اللغة الإنجليزية

طالبات مدرسة ابتدائية إسرائيلية (Hadas Parush/Flash 90)
طالبات مدرسة ابتدائية إسرائيلية (Hadas Parush/Flash 90)

المدارس الإسرائيلية تعلّم اللغة الصينية.. أي لغات بعد؟

لم يعد الإسرائيليون يتعلمون العبريّة، العربية والإنجليزية فقط. فهناك مدارس في إسرائيل تدرّس 7 لغات حتى سن 12 عاما، والطلب عليها آخذ بالازدياد

يتحدث اللغة العبريّة نحو 10 ملايين شخص في العالم كلّه فقط. وهذا العدد قليل جدا مقارنة بمئات الناطقين بالعربية أو الإنجليزية مثلا. يعرف الإسرائيليون هذا ولهذا يشجعون أطفالهم على تعلم لغات أجنبية. يتعلم معظم الطلاب الإسرائيليين في المدارس الإسرائيلية الإنجليزية والعربية، ولكن هناك من يطمح إلى تعلم المزيد.

وفق معطيات وزارة التربية الإسرائيلية، فإن اللغات الأجنبية الأساسية الأكثر طلبا في المدارس الإسرائيلية (إضافة إلى الإنجليزية والعربية) هي الإسبانية، الإيطالية، الألمانية، والصينية. يُجرى تدريس اللغات في إطار اليوم الدراسي أو ضمن دورات خارج هذا الإطار في ساعات بعد الظهر.

إضافة إلى ذلك هناك فروع ودروس لتعليم لغات قديمة متعلقة ببلد المنشأ للطلاب من الفئات المختلفة ومنها اليديشية والإسبانية اليهودية (لغتان يهوديتان كانت تستخدمهما الجاليات اليهودية في المنفى قبل قيام دولة إسرائيل)، الأمهارية، الروسية، والشركسية.

“كلما تعرض الأطفال للمزيد من اللغات، هكذا يصبحون خبراء أكثر ويسهل عليهم استيعابها”، تدعي مديرة مدرسة ابتدائيّة في مدينة بئر السبع التي يتعلم فيها طلاب أعمارهم 6 حتى 12 عاما الفرنسيّة، الصينية، الروسية، العربية، الإسبانية، الإنجليزية، والعبرية.

وفي السنة الدراسية الماضية تعلم 4000 طالب إسرائيليّ الإسبانية وتعلم طلاب كثيرون آخرون الإيطالية والألمانية. يتحدث مديرو المدارس عن أن الطلب لتعلم اللغات الأجنبية آخذ بالازدياد سنويا، واللغة الأكثر طلبا هي الصينية.

وبدأ الجهاز التربوي عام 2009 بتدريس الصينية وفي عام 2011 اجتاز الطلاب امتحان التوجيهي للمرة الأولى. في السنة الدراسية الماضية، تعلم أكثر من 3.000 طالب في 100 مدرسة اللغة الصينية. يبدأ تعليم هذه اللغة في جزء من المدارس في المدارس الابتدائية. “يفتح تعليم هذه اللغة أمام الطلاب عالما جديدا من التفكير والثقافة ويشكل أيضا فرصا مختلفة لانخراطهم في التعليم العالي وفي مجال التجارة العالمية”، تدعي مديرة المدرسة.

اقرأوا المزيد: 254 كلمة
عرض أقل
خط واحد لثلاثة شعوب (Daniel Grumer Instagram)
خط واحد لثلاثة شعوب (Daniel Grumer Instagram)

خط واحد لثلاث لغات

يقترح خط ثلاثي اللغات لمصمم غرافيتي إسرائيلي تسوية غرافيتية سلمية بين اللغات العبرية، العربية، والإنجليزية

تتعرض اللغة العربية في إسرائيل إلى التهميش وقلة الدقة، مقارنة باللغة العبريّة البارزة والصحيحة.

