كشف المحلل السياسي والمراسل في القناة الإسرائيلية العاشرة، باراك رافيد، أمس الخميس، عن رسالة قطرية رسمية بعثها وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع رجل أعمال فرنسي يهودي وحاخام إسرائيلي، لرئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هدفها محاولة منع الأحداث الدموية في غزة جرّاء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في منتصف شهر مايو/أيار، لكن ديوان نتنياهو رفض وساطة الاثنين والرسالة لم تصل إليه في النهاية.
وقال رافيد في التقرير الذي بث على القناة العاشرة إن “رجل الأعمال الفرنسي اليهودي فيليب سولومون، والحاخام أفراهام مويال، حطا في إسرائيل في ال2 من شهر مايو هذا العام، ومعهما رسالة لرئيس الحكومة الإسرائيلي من وزير الخارجية القطرية. وكان في انتظارهما سفير إسرائيل السابق في اليونسكو، كرمل شامة كوهين، الذي نقل التفاصيل بدوره إلى ديوان نتنياهو”.
وكانت الرسالة تحمل مقترحا قطريا لصفقة شاملة تضم الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر بهدف منع تدهور الأوضاع الأمنية في غزة، قبيل حفل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والذي كان في ال14 من مايو. وأوضح شامة كوهين للصحفي الإسرائيلي أن وزير الخارجية القطرية حصل على موافقة قادة حماس عدم اللجوء إلى العنف مقابل تحسين البنى التحتية في القطاع، مثل الكهرباء والصرف الصحي، وبناء ميناء أو مطار في القطاع.
وقال رافيد إن الشخص الذي عالج المبادرة القطرية من جانب ديوان نتنياهو كان مساعدا لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، لم يُكشف عن اسمه. فقابل هذا رجل الأعمال والحاخام في فندق في القدس من أجل الاطلاع على المقترح القطري، لكن الاثنين رفضا كشف المقترح للمساعد مصرين على كشفه أمام رئيس الحكومة فقط، وشرطهما كان عقد لقاء مع نتيناهو، لكن المساعد رفض عقد اللقاء، والرسالة لم تصل إلى نتنياهو.
وأضاف شامة كوهين أن عنوان الرسالة القطرية كان مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، لكن الجانب القطري أراد الحصول على الضوء الأخضر من نتنياهو قبل طرح الخطة على كوشنر. لكن بعد فشل توصيل الرسالة لنتنياهو، أرسل القطريون الاقتراح للجانب الأمريكي.
وأكدّ ديوان نتنياهو ردا على التقرير عقد لقاء مع الحاخام مويال، لكنه لاعتبارات عديدة فضل التخلي عن وساطة الحاخام. وختم رافيد التقرير بالقول إن نتنياهو ومستشاريه فوّتوا فرصة لمنع سفك الدماء في غزة، مع العلم أن عدد القتلى الفلسطينيين في الاحتجاجات التي أطلقت في ال14 من مايو خلال احتفال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بلغ 60 شخصا.