الضاحية الجنوبية

قوات الأمن اللبنانية تتفقد مكان التفجير في برج البراجنة (AFP)
قوات الأمن اللبنانية تتفقد مكان التفجير في برج البراجنة (AFP)

يوم حداد وطني في لبنان غداة تفجيرين أوديا بحياة العشرات

دانت السعودية "التفجير الإرهابي" بينما وصفته الولايات المتحدة بأنه "إرهابي وشنيع" مؤكدة أنه "لا يؤدي إلا إلى تعزيز التزامنا في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، ومن بينها الأجهزة الأمنية، لجعل لبنان مستقرا وآمنا وذات سيادة"

أعلن لبنان الجمعة يوم حداد وطني بعد تفجيرين انتحاريين أديا إلى مقتل 41 شخصا، وجرح نحو مئتين آخرين، الخميس، في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وهذا الاعتداء هو الأكثر دموية منذ إعلان حزب الله اللبناني الشيعي مشاركته في النزاع المستمر منذ 2011 في سوريا. كما أنه واحدا من أكثر الهجمات دموية منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان قبل 25 عاما.

موقع التفجير الانتحاري في برج البراجنة 12 نوفمبر 2015 (AFP)
موقع التفجير الانتحاري في برج البراجنة 12 نوفمبر 2015 (AFP)

وأعلن وزير الصحة اللبناني، وائل أبو فاعور، خلال تفقده موقع الانفجارين في منطقة برج البراجنة، مساء الخميس، أن حصيلة الضحايا “ارتفعت إلى 41 شهيدا وما يزيد عن مئتي جريح (…) إصابات عدد كبير منهم خطرة”.

وأضاف أن المعلومات تشير إلى أن انتحاريا ثالثا قتل في التفجير الثاني. وأكد الجيش اللبناني العثور على جثة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه.

وأوضح الجيش في بيان أن “أحد الارهابيين أقدم على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة (…) تلاه إقدام إرهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الانفجار الأول” ما تسبب بارتفاع كبير في عدد الضحايا. ووقع التفجيران بفارق سبع دقائق.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية في بيان تداولته حسابات، ومواقع جهادية على الإنترنت، الهجوم الذي وصفه بأنه “عملية أمنية نوعية”.

وقال إن عناصره تمكنوا “من ركن دراجة مفخخة وتفجيرها (..) في ما يعرف بشارع الحسينية في منطقة برج البراجنة”. وأضاف “بعد تجمع المرتدين في مكان التفجير” فجر أحد عناصر التنظيم حزامه الناسف “في وسطهم”.

وذكر مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أن الانتحاريين وصلا إلى المكان سيرا على الأقدام.

تفجيران انتحاريان في الضاحية الجنوبية لبيروت (AFP)
تفجيران انتحاريان في الضاحية الجنوبية لبيروت (AFP)

وقال حسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، إنها “جريمة موصوفة (…) بحق الإنسانية جمعاء”. وأضاف أن هذا الاعتداء “يشكل حافزا أساسيا لنا جميعا (…) أن نقف صفا واحدا خلف المقاومة والجيش والأجهزة الامنية (…) في وجه قوى الأرهاب والتكفير”.

ودانت السعودية “التفجير الإرهابي” بينما وصفته الولايات المتحدة بأنه “إرهابي وشنيع” مؤكدة أنه “لا يؤدي إلا إلى تعزيز التزامنا في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، ومن بينها الأجهزة الأمنية، لجعل لبنان مستقرا وآمنا وذات سيادة”.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الاعتداء ب”العمل الحقير” ودعا اللبنانيين إلى “مواصلة العمل للحفاظ على أمن واستقرار” البلاد.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، عن “سخطه” معتبرا الاعتداء “عملا دنيئا”.

ومنذ موجة التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت بين 2013 و2014، ينفذ حزب الله والقوى الأمنية تدابير مشددة على مداخل الضاحية وعمليات تفتيش دقيقة للسيارات.

وشهد لبنان منذ بدء النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011 سلسلة من أعمال العنف والتفجيرات التي أدت إلى مقتل العشرات.

واستهدفت الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى محسوبة على حزب الله، بتفجيرات عدة كان آخرها في حزيران/يونيو 2014. وتبنت بعض هذه التفجيرات مجموعات جهادية قالت إنها تأتي ردا على مشاركة الحزب الشيعي في القتال في سوريا.

