عاملة في شبكة متاجر عربية في إسرائيل (Alster/FLASH90)
عاملة في شبكة متاجر عربية في إسرائيل (Alster/FLASH90)

أين سيذهب اليهود للتسوق يوم السبت في أعقاب “قانون الحوانيت”؟

ليس الكل في إسرائيل مستاؤون من قانون إغلاق الحوانيت اليهودية يوم السبت.. فبالنسبة للعرب القانون يعني مزيدا من الزبائن اليهود الذين سيقصدون البلدات والمدن العربية للتسوق في نهاية الأسبوع

13 يناير 2018 | 09:37

أشار مراقبون اقتصاديون في إسرائيل إلى أن المستفيدين الأكبر من “قانون الحوانيت” الذي صادقت عليه الكنيست بأغلبية ضئيلة هذا الأسبوع، وأثار عاصفة سياسية في الائتلاف الحكومي هم عرب 48 أو عرب إسرائيل. فاليهود الذين سيجدون أبواب الحوانيت والمطاعم مقفلة أيام السبت جرّاء الوضع القانوني الجديد لن يبقوا في البيت، إنما سيتجهون إلى المتاجر العربية التي ستكون مفتوحة يوم السبت.

والدليل القوي على أن القانون الذي يهدف إلى الحد من النشاط التجاري في المدن اليهودية في أيام السبت لرفع شأن اليوم المقدس عند اليهود، وكان وراءه وزير الداخلية وزعيم حزب “شاس” (حزب المتدينين الشرقيين) آريه درعي، سيدفع قدما التجارة في البلدات العربية- الدليل هو سفر أكثر من نصف اليهود في شمال إسرائيل ومركزها إلى البلدات العربية من أجل شراء اللوازم البيتية والأطعمة البلدية.

وتظهر معطيات نقتلها صحيفة “دي ماركر” الإسرائيلية، عام 2015، جمعها معهد بحث “جيوكارتوغرافيا” الإسرائيلي، أن أكثر من نصف اليهود يقصدون البلدات العربية من أجل شراء الغذاء والأطعمة الشعبية والخضار والفاكهة. ونحو 30% يصل إلى القرى العربية من أجل شراء الملابس والأحذية وأغراض البيت.

ومن المتوقع أن يزداد أعداد اليهود الذين سيصلون إلى القرى والمدن العربية في أعقاب القانون الذي ربما سيشل النشاط التجاري في البلدات اليهودية في أيام السبت. في الحقيقة هناك جدال في إسرائيل إن كان القانون سيطبق بصورة واسعة أم أن الهدف منه ليس تغيير الوضع وإنما جني مكاسب سياسية أرادها حزب “شاس” الذي سجل انجازا كبيرا من ناحيته بعد أن أجبر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على دعم القانون وممارسة الضغوط على المعارضين للقانون في الائتلاف من أجل تمريره في الكنيست.

يركا نموذجا لازدهار الاقتصادي

ويُظهر البحث المذكور أن البلدات العربية ستصبح أكثر استقطابا لليهود في حال تطوير مناطق التجارة فيها وتوسيعها، وبناء مجمعات تجارية كبرى، بإمكانها احتواء أكبر عدد من الزوار. ومن البلدات العربية التي أفلحت في تحقيق هذا الإنجاز قرية يركا الواقعة شرقي شمال مدينة عكا. فقد تحولت هذه القرية ذات الأغلبية الدرزية إلى قوة اقتصادية عظمية في إسرائيل رغم صغرها.

وفي حين يفسر خبراء اقتصاد نجاح يركا بالإشارة إلى موقعها الجيوغرافي، في مركز الجليل الأعلى، قريبة من مدن الشمال الكبرى: عكا ونهريا وحيفا، يعتقد آخرون أن نجاح يركا يعود إلى المبادرات التجارية الجريئة التي أقدم عليها سكان في القرية خلال السنوات الأخيرة وأبرزها تشييد مجمعات تجارية عملاقة.
واحد من هذه المراكز “مركز الغذاء” في يركا، الذي تحول إلى أكبر سوبر ماركت في إسرائيل –وقال في الشرق الأوسط- ويهدف إلى خلق تجربة تسوق غير عادية لكل من يدخل أبوابه، متخذا السوبر ماركات الأمريكية العملاقة نموذجا. ويعرض المركز على رواده مطاعم بنكهة إيطالية أثناء التسوق، حتى أصبحت فئة تقصد المتجر لتناول الطعام وليس شراء الأغراض.

