الدول المانحة

تمرين عسكري مشترك للأردن وأمريكا (Facebook)
تمرين عسكري مشترك للأردن وأمريكا (Facebook)

التصدّعات التي تُمزّق المملكة الأردنية

حصل أطفال اللاجئين السوريين الذين يقيمون في مخيّم الأزرق للاجئين في الأردن على شحنة هدايا مبهجة. وهي تشمل “صندوق الأفكار”، منظومة من عدة صناديق ملوّنة صمّمها فيليب ستارك، تمت تعبئته بنظام سينما منزلي، عشرة حواسيب، 25 آيباد، كتب إلكترونية وألعاب تركيبية. وقد بادرت إلى تقديم الهدية المخصصة لتخفيف الملل لنحو 18 ألف من سكان المخيم، جمعية “مكتبات بلا حدود” بالمشاركة مع السفارة الفرنسية في الأردن، ليس كبديل عن المساعدة في الغذاء والدواء وإنما انطلاقا من الاعتراف بأنّ الملل قد يكون خطيرا ويتسبب في اشتباكات بين سكان المخيم الذين يعيشون في الصحراء الشرقية للأردن دون وصول قريب إلى مراكز التعليم أو الترفيه.

أطفال سوريون في مخيم الأزرق في الأردن (AFP)
أطفال سوريون في مخيم الأزرق في الأردن (AFP)

يعيش نحو 85% من اللاجئين السوريين في الأردن في المدن وليس في مخيّمات اللاجئين. رسميا، لا يجوز لهم العمل، ولكنهم يسيرون ويسيطرون على العديد من قطاعات العمل ويستبعدون المواطنين الأردنيين من أماكن العمل. وفقًا لمعطيات منظمة العمل العالمية، ففي المدن الثلاث الكبرى التي يعيش فيها اللاجئون، عمان، إربد ومحافظة المفرق، ارتفعت نسبة البطالة في السنوات الأربع الأخيرة في أوساط السكان الأردنيين من 14.5% إلى 22.1%. أكثر من 30% من الأردنيين الذين عملوا في الماضي في الزراعة والبناء، لم يعودوا يعملون في هذه القطاعات حيث حلّ مكانهم لاجئون سوريون. فهؤلاء مستعدّون للعمل لساعات أكثر مقابل مال أقلّ، دون مزايا اجتماعية ودون تهديد بالإضراب.إنها لفتة لطيفة، ولكن الملل لا يوجد عادة في أذهان منظمات الإغاثة أو الحكومات التي تستضيف اللاجئين، فهي قلقة أكثر من كل تأثير اقتصادي واجتماعي يوجد في التجمّعات الكبيرة من اللاجئين في أراضيها. والأردن أيضًا ليس استثنائيًّا. عندما يشكّل نحو 680 ألف لاجئ سوري ونحو 30 ألف لاجئ عراقي قد فرّوا من تهديد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) (بالإضافة إلى عشرات آلاف اللاجئين الذين لم يعودوا بعد إلى أوطانهم بعد حرب الخليج الثانية) أكثر من 10% من سكان البلاد – دون أخذ اللاجئين الفلسطينيين بالحسبان – فإنّ تفكّك النسيج الاجتماعي والاقتصادي الهشّ هو التهديد الرئيسي الذي يحوم فوق البلاد.

الأردن، مثل مصر، يعتمد على السعودية التي تعهّدت بمنحه مساعدة بمبلغ نحو مليار وربع المليار دولار

رغم أنّه يُسمح لأطفال اللاجئين بالتعلم في المدارس الأردنية، ولكنهم ينشئون بذلك ازدحاما كبيرا في الصفوف ممّا يُشعل استياء الأهالي الذين يطالبون بإيجاد حلول أخرى لأجلهم بحيث لا تأتي على حساب أطفالهم. تفرض الخدمات الاجتماعية مثل العيادات، جمع القمامة، الكهرباء والماء عبئا كبيرا على المملكة وتحدّ من قدرتها على تحويل الأموال لتطوير وتحسين رواتب موظفي الدولة. الأردن، مثل مصر، يعتمد على السعودية التي تعهّدت بمنحه مساعدة بمبلغ نحو مليار وربع المليار دولار وتساعد أيضًا الدول المانحة في تمويل استضافة اللاجئين. ولكن ذلك لا يكفي لتغطية عجز الموازنة الذي يُتوقّع، دون المساعدات، أن يبلغ هذا العام نحو 1.8 مليار دينار (نحو 2.5 مليار دولار).

الملك عبد الله يلتقي بالملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز (AFP)
الملك عبد الله يلتقي بالملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز (AFP)

هذه معطيات افتتاحية سيئة أيضا دون التهديد الأمني الذي يحيط بالبلاد تدريجيا. يعيد احتلال مدينة الرمادي في محافظة الأنبار في العراق من قبل الدولة الإسلامية وفرار الجيش العراقي من مواقعه في المحافظة، قوات داعش إلى مفترق الطرق رقم 1 و 10 المؤدي من بغداد إلى الأردن. رغم أن المسافة الجغرافية كبيرة بين الرمادي والحدود الأردنية، ولكن السيطرة على تلك الطرق الرئيسية تمنح الدولة الإسلامية القدرة على أن توقف بشكل مطلق حركة التجارة بين الأردن والعراق، حيث يقوم السائقون الأردنيون منذ شهور طويلة بالمرور إلى الخليج عن طريق السعودية بعد أن سيطرت داعش على الأجزاء الغربية من محافظة الأنبار.

يشكّل نحو 680 ألف لاجئ سوري ونحو 30 ألف لاجئ عراقي قد فرّوا من تهديد داعش أكثر من 10% من سكان الأردن

رغم ذلك، يحاول عبد الله، ملك الأردن، إقناع قطاعات الأعمال في العالم بأنّ الأردن لا يزال دولة آمنة للاستثمار، ولكن وحيث إنّ الحدود مع سوريا أيضًا مغلقة وتكلفة التسويق إلى الخليج قد قفزت بشكل كبير، يتقلص بحسب ذلك استعداد المستثمرين الأجانب للوصول إلى الأردن. تراجع الاستثمار الأجنبي من نطاق استثمارات بقيمة 3.1 مليار دولار عام 2006، إلى نحو 1.5 مليار للعام في السنوات الأربع الأخيرة وأماكن عمل أقل وتوتّر اجتماعي أكثر يشكل دلالة على ذلك.