اقرأوا المزيد: 409 كلمة
عرض أقل
نساء حزب الله (AFP)
نساء حزب الله (AFP)

ارتفاع حصيلة قتلى التفجيرين الانتحارتين في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى 16

مصدر أمني: "انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين دخلا سيرا على الأقدام إلى شارع في منطقة برج البراجنة حيث أقدما على تفجير نفسيهما بالقرب من مركز تجاري، بفارق سبع دقائق بينهما"

دوى انفجاران في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مساء اليوم الخميس ما أدى إلى وقوع إصابات، وفق ما ذكرت قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب وشهود.

وتحدث شهود لوكالة فرانس برس عن دوي انفجارين في برج البراجنة، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.

وارتفعت حصيلة القتلى جراء العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الخميس إلى 16، فيما أصيب العشرات بجروح، وفق ما أفاد مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس “ارتفعت حصيلة التفجيرين في برج البراجنة الى 16 شهيدا بالاضافة الى عدد كبير من الجرحى”. وكانت حصيلة سابقة افادت بمقتل ثمانية أشخاص.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن “انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين دخلا سيرا على الأقدام إلى شارع (في منطقة برج البراجنة) حيث أقدما على تفجير نفسيهما بالقرب من مركز تجاري، بفارق سبع دقائق بينهما”. وتسبب التفجيران وفق متحدث باسم الصليب الأحمر اللبناني “بسقوط ثمانية قتلى على الأقل وعدد كبير من الجرحى”.

اقرأوا المزيد: 154 كلمة
عرض أقل
نصر الله في خطابه الأخير
نصر الله في خطابه الأخير

شائعات في مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة حسن نصر الله

حرب نفسية أم مخاوف حقيقية على حياة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله؟

13 مايو 2015 | 14:48

تكثرُ في الأيام الأخيرة الإشاعات في مواقع التواصل الاجتماعي عن الحالة الصحّية الصعبة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وفقا للتقارير، والتي ليس هناك تأكيد عليها، فقد أُدخِلَ نصر الله قبل أربعة أيام إلى مستشفى “الرسول الأعظم” في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقد شوهدت إجراءات أمنية مشدّدة حول المستشفى، ممّا تسبّب في زيادة صناعة الشائعات.

ونشرت الصحيفة السعودية “الجزيرة” قبل فترة قصيرة مقالا عن تلك الشائعات، تحت عنوان “أنباء عن وفاة حسن نصر الله إثر إصابته بجلطة دماغية” ومنذ ذلك الحين ومواقع التواصل الاجتماعي مضطربة أكثر.

ومن الجدير ذكره أنّ نصر الله بدا في خطابه الأخير في حالة بدنية غير جيّدة، بل وأكثر من الشرب.

وتشير التقديرات إلى أنّها حرب نفسية للمتصفّحين وبعض وسائل الإعلام ضدّ حزب الله، الذي يخوض مقاتلوه الآن معركة مهمّة جدّا، إلى جانب قوات بشّار الأسد، ضدّ الثوار في القلمون.

اقرأوا المزيد: 132 كلمة
عرض أقل

علاقة حزب الله باليمن: دفن الزعيم الروحي للحوثيين قرب ضريح مغنية

أفادت وسائل إعلام لبنانية، نقلا عن وسائل التواصل، أن الزعيم الروحي للحوثيين في اليمن الشيخ عبد الملك الشامي دُفن قبل وقت قصير بالضاحية الجنوبية وسط تعتيم إعلامي من جانب حزب الله

14 أبريل 2015 | 19:19

أفادت صحيفة “النهار” اللبنانية، اليوم الثلاثاء، في تقرير انتقد في مقدمته أطرافا لبنانية تحاول إقحام لبنان في الأزمة اليمنية، بأن من يوصف بالزعيم الروحي للحوثيين في اليمن، الشيخ عبد الملك الشامي، دفن في الضاحية الجنوبية لبيروت قرب ضريح القائد العسكري البارز الراحل في “حزب الله” عماد مغنية.

وجاء في الخبر الذي نُقل عن وسائل التواصل حسبما أوضحت الصحيفة، أن دفن الشامي جرى وسط تعتيم إعلامي من جانب الحزب، علما أن الشامي كان قد نقل من اليمن الى أحد المستشفيات في طهران بعد اصابته في انفجار “مسجد الحشحوش”، وتوفي هناك، ونقل الى لبنان حيث دفن أمس في الضاحية.

