بعد تشاد.. السوادن والبحرين “ينتظران” نتنياهو

وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد (AFP)
وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد (AFP)

نتنياهو تحدث عن زيارات قريبة إلى دول عربية خلال مؤتمر صحفي مع رئيس تشاد.. والصحف الإسرائيلية تشير إلى مساع مكثفة لتحسين العلاقات البحرين والسودان

26 نوفمبر 2018 | 09:59

قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس تشاد، إدريس ديبي، إن العالم العربي يشهد تغيرات في تعامله مع إسرائيل، مؤكدا أنه ينوي زيارة دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على غرار زيارته المفاجئة لسلطنة عمان، حيث استقبله السلطان قابوس.

وقال مسؤول إسرائيلي تحدث مع هيئة البث الإسرائيلي إن إسرائيل تبذل جهودا في الراهن من أجل بناء علاقات مع دولة البحرين. وأشارت تقارير إسرائيلي أن الدولة الإفريقية الثانية التي تنوي إسرائيل بناء علاقات دبلوماسية معها هي السودان.

وركزت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقريرها على حاكم السودان، عمر البشير، المتهم دوليا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في درفور وغربي السودان. وحسب هآرتس، كانت إسرائيل قد توسطت للسودان في البيت الأبيض من أجل تخفيق العقوبات الاقتصادية عنها، على خلفية قطع السودان علاقتها مع إيران، ووقف تهريب الأسلحة عبرها إلى قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ستستفيد من تسوية العلاقات مع السدوان وتشاد بتقصير الرحلات الجوية إلى جنوب أمريكا.

اقرأوا المزيد: 153 كلمة
عرض أقل
نقل اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل على متن طائرة سلاح الجو الإسرائيلي (AFP)
نقل اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل على متن طائرة سلاح الجو الإسرائيلي (AFP)

عملية الموساد في السودان من خلف الكواليس

يكشف فيلم جديد عن العملية السرية التي شغّل في إطارها عملاء الموساد الإسرائيلي قرية استجمام في السودان، لتهريب اليهود من إثيوبيا إلى إسرائيل

في بداية الثمانينات، جرت “حملة الأخوة” كجزء من مشروع سري لهجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل، وكانت هذه الحملة الأكثر تعقيدا وتواصلا من بين العمليات التي نفذها الموساد. طيلة أكثر من ثلاث سنوات، عمل عملاء الموساد وفق هوية مزيّفة، وأقاموا موقع استجمام لخدمة شواطئ البحر الأحمر، وهربوا عبره يهودا من إثيوبيا إلى إسرائيل.

كُتب في منشورات حول القرية الاستجمامية التي سُميت “مركز الغوص الصحراوي والعطلة في السودان”، أنه يمكن للزوار أن يتمتعوا بمنظر صحراوي، شواطئ رملية وغوص ممتع. ولكن موقع الاستجمام والغوص كان موقعا لعملاء الموساد لنقل اليهود من إثيوبيا من مخيّمات اللاجئين، التي سكنوا فيها، إلى إسرائيل عبر الطائرات والسفن.

يهود اثيوبيون في القدس، 1985 (AFP)

بعد عشرات السنوات من الكشف عن تفاصيل الحملة السرية، كتب وأخرج المخرج الإسرائيلي، غدعون راف الفيلم “موقع غوص في قلب البحر الأحمر”، بإلهام من الأحدات التي جرت في قرية الاستجمام السودانية في هذه السنوات. من المتوقع أن يُعرض الفيلم، الذي يشارك فيه ممثلون هوليووديون معروفون، في هذا العام.

تظهر أحداث الحملة الهامة بأكملها في كتاب عميل موساد سابقا، غاد شمرون، وهو “أحضروا لي يهود إثيوبيا”، الذي صدر في عام 1998. قال شمرون، الذي كان أحد عملاء الموساد الذين أقاموا موقع استجمام زائف وأداروه، لموقع “هآرتس” إن “التجربة كانت فريدة من نوعها”. وفق أقواله، كانت الحملة معقّدة وخطيرة جدا: “حدثت أمور كثيرة. تعرضنا لإطلاق نيران من القوى الأمنية السودانية وأنا شخصيا خضعت للتحقيق والسجن. نشكر الله لأننا لم نتعرض لإصابات ولم يقتل أحد عناصر الموساد، ولكن عملية نقل القادمين الجدد كانت خطيرة”، قال شمرون.

مؤلف الكتاب، غاد شمرون (لقطة شاشة)

وفق أقواله، حدثت إحدى أخطر اللحظات في آذار 1982، عندما أطلقت وحدة من الجيش السوداني النيران على عملاء الموساد ومجموعة من يهود إثيوبيا الذين صعدوا على سفينة مطاطية في ساعات الليلة المتأخرة، لأن السودانيين اعتقدوا أنهم مهربون. بعد المواجهة بين القوات من كلا الجانبين، نجح أحد العملاء الإسرائيليين في إقناع ضابط سوداني أن الحديث يجري عن غوص ليلي لسياح، وهكذا نجوا ونجحوا في نقل يهود إثيوبيا إلى سفينة لسلاح البحر الإسرائيلي التي كانت تنتظرهم.

بعد هذه الحادثة، التي تبين فيها أن نقل اليهود عبر البحر خطير، أجريت عمليات إنقاذ جوية بمستوى صغير، نقُل فيها القادمون الجدد إلى مطار مرتجل في الصحراء ومن هناك نقلوا جوا إلى إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 341 كلمة
عرض أقل
عائلة سودانية في ضواحي العاصمة خرطوم (AFP)
عائلة سودانية في ضواحي العاصمة خرطوم (AFP)

صحفي إسرائيلي زار السودان: الحديث عن التطبيع هناك لم يعد جريمة

صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير خاص عن السودان: بلد اللاءات الثلاث تشهد تحولات سياسية ملفتة.. تقارب من أمريكا والسعودية وابتعاد عن إيران. والنظام يجهز الشعب للتطبيع مع إسرائيل

17 نوفمبر 2017 | 17:12

نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، في عددها الصادر يوم الجمعة، تقريرا مطولا عن الأجواء السياسية “الجديدة” في السودان، حسب وصف الصحيفة، أعدّه مراسل الصحيفة إلداد بيك، الذي أجرى زيارة إلى الخرطوم وعاد وانطباعه أن “كلمة التطبيع لم تعد محظورة في عاصمة اللاءات الثلاث”.

وعنونت الصحيفة المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التقرير ب “السودان يتغير.. مع إسرائيل وضد الإرهاب”. وكتب بيك في التقرير أنه دهش لقراءة عنوان بالبنط العريض يتحدث عن التطبيع مع إسرائيل في صحيفة “الوطن”، ومنسوب للوزير في الحكومة السودانية، صادق الهادي.

وجاء في العنوان “التطبيع مع إسرائيل هو الاتجاه العام في الدول العربية”. وحسب وصف الصحفي الإسرائيلي، هذا يدل على أجواء جديدة في العاصمة الخرطوم، عاصمة اللاءات الثلاث التي تبنتها القمة العربية التي عقدت فيها عام 1967، حيث صدرت قرارات حازمة ضد إسرائيل وهي: “لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل”.

“هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها الحكومة “بالونات تجربة””، كتب الصحفي الإسرائيلي، “ففي شهر أغسطس، أعرب الوزير السوداني، مبارك الفاضل المهدي، عن دعمه لإقامة العلاقات مع إسرائيل”.

