اللاجئون السوريون

“درب الهروب”.. وثائقي إسرائيلي عن اللاجئين السوريين

لاجئون سوريون في اليونان (AFP)
لاجئون سوريون في اليونان (AFP)

ألقى مسلسل وثائقي إسرائيلي الضوء على حياة اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى اليونان وألمانيا.. حلم العثور على حياة أفضل خارج نيران الحرب السورية تحوّل بالنسبة لكثيرين إلى صراع بقاء وكابوس

15 ديسمبر 2018 | 10:13

بثت هيئة البث الإسرائيلي، مكان، هذا الأسبوع، سلسة حلقات تروي قصة اللاجئين السوريين الذين تركوا بلادهم إبان الحرب الأهلية، واتجهوا نحو أوروبا بحثا عن واقع آمن ومستقبل أفضل. وتتناول حلقات المسلسل المسمى “درب الهروب”، والتي صوّرت في اليونان وألمانيا معاناة اللاجئين في مخيمات اللجوء، وتهديد العودة إلى الوطن الذي تركوه بحثا عن حياة شريفة وآمنة.

فركزت الحلقة الأولى والثانية على وضع اللاجئين في اليونان، في مخيم اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية، وآخر بالقرب من سلانيك، وروى هناك اللاجئون عن الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها منذ وصولهم إلى هذه المخيمات من تركيا. فمن ظن أنه وصل إلى “محطة عبور” من أجل العبور إلى دول أوروبية ثانية، اكتشف حقيقة صعبة، فظل عالقا في هذه المخيمات يعاني ظروف حياتية قاسية، في بعض الأحيان أكثر من وطنه الذي غادره. والأصعب أن مصيرهم ما زال مجهولا ومهددا بالرجوع بعد أن تنهي منظمات العون الدولية مهامها الإنسانية هناك.

وفي الحلقة الثانية، سلط الضوء على مصير الأطفال السوريين في هذه المخيمات، وفقدان ملايين الأطفال الطفولة الآمنة. فجاء أن نحو 2.6 مليون طفل سوري تحوّلوا إلى لاجئين في أعقاب الحرب الدامية، ونحو 1.7 مليون موجودون خارج إي إطار تربوي. وروى أولياء أمور لاجئون ونشطاء مطلعون على أوضاع الأطفال لمعدي التقرير الإسرائيليين أن مستقبل الأطفال مجهول على ضوء السياسات القاسية التي تنتهجها دول أوروبا بخصوص الهجرة. وتحدث التقرير عن مدرسة في اليونان يتطوع فيها إسرائيليون، تقدم حصص تعليمية للأطفال اللاجئين.

أما الحلقة الثالثة من التقرير المتلفز، فانتقلت إلى ألمانيا، حيث تحطم أمل كثيرين من اللاجئين السوريين بالعثور على حياة شريفة. فسلطت الحلقة على الجوانب المظلمة لحياة اللاجئين السوريين في ألمانيا، فجاء في التقرير أن بعضهم، خاصة الشباب، يضطرون إلى العمل في الدعارة من أجل توفير لقمة العيش، وغيرهم وجدوا أنفسهم خارج مخيمات اللجوء يعشون في الشوارع. وحتى اللاجئين الذين اعترفت بحقهم ألمانيا، يعانون حياة قاسية في ظل تغيّر سياسة الهجرة في ألمانيا، التي تحولت من سياسة مرحبة باللاجئين إلى سياسة تشجعهم على العودة ومغادرة ألمانيا، عدا عن العنصرية التي يواجهونها من فئات في المجتمع الألماني.

وخلافا للحلقة الثالثة التي روت عن الأحلام التي بددتها مخيمات اللجوء ودول أوروبا التي غلقت أبوابها في وجه اللاجئين، تحدثت الحلقة الرابعة عن قصص نجاح للاجئين سوريين في ألمانيا، خاصة في مجالات لم يكونوا يحلمون بتحقيقها في سوريا. واحدة منها قصة لاجئ سوري فرّ من بلاده بعد أن استدعاه جيش الأسد للخدمة، وأصبح “دي جي” معروفا في ألمانيا، يرقص الألمانيين على وقع الألحان العربية المدموجة بالأجنبية. وقصة أخرى عن لاجئ سوري يشارك في عروض للرقص الشرقي في نادٍ للرقص، والملفت أن شريكته في الرقص هي إسرائيلية متحولة جنسيا. وختمت الحلقة بقصة سورية محجبة وجدت السلوان من مشقات اللجوء بدروس اليوجا، فأصبحت أول معلمة عربية لتمارين اليوغا في ألمانيا.

اقرأوا المزيد: 420 كلمة
عرض أقل

إسرائيلية تنقذ أطفالا فروا من براثن داعش

ليسا ميارا (لقطة شاشة)
ليسا ميارا (لقطة شاشة)

تعيش ليسا ميارا في شمال العراق، وأقامت في هذه المنطقة مركزا علاجيا خاصا يساعد الأطفال الناجين من براثن داعش ويعانون من اضطراب ما بعد الصدمة

25 نوفمبر 2018 | 12:56

منذ السنوات الماضية، تقضي ليسا ميارا، إسرائيلية عمرها 56 عاما، معظم وقتها في كردستان، وتقدم علاجا للأطفال الناجين من براثن داعش ومن سوريا، في مركز علاجي خاص أقامته بالقرب من مخيم اللاجئين شاريا. عان ابن ميارا من صدمة بعد أن تورط في مشكلة مع إرهابيين أثناء خدمته العسكرية. في ظل تجربتها الشخصية، افتتحت جمعية تدعى “Springs of hope” لمساعدة المتضررين من الأعمال العدائية.

