المطربة الإسرائيلية ميري مسيكا
المطربة الإسرائيلية ميري مسيكا

لفتة شرقية من أجل إذاعة “راديو رام الله”

إحدى محطات الإذاعة التي كانت تلقى رواجا في إسرائيل قبل عام 1967 هي راديو رام الله، والتي كانت تمنح منصة للمطربين اليهود الذين غنوا بالعربية.. واليوم سيقام في إسرائيل عرض موسيقي مشترك لإحياء ذكريات هذه المحطة

عملت “إذاعة القدس العربية” التي سُميت أيضًا راديو رام الله، في الضفة الغربية منذ عام 1948‏ وحتى عام ‏1967. كانت تبث المحطة الموسيقى في إسرائيل أيضًا. في الواقع، كانت هذه المحطة إحدى محطات الراديو المفضلة لدى الشبان الإسرائيليين. قريبًا سيُعرض في إسرائيل عرض موسيقي تحت اسم راديو رام الله، حيث ستُعرض فيه موسيقى عربية نجحت في اجتياز الحدود إلى داخل إسرائيل وكسب رضا الإسرائيليين.

قال يهودا بوليكر وهو أحد المطربين الناجحين في إسرائيل، إنه كان من بين عشاق المحطة وحتى أنه كان يفضل سماع برامجها بدلا من المحطات الإسرائيلية. “كنت أحب الاستماع بشكل خاصّ إلى محطة رام الله حيث كنت تبث أغان أجنبية كثيرا قبل أن كانت تُبث في إسرائيل. أتذكر أن المحطة بثت برامج ثقافية وأغان هامة كثيرة، موسيقى شعبية وأغان جديدة”.

نسرين قدري
نسرين قدري

أصبح في يومنا هذا أسلوب الموسيقى الشرق أوسطي جزءًا لا يتجزأ من الأغاني التي تُبث في محطات الإذاعة الإسرائيلية، ولكن قبل عدة عقود كان الوضع مختلفا. لم يحظَ مطربون يهود من الدول العربيّة الذين غنوا بالعربية بنشر أغانيهم عبر محطات راديو إسرائيل في السنوات الأولى من إقامتها. ولكن بثت المحطة الأردنيّة “راديو رام الله” أغانيهم أيضًا.

كان على كل من يرغب في سماع موسيقى عربية كلاسيكية راقية في تلك الفترة أن يستمع إلى هذه المحطة. يهدف العرض الموسيقى إلى العودة إلى تلك الأغاني التي تم إحباطها ذات مرة، الموسيقى اليهودية – العربية”، قالت المطربة الإسرائيلية ميري مسيكا، حيث تغني في الحفل الموسيقى أغنية للمطربة الجزائرية اليهودية لين مونتي. إضافة إليها ستغني المطربة العربية نسرين قادري أغان مغربية.

سيغني المطرب شاي تسابري أغنية “فوق النخل” أيضا. قال تسابري قُبَيل العرض الموسيقي “كان الشرق الأوسط في القرن الماضي، رغم النزاعات التي سادت فيه مجالا متعدد الهويات حيث عاش فيه أشخاص ذوو قوميات مختلفة معا. كان من الممكن أن يعيش يهودي في مصر، لبنان أو العراق أن يتعلم في مدرسة فرنسية ويتحدث أربع أو خمس لغات للتواصل مع جيرانه. في وسع دولتنا أن تحقق الاستقلال الحقيقي عبر الثقافات، وسيحدث هذا بناء على معرفة أن هويتنا تشكل جزءا لا يتجزأ من الشرق الأوسط”.

