“الانتفاضة المهذبة” التي يخوضها دروز إسرائيل

نتنياهو يلتقي زعيم الطائفة  الدرزية في مقره (GPO)
نتنياهو يلتقي زعيم الطائفة الدرزية في مقره (GPO)

هذا الأسبوع، أثبت الدروز أنهم الأقليّة الأقوى في إسرائيل، وذلك بعد أن أجبروا حكومة نتنياهو على التفكير مجددا في "قانون القومية" المثير للجدل

27 يوليو 2018 | 23:57

منذ وقت طويل، لم نشهد تراجعا كهذا في المنظومة السياسية الإسرائيلية، الذي حدث بعد عدة أيام فقط أعلن فيها أعضاء الحكومة، بما في ذلك رئيس الحكومة، عن “يوم تاريخي” بعد أن صادق الكنيست الإسرائيلي على “قانون القومية” المثير للجدل، الذي ينص على أن إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي ويعرّف اللغة العربية بصفتها اللغة الرسمية في الدولة فقط (حتى يومنا هذا كانت تعتبر العربية لغة رسمية أيضا).

اعترف رؤساء أحزاب المعارضة أن القانون يشكل خطأ ويجب العمل على تغييره لتجنب إلحاق الضرر بالدروز. غرد وزير التربية والتعليم بينيت الذي دفع سن القانون قدما وحافظ عليه علنا: “بعد محادثات مع الكثير من إخوتنا الدروز، يتضح أن قانون القومية يلحق ضررا كبيرا بهم تحديدًا، وبمن له علاقة بمصير الدولة اليهودية. وطبعا، هذا ليس هدف الحكومة الإسرائيلية. فالدروز إخوتنا، وهناك تعاون بيننا في ساحة المعركة، وتحالف. على الحكومة الإسرائيلية تحمّل مسؤولية التوصل إلى طريق لرأب الصدع”. واعترف وزير المالية كحلون الذي طلب من النائب الدرزي في حزبه “كلنا”، أكرم حسون، تقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد القانون، رغم أنه كان قد أيده.

وجهاء من الطائفة الدرزية ووزيرة العدل في مقر رئيس الدولة Mark Neyman/GPO)

فسارع رئيس الحكومة نتنياهو إلى الالتقاء بالممثلين الدروز، وهكذا عمل ممثلو المعارضة أيضا. في الواقع، يمكن القول إن معارضة الدروز، رغم أنها كانت معتدلة نسبيا ودارت بشكل خاصّ في مواقع التواصل الاجتماعي والحلبة السياسية، من خلال التأكيد على رسائل إيجابية، قد تؤدي إلى تغيير في قانون تولي له الحكومة أهمية.
في نهاية لقاء نتنياهو مع رؤساء الطائفة الدرزية، قيل: “سيوضع برنامج يؤكد التزام دولة إسرائيل تجاه الدروز”، إذ ربما تُمنح رزمة مساعدات خاصة للدروز بدل الإقدام على تغيير في نص القانون نفسه.

بدأ الاحتجاج الدرزي أثناء مراحل سن القانون، ولكنه لم يحظَ بأهمية كبيرة. فبعد المصادقة عليه، وبعد أن صرح أعضاء الائتلاف تصريحات قومية، دارت محادثات بين الدروز، عبّروا عنها في منشورات كثيرة في الفيس بوك. فكتب مواطن درزي شاب من الشمال: “خدمت في الجيش كمقاتل وضابط طيلة 26 عاما. وخدم جنود شبان دروز قبلي وبعدي في كل حروب إسرائيل في كل الجبهات. يمكن أن أقول إننا نفعل ذلك لأننا نتجند من أجل الحفاظ على موطننا وبلادنا. تربطنا علاقة وطيدة بهذه البلاد كسائر مواطني إسرائيل اليهود لأنها بلادنا وموطننا منذ مئات السنوات. تتبدل الحكومات، وهي لا تحدد انتماءنا لهذه البلاد. الحكومة التي تعرفنا كمواطنين من الدرجة الثانية، تعرّف نفسها كحكومة من الدرجة الثالثة أو أسوأ”.

الوزير بينت وزعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف (FLASH90)

من الجدير بالذكر أن الدروز في إسرائيل يعدّون طائفة قوية جدا وذات نفوذ ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها: يخدم دروز كثيرون في الجيش ومنهم من يتبوأ مراتب رفيعة. كما أنهم يؤدون دورا هاما في الدولة، وتتصدر البلدات الدرزية قائمة النجاحات في مجال التربية في كل عام.

وهناك نقطة هامة جدا أخرى مرتبطة بنشاطات الدروز السياسية – الكثير من الدروز هم أعضاء في أحزاب إسرائيلية، بما في ذلك أحزاب يمينية مثل الليكود والبيت اليهودي. في هذه الحال، للدروز تأثير كبير على صانعي القرار.

هل سيُلغى قانون القومية؟ علينا الانتظار لأن الكنيست الإسرائيلي في عطلة. لكن، ليس هناك شك أن احتجاج الدروز فتح النقاش العامّ الأهم الذي تشهده إسرائيل فيما يتعلق بهم.

اقرأوا المزيد: 467 كلمة
عرض أقل
الجنرال الإسرائيلي، يوآل ستريك، يعرض أمام زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل التطورات الأخيرة للاشتباكات على أطراف قرية حضر (إعلام الجيش الإسرائيلي)
الجنرال الإسرائيلي، يوآل ستريك، يعرض أمام زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل التطورات الأخيرة للاشتباكات على أطراف قرية حضر (إعلام الجيش الإسرائيلي)

“تحالف الدم” بين إسرائيل والدروز

كيف استطاعت مجموعة صغيرة في إسرائيل إقناع الحكومة الإسرائيلية الإعلان عن دعم قرية سورية تدعم نظام الأسد وحزب الله؟

10 نوفمبر 2017 | 23:08

في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل هجمات جوية على مواقع تابعة لجيش الأسد وحزب الله وتعلن للعالم أنها لن تقبل بتموضع إيران على حدودها، يخرج الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية ببيان يخالف هذا الخط ويقول: “الجيش الإسرائيلي سيساند أهل حضر السورية ولن يسمح باحتلالها من أجل دروز إسرائيل”، مع العلم أن دروز قرية حضر موالون للأسد وحزب الله. كيف استطاع الدروز الحصول على تعهد علني كهذا من إسرائيل؟

يقول مراقبون ومحللون في إسرائيل إن السبب يعود إلى “تحالف الدم” الذي نشأ بين الطائفة الصغيرة التي يبلغ عدد أفرادها نحو120 ألف، أي أقل من 2 بالمئة من سكان إسرائيل، وبين الدولة العبرية. فهذا التعبير الذي يردّده قادة إسرائيل وزعامة الطائفة بين حين وحين يعود إلى انخراط الشباب الدرزي في صفوف الجيش الإسرائيلي ومساندة اليهود منذ إقامة دولتهم في الحروب التي هددت وجودهم. واليوم لسان حال الدروز هو “لقد ساندناكم فحان القوت أن تساندونا”.

