقويم العبري) الذي تُصادف فيه أعياد يهودية عديدة، ومن بينها رأس السنة اليهودية وعيد الغفران.

وفقا لتقاليد أخرى، بعد أن كسر موسى ألواح العهد التي تلقاها في جبل سيناء، صعد مجددا إلى الجبل في اليوم الأول من شهر أيلول العبري، من أجل الحصول على لوحي العهد، ونزل معهما من الجبل بعد مرور 40 يوما، وذلك في يوم الغفران. وأثناء تواجد موسى على جبل سيناء، كشف له الله آيات خاصة تصف مدى رحمته، فوفق العقيدة اليهودية، عندما يذكر اليهود هذه الآيات يثيرون شفقة الله. وهناك من يؤمن أن هذه الأربعين يوما تدعى أيام الرحمات والكفارات.

يؤمن اليهودي أنه خلال شهر أيلول، يكون الله أقرب إلى المؤمنين، ويستمع إلى طلباتهم (Flash90)
يؤمن اليهودي أنه خلال شهر أيلول، يكون الله أقرب إلى المؤمنين، ويستمع إلى طلباتهم (Flash90)

هناك تفسيرات عديدة في اليهودية للتقاليد والعادات الخاصة بشهر أيلول العبري. في التيار الديني الحاسيدي، المستند إلى مفهوم لاهوتي جوهري، من المعتاد تفسير قداسة هذا الشهر من خلال المثل أنه: “يخرج الملك (أي الإله) من قصره، إلى الحقل”. والقصد هو أنّه في هذا الشهر، يكون الله أقرب إلى المؤمنين، ويستمع إلى طلباتهم.

في السنوات الأخيرة تقوم في ليالي شهر أيلول العبري “جولات كفارات” في الأحياء القديمة والدينية من المدن مثل القدس، عكا، طبريا، وصفد. أصبحت هذه الجولات عامل جذب سياسي سواء بالنسبة للإسرائيليين أو السائحين من خارج البلاد. من المعتاد في الجولات في طبريا زيارة قبور الصدّيقين المتعددين الموزعين في أرض المدينة، وفي المدينة الحاريدية “بني براك” تُقام جولات توفر لمحة نادرة إلى داخل منازل اليهود المتدينين (“حاريديم”)، وفي القرية القديمة البقيعة، التي تم فيها تلقي كتاب “الزوهار” الذي يحتوي على أسرار التصوّف اليهودي، تقص فلاحة جليلية مسنّة على الزوار كل عام في شهر أيلول العبري التاريخ الديني الصوفي الخاص بقريتها.

ولكن كانت القدس “ملكة” جولات الكفارات وما زالت. ففي الأحياء اليهودية القديمة في القدس، والمعروفة بأجوائها الفريدة في شهر أيلول العبري، تجري مئات الجولات في الساعات الأولى من الليل طوال هذا الشهر، ويأتي المتجوّلون لسماع الصلوات الخاصة قبل شروق الشمس، للتعرّف على الصيغ والعادات المختلفة للكُنُس في المدينة ولاستيعاب الأجواء الفريدة في هذا الشهر.

اقرأوا المزيد: 361 كلمة
عرض أقل
مواطن عربي ومواطن يهودي متدين في باب العامود في القدس (Abir sultan/Flash 90)
مواطن عربي ومواطن يهودي متدين في باب العامود في القدس (Abir sultan/Flash 90)

بحث: أسباب الشرخ في المجتمع الإسرائيلي

بحث جديد يفحص سبب الشرخ الأكبر في المجتمَع الإسرائيلي | لا يعرف أكثر من ثلث اليهود في إسرائيل أي مستوطن، ولا يعرف نصف العرب يميني يهودي

يحاول بحث نُشر اليوم صباحا (الإثنين) وأجرته حركة “بنيما” الإسرائيلية معرفة أسباب الشرخ في المجتمَع الإسرائيلي في وقتنا هذا. يتضح من نتائجه أن سبب الشرخ الرئيسي في المجتمَع الإسرائيلي يكمن بين اليمين السياسي واليسار السياسي.

شارك في البحث 1.189 إسرائيليا، من مجموعات متنوعة في المجتمَع الإسرائيلي ومن بينهم عرب، يهود متدينون، ومهاجرون من الاتحاد السوفيتي سابقا. طُلِب من المشاركين الإشارة إلى المجموعة السكانية التي ينتمون إليها: علماني، شكنازيّ، يمني، شرقي، متديّن، مهاجر من الاتحاد السوفيتي، عربي، يساري، مسلم، من تل أبيب، حاريدي، مستوطن. بعد ذلك، طُلب منهم الإشارة إلى المجموعات الأخرى وفق الفئات التالية: أشخاص يساهمون من أجل الدولة، يستغلون الدولة، متكبرون، بدائيون، مخيفون، يشكلون خطرا، وغيرها.

يتضح من المعطيات أن %60 من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن اليهود المتدينين يستغلون الدولة، وعلى ما يبدو، لأن نسبة الذين يخدمون في الجيش منخفضة وبالمقابل نسبة العاطلين عن العمل من بينهم مرتفعة. بالمقابل، فإن %35 من اليهود المتدينين يعتقدون أن اليساريين غير صادقين وكما يعتقد %22.5 من إجمالي اليهود المشاركين في الاستطلاع أن اليساريين يشكلون خطرا.

يحتل الخوف مكانة هامة في العلاقات بين المجموعات المختلفة في المجتمَع الإسرائيلي. قال %43 من اليهود الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم يخافون من العرب.

يمكن نسب هذه المخاوف والمشاعر السلبية إلى عدم المعرفة الشخصية بين الإسرائيليين من الفئات المختلفة. وفق معطيات البحث، فنحو ثلث المشاركين اليهود لا يعرفون بشكل شخصي أي يهودي متديّن، لا يعرف %38.5 من اليهود أي مستوطن بشكل شخصي، لا يعرف %50 من اليهود أي يهودي أثيوبي بشكل شخصي، ولا يعرف %50 من العرب أي يمني يهودي بشكل شخصي.

اقرأوا المزيد: 241 كلمة
عرض أقل