في عام 2015، شاركت في زيارة مجموعاتية إلى القرى اليزيدية المحتلة في شمال العراق، التي أعلنت الأمم المتحدة عنها بأنها منطقة تعاني من الإبادة الجماعية”، قالت مؤخرا ميارا لموقع MAKO‏. وصلنا إلى هذه القرى بعد نحو سنة من الاحتلال العنيف لكردستان على أيدي داعش. أثرت هذه التجربة كثيرا فيّ، وغيّرت وجهة نظري بشأن المعاناة مقارنة بما عرفته سابقا”.

تحدثت ميارا عن المشاهد الرهيبة التي شاهدتها أثناء زياراتها، قائلة: “ذكرتني التجارب التي مر بها اليزيديون باليهود في معسكرات الإبادة”. ظلت المشاهد التي رأيتها في معسكرات اللاجئين تراودني حتى عندما عدت إلى إسرائيل، لهذا قررت تقديم المساعدة، واستطاعت ميارا بواسطة جواز السفر البريطاني الذي بحوزتها العودة إلى تلك المناطق. تنقلت بين الأشخاص، وجلست معهم في الخيم، سمعت قصصهم، منحتهم الدفء والحنان، ساعدتهم على العثور على ملابس جديدة، وتحضير الطعام، وغير ذلك.

بعد أن كانت ميارا تزور المخيم كثيرا، قررت أن تستأجر منزلا قريبا من المخيم، وأن تقيم مركزا علاجيا، وتنقل مركز جمعية “Springs of hope” أيضا. في البداية، قدمت ميارا مساعدة للنساء فقط، ولكن بعد نحو سنة حصلت على قطعة أرض من الحكومة، فأقامت في السنة الماضية مركزا علاجيا للأطفال، يتضمن ثلاثة مبان فيها مطابخ، غرف علاج نفسي وطبي، صفوف موسيقى، فن، إنجليزي، حاسوب وألعاب، ملاعب كرة قدم، ساحات، وغيرها.

في المركز الجديد، تقدم ميارا و 14 يزيديا علاجا يوميا لمئتي طفل نجوا من براثن داعش، بعد أن نجحوا في الفرار بعد أن تم بيعهم أو نجوا بطرق أخرى. وفق أقوالها، يصل إليها الأطفال وهم بحالة خطيرة جدا. “يعاني الأطفال من صدمة، ويعاني جزء منهم من فزع، وخوف لا يوصفان. يصل الأطفال إلى المخيم بعد أن تم خطفهم فجأة بشكل خطير، وبعد أن شهد جزء منهم مقتل أقربائهم وأبناء قراهم”.

يحاول المركز أن يعرّف الأطفال على عالم آخر من العالم الذي عرفوه حتى الآن. “نريد أن نقدم للأطفال تجربة إيجابية، ونمنحهم الهدوء. أن نقدم لهم المزيد مما بقي لهم من مرحلة الطفولة”، قالت ميارا، التي ما زالت تجند الأموال لتوسيع النشاطات في هذه الفترة.

اقرأوا المزيد: 370 كلمة
عرض أقل
التلاميذ في المدرسة (Facebook)
التلاميذ في المدرسة (Facebook)

“عندما قلت أنا من إسرائيل سادت حالة من الدهشة”

شبان يهود وعرب إسرائيليون يقيمون مدرسة للاجئين السوريين في اليونان.. "أثبتنا أنه يمكننا التعاون معا دون الاهتمام بالديانة والقومية"

في كانون الأول 2016، عندما سقطت البلدة السورية حلب في أيدي نظام بشار الأسد، بعد أربعة سنوات من القتال بينه وبين قوات الثوار، جلست مجموعة من الشبان الإسرائيليين، يهودا وعربا، وفكرت كيف يمكن أن تساعد مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى الهرب.

ففي حين كان الموضوع لدى معظم الأشخاص مصدر قلق عند التحدث عنه فحسب، قرر هؤلاء الشبان بعد أن شاهدوا الصور المفزعة من حلب أن عليهم العمل. نجح شبان من حركتين شبيبتين يهودية وعربية مستخدمين ذكائهم، قوتهم وطموحهم اللامتناهي، في القيام بعمل إنساني عالمي.

في الفترة الأخيرة التقينا ثلاثة شبان منهم. روني هوس، ابنة 24 عاما، من قرية مناحيم، عضوة في لجنة البالغين في حركة الشبان الإسرائيليين الاشتراكية “هشومير هتسعير” التي تدفع نشاطات تربوية في البلاد والعالم؛ يوسف قدح، ابن 33 عاما من قرية كفر مندا، مدير مجال الإرشاد في منظمة “أجيال”، وهي حركة شبابية علمانية عربية تابعة لحركة “هشومير هتسعير”؛ وإهداء حندقلو، ابنة 21 عاما من قرية جث، تعمل مركّزة بعثة منظمة “أجيال” إلى اليونان ومسؤولة عن تجنيد التبرعات. تعمل كلا الحركتين معا في أطر تربوية مختلفة ولديها مبادئ مشتركة.

يوسف أهداء وروني (تصوير: المصدر)

“عندما بدأت تصل صور من حلب، فكّرنا أننا جزء من حركة تضم تربويين ولدينا أطر تربوية كثيرة. وبعد أن تقدمت الفكرة، تواصلنا مع منظمة أجيال وكان من الواضح لنا أن علينا العمل معا”، قالت روني.

بمساعدة أشخاص كثيرين يؤمنون مثل نشطاء كلا الحركتين، ولديهم قيم إنسانية شبيهة، يحبون مساعدة الآخرين، وبفضل تعاون الجمهور الإسرائيلي، أقامت حركتا “أجيال” و”هشومير هتسعير” بالتعاون مع منظمة “يسرا- إيد”، “مدرسة عالمية من أجل السلام”، وهي مدرسة للاجئين الذين يعيشون في مخيّمات اللاجئين في الجزيرة اليونانية لسبوس. بعد أن بدأت تتبلور الفكرة لفتح مركز مساعدة للاجئين في الجزيرة، تواصل ممثلو الحركتين مع عدد من المنظمات الإنسانية وسافروا إلى الجزيرة للتعرف عن كثب إلى احتياجات اللاجئين فيها.