وحسب الكاتب الإسرائيلي “بات الشعب السوادني متأكدًا من وجود علاقات تنسج بين إسرائيل والنظام”. “لعبت إسرائيل دورا هاما في إقناع الأمريكيين على رفع العقوبات عن السودان” نقل الصحفي أقوال شاب يدعى محمود، وهو طالب جامعي يدرس العلاقات الدولية، ويتابع “ثمة حديث عن صفقة سياسية كبرى لإنهاء الصراع الإسرائيلي – العربي، برعاية السعودية. السودان يقترب من السعودية في السنوات الأخيرة، وقد قطع العلاقات مع إيران منذ بداية عام 2014، وأرسل جنودا سودانيين إلى الحرب في اليمن ضد الحوثيين”.

“في دولة يعيش أكثر من 60% من سكانها تحت خط الفقر، ويبلغ فيها متوسط الراتب الشهري نحو 150 دولار، يعلّق السكان آمالهم على الانفتاح الأمريكي الأخير. ويأملون باستقطاب الاستثمارات الأجنبية. وهذه واحدة من الأسباب وراء رغبة النظام في تجهيز الشعب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. فالسودانيون يحتاجون لإسرائيل من أجل إقامة بنى تحتية وبناء اقتصاد متين” يكتب إلداد.

ويتابع الصحفي الإسرائيلي أن السودان يشهد تطورات سياسية إيجابية، أبرزها القرار الأمريكي برفع العقوبات عن النظام الديكتاتوري الذي يرأسه عمر البشير المتهم بارتكاب مجازر ضد شعبه وجرائم ضد الإنسانية، ومطلوب لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

ويضيف أن السودان الذي كان ممرا لتهريب السلاح من إيران إلى غزة، بات محسوبا على المحور السعودي، الأمر الذي ساهم في تغيير السياسة الأمريكية إزائه. فقد قررت إدارة ترامب الرهان على مهادنة البشير خلافا لأوباما، وذلك بعد ان أقنعته السعودية بأن السودان يمكن أن يساهم في الحرب ضد داعش والقاعدة في أفريقيا. وقد شطبت أمريكا السودان من قائمة الدول التي تحظر دخول سكانها إليها.

ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى تطور سياسي آخر ملفت حصل في السودان، وهو وصول لاجئين سوريين إليها -يصل عددهم بين 100 ألف إلى 200 ألف- واستيعاب السلطات لهم بهدف زيادة عدد العرب الذين يشكلون 30% من سكان السودان وعددهم 40 مليون، لتعزيز هذه الشريحة التي تعد المهيمنة.

ويروي بيك أن السوريين جلبوا معهم أموالا وأملاكا وأقاموا مطاعم ومتاجر ملابس وساهموا في تقوية الاقتصاد المحلي.

ويقارن مراسل “إسرائيل اليوم” بين نيل القاهرة الحافل بالمطعام والمقاهي وسفن الملاهي وبين نيل الخرطوم المتروك والمهمل، ويقول إن الخرطوم تفتقر إلى زحمة القاهرة وحياتها الصاخبة. ويشير إلى أن السودانيين ليسوا معتادين على الأجانب في بلدهم. فقد بلغ عدد الأجانب الذي زاروا السودان نحو 600 العام الماضي.

ويشير الكاتب إلى أن السكان المحليين يرتابون الأجانب ويشككون في أنهم “عملاء”، وذلك نتيجة للحياة في ظل حكم عسكري دام 30 عاما، يقوم على القمع والمقاطعة. “كان علي كلما رغبت في التقاط الصور أن أتأكد من عدم وجود مؤسسات حكومة وثكنات عسكرية. ودائما طلب مني الرجال عدم توجيه الكاميرا إلى النساء” كتب إلداد.

لكن قضية العلاقات مع إسرائيل، حسب الكاتب، “ما زالت تثير عاصفة مشاعر لدى سودانيين كثيرين. فمن جهة هم يرحبون بمساهمة إسرائيل في الحوار البناء الذي نشأ بين السودان وواشنطن، لكن ثمة من يخشى بأن يأتي تطبيع العلاقات على حساب حقوق الفلسطينيين ويشمل تنازلا سودانيا عربيا عن فكرة إقامة دولة فلسطينية”.

“إننا لا ننسى الدعم الإسرائيلي لجنوب السودان والحقيقة أن اليهود ساهموا في تقسيم البلد” قال سوداني تحدث مع الصحفي. ” انظر إلى جنوب السودان التي تغرق اليوم بالدماء جرّاء الصراعات القبائلية. نحو مليون شخص قتلوا في السنة الماضية”.

ويذكر الصحفي الإسرائيلي أن السودانيين يفتخرون بالدور السوداني في المفاجأة العسكرية الكبرى ضد إسرائيل عام 1973، وذلك بفضل استعمال إحدى اللغات السودانية التي مكنت المصريين من التحايل على الاستخبارات الإسرائيلية، وهي اللغة النوبية القديمة، التي يتقنها سكان المناطقة الحدودية بين مصر والسودان.

اقرأوا المزيد: 675 كلمة
عرض أقل
المؤامرة وراء "المؤامرات الإسرائيلية" صورة توضيحية (istock)
المؤامرة وراء "المؤامرات الإسرائيلية" صورة توضيحية (istock)

المؤامرة وراء “المؤامرات الإسرائيلية”

ما الهدف الحقيقي من العناوين الرنانة حول "الدور السري" لإسرائيل والموساد في أحداث الشرق الأوسط؟ ولماذا من السهل اتهام إسرائيل في كل شيء سيء يحدث في المنطقة؟

في السنوات الماضية، شهد العالَم العربي هزات كثيرة: الحرب الأهلية السورية، ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، ملايين اللاجئين، تفكك وطني، ويبدو أن ليست هناك عوامل مشتركة كثيرة بينها. ولكن إذا بحثنا في متصفح البحث “جوجل”، يبدو أن هناك “طرف خيط” بينها، وبشكل عام بين كل كارثة أو تهديد – هناك موقع أو منتدى دائمًا يقرر أن الحديث يجري عن مكيدة إسرائيلية، فيسارع إلى نشر عنوان مثير، يزيد من شعبيتهما.

وبشكل عامّ، يبدو أن وسائل الإعلام العربية تنسب قوة لإسرائيل أكثر مما تملك في الواقع. مثلا، هل إسرائيل قادرة حقا على الوقوف إلى جانب كل من الجهات المختلفة في الحرب الأهلية السورية؟ لا، طبعا. يُستحسن دائما الانتباه إلى إي معسكر ينتمي مَن يتحدث عن “مؤامرة إسرائيلية” وضد مَن يوجه اتهاماته. غالبا، تتضح بناء على ذلك أن المصلحة وراء وصم اسم مجموعة معينة أو وراء إنكار وجود مشاكل حقيقية في الدول العربيّة والإسلامية، تعود إلى أسباب داخلية وليس إلى مؤامرة خارجية.

ولكن يبدو أن ليس هناك صوت عادل يمنع وسائل الإعلام العربية وقراءها عن متابعة خلق فرضيات مؤامرة ونشرها بحماس دون التمييز بينها وبين الأخبار الموثوقة، ومن دون الحاجة إلى التشكيك في مصداقيتها أو البحث عن معلومات أخرى. لا تحفز صناعة مؤامرة الخيال فحسب بل تزيد من نسبة المشاهدة. إن هدفها الرئيسي والخطير هو إبعاد اهتمام جهات حقيقية عن المشاكل مثل الفساد الداخلي أو السياسة الفاشلة.