وتعكس الفوارق في الخطوط العبريّة والعربية في الواقع علاقات القوى في إسرائيل. تظهر الكتابة على اللافتات بالعبرية، تليها الإنجليزية، ومن ثم العربية، ويشهد حجم خط كل من اللغتين العبرية والعربية، بروزه، ونوعه، على عدم المساواة بين اللغتين والمجتمعين اليهودي والعربي على حد سواء.

ويحاول مشروع فن طباعة الحروف ثلاثي اللغات، لمصمم الحروف الإسرائيلي، دانيال غرومر، (‏Daniel Grumer‏) تصحيح هذا الاختلاف بطريقة مبتكرة.

فغرومر مسؤول عن تصميم خط خاص ثلاثي اللغات، عبري-عربي-لاتيني، قد يوفر ردا على مشكلة عدم المساواة في اللغات في المجال العام الإسرائيلي. يُدعى الخط الجديد، “أبراهام-إبراهيم-‏Abraham‏”، باللغات الثلاث.

ويستند هذا الخط المميّز على العمل النهائي لغرومر أثناء دراسته في مدرسة الفن العريقة في القدس. وفق ادعائه، طور الخط العبري – العربي للتوصل إلى تسوية عبر اللغتين العبرية والعربية: خط عبري هندسي رياضي إلى جانب خط عربي رسومي ودقيق.

وأثناء دراسته للقب الثاني، عمل غرومر على ملاءمة الخط العبري- العربي مع الخط اللاتيني. الهدف من الخط هو استخدامه في لافتات الطرقات، التي تشكل الفوارق البارزة فيها مصدر ارتباك وبلبلة في المجال العالم، إضافة إلى الاعتبارات الثقافية والسياسية التي تجسدها.

وفي مقابلة مع صحيفة “هآرتس” قال غرومر “أؤمن أن الخطوط المصممة بتعاطف وتماه قادرة على أن تصنع تغييرا إيجابيا لا سيما في دولة متعددة اللغات مثل إسرائيل”. يقترح خط “أبراهام-إبراهيم-Abraham” خطا غرافيتيا بطرق سلمية بين اللغات الثلاث من خلال ملاءمة المبنى، الفراغ، وحجم الخط، وإمكانية استخدامه في اللغات المختلفة.

اقرأوا المزيد: 408 كلمة
عرض أقل
الشرق الأوسط يتدهور بمعرفة اللغة الإنجليزية (AFP)
الشرق الأوسط يتدهور بمعرفة اللغة الإنجليزية (AFP)

شو؟ إنجليزي؟ الشرق الأوسط يتدهور بمعرفة اللغة الإنجليزية

الشرق الأوسط هو المنطقة الوحيدة في العالم التي تعيش هبوطا في مهارات الإلمام باللغة الإنجليزية، رغم محاولات الحكومات للاستثمار في الطلاب. فما هو الحلّ؟

يبدو الوضع في غاية العسر بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عندما نتحدث عن مهارات الإنجليزية. تقع غالبية بلدان المنطقة في أسفل قائمة الإلمام باللغة الإنجليزية، بحسب تقرير نشرته مجلة Education First. تقع قطر، الكويت، الجزائر، السعودية وليبيا في الجزء السفلي من القائمة، ومستوى المهارات في جميعها “متدنّ جدّا” في الإنجليزية. في المقابل، فإنّ الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي توجد فيها مهارات عالية – ولا تزال “متدنية” – في الإنجليزية هي الإمارات العربية المتحدة، ويعتبر نحو نصف عدد سكانها كمجيدين للغة الإنجليزية.

إنّ مهارات الإنجليزية المتدنية في الشرق الأوسط ليست مفاجئة عندما نكتشف معطى آخر يظهر في التقرير: هناك علاقة قوية بين نسبة إجادة الإنجليزية في دولة معيّنة في العالم وبين الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، جودة الحياة، الاتصال بالإنترنت ومجموعة أخرى من المؤشرات الأخرى في تلك الدولة – وهي مؤشرات معروفة بنسبتها المتدنّية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التقرير أنّ الشرق الأوسط هو المنطقة الوحيدة في العالم التي تعاني من هبوط في مهارات الإلمام باللغة الإنجليزية.