الناشطون يبنون المدرسة (Facebook)

بسبب قرب الجزيرة من شواطئ تركيا، تستوعب الجزيرة عددا كبيرا من اللاجئين. هناك في الجزيرة مخيمان للاجئين، يعيش فيهما نحو 9.000 لاجئ من سوريا، إيران، أفغانستان، الكونغو وغيرها، أي ضعفي عدد الأشخاص الذي يمكن أن يعيشوا في المخيمين. فهناك مخيم “كارا تيبي للاجئين” (Kara Tepe) الذي تديره الحكومة اليونانية والمعد للعائلات والنساء، والآخر هو مخيم “موريا” (Moria)، الخاضع للجيش والمعد للرجال.

بعد أن زار النشطاء الإسرائيليون مخيّمات اللاجئين وتعرفوا إليها، قرروا أنهم يريدون إقامة مركز جماهيري ليكون مركز نشاطات وعمل للهؤلاء اللاجئين، الذين مروا بظروف صعبة عند اجتياز الحدود من تركيا وبعد أن هربوا إلى اليونان.

لهذا قرر نشطاء “هشومير هتسعير” و”أجيال” الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي والتوجه إلى الإسرائيليين من خلال حملة تمويل جماعي لإقامة مدرسة للأطفال والشبان من مخيّمات اللاجئين في جزيرة لسبوس. استجاب الإسرائيليون سريعا، يهودا وعربا على حدٍّ سواء، وتبرعوا لتحقيق الهدف الهام. بعد حملة إضافية لجمع الأموال، أقيمت في شهر نيسان 2017 مدرسة مميزة، وبدأت تستوعب الأطفال اللاجئين في الجزيرة. وأدرك أعضاء كلا الحركتين أن عليهم الحصول على مصادر تمويل ثابتة لهذا بدأوا بحملة جمع الأموال من المتبرعين الأمريكيين.

مكتبة المدرسة (Facebook)

في البداية، أقيم صفان، أحدهما للطلاب العرب والآخر للأفغانستيين، ومع مرور الوقت بعد تقدم المشروع ونجاحه، ازداد عدد الطلاب، الصفوف والمعلمين. تعمل في المدرسة الآن ثمانية صفوف تعليمية، موزعة وفق جيل الطلاب وأصلهم، وفي كل منها يتعلم الأطفال بلغة الأم: 3 صفوف عربية (معظم الطلاب فيها من سوريا)، صفان للطلاب الأفغانستان، وصفان للأكراد، وصف للطلاب من جمهورية الكونغو. طاقم المعلمين مؤلف من لاجئين من جاليات مختلفة، عمل جزء منهم في مجال التدريس وتلقى جزء آخر تدريبا مهنيا من نشطاء الحركتين.

في كل الصفوف التعليمية يتعلم الطلاب أربعة مواضيع ثابتة: لغة الأم، الإنجليزية، الرياضيات والفن. إضافة إلى ذلك، تُجرى في المدرسة دورات ونشاطات إثراء للطلاب وأيام تأهيل أسبوعية للمعلمين. “يحظى التدريس بلغة الأم بأهمية كبيرة لدى الأطفال”، قالت روني لافتة إلى أن “هذه هي المرة الأخيرة التي سيتعلم فيها الطلاب بلغة الأم من قبل معلمين يتحدثون لغتهم الأم أيضا”. وأوضحت أن أبحاث كثيرة تشير إلى أهمية تطوير لغة الأم وتعزيزها لدى الأطفال وإلى قدرتهم في تعلم مواضيع جديدة في المستقبَل. إضافة إلى ذلك، “من الهام أن يتعلم الطلاب بلغتهم الأم ما يساعد على بناء هويتهم الأصلية، ويمنع إنكارهم لها”، أشارت روني.

درس اللغة الإنجليزية لمدرسي المدارس (Facebook)

وكما هي الحال في كل مرة تقام فيها مدرسة وتجرى فيها نشاطات فقد كانت هناك صعوبات وتحديات. “بدأنا بفرش سجادة صغيرة على الأرض وأجرينا بعض النشاطات الإبداعية ولاحظنا أن الأطفال بدأوا يشاركون”، قال يوسف. “من ثم تقدمنا وبدأنا بتطوير المدرسة، والاهتمام بتقديم تربية جيدة تلبي احتياجات الأطفال، وتسمح لهم بالتحدث عن مشاعرهم الصعبة التي مروا بها والتعبير عنها”. وأعرب يوسف أنه خلال اللقاءات الإرشادية التي أجريت للمعلمين، لاحظوا أن المعلمين يحتاجون إلى من يصغي إليهم فعرفوا أن عليهم الاهتمام بالجانب العاطفي لدى المعلمين، الذين كانوا لاجئين بعد الحرب بعد أن اضطروا إلى الهروب أيضا.

قال الشبان الثلاثة إن اللقاء بين الثقافات المختلفة أثار تحديات كثيرة، وإن أعضاء الحركتين الشبيبتين اضطروا إلى تعلم العقليات المختلفة بين المجموعات والتعامل مع القضايا التي واجهوها، إذ إن طرق التدريس تختلف بين المجموعات. مثلا، كانت هناك مشكلة وهي أن بعض المعلمين أرادوا أن يفرضون عقابا جسمانيا على الطلاب. “في يوم من الأيام، دخل معلم وهو يحمل عصا لاستعراض قوته”، قال يوسف. “أوضحنا أننا نحظر استخدام العقاب الجسماني في المدرسة”، قالت روني. “كان هناك معلمون احتجوا على هذا التوجه، معربين أن العقاب طريقة متبعة في بلدانهم. عندها دار جدال مثير للاهتمام بسبب تعدد الثقافات”، وفق أقوالها.

