ناشد عشرات الحاخامات في إسرائيل مُريديهم التعامل بتسامح مع المثليين والمثليات. أصدرت واحدة من المؤسسات الدينية الإسرائيلية البارحة فتوى دينية توصي بتقبل المثليين ودمجهم في المُجتمع. أوضحت المؤسسة أنه ما زالت تُحظر ممارسة الجنس المثلي ولكن، يُمكن للمثلين شغل كافة المناصب الدينية ويجب احتوائهم بشكل متساوٍ في الأوساط الدينية.
وردت فكرة الحاخامات الجديدة هذه في بيان نُشر البارحة في مؤتمر خاص. ويشكل هذا خطوة جديدة في إطار دمج المثليين والمثليات في الوسط الديني. ويبدأ البيان بالكلمات التالية: “تُسبب المثلية الجنسية الإحراج للكثيرين من أبناء مُجتمعنا” وجاء في البيان أيضًا أنه يجب إيجاد طريقة تدمج بين الدين، الخير، والسلام وأنه يجب التشديد على واجب الإكثار من الحب، المحبة، والسلام بين البشر.
تنشط في إسرائيل منذ فترة طويلة جمعية دينية للمثليين تحت اسم “حافروتا” وقد التقى الحاخامات الذين كتبوا البيان الجديد ممثلي الجمعية خلال بلورة البيان للتوصل إلى تفاهمات مُشتركة.
وقد ناشد، في الماضي، حاخامات التوقف عن نبذ المثليين والمثليات من الأوساط الدينية، ولكن يُشكل البيان الجديد، الذي ضم حاخامات من تيارات مُختلفة، خطوة كبيرة في الطريق إلى تقبل المثليين والمثليات داخل الأوساط الدينية.
اعترفت المحكمة ولأول مرة بزوجتَين، من دين مختلف، كوالدتين لبنات كانت قد تبنت كل واحدة منهما بنات الأخرى. لقد فحص المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، بحسب ما نُشر في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، طلبات السيدتين ووافق على إصدار أمر أبوّة لكلتيهما على الرغم من أنهما لا تستوفيان كل الشروط المطلوبة لإصدار هذا الأمر.
إحدى النساء هي يهودية، والأخرى عربية مسيحية. وقد بدأت كلتاهما قبل عدة سنوات بإجراءات لتبني كل منهما بنات الأخرى، ولكن لم تنجحا في ذلك بسبب القانون القاضي أنه يتوجب على المتبني أن يكون من نفس ديانة الولد الذي يتم تبنيه. لهذا لم يكن بإمكان الأم اليهودية تبني الأولاد المسيحيين، والعكس صحيح.
لقد تمت الموافقة على الطلب بفضل سابقة قضائية والتي مكّنت من تجاوز إجراء التبني وتحويله إلى طلب أمر بالأبوّة، وهذه خطوة قضائية تم اتخاذها من قبل العديد من الأزواج أحادي الجنس في إسرائيل.
أجرت السيدتان مقابلة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية وقالتا: “بحثنا عن حلول خلّاقة، ولقد نجح هذا فعلا، ونحن اليوم سعيدتان أكثر من أي وقت مضى ونأمل ألا يتنازل الأزواج الأخرى عن المحاولة. لم يكن هنالك أي حل لهذا الأمر على مدى سنين عديدة، فإن البند الذي لا يمكنك من تبني ولد ليس من ديانتك هو أمر غير معقول”. قالت السيدتان إنهما فكرتا في السابق أن تعتنق إحداهما الديانة اليهودية أو الديانة المسيحية، ولكنهما فرحتا لأنه في نهاية لم تضطر أي منهما إلى تغيير دينها.
مسيرة المثليين في تل أبيب عام 2015 (Hadas Parush/FLASH90)
نهاية العنف في المدارس ضد الطلاب المثليين والمثليات
قانون جديد سيحمي الطلاب الإسرائيليين، من وسط المثليين والمثليات، من العنف والتمييز في المدارس. دوف حنين: "يُظهر القانون أن التمييز وعدم المساواة هما ليسا أمران يفرضهما القدر"
يتعرض الشبيبة، من وسط المثليين والمثليات في إسرائيل، للعنف الكلامي والجسدي داخل المدارس، كثيرا. لا يعرف المعلومون والمسؤولون، في العديد من الحالات، كيف يمكنهم التعامل مع هذه الأمور ويتجاهل بعضهم حالات العنف. ستتغير هذه الأمور مع بداية العام الدراسي الجديد.