ويقول معدّو التقرير صحيح أن العديد من البلدان في المنطقة، يستثمر في الطلاب أكثر من دول مماثلة في آسيا، إلا أنّ هذا الاستثمار لا يُولّد نتائج أفضل. لا تعمل المدارس في هذه المنطقة بشكل صحيح، ومن ثمّ يحتل أبناء وبنات الشرق الأوسط موقعا أقلّ بكثير من المتوسط العالمي لمهارات الإنجليزية.

إنّ المهارات المتدنية في الإنجليزية تقرّر فحسب، بل تزيد، معدّلات البطالة المرتفعة في الشرق الأوسط. وأظهر استطلاع أجري في أوساط بعض أصحاب العمل في المنطقة أنّهم يعتبرون فقط ثلث خرّيجي المدارس والجامعات كجاهزين لسوق العمل، حيث إنّ غياب الإنجليزية الجيّدة هو أحد الأسباب الرئيسية لذلك. بالإضافة إلى ذلك، ظهر أنّ الملمّين بالإنجليزية في الشرق الأوسط يكسبون ثلاثة أضعاف ما يكسبه أولئك الذين لا يملكون مهارات كافية في تلك اللغة.

ويُحبط الطلاب المصريون الذين يأملون الدراسة في تركيا – والتي تُقام فيها الدروس في معظمها بالإنجليزية – في كثير من الأحيان من مهارات الإنجليزية المتدنّية لديهم. يحصل السعوديون الذين يرغبون بالدراسة في الولايات المتحدة أو بريطانيا على ما يصل إلى 18 شهرا من أجل دراسة اللغة قبل الأنشطة الأكاديمية، ولكن الأمر يتطلّب عادة المزيد من الوقت من أجل أن تصل مهاراتهم بالإنجليزية إلى المستوى المطلوب بالنسبة للدراسات العليا خارج السعودية. ويمنح النظام السعودي منحًا عديدة للطلاب كي يستطيعوا دراسة الإنجليزية خارج البلاد، وكذلك الكويت. في بلدان أخرى في المنطقة، والتي تمتلك قدرة أقلّ على إرسال طلابها إلى الخارج، فالمفتاح هو البرامج الداخلية في البلاد. افتُتحت في الجزائر، على سبيل المثال، في السنة الماضية برامج لتحسين تدريب معلّمي الإنجليزية. في لبنان والأردن تم إطلاق مشاريع لتحسين الإنجليزية في أوساط اللاجئين السوريين الكثر الذين يملأون هذين البلدين.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 418 كلمة
عرض أقل
10 كلمات بالإنجليزية لم تعرفوا أنّ مصدرها بالعربية (Thinkstock)
10 كلمات بالإنجليزية لم تعرفوا أنّ مصدرها بالعربية (Thinkstock)

10 كلمات بالإنجليزية لم تعرفوا أنّ مصدرها بالعربية

يعرف جميعنا التأثير المهم للغة العربية على لغات العالم، ولكن ربما لا نعلم مدى تأثيره. هل تعلمون ما هي العلاقة بين كلمة أدميرال وأمير، أو بين اسم فريق كرة القدم أرسنال وبين اللغة العربية؟

يعترف الكثيرون حول العالم بأهمية اللغة العربية الكلاسيكية والقروسطية بالنسبة للغة الإنجليزية، التي تهيّمن اليوم على العالم. يعرف الجميع بالتأكيد أن الحمص والطحينة اللذين يؤكلان اليوم في كل الشرق الأوسط، أصلهما عند العرب، وأن كلمة Coffee التي تصف المشروب الأكثر شعبية في العالم، أصلها من لفظ قهوة في اللغة العربية من اليمن. ولكن، يعلم القليل من الناس، على سبيل المثال، أنّ الكحول تحديدًا المشروب الذي حرّم الإسلام شربه، هو الذي تحوّل إلى اسم Alcohol الذي يعرفه كل شخص في العالم.