أين سيذهب اليهود للشراء أيضا؟

ينقسم اليهود الذين يقصدون القرى والمدن العربية إلى فئتين، واحدة تأتي لشراء الطعام واللوازم البيتية في حوانيت القرى والمجمعات التجارية، وأخرى تأتي من أجل السياحة وهذه الفئة تنزل في المقاهي والفنادق وتساهم في ازدهار ثقافة “غرف الضيافة” في القرى.

وحسب التقديرات، ستضاعف الفئة الأولى أعدادها في أعقاب إغلاق الحوانيت اليهودية أيام السبت. وغير قرية يركا التي حققت معجزة اقتصادية يصعب تفسيرها بالنظر إلى حجمها الصغير، هناك العاصمة العربية، الناصرة، واحدة من الوجهات الأساسية المفتوحة لليهود خلال يوم السبت. فهذه المدينة تحولت إلى جنة مذاقات ثرية تحتضن مجموعة غير قليلة من المطاعم التي تعني بتقديم وجبات خاصة وبجودة عالية.

وتعد الناصرة في الراهن مقصد أصحاب الذوق الرفيع ومن يبحثون عن وجبات عربية وأجنبية يكون من ورائها طهاة محترفون. ومن هذه المطاعم التي أصحبت جزءا من المعالم “الكولونارية” للمدينة: تشرين، ومطعم ديانا، وبيات، وقهوة ماما، وطابون عين ماهل وبعد.

وتعد قرى ومدن منطقة المثلث كذلك واجهة تجارية رئيسية لليهود، خاصة سكان مدن وسط إسرائيل، مثل: نتانيا والخضيرة وهرتسليا. وتجذب هذه المنطقة المشترون لأجل أسواق الخضار والفاكهة فيها ومطاعم الشوارما والفلافل العديدة فيها، أشهرها في الطيرة والطيبة وقلنسوة. لكن هذه المنطقة تعاني في فترات معينة من تراجع في أعداد الزوار اليهود، خاصة حين تكون الأوضاع الأمنية متوترة.

وهناك كذلك قرى صغيرة تجذب اليهود خاصة من مدينة حيفا ويوكنعام والبلدات اليهودية المحاذية بها، مثل قرية دالية الكرمل وعسفيا، حيث توجد أسواق تجارية خاصة في أيام السبت وكذلك متاجر أصبحت تزيد من بضاعتها من أجل جذب العدد الأكبر من اليهود إليها. وقد ازدادت في السنوات الأخيرة أعداد المنازل التي يمكن للزوار أن ينزلوا فيها للمبيت.

ونلخص بالمثل العربي المعروف “مصائب قوم عند قوم فوائد”، فإذا كانت القوى السياسية في إسرائيل في الراهن تهدف إلى تعزيز الهوية اليهودية في إسرائيل، فلا شك أن ذلك سيعود بالنفع على المتاجر العربية التي بحاجة إلى استثمار اليهود فيها.

اقرأوا المزيد: 691 كلمة
عرض أقل
عرب من إسرائيل يدرسون في الجامعة العبرية في القدس (Flash90)
عرب من إسرائيل يدرسون في الجامعة العبرية في القدس (Flash90)

عرب المثلث: مستقبلنا في إسرائيل

هاجم وزير الداخلية، جدعون ساعر، اقتراح ليبرمان حول تبادل الأراضي في منطقة المثلث قائلا: "المواطن الإسرائيلي ليس غرضا، ولا يمكن نقله في إطار اتفاق سياسي"

07 يناير 2014 | 12:35

أثارت تصريحات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بخصوص تبادل الأراضي في منطقة المثلث غضب سكان الأراضي في تلك المناطق، العرب واليهود على حد سواء. ويزعم وزير الخارجية قائلا: “إنهم يعرّفون أنفسهم بأنهم فلسطينيون، إذن لماذا لا ينضمون لإخوانهم الفلسطينيين”؟ ومع ذلك، هناك رأي مختلف جدًا بالنسبة للبلدات التي ينوي ليبرمان شملها في صفقة التبادل.

وأعرب وزير الداخلية الإسرائيلي، جدعون ساعر، ظهر اليوم، خلال زيارة قام بها في بلدة سخنين، عن رفضه لأقوال ليبرمان، قائلا “المواطن الإسرائيلي ليس غرضا، ولا يمكن نقله في إطار اتفاق سياسي. المواطنون العرب في إسرائيل متساوون ونرفض أن نمس بمواطنتهم في أي اتفاق سلام”.