وشكت الصحيفة في التقرير من أن لبنان “لم يعد بمنأى عن تداعيات توريطه تكرارا في “حروب الآخرين” وهذه المرة ليس على أرض لبنان فحسب، وانما على ساحات عربية عدة أخرى”.

اقرأوا المزيد: 125 كلمة
عرض أقل
غادي إيزنكوت (Flash90)
غادي إيزنكوت (Flash90)

كيف سيعمل الجيش الإسرائيلي بقيادة إيزنكوت

يشهد الجميع أنّه قائد ذو تقدير ولديه علاقات كثيرة، ولكن يبدو أنّ نظرية استخدام القوة لدى رئيس الأركان الجديد لن تشكّل نبأً عظيما

إنّ اختيار رئيس الأركان الجديد لا يُشكل سببًا للاحتفال. ما هي التحديات التي ستقف أمامه؟ هل هو مغربي؟ وبشكل أساسي: ما هو رأي أمه به؟ إليكم بعض الأسئلة المصيرية التي تشغل الصحفيين.

ولكن خلال الاحتفال الكبير اختفى السؤال الأساسي: ما هي رؤية إيزنكوت العسكرية؟ كيف يعتقد أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يعمل؟ كيف نقاتل الإرهاب؟ ما هو “الحسم”؟ تصبح هذه الأسئلة أكثر خطورة على ضوء العواقب الوخيمة لعملية “الجرف الصامد” التي لا تزال تحدث في الشوارع، وخصوصا على خلفية نظرية “الاحتواء” ليعلون، الذي أوصى كما هو معلوم بإيزنكوت بقوة. وهنا، كما يقولون، اشتبهتُ بالأمر.

لدى مراجعة تصريحات ومحاضرات إيزنكوت خلال السنين، يمكننا الوقوف – بشكل جزئي على الأقل – على رؤيته، ومحاولة فهم أي رياح عملياتية ستهبّ من مكتب رئيس الأركان في السنوات الخمس القادمة.

الإرهاب والعملية السياسية

بيني غنتس (يمين)، إيعود باراك، وغادي إيزنكون (FLash90)
بيني غنتس (يمين)، إيعود باراك، وغادي إيزنكون (FLash90)

بداية، بخصوص طابع الحرب على الإرهاب فإنّ إيزنكوت لا يختلف بشكل كبير عن المألوف في السنوات الأخيرة: “هناك ظاهرة أخرى”، ومن المعتاد الاقتباس منه من الأيام التي تلت عملية “الدرع الواقي”، حين كان يتولى منصب قائد فرقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) : “يجب الانتصار في كل لقاء. أن ننفذ المهمات. ولكن القرار لن يكون هنا”.

حتى في وقت لاحق، بعد سنوات ناجحة في قمع الإرهاب في الضفة الغربية من خلال عمليات متّسقة في المدن الفلسطينية، رفض إيزنكوت استخدام مصطلح “الحسم”: “تم تقليص الإرهاب بشكل ملحوظ، وهذه نتيجة إنجازاتنا، ووفاة عرفات، واختيار أبي مازن ونمو الأمل الجديد. وضع جميع ذلك بطانية على هذا اللهب”، هكذا أوضح في مقابلة للمراسل العسكري المحترم عوفر شيلح في صحيفة “يديعوت أحرونوت”. حسب كلامه، فإنّ استمرار الصراع لا يتعلق بعوامل عسكرية، وإنما بعوامل سياسية: “باعتباري مرتديا للزي العسكري، فهذا يعني بالنسبة لي الاستعداد، والتوصية بخطوات تصنع الأمل. أما الأمور مثل تجديد العملية السياسية أو إطلاق سراح الأسرى فهي ليست في ملعبي. أستطيع فقط أن أقول إنّه من لا يرى ضوءًا في نهاية النفق، سيسرع أكثر لإشعال النار”.