ولم تُنسب إلى إسرائيل مسؤولية مكائد مختلفة فحسب، بل إلى منظمات حقوق الإنسان، الدول الغربية، وكذلك إلى مَن يمكن أن يشكل عدوا مشتركا لإثارة مشاعر الشعب وصرف الانتباه عما يهمه حقا – عن إدارة دولته وعن أصحاب المناصب الهامة.

نقدم لكم لمحة عن بعض المؤامرات الإسرائيلية، الكبيرة والصغيرة على حد سواء، من بين مؤامرات كثيرة أخرى وحتى أن هناك تناقض بينها. تجدر بكم قراءتها والتفكير في مدى مصداقيتها:

الربيع العربيّ – احتجاج عشوائي أو مؤامرة؟

لا شك أنكم تعرفون الادعاء القائل إن الربيع العربيّ هو مؤامرة خارجية ورطت فيها جهات خارجية الشعوب العربية ضد حكامها. إن المصالح واضحة من هذه الادعاءات – لا يرغب الحكام في الاعتراف بفقدان دعم الشعب، لهذا يعرضون معارضيهم كمبعوثين لخدمة مصالح أجنبية.

ولكن مع الاحترام والتقدير لقوة الاستخبارات الغربية، لا يمكن أن نفترض أنها سعت إلى أن تلحق الشرطة التونسيّة ضررا ببائع الخضراوات، محمد بوعزيز، الذي أضرم النار في جسمه وأدى إلى أن يتظاهر المواطنون ضد قمع الشرطة، حتى تطورت هذه المظاهرات وانتشرت في كل أنحاء تونس، وثار الشعب الذي شعر بقمع في ظل حكم زين العابدين بن علي.

ولم تشجع الاستخبارات الغربية أيضا الأطفال السوريين على كتابة “الشعب يريد إسقاط النظام”، على أحد الجدران، بعد أن سمعوا هذه العبارات في المظاهرات عبر التلفزيون. اختار نظام الحكم السوري استخدام وسائل القمع ضد الأطفال وعائلاتهم ونفذ جرائم، وأثار الثورة السورية.

الدور الوهمي لإسرائيل في الحرب الأهلية في سوريا

يعزز نظام الأسد، والثوار أيضا نظريات حول تورط إسرائيل في الأزمة السورية وينشرونها. يدعي نظام الأسد أن إسرائيل تساعد كل من يعمل ضده، بما في ذلك داعش أيضا.

وفي بيان للجيش السوري بتاريخ 07.09.17 ورد أنه شُن هجوم إسرائيلي ضد “مركز البحوث العلمية” (CERS) في مصياف وأن هذا “الهجوم هو محاولة بائسة لرفع معنويات التنظيم الإرهابي داعش، الذي يشهد تدهورا بعد الانتصارات الحاسمة التي حققها الجيش السوري ضد الإرهاب وفي جبهات كثيرة. يثبت الهجوم الدعم الإسرائيلي المباشر لتنظيم داعش وتنظيمات إرهابية أخرى”.

لا شك أن الهجوم لا يشهد على دعم إسرائيل لداعش أو تنظيمات أخرى. يعتقد الأسد أن كل مَن يعارضه يشكل جهة واحدة ويحاول صرف الانتباه نحو فرضيات المؤامرة هذه بهدف تشويش المجازر التي ارتكبها نظامه ضد شعبه، والتنصل من مسؤوليته المباشرة للوضع في سوريا، من خلال إلقاء اللوم على إسرائيل.
بالمقابل، هناك تنظيمات الثوار، لا سيما المعروفة كتنظيمات إسلامية أو يسارية، التي تستخدم الادعاء القائل إن الأسد هو “كلب إسرائيل الوفي”. هذا الادعاء غير مثبت، ولكنه يشير إلى الدور الحقيقي الذي تلعبه إسرائيل في الصراع بين كلا الجانبين – فيتم ذكر إسرائيل دائما بهدف التشكيك في الجهة المعادية، إضعافها، وتقليل دعمها، وصرف النقاش عن الادعاءات الأساسية.

ويذكر أن الموقف الإسرائيلي الرسمي إزاء الحرب في سوريا هو عدم التدخل، باستثناء تقديم مساعدات إنسانية أو شن هجمات جوية، حسب تقارير أجنبية، ضد أطراف معادية لإسرائيل تستغل الظروف لتضع يدها على معدات قتالية تهدد أمن إسرائيل، وذلك دون اعتراف رسميّ أو نفيّ من قبل إسرائيل لهذه الممارسات.

علكة تحتوي على مرض الإيدز في مصر

إن التوقيع على اتفاقيات السلام لا يضمن الإنصاف وحسن الجوار. في عهد مبارك، شاعت في مصر شائعات تحدثت عن أن إسرائيل تنشر مرض الإيدز في مصر بطرق مختلفة، بدءا من أحزمة أمان السيارات التي تبيعها لمصر، مرورًا بِعلكة للأطفال، وصولا إلى إقامة علاقات جنسية مع مصريين دون استخدام وسائل وقاية مع سائحات إسرائيليات في سيناء.

لم تُثبت الادعاءات حول نشر مرض الإيدز، ولكن ما زالت التقارير الكاذبة مستمرة وتنخرط عميقا في الوعي بعد مرور ثلاثة عقود أيضا. يبدو أن هذه الشائعات كانت تخدم مصالح مُبارك لصرف الانتقادات الجماهيرية عنه وتوجيها نحو جهات خارجية. لا شك أن هذه الشائعات أثرت في إبعاد اليوم الذي تُعقد فيه اتفاقية سلام بين البلدين، فقد نفرت القاهرة من ممثلي المجتمع المدنيّ الإسرائيلي. قُطعت العلاقات بين مفكرين ومؤلفين إسرائيليّين، علماء، رياضيين، صحافيين وسائر أصحاب الرأي وبين مصر.

نتنياهو سوداني

في مقال مطوّل عن الشائعات التي تحدثت أن نتنياهو وُلِد لعائلة يهودية في شمال السودان حاولنا معرفة المصادر الشائعة وأوردنا تفاصيل سيرة حياة نتنياهو الرسمية التي تعارض هذه الشائعات كليا.

اقرأوا المزيد: 823 كلمة
عرض أقل
لاجئون سودانيون في تل أبيب  (Flash90/Tomer Neuberg)
لاجئون سودانيون في تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)

هل التطبيع مع السودان ممكنٌ؟

كمدافع عن حقوق الإنسان لا أهتم بالتعبير عن رأيي في المشكلة السياسية بين إسرائيل وفلسطين فلدي ما يكفيني. موقفي دائمًا ثابت، فأتألم كثيرًا لمعانة المدنيين العزل أينما وجدوا

لم يتسن لي أن أكتب في الصحف العربية كثيراً لعدة أسباب، منها أنّ العربية ليست اللغة التي أجيدها بطلاقة لحد الكتابة، ثم أن هناك حاجزًا كبيرًا لدي يجعلني لا أثق كثيراً فيما تنقله الصحف العربية عموماً، باعتبار المواقف العربية السلبية تجاه القضايا السودانية. قطر والسعودية نموذجان. أما بالنسبة للدول والشعوب العربية، فدعمها للسودان يرتبط بالعروبة أو الإسلام. تحدُّثي العربية وانتمائي الإسلامي لا يطمسان هويتي. بُذرت أفريقيٌا، وُلدتُ افريقيٌا، ترعرعتُ افريقيٌا، فأنا أفريقيٌ زنجيٌ.

ثمة شرفاء عرب متحررون يدعمون ثورات البسطاء والحقوق المدنية للشعوب المضطهدة، فلهم المجد والاحترام. ولكن في هذه النافذة قصدتُ أن أعلق قليلا عن تجربتي الشخصية وتسليط الضوء على ما يجري في الساحة السياسية السودانية.