اقرأوا المزيد: 318 كلمة
عرض أقل
أجهزة اتصال تتمكّن المواطنون من الاستماع إلى الشبكات والاستعداد للقصف
أجهزة اتصال تتمكّن المواطنون من الاستماع إلى الشبكات والاستعداد للقصف

أسياد مصيرهم

المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يظهران عجزا إثر انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام الأسد وبوتين في سوريا. لم يبقَ أمام مواطني سوريا من يعتمدوا عليه سوى دهائهم، وهم يطوّرون استراتيجيات ذاتية وإبداعية بهدف البقاء قيد الحياة

لقد أصبح مواطني سوريا بعد سنوات من الحياة في ظل القصف والحصار في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار يطوّرون طرق بقاء إبداعية. وذلك عقب غياب القدرة على الهرب من البلاد وغياب استعداد المجتمع الدولي لحمايتهم. نجح المواطنون المحاصرون من قبل نظام الأسد وحلفائه، الذين يتم قصفهم باستمرار من قبل قوات النظام والجيش السوري، في تأمين أنفسهم، وإنْ بشكل محدود، من القصف، ويواجهون بدهائهم الكبير النقص في الأغذية، الأدوية، الوقود، والاحتياجات الأساسية الأخرى.

فرّ ملايين السوريين من تهديد القصف إلى مناطق أكثر أمنا خارج سوريا، إلى مخيمات النازحين على الحدود، أو إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام أو الأكراد، والتي لا يقصفها النظام. يقلص أولئك الذين بقوا في منازلهم، بسبب عدم وجود بديل مالي أو غير ذلك، في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، من الخطر الذي يهدد حياتهم بالنزول إلى الأقبية. بما أن نظام الأسد وروسيا يضربان بشكل ممنهج المؤسسات الحيوية مثل المستشفيات، المدارس، والمساحات العامة مثل حدائق اللعب، لا يكتفي السوريون بالتحصينات، الخنادق أو الكهوف كمساكن مؤقتة تحميهم من القصف، لذلك بنوا مدارس، مستشفيات، حدائق ألعاب، ومسارح تحت الأرض.

مدخل مستشفى في إدلب (صورة بإذن موقع منتدى التفكير الإقليمي)
مدخل مستشفى في إدلب (صورة بإذن موقع منتدى التفكير الإقليمي)

يهرب السوريون الذين ليس لديهم قبو في منزلهم أو لم يحفروا حصينا، عند القصف، إلى الطابق الأول من البناية، ويبتعدون عن التجمعات السكانية التي يميل النظام إلى مهاجمتها. يتجوّل الأطفال بمجموعات صغيرة كي لا يشكّلوا هدفا لسلاح الجو المهاجم، وفي ساعات المساء يسافرون من دون أضواء في السيارات أو على ظهر الخيل. تم تقديم حفلات الزفاف إلى ساعات الظهر حتى يتمكّن الضيوف من العودة إلى بيوتهم قبل حلول الظلام.

ومع ذلك، توفر أنظمة الإنذار حماية من القصف العشوائي الذي تقوم به طائرات ومروحيات سورية من مدى قريب، ولكن ليس من الصواريخ والقصف الفتاك الذين يقوم به سلاح الجوّ الروسي. إذا نجحت البنايات متعددة الطوابق في الصمود أمام القصف السوري، ستُدمّر من أساساتها في القصف الروسي.

قبو تحت بيت عائلة في حمأة (صورة بإذن موقع منتدى التفكير الإقليمي)
قبو تحت بيت عائلة في حمأة (صورة بإذن موقع منتدى التفكير الإقليمي)

مدّ نشطاء محليون في مناطق الثوار شبكة من نحو 80 مركز مراقبة للتبليغ عن رؤية طائرات هجومية لسلاح الجو السوري والروسي. يتواجد المراقبون في وقت قريب من ساعات الطيران أو يعملون على مراقبة شبكات الاتصال بين الطيارين. من أجل ذلك فقد أتقنوا أيضًا المصطلحات ذات الصلة باللغة الروسية. اقتنى المواطنون الذين يعيشون في تلك المناطق أجهزة اتصال تمكّنهم من الاستماع إلى الشبكات والاستعداد للقصف في وقت سابق (في هذا الرابط يمكن الاستماع إلى بثّ حي للشبكات التي تغطي مناطق حلب، إدلب، وحماة). فيما عدا أجهزة الاتصال، يتم نقل الإنذارات أحيانا بواسطة أنظمة الإنذار المحلية، مجموعات الواتس آب، وإذاعات الراديو.

