رونا رامون، هي ناشطة جماهيرية رائدة تدعم الشبيبة الإسرائيليين قدما، وقد ماتت أمس الإثنين بعد صراعها مع مرض السرطان. وهي أرملة رائد الفضاء الإسرائيلي الأول، إيلان رامون، الذي مات في حادثة المركبة الفضائية “كولومبيا” في عام 2003، وكذلك والدة أساف رامون، الذي كان طيارا في سلاح الجوي الإسرائيلي ومات أثناء تدريبات في عام 2009. بعد وفاة زوجها وابنها أقامت رونا “صندوق رامون” الذي يعمل على تعزيز التفوق الأكاديمي والريادة الاجتماعية من أجل الشبيبة الإسرائيليين.
خدمت رونا التي وُلدت عام 1964 في وحدة المظليين في الجيش الإسرائيلي، ثم عملت معلمة تربية بدنية. في سن 22 عاما تزوجت من إيلان، الذي كان طيارا في سلاح الجو الإسرائيلي حينذاك، ووُلد لهما أربعة أطفال. في عام 1998، انتقلت العائلة إلى هيوستن إذ تدرب فيها إيلان قبيل المشاركة في مهمة المركبة الفضائية “كولومبيا”. بتاريخ 1 شباط 2003، مات إيلان في حادثة في هذه المركبة الفضائية التي تحطمت وهي عائدة إلى الكرة الأرضية.
في أيلول 2009، حدثت كارثة أخرى، إذ مات أساف رامون، ابن رونا البكر، في حادثة أثناء التدريبات عندما كان طيارا لطائرة F-16 . قالت رونا في ذلك الحين بالقرب من قبر ابنها، الذي دُفِن إلى جانب والده: “حبيب قلبي أساف، هذا هو قبري، كان يجب أن تدفنوني فيه عجوزة محبوبة، لدي أحفاد كثيرون، أشعر بالحزن”. وقالت أيضا: “أساف يا حياتي، أعرف أن والدك يحميك الآن، يحبك، يحضنك، أنت ملك العالم في نظري”.
وثقت رونا بطريقتها المميزة والجريئة المأساة العائلية التي لحقت بها، فمارست نشاطات اجتماعية من أجل المجتمع الإسرائيلي. وأقامت “صندوق رامون” الذي يهدف إلى أن منح الجيل الإسرائيلي الشاب “تفوقا أكاديميا، ريادة اجتماعية، وجرأة مميزة”، وقد عملت طوال سنوات على دفع الشبيبة قدما في إسرائيل. وأقامت أيضا بعد أن أجرت بحوثا طوال سنوات في موضوع مواجهة الثكل، محاضرات، ورشات عمل وعلاجات خصوصية، بينما كانت تتحدث عن قصتها التي تشكل مصدر إلهام للآخرين.
في عام 2016، حظيت رامون بأن تشارك في إيقاد الشعل في الاحتفال الرسمي بيوم الاستقلال في القدس. وأثارت دهشة لدى الجمهور عندما قالت في الحفل: “أشعل هذه الشعلة احتراما لعزيزَيّ، إيلان وأساف، اللذين كانا مصدر الأمل والقوة لتحقيق حلمي. احتراما لطياري سلاح الجو على مر الأجيال، الذين يحموننا. احتراما لرجال الفضاء الذين يخترقون الحدود من أجل البشرية. احتراما لأولادي وكل الشبيبة الرائعين الذين يكبرون على محبة البشر، الدولة، والأمل في صنع السلام”.
رثى الكثيرون رونا متحدثين عن طريقها المميزة وعطائها. قال رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، أمس: “رحلت رونا رامون، كما عهدناه – أصيلة، خلوقة، مليئة بالإيمان. “لمس إيلان وأساف السماء ولمست رونا قلوبنا”. رثى رئيس وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، جيم برايدستين، رونا قائلا: “ألهمت جرأتها في ظل المأساة التي مرت بها الجيل الشاب الذي يكمل طريق زوجها، رائد الفضاء، إيلان. تتقدم ناسا بتعازيها إلى العائلة والشعب الإسرائيلي”.