درس الفن (Facebook)

كما وتحدث النشطاء عن حالات استفزاز وعنف حدثت بين اللاجئين من بلدان مختلفة، لافتين إلى أنهم واجهوها مطوّرين برنامجا قياديا لدفع الشبان قدما، ونقل رسالة حول أهمية التعايش. “تعلمنا كيف نتعرف إلى نقاط القوّة للتغلب على الفوارق والتقريب بين الثقافات. وتحدثنا على القضايا المشتركة حتى وإن كانت حساسة، فجميع الطلاب كانوا لاجئين بعد أن فروا من الحرب”، قال يوسف.

لقد ظهر تعدد الثقافات في تعامل اللاجئين مع المبادرين إلى إقامة المدرسة. “أعضاء حركة ‘أجيال’ هم الوحيدون الذين تحدثوا بلغة اللاجئين”، قال يوسف مضيفا: “كان وجود أعضاء هذه الحركة هام جدا وساعد على التواصل بيننا وبين الأطفال من ناحية فكرية وثفافية”. قالت أهداء في هذا السياق: “شعر الأطفال في المدرسة أنه يمكنهم التحدث مع نشطاء أجيال باللغة العربية”. مع ذلك، هناك من أعرب عن دهشته: “كان لديهم شك أننا متعاونون، عرب نعيش في إسرائيل مع اليهود. سُئلنا عن الحياة عامة والحياة السياسية في إسرائيل”, قالت إهداء.

أطفال يلعبون في فناء المدرسة (Facebook)

كيف استقبل اللاجئون الإسرائيليين في لسبوس؟ “دُهش اللاجئون عندما قلت إنني من إسرائيل. ولكن بما أننا عملنا معا (عربا ويهودا) أثبتنا قوة هائلة. وأعربنا أنه رغم أن الواقع معقد، لكن يمكن أن نعيش معا، وأكدت أني أقف اليوم هنا إلى جانب أهداء ونتعاون معا”، قالت روني. “عرضنا مثالا شخصيا يوضح كيف يمكن التعايش معا رغم كل الأمور والسيناريوهات. وأكدنا أهمية التعاون وأثبتنا أنه يمكن تحقيقه معا سعيا لاحترام الفرد، دون الاهتمام بالديانات والقوميات المختلفة”، قال يوسف.

نشاط في ساحة المدرسة (Facebook)

“كانت هويتنا الإسرائيلية واضحة كل الوقت”، قالت روني. “حرصنا على التأكيد على النواحي الإنسانية المركّبة مشيرين إلى أننا بشر وهدفنا هو لقاء أشخاص آخرين. عرف الجميع أن هناك إسرائيليين في لسبوس وتقبلوا هذه الحقيقة”. وفق أقوالهم، شكلت المدرسة أساسا قويا لكلا الحركتين، ومثلت إقامتها تجربة ناجحة لبناء نموذج التعاون. “أصبح الأطفال يعانقونني ويخبرونني أنهم يريدون البقاء في المدرسة، وألا يعودوا إلى المخيم”، قالت إهداء فخورة.

يمكن التواصل مع القائمون على المشروع عبر البريد الإلكتروني:

[email protected]

اقرأوا المزيد: 1105 كلمة
عرض أقل
الطفل السوري (تصوير: شركة "جيشر أفيري")
الطفل السوري (تصوير: شركة "جيشر أفيري")

رضيع سوري يُنقل إلى إسرائيل للخضوع لعملية جراحية طارئة

أنقذت عملية عاجلة في مستشفى إسرائيلي حياة طفل سوري شُخّص بأنه يعاني عيبا خلقيا في قلبه

نُقل طفل حديث الولادة وابن والدين لاجئين سوريين كان قد وُلد في قبرص إلى مستشفى في إسرائيل للخضوع لعملية طارئة، لأنه يعاني عيبا خلقيا في قلبه.

بعد بضع ساعات من ولادته، شُخّص طفل صغير أنه يعاني من عيب نادر في القلب، وعلم الأطباء في مستشفى في قبرص أن عملية معقّدة فقط يمكنها أن تنقذ حياته. لهذا سرعان ما توجهت وزارة الصحة في قبرص إلى سفير إسرائيل في الجزيرة، سامي ربال، للمساعدة على نقل الطفل إلى إسرائيل لإجراء عملية طارئة له.

بعد أن تلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية موافقة وزير الداخلية على وصول الطفل بشكل طارئ إلى إسرائيل، نُقِل الطفل عبر رحلة جوية خاصة إلى مستشفى “شيبا” في مدينة رامات غان، برفقة والده. قامت شركة “جيشر أفيري” المتخصصة في الرحلات الجوية الطبية بنقل الطفل ووالده جوا إلى إسرائيل، بينما كان يرافقه طاقم طبي، وعند هبوطه في إسرائيل نُقل الطفل إلى المستشفى ودخل وحدة العناية المكثفة، ومن ثم نقل إلى غرفة العلميات.

تحدثت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن رضاها عن التعاون السريع بين كل الجهات، وعن الاستجابة لطلب قبرص، وإنقاذ حياة الطفل بفضل الجهود المشتركة.

نقل الطفل جوا إلى إسرائيل (تصوير: شركة “جيشر أفيري”)
اقرأوا المزيد: 168 كلمة
عرض أقل
الأمير حسين.. جيل المستقبل في المملكة الهاشمية (Guy Arama/المصدر)
الأمير حسين.. جيل المستقبل في المملكة الهاشمية (Guy Arama/المصدر)

الحسين بن عبد الله.. في الوقت الراهن ملك الإنستجرام

بدأ يظهر الأمير حسين أكثر فأكثر بين الجمهور، وهو يمثل جيل المستقبل في المملكة الهاشمية، ويربط مصيره بمصير الشبان الأردنيين من خلال شبكات التواصل الاجتماعية وهواياته المختلفة

في المملكة الأردنية الهاشمية الواقعة شرق إسرائيل، تحدث تغييرات سياسية على مدى الأجيال، تكون بنيوية غالبا. منذ 18عاما كان الملك عبد الله الثاني (55 عاما والذي توج ملكا في ال-7 من شباط 1999) يناضل من أجل الحفاظ على صمود مملكته الصغيرة اقتصاديا، عسكريا، وسياسيا.

