أبعد مدير الشرطة الفلسطينية، اللواء حازم عطا الله، هذه الليلة (الخميس)، عن العمل ضابط شرطة الخليل، الضابط أحمد أبو الرب، بعد أن نُشرت صوره في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يساعد جنود الجيش الإسرائيلي. أثارت صور أبو الرب وهو يساعد الجنود الإسرائيليين على تبديل إطار السيارة ضجة لدى الفلسطينيين. في هذه المرحلة، من المتوقع أن يشغل منصب أبو الرب نائبه، وقد عُيّنت لجنة لإجراء تحقيق مع أبو الرب.
شارك أحد المسافرين الذين كانوا مع أبو الرب، وهو سكرتير حركة فتح في قرية يطا، كامل محارمة، في مقابلة مع وكالة “معا” وحاول أن يدافع عن الضابط المسؤول. وفق أقوال محارمة، وقعت الحادثة يوم الأحد بعد جولة في منطقة سويسة، عندما صادف هو وأبو الرب جنود يحاولون تبديل إطار سيارة عسكرية. “طلب الجنود معدات لتبديل الإطار”، قال محارمة “ولكن بعد وقت طويل، نزل أبو الرب، وعرض المساعدة على الجنود، فبدل الإطار بنجاح، وغادرنا معا”.
ستُقام منطقة صناعية وتجارية إسرائيلية – فلسطينية مشتركة بمساعدة الحكومة الإسرائيلية في المجلس الإقليمي جبل الخليل – هذا وفق التقارير اليوم (الإثنين) صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”. يتوقع أن يشكل المتنزه نموذجا وأن يعرض في لجنة وزراء المالية التي سترأسها الولايات المتحدة في دافوس في شهر كانون الثاني، لتعزيز التعاون الاقتصادي الإسرائيلي – الفلسطيني.
وفق التقرير، التقى يوم الأربعاء وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي، ستيفن منوتشين، ومبعوث الرئيس ترامب، جيسون غرينبلات. أجرى الثلاثة نقاشا تناول تعزيز التعاون الاقتصادي الإسرائيلي – الفلسطيني بدعم أمريكي.
يتوقع أن يتمتع طالبو العمل الفلسطينيون بشكل مباشر من المنطقة الصناعية، الذين يصل تعدادهم اليوم إلى نحو 9000 نسمة، وفي عام 2020 يتوقع أن يصل تعدادهم إلى نحو 15 ألف. خصصت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية 4 ملايين شاقل (نحو 1.1 مليون دولار) لتخطيط المنطقة. الهدف هو أن يتضمن المركز منشأة صناعية ومنشأة هاي تك، تأهيلا مهنيا، تجارة، وسياحة.
قال وزير المالية، كحلون، تعليقا على المشروع: “نحن نرأس سياسة اقتصادية في الضفة الغربية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي والمساهمة في أمن إسرائيل”. أشار وزير الاقتصاد والصناعة، إيلي كوهين موضحا أن “إقامة منطقة صناعية هي مصلحة لدى كلا الجانبين لتعزيز العلاقة، وليس على المستوى الاقتصادي فحسب. تساهم المناطق الصناعية في الضفة الغربية في الاقتصاد الإسرائيلي وفي مصلحة الفلسطينيين”.
في أول مقابلة بعد إطلاق سراحه.. الجندي أزاريا يثير عاصفة من جديد
الجندي في السابق إلؤور أزاريا (AFP)
قال الجندي الإسرائيلي في السابق إلؤور أزاريا، المدان بقتل فلسطيني جريح أقدم على طعن جنود، في أول حوار له مع الصحافة بعد خروجه من السجن، إن محاكمته كانت ظلما كبيرا وإنه ليس نادما على ما فعل
في أول مقابله له بعد إطلاق سراحه من السجن، حيث أمضى 9 أشهر من أصل 18 شهرا حكمتها المحكمة العسكرية عليه، بعد تخفيف عقوبته من قبل رئيس أركان الجيش، قال الجندي الإسرائيلي في السابق، إلؤور أزاريا: “لست نادما على ما فعلت. لو عدت إلى نفس المكان لكنت تصرفت بنفس الطريقة”.
