القمة العربية 2014

الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية في الكويت (AFP)
الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية في الكويت (AFP)

انتهاء القمة العربية دون نتائج تذكر بعد اجتماعات متوترة

لم تبد القمة العربية التي شابتها خلافات حول الموقف من سوريا والوضع في مصر أي علامة تذكر على تحقيق تقدم عند اختتامها في الكويت

وكانت المعارضة للدعم المالي الذي تقدمه قطر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ولجماعات إسلامية متشددة تقاتل في سوريا خرجت إلى حيز العلن الشهر الماضي حينما استدعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من الدوحة.

واكتفى بيان تلاه وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله في ختام القمة التي استمرت يومين بالقول إن الدول العربية تتعهد “بالعمل بعزم لوضع حد نهائي للانقسام”.

ولم يكن واضحا على الفور ما إذا كان هذا البيان له وضع البيانات الختامية التي تصدرها عادة اجتماعات القمة العربية.

وأبلغ دبلوماسي غربي رويترز بأن “القمة لم تكن متوافقة برغم محاولات الكويت الصادقة.”

وقال الدبلوماسي “السعوديون لم يريدوا التوافق بل أرادوا اعتماد الحزم الشديد مع قطر. وكان هناك مشاكل بخصوص الإخوان المسلمين ومستقبل مصر وسوريا. وقد فعلت الكويت كل ما بوسعها لتحقيق توافق لكن السعوديين كانوا حازمين للغاية.”

واتهمت السعودية والإمارات والبحرين قطر عند سحب سفرائها قبل ثلاثة أسابيع بعدم الالتزام باتفاق يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى.

وقال مسؤولون إن الخلاف تركز على دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة الآن في مصر.

كما تختلف السعودية وقطر حول سوريا حيث تدعم كل منهما جماعات مختلفة من مقاتلي المعارضة تقاتلت أيضا فيما بينها.

وأدان البيان الختامي “المجازر والقتل الجماعي الذي ترتكبه قوات النظام السوري ضد الشعب الأعزل” وكرر دعوة الدول العربية إلى “حل سياسي للأزمة السورية بما يتفق مع إعلان جنيف 1”.

ودعا ذلك الإعلان الذي اتفقت عليه القوى الكبرى في جنيف عام 2012 إلى عملية انتقال سياسي في سوريا لكن المحادثات التي أجريت هذا العام في سويسرا بين الحكومة السورية والائتلاف الوطني المعارض بوساطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي انهارت بعد جولتين دون أن تحقق شيئا.

وقال وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح إن الدول العربية ليس لديها بديل للحل السياسي.

وقال في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عقب اختتام القمة إنه لا بد من التركيز على الحل السياسي.

وقال العربي إن القمة اتفقت على دعوة الائتلاف الوطني السوري لحضور اجتماعات القمة العربية كإجراء غير عادي.

لكن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أوضح أن العراق لا يوافق على منح الائتلاف مثل هذا الوضع. وتساءل في تصريح لرويترز “أين سيادتهم؟ أين سلطتهم؟ هم ليسوا دولة وليس لديهم حتى حكومة.”

ويرى العراق أن الحرب التي يقودها السنة على الحكومة السورية توسع نطاق العنف الذي تمارسه جماعات سنية مسلحة في أراضيه.

اقرأوا المزيد: 355 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP)

عباس يتهم إسرائيل بمحاولة التنصل من الافراج عن معتقلين

حمل عباس في كلمته أمام القمة العربية إسرائيل المسؤولية عن عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات واتهمها "بعدم جدية أو استعداد للانسحاب وصنع السلام"

اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء الحكومة الإسرائيلية بمحاولة التنصل من اتفاق يقضي بالإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين. وقال عباس في كلمة في القمة العربية المنعقدة في الكويت “خير مثال على ما نقول هو موقف الحكومة الاسرائيلية التي تحاول اليوم التنصل من تفاهم عقدته مع الإدارة الأمريكية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو.”

وينتظر الفلسطينيون أن تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من 104 معتقلين فلسطينيين بناء على تفاهم فلسطيني أمريكي إسرائيلي تم ثمانية أشهر تقريبا. وقضى التفاهم بأن يمتنع الفلسطينيون عن الانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة الأمر الذي أصبح متاحا لهم بعد حصولهم على صفة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة في العام 2012 خلال تسعة أشهر على ان تجري خلالها مكثفة بين الجانبين برعاية أمريكية للتوصل الى اتفاق سلام.

وتسعى الادارة الأمريكية التي أعادت الطرفين الى المفاوضات المباشرة بعد ثلاث سنوات من التوقف لإقناع الطرفين بمواصلة هذه العملية للوصول الى اتفاق سلام بعد عدم الإعلان عن حصول أي تقدم خلال الفترة الماضية.

وحمل عباس في كلمته أمام القمة العربية إسرائيل المسؤولية عن عدم إحراز أي تقدم. وقال “لم توفر الحكومة الاسرائيلية فرصة إلا واستغلتها لإفشال الجهود الامريكية.” واضاف “وهو ما يؤكد ما نقوله عن عدم جدية أو استعداد الحكومة الاسرائيلية للانسحاب وصنع السلام.” ولم يتسن الحصول على تعقيب اسرائيلي على ما قاله عباس في كلمته أمام القمة العربية.

ولم يتطرق عباس خلال كلمته لما سيقوم به في حال عدم التزام إسرائيل بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى التي تضم 14 فلسطينيا يحملون الجنسية الاسرائيلية. وصدرت بعض التصريحات الاعلامية عن وزراء في الحكومة الاسرائيلية ترفض الافراج عن عدد من الأسرى المفترض الإفراج عنهم في الدفعة الرابعة.

وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني اليوم “في حال أقدمت اسرائيل على هذه الخطوة الكارثية (عدم الافراج عن الدفعة الرابعة) فإنه سيكون على منظمة التحرير الفلسطينية التوجه فورا الى الانضمام إلى المؤسسات الدولية بما يمكن من فتح جبهة مع الإحتلال في كل أنحاء العالم.”

وأضاف “الثلاثين من الشهر الجاري (موعد الافراج عن الدفعة الرابعة) يجب أن يكون حدا فاصلا بين جدية الموقف الفلسطيني وتلاعب الطرف الاسرائيلي إذ أن قضية الأسرى القدامي وعلى رأسهم الأربعة عشرا أسيرا من الاراضي المحتلة عام 48 غير خاضع للمساومة إطلاقا.” وطالب قدورة القيادة الفلسطينة في حال عدم التزام اسرائيل بالافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى “بالإعلان عن وقف المفاوضات فورا.”

اقرأوا المزيد: 361 كلمة
عرض أقل
الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية في الكويت (AFP)
الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية في الكويت (AFP)

من تهمّ القمة العربية؟

يبدو أنّ هناك مكانًا واحدًا في العالم لا تزال الجامعة العربية تعتبر فيه، بشكل أو بآخر، هيئة مهمّة وذات صلة: إسرائيل

أثار استطلاع صغير بين أعضاء هيئة التحرير (يهودًا وعربًا) في مكاتبنا في تل أبيب على خلفية البثّ المباشر للجلسة الافتتاحية للجامعة العربية، ردود الفعل التالية:

“هل يمكن خفض الصوت؟ فهم لا يقولون شيئًا”

“ماذا حدث للسعودي؟ لا يمكن فهم كلمة ممّا يقول. هل يتحدّث العربية؟”

“هل سيستمرّ ذلك وقتا طويلا؟”

“هل الشوارب إلزامية؟”

“مع الأسف القذافي ليس معنا الآن، على الأقل كان هناك أمر مثير للاهتمام كي ننتظره كلّ عام”.
__

يمكنك أن تبتسم بلا نهاية مع “عرض السبعينات” الذي يتم تقديمه كلّ عام تحت رعاية الهيئة التي تزعم أنّها تمثّل دول المنطقة أمام سكّان المنطقة والنظام الجيوسياسي العالمي، ولكن هذا ليس مضحكًا حقّا. وخصوصا إذا كنت، على سبيل المثال، مواطنًا سوريّا.

الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية في الكويت (AFP)
الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية في الكويت (AFP)

كان من الممكن الظنّ بأنّ شيئًا ما من روح الربيع العربي الذي كان في السنوات الأخيرة سيسيطر على مقرّ الجامعة العربية في القاهرة، ويؤدّي إلى إحداث بعض التغيير في سلوك هذه الهيئة، أو على الأقل في مسائل المظهر والأسلوب. ولكن الحياة تسير كما هي، ولا يزال هذا النادي الرجولي القديم والمغلق قائمًا ويناقش قضايا المنطقة، كأنّه كتلة واحدة، وليس يتألف من بلدان لدى كل واحد منها تحدّيات خاصة به، ومصالح متضاربة وفي حالات كثيرة: خصومات مريرة مع دول أخرى.

إذن من يهتمّ بهذه القمة، التي أنفقت القنوات الإخبارية في العالم العربي ساعات ثمينة لبثّ جلستها الافتتاحية الكئيبة؟ ما هي مساهمتها للسلام وللاستقرار في المنطقة؟ باسم من تعمل وتتحدّث؟ من هم هؤلاء الزعماء المنفصلين الذين جاؤوا إلى الكويت وفشلوا في اقتراح فكرة إبداعية لأي مشكلة، أو التعاون على ضوء أيّ تحدّ؟

أحيانًا يبدو أنّ هذه الدورة هي مجرّد ذريعة لإثبات تفوّق الإيرانيين، الذين شاهدوا بالتأكيد البثّ الحيّ من الكويت مع ابتسامة على وجوههم. وفي حين أن العرب يتعبون مستمعيهم بخطاب غير واضح، فإنّ الإيرانيين يُملون جدول الأعمال الإقليمي، ضامنين بقاء الأسد في سوريا ومخترقين سور العقوبات.

ومع ذلك، يبدو أنّ هناك مكانًا واحدًا في العالم لا تزال الجامعة العربية تعتبر فيه، بشكل أو بآخر، هيئة مهمّة وذات صلة: إسرائيل.

فوفقًا لاستطلاع أجريَ مؤخّرًا وُجد أنّ 76% من سكان إسرائيل يؤيّدون مبادرة السلام العربية. كل اتفاق سلام يحظى بدعم الجامعة العربية سيحظى بالكثير من التأييد في أوساط الشعب الإسرائيلي، ويبدو أيضًا الفلسطيني.

ويُكثر الزعماء الإسرائيليون الذين يؤيّدون اتفاق السلام مع الفلسطينيين، حتى اليوم، من استخدام حجّة تقول إنّ إسرائيل ستتمتّع بعلاقات مع جميع الدول العربية، إذا ما تمّ توقيع مثل هذا الاتفاق. لقد نجح تهديد الفلسطينيين في دعوة الجامعة العربية لإلغاء مبادرة السلام من عام 2000 (والتي كانت العمل السياسي الحقيقي الأخير الذي قامت به)، في يحفّز اهتمام القدس وواشنطن على حدّ سواء. على أقلّ تقدير.

اقرأوا المزيد: 393 كلمة
عرض أقل