وحين نقول إن الشباب الدرزي ينخرط بالجيش فنعني أن أكثر من 83% من شباب هذه الطائفة يلتحقون بالجيش الإسرائيلي. ويتفوق نسبة الدروز الذي يخدمون في الوحدات القتالية مقارنة باليهود وفي أدبيات الجيش وثقافته يذكر الدروز على أنهم أخوة السلاح ولهم مواقف بطولية لا تُحصى.

كيف نشأ التحالف؟

قصة الأٌقلية الدرزية في إسرائيل تشابه إلى حد ما قصة إسرائيل نفسها. فمثل إسرائيل الصغيرة التي استطاعت استمالة قوة عظمى – أمريكا – إلى جانبها، هم استطاعوا استمالة إسرائيل للوقوف إلى جنبهم.

هنالك من يقول إن اليهود الصهاينة في أثناء بناء دولتهم وتحديد سياستهم إزاء شعوب المنطقة رأوا فرصة في إمكانية فصل الطائفة التي تسكن الجبال عن المحيط العربي وكسب ولائها، ومن يقول إن الدروز شعروا بوجود فرصة في التحالف مع الدولة العبرية والصهاينة، لحمايتهم من الملاحقات والظلم الذي لحق بهم تحت الحكم العثماني. أيا كانت الرواية الأقوى، الحاصل هو أن اليهود والدروز اتفقوا وأنشأوا تحالفا لا يمكن تجاهله.

ففور قيام دولة إسرائيل عام 1948 تطوعت في الجيش الإسرائيلي وحدة صغيرة سميت “وحدة الأقليات”، ضمت نحو 80 درزيا سوريا انشقوا عن جيش الإنقاذ. وبعدها زاد أعداد الدروز الذين التحقوا بالوحدة التي صارت جزءا لا يتجزأ من الجيش الإسرائيلي، حتى سنّت إسرائيل قانون التجنيد الإجباري للشباب الدرزي.

وبمرور الزمن امتلأت المقابر العسكرية التي انشأتها الدولة في القرى الدرزية بالشهداء الذين قاتلوا إلى جانب اليهود وقتلوا في المعارك، وأصحبت مراسم ذكرى الشهداء الدروز مظهرا من مظاهر تحالف الدم بين الاثنين.

ويشير مؤرخون إسرائيليون إلى أن حرب عام 1948، وما أسفرت عنها من نكبة ألمت بالسكان العرب في فلسطين، لم تؤثر على الدروز أبدا، فلا يوجد دروز هجروا في أثناء الحرب. إضافة إلى ذلك، عمد اليهود على منح الدروز امتيازات في فلاحة أراضيهم خلافا لبقية العرب في السنوات الأولى لقيام الدولة، وهذا وطد العلاقة بين الطرفين.

الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (GPO)

ورغم ظهور معارضة لفكرة تجنيد الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي من قبل شخصيات درزية اعتقدت أن الدروز يجب أن يظلوا محايدين إزاء الصراع الإسرائيلي- العربي أو أن يظلوا مساندين للفلسطينيين في محنتهم، إلا أن الزعامات الدرزية المؤثرة في جبل الكرمل والجليل حسمت مصير الدروز واختارت الوقوف إلى جانب اليهود وإسرائيل.

رواية القرابة الدينية بين الدروز واليهود

هنالك من يقول إن مصير الدروز واليهود مشابها إلى حد كبير، فمثلما كان اليهود ملاحقين في أوروبا من الديانة المسيحية وفي الشرق الأوسط من الديانة الإسلامية، الدروز منذ نشأة مذهبهم في مصر ووصول أتابعه إلى لبنان وسوريا، عاشوا ملاحقات دينية من قبل المسلمين والمسيحيين في المنطقة، واضطروا إلى تطوير مبدأ التقية الذي يقضي بإخفاء المظاهر الدينية الدرزية وإبراز الشعائر الدينية الخاصة بحاكمهم، مثل تلاوة آيات من القرآن في أفراحهم وأتراحهم.

ويرى باحثون إسرائيليون أن العلاقة المميزة بين الطائفتين ليست وليدة التاريخ الحديث، إنما تعود إلى علاقة موسى، نبي اليهود، بشعيب، نبي الدروز، في مدين، حيث تحالف الاثنان وتزوج نبي اليهود ابنة شعيب، صفورة، وبعدها عين موسى شعيبا مستشارا له ونصحه نبي الدروز بكيفية إدارة شؤون الدولة، وله الفضل بنصيحة موسى بتوزيع الصلاحيات بدل إبقائها بيده.

كما أن الدروز يؤمنون من ناحية المبدأ بضرورة الولاء للحاكم، فمثلما يكن دروز سوريا الولاء للأسد، فدروز إسرائيل يكنون الولاء لإسرائيل. حتى أن بعض الدروز في إسرائيل ذهبوا إلى أبعد من ذلك وفكروا في إقامة حركة درزية صهيونية.

الرئيس الإسرائيلي ريفلين يزور ضريح النبي شعيب (Haim Zach / GPO)

تحالف على المحك

تواجه علاقات الدروز باليهود على ضوء التحالف القوي بين الطرفين بين حين وحين اختبارات ليست سهلة. فقد شهد التحالف بينهما تصدعات واصطدامات جلبت التوتر في العلاقات لكنها دائما انتهت إلى التسوية والاحترام.

واحدة من هذه التصدعات احتدمت على خلفية الحرب في سوريا ومطالبة دروز إسرائيل الدولة العبرية بتقديم المساعدة للدروز في سوريا تماشيا مع مبدأ حفظ الإخوان الذي يعملون بموجبه. واشتد غضب الدروز في أعقاب ادعاءات ان إسرائيل تقدم العون لجبهة النصرة التي تحارب إخوانهم في سوريا، فقام حشد درزي في الجولان بمهاجمة سيارة إسعاف إسرائيلية كانت تقل جرحى سوريين، قال المهاجمون إنهم ينتمون لجبهة النصرة. ونظر الجيش إلى الحادثة على أنها تمادٍ من ناحية مواطني الدولة الذي يهاجمون قوات عسكرية.

وفي آخر مواجهة بين الدولة والدروز وصل عشرات الشبان الدروز إلى الحدود الإسرائيلية السورية وحاولوا اختراق الحدود إلى سوريا للوقوف إلى جانب دروز قرية حضر، ما دفع الجيش إلى صدهم. وكان لسان حال المتظاهرين الدروز “إن لم تساعدوا دروز حضر فنقوم بذلك بأنفسنا”، إلا أن تعهد الجيش الإسرائيلي بمساندة دروز حضر هدّأ الأوضاع.

