نشر موقع defenceiq مؤخرًا قائمة الدول ذات ميزانية الأمن الأغلى في العالم لسنة 2013. كما يبدو هذا، ورغم الادعاءات والإعلانات عن التقليصات، حتى في نفس السنة كانت هنالك زيادات في بنود الأمن ويستمر العالم بضخ تريليونات الدولارات على آلات القتل.
بما لا يفاجئ، تقف على رأس القائمة الولايات المتحدة وتحتل المكان الثاني والثالث روسيا واليابان. بالمناسبة، لا تصل ميزانية الأمن لروسيا والصين معًا حتى إلى نصف ميزانية الأمن للولايات المتحدة. تحتل المرتبة الرابعة بشكل مثير للدهشة السعودية، التي تنفق حوالي 2,100 دولار لكل مواطن في الدولة والتي تعد 28 مليون نسمة.
هاكم إطلالة على قائمة 10 الجيوش الأغلى في العالم:
الولايات المتحدة
تحتل ميزانية الأمن الأمريكية قمة القائمة بسهولة والتي تصل إلى 640 مليار دولار. تشمل بنود الميزانية تمويل رواتب الجيش الثابت الأكبر في العالم، حاملات الطائرات، والطائرات العمودية وسلاح الجو مع مئات وآلاف الطائرات الحربية. ولكن هذه أيضًا ميزانية جزئية إذ أن ميزانية الحروب تصل من بند منفصل، قبل كل بدء بالحرب يخصص الكونغرس ميزانية خاصة، حيث لا تُحسب هذه التكاليف من ضمن المليارات التي تضخ لميدان المعركة في أفغانستان أو العراق إلى وقت قريب.
الصين
لقد صرفت الصين سنة 2013 ما لا يقل عن 188 مليار دولار وهذا يعتبر ارتفاعًا ملحوظا مقارنة بعام 2012، إذ وصلت الميزانية وقتها إلى مبلغ 112.2 مليار دولار. بالمناسبة دخل الصينيون إلى قائمة غير مؤكدة نُشر فيها من مدة قريبة عن “23 دولة التي قامت بمضاعفة ميزانية الأمن في العقد الأخير، والحديث عن ارتفاع بنسبة 170 بالمئة منذ سنة 2004”.
روسيا
أنفق الجيش الذي لا يغيب عن العناوين الرئيسية سنة 2013، مبلغ 87.8 مليار دولار. والحديث هنا عن ارتفاع ملحوظ لأنه في السنة السابقة خصص بوتين “فقط” 66 مليار دولار. مثل الصينيين يمكن إيجاد الروس في قائمة الـ 23 دولة لأنه منذ سنة 2004 ازدادت ميزانية أمنها بما لا يقل عن 108 بالمئة. في هذه الأيام يمر الجيش الروسي بعملية تحديث وشراء كبير لمنظومات متقدمة وكذلك ترقية الحملات التدريبية.
السعودية
دخلت السعودية المكان الرابع مع ميزانية عسكرية بمبلغ 67 مليار دولار. تصرف أغلب المصروفات العسكرية على صفقات السلاح الضخمة ومن عدة دول، طائرات دبابات وصواريخ من الولايات المتحدة، ألمانيا وبريطانيا وغيرها. سجلت السعودية أيضًا ارتفاعًا بالنسبة للسنة السابقة أذ أنفقت وقتها 59 مليار دولار. يبدو أن السعوديين يشترون الكثير من السلاح المتطوّر لكنهم لا يعرفون كيف يشغلونه تشغيلا مهنيًّا.
فرنسا
دخلت فرنسا المكان الخامس مع ميزانية تصل إلى 61.2 مليار دولار. الحديث عن أحد الجيوش الأقوى عالميًّا والذي سلاحه الأكبر هو من إنتاج ذاتي. بعد أن حاربوا إلى جانب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان يقوم الفرنسيون بإدارة حرب أخرى في مالي الأفريقية. في العقدين الأخيرين، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، قلصت فرنسا تقليصًا ملحوظا حجم الجيش، لكنها حافظت على المبنى الأساسي الذي يتيح عملا عسكريًّا عالميًّا. كذلك على عكس وزارات الحكومة التي عانت بعدد غير قليل من التقليصات في الميزانيات، لم تتعرض ميزانية الأمن لأي مسّ.
بريطانيا
أنفقت المملكة المتحدة سنة 2013 مبلغ 57.9 مليار دولار وهي الوحيدة التي دخلت القائمة بعد انخفاض في ميزانيتها. سنة 2012 أسرفت مبلغ 57 مليارًا. يمر البريطانيون منذ مدة طويلة ببرنامج تقليصات إلى جانب تغيير النظام العسكري وتحديثه. ما يساعدهم في برنامج التوفير هو انسحابهم من أفغانستان الذي في أوجه، وسينتهي حسب البرنامج، هذه السنة.
ألمانيا
حصل الجيش الألماني سنة 2013 على 48.8 مليار دولار مما جعله يقفز للمكان السابع مقارنة بعام 2012، إذ كانت ميزانية الأمن وقتها للألمان تصل إلى 44 مليارًا. يبدو أنه على عكس التصريحات الألمانية عن التقليصات، فما زالت تضخ أموالا للجيش. ما زالت ألمانيا تقيم المباحثات حول إذا ما يُمكن للجيش العمل بحرية عبر حدود الدولة، وهو تباحث يدار في الوقت الذي ينتشر فيه آلافٌ من جنودها في أفغانستان ودول أخرى.
اليابان
أنفقت دولة المحيط الهادئ، التي تمر بفترة مباحثات عن مهمة الجيش خارج حدود الدولة، سنة 2013 مبلغًا يصل إلى 48.4 مليار دولار. عدا عن حقيقة أنهم يدرسون تفعيل الجيش عبر البحار، فإنهم يرون بالصين وكوريا الشمالية تهديدًا خطيرًا على الدولة.
الهند
أنفقت الهند سنة 2013، 47.4 مليار دولار وهو ارتفاع بنسبة 2.5 بالمئة منذ سنة 2012. منذ سنين طويلة والهنود يديرون حربًا باردة وساخنة مع باكستان وإلى جانب هذا يشتركون في عدة مهمات للأمم المتحدة. لديهم ما يفوق مليونَي جندي، آلاف الدبابات، صواريخ الإطلاق النووية، سلاح بحري وجوي بارز، لكن ما يهم هو كمية الآليات والسلاح الذي يمتلكه الهنود من الصناعة الأمنية الإسرائيلية. يشير التقدير المتوقع إلى أن الهنود ينفقون في كل سنة مئات ملايين الدولارات على امتلاك أجهزة سلاح إسرائيلية.
كوريا الجنوبية
تنفق الدولة التي تتاخم الشمال المجنون لكيم جونغ أون في كل سنة 33.9 مليار دولار. بهدف مواجهة التهديد من الشمال، يمتلك الكوريون جيشًا ربما يعد صغيرًا لكنه متفوق من ناحية تقنية وطبعًا أكثر كُلفة. بينما لدى الجيش في الشمال 1.2 مليون جندي، يدعمهم 8 ملايين احتياطي ومليشيات مختلفة، في الجنوب فقط 650,000 جندي يدعمهم 3.2 مليون جندي احتياطي. لذلك يمكن أن نجد فيها مئات الطائرات الحربية المتقدمة، الدبابات الحديثة وأنظمة الاستخبارات والاتصال الجديدة.