تراجع الاستثمار الأجنبي في الاردن من نطاق استثمارات بقيمة 3.1 مليار دولار عام 2006، إلى نحو 1.5 مليار للعام في السنوات الأربع الأخيرة

مثال على ذلك قدّمته مؤخرا مدينة معان الجنوبية، التي تطوّرت فيها مظاهرات ضدّ الشرطة والقوى الأمنية على خلفية قتل شاب من قبل الشرطة. عملت القوى الأمنية، التي أظهرت عضلاتها في السنة الأخيرة ضدّ كل علامة على اختراق الهدوء، بعنف غير مسبوق في المدينة القبلية التي كانت قد تظاهرت في الماضي ضدّ الأسرة المالكة والتي رفع فيها أنصار داعش رايات التنظيم.

وقد أظهرت صور انتشرت في الشبكة منازل مهدّمة ومواطنين منهكين، حتى فهم الملك عبد الله بسرعة أنّ هناك حاجة إلى استجابة عاجلة من أجل تهدئة النفوس. وبشكل غير مسبوق قدّم وزير الداخلية، حسين المجالي، استقالته والتي سارع الملك إلى قبولها، ولاحقا قام بإقالة قائد الدرك وقائد الأمن العام. وهذه بالتأكيد ليست الاستجابة الطبيعية، خصوصا عندما يُعتبر المقالون من مقرّبي الملك. ولكن عندما يكون العصيان المدني على المحكّ، لم يكن هناك مناص من خطوة كبيرة كهذه.

الأسير الأردني معاذ الكساسبة
الأسير الأردني معاذ الكساسبة

ضجيج المرارة ليس جديدا ولكنه يزداد قوة، وكما قال صحفي أردني لصحيفة “هآرتس”، “لو كنا نستطيع الكتابة عمّا يفكّر الناس حقّا والكشف عن الظروف القاسية التي يعاني المواطنون الأردنيون منها، لاندلعت فعلا انتفاضة شعبية عندنا. ولكن أحدا لا يجرؤ على الكتابة”. وفقا لتقرير مركز حماية حقوق الصحفيين في الأردن، فإنّ هناك على الأقل 90% من الصحفيين يخشون من انتقاد الملك وأسرته، والكتابة عن تصرفات البلاط الملكي أو الجيش. “الرقابة الذاتية أقوى من الرقابة الرسمية”، كما قال الصحفي الأردني لمعدّي التقرير، “الصحفيون يعملون كمراقبين بدلا من موظفي الحكومة”. وفقا لقانون النشر الأردني، فإنّ فتح مواقع الإنترنت أيضًا ليس أمرا سهلا ويجب الحصول على رخصة مقابل افتتاح المواقع بعد أن أغلقت الحكومة أكثر من 290 موقعًا.

بحسب مصادر في الأردن فإنّ التعاون العسكري بين الأردن وإسرائيل عميق جدّا ويتجاوز مسألة حماية الحدود، وهو يتعامل مع السيناريوهات المحتملة للردّ في حال تقدّم داعش

“على الرغم من أننا نعيش فترة توتر وترهيب”، كما يقول الصحفي الأردني، “ولكننا لا نستطيع الاعتماد على أنّ الحكومة قادرة على ضمان سلامة المواطنين في حال قرّرت داعش التوجّه نحو الشرق. لقد رأينا ماذا جرى في العراق وسوريا، ورغم أنّنا نثق بالجيش، فلا يوجد حوار عام بين الأسرة المالكة والمواطنين”، كما يشكو.

وبحسب تقديرات المخابرات الأردنية فليس في نيّة داعش التقدّم نحو الحدود الأردنية، ولكن رغم ذلك يُشغّل الأردن وسائل خاصة على طول الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا من أجل تعقّب أي حركة للقوات. وقد طلب الأردن من الولايات المتحدة مؤخرا أن يزوّدها بطائرات دون طيار قتالية، كي يستطيع أن يتعقّب من الجوّ وأن يُحبط محاولات اقتراب داعش، ولكن بحسب ادعاء الأردنيين، فإنّ إسرائيل تعارض ذلك بشكل غير معقول والولايات المتّحدة التي رفضت سابقا طلبا مماثلا، تدرس الآن فقط إقراض طائرات دون طيار كتلك للجيش الأردني.

ملك الاردن، الملك عبد الله الثاني (AFP)
ملك الاردن، الملك عبد الله الثاني (AFP)

ولا يفهم الأردن، الذي تدرّب على أراضيه مقاتلون من قوات الثوار السوريين، بل وشارك بشكل فاعل في الهجوم الجوي ضدّ داعش والذي فقد في إحدى هجماته الطيار معاذ الكساسبة، والذي أُحرق حيّا من قبل داعش، لماذا توقف إسرائيل بيع الطائرات دون طيار. “لا يهمّ السبب، ففي كلّ مرة ترغب دولة عربية بشراء سلاح تعترض إسرائيل”، كما قال الجنرال والطيار المتقاعد محمود أرديسات.

وقد سارعت الصين إلى الدخول لهذا السوق وقد يشتري الأردن منها الطائرات دون طيّار التي يحتاجها. وذلك عندما نُشر قبل عامين بأنّ الأردن يسمح للطائرات الإسرائيلية دون طيار بالتحليق فوق أراضيه لمسح التطوّرات في سوريا. نفى الأردن هذا التقرير ولكن وبحسب مصادر في الأردن فإنّ التعاون العسكري بين الأردن وإسرائيل عميق جدّا ويتجاوز مسألة حماية الحدود، وهو يتعامل مع السيناريوهات المحتملة للردّ في حال تقدّم داعش. هذه هي طبيعة المفارقة المحيّرة التي أنشأتها العلاقة بين الأردن وإسرائيل.

نشر هذا المقال على صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1177 كلمة
عرض أقل
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (MAHMUD HAMS / AFP)
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (MAHMUD HAMS / AFP)

غزة: أموال إعادة الإعمار لا تصل، وحماس تفقد السيطرة

مع مرور الوقت على حرب غزة، يزداد وضع سكان غزة سوءًا وعلى ضوء الوضع الخطير، يعترف أسامة حمدان بأن حماس ترغب بمواصلة المفاوضات مع إسرائيل بدلا من الهدنة في غزة

مع مرور الوقت على حرب غزة، يزداد وضع سكان غزة سوءًا، ويبدو أن إعادة الإعمار بعيدة عن التحقيق. أعلنت وكالة الإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، التابعة للأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء)، أنها ستوقف أعمال إعمار البيوت المدمرة في غزة خلال عملية “الجرف الصامد”، وذلك لأن المتبرعين لم ينقلوا الأموال المخصصة لذلك.