رغم أنّ إيزنكوت لا يوصي بـ “الاحتواء”، وكونه مناصرا كبيرا للسيطرة على الأرض (“الحرب الأكثر كفاءة على الإرهاب هي فقط من خلال السيطرة على الأرض والسكان”)، ولكن مع ذلك، فهو مناصر أكبر لمدرسة “ليس هناك حلّ عسكري للإرهاب”. كالعديد من الضباط في الجيش الإسرائيلي فإنّ إيزنكوت أيضًا لا يعرف كثيرا السوابق التاريخية العديدة للتغلّب على حرب العصابات، ورغم الخبرة التكتيكية الناجحة لقائد فرقة يهودا والسامرة، فسيبقى على ما يبدو وفيّا لهذا التصوّر.

سلاح الجوّ والنيران العكسية

غادي إيزنكوت وكوشيه بوغي يعلون (Flash90)
غادي إيزنكوت وكوشيه بوغي يعلون (Flash90)

حتى عندما يكون الحديث عن تهديدات أكثر جدّية، مثل حزب الله وحماس، فلا يبدو أنّ إيزنكوت يجلب نبأً عظيما. كانت الخطة الأكثر شهرة والتي تضمنت اسم إيزنكوت فيها هي “مبدأ الضاحية”، والتي تتمثّل بالهجوم الواسع من قبل سلاح الجوّ ضدّ مراكز السلطة والسيطرة لحزب الله، كما قام الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية، والتي تولّى إيزنكوت فيها رئاسة قسم العمليات في رئاسة الأركان.

لقد أوصى في تلك الحرب بتجنيد واسع للاحتياط منذ الأيام الأولى، بهدف جعل العملية البرية خيارا واقعيّا، ولكنه اعتقد أنّه “يجب فعل كلّ شيء من أجل عدم تطبيقها”. كان يُفضل إبقاء الجزء الأكبر من العمل بيد سلاح الجو، الذي كان ينبغي أن يضع حدّا لهذه الحملة بواسطة قوة نارية صلبة على حزب الله والبنى التحتية اللبنانية.

ولكنه أوضح المنطق وراء ذلك في مقالة نُشرت في مجلة معهد أبحاث الأمن القومي. أوضح إيزنكوت أنّ “الصعوبة الكبرى هي في تحديد مراكز الثقل التي ستؤدي ضربة واحدة لها لانهيار قوة الإرادة. الصعوبة الأكبر لدى الجيش الإسرائيلي هي تحقيق قدرته في سلسلة من عمليات تحطيمية وقصيرة في الوقت المناسب للتوصل إلى إنجاز”.

الحلّ، بحسب رأيه، هو بتفعيل الضغوط على المراكز المدنية لحزب الله – حيّ الضاحية، وقرى الجنوب اللبناني: “إنّ الهدف النهائي للتنظيم هو تحقيق هيمنة شيعية في لبنان، ومركز الثقل الأساسي لديه في البلاد هو دعم السكان الشيعيين، أولئك الذين اجتازوا تجربة صعبة للغاية قبل ثلاث سنوات”. حسب رأيه، فإنّ حقيقة أنّ هذه الشريحة السكانية قد عانت كثيرا في الحرب الأخيرة، ستؤدي بقادة حزب الله إلى أنّ “يدرسوا الأمور بعناية قبل أن يفتحوا النيران من داخل المناطق المدنية الشيعية مدركين معنى مواجهة أخرى… آمل أن يؤدي هذا الإدراك لدى التنظيم إلى أن يدرس الأمور بعناية قبل أن يقرّر أن يفعّل ضدّنا المزيد من الإرهاب والاختطاف وإطلاق النار”.

“لماذا تسمون ذلك مبدأ بوتين”، احتج إيزنكوت مرة عندما أجرى مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” حين كان قائد المنطقة الشمالية، “أنا أسمي ذلك مبدأ الضاحية. الذي حدث في حيّ الضاحية في بيروت عام 2006 سيحدث في كلّ قرية سيطلقون منها الصواريخ باتجاه إسرائيل. سنطبّق عليها قوة غير متكافئة وسنتسبّب بدمار وأضرار كبيرة فيها. بالنسبة لنا فهذه ليست قرى مدنية وإنما ثكنات”.

يعبّر إيزنكوت عن أفكار مشابهة بخصوص غزة: “إذا لم يعمل قادة حماس على إيقاف إطلاق الصواريخ، فهم بحاجة إلى تلقي ضربة قاسية ودفع ثمن باهظ” كما قال في مقابلة مع عاموس هرئيل قريبا من فترة صعود حماس للحكم، وأضاف: “يجب أن نضع لهم معيارا من عدم التسامح من جهتنا فيما يتعلق بالإرهاب القادم من غزة… أن نطلق 200 قذيفة أخرى على مناطق إطلاق الصواريخ، أن نضرب كل من يشارك في الإرهاب، يخطّط له ويموّله”.