وكان أزاريا قد أدين خلال خدمته العسكرية بقتل شاب فلسطيني جريح ملقى على الأرض أقدم على طعن جنود في الخليل، من قبل المحكمة العسكرية. وتم تخفيف عقوبته بعد توجه أعضاء كنيست من اليمين وشخصيات إسرائيلية دافعت عن الجندي، وقالت إنه قام بمهامه وحتى لو ارتكب خطأ فلا بد من المغفرة له. وقال المدافعون عن أزاريا إنه محارب ويجب على المحارب ألا يهاب حين يستشعر أي تهديد.
وقد أثارت محكمة الجندي جدلا كبيرا في إسرائيل بين مؤيد لتصرف الجندي ومستنكر له. فقد قال المستنكرون لأزاريا إنه خالف أخلافيات الجيش بعد أن قام بإطلاق النار نحو فلسطيني جريح لم يعد يشكل خطرا. وقد قرر القضاة في إسرائيل الحكم على أزاريا بالسجن بعد أن اقتنعوا أنه أطلق النار على الفلسطيني بهدف قتله لأنه يعتقد أنه لا يجوز أن يبقى على قيد الحياة، وليس لأنه شعر بأن الفلسطيني ما زال يشكل تهديدا على القوات في الميدان.
وأوضح الجندي في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “إسرائيل اليوم” المعروفة بخطها اليمني إنه راض عن نفسه قائلا: “لقد تصرفت بصورة صحيحة. أنا أؤمن بهذه الحقيقة. وما حدث بعد ذلك – المحكمة والإدانة- كان يجب أن لا يكون أصلا”. وهاجم الجندي وزير الدفاع في السابق، بوجي يعلون، الذي سارع إلى إدانة تصرفه وكذلك رئيس الأركان في الراهن الذي سارع إلى تعميم بيان يقول إنه يرفض تصرف الجندي.
“قبل أن يتم التحقيق معي والأخذ بإفادتي حول ما حدث، كانت بيانات الاستنكار قد خرجت للصحافة. هذا أثر كثيرا في قرار القضاة في قضيتي. هذا ظلم كبير” قال الجندي.
وجرّت مقابلة الجندي ردود فعل كثيرة في إسرائيل، خاصة من اليسار الإسرائيلي الذي قال إن قرار تخفيف عقوبة الجندي كانت خطأ كبيرا والدليل أنه لم يندم على تصرفه المرفوضة. وجاء في رد الجيش على المقابلة للجندي في السابق إن “قرار المحكمة في شأنه يجب على السؤال بوضوح بشأن أزاريا”.
يثير قرار المطرب الإسرائيلي الناجح، بيري سحاروف، لتقديم عرض موسيقي في نهاية الشهر في المجلس الإقليمي جبل الخليل ضجة في إسرائيل. يناشد الكثير من نشطاء اليسار المطرب لإلغاء عرضه الموسيقي المخطط له، ويوضحون أنه من غير الملائم تقديم عرض موسيقي في الأراضي المحتلة، بالمقابل، رحب مواطنو المنطقة ونشطاء اليمين بقراره.
في إطار التظاهرة ضد العرض الموسيقي، أقيمت هذا الأسبوع صفحة فيس بوك تحت عنوان “بيري، ماذا قررت؟ لا يجوز تقديم عروض موسيقية في الأراضي المحتلة”. كُتِب، من بين كتابات أخرى، في صفحة الفيس بوك: “بيري، نعتقد أنك قررت تقديم عرض موسيقي في المجلس الإقليمي جبل الخليل في نهاية الشهر، لأنك لا تعرف ببساطة. أنت لا تعرف أن المجلس الإقليمي يستخدم أموال الجمهور لإقامة بنى تحتية لمستوطنة ‘حفات معون’ وتشجيع بناء البؤر الاستيطانية غير القانونية. ولا تعرف أن المجلس يتجاهل الحالات التي يمارس فيها مواطنو هذه المستوطنة العنف لدرجة أنه يتعين على جنود الجيش الإسرائيلي حماية الأطفال الفلسطينيين وهم في طريقهم إلى المدرسة”.
سارعت وزيرة التربية، ميري ريغيف، إلى الرد على التظاهرات، ومعارضة المنتقدين. “تسعى كل الجهات التي تدعم كسر الصمت، تطارد حرية التعبير والإبداع، إلى إسكات الموسيقى الحقيقية، التي تميزنا، وتربط بين كل أفراد هذا الشعب. بيري، تستحق الموسيقى التصويرية الإسرائيلية، التي أنت تنتمي إليها، بأن تُسمع صوتها في كل الدولة. أنت شجاع!” كتبت ريغيف في الفيس بوك.