تمت المصادقة حتى، في دورة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) السابقة، على قانون يمنع تمييز الطلاب على أساس الميول الجنسية والهوية الجندرية، ولكن وزارة التربية لم تقم بتطبيق القانون كاملا في المدارس. بعثت وزارة التربية، قُبيل بدء العام الدراسي الجديد؛ الأسبوع القادم، وثيقة تتضمن توجيهات جديدة لكل المدارس في إسرائيل وتعكس تلك التوجيهات تعليمات القانون الهام بشكل تام.
يهدف القانون إلى جعل حياة الشبيبة من وسط المثليين والمثليات في إسرائيل أكثر أمانًا.
كتب دوف حنين، نائب الكنيست عن “القائمة المُشتركة”، والذي كان شريكًا بتقدم اقتراح القانون، على صفحته في الفيس بوك، على إثر نشر التوجيهات الجديدة التي أصدرتها وزارة التربية: “أنا فخور بهذا القانون أيضًا لأنه القانون الوحيد الذي يخص وسط المثليين والمثليات الذي كان قد تمت المصادقة عليه في السنوات الأخيرة، في ظروف وتشكيلة كنيست صعبة للغاية. أنا فخور بالقانون أيضًا لأنه ليس فقط قانونًا فيه تصريح واضح وصريح، بل لأنه قانون يؤثر بشكل فعلي على الحياة، ويُظهر أن التمييز وعدم المساواة ليسا أمران يفرضهما القدر ويمكن النضال ضدهما. لذا، أتمنى لكل الطلاب والطالبات في إسرائيل عامًا دراسيًا موفقًا وآمنًا، ونظيفا من التمييز ومن رهاب المثليين”.
مسيرة الفخر الاخيرة في تل أبيب (Flash90/Yonatan Sindel)
تل أبيب: المدينة الأكثر مثليّة في الشرق الأوسط
تل أبيب تصف نفسها في السنوات الماضية باعتبارها المدينة الوردية الأبرز في الشرق الأوسط، سواء بالنسبة للمحليّين أو السُيّاح. ما الذي يجعل هذه المدينة الصغيرة جذابة بشكل ناجح بالنسبة للمجتمع المثليّ
أصبحت مدينة تل أبيب منذ فترة طويلة عاصمة المجتمع المثليّ في إسرائيل. عام 1998 خرجت في طريقها المسيرة المثلية الأولى في شوارع المدينة، وفي الأعوام ال-17 التالية، لذلك أصبحت أحد رموزها الاجتماعية والثقافية. وتُعتبر المسيرة التي ستخرج في طريقها يوم الجمعة القادم (12.6) رمزًا للانفتاح والتسامح اللذين هما من المميّزات البارزة في المدينة واختار عشرات آلاف المثليين، المثليات، ثنائيو الجنس والمتحوّلين جنسيا أن تصبح مدينتهم.
مسيرة الفخر في تل أبيب (Flash90/Hadas Parush)
وقد قال المجتمع المثلي في الماضي كلمته وقرّر بأنّ تل أبيب هي الهدف الأبرز للسياحة المثلية في العالم (لعام 2013). وتم تصنيف تل أبيب في المركز الأول في الفئة الرئيسية (best city) في مسابقة عالمية أجريت من قبل شركة الخطوط الجوية الأمريكية مع موقع GayCities.com.
وفقا للنتائج بدا أنّه لم يكن لتل أبيب أي سبب للقلق: فقد حصلت على 43% من الأصوات وتجاوزت مدنا أخرى في العالم مثل نيويورك التي حصلت على 14% من الأصوات، تورنتو مع 7% وساو باولو مع 6%. بعد فوز تل أبيب تم تصنيفها في الموقع باعتبارها “عاصمة المثليّة في الشرق الأوسط. مدينة غربية ومرحِّبة بجوّ متوسّطي”.
إذن فما الذي يجعلها نابضة بالحياة كثيرا وحاضنة للمجتمع المثليّ؟
هناك شوارع رئيسية في تل أبيب مزيّنة فعلا بأعلام المثليين، مبنى البلدية مضاء في المساء بألوان العلم وشاطئ هيلتون، الأكثر تعاطفا مع المجتمع المثليّ، مزدحم بالسُيّاح الذين ينتظرون فقط افتتاح الاحتفالات. ومن المتوقع أنّ تجلب مسيرة المثليين في تل أبيب، والتي ستُقام يوم الجمعة، إلى المدينة نحو 30000 ألف سائح وسائحة مثليين. الكثير من المتاجر تُعلّق في الخارج علم المثليين، وفي الفنادق فإنّ نسبة الإشغال عالية وترتفع الأسعار وفقا لذلك.
ورغم أنّ عدد السُيّاح المثليين بعيد جدا عن الملايين الذين يشاركون في مسيرات برلين أو مدريد، تتألّق تل أبيب في قائمة وجهة رحلات الاستجمام لدى المجتمع المثليّ أيضًا في أوقات أخرى من العام. ويقول أصحاب المتاجر في المدينة إنّ المجتمع المثليّ في تل أبيب وذلك القادم للسياحة “يعيشون ويأكلون جيّدًا. يترك السُيّاح المثليون بقشيشا كبيرا جدا”.
نادي هأومان 17 (Facebook)
وقد حظيت تل أبيب بمجموعة متنوعة من الألقاب مثل “المدينة المثلية الأفضل في العالم” و “إحدى المدن الأكثر ودّية مع المجتمع المثلي”، وصُنّف شاطئ هيلتون أيضًا من بين الشواطئ الأفضل في العالم بالنسبة للمجتمع المثليّ. وُتعزّز البلدية، ووزارة السياحة واتحاد الفنادق في تل أبيب باستثمار ملايين الشواقل السياحة المثلية، لأنّهم يفهمون أهمية ذلك المورد.
حياة ليلية نابضة
إن أكثر شيء يُميّز تل أبيب هو “الحياة الليلية النابضة”. في أسبوع المثلية الذي يبدأ يوم الأحد (7 حزيران) ويستمر حتى يوم السبت (12 حزيران) يحتفل التل أبيبيون وأصدقاؤهم كل ليلة بمجموعة متنوعة من الحفلات. لكل مجتمع حفلته: تُقام الحفلتان الكبيرتان والرئيسيتان أيام الجمعة (12 حزيران) والسبت (13 حزيران).
وستُقام يوم الجمعة حفلة FFF. إنها إحدى الحفلات الأنشط والأقدم في تل أبيب مع تاريخ لأكثر من عشرين عاما من الإنتاج الموسيقي والحفلات النابضة. تُفتتح أبواب نادي “هأومان 17” يوم الجمعة قبيل منتصف الليل وتبقى مفتوحة للمحتفلين حتى يوم غد (السبت) في التاسعة صباحا. وعلى خشبة المسرح مجموعة متنوعة من العروض للراقصين والمتعرّيات ويأتي أفضل عازفي دي جي من أوروبا لعزف موسيقى عالية الجودة.
لا تزال تل أبيب تحتفظ بسحرها الوردي (Flash90/Hadas Parush)
إذا كان هناك ما يُعرف عن المجتمع المثلي في تل أبيب فهو أنّه لا يرتاح للحظة. في يوم السبت قبيل الساعة الواحدة ظهرا يبدأ الآلاف من أبناء هذا المجتمع بالتوافد باتجاه ملعب كرة القدم في يافا من أجل الاحتفال بالحفلة الثانية في حجمها، وهي حفلة “Forever Tel Aviv”. تجعل العروض على المسارح، الموسيقى والكحول تحت قبة السماء الصيفية هذا الحفل أحد الاحتفالات الأكثر استثمارا والأفضل في المدينة. وهذا ليس كل شيء: سيكون دي جي عوفر نيسيم (Offer Nissim) في هذا الحفل وسيُرافق المحتفلين حتى الساعات الأولى من صباح يوم الأحد.
ولمن يبحث عن حفلات “أكثر هدوءًا”، سيمكنه دائما قضاء الوقت في النوادي الأصغر المتوزّعة في وسط المدينة: حفلات شاطئ، حفلات بأسلوب التسعينيات، حفلات للنساء فقط وعروض الدراج.
المدينة المثليّة والمكلفة
رغم أن تل أبيب تُعتبر مدينة صغيرة نسبيا، بالمقارنة مع عواصم أوروبا مثل مدريد أو برلين أو حتى نيويورك في الولايات المتحدة، فإنّها تُعتبر بشكل مفاجئ وجهة سياحية مكلفة. أسعار الفنادق، المطاعم، الحانات والفنادق وأماكن الترفيه هي من الأكثر تكلفة ولكن الكثير من السُيّاح المثليين لا تردعهم الأسعار المرتفعة كثيرا بل هناك من يخطّط لحفلات المثليين في تل أبيب قبل نحو عام من حدوثها وذلك من أجل أن يضمن أسعارا منخفضة قدر الإمكان في مجال الإقامة في الفنادق وشراء الاشتراكات للوجهات والحفلات الأكثر سخونة في المدينة.