ابتدأت تجربتي كلاجئ سياسي بعد فراري من الإقليم المنكوب، إقليم دارفور السوداني جرّاء التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الإثنيات الأفريقية بغرض طمس الهوية الأفريقية، واستبدالها بهوية عربية إسلامية وتأسيس بؤرة للإرهاب لزعزعة أمن العالم واستقراره.

في منتصف العام 2002 بدأ النظام الاستبدادي في الخرطوم بتجييش المجموعات العربية وحشدها ضد السكان الأصليين ذوي الأصول الأفريقية. وكان ذلك بهدف إحداث شرخ، وفتك النسيج الاجتماعي بين المكونات الدارفورية المتعايشة سلمياً والمتصاهرة. وهنا أريد أن أوضح نقطة في غاية الأهمية للقرّاء، وهي أنه ليست لدينا مشكلة مع الإثنيات العربية كأعراق، فكان التصاهر والتزاوج — أخت أمي متزوجة لعربي فأنجبت حسناً وحسيناً سارة ومبارك وآخرين لا أعرفهم.

الرئيس السوداني، عمر البشير (AFP)
الرئيس السوداني، عمر البشير (AFP)

أنا أؤمن أن العرب في السودان أصبحوا جزءًا من التركيبة السكانية للوطن الكبير. فنحن نحتاجهم وهم يحتاجوننا والأهم من كل هذا هو أن الوطن يحتاجنا جميعاً أو بالأحرى لا يوجد هناك “نحن وهم”.

الاضطهاد المنهجي الذي يمارسه الحزب الحاكم “المؤتمر الوطني” أو اللا وطني للدقة، أجبر العديد و”المحظوظين” من أبناء وطني إلى الفرار بحثاً عن الملاذ الآمن، بدءًا بالكهوف وقمم الجبال مرورًا باللجوء إلى بلدان أخرى. وهناك من فقدوا حياتهم إمّا قصفًا بالأسلحة الروسية والصينية وإمّا ابتلعتهم أسماك القِرش في البحر المتوسط. أما الذين ما زالوا يكافحون داخل البلاد فهم إمّا معتقلون أو عرضة للاغتيال السياسي، والأبنوسي عاصم عمر نموذجا.

عاصم عمر الذي أدين بجريمة قتل ينعدم فيها اأحد أهم أركان قيام الجريمة، وهو جثمان المقتول — كل مبتدئ في القانون يعرف ذلك. أتساءل مستغرباً: كيف تثبت جريمة قتل دون وجود جثمان المقتول؟ أي قانون هذا وأي عدل؟ إن محكمة عاصم لا تهدف إلى تحقيق العدالة، ولا لمنع الجريمة، إنما كانت لأن عاصم افريقيٌ زنجيٌ حر. محاكمته تمثل امتدادا للقمع والاضطهاد على أساس العرق والرأي السياسي، وإلاّ لماذا لا نرى محاكمة رؤوس الدولة؟ ابتداءً من رئيسها المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لإرتكابه جرائم حرب، وتطهير عرقي وإبادة جماعية؟ قضية عاصم هي امتحان حقيقي للشعب السوداني، ولأسفي كما قال صديقي فإن المشكلة السودانية لا تكمن في عمر البشير ونظامه وإنما المشكلة هي في “عمر البشير المجتمع”، فإذا انتهينا من “البشير الرئيس” يبقى “البشير المجتمع”. كيف لنا أن نعيش في بلد كهذا؟ لجؤنا هو نتاج طبيعي لذاك الواقع.

اللجوء إلى إسرائيل

أطفال سودانيون في تل أبيب (Flash90/Yossi Zeliger)
أطفال سودانيون في تل أبيب (Flash90/Yossi Zeliger)

ورد مصطلح اللجوء لأول مرة إبّان الحرب العالمية الثانية 1945. وكان تعريفه مختصر جدا ليشمل ضحايا النازية فقط، ولتوالي الكوارث والحروب، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة آنذاك على إعادة صياغة المصطلح ليصبح اللاجئون هم: “الذين يستحقون الحماية نتيجة للإضطهاد (persecution) بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو رأي سياسي”.

أثار اللجوء السياسي، تحديداً إلى إسرائيل، ضجة صاخبة. منهم من وصفنا بالخونة ومنهم من قال “هؤلاء عملاء لإسرائيل لأنهم يعتبروننا عربًا ومسلمين. انتقدوا لجوءنا إلى إسرائيل، ولكنهم صمتوا عند ترحيل وقتل السودانيين في مصر والأردن، هؤلاء تنقصهم الجرأة في أن يتحدثوا عن المجازر والملاحقة التي يتعرض لها هامش الشعب من دارفور، جبال النوبة، والأنقسنا في جنوب النيل الأزرق.

عادةً ما نُسْأَل عن موقفنا عن القضية الفلسطينية والتطبيع. كمدافع عن حقوق الانسان ليس من اهتمامي أن أعبر عن المشكلة السياسية في إسرائيل أو فلسطين فلدي ما يكفيني وأكثر وموقفي دائماً ثابت — أتألم كثيراً لمعانة المدنيين العزل أينما وجدوا، فلسطينيين كانوا أم إسرائيليين، صوماليين أم بورميين. أتحدث دائماً عن العدالة والمساواة. أتحدث عن العنصرية في كل مكان حتى في إسرائيل، وفي المقابل أنا ممتن لإسرائيل لحمايتي وحضني رغم تجربتي وأمثالي في البحث عن الحرية والاستقرار.

لنا تجارب أقل ما نصفها بالقاسية مع مصر والأردن، لا تكفي المساحة لسردها. لا اقصد بكلماتي هذه النيل من العرب أو التمجيد لإسرائيل، ولكن هي تجربتي ورأيي. وهنا لا بد من التوقف قليلاً عما يدور الآن في الساحة السياسية السودانية والعربية فيما يتعلق بمسألة التطبيع التي أثارها وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل. تصريحات مبارك الفاضل وردود فعل الشارع السوداني يدل على تطور ملحوظ نحو التحررية والتقدمية (liberalism & progressiveness). مبارك الفاضل هو من البرجوازيين أبناء المركز الذين ساهموا في خلق وتعميق جراح الشعب السوداني. استفزني كثيراً حينما قال “أبناء دارفور يعيشون في إسرائيل فأين تكمن المشكلة؟”.

السودانيون في إسرائيل ليسوا فقط من دارفور، وإنما من كل بقاع الدولة السودانية بأكملها، الذين اشتد بهم الاستبداد والبطش ولَم يكن أمامهم خيار، سوى الفرار.

التطبيع مع اسرائيل حتمي وضروري وسنعزز من ذلك وهنا الفضل يرجع إلى المناضلين من أبناء وطني الموجودين في إسرائيل، أقول لهم افتخروا — فأنتم دهستم الحاجز التاريخي المبني على العاطفة والبغضاء وليس على المنطق والسلام. اذا كان السودان دولة ذات سيادة فنحن السودانيون من نحدد مصالحنا ولا أحد غيرنا. علاقاتنا الدولية لا تبنى على الكراهية لأننا ضحاياها وإنما على التسامح و السلام اللذين نأمل إليهما.

