قرية الغجر (Flash90 / Hamad Almakt)
قرية الغجر (Flash90 / Hamad Almakt)

الشباب العلوي ينضم إلى الخدمة المدنية في إسرائيل

بدأ شبان القرية العلوية الوحيدة في إسرائيل بالانضمام إلى الخدمة المدنية: "نريد الاندماج في مؤسسات التعليم العالي والعمل"

في الأشهر الأخيرة، بدأ الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 23 عاما من قرية غجر العلوية، المقسمة بين إسرائيل ولبنان، بالالتحاق بـ “الخدمة المدنية”، وهي خدمة تطوعية للشبان الإسرائيليين في مجالات التربية، الرفاه، والطب. في غضون ثلاثة أشهر، ازداد معدل الالتحاق بالأطر التطوعية بشكل ملحوظ، وبدأ يبدي شباب القرية رغبة كبيرة للانضمام إلى الخدمة المدنية.

قرية الغجر هي قرية علوية تقع على الحدود بين إسرائيل ولبنان وهي مقسمة بين البلدين. هذه هي البلدة العلوية الوحيدة في إسرائيل ويصل تعداد سكانها إلى نحو ‏2,500‏ مواطن. في عام 1981، ضُم الجزء الجنوبي من القرية إلى إسرائيل إضافة إلى بقية مرتفعات الجولان، وفي عام 2010 اعترفت إسرائيل بالمنطقة الشمالية من القرية باعتبارها منطقة تابعة للسيادة اللبنانية.

في شهر أيلول الماضي، بدأت جمعية “الخدمة المدنية” الإسرائيلية بالعمل في قرية الغجر، وعلى الرغم من مخاوف الشباب بسبب الواقع الجيوسياسي الحساس الذي تقع فيه القرية، كانت هناك استجابة كبيرة للانضمام إلى الخدمة.

وقال عامر عامر, المدير المسؤول عن الوسط العربي والدرزي في جمعية “الخدمة المدنية”, إن مشاركة الشباب في القرية تنبع من رغبتهم في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، الدراسة في مؤسسات التعليم العالي، والتقدم في المستقبل في مجالات العمل. وفق أقواله، “يتضح أن هناك لدى الشبان صعوبة مالية في تمويل أنفسهم خلال فترة الدراسة، وهناك أيضا تصوّر بأن أولئك الذين يؤدون الخدمة المدنية في إسرائيل يصبحون ‘جزءا منا’، وهذا يمنحهم ميزة في الاندماج في سوق العمل في وقت لاحق”.

المتطوعات في الخدمة المدنية (Flash90 / Abir Sultan)

وأضاف عامر أن الطلب على الالتحاق بخدمة المتطوعين اكتسب زخما مفاجئا أسرع مما كان متوقعا، وأصبحت نسبة المتطوعين من قرية الغجر أعلى من نسبة المتطوعين من البلدات الصغيرة الأخرى. ويتطوع الشباب أيضا في المراكز الاجتماعية، المدارس، رياض الأطفال، وأطر التعليم غير الرسمية.

أما بالنسبة لمخاوف الشباب والمعارضة التي تعرضوا لها في بداية طريقهم في قرية الغجر، قال عامر إن “المعارضة كانت خفية، وظهرت في البداية فقط. خشي الشبان من أن تكون الخدمة بهدف الالتحاق بالجيش، وسألوا عم يلتزمون القيام به، وبعد أن أصبح واضحا لهم أن لا علاقة بين الخدمة المدنية والجيش، بدأوا يشعرون باطمئان أكثر ويعربون عن رغبتهم في الالتحاق بالخدمة”. وأضاف أن المعارضة ضئيلة، والدليل على ذلك هو ارتفاع الطلب على الانضمام إلى الخدمة. وقال: “في الوقت الراهن، توقفنا عن تجنيد الشبان للخدمة، لأن الطلب يتجاوز العرض، وهناك العديد من المرشحين الذين ينتظرون الالتحاق بالخدمة”.

أكد عامر على أن شبان قرية الغجر الذين يلتحقون بالخدمة المدنية يشعرون أقرب إلى إسرائيل من سوريّا. وأوضح أن شباب القرية تمكنوا في الماضي من التوجه إلى سوريا والتعلم فيها مجانا، ولكن هذا الخيار لم يعد موجودا، وبالتالي يتعين على العديد منهم التقدم للحصول على منح دراسية من أجل الاندماج في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية. وفق أقواله: “عليهم أن يعملوا جاهدين من أجل الالتحاق بالتعليم الأكاديمي، لهذا فإن الخدمة المدنية تشكل جسرا لهم للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وتساعدهم على الحصول على منح ومكفآت”.