فيما يلي 10 أمثلة لكلمات نمت باللغة العربية وتحوّلت إلى جزء من اللغة الإنكليزية:

قند – ‏Candy

قند – ‏Candy (Thinkstock)
قند – ‏Candy (Thinkstock)

Candy هي إحدى الكلمات التي يتعلّم كل طفل متحدث بالإنجليزية أن يقولها عندما يطلب الحلوى. ولكن هل كنتم تعلمون أنّ مصدر كلمة “كاندي” هو  قند، أي قصب السكر؟ صدّر العرب، الذين أخذوا القند من الهنود، كمّيات كبيرة منه إلى الدول الأوروبية، وهكذا نشأت الكلمة الإنجليزية المعروفة لنا اليوم.

أمير – ‏Admiral

أمير – ‏Admiral (Thinkstock)
أمير – ‏Admiral (Thinkstock)

الأدميرال تعني ضابط بحري كبير، وأصلها في الواقع من الكلمة العربية أمير. كانت كلمة أمير معروفة أيضًا في ثقافات ليست عربية حتى منذ القرن العاشر للميلاد. في صقلّية، حوّلوا الكلمة إلى “أميراطوس”، وهكذا “استوردوها” إلى اللاتينية. في القرن الثاني عشر تولى صاحب لقب أمريطوس قيادة سلاح البحريّة، وتم تغييره إلى “أميرالوس” وبعد ذلك إلى “أدميراليوس”. ومن هناك اشتقت اللغات الفرنسية والإنجليزية كلمة أدميرال.

البرقوق – ‏Apricot

Thinkstock)البرقوق – ‏Apricot)
Thinkstock)البرقوق – ‏Apricot)

سمّى الإغريق والرومان هذه الثمرة praecoqua، والتي تعني “بكر”. تم حفظ الكلمة باللغة العربية في لفظ برقوق، ومن هناك شقّت طريقها من خلال الإمبراطورية الإسبانية في القرون الوسطى إلى جميع اللغات الغربية، باسم Apricot. في الفرنسية اليوم، لا يزال حرف ‏P الذي يستخدمه الإنجليز هو حرف B كما لدى العرب في كلمة abricot، وقد حافظ الإسبان أيضًا على النغم العربي “ب” في كلمة albaricoque.

الجبر –‏Algebra‎ ‎

الجبر –‏Algebra‎ ‎ (Thinkstock)
الجبر –‏Algebra‎ ‎ (Thinkstock)

لم يكن كتاب العالم العربي محمد بن موسى الخوارزمي الذي يسمّى “الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة”، هو من وضع أسس حساب الجبر (الذي يُبتلى به ملايين الطلاب الثانويين حول العالم كل عام) فقط وإنما أيضًا أعطَى اسمه لفرع رياضيّ كامل. يُذكّر الكتاب الذي كُتب عام 820 للميلاد في بغداد جميع الناطقين بالإنجليزية بأنّهم في كل مرة يقومون بحلّ معادلة رياضية، فهم يقومون بذلك بفضل اللغة العربية.

دار صناعة تَرْسَانَة – ‏Arsenal

دار صناعة – تَرْسَانَة – ‏Arsenal (AFP)
دار صناعة – تَرْسَانَة – ‏Arsenal (AFP)

كان مصطلح “دار صناعة” شائعا في القرون الوسطى، وكان معناه مماثلا لمعناه الحالي وهو شيء شبيه بالمصنع، ولكن غالبا كان الاستخدام بالمعنى العسكري أو البحري. وقد وصل المصطلح من العربية أيضًا إلى اللغات اللاتينية وتحوّل إلى كلمة terzana ، وأخذ معنى مزدوجا لمخزن السلاح أو موضع بناء السفن الذي انعكس بدوره أيضًا في اللغة العربية في كلمة ترسانة. إذا كان الأمر كذلك، فعندما يلعب فريق أرسنال الإنجليزي في إستاد الإمارات، فهو يوحّد فقط من جديد بين اسم النادي وبين أصوله القديمة بالعربية.