لهذا الغرض قرر الملك تجنيد ابنه حسين (23 عاما) بدءا من عام 2015 لحماية مصالح المملكة العديدة في المنطقة؛ عربيا – مواجهة تحديات الإرهاب وقضايا اللاجئين السوريين والعراقيين، ودوليا – الحفاظ على شرعية المملكة الهاشمية بصفتها المسؤولة الرئيسية عن الأماكن المقدّسة في القدس الشرقية، وعلى صمودها الاقتصادي.

ويبدو أن الملك قد فهم أن عليه أن يعد ولي العهد في أقرب وقت ممكن لأي سيناريو قد يحدث في الشرق الأوسط المتقلب، لهذا بدأ ابنه يرافقه في كل اجتماعات العمل تقريبا في الأردن – الاجتماعات بين القبائل الأردنية وبين أصحاب الأعمال التجارية الفلسطينيين الكبار في المملكة وكذلك في اللقاءات مع زعماء الدول العربيّة القوية والقوى العظمى في أوروبا والولايات المتحدة.

خطابه المميز: باسم المملكة الهاشمية والجيل الشاب

عندما كان عمره 23 عاما فقط، ألقى حسين الشاب، خطابا في أيلول الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته ممثلا للأردن.

كرس معظم خطابه، باللغة الإنجليزية الممتازة، لمناشدة جيل الشباب، الذي هو جزء منه، بألا يخشى من التعبير عن أفكاره وشن الثورة: “يُوصف الشبان غالبًا بأنهم يحلمون، ولكننا نعلم أن كل خطة تبدأ بالحلم دائما. لا تعد المثالية مفهوما سخيفا”، قال الأمير.

واستطرد خطابه منتقدا: “ماذا يمكن أن نقول عن الإنسانية إذا بُذر مبلغ 1.7 تريليون دولار في العام الماضي لشراء الأسلحة فقط، ولكن لم يُنقل مبلغ شبيه من الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم مثل الأردن؟ ليست هناك إجابات مُقنعة”.

تخرج ولي العهد الحسين من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، ويبدو أن تقدمه في العمل بدأ يكتسب زخما. فمنذ عام 2015، ألقى خطابا في الأمم المتحدة في إطار جلسة مجلس الأمن التي ترأسها وتناولت دور الشباب في صنع السلام، حل النزاعات، ومحاربة الإرهاب.

ومنذ ذلك الحين، يبدو أنه يلعب دورا أبرز في النشاطات السياسية، وهو يقيم بدعم والده علاقات واسعة مع قادة الدول العربية الأكثر نفوذا في هذه الأيام. فهو يرافق والده في كل مناسبة أو سفرة عمل تقريبا، ويخطط الملك إلى أن يلقي ولي العهد الشاب خطابات باسمه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتمثل هذه الخطوة إثباتا على تأهيله لكرسي العرش.

حسين: انستجرام، قضاء أوقات الفراغ، والقوات المسلحة

عزز الأمير بشكل ملحوظ نشاطاته في الشبكات الاجتماعية وبدأ يدير حسابا في الفيس بوك، موقعا على الإنترنت يحمل اسمه، حساب تويتر، وحساب إنستجرام (لديه أكثر من 1.2 مليون متابع)، وهو يشارك مقاطع من حياته الشخصية.

يمكن أن تشهد نظرة سريعة على الصور التي يرفعها على حسابه الانستجرام على اهتمامه في العديد من المجالات المثيرة.

الهدف المنشود هو جعله أقرب من الشبان الأردنيين ليتمكن من تمثيلهم وفهم مشاكلهم الحقيقية. خلافا للأنظمة العربية الأخرى، أدرك الملك عبد الله أنه إذا كان يريد الحفاظ على المملكة، فعليه الاستماع إلى الشبان الأردنيين وهنا يلعب ولي العهد الحسين، دورا هاما.

مع سلمى Jamming with Salma

A post shared by Al Hussein bin Abdullah II (@alhusseinjo) on

مؤخرا، رفع الأمير الشاب مقطع فيديو يظهر فيه وهو يعزف الغيتارة برفقة شقيقته، سلمى. وفي صور أخرى تهدف إلى الإشارة إليه باعتباره الشخص المناسب ليصبح ملكا مع مرور الوقت، يظهر وهو يلتقي ويتحدث مع قادة العالم.

إن جماله، شبابه، حبه لوطنه، وإدمانه على رياضة التحدي وركوب الدراجات النارية، حبه للموسيقى، وقدراته العسكرية البارزة، يجذب جميعها الشبان الأردنيين.

4 أمور موجزة لم تعرفوها عن وريث العرش، الحسين:

 

أكمل الأمير تدريبا عسكريا لتشغيل طائرة هليكوبتر عسكرية

تخرج من جامعة جورجتاون في واشنطن في الولايات المتحدة

يحب لعب كرة القدم وهو مُشجع  لفريق كرة القدم الأردني، الفيصلي، وفريق كرة القدم الإسباني، ريال مدريد

كان يُلقب بـ “هاري بوتر” بسبب النظارات التي استخدمها في طفولته، لكنه اجتاز عملية جراحية في عام 2013 للتخلص منها

اقرأوا المزيد: 763 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور (AFP, Flash90, PR,Abdalla Al Omari)
الأسبوع في 5 صور (AFP, Flash90, PR,Abdalla Al Omari)

الأسبوع في 5 صور

فنان سوري يهجّر زعماء العالم، ونتنياهو ينضم إلى دول عربية قررت إغلاق مكتب قناة الجزيرة لديها، ومشروع ليلي فرقة غير مرغوب فيها في الأردن. اقرأوا أبرز أحداث الأسبوع