وإلى جانب فنادق عديدة تقترح عروضا وحزما للمحتفلين، فقد نما في الفترة الأخيرة وعي لحلول بديلة على شكل “تأجير الشقق لفترة قصيرة”. يُقدّم رجال الأعمال وأفراد عاديّون كثر ممن يمتلكون أكثر من عقار واحد في المدينة للسُيّاح والمحتفلين إمكانية تأجير شققهم لفترة قصيرة بأسعار مريحة، مع توفيرهم للسائح أو المحتفل إمكانية البقاء في المدينة بسعر شعبي جدّا.
ليست كل الأمور وردية في المدينة الوردية
عملية إطلاق نار إجرامية في تل أبيب، قُتل خلالها اثنان من المراهقين وأصيب العشرات (AFP)
رغم الشّرار القادم من المدينة خلال أسبوع المثليين، فلا تزال تل أبيب تُعاني من مشاكل عديدة من التمييز ورهاب شديد إزاء المثليين وضدّ أبناء هذا المجتمع. قبل نحو 6 أعوام فقط (آب 2009)، حدثت عملية إطلاق نار إجرامية في قلب حيّ رئيسي في المدينة وقُتل خلالها اثنان من المراهقين وأصيب العشرات.
وقد زاد مؤخرًا المجتمع المثلي من جهوده لتحقيق المساواة في كلّ ما يتعلّق بحقّ المثليين والمثليّات في إقامة أسرة وأن يصبحوا آباء وأمهات. قبل بضعة أشهر، شارك نحو 150 من أعضاء هذا المجتمع في اجتماع من أجل الموافقة على عملية تأجير الأرحام للأزواج من نفس الجنس. وينص القانون الإسرائيلي على أنّ الأزواج من جنسين مختلفين هم فقط من يستطيع الحصول على موافقة لعملية تأجير الأرحام. يُضطر الأزواج أحادي الجنس الذين يريدون إنجاب الأطفال من خلال هذه العملية، إلى القيام بذلك خارج البلاد، بأسعار مرتفعة جدّا. وهناك نضال آخر على مدى سنين طويلة كان يهدف إلى السماح بالزواج من نفس الجنس في إسرائيل. حتى اليوم، يضطر المثليون والمثليات الذين يرغبون بالزواج، إلى القيام بذلك في الخارج.
لا تزال تل أبيب تحتفظ بسحرها الوردي
https://www.youtube.com/watch?v=Q-kCbJ8_xQY
تعرف بلدية تل أبيب ووزارة السياحة بأنّه رغم جميع المشاكل فإنّ تل أبيب مدينة منفتحة تشجّع بحبّ السُيّاح المثليين من جميع أنحاء العالم وتحتضن أبناء المجتمع المثلي. وتعترف البلدية بأنّ تل أبيب يمكنها أن تكون وجهة ساحرة بالنسبة للمثليين والمثليات من جميع أنحاء العالم وعلى مدار العام، لأنّه عندما يكون الجوّ في أوروبا والولايات المتحدة باردا يكون الجوّ في تل أبيب أكثر سخونة.
مسيرة الفخر في تل أبيب (Flash90/Hadas Parush)
تل أبيب مدينة تم اكتشاف سرّها المثلي بداية للأوروبيين، وبعد ذلك بدأ الأمريكيون باكتشافها، وفي الموجة الحالية بدأ باكتشافها أيضًا سياح من جنوب إفريقيا، آسيا وأستراليا. تعود ميزة تل أبيب إلى عامل المفاجأة: الفجوة بين كيف يعرف الناس تل أبيب في منزلهم باعتبارها “منطقة صراع إشكالية”، وعندما يأتون إليها تتكشّف كواحدة من أكثر المدن أمانا بالنسبة للمجتمع المثليّ.