اقرأوا المزيد: 438 كلمة
عرض أقل
طفلة غجرية - صورة توضيحية (AFP)
طفلة غجرية - صورة توضيحية (AFP)

هل الغجر قبيلة يهودية قديمة؟

يزعم يهودي إسرائيلي أنه وجد دليلا في التوراة على وجود صلة بين الغجر والشعب اليهودي، لهذا تسبب بأن يصل مئات الغجر إلى إسرائيل لفحص ادعائه

04 ديسمبر 2017 | 11:14

أصبح يزور مئات الغجر من أوروبا إسرائيل بعد ادعاء مواطن إسرائيلي أنه وفقا لبحوثه، هناك تلميحات في التوراة تشهد على أن الغجر هم من نسل اليهود. وقال الرجل الذي يدعى شموئيل أبوكيا، لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنه يعمل على إيجاد أدلة موثوقة تشهد على الصلة بين الغجر واليهود.

وأوضح أنه خلال بحثه في التوراة، وجد أدلة تشهد على هذه العلاقة. “اكتشفت أشياء مثيرة للاهتمام جدا حول الصلة بين الغجر والشعب اليهودي. الأمور التي اكتشفتها هامة جدا، وبدأت أتحدث عنها في فيس بوك والإنترنت، وكانت الاستجابة هائلة. لقد تلقيت العديد من التعليقات، وقررت التقدّم فيها أكثر وإنشاء المنتدى اليهودي الغجري”.

شارك في المؤتمر الأول للمنتدى اليهودي الغجري نحو ستين غجريا من فرنسا لفحص ادعاءات أبوكيا حول أصولهم اليهودية. حتى أنهم أقاموا شعارا يدمج بين نجمة داود المعروفة كرمز لليهودية وبين رمز الدولاب المتماهي مع الغجر.

المنتدى اليهودي الغجري (Facebook/Atsigana)

عرض أبوكيا في اللقاء نتائج بحثه التي تدعي أن الغجر هم يهود من نسل شمعون، ابن يعقوب. وفق أقواله: “يعرف الغجر أنهم من أصل يهودي، ولكن ليس لديهم أي دليل. أعتقد أنه إضافة إلى بحثي والأشياء المستفادة عن المجتمع الغجري، تقاليده ومصادره، يمكن أن نربط هذه الأشياء معا”.

ومنذ نشر الادعاءات حول الصلة بين اليهود والغجر، اتصل بأبوكيا آلاف أعضاء المجتمع الغجري، وأصبح يزور المئات منهم إسرائيل في هذه الأيام لعقد اجتماعات إضافية. وفق أقواله لقد اتصل به ممثلون غجريون من فرنسا، فنلندا، إسبانيا، روسيا، وحتى من أمريكا.

وعلى الرغم من أنه لم يفحص أي حاخام يهودي ادعاءات أبوكيا، إلا أنه يصر على أن مزاعمه موثوقة. ووفق أقواله، هناك بعض العلاقات التاريخية بين الغجر واليهود إضافة إلى التوراة: “مثلا، أراد النازيون تدمير شعبين فقط – اليهود والغجر. أعتقد أنه إذا كان لدينا دليل على أننا وجدنا قبيلة يهودية مفقودة، فلا يمكننا تجاهلها”.

اقرأوا المزيد: 270 كلمة
عرض أقل
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)

النزاع المحسوب والرصين هو في مصلحة إسرائيل وحزب الله

الحزب يتفادى القيام بعملية أكثر طموحة ولا يريد فتح جبهات قتال جديدة، وعلى ما يبدو أنه في إسرائيل أيضًا يُفضلون احتواء الضربة وعدم التصعيد. التحركات الميدانية للجيش الإسرائيلي في "هار دوف" تطرح إشارات استفهام

قد يكون هذا التشخيص ناشز على الأذن الإسرائيلية، وذلك بلا شك في الوقت الذي لم يُدفن فيه بعد الضابط والجندي اللذان قُتلا البارحة في “هار دوف”، إلا أن الرد الذي اختاره حزب الله، ردًا على عملية الاغتيال التي نُسبت لإسرائيل، كان ردًا محسوبًا ومحدودًا حتى الآن.