16 يونيو 2017 | 09:17

هل المخرج الوحيد لحماس من أزمة الكهرباء وأزمة العلاقات مع السلطة والعلاقات مع مصر والسعودية هو الحرب؟ هذا القرار يجب أن يتخذه يحيى السنوار الذي يقود دفة الحركة في الراهن في غزة. لكن غزة لم تتصدر لوحدها العناوين هذا الأسبوع، فكذلك قناة الجزيرة، والمرأة الخارقة، ومشروع ليلى برزوا في عناوين المواقع العربية وموقعنا. اقرأوا ال5 الأحداث الأبرز لهذا الأسبوع في 5 صور قوية:

غزة تتصدر العناوين

تصدر قطاع غزة العناوين في إسرائيل هذا الأسبوع، على شكل ملحوظ، في أعقاب أزمة الكهرباء المتفاقمة هناك، وأزمة الدولة الداعمة لحركة حماس، قطر. وقد انشغل المحللون في إسرائيل بخيارات حماس إزاء هذه التطورات التي تعصف بالحركة التي باتت ضعيفة ومعزولة. لكن الأساس هو ماذا سيفعل يحيى السنوار الذي دخل إلى منصب قائد الحركة قبل وقت قصير للخروج من هذه الأزمة؟ سيختار الحرب أم التراجع؟

يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة (AFP)
يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة (AFP)

الفنان السوري الذي هجّر زعماء العالم

نالت الأعمال الفنية للفنان السوري، عبد الله العمري، على تفاعل عالمي كبير خاصة أن أعماله تخص حالة إنسانية تهم العالم كله، وأبطالها المرة ليسوا المواطنين السوريين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا، وإنما زعماء العالم، الذين تقع عليهم مسؤولة إنقاذ اللاجئين من مناطق النزاع. شاهدوا أعمال هذا الشاب الذي وصل إلى بلجيكا لاجئا وأصبح فنانا مؤثرا:

(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)

مشروع ليلى فرقة “غير مرغوب فيها” بالأردن

قرّر الأردن، هذا الأسبوع، إلغاء حفل للفرقة اللبنانية المميزة، ربما الأفضل في العالم العربي في مجال الروك، مشروع ليلى، للمرة الثانية، على خلفية الميول الجنسي لأحد أفراد الفرقة. وجرّ القرار ردود فعل غاضبة في الأردن من قبل مشجعي الفرقة، الذين طالبوا باحترام الحرية الجنسية للأفراد. ولا يمكن تجاهل المقارنة بين الوضع في الأردن وفي إسرائيل، لا سيما أن تل أبيب استضافت في نفس الوقت مسيرة المثليين الأكبر في تاريخها.

حامد سينو (فيس بوك مشروع ليلى)
حامد سينو (فيس بوك مشروع ليلى)

نتنياهو ضد قناة الجزيرة

أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلي، بصورة شخصية، هذا الأسبوع، إلى الجهات المعنية، بدراسة إمكانية إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في إسرائيل، تحديدا في القدس الغربية، على خلفية التحريض الذي تنشره القناة على وسائلها ضد إسرائيل، حسبما قال ديوان نتنياهو. وما دفع نتنياهو إلى هذا القرار هو خطوات مشابهة اتخذت من عواصم عربية أغلقت قناة الجزيرة، وطردت طاقمها، بتهمة دعم الإرهاب والتحريض.

نتنياهو يسعى إلى إغلاق مكتب قناة الجزيرة في إسرائيل (AFP/Hadas Parush/Flash90)
نتنياهو يسعى إلى إغلاق مكتب قناة الجزيرة في إسرائيل (AFP/Hadas Parush/Flash90)

“المرأة الخارقة” تخيف العرب؟

“يبدو أنّ اختيار العرب لما يقاطعونه وما لا يقاطعونه عشوائي، ولا يحكمه أي منطق”، هذا ما كتبته الصحفية في موقع “المصدر”، هداس هاروش، في أعقاب إعلان دول عربية منع عرض فيلم “وندر وومان” الأمريكي في الصالات لديها، مثل لبنان، لمشاركة ممثلة إسرائيلية فيه. اقرأوا مقالة الرأي الكاملة على الرابط

الممثلة الإسرائيلية غال غدوت في دور وندر وومان (علاقات عامة)
الممثلة الإسرائيلية غال غدوت في دور وندر وومان (علاقات عامة)
اقرأوا المزيد: 374 كلمة
عرض أقل
  • (ABDALLA AL OMARI)
    (ABDALLA AL OMARI)
  • (ABDALLA AL OMARI)
    (ABDALLA AL OMARI)
  • (ABDALLA AL OMARI)
    (ABDALLA AL OMARI)

بالصور: فنان سوري يجعل زعماء العالم لاجئين

عثر لاجئ سوريّ على طريقة مميزة لرفع الوعي وإثارة التضامن مع اللاجئين في العالم، راسما زعماء العالم بصفتهم لاجئين ليس لديهم شيء

في عام 2011، أصبح عبد الله العمري، فنان سوري عمره 31 عاما، لاجئا. بعد نشوب الحرب في بلاده، هرب من سوريا إلى أوروبا، وفي النهاية أصبح لاجئا في بلجيكا.

محاولة منه لرفع الوعي حول ظاهرة اللاجئين، عمل العمري طيلة أكثر من عامين على ‏ “سلسلة الهشاشة” ‏‎(The Vulnerability Series)‎‏‏‎  – ‎وهي سلسلة رسومات تعرض زعماء العالم المختلفين كلاجئين مساكين عاجزين.

The Vulnerability Series (ABDALLA AL OMARI)
The Vulnerability Series (ABDALLA AL OMARI)

يمكن العثور، من بين أمور أخرى، على رسومات لرئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، وطبعا الرئيس السوري، بشّار الأسد.