دروز يتظاهرون في الجولان تضامنا مع أخوتهم في حضر السورية (AFP)
اقرأوا المزيد: 792 كلمة
عرض أقل
دروز يتظاهرون في الجولان تضامنا مع أخوتهم في حضر السورية (AFP / MENAHEM KAHANA)
دروز يتظاهرون في الجولان تضامنا مع أخوتهم في حضر السورية (AFP / MENAHEM KAHANA)

إسرائيل ضد جبهة النصرة: لن نسمح بإلحاق الضرر بدروز سوريا

بعد التصريح الاستثنائي للجيش الإسرائيلي أنه سيمنع إلحاق الضرر بقرية خضر الدرزية في الجولان، تنسق إسرائيل مع روسيا حماية القرية

أعلنت إسرائيل روسيا في إطار منظومة التنسيق الأمني بين البلدين، أنها تنوي منع إلحاق الضرر بقرية خضر الدرزية السورية، هذا وفق التقارير في القناة الإخبارية الإسرائيلية “مكان”.

قال مسؤول أمني كبير لقناة “مكان” إنه إذا عملت جبهة النصرة على احتلال قرية خضر، فإن الجيش الإسرائيلي قد يعمل ضدها مستخدما دبابات وأسلحة مدفعية، وحتى أنه سيستخدم سلاح الجو أيضا. وفق أقواله، نقل الجيش الإسرائيلي إلى جبهة النصرة رسالة قاطعة حول الموضوع، عبر الأمم المتحدة. كما وأوضح ذلك المسؤول أن كل الجهات الأمنية الإسرائيلية تؤيد خطة العمل هذه.

قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوآل ستريك، يعرض أمام زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل التطورات الأخيرة للاشتباكات على أطراف قرية حضر

في السنوات الماضية، منذ اندلاع الحرب السورية، حذرت إسرائيل أنها لا تنوي التدخل في هذه الحرب، لهذا فقد لقي تصريح الجيش الإسرائيلي قبل ثلاثة أيام الذي أوضح فيه أن إسرائيل ستعمل على منع إلحاق الضرر بسكان قرية خضر على يد جبهة النصرة التي تهدد باحتلالها، قبولا مدهشا في أوساط الجمهور الإسرائيلي. جاء التصريح الإسرائيلي الاستثنائي في أعقاب الضغط المتواصل الذي يمارسه زعماء الطائفة الدرزية في إسرائيل، الذين لديهم أقرباء دروز في قرية خضر.

رغم التصريح الاستثنائي، فإن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما زالت تتسمك برأيها الرسمي، وهي توضح أنها ليست معنية بتصعيد الأوضاع في الشمال، ولكن رغم ذلك لن تسمح بالمس بسيادتها أو بنقل أسلحة دقيقة إلى حزب الله. تطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى تغيير الموقف الإسرائيلي قائلا: “نحن نحمي الحدود الشمالية.. ونحافظ على محبتنا ودعمنا لإخوتنا الدروز”.

تعرضت قرية خضر الواقعة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، في الأيام الماضية إلى صعوبات بسبب المعارك ضد تنظيمات المعارضة، لا سيما، جبهة النصرة.  ونقلت مواقع سورية رسمية عن مقتل ‏9‏ أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح نتيجة تفجير سيارة مفخخة على أطراف البلدة الواقعة بريف القنيطرة.

اقرأوا المزيد: 255 كلمة
عرض أقل
مشايخ دروز في هضبة الجولان (Basel Awidat/Flash90)
مشايخ دروز في هضبة الجولان (Basel Awidat/Flash90)

إسرائيل تصادق على خطة لتطوير 3 أماكن مقدسة للدروز في الجولان

ترمي خطة التطوير إلى تسهيل وصول الحجاج الدروز إلى 3 أماكن مقدسة للطائفة في هضبة الجولان عبر تعبيد شوارع إلى المكان، وإقامة نقاط حراسة، وذلك بعد توجه المجلس الديني للطائفة لوزارة الداخلية الإسرائيلية

04 سبتمبر 2017 | 10:57

بعد مرور 35 عاما على ضم إسرائيل للجولان السوري، صادقت اللجنة المركزية للتخطيط والبناء في شمال إسرائيل على خطة لترميم أماكن مقدسة للطائفة الدرزية في هضبة الجولان. ويقع أحد الأماكن المقدسة التي ستحظى على رعاية لجنة التخطيط والبناء الإسرائيلية بالقرب من قبر النبي الخضر، وآخر بالقرب من مقام السيد الحزّوري، ومقام السيد سلطان إبراهيم.

وتشمل الترتيبات المتوقعة في الأماكن المقدسة إنشاء مراكز معلومات، وتعبيد شوارع، وإقامة نقاط حراسة وإنشاء بنية تحتية في الأماكن المعنية. ويهدف الترميم إلى خدمة الحجاج الدروز وضمان وصولهم إلى هذه الأماكن وتحسين ظروف زيارتهم في المكان.

وجاءت الخطوة من جانب السلطات الإسرائيلية في أعقاب طلب قدمه المجلس الديني الدرزي، الجهة التي تقوم برعاية الأماكن المقدسة وحفظها، وكذلك الماسكة بالميزانيات من أجل صيانة المقامات. وكان الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، قد قدم الطلب بنفسه.

وتطرق مسؤول في المجلس الديني تحدث مع الصحيفة الإسرائيلية “إسرائيل اليوم”، التي نشرت الخبر، إلى القرار قائلا: “أعداد الحجاج والزائرين للمقامات تزداد من سنة إلى سنة، فلا يعقل أن لا نؤمن لهم ظروف أساسية مثل المراحيض، والمياه، وسقوف توفر الظل”. وأضاف “نأمل أن يتم تعبيد طرق لتمكن الوصول إلى هذه المقامات لكي يستطيع الزوار الحج إليها على نحو سلس”.

ووصف مدير اللجنة المركزية للبناء والتخطيط في شمال إسرائيل، أوري إيلن، الخطة بأنها علامة فارقة وإنجاز تاريخي.

اقرأوا المزيد: 201 كلمة
عرض أقل
مراسم تشُيّع جثمان الشرطي الدرزي هايل ستاوي (Flash90)
مراسم تشُيّع جثمان الشرطي الدرزي هايل ستاوي (Flash90)

إسرائيليون يعربون عن تضامنهم مع الدروز

أثارت العملية التي قُتِل فيها شرطيان إسرائيليان درزيان تعاطفا تجاه الطائفة الدرزية من قبل سياسيين، رجال دين، ومواطنين

14 يوليو 2017 | 17:24

أثارت العملية التي قُتِل فيها شرطيان إسرائيليان درزيان تعاطفا تجاه الطائفة الدرزية من قبل سياسيين، رجال دين، ومواطنين

شُيّع اليوم جثمانا الشرطيان الشابان هايل ستاوي وكميل شنان. لقد كان المرحوم هايل والدا شابا لطفل، وكان كميل طيب الذكر ابن عضو الكنيست شكيب شنان سابقا. حقيقة أن العملية في الحرم القدسي الشريف أسفرت عن مقتل الشرطيين الدزريين أدت إلى أن يعرب سياسيون كثيرون ورجال دين إسرائيليون عن “تضامنهم” مع الطائفة الدرزية.