يعيش أكثر من مليون سوري تحت الحصار؛ نحو 85% منهم تحت حصار نظام الأسد. إنهم يضطرّون إلى مواجهة ليس فقط القصف وإنما أيضًا الجوع والحصار. في الكثير من المناطق المحاصَرة يستخدم المواطنون أسطح المنازل، المناطق المفتوحة، والمزابل ويحوّلونها إلى مساحات لزراعة المحاصيل الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، تحفر مجموعات الثوار في مناطق معينة، وخصوصا في ضواحي دمشق المدنية، أنفاقا تسمح لهم بتهريب الأغذية والمؤون إلى داخل المناطق المحاصَرة. يستغلّ التجار، المدنيّون والثوار فساد القوات المحاصِرة للمنطقة ويعملون على رشوتها.

يعاني جميع مواطني سوريا من نقص الكهرباء والوقود، ولكن ذلك ملحوظ بشكل خاص في المناطق المحاصَرة. فقد طوّر المواطنون المحليّون هناك طرقا لإنتاج الكهرباء من ألواح شمسية بدائية الصنع، دوران دواسات دراجة متّصلة ببطارية، منشآت غاز حيوي تعمل على روث الحيوانات، بلاستيك مستعمَل يوفّر وقودا للمولّدات وغيرها. تستخدم الكوادر الطبية شرابا ضدّ السعال كمصدر للسكر للأطفال الذين يتضوّرون جوعا ويتم تسريب محاليل ماء مالح بدائية الصنع إلى أوردة المواطنين الذين على حافة الموت من قلّة الأملاح.

نظام كهرباء منزلي يرتكز على بطاريات سيارات في قرية قرب حلب (صورة بإذن موقع منتدى التفكير الإقليمي)
نظام كهرباء منزلي يرتكز على بطاريات سيارات في قرية قرب حلب (صورة بإذن موقع منتدى التفكير الإقليمي)

تدل استراتيجيات البقاء هذه على يأس مواطني سوريا الكبير ولكن أيضًا على إبداعهم في مواجهة الواقع الوحشي. تحظر المواثيق الدولية قصف التجمعات السكانية والمؤسسات الحيوية، ولكن حصار المدنيين أو استخدام السلاح الكيميائي هي أمور ليست ذات قيمة في نظر نظام الأسد وبوتين. على ضوء عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يطوّر مواطنو سوريا استراتيجيات ذاتية من أجل البقاء على قيد الحياة.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي.

 

 

اقرأوا المزيد: 599 كلمة
عرض أقل
فلسطينيون يرقصون الدبكة الشعبية (AFP)
فلسطينيون يرقصون الدبكة الشعبية (AFP)

السلطة الفلسطينية تحظر بث الأغاني الوطنية

مصادر: "الأغنية الوطنية باتت وقود الانتفاضة الحالية، الأمر الذي على ما يبدو أدرجه الطرف الإسرائيلي في خانة التحريض مما دفع بأجهزة السلطة الى السعي للحد منه"

أفادت مصادر إعلامية لموقع “المصدر” أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية، قامت في الأسابيع الأخيرة باستدعاء ملاكي ومحرري محطات الاذاعة المحلية لإبلاغهم بأنه يُحظر عليهم بث الأغاني الوطنية، وذلك لما تدبه من حماس في صفوف بعض الشباب الذين يتأثرون بها ويقومون بتنفيذ عمليات طعن ضد جنود او مستوطنين.

وأكد مسؤول كبير في إحدى المحطات الإعلامية النبأ مشيرا الى أنه تم استدعائه من قبل أكثر من جهاز أمني لتوضيح هذا الموضوع ولإعلامه أنه يُحظر على محطته ومحطات الإذاعة الأخرى بث الأغاني الوطنية.