(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)

كذلك، يظهر في جزء من الصور بعض الزعماء معا، في حالات مختلفة مثل  الانتظار في طابور للأكل أو الهروب الجماعي من مدينة معرضة للقذائف. في جزء من هذه الصور “يسطع  نجم” رؤساء وزعماء دول لا يشغلون منصبا حاليا، فكما ذُكر آنفا فقد استغرق إعداد سلسلة الرسومات نحو عامين، وفي هذه الأثناء تغير الكثير من زعماء دول العالم.

(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
(ABDALLA AL OMARI)
اقرأوا المزيد: 142 كلمة
عرض أقل
حملة جمع معدات للنازحين السوريين التي أقامتها حركة الشبان الإسرائيلية "الشبيبة العاملة والمتعلمة" (facebook/Noal4u)
حملة جمع معدات للنازحين السوريين التي أقامتها حركة الشبان الإسرائيلية "الشبيبة العاملة والمتعلمة" (facebook/Noal4u)

شباب إسرائيل من أجل اللاجئين السوريين

يجمع الشبان الذين لم يصبحوا في عمر 18 عاما بعد آلاف الدولارات وأطنان من المعدات من أجل الشعب السوري. لم يبقَ الشبان الإسرائيليون لا مبالين إزاء ضائقة جيرانهم

تبرع الإسرائيليون حتّى الآن بأكثر من نصف مليون دولار لمساعدة اللاجئين في سوريا، اليونان، وأوروبا، ونُقِلت كميات هائلة من المعدات إلى سوريا والأردن. ظهر عدد كبير من مبادرات مدنية في إسرائيل في السنوات الماضية لمساعدة السوريين، من بينها مبادرة المنظمة الإسرائيلية  “السوريون جيراننا.. الجار للجار” (Just Beyond our Border)، وهي مبادرة تهدف إلى نقل المعدات والمال لشراء معدات للاجئين والنازحين في داخل سوريا؛ وتُسمع صلوات جماعية من أجل السوريين. كذلك، هناك ما لا يقل عن خمس منظمات مساعدة، تتضمن متطوعين إسرائيليين كثيرين، تعمل من أجل اللاجئين حول العالم.

أحد الشبيبة الذي تجند من أجل اللاجئين السوريين هو بيني وعمره 17 عاما. في شهر كانون الأول الماضي، بعد أن شاهد صور السوريين الفظيعة، تجند لجمع التبرعات والمعدات من أجل الأطفال السوريين الذين وراء الحدود. ذُهلنا جميعا عند مشاهدة الصور الواردة من سوريا. شعرنا أنه لا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي. تبرع والدي بسيارتنا العائلية من أجل السفريات، وأصبح منزلنا مخزنا للمعدات التي نجمعها. جمعنا نحو 2500 دولار. تبرعنا بكل ما جمعناه من أجل منظمات مثل منظمة “السوريون جيراننا.. الجار للجار”، ونقلنا معدات إلى المركز الطبي زيف الذي يمكث فيه جرحى سوريّون، ومن بينهم أطفال “.

حملة جمع معدات للنازحين السوريين التي أقامتها حركة الشبان الإسرائيلية "الشبيبة العاملة والمتعلمة" (facebook/Noal4u)
حملة جمع معدات للنازحين السوريين التي أقامتها حركة الشبان الإسرائيلية “الشبيبة العاملة والمتعلمة” (facebook/Noal4u)

“أبناء مدينتك ليسوا ذوي حق الأفضلية دائمًا”، يوضح بيني قائلا: “هنا في إسرائيل تعمل حكومة، مؤسّسات الرفاه، ولكن في سوريا لا تعمل أية مؤسسة من أجل المواطنين. يموت الأشخاص في سوريا يوميا. لا يمكن المقارنة أبدا”. وأضاف “ترعرعنا على أن السوريين هم عدو، وبعد تطوعي فهمت مدى أهمية أن نعمل من أجلهم، بل على العكس، علينا أن نساعدهم لأنهم كانوا أعداؤنا”.

سمعت روني، شيرا، ويردين وهن فتيات عمرهن 17 عاما من شمال إسرائيل، في المدرسة عن الحرب التي تدور رحاها في سوريا، فقررن الانضمام إلى الجهود من أجل السوريين. قررن الانتقال بين الصفوف في المدرسة، وزعن مُغلَّفات لجمع التبرعات وأعلنّ أن كل تبرع يحظى باحترام وتقدير. فنجحن في جمع أكثر من 3000 دولار وتبرعن به لمنظمة خيرية.

مغلّفات لجمع التبرعات نشرنها فتيات في صفوف مدرستهن في شمال إسرائيل (facebook)
مغلّفات لجمع التبرعات نشرنها فتيات في صفوف مدرستهن في شمال إسرائيل (facebook)

أقامت حركة الشبان الإسرائيلية “الشبيبة العاملة والمتعلمة” ثلاث مرات في السنوات الأربع الماضية حملة جمع معدات للنازحين السوريين. في نهاية حملة التبرعات الماضية، جُمع نحو 100 طن من المعدات. يعتقد الناطق باسم الحركة أن استجابة الجمهور الكبيرة لثلاثة أسباب رئيسية: “السبب الأول هو المجتمع العربي الإسرائيلي. لاحظنا في كل حملات التبرعات أن المواطنين العرب اشتروا معدات بكميات كبيرة ونقلوها عبرنا. فهم جديرون بالاحترام. السبب الثاني هو القرب الجغرافي. من الصعب تجاهل حقيقة أن الحرب تدور رحاها في الجانب الثاني من الحدود المشتركة. السبب الثالث هو تاريخ الشعب اليهودي. لسنا قادرين على الوقوف جانبا عند رؤية هذه المشاهد”.