فمثلا، غيّر سياسيون مثل وزير التربية، نفتالي بينيت، وعضو الكنيست سموتريتش من حزب البيت اليهودي، صورة بروفيلهما في شبكات التواصل الاجتماعي ورفعا علم الطائفة الدرزية.

لقطة شاشة لبروفيل الوزير نفتالي بينيت على فيس بوك بعد أن رفع علم الطائفة الدرزية
لقطة شاشة لبروفيل الوزير نفتالي بينيت على فيس بوك بعد أن رفع علم الطائفة الدرزية

كما واتصل الحاخام الإسرائيلي الرئيسي، دافيد لاو مع فضيلة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، معربا عن تعازيه وعن حزن الشعب اليهودي في ظل الكارثة التي حلت بالطائفة الدرزية.

ونشر رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، ورئيس الحكومة، نتنياهو بيان حزن وتعاطف.

نشر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيان حزن وتعاطف على صفحته الخاصة على فيس بوك
نشر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيان حزن وتعاطف على صفحته الخاصة على فيس بوك

تجدر الإشارة إلى أنه رغم أن الدروز هم أقلية نسبيا (يشكل الدروز أقل من %2 من سكان الدولة)، إلا أنهم يشكلون جزءا لا يتجزأ من قوات الجيش والشرطة في إسرائيل. وقد عُيّنَ مؤخرا الدرزي أيوب قرا، وزير في حكومة نتنياهو.

بالمُقابل، تتطرق الصحافة الفلسطينية إلى العملية أقل لكون القتيلين درزيين وليس يهوديين كما في غالبية العمليات.

اقرأوا المزيد: 188 كلمة
عرض أقل
نتنياهو وعباس (AFP)
نتنياهو وعباس (AFP)

أبو مازن لنتنياهو: “أستنكرُ العملية”

في محادثة هاتفية هي الأولى منذ أشهر بين أبو مازن ونتنياهو طلب رئيس السلطة الفلسطينية إزالة التقييدات المفروضة على المصلين. وتحدث عباس مع الملك عبد الله وناشده أن يتحدث مع إسرائيل

هاتف رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، اليوم (الجمعة) رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو‏‎ ‎‏واستنكر العملية في الحرم القدسي الشريف التي أسفرت عن قتل شرطيَين إسرائيليين وهما هايل ستاوي وكميل شنان.

تأتي هذه المحادثة بعد أشهر لم يتحدث فيها نتنياهو وعباس. أعرب عباس في حديثه عن معارضته للعنف أيا كان، لا سيما في الأماكن المقدسة. وطلب من نتنياهو إلغاء الخطوات التي اتخذتها إسرائيل في أعقاب إطلاق النيران وأهمها إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المصلين. وحذر أيضا من تأثيرات هذه الخطوات ومن أن تستغلها جهات مختلفة لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.

منفذوا عملية اطلاق النار هم من سكان أم الفحم
منفذوا عملية اطلاق النار هم من سكان أم الفحم

وتحدث عباس مع الملك عبد الله وناشده أن يتحدث مع إسرائيل تفاديا للتصعيد.

بالمقابل، طلب نتنياهو من أبو مازن أن يتوقف عن مطالبة السلطة بزيارة الحرم القدسي الشريف. جاء على لسان مكتب نتنياهو أن نتنياهو أوضح أن إسرائيل ستتخذ كل الخطوات الضرورية ضمانا للأمان في الحرم القدسي الشريف، وحفاظا على الوضع الراهن.

واستنكر رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، العملية الفتاكة في الحرم القدسي الشريف. “تعرض شرطيان إسرائيليان شجعان للعملية الإرهابية الفتاكة في الحرم القدسي الشريف ومنعا حدوث كارثة أكبر”، قال الرئيس. “لن نسمح لجهات قتالية تدنس اسم الله بأن تورطنا في معركة دامية وسنتعامل بيد حديدية مع أذرع الإرهاب ومنفذيها”.

اقرأوا المزيد: 185 كلمة
عرض أقل
منفذوا عملية اطلاق النار هم من سكان أم الفحم
منفذوا عملية اطلاق النار هم من سكان أم الفحم

سُمح بالنشر: مطلقو النار هم شبان عرب إسرائيليّون من أم الفحم

الشبان اللذين نفذوا العملية في القدس قتلوا شرطيَين وجرحوا شرطي آخر، هم من أم الفحم: محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما)

14 يوليو 2017 | 12:59

الشبان اللذين نفذوا العملية في القدس قتلوا شرطيَين وجرحوا شرطي آخر، هم من أم الفحم: محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما)

قُتِل اليوم صباحا (الجمعة) شرطيين أثناء عملية إطلاق النيران في الحرم القدسي الشريف، وأصيب شرطي آخر بجروح على يد ثلاثة شبان عرب إسرائيليين من أم الفحم. هذا وفق ما سُمح بنشره. وقال الشباك إن منفذي العملية هم: محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما)، ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما). ويجري جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية تحقيقا وحُظر نشر تفاصيل التحقيق.

هايل ستاوي، ابن 30 عاما، من سكان المغار، وكميل شنان، ابن 22 عاما، من حرفيش
هايل ستاوي، ابن 30 عاما، من سكان المغار، وكميل شنان، ابن 22 عاما، من حرفيش

الشرطيان اللذان قُتلا اليوم صباحا هما درزيان: هايل ستاوي، ابن 30 عاما، من سكان المغار، وكميل شنان، ابن 22 عاما، من حرفيش . هذا وفق ما أعلنه المفتش العام للشرطة، الجنرال روني الشيخ، في بيان صحفي أجراه اليوم (الجمعة) ظهرا في باب الأسباط، قريبا من موقع العملية.

وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم صباحا (الجمعة) محادثات مع القيادة الأمنية في أعقاب تنفيذ عملية في القدس في باب الأسباط، حيث قتل خلالها مواطنان إسرائيليّان وأصيب ثالث بإصابة حرجة.

تشهد القدس تصعيدا منقطع النظير بعد العملية (Flash90\Yonatan Sindel)
تشهد القدس تصعيدا منقطع النظير بعد العملية (Flash90\Yonatan Sindel)

وشارك في المحادثات وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، قائد الأركان، غادي أيزنكوت، رئيسَ الشاباك، نداف أرغمان، ومفتش الشرطة، روني الشيخ، ومنسق عمليات الحكومة في الأراضي، يؤاف مردخاي.

وقال أردان إن العملية تخطت “الخطوط الحمراء”. “هذه العملية خطيرة وتخطت كل الخطوط الحمراء. ما زال التحقيق فيها جاريا وعلينا أن نفحص كل الترتيبات الأمنية في باحة الحرم القدسي الشريف والمنطقة”، وفق أقواله. “أناشد كل قادة الجمهور العمل على تهدئة النفوس والحفاظ على الهدوء في القدس”.