السؤال الآن ليس التطبيع مع إسرائيل، ولكن هل التطبيع مع السودان ممكنٌ السودان ليس دولة بمفهومها القانوني، ليس لها سيادة كمكون أساسي للدولة. مقاطعة السودان وفرض العقوبات الاقتصادية ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. إسرائيل استقبلت ضحايا إبادة جماعية وبالتالي لا يمكنها أن تطبّع مع مرتكبيها — نحن الهامش من نحدد متى ومع من يتم التطبيع، عندئذٍ سنسمح لإسرائيل بفتح سفارتها جنبًا إلى جنب مع السفارة الفلسطينية والأردنية في الخرطوم ونكون وسيطاً للسلام بينها والدول العربية.

اقرأوا المزيد: 883 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

نتنياهو يهدد بشن حرب في حال عدم كبح جماح إيران، الفتيات السعوديات يركبن الدراجات الهوائية، والسودان يحث على تطبيع العلاقات مع إسرائيل

25 أغسطس 2017 | 09:53

جمعنا لكم هذا الأسبوع أيضا قراءنا القصص الخمسة الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، ولخصناها في هذا المقال بخمسة صور فقط.

نتنياهو وبوتين يتحدثان عن إيران

رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي الرئيس الروسي فلادمير بوتين في سوتشي (AFP)
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي الرئيس الروسي فلادمير بوتين في سوتشي (AFP)

قال بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، هذا الأسبوع، بعد لقائه الذي دام ثلاث ساعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنهما ركزا في اللقاء على محاولات إيران للتموضع في سوريا وتأثيرات هذه الخطوة على إسرائيل. نقل نتنياهو رسالة واضحة وطارئة إلى بوتين موضحا فيها أن المحاولة الإيرانية للتمركز في شمال إسرائيل على الحدود مع سوريّا من المتوقع أن تتعامل معها إسرائيل بيد حديدية منعا لتمركز شيعي فيها.

الإسرائيليون معجبون براكبات الدراجات الهوائيات السعوديات

سعوديات يركبن الدراجات الهوائية في جده
سعوديات يركبن الدراجات الهوائية في جده

مدينة جدة هي الموقع الطبيعي الذي ستنطلق منه الثورات الاجتماعية. لا يدور الحديث عن ثورات تؤدي إلى إسقاط نظام الحكم بل عن ثورات تحظى فيها النساء بالمساواة في الحقوق. تجولت مجموعة من الشابات السعوديات وهن يركبن دراجات هوائية في شوارع المدينة وهن يرتدين ملابس تغطيها عباءة طويلة، ويضعن حجابا على رأسهن، وخوذة على رأسهن. حتى أنهن التقطن صورا وهن يركبن الدراجات الهوائية الملونة ورفعن صورا في النت. أثارت هذه المبادرة اهتماما لدى الصحفيين الإسرائيليين إذ كتبوا بحماس عن الظاهرة.

أطفال غزيون يزورون المسجد الأقصى للمرة الأولى

أطفال غزيون يزورون القدس (AFP)
أطفال غزيون يزورون القدس (AFP)

زار 91 طفلا فلسطينيًّا من قطاع غزة في بداية الأسبوع، للمرة الأولى، القدس في إطار مشروع للأونورا. في هذه الزيارة، شارك أطفال عمرهم ‏8‏ حتى ‏14‏ عاما وزاروا موقعين مقدسين في القدس: كنيسة القيامة ومن ثم زاروا المسجد الأقصى. صلوا في الأماكن المقدسة، وزاروا باحة الحرم القدسي الشريف، والتقطوا صورا، وزاروا قبة الصخرة أيضا.

قيادي حمساوي يسافر في رحلة جوية في الدرجة الأولى

القيادي الحمساوي، إسماعيل رضوان، يسافر إلى الحج في الدرجة الأولى ويثير السخط (النت)
القيادي الحمساوي، إسماعيل رضوان، يسافر إلى الحج في الدرجة الأولى ويثير السخط (النت)

تجرأ صحفي فلسطيني على انتقاد أيمن العالول كاشفا عن حياة الترف التي يعيشها قياديو حماس. كُشف هذا الأسبوع عن صورة لقيادي حمساوي، إسماعيل رضوان، بعد أن سافر قبل بضعة أيام إلى مكة لأداء الحج، للمرة السادسة في رحلة في قسم رجال الأعمال. أثارت الصورة سخطا عارما في شبكات التواصل الاجتماعي بسبب حياة الترف التي يعيشها قياديو حماس الذين يهتمون بعيش حياة الترف في حين أن الشعب يعيش حياة فقر مدقع في القطاع.‎ ‎

هل السودان يترأس “معسكر التطبيع” مع إسرائيل؟

وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي ووزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي ووزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)

أعرب وزير كبير في حكومة السودان، مبارك فاضل المهدي، عن دعمه إقامة علاقات مع إسرائيل وتطبيعها. يجري الحديث عن تصريحات استثنائية في السودان الذي لا يعترف بإسرائيل وليست لديه علاقات دبلوماسية معها.

في مقابلة مع القناة التلفزيونية السودانية 24 في بداية الأسبوع، قال فاضل، وزير الاستثمار السوداني، إنه ليس هناك مانع لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، وأضاف أن هذه الخطوة قد تخدم مصالح السودان. في هذه الأثناء، أثنى أيوب قرا، وزير الاتصالات الإسرائيلي على الخطوة وحتى أنه دعا الوزير السوداني لزيارة إسرائيل. هل سيتابع السودان تطبيع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل رغم استياء الفلسطينيين؟

اقرأوا المزيد: 409 كلمة
عرض أقل
وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي ووزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي ووزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)

هل يترأس السودان “معسكر التطبيع” مع إسرائيل؟

بدا التعبير عن الاهتمام من قبل جهات سياسية سودانية حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل كسيناريو غير محتمل قبل بضع سنوات، ولكن بات الوضع واقعا الآن. أكثر من ذلك، فهذا الاهتمام آخذ بالازدياد كلما اقترب السودان من التيّار المركزي السني

تفاجأت إسرائيل عندما سمعت أن وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، يقول في مقابلة معه إنه يدعم علنا تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإسرائيل، بعد مرور أربعة أشهر فقط منذ بدأ بشغل منصبه.

ولم يبقَ الإسرائيليون لا مبالين، فنشر الموقع الإخباري الإسرائيلي “هآرتس” تصريحات المهدي في عنوان رئيسي. وغرد أيوب قرا، وزير الاتصالات الإسرائيلي في تويتر ردا على ذلك أنه يدعو المهدي لزيارة إسرائيل. “تسرني استضافته في إسرائيل لدفع عملية سياسية قدما في منطقتنا”، كتب قرا.

وقال المهدي في مقابلة معه للقناة السودانية 24، يوم الأحد، بتاريخ 20 آب، إن: “الفلسطينيين طبعوا العلاقات مع إسرائيل، حتى حركة حماس تتحدث مع إسرائيل، ويحصل الفلسطينيون على أموال الضرائب من إسرائيل والكهرباء من إسرائيل. يجلس الفلسطينيون مع إسرائيل ويتحدثون مع الإسرائيليين. صحيح أن هناك نزاعًا بينهم، لكنهم يجلسون معهم”.

وتشكل أقوال المهدي جزءا آخر في سلسلة أقوال سلمية لمسؤولين سودانيين تجاه إسرائيل في السنتَين الماضيتَين. في الواقع، منذ تشرين الثاني 2012، عندما صرح عمر البشير أن “تطبيع العلاقات مع إسرائيل يمثل خطا أحمر”، تغيّر التعامل السوداني جدا. حتى قبل سنوات قليلة، كان السودان مقربا جدا من إيران وسمح بمرور إرساليات أسلحة عبره إلى حماس في قطاع غزة، وأكثر من ذلك فهناك ثكنة عسكرية للتدريبات أقامها قبل ذلك بن لادن لنشطاء القاعدة في السودان مما أدى إلى تورطه في مشاكل مع أمريكا. ولكن في عام 2015، قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران وانضم إلى داعمي السعودية والدول السنية. منذ ذلك الحين، بدأ يظهر أحيانا في مقابلات ومؤتمرات تطرقت إلى السياسة الخارجية، اهتماما بإقامة علاقات دبلوماسيّة مع الدولة الوحيدة التي يحظر على السودان دخولها وهي إسرائيل.