وجاء في بيان الوكالة: “استنفدت الأونروا كل التمويل الذي تملكه لدعم الإعمار وتكلفة الإيجار”، وتم منح ما يقارب 5.4 مليار دولار بمؤتمر الدول المانحة في القاهرة في تشرين الأول الماضي، ولم يصل من هذا المبلغ إلا القليل جدًا. إنه لأمر محزن ومزعج، من غير الواضح لماذا لم يتم نقل التبرعات”.

وفقًا لبيانات الأونروا، تم هدم منازل لأكثر من 96 ألف لاجئ فلسطيني في الصيف الماضي، وقد شكلت غالبية البيوت التي تضررت خلال خمسين يوم من الحملة. وبالرغم من ذلك، تصل الأموال التي تم نقلها من أجل الإعمار إلى أقل من 1.5% من المبلغ الموعود. تمت معالجة 66,000 بواسطة هذا المبلغ حتى الآن.

خلال ذلك، أدى الضغط على حماس إلى أن تطلب استئناف المفاوضات مع إسرائيل لتحسين شروط إيقاف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في نهاية الحرب في الصيف. وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي توجهها حماس لقيادة محمود عباس بسبب استعداده للتفاوض مع إسرائيل، يبدو أن حماس لا تردع بنفسها عن مثل هذه المفاوضات.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان أن حماس ناشدت مصر لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل. في سياق آخر شدد حمدان في لقاء على فضائية الأقصى، مساء الاثنين أن “حكومة التوافق لم تقم بواجباتها منذ توليها الحكم، ورغم ذلك سنعطيها فرصة لتعيد حساباتها‎”‎‏. وأكد أنه “لم يعد مقبولًا أن يحتكر فرد أو مجموعة القضية الفلسطينية”، مبينًا أن “حكومة الحمد الله هي حكومة توافق وطني وليست حكومة محمود عباس‎”.

 

اقرأوا المزيد: 267 كلمة
عرض أقل
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (MAHMUD HAMS / AFP)
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (MAHMUD HAMS / AFP)

مؤتمر اعمار غزة يتعهد بتقديم 5,4 مليار دولار ويطالب باستئناف مفاوضات السلام

كيري: "لا اعتقد ان اي شخص يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس الطاولة للحديث عن اعادة اعمار غزة". بان كي مون يقول إن "غزة لا تزال برميل بارود" ويعلن انه سيتوجه الثلاثاء الى قطاع غزة

تعهدت الدول المانحة المشاركة في مؤتمر اعادة اعمار غزة في القاهرة الاحد بتقديم 5,4 مليار دولار للفلسطينيين ولكنها الحت على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

وقال وزير خارجية النروج بورغ بريندي في ختام المؤتمر ان المانحين تعهدوا بتقديم مساعدات “قيمتها قرابة 5،4 مليارات دولار” للفلسطينيين.

واضاف ان “نصف هذه المساعدات ستخصص لاعادة اعمار غزة” مشددا على ان المانحين “الزموا انفسهم ببدء سداد هذه المساعدات في اقرب وقت ممكن من اجل تحقيق تحسن سريع في الحياة اليومية للفلسطينيين”.

واكد ان رئاسة المؤتمر، التي تولتها النروج بالاشتراك مع مصر، “تلح على المجتمع الدولي ان يلتزم بتعهداته وان يقدم مساعدات سخية خلال السنوات المقبلة”.

وعلى الفور رحب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني رئيس لجنة اعادة اعمار غزة بنتائج المؤتمر. وقال محمد مصطفى لوكالة فرانس برس “انها نتيجة عظيمة وتصويت جلي لصالح الشعب الفلسطيني”.

ووعدت قطر، على لسان وزير خارجيتها خالد العطية، بتقديم مساعدات قدرها مليار دولار وهو اكبر رقم اعلنته دولة مشاركة في المؤتمر.

وكان لافتا عدم اعلان السعودية اي تعهدات في المؤتمر ولكن حسن العطاس المدير العام لصندوق التنمية السعودي قال لفرانس برس “اعلنا من قبل عن مساعدات قيمتها 500 مليون دولار شهريا وهذا يكفي، لن نعلن مساعدات جديدة”.

واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان الدول الاعضاء فيه ستقدم في الاجمالي 450 مليون دولار خلال العام 2015 للفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده ستقدم 212 مليون دولار مساعدات اضافية للفلسطينيين.

وتعهدت الكويت بتقديم 200 مليون دولار على 3 سنوات، وكذلك اعلنت دولة الامارات العربية عن تقديم مساعدة قيمتها 200 مليون دولار.

كيري: “الولايات المتحدة تظل ملتزمة كليا وتماما بالعودة الى المفاوضات ليس من اجل المفاوضات ولكن لان هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك”

غير ان المانحين اعربوا بوضوح عن مخاوفهم من ان تذهب مساعداتهم سدى مرة اخرى اذا لم يتم التوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين واسرائيل. وكان وزير الخارجية الاميركي الاكثر صراحة معبرا عن ذلك بلا مواربة.

وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، صرح كيري “اقول بوضوح وعن اقتناع عميق اليوم ان الولايات المتحدة تظل ملتزمة كليا وتماما بالعودة الى المفاوضات ليس من اجل المفاوضات ولكن لان هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك”.

كيري: “لا اعتقد ان اي شخص في هذه القاعة يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس الطاولة للحديث عن اعادة اعمار غزة”

واضاف كيري الذي كان يجلس على المنصة الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون “لا اعتقد ان اي شخص في هذه القاعة يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس الطاولة للحديث عن اعادة اعمار غزة” بسبب التقاعس عن “التعامل مع القضايا الاساسية” التي تؤدي الى تكرار النزاع.