قال أحد الشبان من حركة شبابية شارك في حملة جمع التبرعات، عمره 16 عاما: “صنفنا الملابس، أزلنا اللاصقات عنها لإخفاء مكان الإنتاج، وضعناها في حزم، وأرسلناها إلى سوريا. شعرت أنني أشارك في عمل هام، عمل يقدس الحياة، ويساعد الأشخاص الذين يجتازون الفظائع”.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
لاجئة سورية (AFP)
لاجئة سورية (AFP)

مبادرة في شمال إسرائيل: استضافة لاجئين سوريين

سكان شمال إسرائيل يتوجهون إلى الحكومة بطلب السماح باستضافة لاجئين سوريين بشكل مؤقت: "كوننا يهودا نمد يد المساعدة للتخفيف عن معاناة الشعب السوري"

صدمت المشاهد الفظيعة لقصف الطائرات السكان المدنيين في المدينة السورية، إدلب، التي راح ضحيتها مئات السكان ومن بينهم أطفال، الكثير من الإسرائيليين. على بُعد عشرة كيلومترات من منطقة المجزة السورية، تُنظم مبادرة في الجليل الأعلى، تهدف إلى الطلب من الحكومة الإسرائيلية تقديم المساعدة، واستضافة اللاجئين السوريين إثر الحرب السورية بشكل مؤقت.

رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى، غيورا زيلتس (Facebook)
رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى، غيورا زيلتس (Facebook)

ويؤكد رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى، غيورا زيلتس، المبادر إلى المشروع أن استضافة اللاجئين السوريين ستتم بالتنسيق مع الجهات الأمنية الإسرائيلية، وبوساطة ومرافقة منظمات إنسانية تعمل لتقديم المساعدة للسوريين، لا سيما إنقاذ الأطفال.

في حديث مع طاقم هيئة تحرير “المصدر” قال زيلتس: “هذه هي المرة الثالثة التي نتوجه فيها إلى الحكومة الإسرائيلية بهدف دعم اللاجئين السوريين. نفهم جدا الصعوبات الأمنية المنوطة باستضافة لاجئين سوريين في إسرائيل. في حال كان يمكن إدخالهم إلى إسرائيل بعد الحصول على مصادقة أمنية ودبلوماسية، فإن سكان الشمال، جهات خاصة، ومؤسسات عامة، ستعمل كل ما في وسعها لاستضافة مئات العائلات التي ستصل”.

يقول رئيس المجلس إن مشاهد المجزرة بحق الأطفال السوريين أثارت صدمة كبيرة، إذ توجه إليه الكثيرون بهدف دفع مبادرة تقديم مساعدة حقيقية قدما، للسوريين الجيران ما وراء الحدود. “نحن اليهود، لا تسمح لنا قيمنا وتاريخنا أن نكون لا مبالاين إثر الواقع الجديد غير البعيد عن إسرائيل، تجاه بشر مثلنا”، أوضح زيلتس حول المبادرة.

سكان الشمال، جهات خاصة، ومؤسسات عامة، ستعمل كل ما في وسعها لاستضافة مئات العائلات السورية (Facebook)
سكان الشمال، جهات خاصة، ومؤسسات عامة، ستعمل كل ما في وسعها لاستضافة مئات العائلات السورية (Facebook)

أجرى زيلتس في الأيام الماضية محادثات مع رؤوساء سلطات قريبة من المجلس الإقليمي الجليل الأعلى، ووزراء حكومة ومن ثم قرر أن يطلب من الحكومة اتخاذ قرار شجاع، والقيام بكل ما يتطلبه الأمر لمواجهة الاقتراح من ناحية أمنية وإنسانية، ودفع استضافة عدد معين من اللاجئين السوريين في إسرائيل قدما. “سننظم من أجلهم مكان لاستضافتهم، نشاطات أوقات الفراغ والاستراحة، بهدف إعادة الأمل في قلوبهم”، قال.

اقرأوا المزيد: 259 كلمة
عرض أقل
  • 6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
    6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
  • 6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
    6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
  • 6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
    6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
  • 6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
    6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)

6 سنوات على الشرخ السوري: الحرب بالأرقام

5‏ مليون لاجئ سوريّ في العالم، ‏7‏ مليون نازح، نصف مليون قتيل، و خسائر اقتصادية باهظة: ‏689‏ مليار دولار. مرور 6 سنوات على الحرب الأهلية السورية

15 مارس 2017 | 13:04

الحرب الأهلية السورية – ‏مرت 6 سنوات ولكن لا يبدو أن هناك حلا في الأفق. إليكم بعض الحقائق التي تقشعر لها الأبدان إزاء هذه الحرب السورية التي تؤثر في السوريين، العرب، المسلمين، والعالم كافة في الحقيقة، والأفظع هو أن نهايتها لا تبدو وشيكة.

أكثر من 500000‏ قتيل

1.5‏ مليون جريح

13000‏ سجين تم إعدامهم شنقا على يد قوات النظام في سجن صيدنايا

6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)

قبل اندلاع الحرب الفظيعة عاش في سوريا ‏23‏ مليون سوريّ، وهناك اليوم ‏7‏ مليون نازح

5 مليون لاجئ يتنقلون حول العالم – 2.7 مليون يعيشون في ظل حياة فقر مدقع وظروف صعبة في تركيا

6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)

2.5 مليون لاجئ ممَن أعمارهم أقل من 18 عاما

يعيش مليون سوري تحت الحصار

80%‏ من السكان السوريين يعيشون حياة فقر مدقع

6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)

83%‏ من مناطق الدولة يسود فيها ظلام تام بسبب نقص في تزويد الكهرباء

لإعادة إعمار سوريا، على العالم أن يستثمر 180 مليار دولار

689‏ مليار دولار معدل الخسارة التي لاحقت بالاقتصاد السوري

6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)
6 سنوات على الشرخ السوري (AFP)

ورد جزء من المعطيات في هذا المقال في صحيفة “يديعوت أحرونوت”

اقرأوا المزيد: 149 كلمة
عرض أقل