وتحدث المفتّش العامّ للشرطة بشكل لاذع قائلا: “يدور الحديث عن عملية استثنائية ومتطرفة. يعتبر إطلاق النيران على الحرم القدسي الشريف عملا خطيرا، حساسا، ومؤثرا سياسيا ودوليا وسنعالجه”.

ونقل منسق عمليات الحكومة في الأراضي، اللواء يؤاف (بولي) مردخاي رسالة بالعربية إلى الفلسطينيين والدول العربية أوضح فيها أن منفذي العملية دنسوا الموقع المقدس، لذا تتخذ القوى الأمنية الإسرائيلية، حاليا إجراءات للتأكد من عدم وجود أسلحة أخرى. وطلب مردخاي أيضا من الدول العربيّة أن تستنكر العملية الخطيرة.

أقوال بولي مردخاي

https://www.facebook.com/COGAT.ARABIC/videos/852278374923243/

وعارضت القوى الأمنية الإسرائيلية، من بين أمور أخرى، دخول قادة إسلاميين ومن بينهم المفتي العام للقدس، محمد حسين، إلى المسجد الأقصى. وناشد المفتي المسلمين للوصول إلى المسجد الأقصى وإلى المعابر والشوارع لإجراء صلاة يوم الجمعة.‎ ‎

اقرأوا المزيد: 361 كلمة
عرض أقل
مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية مجدل شمس، شمالي الجولان (Flash90/Matanya Tausig)
مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية مجدل شمس، شمالي الجولان (Flash90/Matanya Tausig)

هل الدروز في الجولان ينفصلون عن الوطن السوري؟

في الوقت الذي ما زالت فيه الحرب في سوريا مستمرة، أصبح يتبنى الدروز في شمالي هضبة الجولان نمط الحياة الإسرائيلي أكثر، والآن يطالبون بالانضمام إلى النهج الديمقراطي الإسرائيلي

كانت هناك حاجة إلى خمسين عاما إلى إحداث تغيير، فبعد انتهاء الصراع الجماهيري وتقديم التماس إلى المحكمة العليا في إسرائيل، أصبح في وسع 20000 درزي، يعيشون في القرى الدرزية الأربع في شمال هضبة الجولان، اختيار رؤساء القرى بأنفسهم وأعضاء المجلس.

حتى وقتنا هذا، قامت دولة إسرائيل بهذه الخطوة من أجلهم. يدور الحديث عن تغيير هام بالنسبة للسكان الدروز الذين يعيشون في شمالي هضبة الجولان ويعتبرون أنفسهم جزءا من الشعب السوري ولدى معظمهم بطاقات إقامة إسرائيلية فقط. سبقت هذه الخطوة صراعات في شبكات التواصل الاجتماعي الدرزية. إذ طالب السكان بتحسين ظروف حياتهم في دولة إسرائيل، بدءا من ترميم منظومات الصحة والشوارع، المؤدية إلى الطرق الخاصة بقراهم وانتهاء بضمان تربية أفضل لأطفالهم. تألفت مجموعة من الشبان الدروز في أعقاب الصراع وقدمت التماسا إلى محكمة العدل العليا لإلزام وزارة الداخلية ووزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، بتقديم تعليلات لعدم إجراء انتخابات في القرى الدرزية في شمالي هضبة الجولان.

العلم السوري مرسوم على أحد جدران البيوت في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Doron Hrowitz)
العلم السوري مرسوم على أحد جدران البيوت في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Doron Hrowitz)

منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل هضبة الجولان، اختارت الدولة رؤساء القرى. شغل هذا المنصب في أحيان كثيرة مقربون من السياسيين ومن بينهم يهود وكذلك أشخاص تم اختيارهم دون أهمية لمهاراتهم.

وتنضم هذه الخطوة السياسية، التي تبدو للوهلة الأولى عديمة الأهمية ولا تشهد على انفصال الدروز في هضبة الجولان عن الأمة السورية الكبيرة، الغارقة منذ أكثر من ست سنوات في حرب أهلية فتاكة، إلى عملية أوسع حيث يسعى فيها المزيد من الشبان الدروز إلى التنازل عن حلم العودة إلى سوريا والمطالبة بالحصول على الجنسية الإسرائيلية.

يبدو مؤخرا فقط أن سكان القرى الدرزية الأربع في شمالي هضبة الجولان، وهي بُقعاثا، مجدل شمس، مسعدة، وعين قنية بدأوا يسعون إلى الانفصال عن الوطن السوري، الذي كانوا يتماهون معه لمدة 50 عاما. طيلة سنوات، طالب بعض السكان من هذه القرى الأربع بالتجنس في إسرائيل ولكن في السنتَين الماضيتَين طرأت زيادة على عدد مطالبي الحصول على الجنسيّة الإسرائيلية.

وتشير وزارة الداخلية الإسرائيلية إلى زيادة في عدد المعنيين بالحصول على الجنسيّة الإسرائيلية. فإذا كان الأشخاص يتحدثون قليلا عن الموضوع في الماضي، خوفا من فرض مقاطعة اجتماعيّة ودينية ضدهم، فاليوم أصبحوا يتحدثون عن الموضوع علنا ودون خشية.

مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Yossi Aloni)
مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Yossi Aloni)

وفق المعطيات التي نشرتها وزارة الداخلية الإسرائيلية فبين شهري كانون الثاني وحزيران 2016، أنهى 86 مواطنا درزيا عملية الحصول على الجنسية الإسرائيلية. في الواقع، يدور الحديث عن عدد قليل في وقتنا هذا، ولكن للمقارنة بين شهر كانون الثاني حتى تشرين الأول 2015 حصل 80 مواطنا درزيا فقط على الجنسية الإسرائيلية – يدور الحديث عن زيادة أكثر من %300.

منذ احتلال إسرائيل هضبة الجولان من سوريا في عام 1967، أعرب سكان القرى الدرزية المحتلة عن إخلاصهم للوطن السوري. ازداد هذا الولاء عندما صدر القانون الإسرائيلي لضم هضبة الجولان إلى الأراضي الإسرائيلية في عام 1981، حيث انتهى حينها عصر الحكم العسكري في هضبة الجولان ووصل ممثلون إسرائيليون إلى القرى الأربع في شمالي الهضبة، وأرداوا توزيع هويات إسرائيلية للسكان. ردا على ذلك أشعل معظم السكان بطاقات الهوية التي حصلوا عليها. وأعلن الشيوخ الدروز أيضا أن من يوافق على حمل الجنسيّة الإسرائيلية يتعرض للمقاطعة الدينية والاجتماعية، أي اسبتعاده عن المجتمع وعن المناسبات الجماهيرية.

أشارت المعطيات التي نشرتها وزارة الداخلية الإسرائيلية حينذاك إلى أن 1500 مواطن درزي فقط كانوا معنيين بالحصول على الجنسيّة الإسرائيلية الكاملة، طيلة 30 عاما وذلك منذ أن دخل قانون ضمّ الجولان إلى الأراضي الإسرائيلية إلا أنهم دفعوا مقابل ذلك ثمنا اجتماعيّا باهظا تجسد بالتهميش المجتمعي الخطير.