انضمت إلى التظاهرة، أمس (لأربعاء)، المطربة الإسرائيلية أحينوعام نيني، الناشطة اليسارية والداعمة للسلام منذ وقت. “أعتقد أنه في المكان المثير للجدل الذي لا يقع ضمن حدود دولة إسرائيل المعترف بها، والذي ما زال يعيش فيه ملايين الأفراد التي سُلِبت حقوقهم، حتى الآن، من غير المناسب إجراء نشاطات ترفيهية فيه”، قالت نيني في مقابلة معها لراديو إسرائيلي. وأكدت أنها تعارض حركة المقاطعة (BDS) ضد إسرائيل وأضافت: “دولة إسرائيل هي دولة ديمقراطية، يعيش فيها عشرات النشطاء من أجل السلام، ولا يجوز مقاطعتها. بالمقابل، يجدر التعامل بشكل آخر مع الأراضي المحتلة”.
المطربة الإسرائيلية أحينوعام نيني (Gili Yaari/Flash90)
أصبحت السياسة الإسرائيلية في الخليل تتصدر مؤخرا النقاش العامّ في إسرائيل. يدعم اليمين الإسرائيلي توسيع الاستيطان اليهودي في المدينة، في المقابل، يدعو اليسار إلى وضع حد للتمييز ضد السكان الفلسطينيين
أدت سلسلة من الأحداث وقعت مؤخرا في مدينة الخليل إلى أن تتصدر هذه المدينة النقاش العام الإسرائيلي حول الضفة الغربية، بعد سنوات من عدم التطرق إلى الموضوع.
يعرف معظمنا الخليل بصفتها واحدة من أقدم المدن في الشرق الأوسط، التي تعتبر مدينة مقدسة في الديانة اليهودية والإسلامية. وهي أكبر مدينة في السلطة الفلسطينية، ومنذ عام 1997، تم تقسيمها إلى منطقة تقع تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية (H1)، ومنطقة أخرى تقع تحت الحكم الإسرائيلي (H2). يعيش مئات اليهود في الخليل، وتقع حوادث عنف بين اليهود وبين الفلسطينيين في المدينة أحيانا.
أحداث العنف في مدينة الخليل
في شهر آذار 2016، تصدرت “قضية الجندي إلئور أزاريا” العناوين الرئيسية، عندما وصل فلسطينيان من الخليل إلى موقع للجيش الإسرائيلي وطعنا أحد الجنود، لهذا قتلهما الجنود رميا بالرصاص، فأردفت العملية عن مقتل أحدهما وإصابة آخر بجراح خطيرة. وبعد بضع دقائق، أطلق الجندي أزاريا النار على رأس الإرهابي الجريح فأرداه قتيلا. وقد حُكِم على أزاريا، وأدين بتهمة القتل العمد والتصرف بشكل غير لائق، وحُكِم عليه بالسجن.
أدت أعمال أزاريا، محاكمته، وإدانته، فضلا عن عقوبته التي ينفذها حاليا، إلى نقاش عام واسع النطاق في إسرائيل بشأن سلوك الجيش في الضفة الغربية، وتعليمات إطلاق النيران في حال وقوع هجمات إرهابية. يرتكز الجدل العام في المجتمع الإسرائيلي على نقطتين متناقضتين – من جهة، عرْض أزاريا بصفته قاتلا وشجب سلوكه، ومن جهة أخرى، تقديمه بطلا وطنيا، والمطالبة بإطلاق سراحه.
وفي تموز الماضي، قامت 15 عائلة إسرائيلية بانتهاك القانون واختراق منزل المكفيلة في الخليل، وهو منزل يقع بالقرب من مغارة المكفيلة المقدسة لدى اليهود والإسلام. وتسكن منذ عام 2012 في منزل المكفيلة عائلات يهودية ادعت أنها اشترت المنزل من أصحابه، إلا أنه تم إخلاؤه بأمر من وزير الدفاع آنذاك، إيهود باراك، ومنذ ذلك الحين فإن السكن فيه يتصدر النزاع القضائي الجماهيري.
