تداول الإعلام المصري مؤخرا قصة دينا محمد علي المصري (اسمها الحالي دينا عوفاديا)، وهي مصرية أسقط رئيس مجلس الوزراء المصري جنسيتها عنها، وذلك لالتحاقها بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. وركّز الإعلاميون المصريون، وعلى رأسهم أحمد موسي، على “العار” الذي ألحقته الشابة المصرية في السابق بالمجتمع المصري بعد التحاقها ب “جيش الكيان الصهيوني”، دون التطرق إلى العار الذي دفعها ودفع عائلتها للهروب من مصر. من هي هذه الشابة وما حكايتها؟
تبدأ قصة دينا في مدينة الإسكندرية، حيث ولدت وترعرعت. وكان اسمها آنذاك، كرولين عبدالله. وروت عوفاديا في مقابلة مطوّلة مع الموقع الإعلامي للجيش الإسرائيلي، أنها لم تعرف أنها يهودية النسب حتى جيل متقدم، وحدث ذلك جرّاء حادثة عنيفة، صدمتها في العمق، وسبّبت في هجرة عائلتها من مصر إلى إسرائيل.
والحادثة التي تحدثت عنها عوفاديا بألم، كانت اقتحام مجموعة من أتباع التيار السلفي في مصر بيت العائلة وتهديدها بمغادرة مصر على الفور. وجاء في وصف الحادثة حسب ما روت الشابة على موقع الجيش “قاموا بالصراخ في المنزل وبكسر كل ما وقع في ايديهم وبالصراخ ب”عيلة اليهود” لم يخطر في ذهني انهم يقصدون ذلك وعندما خرجوا قمت بتفقد المنزل وأدركت حينئذ ان هدفهم كان ليس سرقة شيء من بيتنا”.
وثمة حادثة أخرى سببت مزيدا من الإحباط لعوفاديا، وجعلت “المسافة بين الإسكندرية وتل أبيب أٌقصر” كما روت، وهي رفض صديقتها “أمل”، من الإسكندرية، مقابلتها، حيث أقفلت باب المنزل في وجهها. واضطرت العائلة جرّاء غلق المجتمع المصري أبوابه في وجه العائلة “اليهودية” إلى الرحيل من مصر، والبحث عن حياة جديدة.
وبعد وصول العائلة المصرية إلى إسرائيل واستقبالها بحرارة، تحوّل اسم الفتاة الإسكندرية إلى دينا عوفاديا، وكان عمرها آنذاك 15 عاما، فالتحقت بمدرسة دينية في أورشليم القدس، ومن ثم التحقت بالجيش الإسرائيلي كسائر أترابها، وكان من الطبيعي أن تصل إلى وحدة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، وأن تعمل تحت أفيخاي أدرعي المتحدث للإعلام العربي.
أما الإعلام المصري، وعلى رأسه الإعلامي أحمد موسى، فقد استغل القصة للحديث عن العار الذي ألحقته الشابة بالمجتمع المصري قائلا: “لا يشرف أي مصري أبدا.. واحدة تربت وسطينا.. في مصر.. أصبحت جزء من الكيان الصهيوني. النازين الجدد”. وأردف “عار علينا إن كان عندنا حد كده”. وافتقر تناول الإعلامي للقصة إلى الحديث عن تعامل المجتمع المصري مع العائلة اليهودية، وحادثة الترهيب التي قامت بها المجموعة المحسوبة على التيار السلفي.
لكن لا رجاء من إعلامي تابع هجومه على إسرائيل، في التقرير، قائلا إنها ليست دولة إنما “مجموعة من حثالات العالم، جبوهم في المكان ده، عشان يدمروا الدينا كلها”. وكما عوّدنا الإعلام المصري في عهد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، انتهى الحديث بالإثناء على سياسية السيسي بالقول “عبد الفتاح السيسي لم يلتق ولم يتحدث ولم يصافح واحد من الخونة دول (أي اسرائيل).. زي ما عمل الجاسوس مرسي”.
نذكر أن دينا عوفاديا رفضت التعليق على قرار إسقاط جنسيتها وتعليق الإعلام المصري على حادثتها.