لقد فكرتُ كثيرا في إجراء محادثة مع رجال دين إسرائيليين حول الله، الإلهة، ومكانة الدين في المجتمَع الإسرائيلي في العصر الحديث.
تهدف الفكرة إلى عرض 10 أسئلة شبيهة أمام ثلاثة رجال دين ومحاولة الإجابة بواسطتها عن أسئلة كثيرة، تقلق البشر.
هل المجتمَع الإسرائيلي: اليهودي، المسيحي، والإسلامي متدين أكثر؟ لماذا يلجأ المؤمنون إلى الدين لتلقي نصائح لحياة أفضل مع شريك أو شريكة الحياة، العائلة، والتعامل مع الآخرين؟ هل هناك أهمية خاصة بالإيمان الديني في العصر الحديث؟ هل هناك المزيد من الأشخاص الذين يؤدون الصلاة، يسعون إلى الطهارة، والحفاظ على الوصايا؟ هل يُعتبر الإنسان الذي لا يعمل بموجب الوصايا، أو يصلي بشكل ثابت، مؤمنا؟
تعرض لكم سلسلة المقالات التالية، قراءنا الأعزاء، وجهة نظر ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث الأكبر في الأراضي المقدّسة، وفق ظهور هذه الديانات في التاريخ البشري: اليهودية، المسيحية، والإسلام.
رجال دين آخرون يتحدثون عن الله:
الأب ناصر قسطنطين من يافا
الشيخ محمد شريف من حيفا
1.هل أمنت بالله دائمًا؟
“نعم. منذ طفولتي. ازداد إيماني مع مرور الوقت. وأصبح كبيرا”.
2.هل يمكن أن يؤمن الإنسان بالله دون أن يكون متديّنا؟
“بالتأكيد. يمكن الإيمان بالله دون أن يكون متدينا. عندما أشرب كأس ماء، أبارك الله قبل أن أشرب قائلا: “أشكرك يا الله، خالق كل شيء، أمين!” هناك من يقول إنه يؤمن بالله ولكن لا داعي لأن يشكره على كل مشروب يشربه. فلا يمكن أن نقول أن هؤلاء الأشخاص ليسوا مؤمنين. الإيمان بالله هو معرفة أن على الإنسان أن يعيش حياة ذات معنى. فلا يمكن النظر إلى الحياة كأمر ليس هاما”.
3.ما الذي يُميز اليهودية، المسيحية، والإسلام عن الديانات الأخرى وفق اعتقادك؟
“لستُ خبيرا بالديانتين المسيحية والإسلامية. ولكن من المهم أن نوضح ما معنى الإيمان بالله وكيف يؤثر في الإنسان. يضع الإيمان بالله الواحد حدودا للإنسان. الفارق الكبير بين الإيمان بإله واحد وبين الإيمان بعدة ألهة، هو معرفة أن هناك معنى واحد تُشتق منه معان كثيرة. هناك مفهوم واحد في العالم. وهو ليس نسبي. هناك خط واحد وعند اجتيازه تصبح الحدود مشوشة”.
4.هل تعتقد أن الله يستجيب للصلوات؟ ماذا تقترح على الإنسان الذي يصلي للمرة الأولى في حياته؟
“تجعل الصلاة الإنسان إنسانا جيدا أكثر. يكون الإنسان الذي يصلي أكثر دقة في طموحاته ومشاعره، وعندها يصبح العالم أفضل.
أوصي من يصلي للمرة الأولى في حياته: ألا يتسرع! فيستحسن تأدية الصلاة بطيئا والتفكير فيما يرغب المصلي قوله. على الإنسان الذي يصلي للمرة الأولى، أن يستعد، يعرف ما الذي يريد أن يطلبه، ماذا يهمه كثيرا أو قليلا. تؤدي هذه العملية إلى التمييز بين الأمور الهامة الأساسية في الحياة وبين الأمور الثانوية”.
5.هل تعتقد أن هناك شيئا سلبيا في الدين؟ أم أن هناك أمورا إيجابية فقط؟
“قد تؤثر الديانة سلبا في الإنسان. هناك آية في التلمود تقول إنه ” قد تؤدي الشمولية في الدين إلى أن يتوقف البشر عن أن يكونوا إنسانيين”. يجب أن نتذكر دائمًا أن الإنسان خُلِق على صورة الله. غرس فينا الله قيم احترام الآخر. يرفض الله احتقار البشر. هناك آية في التوراة تتحدث عن إنسان قام بعمل فظيع ولذلك كان عقابه الموت والشنق على شجرة. عقوبة الموت بسبب القتل. تتحدث التوراة عن أنه يجب معاقبة، شنق الإنسان على شجرة وإنزاله فورا. لماذا يجب إنزاله فورا؟ لأنه لا يُسمح بإهانة الإنسان، الذي وُلِد على صورة الله”.
6.ماذا تقول لمن يدعي أن بسبب الدين فقط، هناك الكثير من الحروب في العالم؟
“عندما كان البشر متدينين كانت الديانات سببا للحروب. ولكن عندما كان الإنسان علمانيا لم تكن الديانات سببا للحروب. ففي القرن العشرين، كانت النازية والشيوعية مسؤولتين عن قتل ملايين البشر. لم تكونا مجموعتين دينيتين. الإنسان هو المسؤول عن الحروب وقد يستغل اسم الله بهدف منح شرعية دينية لها”.
7.هل الجيل الشاب قريب أو بعيد عن الله والدين؟
“أشعر أن الشبان قريبون من الله أكثر من قربهم من الدين. لا تثير المواضيع الدينية إلهاما لدى الشبان، ولذلك يهتمون بها أقل ولكنهم يبحثون عن معنى ويحاولون الاقتراب من الله بعيدا عن الدين. يهتم الشبان كثيرا بالله، ولكن ليس من الضروري أنهم يريدون أن يكونوا متدينين”.
8.ما المشترك بين المسيحية، اليهودية، الإسلام، والديانات الأخرى؟
“هناك الكثير من الأمور المشتركة. يولي الجميع اهتماما لقيم الإحسان. تهتم كافة الديانات بالعائلة. يرغب الجميع في أن يكون الإنسان جيدا”.
9.ما هي الضائقة البارزة بشكل خاص لدى الناس في أيامنا هذه؟
“الجوع! الوحدة! بات الإنسان العصري وحيدا. لم يعد جزءا من العائلة، ولا جزءا من المجتمع وهو يحتاج إلى المحبة كثيرا. أعتقد أن في وسع الدين أن يؤدي دورا مركزيا وهاما في منح المحبة، الحياة العائلية، وتقريب الإنسان من المجتمع”.
10.هل الإنسان صالح في طبيعته؟
“خلق الله الإنسان صادقا، ولكن لمزيد الأسف نحن ننجح في الإضرار بهذه الصفة الحسنة. هناك آية هامة تقول: “إن حماقة الإنسان تشوش تفكيره، فيغضب على الله”.