وهناك حادثة أخرى ساهمت أيضا في عودة الجدل حول الخليل إلى العناوين الرئيسية، وذلك بعد أن هاجم أحد سكان المستوطنة اليهودية في الخليل إحدى ناشطات اليسار الأمريكي، وقد وُثق هذا الهجوم ببث مباشر على الفيس بوك وأثار ضجة كبيرة.
منزل المكفيلة في الخليل (Flash90 / Hadas Parush)
الخلافات الأساسية بين اليسار واليمين
يدور النزاع الرئيسي في إسرائيل بشأن الخليل حول السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في المدينة. غالبا، يمكن القول إن المنظمات اليمينية في إسرائيل تعتبر الخليل “مدينة الأجداد”، إذ إنه وفقا للديانة اليهودية، فقد دُفن في مغارة المكفيلة أجداد الشعب اليهودي (إبراهيم، إسحاق ويعقوب). ويؤكد اليمينيون على أهمية التاريخ اليهودي القديم للخليل في الديانة اليهودية، وهم يدعمون استمرار الاستيطان اليهودي في المدينة وتوسيعه.
في المقابل، تركّز المنظمات اليسارية الإسرائيلية على السياسة الإسرائيلية الإشكالية تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة “H2” الخاضعة للمسؤولية الأمنية الإسرائيلية، التي يعيش فيها أيضا مئات اليهود. يعارض اليسار الإسرائيلي “سياسة الفصل” الإسرائيلية في هذه المنطقة، التي يفرض الجيش الإسرائيلي بموجبها قيودا شديدة على تنقل الفلسطينيين، إضافةً إلى الفصل المادي والقانوني الذي فرضته إسرائيل بين المستوطنين في الخليل والسكان الفلسطينيين. تدعو المنظمات اليسارية إلى وضع حد للتمييز وإلحاق الضرر بالسكان الفلسطينيين المحليين، ومنع توسّع الاستيطان اليهودي في المدينة.
هذا الأسبوع، برزت وجهات النظر المختلفة في الرأي العام الإسرائيلي، بشكل خاص، بعد نشر شريط فيديو لحركة “إسرائيل شيلي”، التي تنتمي إلى اليمين الإسرائيلي، الذي يدافع عن الاستيطان اليهودي في الخليل. ويسعى الفيديو إلى توضيح الواقع المعقّد في مدينة الخليل وشرحه بأسهل طريقة. ووفقا للفيديو، يمكن للسكان الفلسطينيين في الخليل التنقل بحرية في %97 من المدينة، ودخول %3 من أراضيها بعد اجتياز فحص أمني، باستثناء قسم واحد من شارع الشهداء الذي يصل طوله إلى 300 متر، وذلك بسبب مئات الهجمات التي نُفذت ضد الإسرائيليين. بالمُقابل، لا يُسمح للإسرائيليين بدخول المنطقة الفلسطينية من مدينة الخليل.
وورد في الفيديو الادعاء أن الفصل بين السكان اليهود والفلسطينيين في المدينة قد صادقت عليه المحكمة العليا الإسرائيلية في عام 2001، وحصل أصحاب المصالح التجارية الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة أراضيهم على تعويض مالي. ويختتم مقطع الفيديو بالقول إن اليهود يعيشون في الخليل منذ آلاف السنين، فيما عدا أثناء فترات محدودة، لذلك فإن الوجود اليهودي في الخليل طبيعي ومبرر.
بالتباين، يؤكد فيديو نشرته مؤخرا منظمة اليسار الإسرائيلية “كسر الصمت”، أن اجتياح الأسر اليهودية في الخليل إلى منزل المكفيلة في تموز الماضي، قد جرى دون تصريح وخلافا لموقف الجيش الإسرائيلي. وفقا للفيديو، فإن المستوطنين الذين غزوا المنزل عرّضوا حياة الجنود للخطر من أجل بناء مستوطنة جديدة في قلب مدينة تضم 200.000 فلسطيني. وأهمية هذه الخطوة وفق الادعاء هي أن تصبح المنطقة المحيطة بالمنزل خالية من الفلسطينيين، وعدم السماح للفلسطينيين بدخولها أيضا. والاستنتاج المطروح في نهاية الفيديو هو أن الهدف الواضح للمستوطنة اليهودية في الخليل هو إخلاء المدينة من الفلسطينيين.