وتابع “ان وقف اطلاق النار ليس السلام، ينبغي ان نعود الى طاولة (المفاوضات) وان نساعد الناس على القيام بخيارات صعبة، خيارات حقيقية حول ما هو اكثر من وقف اطلاق النار لانه حتى وقف اطلاق النار الاكثر ديمومة لا يمكن ان يكون بديلا عن السلام لتحقيق امن اسرائيل ولانشاء دولة وضمان الكرامة للفلسطينيين”.

 كيري في كلمته امام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المانحين (AFP)
كيري في كلمته امام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المانحين (AFP)

وكان السيسي خاطب في كلمته الافتتاحية اسرائيل بالقول ان “الوقت حان لانهاء النزاع مع الفلسطينيين”.

السيسي: “اقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لانهاء النزاع”

واضاف السيسي امام المؤتمر الذي شارك فيه موفدون من نحو خمسين بلدا بينهم وزراء خارجية حوالى ثلاثين بلدا وممثلو هيئات اغاثية ومنظمات دولية  “اقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لانهاء النزاع”.

ومن جهته دعا عباس في كلمته امام المؤتمر الى “مقاربة دولية جديدة” لتسوية النزاع وانهاء الاحتلال.

عباس: “لقد كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هشاشة وخطورة الوضع في منطقتنا في ظل غياب سلام عادل”

وقال “لقد كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هشاشة وخطورة الوضع في منطقتنا في ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق، ورغم كل ما نشعر به من ألم ومرارة، فإننا نؤكد للجميع، بأننا لا زلنا متمسكين بالسلام، وبالتزاماتنا كافة، وفق الشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها، والاتفاقات المبرمة”.

وتابع “لا بد هنا من إيجاد مقاربة دولية جديدة لحل الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، تنهي الاحتلال الإسرائيلي، وتفضي إلى إقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمتها على حدود العام 1967، لتعيش إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وحسن جوار، تطبيقاً لرؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية”.

واكد ان “المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى، بدعم سعينا لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، والذهاب من ثمّ إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائي كافة بدءاً بترسيم الحدود في إطار جدول زمني محدد”.

وحذر بان كي مون  من ان الوضع في قطاع غزة لا يزال قابلا للاشتعال في اي لحظة. وقال بان “غزة لا تزال برميل بارود، الناس بحاجة ماسة الى رؤية نتائج (تشكل تحسنا) في حياتهم اليومية”.

من جانب اخر، اعلن الامين العام للامم المتحدة انه سيتوجه الثلاثاء الى قطاع غزة في اول زيارة له منذ حرب هذا الصيف.

المؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة (AFP)
المؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة (AFP)

وقال في مؤتمر صحافي ان الوضع في غزة لا يمكن حله بدون تسوية شاملة، داعيا الاسرائيليين والفلسطينيين الى استئناف محادثات السلام.

وقال “يجب الا نغض النظر عن الاسباب العميقة للاعمال الحربية الاخيرة: القيود التي يفرضها احتلال (اسرائيلي) منذ حوالى نصف قرن والانكار الدائم لحقوق الفلسطينيين وعدم احراز تقدم ملموس في مفاوضات السلام”.

 

اقرأوا المزيد: 790 كلمة
عرض أقل
غزة، الفلسطينيون يقفون صفوف طويلة لسحب أموال من ماكينات الصرف الآلي (Flash90Abed Rahim Khatib)
غزة، الفلسطينيون يقفون صفوف طويلة لسحب أموال من ماكينات الصرف الآلي (Flash90Abed Rahim Khatib)

نقابة الموظفين في غزة تعلق الاحتجاجات في نزاع بشأن الرواتب

زادت التوترات بين فتح وحماس في الضفة الغربية هذا الأسبوع

علقت نقابة الموظفين العموميين في قطاع غزة اليوم الأربعاء الاحتجاجات التي أصابت الاقتصاد المحلي بالشلل وتنذر بإفساد اتفاق تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية لكن النقابة قالت إنها ستستأنف الاحتجاجات إذا لم يحصل الموظفون على رواتبهم في موعدها.

واندلع النزاع الذي يتعلق بنحو 40 ألف موظف عمومي الأسبوع الماضي بعد فترة وجيزة من تشكيل حركتي حماس وفتح حكومة التوافق المؤلفة من وزراء تكنوقراط لإنهاء خلافات استمرت لسنوات.

وفي إطار الاحتجاجات بالقطاع الساحلي منعت الشرطة الموالية لحماس الوصول إلى البنوك المحلية منذ الأسبوع الماضي. وعندما انسحبت الشرطة اليوم وقف الناس في صفوف طويلة لسحب أموال من ماكينات الصرف الآلي.

وقال محمد صيام نقيب الموظفين العموميين في غزة إن النقابة أمهلت حكومة التوافق أسبوعا لحل الأزمة وإلا فإن جميع الخيارات مطروحة لتصعيد الاحتجاجات.

وأغضبت حكومة التوافق التي مقرها في مدينة رام الله بالضفة الغربية الموظفين العموميين الذين عينتهم حماس في غزة خلال السنوات السبع الماضية عندما قالت إنها ستدقق في أوضاعهم قبل أن تدفع رواتبهم وهي عملية قد تستغرق شهورا.

وشعر الموظفون بغضب شديد لأن السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في رام الله تدفع أجور موظفيها في غزة البالغ عددهم 70 ألفا منذ العام 2007 برغم أن أغلبهم توقفوا عن العمل خلال حكم حماس للقطاع.

وقال صيام لرويترز إنه يجب على حكومة التوافق ألا تفرق في المعاملة بين الموظفين مضيفا أن الموظفين الذين عينوا منذ عام 2007 هم من يخدمون سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون في وقت بقي فيه الآخرون في بيوتهم.

وواجهت حماس نفسها صعوبة في دفع أجور موظفيها في الشهور الأخيرة لأسباب منها استمرار الحصار الإسرائيلي للقطاع والذي كان أحد الأمور التي دفعتها لتوقيع اتفاق حكومة التوافق مع عباس الأسبوع الماضي وحل حكومتها في قطاع غزة.

وقال جهاد الوزير محافظ سلطة النقد الفلسطينية إن فروع البنوك في غزة ستفتح أبوابها بالكامل يوم الخميس.

وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة في غزة أيوب أبو شعر إن رجال الشرطة انتشروا أمام البنوك لحمايتها ومنع حدوث اشتباكات أمامها. وأعيدت الشرطة إلى مراكزها بعدما أعلنت النقابة تعليق الاحتجاجات.