عادل محاجنة، وكيل تأمين ورجل أعمال يسكن أيضًا في قرية مصمص؛ إحدى قرى المثلث، والتي بحسب مطالبة ليبرمان ينبغي أن تخضع للسلطة الفلسطينية، أوضح عادل لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، بأنه حتى لو عرّف عرب إسرائيل أنفسهم بأنهم فلسطينيون، فلا زال معظمهم يفضل عدم ترك إسرائيل. وقال محاجنة: “حياتنا في دولة إسرائيل، وخطوة كهذه ستعزلني عن عائلتي وأصدقائي، العرب واليهود على حد سواء”.

وتابع: “ليست هنالك فرصة حقيقية، إنه مجرد بالون اختبار لليبرمان، وهذا ليس حلا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

وقد أوضح أيضًا المحامي ربيع محاجنة من قرية مصمص أنه بالنسبة له ليست هناك مشكلة في الاحتفاظ بالتعريف الشخصي بأنه فلسطيني، وإلى جانب ذلك الرغبة في البقاء في دولة إسرائيل. وقد أخبر الصحيفة ذاتها أيضًا: “تاريخيًا، أنا أعيش على أرض فلسطينية والتي توارثها أبي عن جدي قبل قيام دولة إسرائيل بوقت طويل، من جهة أخرى، أنا أحمل بطاقة هوية إسرائيلية”.

ويتابع قائلا: “أنا فلسطيني أعيش في دولة إسرائيل، تمامًا كما أن هناك فلسطينيين يعيشون في كندا أو ألمانيا”.

وقال المحامي جابر جبارين من أم الفحم إنّ اقتراح وزير الخارجية يحمل بين طياته مخاطر أيضًا. قال: “سيؤدي هذا إلى نكبة ثالثة، وسنناضل ضد هذا الاقتراح بجميع الطرق القانونية المتاحة أمامنا”. “ترعرعنا هنا، وأنا أدعم الخدمة المدنية، وخدمت بنفسي كشرطي مرور وقت التعليم، وأتوقع أن تكون لدي حقوق وواجبات متساوية” أردف.

ويقول عمر ربيع من الطيبة: “منذ 65 عامًا تمارس دولة إسرائيل التمييز ضد مواطنيها العرب بشكل سيء، والآن انكشفت الحقيقة؛ الدولة لا تريد أن نعيش هنا. وأنا لا أتعجب من تصريحات ليبرمان، ولكن الأمر الأخطر من ذلك هو أن رئيس الحكومة لا يلفت انتباهه إلى الخطر المنوط في تصريحاته. هذه إشارة إلى أنه يدعم ذلك”.

كذلك، في الجانب الإسرائيلي، هناك غضب تجاه اقتراح ليبرمان، فقد هاجم وزير المالية لبيد في مقابلة مع إذاعة الجيش، مخطط تبادل الأراضي في المثلث الذي طرحه وزير الخارجية، وقال: “لا تستطيع إسرائيل أن تخرج من داخلها مواطنين إسرائيليين”. وأضاف لبيد: “نحن نتطلع إلى حلّ سياسي يؤدي إلى تغيير شامل في علاقاتنا مع العالم، والتي تدهورت بشكل مستمر في السنوات الأخيرة”.

وفي هذه الأثناء، تخطط عضو الكنيست من كتلة الليكود، ميري ريجب، يوم الأحد القادم، تقديم مشروع قانون آخر إلى اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، مما قد يؤدي إلى إحباط عملية السلام. ووفقا للمقترح، لا يمكن لرئيس الحكومة الإسرائيلية أن يدير مفاوضات سياسية حول القدس، أو طرح قضية اللاجئين، ما لم يحصل على موافقة مسبقة من رئيس الكنيست. وتتوقع مصادر سياسية إسرائيلية المزيد من الإحراج لنتنياهو في الوقت الذي يدير فيه المفاوضات مع الفلسطينيين، ويتوقع منه الأمريكيون تقديم تنازلات وليس التمسك بالمواقف السياسية.