إن ثمن المعركة في الخليل باهظ جدا: منذ اندلاع الانتفاضة الأولى وحتى أيار 2007، قتل الفلسطينيون خمسة إسرائيليين، من بينهم طفلة عمرها 11 شهرا, و- 17 من أفراد قوات الأمن الإسرائيليين. في تلك الفترة قُتِل 88 فلسطينيا، من بينهم 9 قاصرون.
ويبدو أن معظم الجدل الدائر في إسرائيل يتعلق بالسياسة الإسرائيلية وليس بالحقائق. هل يجري الحديث حقا عن “مدينة الأجداد” ويجب الحفاظ على قدسيتها اليهودية، أم أن الحديث يجري عن سياسة إسرائيلية تدعم الفصل العنصري الذي يضر بالأغلبية الفلسطينية والنسيج الدقيق وغير المتوازن من العلاقات في المدينة. إن الجدل عميق ومستعر، وربما لا يتوقع أن ينتهي في المستقبل المنظور.
دور العبادة تشكل هدفا للهجمات الإرهابية الفتاكة (Flash90/AFP)
مجازر في دور العبادة
أصبحت دور العبادة في الولايات المتحدة، مصر، إسرائيل، العراق، وفي أماكن كثيرة حول العالم، هدفا مفضّلا لدى الإرهابيين والمهوسين لتنفيذ "المجازر الدموية". هل هناك تفسير لهذه الظاهرة؟
تحدثت وسائل الإعلام في العالم اليوم (الإثنين) صباحا عن المجزرة البشعة التي حدثت أمس (الأحد) بحق المصلين المسيحيين أثناء صلاة يوم الأحد في تكساس، الولايات الأمريكية.
قُتِل 26 شخصا أثناء هذه الحادثة في الكنيسة، تراوحت أعمار الضحايا بين 5 حتى 72 عاما، ومن بينهم ابنة الكاهن وعمرها 14 عاما. وأصيب 20 شخصا آخر أيضا. لم يتضح الدافع وراء هذه الهجمة البغيضة، لكن قالت الشرطة إن الحديث يجري عن إطلاق نار الأكثر فتكا في الكنيسة في الولايات المتحدة بشكل عام وفي تكساس بشكل خاص.
وأوضحت الجهات الأمريكية المسؤولة عن إنفاذ القانون أن مطلق النار هو رجل عمره 26 عاما يُدعى دوين بطريك كالي، من سكان مدينة مجاورة. ما زالت الأسباب والدوافع (حتى لحظة كتابة هذا المقال) لدى كالي للوصول إلى الكنيسة وهو يرتدي ثوبا أسود ويقرر إطلاق النار، قيد الفحص. رغم هذا، يبدو أنه من السهل في الولايات المتحدة، التي يمكن فيها شراء الأسلحة بسهولة ودون تقييد، على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أن يشنوا عملية قتل بسهولة ويلحقوا ضررا بالكثير من العائلات، المدن الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
من الجدير بالذكر أنه في الأول من تشرين الأول هذا العام، حدثت المجزرة الأفظع في تاريخ الولايات المتحدة بعد أن أطلق رجل عمره 64 عاما يدعى سيتفان بادوك، كان مسلحا بأسلحة أوتوماتيكية، النيران من الطابق 32 في الفندق الذي نزل فيه في لاس فيغاس، نحو 22.000 شخص متسببا بقتل 59 شخصا وجرح نحو 600 شخص آخر.
ومقارنة بالحادثة الرهيبة التي حدثت أمس (الأحد)، لم يكن إطلاق النار في لاس فيغاس موجها نحو أي دار عبادة. يتضح من تحقيقات المسؤولين القانونيين في الولايات المتحدة وفي دول أخرى في العالم أن دور العبادة أصبحت هدفا محتملا جدا لعمليات القتل والمجازر. يعرف القتلة سواء كانوا يعانون من مشاكل نفسية أو كانوا إرهابيين ينتمون إلى تيارات ومجموعات إرهابية متطرفة، أن دور العبادة هي نقطة الضعف لدى الكثيرين في العالم، لهذا هم يعملون ضد هذه الأهداف لزيادة حجم الصدمة والإضرار بأكبر عدد من الأشخاص أثناء الصلاة.