وذكر بيان أصدرته حكومة التوافق في رام الله أن لجنة قانونية وادارية شكلت للتدقيق في أوضاع الموظفين قد يستغرق عملها أربعة أشهر قبل أن تصدر توصياتها.

وتبادل مسؤولون من حماس وفتح الاتهامات بتعريض حكومة التوافق للخطر.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس انه لم يطرأ تقدم فيما يتعلق بحل أزمة الرواتب بينما حمل القيادي البارز في حركة فتح عزام الأحمد حركة حماس يوم الثلاثاء المسؤولية عن التوترات الراهنة.

وزادت التوترات بين فتح وحماس في الضفة الغربية أيضا هذا الأسبوع.

واتهم مسؤول بارز في حماس السلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء بمحاولة افشال المصالحة بمواصلة حملة أمنية على حماس في الضفة الغربية.

وفضت الشرطة في رام الله اليوم احتجاجا لعشرات النساء اللائي قلن إن أقارب لهن سجنوا لدعمهم حماس.

وحثت إسرائيل حلفاءها الأجانب على عدم التعامل مع حكومة التوافق لأنها مدعومة من حماس التي ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

لكن حكومات غربية ومن بينها الولايات المتحدة تعهدت بالعمل مع حكومة عباس الجديدة.

اقرأوا المزيد: 448 كلمة
عرض أقل
مماطلة في دفع الرواتب، وموجات إضرابات واحتجاجات في المدن الفلسطينية (Issam Rimawi)
مماطلة في دفع الرواتب، وموجات إضرابات واحتجاجات في المدن الفلسطينية (Issam Rimawi)

نائب رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو لانتفاضة اقتصادية ضد اسرائيل

دعا محمد مصطفى نائب رئيس الوزراء الفلسطيني للشؤون الإقتصادية اليوم الاثنين الى انتفاضة "اقتصادية" لمواجهة الاجراءات الاسرائيلية التي قال إنها تهدف لتدمير الاقتصاد الفلسطيني

وقال مصطفى خلال حفل توقيع اتفاق مع شركة هولتيك الهندية لإعداد الدراسات لإنشاء أول مصنع أسمنت فلسطيني “المطلوب منا جميعا إنتفاضة اقتصادية جدية حقيقية للوقوف بشكل قوي أمام عدوان اسرائيل ضد هذا الاقتصاد.”

وأضاف “هذا الاقتصاد (الفلسطيني) لا شك ولا يخفى على أحد منكم أنه يتعرض إلى حرب من دولة اسرائيل بهدف تدمير إمكانية إقامة دولة فلسطين.”

وتابع قائلا “هناك أشكال مختلفة للحرب.. هناك طائرات تقصف وهناك اقتصاد يدمر. ما رأيناه ولم ندركه بشكل كامل ما يمارسه الاحتلال ضد امكانية اقتصاد وطني مستقل يعتمد على ذاته بما في ذلك القطاعات الاستراتيجية.”

واستعرض مصطفى مجموعة من الاجراءات الاسرائيلية ضد القطاعات الإقتصادية سواء من خلال السيطرة على الأرض ومصادر المياه ووضع القيود على استيراد المواد الخام وكذلك السيطرة على المعابر.

وقال إن “كل قطاعات الاقتصاد مستهدفة ليس بشكل عشوائي كما نفكر بل بخطة محكمة لمنع تطور اقتصاد دولة حقيقي لأن قيام الدولة مرتبط بقيام هذا الاقتصاد. لن تقوم لهذه الدولة قائمة دون وجود اقتصاد قوي.”

وأضاف “هم (الاسرائيليون) يريدون أن نبقى معتمدين عليهم وعلى المانحين.”

وأظهرت أحدث احصاءات فلسطينية رسمية أن نسبة النمو الإقتصادي في الراضي الفلسطينية لم تتجاوز 0.3 في المئة في الربع الرابع من العام 2013 في حين تجاوزت نسبة البطالة 29 في المئة في الربع الاول من العام الجاري.

وحذر مصطفى من مواصلة تراجع النمو الاقتصادي.

وقال لرويترز “كل المؤشرات سلبية وتشير إلى أن هذا التراجع سوف يستمر بدون اتخاذ إجراءات جدية لوقف التراجع.”

وأضاف “هدف الاجراءات الإسرائيلية الأخيرة هو انهيار الاقتصاد الفلسطيني ومحاولة تركيع الشعب الفلسطيني.”

وتراجعت إسرائيل عن تهديداتها الشهر الماضي بوقف التحويلات المالية التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق باريس الاقتصادي إلا أن من غير الواضح ما إذا كانت ستنفذ تهديدات أخرى متعلقة بالعلاقات المالية بين البنوك الفلسطينية والاسرائيلية وحركة رجال الاعمال ردا على توقيع عباس اتفاقية المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.

وبرغم ذلك عبر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني للشؤون الاقتصادية عن تفاؤله بالمستقبل وقال “برغم كل الصعوبات لا يزال المستقبل واعدا.”

وأضاف “الأمور ستكون أفضل ما دام في هذا الوطن من هو مصمم على تغير هذا الواقع وتحويل الإستيراد إلى صناعة محلية وتحويل التجارة مع إسرائيل إلى تجارة مع كل العالم.”

ويستورد الفلسطينيون كل حاجتهم من الأسمنت التي تزيد على 1.5 مليون طن سنويا من إسرائيل ودول أخرى مثل الأردن وتركيا.

اقرأوا المزيد: 351 كلمة
عرض أقل

مانحون يتعهدون بتقديم 2.4 مليار دولار مساعدات لسوريا

إلا أن المنظمة الدولية لم تتلق سوى حوالي 70 بالمئة فقط من المبالغ التي تم التعهد بتقديمها لسوريا في مؤتمر للمانحين في العام الماضي

تعهدت دول غربية وخليجية اليوم الأربعاء بتقديم أكثر من 2.4 مليار دولار لدعم جهود الأمم المتحدة الانسانية في سوريا التي دمرها الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي ترك الملايين ما بين مشرد أو جائع أو مريض.

وجاءت التعهدات استجابة لمناشدة أطلقتها الأمم المتحدة الشهر الماضي لجمع 6.5 مليار دولار لسوريا في عام 2014 وكانت الأكبر في تاريخ المنظمة الدولية التي تقول إن الصراع أدى إلى عودة مكاسب التنمية في سوريا 35 عاما إلى الوراء حيث يعيش أكثر من نصف السكان الآن في فقر.