مع نشوب الحرب الأهلية السورية وتفاقهمها، تنازل شيوخ كبار عن المقاطعة جزئيًّا ضد من سعى إلى تلقي الجنسيّة الإسرائيلية ورويدا رويدا بدأ الكثير من الشبان عملية انفصالهم عاطفيا عن الأمة السورية ومرحلة حصولهم على الجنسيّة السورية.

تنازل الشيوخ الدروزعن مقاطعة من يسعى إلى تلقي الجنسيّة الإسرائيلية (Flash90/Miriam Alster)
تنازل الشيوخ الدروزعن مقاطعة من يسعى إلى تلقي الجنسيّة الإسرائيلية (Flash90/Miriam Alster)

أما اليوم فهناك المزيد من سكان القرى الأربع الذين أصبحوا يدركون أن سوريّا على شفا الانهيار، ولن يكون مستقبلهم جيدا في سوريا بل في إسرائيل. حتى قبل نحو ثلاث سنوات، كان المعبر الحدودي في القنيطرة تحت سيطرة الأسد، وتعلم الكثير من الشبان في دمشق ووصلت منتجات زراعية كثيرة عبر المعبر إلى سوريا. ولكن بعد أن سيطرت المعارضة السورية على المعبر، انقطعت العلاقة المادية للدروز بالوطن السوري تماما تقريبا، وأصبح رجال الدين يمارسون ضغطا أقل على السكان الذين يسعون إلى الحصول على الجنسيّة الإسرائيلية في ظل الوضع الراهن في سوريا.

إضافة إلى المظاهرات الاحتجاجية تضامنا مع بشار الأسد ومواقفه إزاء الحرب الأهلية السورية، التي تدور رحاها حاليا، كما في كل سنة، تظاهر شبان مثقفون من قرية مجدل شمس (تشرين الثاني 2012) احتجاجا على النظام السوري ودعما للمعارضة السورية.

في هذه الأثناء، يبدو أن غالبية السكان الدروز في شمالي هضبة الجولان، التي تدعم النظام السوري والتي تعارضه على حد سواء ما زالت تعتقد أنها تشكل جزءًا لا يتجزأ من سوريا، رغم أن مشاعر التضامن الوطني هذه قد بدأت تتفكك وتؤدي في أحيان كثيرة إلى شرخ داخل العائلة والمجتمع.

اقرأوا المزيد: 719 كلمة
عرض أقل
  • طفل درزي في مقام النبي شعيب (Flash90/Gili Yaari)
    طفل درزي في مقام النبي شعيب (Flash90/Gili Yaari)
  • دروزيحتفلون  في مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash 90/Gili Yaari)
    دروزيحتفلون في مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash 90/Gili Yaari)
  • رجل دين دروزيزور مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash90/Gili Yaari)
    رجل دين دروزيزور مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash90/Gili Yaari)

الدروز في إسرائيل يحتفلون بالزيارة السنوية لمقام النبي شعيب

قام أبناء الطائفة الدرزية اليوم بزيارة أهم مقام مقدس لديهم وهو مقام النبي شعيب الواقع بالقرب من سهل حطين، غربي بحيرة طبريا، وفق التقليد السنوي القائم منذ سنة 1880 تقريبا

25 أبريل 2017 | 16:46

احتفلت الطائفة المعروفية في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، بالزيارة السنوية لمقام النبي شعيب، إذ قصد المكان المقدس الواقع بالقرب من قرية حطين، آلاف الدروز من رجال الدين وغيرهم من أبناء الطائفة، احتفاءً بالمناسبة التي تحل كل سنة في ال25 من شهر نيسان. ويعد مقام النبي شعيب أهم مقام مقدس للطائفة الدرزية.

ويشير رجال الدين الدروز إلى أن الزيارة السنوية الأولى للمقام كانت في بداية الثمانينات من القرن ال19. أما بالنسبة للمقام، فقد بادر إلى تشييده صلاح الدين الأيوبي، وقد تحوّل مع مرور الوقت إلى مركز ديني يقصده أبناء طائفة الدروز، وحتى يومنا يقوم أبناء الطائفة بزيارة المقام للتبرك به ولإيفاء النذور وللصلوات.

رجال دين دروزيحتفلون في مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (فيسبوك)
رجال دين دروزيحتفلون في مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (فيسبوك)

ويذكر رجال الدين الدروز أن أهم زيارة للمقام جرت عام 1947، حين شارك بها عدد ضخم من أبناء الطائفة الدرزية من سوريا ولبنان. بالإضافة إلى ذلك، اعترفت دولة إسرائيل بالمناسبة عطلة رسمية للدروز مدتها 4 أيام.

وبمناسبة العيد، نشرت دائرة الإحصاء المركزية معطيات عن الطائفة المعرفية في إسرائيل، وجاء فيها أن عدد أفراد الطائفة بلغ عام 2016 نحو 139 ألف نسمة. والقرية الدرزية الأكبر في إسرائيل هي دالية الكرمل، التي تقع جنوب حيفا على جبل الكرمل، وعدد سكانها الدروز 16 ألف و300 شخص، تليها قرية يركا بفارق طفيف، وعدد سكانها الدروز 16 ألف نسمة.

 دروزيحتفلون في مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash 90/Gili Yaari)
دروزيحتفلون في مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash 90/Gili Yaari)

ومن المعطيات اللافتة نسبة الخصوبة الآخذة بالانخفاض لدى النساء الدرزيات. وتضم العائلة الدرزية المتوسطة في إسرائيل 4 أفراد ، وهي أكبر من العائلة اليهودية والمسيحية التي تضم 3 أفراد ، في حين أنها أصغر من العائلة المسلمة التي تضم 4 أفراد.

وجاء كذلك في البيان الذي نشرته دائرة الإحصاء المركزية، أن عدد الطلاب الدروز، في العام 2016، ازداد في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغ عددهم 5.1 ألف طلاب، أي زيادة بنسبة 10%.

رجل دين دروزيزور مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash90/Gili Yaari)
رجل دين دروزيزور مقام النبي شعيب عشية الزيارة السنوية للمقام (Flash90/Gili Yaari)

ومن الأمور التي تميّز الطائفة الدرزية ولاء أبنائها للدولة التي يعيشون بها. ففي إسرائيل يلتحق الشبان الدروز بالجيش الإسرائيلي، ونسب التحاقهم بالوحدات المقاتلة من بين الشباب الإسرائيلي الأعلى. وقد مكّن قرار الالتحاق بصفوف الجيش الإسرائيلي من جانب الدروز قبل إقامة الدولة، ومن ثم انخراطهم بموجب القانون، عام 1956، لخدمة إلزامية، بمواقفة الرئيس الروحي السابق للطائفة فضيلة الشيخ أمين طريف، بناء علاقة جيدة بين الدروز ودولة إسرائيل.