ولمزيد الأسف، وقعت أحداث قتل خطيرة ومروعة في دور العبادة في الشرق الأوسط. مؤخرا، في شهر نيسان، غمرت مصر موجة من الإرهاب ضد الكنائس القبطية. يتذكر العالم جيدا كيف نجح منتحر في تفجير نفسه عند مدخل الكاتدرائية القبطية في الإسكندرية، وقتل 18 شخصا وجرح 40 مصليا. في شهر أيار هذا العام، قُتِل 28 مسيحيًّا، على الأقل، أثناء عملية إطلاق النيران على حافلة كانت تنقل مسافرين مسيحيين أقباط من جنوب القاهرة، عشية شهر رمضان. وقد أعلنت داعش مسؤوليتها عن كلا العمليتين الخطيرتين.
مرت إسرائيل أيضا بتجارب صعبة: بتاريخ 18 تشرين الثاني عام 2014 أثناء صلاة الصباح، في إحدى الكنس المركزية في القدس، قتل مسلحان فلسطينيان 6 أشخاص وجرحا 7 آخرين في عملية رهيبة. كان منفذا العملية فلسطينيان من حي جبل المكبّر، وقد دخلا إلى قاعة صلاة مركزية وهما يحملان فؤوسا وبنادق وبدآ بمهاجمة المصلين. لقد توفي الفلسطينيان بعد معركة طويلة دارت بينهما وبين قوات الشرطة التي هرعت إلى المكان.
إحدى الحالات الصادمة التي شهدتها العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية في التسعينيات، هي المجزرة الكبيرة ضد المسلمين في المسجد الإبراهيمي في الخليل، التي أسفرت عن مقتل 29 مصليا مسلما على يد المستوطن القاتل باروخ جولدشطاين، طبيب يهودي من سكان كريات أربع المجاورة للخليل. تعتبر هذه المجزرة، العملية الإرهابية اليهودية الأكبر منذ عام 1948. أدت هذه الحادثة إلى ردود فعل جماهيرية صعبة في الشارع الإسرائيلي والفلسطيني على حدِّ سواء، وإلى زيادة العنف، الذي دام عدة أشهر.
هناك الكثير من الحالات في الشرق الأوسط التي يشكل فيها المصلين في المساجد، الكنائس، والكُنس، ودور عبادة أخرى، هدفا للإرهابيين لتنفيذ عمليات تسفر عن وفاة آلاف الأشخاص، وتحدث هذه العمليات لدوافع دينية أو أخرى من خلال تجاهل قدسية هذه الأماكن.
غليك: “أعمل على إطلاق سراح الشيخ محمد جابر من سجون السلطة”
عضو الكنيست غليك (الليكود) يعمل جاهدا لإطلاق سراح الشيخ محمد جابر من الخليل بعد اعتقاله على يد السلطة الفلسطينية، دون سبب. "هذا دليل على أن السلطة ليست معنية بصنع السلام"
اعتقلت أمس، الأحد، الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الشيخ محمد صابر جابر، الفلسطيني من سكان الخليل، بعد أن استضاف عضو الكنيست غليك (الليكود) في منزله في عيد الأضحى قبل نحو أسبوع.
في هذه الأثناء لم تنشر السلطة الفلسطينية والقوى الأمنية الفلسطينية بيانا حول التهم ضد الشيخ جابر ولكن وفق تقديرات عضو الكنيست غليك، الذي تحدث مع موقع “المصدر” حول الحدث، فإن الشيخ جابر اعتُقِل لأنه نشر صورا في شبكات التواصل الاجتماعي وفي صفحة الفيس بوك التابعة لعضو الكنيست غليك.
وفي حديث له مع طاقم موقع “المصدر” قال غليك إن “اعتقال جابر يشكل دليلا على أن السلطة ليست معنية بصنع السلام وإنه ليس هناك سبب لاعتقاله”. وفق أقواله: “يجري الحديث عن ناشط من أجل السلام تعرفت إليه قبل نحو سنة عبر رئيس الطائفة الأحمدية في حيفا، الشيخ محمد شريف عودة. زرته في منزله لتهنئته بعيد الأضحى ويحزنني أنه اعتُقِل”. وأوضح غليك أنه زار الشيخ في منزله في الماضي عدة مرات أيضا.