وبالفعل لوحظ في الأسابيع الأخيرة تراجع حاد في بث هذه الأغاني التي اختفت تماما من بعض المحطات والتي يتم بثها فقط بشكل متباعد جداً من الناحية الزمنية في محطات أخرى.

مصدر أمني فلسطيني أخر يقول أن “الإسرائيليين يستغلون ما يُبث في هذه المحطات لاتهام الطرف الفلسطيني بتأجيج النفوس وحتى بالتحريض على العنف، وأنا لا أعلم ما إذا تم الطلب من هذه المحطات بوقف بث الأغاني الوطنية، لكن نعم, طُلب منها أن تساهم عبر برامجها ومضامينها المختلفة أن لا تساهم في زيادة التوتر لما يتضمنه ذلك من استغلال إسرائيلي بالتحريض على السلطة الوطنية وبالتالي يقوم بإجراءات تحد من قدرة المواطنين الفلسطينيين على التحرك أو الحصول على تصاريح عمل وما شابه ذلك”.

وكانت وسائل إعلام عديدة تناولت في الفترة الماضية دور الأغاني الوطنية وتأثيرها في الحفاظ على مواصلة الانتفاضة أو الهبة الشعبية التي اندلعت أواخر سبتمبر أيلول الماضي.

واعتبر العديد من الكتاب ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أن الأغنية الوطنية باتت وقود الانتفاضة الحالية، الأمر الذي على ما يبدو أدرجه الطرف الإسرائيلي في خانة التحريض مما دفع بأجهزة السلطة الى السعي للحد منه.

ويقول المصدر الأمني الفلسطيني “أن اليمين الإسرائيلي منزعج تماما وقلق جدا من امكانية توصل الفلسطينيون والإسرائيليون الى جملة من التفاهمات الأمنية ينسحب بموجبها الجيش الإسرائيلي من المناطق المصنفة “أ” (A) وبالتالي لا ضرر في أن نساهم نحن بدورنا في كل ما نرى انه يساعد على إنجاح هذه الجهود”.

اقرأوا المزيد: 298 كلمة
عرض أقل
إذاعة البيان
إذاعة البيان

سلاح الدعاية الجديد لداعش: تطبيق راديو

تنظيم الدولة الإسلامية يقترح على أصحاب هواتف الأندرويد، تطبيقا يتيح الاستماع إلى محطة إذاعية تبث دعاياته

طور التنظيم الإرهابي العالمي، داعش، تطبيقا يسمح للمستخدمين بالاستماع إلى البرامج الإذاعية الخاصة به. يعمل التطبيق في أجهزة الأندرويد فقط، وهو معد لاستخدام نشطاء المنظمة: لا يمكن تحميل البرنامج من متجر التطبيقات لأسباب أمنية، وهو يمرر بين النشطاء فقط.

يبث التطبيق الجديد للمستخدمين البث الإذاعي الخاص براديو داعش – “البيان”.

يرى أفراد التنظيم في الراديو أداة دعاية رسمية وفعالة، ولذلك طُور التطبيق، وهو يهدف إلى تسهيل استقبال البث على عناصر الدولة الإسلامية. وفقا لتقارير أجنبية، يُبلغ التطبيق الجديد النشطاء بأوقات الصلاة والمناسبات الدينية الإسلامية أيضا.

https://www.youtube.com/watch?v=BtILVOun0ec

استخدم التنظيم محطة الراديو سابقا أيضا للإعلان عن مسؤوليته عن هجمات مختلفة في جميع أنحاء العالم، مثل إطلاق النار في ولاية تكساس الذي حدث في شهر أيار 2015. بالإضافة إلى ذلك، تخبر المحطة الإذاعية المستمعين حول ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا.

وأفيد في الساعات الأخيرة أيضا، أن طائرات أمريكية قد هاجمت أمس (الاثنين) محطة إذاعة تابعة لداعش في أفغانستان. هذا ما صرح به مسؤولون أفغان وأمريكيون. وقد كانت تدير داعش إذاعة “صوت الخلافة” بالقرب من الحدود مع باكستان.