إلا أن المنظمة الدولية لم تتلق سوى حوالي 70 بالمئة فقط من المبالغ التي تم التعهد بتقديمها لسوريا في مؤتمر للمانحين في العام الماضي وهو ما يشير إلى سأم المانحين لعدم ظهور نهاية للعنف في الأفق.

وقالت فاليري آموس منسقة شؤون الإغاثة بالأمم المتحدة إن كل أطراف الصراع أظهروا “تجاهلا تاما لمسؤولياتهم التي تمليها عليهم القوانين الدولية لحقوق الانسان.”

وقالت آموس في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي عقد في الكويت وشاركت به 69 دولة “الأطفال.. النساء.. الرجال محاصرون وجوعى ومرضى ويفقدون الأمل.”

وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تعهد بلاده بتقديم 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني في سوريا.

كما أعلنت الولايات المتحدة التعهد بمبلغ 380 مليون دولار في حين تعهدت كل من قطر والمملكة العربية السعودية بستين مليون دولار.

وأعلن الاتحاد الأوروبي التبرع مبلغ 225 مليون دولار وتبرعت بريطانيا بمبلغ 165 مليون دولار.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن التعهدات الإجمالية تجاوزت 2.4 مليار دولار.

وكان مؤتمر مماثل للمانحين عقد في الكويت العام الماضي تعهد بتقديم 1.5 مليار دولار استخدمت في سوريا ودول مجاورة لتوفير الحصص الغذائية والأدوية ومياه الشرب وأماكن الإيواء.

وجاءت أكبر التبرعات خلال هذا المؤتمر من حكومات دول الخليج العربية التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وتجنبت الكويت إبداء الدعم لأي من طرفي الصراع وعبرت عن قلقها من الطبيعة الطائفية للصراع.

وقال بان الذي رأس المؤتمر “حتى في ظل أفضل الأوضاع فقد أدى القتال إلى تراجع سوريا لأعوام بل لعقود.”

وأضاف “أشعر بقلق لأن الجانبين يستخدمان العنف ضد النساء والبنات لتشويه وامتهان انسانية بعضهما البعض. أدعو إلى وقف فوري لهذه الانتهاكات التي تضر الأفراد وتقوض مستقبل سوريا.”

وكان بان أبدى أسفه من قبل لعدم تلقي المنظمة الدولية كل التبرعات التي جرى التعهد بها خلال المؤتمر السابق مع عدم وصول ما بين 20 و30 بالمئة من المبالغ حتى الآن.

وقال بان للمؤتمر في كلمته اليوم الأربعاء إنه يأمل أن تجمع محادثات السلام المقررة في سويسرا في 22 يناير كانون الثاني الحكومة السورية مع المعارضة على مائدة المفاوضات رغم أن خصوم الأسد ما زالوا منقسمين بشدة بخصوص ما إذا كانوا سيشاركون في المحادثات.

وقال بان “أتمنى أن تطلق (المحادثات) عملية سياسية لاقامة كيان حاكم انتقالي بسلطات تنفيذية كاملة والأهم أن تنهي العنف.”

وحث قوات المعارضة على إرسال وفد موحد وقال إن منظمي المحادثات لم يتمكنوا من الاتفاق بخصوص ما إذا كانت إيران ستشارك.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إنه قدم حصصا غذائية لعدد قياسي بلغ 3.8 مليون شخص في سوريا في ديسمبر كانون الأول إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى المدنيين في المحافظات الشرقية وبلدات محاصرة قرب العاصمة.

وأبدى البرنامج قلقه من تقارير عن سوء التغذية في مناطق محاصرة خاصة بين الأطفال ودعا إلى تسهيل عملية الوصول لهذه المناطق.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن اطلاق نار دفع الأمم المتحدة إلى إلغاء توصيل شحنة أغذية ولقاحات لشلل الأطفال إلى منطقة محاصرة في دمشق بعد أن طالبتها الحكومة السورية بالمرور عبر طريق غير مباشر وخطير.

واتهم عمال اغاثة في سوريا السلطات بتعطيل الامدادات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتهديد المنظمات بالطرد. وتلقي سوريا باللوم على هجمات مقاتلي المعارضة في تعطيل وصول امدادات الاغاثة.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه بحاجة إلى جمع 35 مليون دولار أسبوعيا للوفاء بالاحتياجات الغذائية داخل سوريا وفي الدول المجاورة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الإثنين إن الحكومة السورية وبعض مقاتلي المعارضة قد يكونون مستعدين للسماح بمرور امدادات الاغاثة الانسانية وتنفيذ وقف لاطلاق النار واتخاذ اجراءات أخرى لبناء الثقة.

اقرأوا المزيد: 623 كلمة
عرض أقل
جون كيري ووزير الخارجية القطري خالد العطية (Flickr of the U.S Department)
جون كيري ووزير الخارجية القطري خالد العطية (Flickr of the U.S Department)

كيري: الإسرائيليون والفلسطينيون يجتمعون بكثافة وكل القضايا مطروحة

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن قطر وافقت على اسقاط ديون على السلطة الفلسطينية بقيمة 150 مليون دولار.

وقال كيري للصحفيين بعد اطلاعه الدول العربية على تطورات مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة التي استؤنفت في 29 يوليو تموز بهدف التوصل لاتفاق في غضون تسعة اشهر ان الجانبين سرعا من وتيرة المحادثات.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية ان الاسرائيليين والفلسطينيين عقدا 13 اجتماعا منذ استئناف المحادثات بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات من بينها ثلاثة اجتماعات خلال الايام الاربعة الماضية .

وتواجه السلطة الفلسطينية التي تعتمد على المانحين وتمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية المحتلة زيادة في حجم الديون مع تراجع المساعدات من الغرب والخليج.

وقال كيري ان “الطرفين عقدا الان 13 اجتماعا.. اجتماعات جادة. وعقدا ثلاثة اجتماعات خلال الايام الاربعة الماضية.

“كل القضايا الاساسية مطروحة على الطاولة. وهم يجتمعون بكثافة متزايدة.”

واشاد ايضا بقطر بسبب خطوة الاعفاء من الديون والتي لم يقدم تفاصيل اخرى بشأنها.