غليك عند زيارته لعائلة الشيخ محمد صابر في أول أيام عيد الأضحى المبارك (Facebook)
وقال غليك إنه توجه إلى ضابط قيادة المركز المسؤول عن الخليل وإلى جهات إسرائيلية أخرى طالبا العمل من أجل إطلاق سراحه فورا. “تحدثت مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل، ديفيد فريدمان، و أعمل جاهدا لإطلاق سراحه”.
وقال غليك لموقع “المصدر” إن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها الشيخ جابر، فوفق ادعائه فهو يعمل كثيرا في الخليل من أجل دفع الحوار مع الجيران اليهود قدما. “ألتقي بعائلات فلسطينيية كثيرة في مدن الضفة الغربية بشكل عام وفي الخليل بشكل خاص. يطلب الكثيرون من الفلسطينيين عدم نشر معلومات حول اللقاء خوفا من اعتقالهم على يد السلطة”. وقال غليك إنه في كل عام، تزور عائلات فلسطينية كثيرة عائلات المستوطين، في مستوطنة إفرات بمناسبة عيد المظالّ.
رفضت المحكمة العسكرية الإسرائيلية اليوم (الأحد) الالتماس الذي قدمه الجندي إليئور أزريا وأدانته بجريمة القتل. بتاريخ 21 شباط من هذا العام، أدانت المحكمة العسكرية أزريا بتهمة القتل، وحكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة 18 شهرا، ولمدة عام من السجن وفق شروط مقيدة، وأمرت بخفض رتبته العسكرية الحالية إلى رتبة جندي مبتدئ. بعد أسبوع من صدور قرار الحكم استأنف طاقم الدفاع الخاص بأزريا ضد الحكم والعقوبة، وبالمقابل اعترض الطاقم مُقدّم الشكوى على الحكم المخفف. رفضت المحكمة التماس مُقدّم الدعوى، وظلت عقوبة أزريا لمدة 18 عاما من السجن. يشار إلى أن هذا القرار كان قرار المحكمة النهائي، ولا يمكن تقديم الالتماس ضده.
وكما هو معلوم، في آذار عام 2016، أطلق الجندي إليئور أزريا النار حتى الموت على عبد الفتاح الشريف، الذي طعن قبلها بدقائق بسكين جنديّا من الجيش الإسرائيلي وأصابه بجروح. خلال الحادثة أطلقت النيران على الشريف وأصيب، فاستلقى على الأرض ولم يعد يشكّل تهديدا. رغم ذلك، بعد عدة دقائق لم يتوقع فيها حدوث خطر على الجنود، أطلق أزريا رصاصة على رأس الشريف، كانت سبب وفاته وفقا لتشريح الجثة.
وطيلة أكثر من ساعتين ونصف قرأ القاضي، اللواء دورون بيلس، قرار المحكمة مؤكدا على حقيقة أن شهادة أزريا لم تكن صادقة، ورفضت المحكمة الادعاء أن أزريا شعر بخطر فعلي أثناء الحادثة، من بين أمور أخرى، استنادا إلى مقاطع فيديو من موقع الحادثة.
وتطرق القضاة إلى الأهمية الأخلاقية للعقوبة قائلين: “عادت إدانة أزريا لتذكر المجتمَع الإسرائيلي بقيم الجيش الإسرائيلي التي لا يمكن التراجع عنها في الظروف الصعبة. هذه الرسالة هي الأهم”.
الشيخ محمد جابر يتجول في شوارع الخليل (تصوير القناة الثانية الإسرائيلية )
شيخ حمساوي في السابق ينادي لصنع السلام مع إسرائيل
الشيخ محمد جابر من مدينة الخليل، خطط لقتل جنود إسرائيليين، فسُجن لعدة سنوات. وهو اليوم يتجول في شوارع الخليل ولا يخشى من القول إنه يدعم صنع السلام مع إسرائيل
في هذه الفترة التي يسود فيها توتر، إذ يُسفك الكثير من الدماء بسبب الكراهية بين إسرائيل والفلسطينيين، من الصعب أن نصدّق أنه ما زالت هناك أصوات حقيقية تحاول تهدئة النفوس والحث على المحبة، صنع السلام، والأخوة بين الشعبين.