بالنسبة للحزب، أصابت إسرائيل، في الأسبوع الماضي، هدفًا عسكريًا هامًا بالنسبة له – تلك القافلة التي تضم ستة من المسؤولين الميدانيين الهامين والجنرال الإيراني.‎ قام حزب الله بالرد بهجوم مُرّكز على آلية عسكرية (وليست أهداف أمنية) وحدد نشاطه في الحلبة التي كان يستخدمها في الماضي، منطقة “هار دوف” (فعليًا، في الجزء المُنخفض، على الطريق المؤدي إلى قرية الغجر). تفادى الحزب، حاليًا، القيام بعملية طموحة أكثر ولا يريد فتح جبهات قتال جديدة.

تم تحديد الرد الإسرائيلي حاليًا بتوجيه ضربات لمواقع مُحتملة لحزب الله في المناطق المُحاذية للحدود. إن استمرار ذلك مُتعلق بالقرارات التي تم اتخاذها، من قبل القيادة السياسية بالتشاور مع المنظومة الأمنية.

حتى إن كان على  نتنياهو أن يُظهر تمسكه الشديد بالأمن عشية الانتخابات فالحرب الشاملة مع إسرائيل هي مسألة أُخرى

إن أردنا الحكم وفق الأجواء التي شهدها الجيش الإسرائيلي منذ عملية الاغتيال بتاريخ 18 كانون الثاني، نرى أن إسرائيل تريد احتواء الأزمة وعدم التصعيد. وحتى إن كان على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن يُظهر تمسكه الشديد بالأمن عشية الانتخابات (وحتى على فرض أن القضية الأمنية تفيده سياسيًا في الانتخابات)، فالحرب الشاملة مع إسرائيل هي مسألة أُخرى.

بنيامين نتنياهو وموشيه يعالون (Haim Zach/GPO/Flash90)
بنيامين نتنياهو وموشيه يعالون (Haim Zach/GPO/Flash90)

من الصعب أن نعرف كيف يمكن أن تخدم حرب كهذه نتنياهو، ما الذي قد يحققه منها ولماذا عساه يعتقد أن النزاع العسكري الشامل سينتهي بالضرورة بانتصار مُقنع يعزز مكانته.

يبدو أن رئيس الحكومة، ونظرًا لكل هذه الأسباب، لديه مصلحة بإنهاء جولة العنف الحالية في وقت قريب. يجب، كما الأمر دائمًا، الفصل بين الخطاب العلني والتحرك الفعلي. بلور الجانبان، على مدى سنوات، إشارات ودلالات مفهومة لكليهما. إن هدد نتنياهو بسحق حزب الله تمامًا واكتفى سلاح الجو بتفجير تلال خالية في جنوب لبنان، سيعرف اللبنانيون أيضًا أن إسرائيل تُريد إنهاء ذلك.

ووفق ما نرى من خطوات حزب الله حتى الآن مثل إطلاق القذائف على الجولان والهجوم أول البارحة، نجد أن الحزب اختار عملية النزاع المدروسة. انتهج الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حتى الآن سياسة واعية نسبيًا، على الرغم من عداوته الكبيرة لإسرائيل. كذلك من خلال الرسائل التي نقلها البارحة حزب الله لإسرائيل بطريقة غير مباشرة، من خلال قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، يُمكن توقع أنه يود إنهاء هذه الجولة.

مظاهرة تأييد بالسيد حسن نصرالله (AFP)
مظاهرة تأييد بالسيد حسن نصرالله (AFP)

 

إشارة الاستفهام فيما يتعلق بالأسابيع القادمة تتعلق بكيفية نظر نصر الله لموت جهاد مُغنية في عملية على الأراضي السورية في الأسبوع الماضي. كان مُغنية الابن يحظى بمكانة خاصة في الحزب، بفضل والده. إن تخطى نصر الله، في عملياته القادمة، حدود ملعبه، مثلاً أن يقوم بتوجيه ضربات لأهداف إسرائيلية في الخارج أو في عمق الأراضي الإسرائيلية، هذا الأمر سيُشير إلى وجود تصفية حسابات خاصة من ناحيته.