اقرأوا المزيد: 491 كلمة
عرض أقل
سُجّلت الزيادة الأكبر في التحاق الفتيات العربيات بالجامعات (Flash90/Miriam Alster)
سُجّلت الزيادة الأكبر في التحاق الفتيات العربيات بالجامعات (Flash90/Miriam Alster)

إسرائيليّ مؤقت أم دائم؟

يُناقِض الاقتراح الإسرائيلي بنقل بلداتٍ عربيّة في منطقة المثلث إلى الفلسطينيين اقتراحا إسرائيليا آخر ينصّ على "المواطَنة مقابل الولاء" لتلك البلدات

01 يناير 2014 | 15:18

يثير النبأ في صحيفة “معاريف” أنّ إسرائيل طرحت على الولايات المتّحدة درس فكرة تقضي بنقل أراضٍ في المثلث، حيث يسكن نحو 300 ألف “عربي إسرائيليّ” (وفق تعريف الدولة) إلى السيطرة الفلسطينية، بلبلةً عميقة وخيبة أمل بين الكثير من المواطنين العرب. فمن جهة، تشدّد الدولة على أنّ الولاء لها مبدأ أساسيّ، كما في أية دولة ديموقراطيّة، ولكنها تنقض هذا المبدأ من الجهة الأخرى.

أتذكر جيّدًا حماسة أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، حين قدّم “محاضرة” للمواطنين العرب في دولة إسرائيل عن المواطَنة والولاء. من مدرسته انطلق الشعار “دون ولاء – لا مُواطَنة”. وفي موقع الحزب على الإنترنت يظهر في لسان حاله “مقابل المواطنة التامّة، التي تنطوي على حقوق تامّة، يجب أن يُطلَب من كلّ مواطنٍ ولاءٌ تامّ”.

ويعمل حزب “إسرائيل بيتنا” على سنّ قانون المواطنة – الولاء، لكنّ الحزب نفسَه يقترح خفيةً إعادة أراضٍ ضمن مناطق 1948 وينسى طلبه من أولئك المواطنين. يبدو أنّ منطق “إسرائيل بيتنا” هو: “كونوا أولياء أيها العرب، فهذا لصالحكم، أمّا دولة إسرائيل فقد تكون ولية لاحقًا”.

صورة لمدينة أم الفحم، أكبر تجمع عربي في منطقة المثلث (Flash90)
صورة لمدينة أم الفحم، أكبر تجمع عربي في منطقة المثلث (Flash90)

ويحاول الرفاق الإسرائيليّون تهدئة الوضع، قائلين: “هذا الاقتراح لن يخرج إلى حيّز التنفيذ أبدًا”. أنا أوافقهم هذه التقديرات. يصعب عليّ أنّ أصدّق أن اقتراحًا كهذا سينفَّذ، لكنّ هذا لا يقلِّل من الشعور القاسي لأنّ هناك أشخاصًا في دولة إسرائيل، منهم صانعو قرار، يتعاملون مع العرب على أنهم ورقة مساومة محتمَلة.

لن أوغل في شرح الإهمال العمديّ للدولة للبلدات العربيّة، حيث إنّ المواصلات والصرف الصحي تكاد تكون معدومة، فهذه يمكن إنشاؤها وتحسينُها على مرّ السنين، إذ إنّ موضوعنا هو علاقات الثقة بين الدولة ومواطِنيها. من منطقة المثلَّث ثمّة آلاف الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في مؤسّسات التعليم العالي الإسرائيليّة، وآلاف آخرون يعملون في شمال البلاد ووسطها. فكيف سيشعُر هؤلاء حين يذهبون إلى الدراسة والعمل إلى جانب زملائهم الإسرائيليون؟ أأنهم عمّال وقتيّون؟

بين الفينة والأخرى، أقرأ أنّ دولة إسرائيل تعتزم الإنفاق أكثر على البلدات العربيّة، على البُنى التحتيّة والتربية، وهذا جيّد. لكن قبل تحويل الأموال إلى السلطات المحليّة، يجب دفن الاقتراحات التي تمسّ بمكانة عرب إسرائيل، أو ربّما يجدر القول: العرب في إسرائيل، على ضوء هذه الاقتراحات.

المواطن الذي يشعر أنّ مكانته مهتزة سيتعامل مع مبادرات الحكومة الإسرائيليّة بناءً على ذلك، وسيتفاجأ جدَّا حين تُرفَع أمامه راية الوَلاء.