وقال “على الجميع الوفاء بتحديات احلال السلام وعلينا ان ندعمهم بما في ذلك الوفاء بالتزاماتنا على الصعيد الاقتصادي.”

ورحب كيري بقرار قطر وقال انه يتوقع ان تحذو دولا عربية اخرى نفس الحذو رغم انه لا يمكن لأي خطة اقتصادية ان تكون بديلا عن الجهود السياسية لتحقيق السلام.

وقال كيري “انا واثق من ان حكومات عربية اخرى تعمل حاليا على تقييم واتخاذ قراراتها وان اخرين سينضمون إلى هذه المبادرة مع مضينا قدما.”

وعلى الرغم من ان وتيرة الاجتماعات بين الاسرائيليين والفلسطينيين ربما تكون قد تسارعت الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يجتمعا منذ استئناف المفاوضات.

ويلتقي كيري مع نتنياهو في روما يوم الاربعاء لإجراء محادثات ستتناول كل من البرنامج النووي الايراني وعملية السلام.

وتسعى الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق تعيش بموجبه إسرائيل في سلام إلى جانب دولة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

اقرأوا المزيد: 263 كلمة
عرض أقل
موظفو السلطة الفلسطينية يصطفون أمام أحد البنوك لتلقي رواتبهم (Wissam Nassar)
موظفو السلطة الفلسطينية يصطفون أمام أحد البنوك لتلقي رواتبهم (Wissam Nassar)

سياسة إسرائيل في الضفة الغربية تُكلِّف الفلسطينيين غاليًا

البنك الدولي ينشُر تقريرًا جديدًا حول مستقبل الاقتصاد الفلسطيني، ويقرّر: العوائق الإسرائيلية في مناطق C وحدها كلّفت الاقتصاد الفلسطيني خسارة سنوية بمقدار 3.4 مليارات دولار

في تقرير جديد، يحمّل البنك الدولي إسرائيلَ مسؤولية تعلّق السلطة الفلسطينية المفرِط بالتبرّعات الخارجيّة، بسبب سياسة التضييق والمنع التي تنتهجها في الضفة الغربية، ويربط مباشرةً بين حُكم القيود الذي طورته إسرائيل في مناطق C وبين ضعف القطاع الخاصّ الفلسطيني. وجاء في التقرير: “مفتاح الازدهار الفلسطيني كان ولا يزال التخلُّص من هذه القيود الإسرائيليّة، عبر أخذ أمن إسرائيل في الاعتبار”.

وكُتِب في التقرير الذي نُشِر قبل نحو أسبوع (2 تشرين الأول 2013)، أنّ النموّ في النشاط الاقتصاديّ سيُتيح زيادةً فورية لدخل السلطة من الضرائب، التي ستبلغ نحو 800 مليون دولار، وفق حسابات البنك. وبذلك، يتقلص العجز المالي للسلطة إلى النصف تقريبًا، ما يخفض بشكل فوريّ الحاجة إلى دعم المتبرعين في الموازنة الجارية.

وليست هذه المرة الأولى‏‎ ‎التي يتطرق فيها البنك الدولي إلى القيود الإسرائيلية على النشاط الاقتصادي الفلسطيني في مناطق ‏C‏، مناطق تحت السلطة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية. مع ذلك، فقد خشيت الدول الداعمة والسلطة الفلسطينية عبر السنين من محاولة التخطيط هناك لمشاريع واسعة النطاق وكذلك مشاريع أصغر والاستثمار فيها، لعلمهم بأنّ إمكانيّة نيل مصادقة إسرائيلية للبناء والتطوير منخفضة، إن لم تكن ضئيلة.

ويوجّه التقرير أيضًا انتقادًا للمنظمات الفلسطينية غير الحُكومية وأجهزة السلطة لإهمال مشاريع اقتصاديّة في مناطق C والتركيز الزائد على مناطق A و B‏.

مماطلة في دفع الرواتب، وموجات إضرابات واحتجاجات في المدن الفلسطينية (Issam Rimawi)
مماطلة في دفع الرواتب، وموجات إضرابات واحتجاجات في المدن الفلسطينية (Issam Rimawi)

يُذكَر أنّ الناتج القومي الفلسطيني الإجمالي انخفض عام 2012 من 9% في السنة (2008 – 2011) إلى 5.9%. وفي النصف الأول من عام 2013، استمرّ في الانخفاض ليبلغ 1.90% . كذلك قلصت الدول الداعمة والمانحة للسلطة تبرعاتها بشكل كبير. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية الجديد، رامي الحمد الله، قد طلب الشهر الماضي من هذه الدول نحو نصف مليار دولار لمواصلة دفع الرواتب لموظّفي السلطة والقوى الأمنية، وللتمكّن من مواصلة إدارة السلطة.

ويفصّل التقرير عددًا من القيود الهامة التي تمسّ بالقطاعات الاقتصاديّة، وتضعف كثيرًا القدرة الفلسطينية على المنافسة أمام المزارعين، المنتجين، وشركات الاتصالات الإسرائيلية. مثلًا، يلقي التقرير اللوم على إسرائيل لانخفاض الإنتاجية في الزراعة الفلسطينية في مناطق C، أسعار الشقق المرتفعة في الضفة الغربية، والنفقات المبالَغ فيها لشركات الاتصالات، وبالتالي – الأسعار المرتفعة التي تجبيها من زبائنها الفلسطينيين.

قبل نحو نصف عام، في آذار 2013، نشر البنك الدولي تقريرًا آخر عنوانه “تحدّيات مالية وثمن اقتصادي بعيد المدى”، أوجز فيه العقبات الماليّة التي ميّزت السنة الاقتصاديّة التي مرّت على الفلسطينيين: مماطلة في نقل التبرُّعات الموعودة بها السلطة، نفقات أكثر مما هو مخطّط وجباية أقل من المتوقّع للضرائب، ديون مرتفعة على السلطة للبنوك والمزوّدين، تأخير نقل أموال الضرائب من إسرائيل إلى مالية السلطة، مماطلة في دفع الرواتب، وموجات إضرابات واحتجاجات. إضافةً إلى هذه العوائق، يحدّد التقرير أنّ الاقتصاد الفلسطيني فقد من قدرته على المنافسة منذ سنوات طويلة، ما سيؤثّر حتمًا في أداء الدولة العتيدة.