وصلت القوة العسكرية، التي تعرضت للهجوم البارحة من خلال إطلاق مضادات دبابات، إلى المنطقة على ضوء الاستعادة العسكرية بسبب التوتر في الأيام الأخيرة.  لم تكن الشاحنة التي تُقل الجنود مُدرعة ضد النيران. وإن كان هنالك شك أن آلية مُدرعة كان يمكن أن تصمد أمام صاروخ مضاد دبابات مُتطور من نوع كورنت، وأيضًا إن كانت تتحرك على تلك الطريق أيضًا سيارات مدنية لمواطني قرية الغجر، فتثير تلك التحركات الميدانية التساؤلات. لا شك أن المهاجم في حالة كهذه لديه أفضلية تلقائية وكان واضحًا أنه في هذه المرحلة أو تلك سيجد حزب الله نقطة ضعف في التشكيلات العسكرية.

إنما، الحقيقة هي أن قوة عسكرية غير مُدرعة كفاية كانت تتحرك في الجبهة الأمامية للجيش الإسرائيلي أمام لبنان، في منطقة معروفة مُسبقًا أنها منطقة خطيرة. لو تم، على سبيل المثال، تفجير عبوة ناسفة – بجنود في ناقلة جند مُدرعة لكان احتمال النجاة من الانفجار أكبر بكثير مما هي حال الجنود الذين في الشاحنة.

تُعيد هذه الحادثة إلى أذهاننا ذكرى سيئة وهي عملية تفجير مقر قيادة كتيبة المُدرعات 188 في بداية الحرب في غزة في تموز

تُعيد هذه الحادثة إلى أذهاننا ذكرى سيئة وهي عملية تفجير مقر قيادة كتيبة المُدرعات 188 في بداية الحرب في غزة في تموز، قرب العين الثالثة (عين هشلوشاه). حينها خرجت زمرة قيادة بجولة تفقدية في منطقة الجبهة الأمامية بينما لم تكن مُحصنة بشكل جيد في منطقة عملت فيها القوات بانضباط ميداني أكبر بكثير، وتفاجأت الزمرة بقوة من مقاتلي حماس الذين خرجوا من نفق – مات في الحادثة جندي وضابط. وفق المُعطيات الأولية، على الأقل، هنالك اشتباه أنه في “هار دوف” تتكرر مشكلة دائمة مع الجيش الإسرائيلي: تلك المنطقة بأسرها مُستعدة لما هو أسوأ، ما عدا بعض المناطق.

يتوجب القيام بفحص ميداني أكثر دقة، بسبب الثمن الغالي الذي دُفع البارحة وأيضًا بسبب توقيت الحادثة، بينما لا تزال تظهر في الأفق علامات خطر أكبر وتفاقم للأزمة.

قوات الجيش الإسرائيلي تتأهب على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)
قوات الجيش الإسرائيلي تتأهب على الحدود اللبنانية (Basal Awidat/Flash90)

علينا أن نتمنى أن تُشير تلك الضربة المؤلمة التي تمت البارحة إلى نهاية الجولة وليس تفاقهما المتوقع. ولكن، حتى على فرض أن ذلك النزاع سينتهي، يُطرح سؤال بخصوص استمرار تطور الأمور على الجبهة الشمالية.

لا شك أنه من الواضح أن حزب الله سيستمر بالاتكال على الدعم العسكري الذي يتلقاه من إيران والذي يُنقل إليه إلى لبنان من سوريا.

هل ستهاجم إسرائيل، في هذه الظروف، القوافل التي تنقل السلاح المُتطور في المستقبل، مع العلم أن حزب الله قد يُعاود شك عمليات من حدود الجولان و “هار دوف”؟ من الواضح أن العمليات التي شنتها إسرائيل سابقًا ضد سوريا، إن كانت إسرائيل بالفعل هي التي نفذت ذلك في الماضي، لم تعد مقبولة على العدو الآن.

نشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 841 كلمة
عرض أقل
إسرائيليون يتظاهرون في القدس من أجل شرعنة المخدرات الخفيفة (Flash 90)
إسرائيليون يتظاهرون في القدس من أجل شرعنة المخدرات الخفيفة (Flash 90)

مخدرات خفيفة، قضية ثقيلة

تسلط دراسة جديدة الضوء مجددًا على النقاش العاصف في إسرائيل حول موضوع منح شرعية لاستخدام المخدرات الخفيفة

يؤيد معظم الإسرائيليين استخدام “الماريجوانا” استخدامًا طبيًا، ولكنهم في نفس الوقت يخشون من منح شرعية كاملة لاستخدامها. هذا ما يكشف عنه استطلاع للرأي أجراه مركز القدس لأبحاث السوق والذي نُشر هذا الأسبوع. ويتضح من الدراسة التي أجراها المركز أن منح شرعية لاستخدام المخدرات الخفيفة سيحقق عائدات كبيرة من الضرائب تصل إلى حوالي مليار شاقل سنويا، في الوقت الذي يحقق فيه سوق المخدرات الخفيفة غير القانوني عائدات تصل إلى حوالي 2.5 مليار شاقل سنويًا.

يستغل المؤيدون هذه المعطيات لجعل استخدام المخدرات الخفيفة شرعية في ادعاءاتهم ضد مكافحة منع استخدام المخدرات الخفيفة، إضافة إلى حقيقة أن الشرطة والجهاز القضائي ينفقان سنويا حوالي 700 مليون شيكل في كفاحهما ضد ظاهرة المخدرات الخفيفة.

عضو الكنيست، فايغلين، يُعتبر أحد المؤيدين البارزين لجعل استخدام المخدرات الخفيفة شرعية، وكذلك، يؤيد إدخال تسهيلات على مقاييس منح الموافقات المتطلبة لاستخدام القنب “البانجو” في الاستخدامات الطبية. وعلق فايغلين على الدراسة قائلا: “آمل وبقوة في أن يساهم الدعم والتأييد الواسع في صفوف المجتمع الإسرائيلي في استخدام “البانجو” بهدف العلاج الطبي، وفي دفع الوزراء في الحكومة للتصويت لصالح اقتراح القانون الذي تقدمتُ به وأن يساهم هذا القانون المقترح في إنهاء حالة المعاناة الكبيرة التي يعاني منها كثيرا من المرضى الذين يحتاجون إلى استخدام “البانجو” استخداما طبيا.

مزرعة قانونية للكانبيس في إسرائيل بالقرب من مدينة صفد لأغراض طبية (Flash 90)
مزرعة قانونية للكانبيس في إسرائيل بالقرب من مدينة صفد لأغراض طبية (Flash 90)

ويتضح من الدراسة، أنه وبالإضافة إلى الإيجابيات والفوائد الاقتصادية التي ستعود على الدولة من الموافقة على جعل استخدام المخدرات الخفيفة شرعية، فإن المستهلك العادي سيستفيد من الانخفاض المتوقع في أسعار المخدرات الخفيفة وذلك بنسبة لا تقل عن 40% علما أن السعر الحالي يصل إلى 100 شيكل للغرام (30 دولار)، أي أن السعر سيصبح حوالي 59 شاقل. يمكن أن تحقق هذه التقديرات والتوقعات سعادة لحظية ومؤقتة لـ 275 ألف إسرائيلي تعاطوا المخدرات الخفيفة خلال العام المنصرم. ففي هذه الأيام، ثمة صعوبات كبيرة تواجهها شبكات التهريب التي تعمل على امتداد الحدود مع مصر، من أجل تهريب المخدرات إلى البلاد، وساهمت هذه الصعوبات في ارتفاع دراماتيكي في أسعار المخدرات التي بلغت عشرات النسب المئوية، وفي بعض الأحيان إلى اختفاء تلك المخدرات اختفاء كليا من الأسواق.

تسببت عملية استكمال بناء السياج الحدودي على الحدود مع مصر، إضافة إلى النشاط الواسع الذي يقوم به الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، والاجراءات الأمنية التي تقوم بها الشرطة وبالتعاون مع جيش الدفاع، في انخفاض كبير في عمليات التهريب من جهة وإلى ارتفاع كبير في عمليات إحباط تهريب المخدرات وضبطها من جهة أخرى. وتشير جهات أمنية إلى أن المنظمات والقبائل التي تحارب اليوم الجيش المصري وتقدم المساعدة إلى كل من القاعدة وحماس، هي نفسها التي كانت ولسنوات تدير صناعة تهريب المخدرات من السودان إلى مصر ومن هناك إلى إسرائيل، ومن أبرز تلك القبائل قبيلة سواركة، التي دمجت بين نشاطها في تهريب المخدرات ونشاطها الآخر في تهريب المتسللين والعاهرات إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