طفل درزي في مقام النبي شعيب (Flash90/Gili Yaari)
طفل درزي في مقام النبي شعيب (Flash90/Gili Yaari)
اقرأوا المزيد: 332 كلمة
عرض أقل
العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل
العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل

العلاقة الدرزية بالصناعة الأمنية السرية في إسرائيل

قضية فساد في الصناعة الجوية في إسرائيل تكشف عن مدى العلاقة، المشكوك فيها، التي أدارها مسؤولون في مجال الصناعة الأمنية مع مسؤولين بارزين دروز لدفع قدما مصالح اقتصادية خاصة

بدءا من الأسبوعين الماضيَين، تمر المنظومة الأمنية الإسرائيلية بهزة في أعقاب قضية فساد استثنائية. لا يدور الحديث عن قضية فساد في مؤسّسة عامة عادية إضافية بل عن مؤسّسة حساسة ذات أهمية أمنية كبيرة: فساد في الصناعة الجوية – إحدى الصناعات الأكثر سرية في إسرائيل.

أحد المتهمين الأساسيين في قضية الفساد في مجال الصناعة الجوية هو العميد في الاحتياط، أمل سعد، عضو مجلس إدارة في الشركة، وذلك بشبهة الضلوع في ارتكاب أعمال بشكل مخالف للقانون لدفع مصالح شركة “‏Druznet‏” قدما، التي يرأسها صديقه صاحب ماض عسكري أيضا، العقيد أنور صعب، الذي اعتُقِل أيضا.

مدخل إلى مصنع "دروزنت" في قرية عسفيا (Druznet)
مدخل إلى مصنع “دروزنت” في قرية عسفيا (Druznet)

المتهمان الرئيسيان في القضية، التي ما زالت تعصف في البلاد، هما درزيان، شغلا في الماضي مراكز عسكرية هامة، وفقًا للاشتباه استغلا علاقتهما العسكرية لدفع مصالح تجارية خاصة قدما، عملت خلافا للقانون، للوهلة الأولى.

وتشير هذه القضية، أكثر من أي شيء، إلى مدى التدخل المتزايد في السنوات الماضية لرجال أعمال دروز في مجال الصناعة الأمنية، الأكثر تطورا وسرية في إسرائيل. نود الإشارة هنا إلى أن هذا المقال لا يتطرق إلى المجتمَع الدرزي بل إلى محاولة رسم وفهم مدى تعزز مكانة الدروز في السنوات الأخيرة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

مشاركة الدروز في أمن دولة إسرائيل

طلب الدروز منذ إقامة دولة إسرائيل الانخراط في المنظومة الأمنية
طلب الدروز منذ إقامة دولة إسرائيل الانخراط في المنظومة الأمنية

يصل تعداد الطائفة الدرزية في يومنا هذا إلى نحو ‏1.2‏ مليون شخص في العالم، من بينهم نحو ‏600‏ ألف في سوريا (نحو ‏3%‏ من سكان الدولة)، في لبنان نحو ‏420‏ ألف (نحو ‏7%‏ من سكان الدولة)؛ في إسرائيل نحو ‏138‏ ألف (نحو ‏1.7%‏ من سكان الدولة) وهناك ‏100‏ ألف درزي يعيشون في أمريكا الشمالية والجنوبية، الأردن، السعودية، وأستراليا.

بدأ أبناء الطائفة الدرزية خدمتهم في المنظومة الأمنية قبل قيام دولة إسرائيل، في عام 1936 عندما ساعد تنظيم “الهاجاناه” على تدريب مجموعات وتنظيمها من شبان دروز أرادوا إقامة أطر دفاعية ذاتية ضد العصابات العربية. في المقابل، استعانت منظمة “الهاجاناه” بسكان قريتي عسفيا ودالية الكرمل (البلدتان الدرزيتان الأكبر في إسرائيل، إضافة إلى قرية يركا)، في صراعها ضد العصابات، لا سيما في مجال الاستخبارات.

العقيد في لواء جولاني، غسان عليان
العقيد في لواء جولاني، غسان عليان

بناء على طلب زعماء الطائفة الدرزية من رئيس الحكومة الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، فُرض قانون الخدمة الأمنية على أبناء الشبية الدروز في عام 1956، ومن ثم فُرضت عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، مثل الشبان اليهود.

في شباط 1972، اتُخِذ قرار في الجيش الإسرائيلي للسماح لأبناء الأقليات الانخراط في كل وحدات الجيش الإسرائيلي بناء على رغبة الشبان وتأهيلاتهم وليس في وحدات الأقليات الخاصة. في أواسط السبعينيات، سُمحت للشبان الدروز الخدمة في سلاح المخابرات أيضا.

سكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس - حسون حسون (Wikipedia)
سكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس – حسون حسون (Wikipedia)

في عام 1990، عمل وزير الدفاع، موشيه أرنس، دون كلل لفتح وحدات في الجيش الإسرائيلي أمام الدروز، واعتبر أبناء الطائفة الدرزية هذه الخطوة اعترافا آخر بإخلاصهم للدولة.

في يومنا هذا، تصل نسبة الرجال الدروز الذين يتجندون للخدمة العسكرية إلى أكثر من %80 ويخدم نحو ثلثين منهم في وظائف قتالية. في عام ‏2015‏، قرر رئيس الأركان إنهاء عمل كتيبة “حيرف” (كتيبة السيف)، التي أقميت عام 1974 وكانت مؤلفة أثناء تفكيكها من 400 جندي درزي خدموا في وحدات برية مختلفة.

يخدم حاليا في الجيش الإسرائيلي نحو 2500 جندي درزي من بينهم، نحو 300 ضابط برتبة رائد وأعلى. منذ عام 2005، يخدم الدروز في الخدمة المدنية أيضا، وهذا يوفر للفتيات الدرزيات اللواتي لا يخدمن في الجيش بديلا للخدمة العسكرية. طيلة السنوات الماضية، ساهم الدروز كثيرا في حروب إسرائيل ضد حماس، في كل جولات القتال وكذلك ضد التهديدات في الجهة الشمالية، ضد حزب الله.

الصناعة العسكرية الأكثر نجاحا في إسرائيل - "الصناعة الجوية" (IAI)
الصناعة العسكرية الأكثر نجاحا في إسرائيل – “الصناعة الجوية” (IAI)

تمت ترقية الكثير من الضباط الدروز بفضل قدراتهم ومساهمتهم لشغل مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي. مثلا: العقيد في لواء جولاني، غسان عليان، ضابط كتيبة – عماد فارس، رئيس إدارة، ومنسق عمليات الحكومة في الأراضي – كميل أبو ركن؛ ضابط لوجيستي كبير وسكرتير رئيس الدولة سابقا، شمعون بيريس – حسون حسون، والكثير غيرهم.