وقال رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني، يوسف الكودة، قبل بضعة أشهر إنه لا مانع ديني في إقامة علاقات مع إسرائيل. وقال قبل أقل من سنة، وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو قضية يمكن طرحها للنقاش. إن الكودة وغندور هما ليسا الوحيدين الذين يتحدثان هكذا من بين جهات مختلفة من الخارطة السياسية السودانية.

وبصفته وزير الاستثمار، يبدو أن المهدي يعتقد أن السودان عليه أن يكون منفتحا أمام أسواق جديدة للتغلب على الأزمة الاقتصادية التي بدأ يتعرض لها في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الدولية والعزلة الدبلوماسية المستمرة من قبل الغرب. وفق الأمثلة التي طرحها المهدي يبدو أنه فحص جيدا قضية العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أن يبلور ادعاءاته. لقد تطرق إلى المشاكل في هذه العلاقات، التي لا يتحدث عنها غالبًا السياسيون العرب عندما يتحدثون عن إسرائيل أو الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وحتى أن المهدي تطرق أيضا إلى معظم المواطنين السودانيين من دارفور الذين يقيمون في إسرائيل في السنوات الماضية بصفتهم طالبي اللجوء. “مش أولاد دارفور هسا هربوا من الوضع اللي حصل لهم في السودان وماشوا إسرائيل؟ لانو معهم إسرائيل ما مشكلة” قال المهدي. حتى الآن، تعامل السودان مع طالبي اللجوء من دارفور والذين يقيمون في إسرائيل بصفتهم خارقي القانون وخونة، بسبب دخولهم إلى إسرائيل فقط. لقد مات الشاب محمد أحمد، طالب اللجوء السوداني الأخير الذي عاد إلى السودان برحلة جوية من إسرائيل إلى السودان عبر مصر وهو في غرفة التحقيقات التابعة للسلطات السودانية خلال أقل من 48 ساعة من وصوله إلى موطنه. ولكن يشير المهدي إلى أن سكان دارفور الذين وصلوا إلى إسرائيل هم أول من عرف أنه يمكنهم العيش إلى جانب الإسرائيليين وأكثر من ذلك يشكل هذا إثباتا على أن السودانيين لا يعتقدون أن هناك مشكلة في العلاقات مع إسرائيل أو أنها تشكل “خطا أحمر”.

وكما هي الحال في السودان فإن الحديث عن إسرائيل في الدول السنية الأخرى أصبح جديا ومعقدا أكثر، ويأخذ بعين الاعتبار إمكانية التعاون مع إسرائيل حتى وإن لم يصل بعد إلى علاقات رسمية وعلنية. لهذا، من المثير للاهتمام الإشارة إلى أن الاهتمام السوداني حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل آخذ بالازدياد بالتوازي مع عملية التقارب بين السودان والتيار المركزي السني الذي ما زال لا يقيم معظمه  علاقات دبلوماسيّة رسمية مع إسرائيل، فيما عدا في الأردن ومصر. هل الحوار السوداني حول جعل التطبيع مع إسرائيل شرعيا يمثل البراعم الأولى التي تعكس التغيير العقائدي الذي يحدث تدريجيا في الدول السنية الأخرى؟

اقرأوا المزيد: 620 كلمة
عرض أقل
بنيامين نتنياهو مع يهود أفارقة أصولهم من إثيوبيا (Gideon markowicz/FLASH90)
بنيامين نتنياهو مع يهود أفارقة أصولهم من إثيوبيا (Gideon markowicz/FLASH90)

هل وُلِد نتنياهو في السودان؟

فحص طاقم موقع "المصدر" التقارير المثيرة للجدل التي تقضي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، قد وُلِد في دولة مسلمة وأن اللغة العربية هي لغته الأم صحيحة

15 يوليو 2017 | 09:19

بدأت تنتشر الشائعات في السودان حول أصول رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وفق ادعاءات جزء من سكان شمالي السودان في التسعينيات أثناء ولاية نتنياهو رئيسا للحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى. إلا أن هذه الشائعات ما زالت منتشرة وتظهر مجددا كل بضع سنوات في السودان، مصر، وحتى في إسرائيل، إذ نُشر بشأنها مؤخرا فيلم يتطرق إلى الموضوع.

وفق الادعاءات في السودان، لم يُولد نتنياهو في إسرائيل في عام 1949، بل في قرية صغيرة شمال السودان، لعائلة يهودية محلية. كذلك، تشير الشائعات إلى أنه كان اسمه عطا لله عبد الرحمن شاؤول وليس بنيامين نتنياهو.

“اليهود عاشوا في السودان وما زال يعيش جزء منهم فيها مما يشهد على أن أصل هذه الجاليات يهودية. وصل اليهود أثناء العصر العثماني إلى السودان للمتاجرة وبقي جزء منهم فيها”

هناك عدة صيغ مختلفة لهذه الشائعات كما هي الحال مع الشائعات الأخرى. فعند البحث في محرك جوجل يمكن أن نلاحظ أن جزءا من الادعاءات يقول إن نتنياهو وُلِد في مدينة نوري الواقعة على الضفة الشمالية من النيل شمال السودان، وترعرع في منطقة مروي. بالمقابل، هناك ادعاءات أخرى تشير إلى أن نتنياهو وُلِد في وادي حلفا وهو يتقن اللغة النوبية. وفي ادعاء آخر ورد أن نتنياهو وُلِد في قرية “حالوف” الواقعة في منطقة النوبة أو أنه من أبناء قبيلة الشايقية السودانية.

وفق ناشري الشائعات، فإن عائلة نتنياهو كانت تحمل المواطَنة السودانية، وعملت مثل الكثير من يهود السودان في تصدير منتجات الكحول والزراعة واستيرادها. إلا أن العائلة غادرت السودان عندما كان نتنياهو في سن المراهقة، هذا وفق الادعاءات، وذلك بعد أن أعلن جعفر النميري أن تجارة الكحول تعتبر عملا خارجا عن القانون.

وحققت الشائعات رقما قياسيا في العقد الأخير، بعد أن نُشِرت في عدة صحف عربية لا سيّما في منطقة السودان ومصر، وفي النهاية تطرقت القناة الثانية الإسرائيلية إلى التقارير الإخبارية العربية أيضا.

نتنياهو في زيارته إلى كينيا (Kobi Gideon/GPO)
نتنياهو في زيارته إلى كينيا (Kobi Gideon/GPO)

هل تأكد الإعلام الإسرائيلي من صحة الشائعات؟

أشار بعض التقارير إلى أن القناة الإخبارية الإسرائيلية قد تأكدت من صحة الخبر. ولكن فحص طاقم “المصدر” التقارير الواردة بالعبرية، فاكتشف أنها غير مؤكدة للخبر. ذُكر في المقال الخاص بالقناة الإسرائيلية الثانية بوضوح أن مصدر التقارير يعود إلى “خبر غريب نُشِر في شبكة “الوطن” السودانية”. أي أن الإعلام الإسرائيلي قد اقتبس الشائعات التي نُشرت في وقت سابق في الإعلام العربي ولكنه لم يتأكد من صحتها.

