ما زالت محاضرة زاك ابراهيم على قناة “تيد” التي تعني بنشر “أفكار تستحق النشر”، تستقطب ملايين المشاهدين حول العالم. وهي ذات أهمية خاصة في أيامنا، حيث تفلح الحركات الإرهابية مثل: “داعش”، وغيرها، في تجنيد الشباب إلى صفوفها بهدف القتل وباسم التعصب والكراهية. زاك إبراهيم هو ابن السيد نصير إبراهيم، الأميركي – المصري الذي يقبع في السجن الأمريكي لضلوعه في التخطيط لتفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، عام 1993، وهو اليوم يحاضر من أجل نشر رسالته السلمية التي تهدف إلى إنقاذ كل من يتعرض إلى التطرف والإرهاب.
ويقول ابراهيم في المحاضرة إن والده كشفه منذ الصغر إلى الإسلام المتطرف، وأراد له أن يحذو حذوه، ويروي كيف أخذه والده إلى ميدان رماية للتمرين ساردا ” حين جاء دوري لإطلاق النار، ساعدني أبي على حمل البندقية على كتفي وشرح لي كيف علي أن استهدف الهدف على بعد 30 ياردة. في ذلك اليوم، أصابت آخر رصاصة أطلقتها الضوء البرتقالي الصغير الذي كان يوجد فوق الهدف وما كان مفاجئا بالنسبة للجميع، خاصة بالنسبة لي، أن الهدف بأكمله قد انفجر مشتعلا. التفت عمي إلى باقي الرجال، فقال بالعربية ،”ابن أبيه””.
ومن ثم يواصل إبراهيم الحديث عن التغيير الذي طرأ على شخصيته وحياته، مشيرا إلى مشاركته في المجلس الوطني للشباب في فيلاديلفيا، وقائلا: “في أحد الأيام، في نهاية المجلس، اكتشفت أن أحد الأطفال الذين صادقتهم كان يهوديا. الآن، لقد تطلب الأمر مني عدة أيام لكي تظهر هذه التفاصيل على السطح، وأدركت أنه ليس هناك أي عداء طبيعي بيننا نحن الاثنين. لم يكن لي صديق يهودي من قبل، وبصراحة أحسست بالفخر أنني استطعت تجاوز عقبة كنت قد حُمِلتُ طوال حياتي على تصديق أنه من المستحيل تجاوزها”.
ويختم إبراهيم رسالته التي تتسم بالتسامح والسلمية راويا للجمهور الذي وقف على رجليه في نهاية المحاضرة وصفق للشاب لمدة طويلة: “اخترت أن أستعمل تجربتي لأحارب ضد الإرهاب، ضد التعصب. أقوم بهذا من أجل ضحايا الإرهاب وأحبائهم، والألم والخسارة الأليمة التي أجبرهم الإرهاب على عيشها. لضحايا الإرهاب، سأتحدث بصوت عال ضد هذه الأعمال الخرقاء وأدين ما قام به والدي. وببساطة، أقف هنا كدليل أن العنف ليس متأصلا في دين أو عرق المرء، وأنه ليس على الابن أن يتبع خطى والده. أنا لست أبي”.
يذكر أن إبراهيم كتب كتابا عن قصة حياته بعنوان “ابن الإرهابي: قصة اختيار”، موثقا حقبة الحياة التي عاشها مع أبيه ومن ثم التحوّل الكبير الذي طرأ على حياته بعد أن دخل والده السجن، حيث غيّر اسمه من زكي السيد نصير إبراهيم إلى “زاك إبراهيم”، لكي يقطع صلته بأبيه، ولكي يعيش في هوية الجديدة التي تنادي إلى التسامح والسلام بعيدا عن الإرهاب والتطرف.