وهناك أيضًا، يعتقد إيزنكوت بأنّ سيطرة حماس على السكان المدنيين قد يثبت بأنّه ميزة: “أنا أعتقد أنّهم في هذه الجولة سيضغطون على الفرامل… لديهم التزامات أخرى ينبغي الوفاء بها: توفير الأمن الأساسي للمواطنين، إيقاف الفوضى في الشوارع، دفع الرواتب، حيث ليس لديهم حتى الآن مصدرًا للأموال. إنهم يحتاجون الآن إلى وقت وهدوء من أجل تحقيق الاستقرار في الساحة المحلية في السلطة والسيطرة على مراكز القوة”.

نقص خيار المناورات البرية

غادي إيزنكوت وكوشيه بوغي يعلون (Flash90)
غادي إيزنكوت وكوشيه بوغي يعلون (Flash90)

وهكذا، فإنّ رئيس الأركان الجديد يبدو كمشجّع كبير لفكرة الضربات الجوية و”النيران العكسية”. ولكن بخلاف الرؤى التي قادت يعلون في عملية “الجرف الصامد” وربما أيضًا حالوتس في حرب لبنان الثانية، يعارض إيزنكوت استنزاف العدوّ. بحسب رؤيته، تحتاج الحرب الجوية إلى أن تكون فورية وواضحة، بل ومفتقدة للتكافؤ والاعتدال.

على هذه الخلفية، فالأمر الناقص في فلسفة إيزنكوت هو خيار المناورات الأرضية. رغم أنّه يعلم أهمية المنطقة، بل وساهم في تجنيد الاحتياطي مقابل الضربات الجوية عام 2006، فإنّ العامل الأرضي لا يحظى عنده بمعالجة حقيقية. باستثناء تصريح متحفّظ بخصوص غزة، عندما كان حكم حماس فيها لا يزال في مهده (“من الواضح تماما أنّ العمليات البرية ليست نمطا مرغوبا به في هذه اللحظة، ولكنها موجودة في سلّة الأدوات”)، فإنّ إيزنكوت لا يكثر من التطرّق للموضوع. في الواقع، يبدو أن إيزنكوت هو الذي يقف وراء انتقال الجيش الإسرائيلي من العمل البرّي كما في “الرصاص المصبوب” إلى العمليات الجوية كما في “عمود السحاب” و “الجرف الصامد”. وكما كتب المحلّل ألون بن دافيد، بعد أن حلّل “مبدأ الضاحية”: “وهكذا، دون تصريحات أو إعلانات، عاد تصوّر “حرق الوعي” لدى موشيه (بوغي) يعلون ودان حالوتس إلى التيّار السائد في الجيش الإسرائيلي. طبّقه رئيس الأركان بيني غانتس للمرة الأولى في عملية “عمود السحاب”، وغادي إيزنكوت، الضابط الذي يفكّر قبل أن يطلق النار، سيبقى وفيّا له…”.

وكما يشهد كثيرون، يعتبر إيزنكوت قائدا ذا تقدير وذا قدرات عالية، ويبدو أنّه في هذا الصدد أيضًا ستكون هناك مفاجآت. إنّ حقيقة أنّه سيعمل إلى جانبه نائب مثل اللواء يائير جولان، المسؤول عن طرق العمل القديمة والجيّدة، قد تكون حاسمة في هذا السياق. هل تعتبر تصريحاته في العقد الأخير بمثابة الإشارة لما سيأتي؟ ستخبرنا الأيام. سيكون لدى إيزنكوت، على أية حال، ما يكفي من الفرص لإثبات نفسه وقت العمل.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 1119 كلمة
عرض أقل
انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية في الرابع من يناير/ كانون الثاني 2014 (AFP)
انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية في الرابع من يناير/ كانون الثاني 2014 (AFP)

انفجار عنيف يهز ضاحية بيروت الجنوبية

وسائل الإعلام اللبنانية تفيد بسقوط 5 ضحايا وعدد كبير من الجرحى، وجبهة النصرة تتبنى التفجير

21 يناير 2014 | 11:22

أعلن الجيش اللبناني بعد ظهر اليوم أن سيارة من نوع ” كيا”، مفخخة بكمية من المتفجرات، انفجرت قبل ظهر اليوم في محلة حارة حريك – الشارع العريض، مؤدية إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية جسيمة.