وينظر إسرائيليون قليلون بعد أن سمعوا عن الأسطورة التي تشير إلى أن نتنياهو وُلِد في السودان باستهتار، وهم يعتقدون أنها قصة خيالية فحسب. ولكن، يشهد صمود هذه الشائعات ربما أكثر من أي شيء على حب الاستطلاع والاهتمام المتبادل بين المواطنين الإسرائيليين والسودانيين. إذ يعرف السودانيون المُساعَدة الإسرائيلية التي قُدمت لدول مختلفة في إفريقيا في القرن الماضي وحتى أن هناك جالية يهودية من البيض عاشت لسنوات في الدولة، ولكن التقى الإسرائيليون للمرة الأولى في السنوات الماضية بالسودانيين الذين وصلوا إلى إسرائيل سعيا للحصول على مأوى، ويعيش حاليا معظمهم في تل أبيب ويعملون فيها.

لوسيانا كبلون مع طاقم فيلم "من هو عطا الله عبد الرحمن شاؤول؟" (لوسيانا كبلون)
لوسيانا كبلون مع طاقم فيلم “من هو عطا الله عبد الرحمن شاؤول؟” (لوسيانا كبلون)

الفيلم الإسرائيلي من هو عطا الله عبد الرحمن شاؤول؟

عُرِضت مؤخرا في متحف تل أبيب سلسلة من ثلاثة أفلام قصيرة بعد تأليفها بإلهام من الأسطورة حول عبد الرحمن شاؤول، المعروف كبنيامين نتنياهو  وفق اعتقاد جزء من السودانيين. تحدثت مُخرجة الفيلم الإسرائيلية، لوسيانا كبلون، مع مراسلة موقع “المصدر” واصفة كيف وصلت إليها الشعائعات.

“طالبت أمينة متحف تل أبيب أن أحضر فيلما لمعرض ذي الصلة بإفريقيا. لقد عرِفَت أنني ناشطة في جاليات المُهاجرين إلى إسرائيل، ومن بينهم المُهاجرون الإفريقيون. لذا تحدثت مع شاب من إقليم دارفور وأخبرني حول الشائعات ذات الصلة بنتنياهو” أوضحت كبلون، مضيفة “كان الشاب مقتنعا أن الخبر صحيح. في البداية، ضحكت عند سماعه، ولكن عندها بدأت بالتفكير في معنى هذه القصة فيما يتعلق بطالبي اللجوء السودانيين الذين يعيشون في إسرائيل، وعرفت أنه جزء منهم يؤمن حقا أن نتنياهو قد وُلِد في السودان مثلهم. ربما يمنحهم هذا الخبر أملا في أن تكون سياسته تجاههم متسامحة أكثر”.

لم تستطع كبلون أن تصوّر فيلما في السودان، فسافرت إلى نيجيريا لتصويره. دمجت فيه نسخة سمعتها إضافة إلى نسختين إضافيتين ابتكرتهما حول أصول نتنياهو. “فكرت أنه إذا استغللت إلهاما من شائعة، فلا بد أن أستغله حتى النهاية. فدمجت في الفيلم قصصا تاريخية حول تدخل إسرائيل في إفريقيا في الخمسينيات والستينيات.”

الكنيس اليهودي في الخرطوم
الكنيس اليهودي في الخرطوم

الخلفية التاريخية كيف نشأت الشائعات؟

رغم أنه لا تعيش اليوم أية جالية يهودية في السودان، فقد كان الوضع مختلفا تماما قبل خمسين عاما. كانت الجالية اليهودية في السودان صغيرة جدا، وكان تعدادها في ذروة عصرها نحو ألف نسمة. وصل معظم يهود السودان من مصر، وعاشوا في مدينتي الخرطوم وأم درمان، وعملوا في التجارة. رغم ذلك، عاشت عائلات يهودية قليلة في مناطق نائية أكثر، مثل شمال السودان.

من المعتاد أن يقول أبناء نسل الجالية اليهودية السودانية إنه في الفترة التي عاشت فيها الجالية اليهودية في السودان، كانت السودان منطقة متنوعة وليبرالية، حيث كانت المجموعات العرقية، الدينية، والثقافية المختلفة فيها قادرة على الاحتفاظ بهويتها المميّزة، وبالمقابل الاختلاط مع بعضها البعض.

ولكن بعد أن حقق السودان استقلاليّته وأصبح جزءا من الجامعة العربية أصبح يتدهور وضع الجالية اليهودية فيه. فعانى اليهود من مضايقات وتهديدات، شكلت خطرا على حياتهم. لذا ترك أبناء الجالية السودان تدريجيا، ولم يعد يسكن فيها أحد في الستينيات من القرن العشرين.

زواج عائلة يهودية في الخرطوم عام 1930
زواج عائلة يهودية في الخرطوم عام 1930

وتصادق المخرجة كبلون التي استقصت في إطار التحضير للفيلم ذي الصلة التاريخية حول العلاقة بين السودان واليهود، على أن “اليهود عاشوا في السودان وما زال يعيش جزء منهم فيها مما يشهد على أن أصل هذه الجاليات يهودية. وصل اليهود أثناء العصر العثماني إلى السودان للمتاجرة وبقي جزء منهم فيها. هذه هي الخلفية التاريخية للشائعات”.

وتجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى النشر في المواقع والمنتديات على الإنترنت، ليست هناك أدلة إضافية تدعم الادعاءات أن أصل نتنياهو من السودان. وفق السيرة الذاتية الخاصة بنتنياهو، فقد وُلِد عام 1949 في تل أبيب وترعرع في القدس في صغره. ولكن في سن عشر سنوات انتقلت عائلته للعيش في أمريكا وعادت إلى إسرائيل عندما كان عمره 18 عاما ليخدم في الجيش الإسرائيلي. بعد تسريحه من الجيش تعلم في معهد ماساتشوستس للتقنية الأمريكي، وبعد ذلك عاد إلى إسرائيل ثانية وانخرط في السلك الدبلوماسي والسياسي في الدولة، حتى وصل إلى منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية إذ يشغله للمرة الرابعة.

اقرأوا المزيد: 922 كلمة
عرض أقل
رئيس حزب الوسط الإسلامي د. يوسف الكودة (لقطة شاشة)
رئيس حزب الوسط الإسلامي د. يوسف الكودة (لقطة شاشة)

دعوة سودانية لإرساء العلاقات مع إسرائيل

ضجة في السودان حول دعوة رئيس حزب الوسط الإسلامي لإقامات علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وقال أيضا: "سأذهب إلى إسرائيل إذا دُعيتُ"

منذ الأسبوع الماضي، ما زالت تُسمع ضجة إعلامية في السودان بسبب أقوال رئيس حزب الوسط الإسلامي، د. يوسف الكودة، من السودان، الذي أعرب عن دعمه وقف مقاطعة السودان لإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسيّة واقتصادية معها. إلا أن موقف الكودة، كما يبدو، لم يثر ضجة كبيرة في الشارع السوداني كما في الإعلام.

بعد نشر الأقوال، وُوجهت انتقادات كثيرة إلى الكودة ودُعِي لمواجهات إعلامية مع معارضي تطبيع العلاقات مع إسرائيل. إلا أن تعليقات كثيرة دوّنها متصفحون سودانيون لمقاطع الفيديو المؤيدة للتطبيع مع إسرائيل، كانت إيجابية.