إن مشاركة الدروز في المنظومة الأمنية الإسرائيلية كبيرة جدا إلى درجة أنه بات في السنوات الماضية يعمل المزيد منهم في وظائف هامة في الشركات الحكومية العسكرية. إن شركات عسكرية مثل ‏Rafael‏، أو شركة الصناعة الجوية هي شركات ذات ميزانيات كبيرة ومسؤولة عن التطويرات العسكرية الأكثر تقدما التي تسوقها إسرائيل في العالم وتتضمن الصورايخ، الطائرات من دون طيار، الأقمار الاصطناعية، المعدات للطائرات الحربية وتحديثها، وغيرها من التطويرات السرية التي لم يُكشَف عنها حتى الآن في وسائل الإعلام.

المصنع الأمني والفتيات الدرزيات

تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)
تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)

وما علاقة كل ذلك بقضية الفساد في شركة الصناعة الجوية؟ وما علاقة قوة المجتمَع الدرزي المتزايدة في الجيش الإسرائيلي؟ للإجمال: “مصنع أمني تعمل فيه الفتيات الدرزيات”

في احتفال رسمي عُقد بتاريخ 29 شباط 2016، قبل سنة، دُشن في قرية عسفيا مصنع جديد لشركة “Druznet”، لإنتاج أجزاء للطائرات من دون طيار، للصناعة الجوية، واستُثمر فيه ما معدله 12 مليون شيكل (نحو 4 ملايين دولار)، لرجال أعمال دروز.

شاركت في الاحتفال لتدشين المصنع، الذي تفاخر أصحابه بأنه يشغّل نحو 30 امرأة (لا تربطهن علاقة بأية قضية فساد كُشفت مؤخرا)، شخصيات حكومية بارزة أيضا، من بينها رئيس الصناعة الجوية، مدير عام الصناعة الجوية، ومدراء بارزون آخرون. وقف إلى جانبهم فخورا مَن كان يشغل وظيفة عضو مجلس إدارة في الصناعة الجوية – العميد في الاحتياط، أمل أسعد، شخصية عسكرية وعامة بارزة في الطائفة الدرزية. كان العميد في الاحتياط، أسعد مرشحا أيضا لشغل منصب كعضو كنيست من قبل حزب أرئيل شارون، حزب كاديما (لم يعد قائما بعد) ويعتبر أنه ساهم في خلق علاقة بين الصناعة الجوية وشركة “دروزنت” بملكية صاحبه وصديقه، أنور صعب.

تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)
تأهيل فتيات درزيات لإنجاز العمل للطائرات دون طيار في الصناعة الجوية (Druznet)

وقد تطرق تحقيق شامل نُشر في أيار 2016، في الصحيفة الاقتصادية “ذا ماركر” (The Marker)، إلى المصنع الجديد، مشيرا إلى أهميته الاجتماعية في دمج الفتيات الدرزيات في دائرة العمل وتشجيعهن على الخروج من دائرة البطالة ولكن في الوقت ذاته أشار إلى صورة إشكالية في إدارة مشكوك فيها ووجود شبهات جنائية في تحريف المناقصات لصالح المصنع الدرزي الجديد.

وكشف التحقيق عن العلاقة الإشكالية بين أسعد وبين شركة “دروزنت” والأفضلية التي حصلت عليها الشركة، في طلبات من الصناعة الجوية على حساب مزوّدين آخرين.

اتضح في التحقيق أنه بعد إقامة شركة “درونت” بـ 3 أشهر فقط، في حزيران 2015، بدأت تتلقى الشركة طلبات من الصناعة الجوية – رغم أنه لم يكن بحوزتها مواصفات جودة معينة (ISO 9000 – مواصفات قياسية دولية)، من قبل معهد المواصفات، وفق ما يُطلب من كل المزودين الذين يعملون مع الصناعة الجوية العمل بموجبه. حصلت الشركة على المواصفات في شباط 2016 فقط.

إضافة إلى الحصول على الطلبات بعد 3 أشهر فقط من إقامة الشركة، دخلت “دروزنت” إلى قائمة المزودين للصناعة الجوية رغم أن عمال الشركة، الفتيات الدرزيات من القرى في الكرمل، لم تكن لديهن خبرة سابقة في العمل من في مجال الصناعة الجوية.

وفق المعطيات التي كُشف عنها في The Marker، نُقِلت إلى “دروزنت” طلبات عمل بما معدله 700 ألف شيكل، نحو 185 ألف دولار. ليس واضحا إذا تم تزويد كافة الطلبات وإذا وصلت الأموال إلى “دروزنت”. وفق ادعاء مدير عامّ الشركة، السيد صعب، فقد حصلت الشركة على آلاف الدولارات القليلة فقط.

العلاقة بين أسعد وصعب

العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية
العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية

يعتبر العميد في الاحتياط، أمل سعد، أحد كبار الصناعة الجوية، وفق ما ورد في “ذا ماركر” وشخصية مؤثرة جدا في المجتمع الدرزي. الآن بعد اعتقاله، يعتبر بأنه ساهم في إقامة علاقة بين الصناعة الجوية و “دروزنت”.

كانت العلاقة بين أسعد وصعب متنية قبل إقامة المصنع. فهما ناشطان قديمان في جمعية “من أجل الأبناء” (بشفيل هبانيم) التي أقامت مسارات نزهات في الكرمل لذكرى ضحايا الجيش الإسرائيلي اليهود والدروز. كان يترأس أسعد الجميعة وكان صعب مستشارا قضائيا فيها في السابق.

العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية (Facebook)
العميد أمل سعد، المتهم البارز في الفساد في الصناعة الجوية (Facebook)

وفق أقوال صعب، فإن أصحاب شركة “دروزنت” هم ضبّاط بازرون سابقا في الجيش الإسرائيلي، استثمروا في المشروع أموال التقاعد من عملهم في المجال العسكري. في فيلم يوفر لمحة عن الطائفة الدرزية كان قد نُشر مؤخرًا، يقول صعب عن “دروزنت”: “ساهم أصحاب مصالح دروز بأموالهم الخاصة وساعدنا أمل أسعد في التواصل مع الصناعة الجوية لدفع المجتمع الدرزي قدما، وشكل هذان العاملان دمجا مثاليا”.

وتفحص الشرطة في الوقت الراهن مدى أهمية إقامة المصنع للصناعة الجوية، هل حُرفَت المناقصات لصالح المصنع الدرزي؟ وهل استُخدم المصنع كوسيلة لنقل الأموال بشكل غير قانوني?

في الأشهر القادمة، ستضح أكثر فأكثر العلاقات المحظورة، على ما يبدو، بين كبار المسؤولين في الصناعة الجوية (حتى أنه اعتُقِل ابن أحد الوزراء البارزين في حكومة نتنياهو، وعلى ما يبدو، كان متورطا في قضية الفساد أيضًا)، وبين الضابطَين الدرزيَين، اللذين على ما يبدو، استغلا علاقتهما العسكرية لدفع مبادرات خاصة قدما على حساب نساء درزيات، مخاطرَين بمكان عملهمن وملقَين غموضا على أحد المصانع الأمنية الأكثر سرية في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 1262 كلمة
عرض أقل