اقرأوا المزيد: 160 كلمة
عرض أقل
المطربة الشرقية، مايا بوسكيلا (Facebook)
المطربة الشرقية، مايا بوسكيلا (Facebook)

الشعب يطلب الموسيقى الشرقية

أصبحت الموسيقى الشرقية في إسرائيل منذ زمن الأكثر استماعا في الإذاعات، ولكنها لا تزال تكافح على مكانتها كل يوم من جديد، ما هو السبب؟

مرة واحدة كل عامين تقريبا ينشأ جدل ثقافي موسيقي مهم في إسرائيل. لا، ليس جدلا حول الفساد السياسي، طغيان الحكم، النضال من أجل المساواة في المجتمع الرأسمالي أو الصراع السياسي بين اليمين واليسار، وإنما هو صراع حقيقي ومليء بالدوافع حول تنوع الموسيقى الإسرائيلية اليوم.

لم يعد سرّا أن الموسيقى التي تُسمى في إسرائيل “شرقية” أو “شرق أوسطية”، تحظى في السنوات الأخيرة بازدهار منقطع النظير وبانتعاش. وقد جاءت مع الازدهار الانتقادات، سواء من الداخل أو الخارج.

وزيرة الثقافة، ميري ريغيف (Miriam Alster/FLASH90)
وزيرة الثقافة، ميري ريغيف (Miriam Alster/FLASH90)

وقد أشعلت لهيب الجدل الأخير، والذي يغرق في هذه الأيام الحوار العام في إسرائيل، وزيرة الثقافة والرياضة الجديدة، ميري ريغيف (الليكود). ميري ريغيف هي ابنة لأسرة من والدين من مهاجري المغرب، وقد أشعلت مؤخرا جدلا جديدا/ قديما حول طبيعة الموسيقى الشرقية ومركزيتها في الثقافة الإسرائيلية.

في خطوة غير مسبوقة أعلنت ريغيف في الأسبوعين الماضيَين أنّها تعتزم إدخال المزيد من الموسيقى العبرية إلى الإذاعة الأكثر استماعا في إسرائيل، وهي “إذاعة الجيش الإسرائيلي ” (جلجلاتس) بل وإعطاء مكان أكبر وتمثيل مناسب أكثر للموسيقى التي يصنعها موسيقيون من الطوائف الشرقية.

وقد استُقبل قرار الوزيرة من قبل الكثيرين بدهشة، ومن قبل آخرين، ومن بينهم مطربون شرقيون، بالتصفيق الحارّ.

من أجل حسن الترتيب، تعتبر الموسيقى الشرقية في إسرائيل موسيقى صُنعت في إسرائيل باللغة العبرية وهي تتماهى مع التقاليد الموسيقية لأبناء الطوائف الشرقية. من أجل التماهي مع تقاليد الطوائف الشرقية، يتأثر هذا النوع من الغناء بالموسيقى العربية بالإضافة إلى الموسيقى اليمنيّة، اليونانيّة، الكردية، البخارية، التركية والمغربية.

تسعى التوجيهات الجديدة التي تحاول الوزيرة إدخالها إلى إحداث تغيير كبير في المحتويات المسموعة في الإذاعة رغم أنف الذين قرّروا من فترة أية محتويات يتم سماعها وأي منها يعتبر غير مناسب ليذاع في الإذاعة.

انتقادات خارجية

على مدى سنوات طويلة كانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الإذاعة الأكثر استماعا في إسرائيل. في برامج الإذاعة العديدة اختار منتجوها أن يذيعوا موسيقى عبرية (40%) وموسيقى معاصرة، بوب، روك، هيب-هوب وغيرها من الموسيقى العالمية (60%). واشتكى المطربون، من أبناء الطوائف الشرقية، أكثر من مرة، من أنّ منتجي هذه البرامج لا يذيعون أعمالهم بشكل كاف لاعتبارات عنصرية أو لأنهم يعتقدون أن الموسيقى الشرقية “غير مناسبة” في أفضل الحال، وفي أسوأ الحالات “حقيرة”.

النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم (Flash 90 Jorge Novominsky)
النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم (Flash 90 Jorge Novominsky)

وادعى المدافعون عن قرار إذاعة الجيش بالتقليل من بثّ الموسيقى الشرقية العكس: المشكلة في مصطلح “موسيقى شرقية” هي في الجانب المسبب للانقسام فيها، كما قالوا. اتُّهم الموسيقيون الشرقيون بوضع الموسيقى “الشرقية” مقابل الموسيقى “الأشكنازية”، في ثقافة تنامت وأصبحت شعورا بالاضطهاد مثيرا للانقسام، ونسيت بأنّها قبل كل شيء وبعد كل شيء ثقافة عبرية.

وقال منتقدو هذه الثقافة أيضًا إنّ إسرائيل اليوم غارقة بموسيقى سطحية من الجانب الشرقي، وغارقة بذلك من جانب موسيقى البوب والهيب-هوب الأجنبية، وبين هذين الخيارين الصاخبين، عديمي المذاق والاستبداديّين، تختنق ببطء الموسيقى العبرية النوعية.

انتقادات داخلية

المطربة الشرقية، مايا بوسكيلا (Flash90/Jorge Novominsky)
المطربة الشرقية، مايا بوسكيلا (Flash90/Jorge Novominsky)

أحد أكثر الانتقادات شيوعا ضدّ “الموسيقى الشرقية” هو أنّ كل علاقة بين الموسيقى الشرقية الأصيلة، بكلّ ثقلها، وبين “موسيقى المطربين الشرقيين الجدد”، هي من قبيل الصدفة تماما. يدعي الكثيرون أنّ المطربين الشرقيين مثل إيال جولان، سريت حداد، مايا بوسكيلا، مرجليت صنعاني أو دودو أهرون، رغم أنهم يصدرون أغان جذّابة، إلا أن موسيقاهم لا يمكنها الاقتراب من تعقيد الغناء الشرقي – العربي بألحانه أو كلماته التي تؤلف أغانيه.

يشتكي فنّانون شرقيّون من أن نجوم الغناء الشرقي لا يأخذون أغانيهم العميقة ولا يلحّنونها لأنّهم يبحثون عن أغان جذابة، مع كلمات غير معقّدة، بسيطة بل وفي أحيان كثيرة، مهينة.

هل تعكس إذاعة الجيش ذوق الجمهور الإسرائيلي؟

في الحقيقة: من غير الممكن أن نبرّئ إذاعة الجيش من التهمة. على مدى سنوات طويلة لم يحبّ منتجو الإذاعة بجميع أجيالهم – ببساطة – الاستماع إلى رتوش زوهار أرجوف، واضطر إلى بيع تسجيلاته في الأسواق بتل أبيب لبسطاء الشعب، حتى أصبح نجما.

يعتبر الكثير من الإسرائيليين إذاعة الجيش، إذاعة تمثّل رمزا لنخبة “دولة تل أبيب” وذلك بخلاف الأسطورة أن الجيش هو جيش الشعب، بوتقة انصهار المجتمع الإسرائيلي. ولا شكّ أيضًا أن المطربين الشرقيين، مثل المطربة مايا بوسكيلا، التي وجّهت انتقاداتها منقطعة النظير أكثر من مرة ضدّ الإذاعة، يحتاجون إلى أن يكسبوا رزقهم. هناك حاجة للقيام بثورة صغيرة في إذاعة الجيش على طريقة اختيار الأغاني التي ستتم إذاعتها، ويجب أن يكون هذا الموضوع في إطار نقاش حقيقي ومفتوح وليس بطريقة البلطجة المستخدمة اليوم، والتي يخرج فيها كل عدة أشهر مطرب آخر للصراع مع الإذاعة ويواجه جدارا من الطوب، دون أية قدرة حقيقية على إحداث تغيير.