وأفادت وسائل الإعلام اللبنانية بسقوط 5 ضحايا وعدد كبير من الجرحى. وقال شاهدان في وقت سابق انهما سمعا دوي انفجار في المنطقة التي شهدت تفجيرات سيارات ملغومة خلال الشهور الأخيرة وقال شاهد عيان إنه رأى دخانا يتصاعد.

وتبنّت جبهة النصرة في لبنان، التفجير الارهابي الذي وقع صباح اليوم في حارة حريك، وذلك في بيان، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، معتبرة أن التفجير رد على قصف عرسال.

وتشهد لبنان في الآونة الأخيرة توترا أمنيا حادا، حيث يستفلح فيها الإرهاب. ويربط محللون بين العمليات الإرهابية ضد حزب الله وبين تورط الحزب في الحرب الأهلية في سوريا.

اقرأوا المزيد: 134 كلمة
عرض أقل
جنازة القيادي البارز في حزب الله، حسّان هولو اللقيس، في الضاحية الجنوبية في لبنان (AFP)
جنازة القيادي البارز في حزب الله، حسّان هولو اللقيس، في الضاحية الجنوبية في لبنان (AFP)

أعداء حزب الله الكُثر

رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية والمقرب جدا من حزب الله يكتب "حزب الله سيرد"

05 ديسمبر 2013 | 12:00

ذكر محلّلون في إسرائيل هذا الصباح أنه رغم إصبع الاتّهام التي يوجهها الحزب الشيعي تجاه إسرائيل في اغتيال القيادي حسّان اللقيس أمس، فإنّ الحزب جمع الكثير من الأعداء في الفترة الأخيرة، وهو في وضعٍ سيء جدًّا، مع احتمال كبير ألّا يكون منفّذو الاغتيال مرتبِطين بإسرائيل.

وكتب المحلّل جال برجمان من صحيفة يديعوت أحرونوت: “لا شكّ أنّ ثمة أسبابًا كثيرة لإسرائيل لاغتيال اللقيس، لكنّ طريقة التنفيذ غير مناسِبة لعمل تنفّذه إسرائيل. إطلاق النار عن كثب وسط الشارع في ضاحية بيروت يتضمّن مخاطر ليست قليلة، ويصعب التصديق أنّ عملية كهذه يُمكن أن يُصادَق عليها”.

وكتب المحلِّل العسكري عاموس هرئيل في صحيفة “هآرتس” هذا الصباح: “لا يجب المسارعة إلى اتّهام إسرائيل. أدّى تدخُّل حزب الله في سوريا إلى خلق عددٍ من المعارضين والأعداء داخل لبنان. قسمٌ منهم، مثل الشيخ السلفي أحمد الأسير من صيدا، يعمل بشكل منفرد، ولا يمثّل حركات سياسيّة. بالمقابل، يدير آخرون حروب أحياء وأزقّة، مثل سكّان باب التبانة السنة الذين يقاتلون حيّ جبل محسن العلوي في مدينة طرابلس. وتعمل إلى جانب السكّان السنة تنظيمات مرتبطة بالقاعدة وضعت لها هدفًا أن تمسّ بحزب الله، الذي يقاتل رجالها في سوريا”.

وقبل نحو شهرَين، وقعت في مدينة بعلبك اللبنانية اصطدامات عنيفة بين رجال حزب الله ومواطنين سنة، احتجّوا على الحواجز التي يضعها الحزب على أطراف المدينة. على خلفية الصدامات، افتتح تنظيم باسم “أحرار السنة في بعلبك”، الذي أعلن مسؤوليته عن اغتيال اللقيس أمس، حسابًا على تويتر حذّر فيه حزبَ الله من ثأره. بعد ذلك، دعا التنظيم إلى “تطهير لبنان من حزب الله” – مُمَجِّدًا عمليات التفجير ضدّ السفارة الإيرانية في بيروت.