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل
صورة لمدينة أم الفحم، أكبر تجمع عربي في منطقة المثلث (Flash90)
صورة لمدينة أم الفحم، أكبر تجمع عربي في منطقة المثلث (Flash90)

معاريف: إسرائيل عرضت استبدال أراض عربية داخل 1948

في حين يتخاصم الزعيمان، الإسرائيلي والفلسطيني، حيال مسألتَي الغور والأسرى، يظهر استطلاع جديد أن الشعبين يؤمنان بمبدأ دولتَين لشعبَين

01 يناير 2014 | 13:42

نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية صباحَ اليوم أنّ إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة درس فكرة مفادها نقل أراضٍ إلى الفلسطينيين في منطقة المثلّث شرق السهل الساحلي، حيث يسكن نحو 300 ألف عربيّ إسرائيليّ. وسيتمّ النقل كتعويضٍ عن بقاء الكُتل الاستيطانية تحت سيطرة إسرائيل، في إطار تبادُل الأراضي بين الجانبَين.

وقد أكّد مصدران إسرائيليان صحّة هذه الأقوال. وسيحلّ هذا الاقتراح، وفق المصدرَين، مسألتَي تبادل الأراضي والحفاظ على الطابع اليهوديّ لدولة إسرائيل.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة قُبيل زيارة الوزير كيري إنّ طاقمه يسعى حتّى اللحظة الأخيرة لبلورة وثيقة المبادئ التي سيقدّمها للجانبَين. حسب قولهم، يحاول مبعوثو كيري تقليص عدد تحفّظات الجانبَين، التي ستدخل الوثيقةَ نفسها كما يبدو.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الليلة الماضية في بيان موجز للصحفيين إنّ وزير الخارجية كيري سيسعى في جولته العاشرة إلى المنطقة لإقناع إسرائيل والفلسطينيين بالموافقة على مبادئ الاتّفاق الدائم، لكنه لا يتوقّع “اختراقًا كبيرًا”. فحسب المسؤول، سيعرض كيري على الجانبَين أفكارًا حول كيفيّة سدّ الفجوات بينهما، لكنّه لَن يطلُب منهما التوقيع على الوثيقة أو حتّى الردّ عليها بشكلٍ نهائيّ.

وذكر المسؤول الأمريكيّ أنّ الوثيقة تُعنى بكلّ المسائل الجوهريّة للاتّفاق الدائم، بما فيها الحدود، الأمن، القدس، واللاجئون. وقال أيضًا إنه إذا وافق الجانبان على قبول الوثيقة، فقد لا يُعلَن ذلك علنًا لمنع ضغوط سياسيّة على القادة في الجانبَين. وشدّد المسؤول أنّ الحديث ليس عن اتّفاق مرحلي، بل عن محاولة لرسم الهدف النهائيّ للمفاوضات. وقال أيضًا إنّ الولايات المتحدة لن تفرض البرنامج على الجانبَين.

في هذه الأثناء، أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن) أمس أنه سيصرّ على وقف البناء في المستوطَنات، التي سمّاها “سرطانًا”، بشكلٍ خاصّ في القُدس الشرقيّة. وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ويومًا واحدًا بعد الاحتفالات بتحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيليّة، أوضح أبو مازن أنّ القيادة لن تتهاون في شأن البِناء في المستوطَنات، وستستخدم حقوقها كدولة مراقِبة في الأمم المتحدة لوقفه.

أمّا في الجانب الإسرائيليّ، فقد قدّر مصدر مسؤول أنه قد لا تكون إطلاقًا دفعة رابعة من إطلاق سراح الأسرى لأنّ الأمر “استنفد نفسه” حسب قوله، ويُثير صعوبات سياسيّة كبيرة في الحُكومة. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من إطلاق سراح 26 أسيرًا فلسطينيًّا إضافيًّا من السجون الإسرائيلية، قد انتقد التحرير والاحتفالات التي أعقبته في الأراضي الفلسطينية. فقد قال: “القتَلة ليسوا أبطالًا، ما هكذا تجري التربية على السلام، وما هكذا يُصنَع السلام”.

وتبيّن من استطلاعٍ أجراه معهد ترومان لأبحاث تقدّم السلام في الجامعة العبرية، والبروفسور خليل شقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة في رام الله، أنّه لا تزال هناك أكثرية في كلا الجانبَين تدعم حلّ إنشاء دولة فلسطينيّة إلى جانب دولة إسرائيل – 63% لدى الإسرائيليين و53% لدى الفلسطينيّين.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أنّ ثمة انخفاضًا في استعداد الإسرائيليين والفلسطينيين للخضوع للضغوط الأمريكية.

اقرأوا المزيد: 425 كلمة
عرض أقل