وأكثر من ذلك فإنّ هذه الإذاعة هي الإعداد الافتراضي في كل سيارة في إسرائيل وإن كان لسبب بسيط وهو عدم وجود إعلانات فيها. إنّ ادعاء القناة، الذي بحسبه فإنّ نسب الاستماع المرتفعة تدل على نجاحها في استهداف الذوق الموسيقيّ لدى المستمعين، يمكن أن يدلّ بشكل أكبر على كراهية الإعلانات، أكثر من الإعجاب بالأغاني.

سريت حداد وإيال جولان (PR)
سريت حداد وإيال جولان (PR)

إذاعة الجيش هي “إجماع”، وبالنسبة للموسيقيين، فإنّ الأمر يعني العديد من العروض، تقارير في الإعلام واعتراف موسيقي والذي يعتبر ضروريا لحياتهم المهنية.

وبالمناسبة، فليس من المؤكد أنّ التدخّل المتزايد لوزيرة شؤون الثقافة، ميري ريغيف، سيعود بالنفع على الإذاعة. فبعد كل شيء، يعتبر تدخّلا سافرا لدوافع سياسية في المحتويات الثقافية التي لا ينبغي أن يتم إملاؤها من قبل الدولة، والتي قد تشكّل خطورة على حرية التعبير.

اقرأوا المزيد: 765 كلمة
عرض أقل
الجيش الإسرائيلي يداهم محطة الإذاعة الفلسطينية "منبر الحرية" في الخليل
الجيش الإسرائيلي يداهم محطة الإذاعة الفلسطينية "منبر الحرية" في الخليل

الجيش الإسرائيلي يداهم محطة إذاعة فلسطينية تبثّ عبارات تحريض

تدابير للقضاء على التحريض: دخلت الإدارة المدنية الإسرائيلية مع قوات الجيش الإسرائيلي إلى محطة الإذاعة الفلسطينية "منبر الحرية" في الخليل، وصادرت المعدّات التقنية وأجهزة البثّ

داهم الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية أمس محطة الإذاعة الفلسطينية “منبر الحرية” في الخليل، وصادروا المعدّات التقنية وأجهزة البثّ من أجل إيقاف المحطة عن العمل مطلقا. وقد بثّت المحطة الإذاعية، بحسب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، تحريضات ضدّ إسرائيل وشجّعت على القيام بعمليات الطعن.

وتدعم “منبر الحرية” أيضا إقامة مسيرات المقاومة العنيفة. “حملة مصادرة المعدّات وإغلاق المحطّة هي خطوة ضرورية للقضاء على التحريض الذي ظهرت نتائجه في الواقع في الشهر الأخير”، هذا ما قاله أيضًا الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي يداهم محطة الإذاعة الفلسطينية "منبر الحرية" في الخليل
الجيش الإسرائيلي يداهم محطة الإذاعة الفلسطينية “منبر الحرية” في الخليل

تأسست محطة الإذاعة “منبر الحرية” عام 2002 في قطاع غزة من قبل نشطاء حركة تحرير فلسطين، وتم استنساخها إلى الخليل بعد سيطرة حماس على القطاع. تم إغلاق المحطة مرّتين، عام 2002 وعام 2008.

وتبثّ المحطّة عبارات تحريضية تثير الجمهور الفلسطيني، ومن بينها ادعاءات كاذبة عن إعدام فلسطينيين واختطاف شبان فلسطينيين من قبل القوى الأمنية الإسرائيلية.

الجيش الإسرائيلي يداهم محطة الإذاعة الفلسطينية "منبر الحرية" في الخليل
الجيش الإسرائيلي يداهم محطة الإذاعة الفلسطينية “منبر الحرية” في الخليل

هذا وقد أدان الدكتور مصطفى البرغوثي وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، قيام قوات الجيش الإسرائيلي بمداهمة مقر الإذاعة وإغلاقها بعد مصادرة أجهزتها‎.‎

وقال البرغوثي إن هذا الاعتداء يمثل تصعيدا خطيرا في الاعتداء على الصحفيين وحرية الرأي والتعبير بعد أن جرح، حسب تعبيره، الجيش الإسرائيلي أكثر من ‏80‏ صحفيا خلال تغطيتهم لأحداث الانتفاضة الشعبية‎.‎