“نحن مع العلاقات مع اسرائيل .السياسية لغة مصالح ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم بعيدا عن الحساسية الدينية. فالعرب، مصر والاردن والخليج، كلها لديها علاقات جيدة مع اسرائيل”, هكذا جاء في تعليق لـ”Hamo al Sudani 2017″، والذي حظي على لايكات عديدة وأثار ردود إيجابية أخرى، وأضاف المعلق كذلك “حتي الفلسطينيين، فعلاقتهم جيدة مع اسرائيل ويشتغلون فيها، والكل تابع ما حدث في وفاة شارون قبل فترة.”

وكتب معلق آخر اسمه  “Hamada Arendal”، “وهل مقاطعة اسرائيل خدمت القضية الفلسطينية؟”. وأضاف “حماس لن تقدر تحرير فلسطين والمقاطعة لن تحرر فلسطين وإذا عايز تفاوض إسراييل في حل القضية. فليزمك أولا فتح سفارة في الخرطوم، ثانيا إذا عايز تقدم مساعدات لقطاع غزه فليزمك فتح سفارة في الخرطوم.”

وكتب “Ali Graib” “أنتم تغشون في نفوسكم والله فلسطين لو عليكم اليهود ينومو قفا. نحن أرضنا ما حافظنا عليها وأنت تتكلم عن فلسطين. دارفور مليئة بقوات دولية. النيل الأزرق وجنوب كردفان كلها نزاعات.”

ويجدر الذكر بأنه في المقابلة مع قناة “الصيحة” قال رئيس حزب الوسط الإسلامي في السودان، د. يوسف الكودة إن: “إسرائيل ليست دولة صغيرة حتى نقاطعها، بل هي حليف لأمريكا والغرب، لذلك تضررنا كثيرا من معاداتها ودفعنا ثمن ذلك دون أن نجني شيئا”.

وذكر الكودة صلح الحديبية كسابقة تاريخية لإقامة علاقات مع إسرائيل. فوفق أقواله، وقّع النبي محمد على ذلك الصلح مع غير المسلمين، رغم أنهم سيطروا على مكة في ذلك الوقت. اقتُبِست أقواله في وسائل الإعلام في السودان جاء فيها: “كيف نقاطع إسرائيل بسبب احتلال المسجد الأقصى ونحن عصاة المسلمين، والرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام طبعوا مع المشركين وهم يحتلون المسجد الحرام‎”.

وفق أقوال الكودة، فإن مقاطعة السودان والدول العربية الأخرى لإسرائيل لم تؤتِ أكلها – حل القضية الفلسطينية، ولذلك يجب التفكير في طرق أخرى. وأضاف أن التطبيع مع إسرائيل لا يشكل تجاهل القضية الفلسطينية، وأن القيادة الفلسطينية، فتح وحماس أيضًا، تقيم علاقة مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل.

وأجاب الكودة أيضا عن السؤال: “لو أتتك دعوة من إسرائيل هل ستقبلها؟”، موضحا “سأذهب لإسرائيل، وسأتناقش معهم عن حقوق الفلسطينيين كما تفعل تركيا”.

وفق التقارير، أشار الكودة إلى أن “المقاطعة موقف وليست مبدأً، وهي ليست واجبا دينيا، والمتضرر الأكبر نحن المقاطعون وليس إسرائيل”. وأضاف “تركيا والأردن ومصر دول لها علاقات مع إسرائيل وموقفها هي الأقوى”.

اقرأوا المزيد: 422 كلمة
عرض أقل
الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)
الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)

لماذا تُشجّع إسرائيل الولايات المتحدة على دعم النظام في السودان؟

قطعت السودان علاقاتها مع إيران وتقرّبت من السعودية، والآن ينشط مسؤولون إسرائيليون في الولايات المتحدة من أجل دعم استقرار نظام رئيس البلاد، عُمر البشير

كشفت صحيفة “هآرتس” عن أن إسرائيل توجّهت إلى الولايات المُتحدة ودول أُخرى في أوروبا مُشجعة إياها للعمل على تحسين علاقاتها مع السودان ودعمها على خلفية قطع العلاقات بين الدولة العربية الإفريقية وبين إيران.

وزار مسؤول أمريكي، وفق ما أوردته
“صحيفة هآرتس” إسرائيل في الأسبوع الماضي وأجرى مُباحثات مع المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية والتقى بنتنياهو أيضا. تناول جزء كبير من تلك المباحثات الحديث عن إفريقيا، التي زادت إسرائيل فيها نشاطها الدبلوماسي بشكل كبير في السنة الماضية.

وهمس الإسرائيليون في أذن المسؤول الأمريكي أن على الولايات المتحدة العمل على تحسين علاقتها مع السودان اعتقادا منهم أن حكومة السودان قطعت علاقاتها مع إيران منذ عام، وذلك في ظل توقّف تهريب الأسلحة من السودان إلى قطاع غزة، وتقرّب السودانيين من محور الدول السنية بزعامة السعودية.

وتطلب حكومة السودان في السنوات الأخيرة، من بين أمور أخرى، أن تشطب الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. أشار مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية في حديثهم مع الأمريكيين إلى أنهم يدركون أن الولايات المتحدة لن ترفع الحظر الذي فرضته على الرئيس السوداني، عُمر حسن البشير، إلا أنهم أعربوا عن أن تعزيز الحوار الأمريكي مع الآخرين في الحكومة السودانية من شأنه أن يُشكّل خطوة إيجابية.

الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)
الرئيس السوداني، عمر حسن البشير (AFP)

يُعرَف أن البشير، حاكم السودان منذ الثورة العسكرية الذي قام بها عام 1989، وهو واحد من أعتى الرؤساء الديكتاتوريين المعروفين عالميا. أصدِرت مُذكّرة توقيف عالمية بحقه في عام 2009 بعد أن اتهمته المحكمة الدولية في لاهاي بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في إقليم دارفور، غرب السودان، حيث قتلت قوات سودانية مئات الآلاف من أبناء القبائل الإفريقية. وأقر قضاة محكمة لاهاي الدولية أن البشير، هو أول رئيس دولة يُصدَر بحقه أمر كهذا، لأنه “متهم بإعطاء أوامر مُباشرة لمهاجمة قطاعات كثيرة من السكان المدنيين في دارفور، للقتل، التدمير، الاغتصاب، وتهجير عدد كبير من المواطنين وسلب ممتلكاتهم أيضا”. لم يتم حتى الآن إنهاء الصراع في دارفور والتوقيع على وقف إطلاق النار في الإقليم أيضا.

وأجرت إسرائيل في العام الأخير، بموازاة المباحثات المتعلقة بالسودان مع الولايات المتحدة، مباحثات شبيهة مع فرنسا، إيطاليا، ودول أوروبية أخرى. أشار مسؤول إسرائيلي كبير في حديثه مع مراسل “هآرتس”، باراك رابيد، إلى أن دبلوماسيين إسرائيليين طلبوا من نظرائهم الأوربيين مساعدة السودان على دفع ديونها الخارجية الكبيرة، التي تصل إلى 50 مليار دولار والتفكير في شطب بعضها، كما حدث مع دول أخرى في العالم كانت قد واجهت ظروفًا اقتصادية صعبة. أوضحت إسرائيل أن حدوث انهيار اقتصادي في السودان من شأنه تقويض الاستقرار أكثر في هذا الجزء من إفريقيا والتسبب بزيادة قوة الإرهابيين.

لا يُعرّف القانون الإسرائيلي السودان على أنها دولة عدوّة، رغم أن هناك عدائية كبيرة بين الدولتين منذ سنوات ونقص في العلاقات الدبلوماسية. ولكن ينص القانون السوداني على أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يُحظر على المواطنين السودانيين زيارتها.

اقرأوا المزيد: 426 كلمة
عرض أقل