الحشاشين  – ‏Assasin

الحشاشين – ‏Assasin‏ (Thinkstock)
الحشاشين – ‏Assasin‏ (Thinkstock)

كانت الحشيشية فرقة نزارية إسماعيلية نشطت في منطقة سوريا ولبنان في القرون الوسطى، وعُرفت بوحشيتها تجاه أعدائها الذين كانت تقوم باغتيالهم. تحوّل اسمها، الذي بدأ كلقب إهانة أعطي لها من قبل أعدائها، على مرّ السنين، إلى الكلمة الإنجليزية Assasin التي تعني قاتل.

نارنج – ‏Orange

نارنج – ‏Orange (Thinkstock)
نارنج – ‏Orange (Thinkstock)

الوضع اليوم هو وضع غريب: الكلمة الإنجليزية Orange أصلها بالعربية، في حين أنّ كلمة البرتقالي يعود أصلها كما يبدو إلى البرتغال. عندما بدأ العرب باستيراد أشجار النارنج من الهند، بدأت هذه الثمرة بشق طريقها إلى أوروبا أيضًا، ومن هناك أخذ البرتقال، وهو ثمرة حلوة ولذيذة أكثر بالمقارنة مع النارنج، اسمه الأجنبي أورانج.

سفر – ‏Safari

سفر – ‏Safari (Thinkstock)
سفر – ‏Safari (Thinkstock)

حلم كل أمريكي هو الخروج في رحلة طويلة في السفاري، حيث سيلتقي هناك بالأسود، الحمر الوحشية والزرافات في بيئتها الطبيعية. أصل الكلمة هو بالعربية، والتي أورثت كلمة سفر إلى اللغة السواحلية ومن هناك لجميع لغات العالم.

موسم – ‏Monsoon

موسم – ‏Monsoon (Thinkstock)
موسم – ‏Monsoon (Thinkstock)

خُصصت هذه الكلمة العربية لوصف كل شيء يحدث على أساس موسمي مرة في العام، وهكذا تجذّر اسم أمطار الموسم في منطقة الهند وجنوب آسيا. كان التجار العرب الذين سافروا بعيدا حتى الهند هم من أعطى لهذه الأمطار هذا المسمى. حتى الاسم المعروف أيضًا Typhoon والذي يصف الأعاصير المدارية أصله من الكلمة العربية طوفان.

جرّة – ‏Jar

جرّة – ‏Jar (Thinkstock)
جرّة – ‏Jar (Thinkstock)

مثل الكثير من الكلمات التي شقّت طريقها من العربية إلى الإسبانية ومن هناك إلى لغات الغرب، فهكذا أيضًا كلمة جرّة والتي كانت في الأصل تصف آنية فخارية تحوي زيت الزيتون، وتصف اليوم بالإنجليزية والعربية نفس الشيء تماما.

اقرأوا المزيد: 650 كلمة
عرض أقل
المغنية ديكلا ( Dikla | דיקלה facebook)
المغنية ديكلا ( Dikla | דיקלה facebook)

المغنية الإسرائيلية التي تغني البوب البريطاني بلكنة عربية

حين غنّت ديكلا بالإنجليزية بلكنة عربية، فهي لا تتوجه إلى الشرق الأوسط وإنما توضح ماذا تختار أن تأخذ من أوروبا وماذا من هنا، وكيف نشأ شيء جديد من جميع هذه الاختيارات