وصلة لقراءة التقرير الكامل

اقرأوا المزيد: 412 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية كيري مع الطاقم الفلسطيني، برئاسة محمود عباس (U.S. State Department)
وزير الخارجية كيري مع الطاقم الفلسطيني، برئاسة محمود عباس (U.S. State Department)

كيري: اسرائيل والفلسطينيون اتفقا على تكثيف المحادثات وزيادة الدور الامريكي

قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري اليوم الاربعاء ان الاسرائيليين والفلسطينيين اتفقا على تكثيف محادثاتهما للسلام وزيادة الدور الامريكي.

ومتحدثا الي مانحين يدعمون السلطة الفلسطينية قال كيري ان الجانبين اجتمعا سبع مرات منذ ان استأنفا المحادثات في 29 يوليو تموز رغم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يجتمعا منذ ذلك الحين.

وقال كيري “اتفقنا الان.. في الاسبوع الماضي حين التقيت مع كل من الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو.. اتفقنا الان على تكثيف هذه المحادثات.”

“اتفقنا على ضرورة زيادة المشاركة الامريكية بدرجة ما لمحاولة المساعدة في تسهيل ذلك.”

ووصف كيري مسارين للمحادثات: مسار يضم المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني واسحق مولخو والمفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومحمد أشتية.. ومسار اخر بين عباس ونتنياهو وكيري والرئيس الامريكي باراك اوباما.

ومتحدثا عن المسار الثاني قال كيري “عندما نعتقد ان من المناسب وان هناك حاجة لتحريك العملية فإننا سنتشاور فيما بيننا ونعمل لدفع العملية قدما.”

وقدمت تعليقات كيري لمحة نادرة عن المحادثات التي بدأت بمبادرة امريكية لكن واشنطن تحاول ابقاءها في طي الكتمان بحجة ان النقاش العام يجعل من الصعب بشكل اكبر الوصول الي اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ستة عقود.

وأبلغ عباس اوباما اثناء اجتماع يوم الثلاثاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة ان الفلسطينيين سيبذلون كل مسعى ممكن لمحاولة ضمان نجاح محادثات السلام.

ومن المقرر ان يجتمع اوباما مع نتنياهو الاسبوع القادم في واشنطن مع محاولته الحفاظ على قوة الدفع في المفاوضات.

والمسائل الجوهرية في المحادثات هي الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.

اقرأوا المزيد: 233 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله (Flash90/Issam Rimawi)
رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله (Flash90/Issam Rimawi)

تقرير: السلطة الفلسطينية بحاجة الى دعم بقيمة 500 مليون دولار

تقدم الحكومة الفلسطينية غدا الاثنين تقريرا مفصلا حول الاوضاع الاقتصادية لاجتماع الدول المانحة في نيويورك سعيا للحصول على دعم بقيمة 500 مليون دولار حتى نهاية العام لتغطية احتياجاتها.

وقال بيان لمجلس الوزراء ان وفدا برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله وعضوية نائبه للشؤون الاقتصادية ووزيري المالية والتخطيط توجه امس الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الدول المانحة المقرر عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة.

واضاف البيان انه من المتوقع “ان يطالب رئيس الوزراء المانحين بتقديم 500 مليون دولار لدعم الحكومة الفلسطينية حتى نهاية العام الحالي بهدف تمكينها من مواجهة التحديات المالية والاقتصادية والايفاء بالتزاماتها وتقديم الخدمات للمواطنين.”

ويتضمن التقرير الذي تم نشر نصه على موقع وزارة التخطيط تفصيلا لمجموعة كبيرة من المشاريع في مختلف القطاعات من حيث الكلفة والمردود الاقتصادي.

وتشتمل المشاريع المقدمة الدول المانحة على انشاء مطار في الضفة الغربية وتحسين شبكة الطرق وقطاع النقل والمواصلات اضافة الى مشاريع زراعية وصناعية تساهم في زيادة الناتج المحلي.

ويشير التقرير الواقع في 49 صفحة إلى عدم وفاء الدول المانحة بتوفير المساعدات المالية المطلوبة لسد العجز في الموازنة العامة والتي قدرت في عام 2011 بحوالي 1.261 مليار دولار تم الحصول منها فقط على 438 مليون دولار وفي العام 2012 قدرت بحوالي 1.455 مليار دولار قدم المانحون منها 761 مليون دولار.

وتسعى الادارة الامريكية التي رعت استئناف محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة اواخر يوليو تموز الماضي بعد توقف استمر ثلاث سنوات الى المساعدة في جلب استثمارات للاقتصاد الفلسطيني بقيمة أربعة مليارات دولار على مدار ثلاث سنوات.

وقال محمد مصطفى نائب رئيس الوزراء الفلسطيني للشؤون الاقتصادية إن السلطة الفلسطينية تسلمت نسخة من الخطة الاقتصادية الامريكية التي وضعت بالتعاون مع اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط.

واضاف في تصريحات صحفية أن السلطة تعمل حاليا على دراسة هذه الخطة التي تشمل كافة قطاعات الاقتصاد الفلسطيني.

ويرى مراقبون أن نجاح الخطة الاقتصادية رهن بنجاح المفاوضات الجارية مع الجانب الاسرائيلي للوصول الى اتفاقية سلام نهائية وهو ما يبدى الفلسطينيون شكوكا كبيرة في امكانية تحقيقه.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية اليوم عن محمد اشتية رئيس المجلس الفلسطيني للتنمية والإعمار قوله إن الدول المانحة قدمت للسلطة الفلسطينية منذ تأسيسها حوالي 21 مليار دولار.

وتعاني السلطة الفلسطينية من ديون محلية وخارجية تفوق موازنتها للعام الجاري والبالغة 3.4 مليار دولار والتي وصل العجز فيها إلى ما يقارب 1.4 مليار دولار.

ويأمل الفلسطينيون أن تساهم خطة الاقتصاد التي أعلن عنها وزير الخارجية الامريكي في جلب استثمارات حقيقية تساهم في الحد من البطالة التي وصلت حسب الاحصاءات الفلسطينية إلى 24 في المئة نهاية العام 2012 وألا تكون مجرد مساعدات تذهب لتغطية الرواتب دون تحقيق أي تنمية.

اقرأوا المزيد: 390 كلمة
عرض أقل