وقد حوّلت هذه المعارك لبنانَ إلى ساحة حرب ثانوية لسوريا، وهي تضع حزب الله أمام تحدٍّ لم يعرفه في الماضي. فليس فقط أنّ تنظيمات لبنانية وأجنبية تنجح في أن تنشئ أقاليم مسلّحة لا ينجح الحزبُ في السيطرة عليها، بل تمتلك هذه التنظيمات أيضًا استخباراتٍ تتيح لها تنفيذ تفجيرات هامّة رغمًا عنه.

وقد فقد حزب الله، في الأسابيع الماضية، بين 200 و500 مقاتل في سوريا، كما تمّ قصف عدد من مخازن الطوارئ الخاصّة به في أعمال منسوبة لإسرائيل. ويترقب الحزب، مثَله مثَل الأسد، قمة جنيف 2 في كانون الثاني، على أمل إحراز وقفٍ لإطلاق النار يُتيحُ له استعادة معظم قوّاته من سوريا، ليتمكن من ترميم مكانته في لبنان والتفرُّغ للخُصوم الداخليين.

وحتّى لو جرى إحراز وقف إطلاق نار في سوريا، فإنّ الصراعات داخل لبنان قد تبقى قائمة، حيث أدّى تعاظم قوة حزب الله داخليًّا إلى نشوء صراع مذهبيّ وسياسيّ.

وفي هذه الأثناء، يكشف الإعلام اللبناني، لا سيّما المحسوب على حزب الله، تفاصيلَ إضافيّة عن اللقيس. فقد روى عنصر أمني لبناني كان على صلة وثيقة باللقيس لصحيفة “السفير” اللبنانية أنّ اللقيس درس هندسة الكمبيوتر في الجامعة الأمريكية في بيروت. ودعاه أحد أصدقائه “كاتم أسرار المقاومة”.

ونشر أحد الصحفيين في الصحيفة ذاتها أنّ اللقيس كان “قائد الدفاع الجوي في المقاومة”. وعُرّف اللقيس بأنه كان “أحد أهم عقول [الحزب] الإلكترونية”، كما قيل عنه إنه “الثاني من حيث الأهمية الذي يُغتال بعد القائد العسكري للتنظيم عماد مغنية”. كما جرى الحديث عن العلاقة بين القيادي وبرنامج الطائرات بلا طيّار في حزب الله.

وكتب إبراهيم الأمين، رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” والمقرب جدا من حزب الله، مقالة بعنوان “حزب الله سيرد”، زاعما أن تصرف الحزب بعد اغتيال اللقيس، بدءا بطريقة إعلان استشهاده، وانتهاء بعدم نشر معلومات عنه، “يقود من يعرف عقل المقاومة إلى نتيجة واحدة: ثمة رائحة دماء تفوح من خلف الحدود الجنوبية…ولننتظر!”

وفي إسرائيل، كتب صحفيون أنّ أساس تأهيل اللقيس نابع من خبرة كبيرة اكتسبها في تطوير وإنتاج وسائل قتاليّة. فقد كان منذ بداية طريقه أهمّ مسؤول عن المشتريات والمنسّق مع إيران في موضوع الوسائل القتالية. بفضله، تحوّل حزب الله إلى “أقوى تنظيم إرهابي في التاريخ – تنظيم لديه قدرات تفوق تلك التي لتسعين من المئة من دول العالم”، على حدّ تعبير رئيس الموساد السابق مئير داغان.

اقرأوا المزيد: 588 كلمة
عرض أقل

إحياء عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت وسط تدابير أمنية مشددة

تجمع آلاف الاشخاص من الطائفة الشيعية منذ السابعة من صباح الخميس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، لاحياء مراسم عاشوراء وسط تدابير أمنية مشددة في ظل مخاوف من توتر امني او تفجيرات، بحسب ما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس

قيادى لبنانى يكشف عن ملابسات تفجيرات الضاحية وطرابلس

كشف عضو كتلة تيار المستقبل في البرلمان اللبناني النائب نهاد المشنوق المشنوق أن السيارة التي تم تفجيرها في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ...

05 سبتمبر 2013 | 13:22

حزب الله يفتش سيارة دبلوماسي كويتي… “أخطأ واعتذر”

تتكرر حوادث استهداف أمن حزب الله الذاتي سيارات دبلوماسيين خليجيين أثناء مرورها في الضاحية الجنوبية لبيروت، فبعد السعودية، احتجّت الكويت على تفتيش سيارة أحد دبلوماسييها، ودعت مواطنيها إلى مغادرة لبنان فورًا.

02 سبتمبر 2013 | 15:32