أية مشكلة لدى الإسرائيليين مع الإنجليزية؟ الذي يعرف الحديث بالإنجليزية دون التخلي عن جواز سفره الإسرائيلي، سيحظى هنا بحياة طويلة، أو على الأقل ببعض الفترات في رئاسة الحكومة. إنّ عطش إسرائيل، والكثير من الإسرائيليين، في أن يُعتبروا جزءًا من الغرب يمر عبر اللغة الإنجليزية، التي يجب أن تكون مصقولة وخالية من أي رائحة إسرائيلية. ومن لم تنجح؟ حسنًا، سيكون حكمها كحكم دافيد ليفي (وزير الخارجية الإسرائيلي سابقًا، الذي لم يكن موهوبا بالإنكليزية على مستوى عال وأصبح هدفا للسخرية في إسرائيل). فماذا لو كانت تلك الإنجليزية المصقولة تخدمنا، في رحلاتنا إلى الولايات المتحدة، كي نرفض إلى الأبد خيار أن يكون سلام في يوم ما هنا؟ فماذا لو صقلناها فقط من أجل إلقاء الخطابات عن داعش، إيران، الهولوكوست ومؤخرا الإيبولا. إنّ الإنجليزية المصقولة هي أداة ممتازة للتخويف، وغيابها وصمة عار. بعد كل ذلك، كيف يمكن أن تكون إسرائيليا دون أن تخيف؟ بعد كل ذلك، كيف يمكن أن تكون إسرائيليا دون أن تشعر بالازدراء العميق للثقافة العربية؟ في الثقافة السائدة هذا مستحيل. وهو يعادل الخيانة.

مقابل كل ذلك، تطلق ديكلا أغنية واحدة من أسطوانتها الجديدة التي ستصدر قريبًا، وهو أداؤها لأغنية Here Comes the Rain Again لـ “یوریتمیکس”، وقد غنّت بالإنجليزية ولكن بلكنة عربية، والتي هي ناعمة تماما بحيث لا يمكن إلا الاستسلام لها. اللكنة العربية التي لا نسمعها هنا، حيث أصبحت هذه اللغة هي فقط لغة العدوّ. وبصوت ديكلا، فإنّ غناء الإنجليزية بالعربية هو أبعد من غناء الإنجليزية بالعبرية، لأنّه ليس هناك أي جهد في الأولى. في الأولى ليست هناك ذات الثقة العسكرية، التي أصبحت لغة رسمية في إسرائيل.

لا توجّه ديكلا لكنتها إلى ما وراء البحر وتريد أن تكون هناك، لا تحاول أن تزيل أية دلالة على الشرق الأوسط، عن عربيتها التي تُنفَ في أي وقت. تؤكد ديكلا في مقابلاتها على التنوع الموسيقى الذي نشأت فيه، والذي هو جزء من أعمالها، ولكن إدخال اللكنة العربية من خلال الإنجليزية فهذه خطوة إضافية. وهو مختلف عن القول إنّ “هنا ليس أوروبا” كما فعلت مغنيات إسرائيليات مشهورات أخريات. لا تحتاج ديكلا أن تقول ذلك، فاللكنة تكفي لتوضيح بأنّ عنصر الشغف ليس هو الثقافة الأوروبية. وليس في هذا ما يعني شطب الجمال القائم في الغرب، ولكن تحديد ماذا يؤخذ من هناك وماذا يؤخذ من هنا. وكيف نشأ من جميع هذه الاختيارات شيء جديد.

إنّ عربية Here Comes the Rain Again من فم ديكلا تمرّ من خلال نوع من آلات الكمان العربية والأداء العربي، ولكن هذه جميعها تسقط أمام صوتها وإنجليزيّتها العربية تلك، والتي تسعى إلى أن يتمّ غناؤها. ومن المشكوك فيه إلى أي مدى يمكن سماعها أيضًا في البلدان العربيّة، والتي تقام فيها أيضًا جهود سامية، من جهة من يغني بالإنجليزية لشطب العربية، المجيء للغرب مع إنجليزية خالية من أي تأثر بالمكان العربي الذي قدمتَ منه.