طفل رضيع يهبط في إسرائيل بعد ولادته في نيبال لزوجين مثلين (Flash90/Tomer Neuberg)
رحم للإيجار: أزواج أحادي الجنس يتوجهون إلى نيبال ليصبحوا أهلا
وزارة العدل الإسرائيلية وافقت على أن تقوم النساء النيباليات اللاتي تحملن أطفالا لإسرائيليين عن طريق تأجير الأرحام أن يتم نقلهن برحلة جوية إلى إسرائيل ليلدن فيها
لقد أثار الزلزال في نيبال النقاش في إسرائيل حول قضية تأجير الرحم. أقام عشرات الأزواج المثليّين في نيبال في وقت حدوث الكارثة منتظرين ولادة أطفالهم الذين تم الحمل بهم بواسطة التبرع ببويضة من خلال تأجير أرحام نساء نيباليات. بعد حدوث الكارثة، وصل عدد من الأزواج مع أطفالهم إلى إسرائيل، بالرغم من صغر سنهم (عدة أيام فقط)، وذلك نظرًا للظروف الصحية الصعبة هناك.
ولكن، أحد الأسئلة الأساسية الآن هو هل يمكن لهؤلاء النساء النيباليات الحوامل بمرحلة متقدمة بأجنة لإسرائيليين الوصول إلى إسرائيل والولادة فيها، وذلك علما بأن البقاء في نيبال يشكل خطرًا على حياتهم وحياة الأطفال، والمستشفيات فيها قد امتلأت ولا تتيح إمكانية ولادة بظروف مقبولة.
ويحظر القانون الإسرائيلي عملية تأجير الأرحام على غير المتزوجين، بما في ذلك الأزواج المثليّين والذين لا يمكنهم الزواج وفقًا للقانون في إسرائيل. ونتيجةً لذلك، يتوجه العديد من الأزواج إلى خارج البلاد ليجدوا حلًا يمكّنهم من إنجاب الأطفال.
بسبب التكلفة العالية للعملية، فمعظم الدول التي تجري عملية الحمل البديل هي دول العالم الثالث، وبالطبع هي الدول التي يسمح القانون فيها بإجراء ذلك. دول مثل نيبال، وتايلاند، والهند، وجورجيا ورومانيا، معروفة على أنها المراكز التي يتوجه إليها العديد من الأزواج الإسرائيليين لإجراء الحمل البديل. كما ويسافر الأزواج القادرون على إنفاق المزيد من الأموال إلى الولايات المتحدة أيضًا.
ولكن، إضافة إلى مسألة القانون، فإن عملية تأجير الأرحام تثير العديد من الأسئلة الأخلاقية. المعضلة الرئيسية هي وضع النساء اللاتي يقمن بتأجير أرحامهن، حيث أن أغلبهن يوافقن على عملية تأجير الأرحام بسبب الصعوبات المالية والظروف المعيشية السيئة التي أدت بهن إلى ذلك. يؤدي الأمر في العديد من الدول إلى نبذ اجتماعي، وفي دول الشرق تقام هناك “محطات تأجير الأرحام”، وهي عبارة عن مراكز تقيم فيها النساء الحوامل خلال أشهر الحمل، بمرافقة أطباء وطاقم مختص.
طفل رضيع يهبط في إسرائيل بعد ولادته في نيبال لزوجين مثلين (IDF)
وتشير دراسة نُشرت في موقع “أون لايف” الإسرائيلي، في مقال يُعارض عملية تأجير الأرحام، إلى أن وضع النساء الاقتصادي، الاجتماعي والنفسي لا يتحسن نتيجة لعملية تأجير الرحم بل يصبح أكثر تدهورًا. بشكل عام، يرى المعارضون للإجراءات، أن الوضع مشابه جدًا لممارسة الزنى- فالنساء يبعن، أو يأجرن أجسادهن، لتلبية احتياجات الآخرين، وغالبًا ما يكون ذلك مقابل أجر ضئيل، والذي يحظى بمعظمه الأطباء والمراكز التي تدير العملية.
ومن ناحية أخرى، يرى البعض أن هؤلاء النساء يفعلن ذلك عن طريق اختيارهن الشخصي، فإن مبلغ المال (الكبير جدًا) الذي يتطلبه الإجراء يمكن أن ينقذ حياتهن. ولكن الادعاء الرئيسي الذي يدعم الإجراء هو أنه هذا هو أحد الخيارات الوحيدة التي تقف أمام الأزواج المثليّين والأزواج العقماء لإنجاب أطفال من جيناتهم.