ويردّ الجيش الإسرائيلي قائلا إنّه رغم الادعاءات الفلسطينية، فلم يتم اعتقال صحفيين خلال المداهمة. “هي مصادرة للمعدّات التقنية وأجهزة البثّ التابعة للمحطّة الإذاعية وإغلاقها”، كما قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي.‎

اقرأوا المزيد: 209 كلمة
عرض أقل
إذاعة راديو إسرائيل (Flash90/Tomer Neuberg)
إذاعة راديو إسرائيل (Flash90/Tomer Neuberg)

ما هو الإعلام الأسرع: الراديو، الإنترنت أو التلفزيون؟

بحث أُجري في جامعة بن غوريون يُظهر بأن سرعة صناعة الأخبار اليوم تؤثر بشكل كبير بعمق تلك الأخبار

وجد بحث أُجري في قسم الإعلام في جامعة بن غوريون الإسرائيلية أن العمل الصحفي على 79% من الأخبار ينتهي خلال ساعة أو أقل، مقابل 72% من الأخبار في الإنترنت.

أظهر البحث أيضًا أنه في 43% من الحالات يرد المراسلين الإذاعيين خلال 15 دقيقة من وقوع الحدث، مقارنة بـ 33% فيما يخص الأخبار الإلكترونية. تُفند هذه المعطيات الافتراض القائم أن الإنترنت هو وسيلة الاتصال الأسرع وتؤكد أن ضغط الوقت يؤثر بمعايير العمل الصحفي.

هذه النتائج هي جزء من البحث الذي تحرى كيفية تأثير ضغط الوقت والطلب الحثيث المتعلق بالتزام معايير العمل الصحفي. أظهر البحث بأن الصحفيين الذين يتعرضون لضغط الوقت في إسرائيل هم المراسلون الإذاعيون وليس مراسلي مواقع الإنترنت الإخبارية. ينتهي العمل الصحفي، لدى الجانبين، خلال ساعة أو أقل على أكثر من 70% من الأخبار، مقابل 30% في الصحافة المطبوعة وفقط 12% من الأخبار التلفزيونية.

 تسفي يحزكيلي مراسل القناة 10 الإسرائيلية للشؤون العربية (Flash90/Yaakov Naumi)
تسفي يحزكيلي مراسل القناة 10 الإسرائيلية للشؤون العربية (Flash90/Yaakov Naumi)

كيف يُعقل أن التلفزيون يأتي بعد المذياع، رغم أنه يمكنه نقل الأخبار بشكل فوري؟

يُمكن لمواقع الإنترنت، برأيي الباحثين، نشر خبر ما بشكل أسرع مما يفعله المذياع ورغم ذلك فإن إطار الوقت فيما يتعلق بالمذياع هو أسرع، لسببين: الأول، كون مواعيد البث الثابتة في المذياع تسبب ضغطًا عامًا أكبر على أجزاء كبيرة من الطاقم وبحجم أكبر على الأخبار. ثانيًا، كون الأخبار في المذياع غالبًا ما تكون أقصر وتتيح إمكانية عمل أسرع.

كلما كان وقت الصحفي أقصر، هكذا يبذل جُهدًا أقل في مسار العمل. تستند تلك الأخبار بشكل أقل على مسألة مقارنة الأنباء ولا تستند كثيرًا على المعلومات المُسربة وتعتمد أكثر على العلاقات العامة وآراء المتحدثين. يؤكد البحث من خلال هذه المعطيات أحد الأمور الذي بات مقلقًا في السنوات الأخيرة في مجال وسائل الاتصال، وهو أن ضغط الوقت المتزايد والتسارع المتزايد للأخبار يترك أثرًا سلبيًا كبيرًا يمكن أن نقيسه من خلال معايير العمل الصحفي.

اقرأوا المزيد: 272 كلمة
عرض أقل