وبخلاف الأداءات العربية المختلفة للأغاني الأوروبية الشهيرة، لا تجعل ديكلا الأغنية عربية عن طريق الأدوات العربية، مثلما فعلت نتاشا أطلس حين غنت I Put a Spell on You مع الدربكات التي ترافقها، وكذلك ليس بالشكل الذي غنت فيه روتيم شافي أغنية “كارما بوليس” لـ “راديوهاد” ومزجت فيها العربية وصيحات “يا لله”. تطلب ديكلا منا أن نغنيها مثلما تسمع طفلة عربية لينوكس فتغني لينوكس، عندما تسمعها في غرفتها وتشغل الأغنية التي أحبتها مرة تلوَ الأخرى. إنها تطلب منا أن نغني إنجليزية عربية، ولكن كيف نغني إنجليزية عربية؟ من أين ستخرج من حناجرنا تلك اللكنة التي عملنا كثيرا على إزالتها؟ كيف يمكن اعتماد لكنة أصبحت سيئة السمعة؟

لن تكون هناك مشكلة لجاراتي في يافا أن يغنين مع ديكلا، أيضًا من لا تزال العربية هي اللغة التي ينطق بها في منزلها لن تجد صعوبة في الغناء معها، أن تفهم الأحرف الساكنة، وأن تستسلم للسلم الذي تغني فيه. عندما نسمع ديكلا، التي تختار أن تغني بالإنجليزية العربية، ولا نستطيع الغناء معها، ولكن فقط مع لينوكس التي نشأنا عليها، فإنّنا ندرك كم خسرنا. كم هو كبير الفقر الذي حكمت به علينا دولة إسرائيل في طريقها إلى “اليهودي الجديد”، وبعد ذلك إلى الشرق الأوسط الجديد، والذي قد سقط منذ ذلك الحين، الأمر الذي أثار استياء جميع المحلّلين، والذين لم يرغبوا مرة واحدة في أن يكونوا هنا حقّا.

تغيّر ديكلا الاتجاه الذي ينبغي أن تكون الأنظار متّجهة إليه في الخارطة، ولكن دون أن تلغي المنظور الذي يُستخدم للنظر فيما وراء البحار ولاكتشاف الكنوز. ودون النسيان للحظة بأنّها هنا، في الشرق الأوسط، في البلاد التي تعاني من انفصام عميق في الشخصية، فقط لأنها تؤكد على أن تكون الهوية موحدة. لا ينبع انفصام الشخصية الإسرائيلي من كثرة الهويات وإنما من إزالتها، من الطلب الإسرائيلي بالانتماء إلى المعسكر الأوسع، بأن تكون مثل الجميع، أن تكون إسرائيليا.

في أغنية “ذاكرة مضحكة”، تحكي فيكي شيران بأنّ والدها قد اعتاد على الجلوس في الشرفة مع الترانزستور والاستماع إليه فقط مع سماعاته التي كان سلكها قصيرا ويخنق حنجرته، ولكنه لم يكن يستطيع إلا الاستماع من خلالها. لأن والدها استمع بالعربية؛ الأخبار والموسيقى، وقد قرأ وكتب أيضا – والعياذ بالله – بالعربية بل وادعى أنّه يملك العربية الفصحى، ممّا جعلها تعتبره مجنونا. “منذ متى يوجد للعرب لغة فصحى سوى يا حبيبي إي إي إي/ نصف ساعة يا حبيبي في الحنجرة”، هكذا تسأل شيران والدها، والذي اعتادت على السخرية منه مع أصدقائها. ولكن في نهاية الأغنية، بعد أن تكشف عن شجار مؤلم بين والدها ووالدتها حول العربية، شجار فيه “صرخت باتجاهه بشيء ما بالفرنسية (والذي بدا وكأنه “تلك مشكلتك”)، اعترفت شيران بخطئها وكتبت: “من كان يصدق، أمي، اليوم/ ستكون هي مشكلتي حقا”.

بكلمات أخرى، من يريد غناء أداء ديكلا الجديد معها، يجب عليه أن يبدأ يتمرّن على الإنجليزية العربية، أن يتدرّب على السكون، وإلا فإن غاية ما سيستطيع غناءه هو لينوكس على خلفية ديكلا.

نشر هذا المقال لأول مرة في موقع “هآرتس

اقرأوا المزيد: 878 كلمة
عرض أقل