على ما يبدو، فإن هذه القضية لن تُحسم قريبًا، وعلى أية حال، فالقانون الإسرائيلي لا يسمح بإجرائها في إسرائيل. ومع ذلك، على الرغم من الحظر القانوني، فبسبب الزلزال والكارثة الإنسانية اللذين ضربا نيبال، حكمت وزارة العدل حكمًا استثنائيًا على أن تصل النساء النيباليات الحوامل بحمل بديل واللاتي اقترب موعد ولادتهن، إلى إسرائيل بعد أن يعلنّ القنصلية الإسرائيلية أنهن قادمات بناءً على رغبتهن الشخصية. سيقوم القنصل أو الطبيب بشرح كل المخاطر المنوطة بالطيران. ويجب التأكد من أن لكل امرأة وثائق السفر الخاصة بها وأنه لم يتم أي إجراء يمس بموافقتها الحرة.
دراسة إسرائيلية: المثليّات يستهلكن الكحول أكثر ويدخّنّ بشكل أكبر
وفقا لدراسة إسرائيلية فإنّ المثليات يستهلكنَ كمية أكبر من الكحول والمخدّرات مقارنة بمن ينجذبون للجنس المغاير (Heterosexuality)، ويدخّنّ أكثر ويتعرّضن للعنف أكثر
وفقا لدراسة إسرائيلية درستْ سلوكيات النساء في الجهاز الصحي الإسرائيلي، فالنساء المثليات وذوات إزدواجية الميول الجنسية يدخّنّ أكثر، ويتعاطين المخدّرات أكثر ويشربن الكحول أكثر. وهنّ أيضًا معرّضات للعنف مقارنة بالنساء اللواتي ينجذبن للجنس المغاير.
إنّ الفجوات بين النساء اللواتي ينجذبن للجنس المختلف وغيرهنّ هي كبيرة جدّا. في حين أن 17% فقط من النساء اللواتي ينجذبن للجنس المغاير قد صرّحن بأنّهنّ يتعاطين المخدّرات، فقد ارتفعت النسبة إلى 25% في أوساط المثليات وذوات إزدواجية الميول الجنسية (Bisexuality). أيضًا التدخين في أوساط المثليات وذوات إزدواجية الميول الجنسية هو بنسبة أكبر، 1.2 علبة دخان يوميّا، مقابل 0.9 في أوساط النساء اللواتي ينجذبن للجنس المغاير.
من الواضح أنّ التربية الجنسيّة لا تقوم بمهامّها (Flash90/Zuzanna Janku)
60% من المثليات وذوات إزدواجية الميول الجنسية يستهلكنَ الكحول، مقابل 47% لدى النساء اللواتي ينجذبن للجنس المختلف. والفجوة موجودة حتى في اضطرابات الأكل، حيث يعاني 20% من المثليات وذوات إزدواجية الميول الجنسية من اضطرابات الأكل، ويشكل هذا ضعف النسبة التي لدى النساء اللواتي ينجذبن للجنس المغاير.
وهناك معطى مقلق وهو ارتفاع معدّل التعرّض للعنف. في أوساط كلتا الشريحتين المعطى مرتفع جدا: 15% لدى النساء اللواتي ينجذبن للجنس المختلف، و 23% لدى المثليات وذوات إزدواجية الميول الجنسية. ومع ذلك، فلم يفحص الباحثون أي نوع من العنف هو المقصود، وإنما تطرّقوا لتعريف العنف من قبل المرأة نفسها.
وتشبه النتائج التي توصل إليها الباحثون الإسرائيليون نتائج دراسة كبيرة أجريتْ في السنوات الماضية في الولايات المتحدة، والتي بحسبها فقد عانت النساء ذوات إزدواجية الميول الجنسية من مشاكل صحية أكثر، من اضطراب نفسي أكبر وكن عرضة أكثر للتدخين واحتساء الكحول بدرجة تشكّل خطرا على صحّتهنّ.
وبحسب الباحثين الإسرائيليين فإنّ السلوكيّات الخطرة هي أكبر لدى تلك الشرائح لأنّها سلوكيات مقبولة في هذا المجتمع، ومن ثم فإنّ تعرض النساء في هذه الشرائح للكحول والمخدرات هو أكبر، ولكن يُحتمل أيضًا أنّ الضائقة الشخصية تقودهن إلى تعاطي هذه المواد.
شاركت في إطار الدراسة 1,797 امرأة، من بينهنّ 957 امرأة من اللواتي ينجذبن للجنس المختلف، 618 مثليّة و 242 وذوات إزدواجية الميول الجنسية.