تشير التقارير في الفترة الأخيرة إلى أنه وعلى الرغم من زيادة عدد القوات في سيناء وعلى طول الحدود، إلا أن الأرباح العالية من عمليات تهريب المخدرات تدفع العصابات إلى مواصلة مساعيها ومحاولاتها لتهريب المخدرات إلى داخل إسرائيل، وتحديدا في مقطع الرمال الذي يمتد حوالي 20 كيلومترا من كيرم شالوم في الشمال، بالقرب من قطاع غزة، باتجاه “كدش برنياع”. ونجحت هذا الأسبوع وحدة ماغين بمساعدة مروحية تابعة للشرطة في إحباط محاولة تهريب 150 كيلوغرامًا من الحشيش عبر الحدود المصرية، وكانت هناك عملية ملاحقة لسيارة المهربين، الذين قاموا خلال مطاردتهم من جانب الشرطة بإلقاء المخدرات من السيارة وقاموا بإيقافها وإحراقها وحاولوا الهرب سيرا على الأقدام إلا أن الشرطة تمكنت في النهاية من إلقاء القبض عليهم.

تشير دراسة أجرتها الكنيست قبل عدة سنوات، إلى أن سيناء ليست المصدر الوحيد لتهريب المخدرات إلى إسرائيل، وأن هناك عمليات تهريب تتم عبر الحدود مع الأردن، وأن أطنانا من الحشيش والهيروين يتم تهريبها سنويا، بالإضافة إلى مئات الكيلوغرامات من الكوكايين. وكانت منطقة قرية الغجر على الحدود مع لبنان لسنوات طويلة مكانا لتهريب المخدرات، وشكلت هذه التجارة وفقا لمصادر أمنية مصدر الدخل المالي لمنظمة حزب الله التي كانت تسيطر على مناطق زراعة وصناعة المخدرات.

نبتة الكانبيس (مزرعة قانونية للكانبيس (Flash 90)
نبتة الكانبيس (مزرعة قانونية للكانبيس (Flash 90)

تطرقت عضو الكنيست زوندبرج التي تقود هي الأخرى التيار الداعم لجعل استخدام المخدرات الخفيفة شرعية، إلى حقيقة أن الإسرائيلي الذي يختار تدخين المخدرات الخفيفة يكون مضطرا لتجاوز القانون وفي بعض الأحيان يعمل على تقديم المساعدة لمنظمات إرهابية ولمجموعات الجريمة المنظمة وهي الجهات التي تدير عمليات الإتجار بالمخدرات، وعدم مواصلة دفن الرأس في الرمال والسماح لحوالي 15% من الإسرائيليين الذين يحتاجون “البانجو” للاستخدام الطبي والعلاجي، أن يقوموا بشرائه من منظمات إجرامية وبشكل غير نقي وغير صحي، وأن على الدولة أن تفتح أعينها، وأن تتحمل مسؤوليتها، وأن تتقدم باتجاه العالم المتحضر وبهذا الشكل أيضا يمكنها أن تربح ملايين الشواقل من خلال العائدات الضريبية. وتطرقت الدراسة بالتفصيل إلى حقيقة أن مئات الآلاف من الإسرائيليين يرتكبون مخالفة وجريمة عند تدخينهم المخدرات الخفيفة وكشفت الدراسة أيضا، عن أن أكثر من 18 ألف ملف جنائي يُفتح سنويا بسبب جرائم ومخالفات مرتبطة بـ “البانجو” ـ وأن حوالي 70% من تلك الملفات هي ملفات على خلفية حيازة الـ “بانجو” للاستخدام الشخصي.

ويكشف الاستطلاع الذي أجراه المركز عن أن هناك أغلبية في اليسار أكثر من اليمين تؤيد جعل استخدام المخدرات الخفيفة شرعية، ويشير الاستطلاع إلى أن المصوتين لـ “ميرتس” هم الأكثر تأييدا لجعل استخدام المخدرات الخفيفة شرعية (75%)، ويأتي في المرتبة الثانية المنتمون والمصوتون لحزب “العمل” حوالي (47%) وفي المرتبة الثالثة “الحركة” (43%). أما الأشخاص الذين يؤيدون “يهدوت هتوراة” فسجلوا نسبة التأييد الأقل (10%) وفي المرتبة قبل الأخيرة جاء حزب الليكود بنسبة (15%) والمنتمون لحزب “البيت اليهودي” حوالي 15%.

اقرأوا المزيد: 836 كلمة
عرض أقل