لو سُئل الشيخ محمد جابر من الخليل في الماضي، ما هو رأيه في اليهود، فكان سيجيب بالتأكيد “أنه يجب ذبحهم”.
وصل مراسل القناة الثانية للشؤون الفلسطينية، أوهاد حمو، إلى الخليل لسماع قصة الشيخ الذي عدل فجأة عن رأيه السياسي والديني فيما يتعلق باليهود، وقرر أن يشن حملة دينية شخصية للكشف عن حقيقة أخرى.
في الثمانينيات، عندما كان متماهيا مع حماس وخطط لقتل جنود في بئر السبع، كان اللونان الأسود والأبيض هما السائدان فيما يتعلق بالواقع، وكان اليهود أعداءه. إلا أنه طرأ تغيير على حياة الشيخ أدى إلى تغيير جذري في آرائه.
ففي حديث صريح مع المراسل حمو في الخليل، معقل حماس، تحدث الشيخ جابر عن التغيير الجذري الذي طرأ على حياته، عندما كان مسجونا لبضع سنوات في السجون الإسرائيلية. لقد خطط مع صديقه من الخليل لتفجير سيارة عند مدخل ثكنة عسكرية في بئر السبع. في الجولة المبكّرة التي أجراها لتخطيط العملية، سألهما جندي ماذا يفعلان بالقرب من الثكنة. فأجابا “نبحث عن الطعام”. لم يتردد ذلك الجندي وأسرع إلى المطبخ وأحضر لهما طعاما.
“نظرت إلى صديقي وفكرت كيف يمكن أن نقتل شخص طيب كهذا. فهو لم يتجنب إطلاق النار علينا فحسب، بل أعطانا طعاما أيضا. ربما الجنود ليسوا سيئين كما يتحدث عنهم زعماؤنا”، قال الشيخ جابر للمراسل حمو.
وفي فترة لاحقة فكر الشيخ في كل مواعظ زعماء الدين الحمساويين. “بدأت أفكر، وأحاول معرفة الحقيقة”، قال مستذكرا. “لم تجعبني أقوال الشيوخ أبدا”.
يعيش الشيخ جابر كما ذُكر آنفًا في الخليل، حيث تتعرض آرائه لانتقادات لاذعة. حتى أنه جرت محاولات في الماضي لإلحاق الضرر به وحرق سيارته. “يصعب على الفلسطينيين قبول آرائي بسبب النزاع السياسي”، قال الشيخ جابر. “في النهاية، يجب أن نتذكر أن الحديث يدور عن طفل يتناول سكينا لتنفيذ عملية. فقد قيل له إنه سيصل إلى الجنة وهو لا يعلم ما يفعله”.
وهكذا يزداد التوتر ويتأجج الوضع الأمني. لا تعكس آراء الشيخ جابر آراء الجميع، ولا آراء الأكثرية، ولكن من الجيد معرفة أن هناك من يؤمن بالسلام والأخوة بين الشعبين.
بالصور: كيف يبدو الحرم الإبراهيمي بعد قرار اليونسكو؟
رغم الجدل العارم الذي يدور في شبكات التواصل الاجتماعي حول الديانة صاحبة الحق على الحرم الإبراهيمي المقدس في الخليل، تُظهر الصور الواردة منه صورة أخرى تماماً وأليكم بعضها..
تلهب قضية الحرم الإبراهيمي الجدل بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول من صاحب السيادة على الموقع المقدس لدى الديانتين. يقدم لكم موقع “المصدر” صورا حديثة من الموقع الذي يتصدر العاصفة في هذه الأيام:
وسطع نجم الحرم الإبراهيمي بصفته موقعا مقدسا وسياحيا في الإنستجرام، وفي الواقع هناك صور أقل له مقارنة بالمسجد الأقصى، ولكن ما زال يزوروه الكثير من اليهود والمسلمين.
وخلافا للمسجد الأقصى الذي من المتبع التقاط صور السلفي فيه، فإن الحرم الإبراهيمي تظهر صور السلفي الخاصة به في الانستجرام أقل ويظهر أكثر وحده دون صور للزوار، أو بدلا من ذلك في الصور الجماعية. بعد الإعلان عن قرار اليونسكو الأخير، ورغم عدم رضا إسرائيل عنه، قال نتنياهو “سنواصل الحفاظ على الحرم الإبراهيمي، وعلى حرية العبادة للجميع”.