تجعل مناظر خيالية، فخامة، ورائحة مميّزة لمدينة غريبة، السائحين الإسرائيليين الذين كانوا معتادين حتى الآن على قضاء أوقات المتعة في فنادق تركيا الفخمة أو قضاء الوقت في شواطئ اليونان الساحرة، يسافرون شرقا نحو المملكة الهاشمية.
السائحون الإسرائيليون هم زبائن أذكياء يبحثون عن المتعة الأسرية في فنادق فخمة وبأسعار ملائمة. وإذا سألتم اليوم الكثير من الإسرائيليين فسوف يقولون لكم بالتأكيد إنّ لؤلؤة السياحة الساخنة الجديدة للسائح الإسرائيلي الذي يسعى وراء المتعة، هي المملكة الأردنية الهاشمية، الدولة الجارة الواقعة شرقا. في عيد الفصح اليهودي الأخير زار فنادق العقبة والضفة الشرقية للبحر الميت بضع عشرات من الإسرائيليين، أزواج ومجموعات من السائحين الشباب.
لؤلؤة السياحة الساخنة الجديدة للسائح الإسرائيلي هي العقبة (Flash90/Issam Rimawi)
يبلغ تعداد المملكة الأردنية الهاشمية نحو ثمانية ملايين مواطن، وهي تستضيف نحو أربعة ملايين سائح في السنة، معظمهم من الأوروبيين. إنّ النهج الموالي للغرب، الاستقرار السياسي والاقتصاد الحرّ، الآخذ بالتعزّز فحسب منذ عهد الملك عبد الله الثاني، قد عزز السياحة الخارجية كأحد مصادر الدخل القومي للمملكة. ويساعد أيضًا اختيار البتراء كواحدة من عجائب الدنيا السبع عام 2007، توسيع رقعة شاطئ العقبة بـ 12 كيلومترا أخرى على سواحل البحر الأحمر، الحفاظ على البحر الميت وحقيقة أن الأردنيين يرحّبون بالسائح ويتحدّثون الإنجليزية، في ازدهار السياحة في المنطقة.
لؤلؤة السياحة الساخنة الجديدة للسائح الإسرائيلي هي العقبة (Flash90/Nati Shohat)
لم يتأخر المستثمرون عن المجيء: تضخ شبكات دولية من الفنادق الفخمة إلى الأردن رؤوس الأموال في السنوات الأخيرة، وكما أقيمت منتجعات جديدة في المملكة.
كان يشكل الأردن للسائح الإسرائيلي، منذ وقت قريب، خيارا سياحيا محدودا جدا. ولكن بعد توقيع معاهدة السلام، كان المتجوّلون المعتدلون يكتفون برحلات من يوم واحد إلى البتراء، كتلك التي تخرج بشكل منظم من إيلات، بينما الأكثر جرأة يبحثون عن مغامرة في المملكة من خلال جولات سيارات الجيب ويجتازون المعابر الحدودية بشكل مستقل.
Hilton Aqaba
افتُتح في المملكة، مؤخرا فقط، نوعا جديدا من السياحة أمام السائحين الإسرائيليين الذين يرغبون في التمتع. فهناك السائحون الذين لا يرغبون في اجتياز الجبال بسيارات دفع رباعي، وفي الوقت ذاته لا يكتفون أيضًا برحلة إلى “الصخرة الحمراء”. وهم ينظرون إلى الأردن باعتبارها موقعا سياحيا لقضاء عطلة من عدة أيام وبأسعار مغرية بشكل خاصّ.
تتوفر في الأردن، كما يبدو، مجموعة من المتطلبات: فنادق من فئة خمس نجوم ومنتجعات فخمة، ثقافة محلية ودولية، خدمات باذخة، أسعار منخفضة، وموقع مثالي، قاب قوسين أو أدنى. يرى الإسرائيلي في هذه المجموعة من المعطيات فرصة لقضاء عطلة في العقبة.
كما يليق بكل منطقة سياحية متطورة، ففي العقبة أيضا هناك مواقع سياحية تجذب السياح. يمكن الغوص، الخروج في رحلة نهارية إلى البتراء أو الصحراء. على طول الشاطئ هناك مقاه مع نراجيل وسوق محلي.
لؤلؤة السياحة الساخنة الجديدة للسائح الإسرائيلي هي العقبة (AFP)
وأكثر ما يجذب السائح الإسرائيلي هو شعور الوفرة والفنادق الجديدة والقديمة في العقبة والتي تقدم وفرة من الأطعمة: طاولات بوفيه مليئة بكل ما لذّ وطاب، أطعمة مختلطة، “شرقية وغربية”: معجنات أوروبية إلى جانب الكنافة، أطعمة إيطالية، يابانية، وتايلاندية إلى جانب الشوارما، لحم ضأن مشوي وحمص-طحينة-فلافل-فتّوش، وللشجعان أو التقليديين: طبق فول في وجبة الإفطار.
إنّ المزج بين الشرق والغرب يسحر الإسرائيليين كثيرا وهو ملحوظ أيضًا في جمهور السائحين الذين يزورون الفنادق في العقبة في أشهر الصيف الحارّة. إذا فحصنا البلاد التي وصل منها المستضافون إلى تلك الفنادق فسنجد أنهم من الأردن، السعودية والخليج العربي إلى جانب الإسبان، الألمان، الإيطاليين والبريطانيين وبعض الأسر الإسرائيلية، الناطقة بالعبرية والعربية على حدٍّ سواء. ينعكس هذا الخليط أو التعايش بسلام بشكل واضح على حافة البركة أو على شاطئ البحر، حيث تجلس إلى جانب السائحين الأوروبيين ذوي ملابس السباحة العارية، نساء عربيات متدينات مع بدلات وقبعات للسباحة والتي تغطي أجسادهنّ من أخمص القدم وحتى الرأس.
Movenpick Aqaba
والشيء الأخير والأهم هو بطبيعة الحال السعر. السؤال التلقائي الذي يُطرح على السائحين الإسرائيليين الذين يقضون العطلة في العقبة هو: لماذا لا تذهبون في العطلة إلى إيلات؟ الأسعار في العقبة هي أفضل بكثير من الأسعار في إيلات وذلك بالطبع فيما يتعلق بالشروط المبالغ بها الخاصة بفنادق من فئة الخمس نجوم. فمثلا تصل تكلفة ثلاث ليال ووجبة إفطار في شقة مريحة، مجهّزة، مكيّفة وجميلة مؤلفة من غرفتي نوم وغرفة جلوس بالمعدل، إلى أقل من 1100 دولار للعائلة، وبينما تصل تكلفة الصفقة ذاتها في إيلات ضعفين أو ثلاثة أضعاف.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني