الثقافة العربية

المطربة شافيطة (فيسبوك)
المطربة شافيطة (فيسبوك)

“تغني أجنبي بالعربي”.. مطربة إسرائيلية تتحدى القوالب المألوفة

المطربة شافيطة التي تعرض نفسها كمطربة عربية ملونة ومنفتحة، تتنافس على تمثيل إسرائيل في اليوروفيجن، وتثير ضجة واسعة.. هل تساهم في الثقافة العربية أم تجلب لها العار؟

في الأسابيع الماضية، أصبحت مطربة شابة معروفة كـ “شافيطة” (‏Shefita‏) تثير ضجة كبيرة في إسرائيل. شافيطة هي المطربة روتم شيفي، ابنة 35 عاما، تشارك في هذه الأيام في المنافسة الشعبية “النجم الساطع القادم في اليوروفيجن”، التي يتنافس في إطارها مطربون شبان من أجل تمثيل إسرائيل في اليوروفيجن الذي سوف يُجرى في شهر أيار القادم في تل أبيب.

تثير شخصية المطربة الملونة والمميزة جدلا وانتقادا عارما في إسرائيل، لأن الحديث يجري عن مطربة وكأنها عربية، تتحدث الإنجليزية بلهجة سيئة، تضع مكياجا مبالغا به، ترتدي ملابس ملونة ملائمة للاحتفالات، تتقلد مجوهرات براقة، وتستخدم عصا للمشي مرصع بالماس. تغني المطربة بأسلوب عربي وبلهجة عربية ثقيلة، لهذا ينظر إليها الكثيرون نظرة استهتار بالجمهور العربي وثقافته.

المطربة شافيطة

رغم النقاش الجماهيري المستعر حول شخصية شافيطة الذي بدأ في الأسابيع الأخيرة، فإن المطربة معروفة منذ سنوات لدى الإسرائيليين. في عام 2013، أصدرت المطربة تسجيلاتها الأولى لأغنية “‏Karma Police‏” لفرقة راديوهيد، التي أصبحت صرعة وحظيت بأكثر من مليوني مشاهدة. في وقت لاحق، أطلقت تسجيلات لأغنيات لمشاهير آخرين مثل “ليثيوم” (‏Lithium‏) لفرقة نيرفانا – تستخدم شافيطة أسلوب الموسيقى العربية في هذه الأغاني.

قبل نحو شهرين، شاركت شافيطة كمرشحة محتملة في مسابقة “النجم الساطع القادم في اليوروفيجن”، ومنذ ذلك الحين يتصدر اسمها العناوين. كما يمكن أن نفترض، فإن الانتقادات حول أسلوب المطربة التقليدي والمبالغ به لم تتأخر، بالمقابل هناك تعليقات إيجابية حول أسلوبها الموسيقي وقدرتها على الغناء.

كُتبت تعليقات كثيرة في الأسابيع الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي حول الإشكالية المتعلقة بالمطربة اليهودية التي تلعب دور مطربة عربية ذات لهجة مبالغ بها، ومظهر تقليدي، وتتحدث الإنجليزية بمستوى سيء. تثير شخصية شافيطة جدلا بين حكام برنامج “النجم الساطع القادم في اليوروفجين”، وما زالت النقاشات مستعرة وآخذة بالازدياد، إضافة إلى ذلك، تُنشر مقالات رأي في النت حولها. من جهة، تحظى شخصية شافيطة بمدح بسبب شخصيتها التهكمية والمسلية، ومن جهة أخرى تتعرض لانتقادات لأنها تظهر كشخصية غير محبذة، ومتكبرة.

منذ إطلاق أغانيها الأولى، ادعى محبو موسيقى كثيرون أن أغاني المطربة باللهجة العربية مبالغ بها وتشكل استهتارا بالثقافة العربية. “تمثل شافيطة تزويرا ثقافيا وتكبرا. فهي لا تمثل انتقادات معينة، معرفة، ابتكارا ولا تعرض مضمونا هاما، بل يجري الحديث عن تزوير”، قال المحلل التلفزيوني، عيناف شيف.

كما ينتقد فنانون عرب إسرائيليون شافيطة أيضا. مثلا، ادعت المطربة ميرا عوض، أنه رغم أن الحديث يجري عن مطربة موهوبة، فإن شافيطة تهزأ من مجتمع مستضعف بشكل تهكمي ومتكبر. “حتى لو أني تحدثت بهذه اللهجة نيابة عن الآخرين، بصفتي ميرا عوض، فهذا يمثل تكبرا أيضا. يعبر هذا عن اتخاذ خطوة غير راقية، مثيرة للضحك تجاه آخرين ذوي قدرات أقل مني”، قالت ميرا في مقابلة معها.

إضافة إلى الانتقادات السلبية الموجهة إلى شخصية شافيطة، فقد حظيت المطربة بتعليقات إيجابية. وفق أقوال الفنان أساف أمدورسكي، أحد الحكام في مباراة “النجم الساطع القادم في اليوروفيجن”، تعبّر شافيطة عن “احترامها للموسيقى العربية”. يبدو لي أنه رغم الانتقادات الواسعة التي تثيرها المطربة لدى الإسرائيليين، يقدر حكام البرنامج قدرات المطربة الموسيقية، إذ إنها تحظى بمديح بفضل أدائها المميز وتنجح في التقدم في المباراة بشكل متفق عليه بين الحكام تقريبا.

في نهاية الأسبوع القادم، سوف تتنافس المطربة في مرحلة نصف النهائي من البرنامج، وسوف نعرف إذا كانت سوف تشارك في المرحلة النهائية الكبرى، وحتى أنها قد تنجح في أن تمثل إسرائيل في مباراة اليوروفيجن. سواء كانت المطربة ستنجح في أن تمثل إسرائيل أم لا، يبدو أنها نجحت في أن تخترق الوعي الإسرائيلي، لهذا يبدو أن شخصيتها الاستنثائية ستظل خالدة في الذاكرة في المستقبل القريب.

المطربة شافيطة (فيسبوك)
اقرأوا المزيد: 528 كلمة
عرض أقل
المطربة نتالي بيرتس مع المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)
المطربة نتالي بيرتس مع المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)

“العصر الذهبي” للموسيقى الشرقية في إسرائيل

من القاع إلى القمة.. هكذا اخترقت الموسيقى الشرقية قلب "الاتجاه السائد" في إسرائيل في العقد الأخير

هذا الأسبوع، التقى مئات الشبان والبالغين، في باحة الاحتفالات “بيت آفي حاي” (BEIT AVI CHAI) في القدس في أمسية تكريما لـ “العصر الذهبي” للموسيقى الشرقية في إسرائيل. أجري الاحتفال في إطار مهرجان “سبعة” الذي احتفى بسبعة احتفالات مختلفة من العقود السبعة المختلفة للثقافة الإسرائيلية.

فرقة النور (Credit: Nikolai Busygin)

يتميز العقد الحاليّ، الذي بدأ عام 2010، بتطور الثقافة الشرقية، لا سيما الموسيقى الشرقية التي تصدرت قمة الثقافة الإسرائيلية. أصبحت “الثقافة الشرقية هامة لكل الشعب حاليا”، قال أوفير توبول، ناشط شرقي ومبادر أشرف على الاحتفال، و”تشكل الموسيقى الشرقية مثالا على ذلك. هذه الموسيقى الأكثر شعبية في إسرائيل، وهذه الشعبية ليست جديدة، لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار في الثقافة الأساسية طوال سنوات”.

أوفير توبول (Credit: Nikolai Busygin)

تضمنت الأمسية المؤثرة، التي ركزت على عودة الإسرائيليين إلى الأصول الشرقية، عرضا لـ “فرقة النور” وهي فرقة موسيقية شرقيّة كلاسيكية، يعزف فيها موسيقارون يهود وعرب، مسيحيون، مسلمون، ودروز. أقام الفرقة أشخاص لديهم رؤيا، أرادوا إنعاش التقاليد الموسيقية الشرقية المشتركة لليهود والعرب في إسرائيل والعالم.

شارك في الفرقة مطربون شرقيون معروفون، وغنوا بالعبرية والعربية، ومنهم المطربة نتالي بيرتس، التي تحظى أغانيها بشعبية كبيرة بين العرب في إسرائيل، والتي تقدم عروضا موسيقية في أحيان قريبة في الأعراس والاحتفالات في القرى العربية. إضافة إلى العروض الموسيقيّة، عزفت الفرقة عندما قرأ شاعران شرقيان مجموعة من أناشيدهم المختارة.

المطربة نتالي بيرتس (Credit: Nikolai Busygin)

“قبل بضع سنوات، رافقت والدي إلى الكنيس يوم السبت”، قال المقدم أوفير توبول في مستهلّ الاحتفال، وفجأة لاحظت أني أسمع اللغة العربية في الكنيس. لقد شعرت بعلاقة بين هذه الظاهرة وظواهر مختلفة حدثت في إسرائيل في العقد الأخير، مثلا المطرب دودو تاسا، بعد سنوات كثيرة من الإنكار عاد إلى أصوله، إلى أغاني جده، داود الكويتي.” قال توبول إن دودو تاسا ومطربين إسرائيليين آخرين اهتموا بالموسيقى العربية المنسية إلى حد معين وأنعشوها مجددا.

المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)

أوضح توبول أنه طوال سنوات سيطرت في إسرائيل ثقافة واحدة اعتُبِرت شرعية، وبالمقابل، هُمّشت الثقافات الأخرى. “بعد سنوات من البوتقة، التي كانت سائدة فيها ثقافة واحدة “صحيحة” في إسرائيل، عدنا إلى الأصول، إلى الأجداد”، قال متحمسا. وفق أقواله، نشأت خصائص إسرائيلية، ثقافة مفتوحة أكثر تمنح مكانا للجميع لا يتضمن مناطق هامشية ومركزية.

وحقا، في السنوات الماضية، أصبح يجري الحديث كثيرا عن الشعبية الهائلة التي حققتها الموسيقى الشرقية في إسرائيل، بعد سنوات طويلة كانت فيها هامشية. في إسرائيل في الألفية الثانية، أصبحت الموسيقى الشرقية “الاتجاه السائد” (Mainstream) والأكثر سماعا في الراديو والتلفزيون الإسرائيليين. تعرضت نصوص مطربين كثيرين عندما بدأوا يشتهرون لانتقادات لاذعة بادعاء أنها “ركيكية” وألحانها شعبية، ولكن لا يمكن تجاهل نجاح المطربين البارز في العروض الكبيرة في البلاد، أمام جمهور هائل من المشجعين الذي يحضر عروضهم ويردد كلمات أناشيدهم عن ظهر قلب.

حفلة للمطرب عومر آدم (فيسبوك)

عومر آدم، إيال غولان، وساريت حداد، وعدن بن زاكين هم جزء من الأسماء اللامعة للمطربين الشرقيين الإسرائيليين في يومنا هذا. رغم أن هذه الحقيقة لم تكن واضحة دائما، ولكن من المؤكد تماما أن الموسيقى الشرقية في يومنا هذا أصبحت جزء لا يتجزأ من الموسيقى التصويرية الإسرائيلية. لقد بات الحوار الشرقي، الذي كان في الماضي حديث المثقفين الأكاديميين ومجموعات سياسية كانت تعتبر متطرفة، معروفا في كل منزل إسرائيلي، واخترقت الثقافة الشرقية “الاتجاه السائد” مباشرة. تُخطف بطاقات عروض عمر آدم بسرعة، يحتل أبطال الثقافة الشرقيون الشاشات وأعمدة الصحف، وعملت فرقة شعر شرقية تدعى “عرس فواتيكا” (Ars poetica) جاهدة فنجحت في جعل الشعر الهامشي مشهد متألق في الثقافة الإسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 501 كلمة
عرض أقل
غلعاد سويت, مؤسس جمعية "مدرسة" (لقطة شاشة)
غلعاد سويت, مؤسس جمعية "مدرسة" (لقطة شاشة)

موقع لتعليم العربية المحكية ينال إعجاب الإسرائيليين

موقع إنترنت مميز يدعى "مدرسة" يعلم اللغة العربية، مستخدما أفلام فيديو قصيرة ومجموعات تدريبية: "نسعى إلى إحداث ثورة في معرفة اللغة العربية"

في السنوات الأخيرة، أصبح تدريس اللغة العربية المحكية صرعة منتشرة في إسرائيل. لهذا ينضم الإسرائيليون من أعمار مختلفة إلى دورات لتعلم اللغة العربية المحكية، سعيا للتحدث مع جيرانهم العرب في إسرائيل والمناطق المجاورة، يعتقد بعضهم أن اللغة تشكل جسرا للتفاهم المتبادل، ويرغب آخرون في التعرف إلى العرب والتقارب منهم.

يعيش نحو 1.8 مليون عربي الآن في إسرائيل، وهم يشكلون %21 من إجمالي سكان دولة إسرائيل. رغم أن اللغة العربية هي لغة رسمية في دولة إسرائيل، إلا أن تدريسها في الجهاز التربوي الإسرائيلي غير منصوص عليه في القانون. في كل عام، يجتاز نحو 10.000 شاب وشابة إسرائيليون، يختارون تعلم اللغة العربية، امتحانات “البجروت”. ولكن، تُدَرس اللغة العربية الفصحى في المدارس الإسرائيلية، التي تختلف عن اللغة المحكية، ما يصعب على الشبان الذين يتعلمون اللغة العربية عند إجراء محادثة بسيطة مع جيرانهم العرب.

دراسة اللغة العربية في جمعية المدرسة (Facebook)

تلبية لتغيير هذا الواقع، أقيم في السنوات الأخيرة عدد من الجمعيات والمبادرات لتسهيل الوصول إلى العربية المحكية، وتمكين كل الإسرائيليين من تعلمها بناء على رغبتهم. إحدى المبادرات الملفتة هي مشروع “مدرسة” وهو مشروع تقني اجتماعي لتدريس العربية المحكية عبر الإنترنت مجانا. يهدف هذا المشروع المميز إلى تشجيع التواصل الجيد بين الفئات السكانية المختلفة في المجتمَع الإسرائيلي.

أقيمت جمعية “مدرسة” عام 2015، وهي تشغل موقع إنترنت مجانا، صفحة فيس بوك، ومجموعات واتس آب لكل من يرغب في تعلم العربية المحيكة. يقدم موقع “مدرسة” أربعة مستويات تعليمية، بدءا من المبتدئين وصولا إلى المتقدمين، ويتيح لكل مستخدم التقدم وفق وتيرته ومستواه. ترافق الدروس مواد مساعدة، وهي تتضمن، من بين مواد أخرى، تلخيصا لقواعد المادة، ملفات ثروة لغويّة، وأوراق عمل.

درس اللغة العربية في جمعية المدرسة (Facebook)

غلعاد سويت هو المبادر إلى المشروع الذي حقق شعبية كبيرة سريعا، وهو من مواليد القدس، ابن 27 عاما، ومؤسس الجمعية. بمناسبة أسبوع اللغة العربية الذي يصادف في هذه الأيام في إسرائيل، تحدثنا مع مدير الجمعية، دانيئل دوتان، الذي يدير بالتعاون مع سويت نشاطات الموقع والجمعية منذ إقامتهما. قال دوتان إن سويت معروف بحبه للغة العربية جدا، ودرّسها في حلقات دراسية وأطر مختلفة. “يتقن سويت اللغة العربية المحكية جدا، ولكن لا يمكن عزو هذا النجاح إلى المدرسة”، قال دوتان موضحا: “نتعلم العربية الفصحى في المدارس، التي تحظى بأهمية كبيرة، ولكن نحتاج إلى العربية المحكية للتحدث والتواصل”.

فريق المدرسة (Facebook)

أدت قدرة سويت على التحدث بالعربية المحكية إلى أن يفكر في مشاركة معلوماته. لهذا بدأ بتدريس اللغة العربية، وبعد أن تلقى توجهات كثيرة، قرر تمرير الدروس عبر الإنترنت. لذا أقام بمساعدة دوتان موقعا، وبعد مرور عام، أقاما الجمعية. “هدفنا هو خلق مجتمَع إسرائيلي يتحدث أفراده بالعربية إضافة إلى العبرية”، قال دوتان. “يعرف 3% فقط من اليهود الإسرائيليين اللغة العربية، مقارنة بـ %80-90 من العرب الذين يتحدثون العبريّة – فنحن نسعى إلى إحداث ثورة في هذا المجال”.

يعتقد دوتان أن تدريس العربية يدفع التعايش المشترك بين اليهود والعرب في إسرائيل دون شك. “مَن يتقدم في تعلم اللغة، يتعرف إلى الثقافة العربية وإلى العرب”، أوضح. “نحن لا نتحدث عن السياسية والسلام، بل عن قضايا أهم، عن مجتمع جيد وسليم، يسود التواصل بين أفراده. هذا هو هدفنا الأسمى”، قال دوتان.

من موقع المدرسة (Facebook)

وأوضح دوتان أن موقع “مدرسة” حقق نجاحا كبيرا منذ البداية. “لقد اشتهر المشروع سريعا. عرفنا أن الأشخاص ذوو الأعمار المختلفة والفئات السكانية في المجتمَع الإسرائيلي، يريدون تعلم اللغة جدا، وهناك معرفة لأهمية ذلك”. وفق أقواله: “حتى الآن، زار أكثر من 170 ألف الموقع، وقد انضم أكثر من نصفهم لتعلم المزيد عن اللغة العربية”. كما أنهى عشرات آلاف المتصفحين دورة الإنترنت التي يمررها موقع “مدرسة”، وذلك إضافة إلى 24 ألف متابع في صفحة الفيس بوك لمشروع “مدرسة”. “هناك أشخاص أيضا يلتقون بعيدا عن الموقع، في أماكن مختلفة في البلاد، ويرسلون صورا”، قال دوتان.

يوروفيجن 2018 (Facebook)

هذا الأسبوع، أعرب رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، عن دعمه للمشروع الناجح، مشاركا أحد أفلام الفيديو الخاصة به لتدريس اللغة العربية. في منشور رفعه ريفلين بمناسبة أسبوع اللغة العربية، عرض موقع “مدرسة”، متحدثا عن تجربته الشخصية فيما يتعلق باللغة العربية. “عندما كنت صغيرا، سمعت اللغة العربية في البيت ومن حولي، كما تحدث العرب باللغة العبرية تماما”، كتب ريفلين. “اهتم والدي، الذي ترجم القرآن وقصة ‘ألف ليلة وليلة’، بأن نعرف أهمية الإلمام باللغة العربية. لمزيد الأسف، رغم أن اللغة العربية هي لغة رسمية في إسرائيل، إلا أن معظم الإسرائيلين لا يتقنوها”.

https://www.facebook.com/ReuvenRivlin/videos/1959943770706971/

إشارة إلى برنامج الجمعية المستقبلي، قال دوتان إنه يتوقع أن يُطلق قريبا موقع جديد، يتضمن مستويات تدريس إضافية، وكذلك فيديو يتيح للمتصفحين التحدث معا بشكل مباشر. “عرفنا أن هناك حاجة علينا تبليتها، لتكون أكثر من مجرد صرعة، لهذا قررنا تمرير دورة جديدة تلبية للتحديات الأساسية وحفاظا على الاستمرارية والتدرب الكافي”، قال دوتان. وفق أقواله: “يعرض الموقع الجديد دورات تفاعلية تتضمن تدريبات، متابعات مكثّفة، محادثات بين المستخدِمين، وأطرا أكثر مهنية”. بالإضافة إلى ذلك، يخطط أعضاء الجمعية لإقامة لقاءات أسبوعية في إسرائيل، يجرى فيها حوار مفتوح بالعربية بين المشاركين.

اقرأوا المزيد: 728 كلمة
عرض أقل
أوفير توبول (Al-Masdar / Guy Arama)
أوفير توبول (Al-Masdar / Guy Arama)

من جبل طارق إلى تل أبيب.. الإسرائيلي الذي يسبر أغوار الموسيقى الشرقية

في غضون سنوات، نجح أوفير توبول في دفع الموسيقى العربية والشرقية في إسرائيل قدما: "هناك أهمية لمعرفة اللغة والثقافة العربية".. برنامجه الأسبوعي على الراديو يبعث الحياة في الموسيقى القديمة وينشر الإيقاعات الشرقية الحديثة في إسرائيل

قبل شهر، بدأ يُبث في محطة الإذاعة الإسرائيلية برنامج “شاحور زهاف” (الذهب الأسود) وهو برنامج جديد استثنائي يهتم بشكل أساسي بموسيقى الشرق الأوسط وتأثيرها على الموسيقى الإسرائيلية. في إطار البرنامج الجديد، يخرج مقدم البرنامج، أوفير توبول، إلى رحلة مؤثرة في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعرض على المستمعين الموسيقى العربية المثيرة للفضول والمعروفة أقل.

إن اهتمام توبول بالموسيقى العربية والشرقية ليس جديدا، وهو يعتبر أحد خبراء الموسيقى العربية في إسرائيل، وحتى أنه كرس كل السنوات الماضية للبحث عن الأنغام التي تعرف إليها في صغره. أقام توبول، ابن 33 عاما لوالدين من أصل مغربي، قبل نحو ثماني سنوات “مقهى جبرلتر” وهو منتدى-مجلة يهدف إلى تسليط الضوء على الأجزاء غير المعروفة من الثقافة الإسرائيلية، التي تحظى بأهمية قليلة بشكل تقليدي. أصبح الموقع سريعا منصة هامة للنقاش النقدي حول العلاقة بين الثقافة والهوية، مشددا على الهوية اليهودية الشرقية. في السنة الماضية، أصبح موقع توبول المميز، الذي يتابعه الكثيرون، برنامجا تلفزيونيا يبث في سلطة البث الإسرائيلية، ويتناول الإبداع الشرق أوسطي متعدد الثقافات، يمزج بين القديم والجديد، الشرق والغرب والتقليدي والعصري.

أوفير توبول في استوديو الراديو (Facebook)

لم يكن حب الموسيقى الشرقية والتضامن مع بلد المنشأ والتاريخ العائلي أمرا مفهوما ضمنا بالنسبة لتوبول، فقد بدأ كل هذا في العشرينات من عمره. “ترعرعت على سماع الموسيقى”، قال توبول. “بيت مغربي، أغان يهودية دينية، أنغام شرقية في الكنيس، ولكني سخرت منها في صغري. حاولت الابتعاد عنها ولكن لم أجرأ على سماع الموسيقى الشرقية في شبابي”، قال توبول. عندما أصبح توبول بالغا، إلى جانب محبته للموسيقى والتغييرات التي طرأت على نظرة المجتمَع الإسرائيلي إلى الموسيقى الشرقية، ساهم جميعها في حب الفضول لديه فيما يتعلق بماضي عائلته والموسيقى التي سمعها في صغره.

“في مرحلة معينة، عندما أصبحت بالغا، أدركت أني لا أعرف شيئا عن ماضي عائلتي”، قال توبول. “بدأت أقرأ كتبا، وعندها تساءلت لماذا تحفظت من الموسيقى الشرقية طيلة حياتي؟ هل يمكن أن تكون هذه الموسيقى سيئة جدا؟” هكذا وفق أقواله، كسر الحاجز وبدأ يهتم بإجراء بحث ودراسة شخصية وسياسية على حد سواء. “قررت الخروج والبحث. جلست مع جدتي وطلبت منها أن تحدثني عن حياتها”، قال توبول.

توبول وضيوفه في البرنامج “مقهى جبرلتر” (لقطة شاشة)

في تلك الفترة، تعرف توبول إلى عازف بيانو يهودي جزائري، يدعى موريس ألمديوني، وأصبح يحب تلك الموسيقى التي عزفها جدا وسريعا. “لم أصدق أن هناك هذا النوع من الموسيقى”، قال توبول. “تدمرت كل مفاهيمي الموسيقية. شعرت وكأن العازف الجزائري يعزف الموسيقى التي ترعرعت عليها، وقد عزفها وهو يتفاخر وكأنها موسيقى عالمية”. قرر توبول، الذي كان منبهرا من عزف ألمديوني، أن يبحث عن أصوله ويصبح عضوا منتسبا لعروض الفرقة الموسيقية الأندلوسية الإسرائيلية. شعر توبول بدهشة كبيرة عندما زار ألمديوني إسرائيل وعرض عرضا موسيقيا مع الفرقة الأندلوسية.

“في نهاية الحفل الموسيقي ذهبت مع والدتي للتحدث مع ألمديوني”، قال توبول. “اتضح أنه يعرف كل أبناء عائلتي من جهة والدي ووالدتي من فرنسا”. بعد مرور نصف سنة، بعد أن زار ألمديوني إسرائيل لتقديم عرض موسيقي آخر، أجرى توبول لقاء بين ألمديوني وبين جدته، التي وصلت إلى إسرائيل من مدينة وهران التي وصل منها ألمديوني أيضا. “كان ذلك اللقاء محفزا لإقامة ‘مقهى جبرلتر’. كان هذا اللقاء محفزا”، قال توبول. بالمناسبة، قرر ألمديوني بعد مرور نحو سنة الهجرة إلى إسرائيل وذلك في سن 83 عاما، ومنذ ذلك الحين ينظم له توبول حفلات موسيقية في أرجاء إسرائيل.

يعرب توبول عن ندمه لأن جزءا كبيرا من الإسرائيليين، حتى هؤلاء الذين يفهمون الموسيقي ويهتمون بها، لا يعرفون أغاني المطربة المشهورة فيروز وليسوا قادرين على التفرقة بين أغان تركية ومصرية. “بدأت أعرف ثقافات عربية عريقة، تتضمن تقاليد وتراثا عريقا، لا نعرفها. لاحظت فجأة أن هناك إسرائيليين كثيرين يهتمون بهذه الثقافة، وهكذا نشأت في الواقع حركة ثقافية”، وفق أقواله.

الأوركسترا الأندلسية “David Cohen / Flash90) “Moreshet Avot)

بعد خمس سنوات من إقامة “مقهى جبرلتر” قرر توبول العمل وإقامة حركة اجتماعيّة – سياسية تعرض هذه الأفكار وتتضمن المجتمع، السياسة والهوية اليهودية. هكذا أقيم “العصر الذهبي” – اتحاد يتضمن أشخاص من الضواحي أصحاب رؤيا ثقافية واسعة للمجتمع الإسرائيلي. “مجتمَع يتعامل بشكل سليم وصحيح مع تراث حضارته الشرقية، لا يفرق بين مناطق الضواحي ومناطق المركز”، أوضح توبول.

“لا داعي لأن يكون الإنسان يساريا ليحترم الثقافة العربية”، وفق أقوال توبول. “أعتقد انطلاقا من حبي للوطن، علينا تعزيز علاقاتنا مع الدول العربية، مثل المغرب والسعودية. يجب أن تتصدر هذه الخطوة سلم أفضليات الدولة”. يؤكد توبول على أهمية تعلم اللغة العربية في إسرائيل، والتعرف إلى الثقافة العربية، ويعرب عن ندمه لأنه لم يتعلمها. “طيلة سنوات، سادت في إسرائيل فكرة ‘فيلا في الأدغال’، الجميع حولنا اعدائنا. تغمرني السعادة في ظل التغييرات التي تحدث الآن”، قال توبول. “بدأت علاقات تحالف بين إسرائيل والسعودية في ظل محور الشر، ويمكن التوحد والعمل معا حول موضوع واحد”.

توبول مع نشطاء حركة “العصر الذهبي” (Facebook)

يؤكد توبول أن ليست هناك علاقة بين التوجه السياسي والحاجة إلى التعرف إلى الثقافة القريبة. “يمكن أن يكون الفرد مغرما بوطنه، وأن يفهم في الوقت ذاته أنه يعيش في الشرق الأوسط ويجدر به التعرف إلى ثقافته ولغته”، وفق أقوال توبول. “لا أعتقد أن صنع السلام أصبح قريبا، ولكن لم َلا نستغل الفرصة ونربي هنا جيلا من الأطفال اليهود الناطقين بالعربية؟ عندما ينشأ هنا جيل يتحدث العربية ويكون قادرا على التواصل مع غزة بشكل مباشر، على سبيل المثال، يتغير الوضع. ربما يطرأ تغيير على المفهوم العربي أيضا وعندها ينظر العرب إلينا نظرة مختلفة”.

يؤكد توبول على أن معرفة اللغة العربية لا يشكل بالضرورة تقاربا، ولكنه يعتقد أن على الإسرائيليين أن يكونوا مطلعين على الثقافات المجاورة، وهذا ما يسعى إلى تحقيقه من خلال برنامجه الإذاعي الجديد “شاحور زهاف” (الذهب الأسود). يوضح توبول أنه طرأ تغيير هام في السنوات الأخيرة وهناك حركة نهضة نشطة في مجال الموسيقى العربية والشرقية في إسرائيل. وفق أقواله، “هناك عدد كبير من الفرق الموسيقية التي تعزف الموسيقى العربيّة والأندلوسية، وافتُتحت في القدس معاهد موسيقى شرقية، ويقدم المطربون الإسرائيليون أغاني مقلدة بالعربية وليس بالعبرية. تغيّر الوضع مقارنة بالسنوات العشر الماضية”.

يعتقد توبول أن الوضع المثالي هو عندما يكون المجتمع الإسرائيلي مطلعا على ما يحدث في الشرق الأوسط، يعمل وفق التراث اليهودي، ويستخدمه كعامل ربط وتقارب. “آمل أن نعيش في مجتمع يربط بين التراث اليهودي والشرقي الخاص به بشكل متواصل”، قال توبول.

https://www.youtube.com/watch?v=m0PndhvZgLs

اقرأوا المزيد: 920 كلمة
عرض أقل
نص ثنائيو اللغة - صورة توضيحية (Maktoobooks/Facebook)
نص ثنائيو اللغة - صورة توضيحية (Maktoobooks/Facebook)

سلام من الأدب العربي

في السنوات الأخيرة، بدأ يسمح المزيد من الأدباء العرب لأنفسهم أكثر من الماضي بنشر مؤلفاتهم في إسرائيل. فمنذ اندلاع ثورات "الربيع العربيّ" لم يعد الحديث عن ترجمة مؤلفات قليلة، إنما عن كميات ثابتة وهامة

يشهد العالَم العربي تغييرا، وتتغير معه السياسة الداخلية أيضًا. إن ظاهرة كتب الأدب العربي المترجمة إلى اللغة العبريّة والمصادق عليها، تشكل تعبيرا عن الصراع من أجل الحرية والتغيير في جدول الأعمال العام العربي، الذي يتجسد في الأدب العربي الحديث.

هناك مصريان أحداهما رسام مؤهل والآخر أديب. وعملا وزيري الثقافة في مصر. الأول هو فارون الحسيني، الذي سُئل في عام 2008 عن وجود كتب بالعبرية في المكتبة الكبيرة في الإسكندرية، فأجاب: “في حال وجود كتب كهذه سأحرقها”.

أثار حسني غضبا لدى يهود العالم، وفي أعقاب هذه التصريحات لم يُعيّن في منصب الأمين العام في اليونسكو. بعد مرور 24 عاما من العمل استقال من منصبه. شهدت بلاده هزة. في عام 2016، سُئل وزير الثقافة الحالي، حلمي النمنم، عن رأيه حول ترجمة الأدب العبري إلى العربي. “علينا التعرّف إلى المجتمعات الأخرى وتوسيع معلوماتنا”، أجاب.

لم يؤثر موقفه الإيجابي في المترجمين المصريين فحسب. يبدو أنه كانت هناك إشارات من مسؤولين أعلى وأنه تلقى علامات مسبقة في السنوات التي سبقت تصريحاته. إنه يعرب عن توجه حذر من الانفتاح من جهة الأدباء أنفسهم. بعد سنوات طويلة من القيود السياسية أصبح الأدباء يسمحون لأنفسهم أكثر من الماضي بإعطاء ضوء أخضر لنشر مؤلفاتهم في إسرائيل. وفعلا، منذ اندلاع أحداث “الربيع العربي” هناك شعور واضح في البلاد يتعلق بترجمة الكتب الصادرة في دول عربيّة. لم يعد الحديث عن ترجمة مؤلفات قليلة بل عن ترجمة كميات ثابتة وهامة بشكل قانوني.

كتاب عزازيل بالعبرية للكاتب المصري يوسف زيدان
كتاب عزازيل بالعبرية للكاتب المصري يوسف زيدان

فيما عدا العاصفة الإعلامية التي أثارها الأديب علاء الأسواني في القاهرة، فإن إصدار نشرات عبرية لأشهر الروايات العربية نال رضا في دول المنشأ. وقد تقدم الكاتب المصري المشهور يوسف زيدان خطوة إلى الأمام في هذا وتباهى في ترجمة الرواية الرومانسية “عزازيل” إلى العبريّة في عام 2013، ورفع في صفحته على الفيس بوك صور الغلاف الإسرائيلي.

تتحدث الحقائق عن ذاتها. منذ عام 2012، تُرجمت من العربية إلى العبرية كتب لكتّاب من مصر، العراق، السعودية، لبنان، الجزائر، اليمن، وسوريا – صدر ما معدله نحو 20 رواية رومانسية، كتابا، وقصائد ووصلت إلى الأسواق. من بين روايات أخرى، تعرف الجمهور الإسرائيلي إلى رواية “بنات الرياض”، عزازيل”، “عمارة يعقوبيان”، “الحكاية السادسة (ملائكة مشردة)، “فرانكشتاين في بغداد” (دار النشر: كينريت زمورا بيتان)، “النمور في اليوم العاشر” للمؤلف زكريا تامر (دار النشر: راسلينج)، وروايات رومانسية للأديب اللبناني، الياس خوري، – “الوجوه البيضاء” (دار النشر: هكيبوتس همؤحد)، “رحلة غاندي الصغير” (دار النشر: حرجول)، و “مجمع الأسرار” (إصدار مكتوب – دار النشر: عولام حداش بتمويل معهد فان لير ومفعال هبايس).

وتُرجم إلى العبرية كتاب “تاكسي” للكاتب المصري خالد الخميسي (دار النشر: الكرمل)، “‏2084‏…..نهاية العالم” للروائي الجزائري بوعلام صنصال (دار النشر: كيتر) و “ميرسو تحقيق مضاد” للروائي الجزائري كمال داود (دار النشر: أحوزات بايت) وتُرجما من الفرنسيّة، وتُرجم أيضا كتاب “اليهودي الحلو” للكاتب اليمني علي مكري (دار النشر: برديس)، وقصائد “خبز وحشيش، وقمر” لنزار قباني (دار النشر: عولام حداش)، “فهرس لأعمال الريح” لأدونيس، “آخر الملائكة” للروائي فاضل العزاوي (دار النشر: كشيف لشيراه)، “لا أملك إلا الأحلام” – ديوان أيزدي (إصدار مكتوب – دار النشر: عولام حداش). هناك كتب أخرى في مراحل عمل مختلفة، وهناك كتب كثيرة عُرضت للترجمة ولكنها رُفضت كما هو متبع في هذا المجال. كلما يتعلق الأمر بدور النشر في إسرائيل، يلقى الأدب العربي ترحابا.‎ ‎

لقد تغير العالَم العربي وتغيرت السياسة الداخلية أيضًا. يأتي هذا التقدم تعبيرا مباشرا عن الصراع من أجل الحرية. فالكاتب العربي الذي كانت تُحظر عليه خلال عشرات السنوات إقامة أية علاقة مع “الصهاينة المحتلين” بدأ يشق طريقه رويدا رويدا ويتغلب على معارضة إسرائيل. قبل نحو عشرين حتى ثلاثين عاما، تمتعت مصر بالسيطرة التي لا يشق لها غبار في الثقافة العربية، وعندما تصدرت القاهرة المقاطعة ضد إسرائيل كان من الصعب على دول أخرى معارضتها.

في تلك الأيام كانت هناك دول عربية مستقرة إلى حد معيّن، وكانت غالبية الأنظمة موحّدة في آرائها ضد التواصل الثقافي مع إسرائيل. في ظل هذا الواقع، مَن سيجرؤ على السماح بترجمة كتابه إلى العبريّة؟ يجرؤ الشجعان أو اللاجئون فقط. في السنوات الماضية انضمت مجموعة ثالثة إلى هؤلاء: الأشخاص الذين يعتقدون أن بيع حقوقهم فيما يتعلق بمؤلفاتهم هو أمر طبيعي. منذ أن بدأوا بهذه الخطوة، لم تحدث كارثة. سعت دولهم إلى المكافحة من أجل الحفاظ على استقلالها وملاحقة العدو الفوري والخطير في الداخل، وأصبحت تشكل إسرائيل مشكلة ثانوية. في ظل الجو الليبرالي والصراع من أجل الحرية، تجرأ الكتّاب أكثر. لا يدور الحديث عن رد فعل إيجابي على اقتراحات إسرائيلية فحسب، بل على مبادرات من دول أخرى أيضا. تلقت دور نشر في إسرائيل، من بين طلبات أخرى، توجهات من السعودية، لبنان، والعراق.

يشكل التقارب من إسرائيل طبعا هدفا ثانويا في مجال دور النشر العربية. ففي الماضي، كتب الكتّاب المصريون مؤلفاتهم، وطبعوها في دور النشر اللبنانية، وقرأها العراقيون، هذا وفق تغريدة غردها متصفح عربي في تويتر مؤخرا. في يومنا هذا تعمل دول الخليج، لا سيّما الإمارات العربية المتحدة كل شيء. ففي العقد الأخير أصبحت تدير معارض مركزية للكتب وتموّل الحكومات جوائز أدبية هامة، مثل الجائزة العالمية للرواية العربية، الموازية لجائزة بوكر الأدبية. من المتوقع هذا العام أن تُفتتح في الشارقة مدينة دور النشر الخيالية، وفي نهاية حزيران أعلنت اليونسكو عن الإمارات أنها “عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019”.‎ ‎

ما هي المواضيع التي يتناولها الكتّاب العرب في عصرنا؟ وصف علاء الأسواني، مؤلف رواية “عمارة يعقوبيان” دولة تشكل الديمقراطية فيها شعارا فحسب، ومجتمعا يستند إلى الفساد، الانحطاط والخروج عن المألوف. في رواية “تاكسي: حواديث المشاوير” عرض الروائي خالد الخميسي محادثات أدارها مع سائقي تاكسي في القاهرة تحدثوا فيها عن ضائقهتم الاقتصادية، قلقهم حول تربية أطفالهم، والفساد في  الشرطة. كشفت رجاء الصانع في رواية “بنات الرياض” عن عالم النساء العصريات، اللواتي يحاولن الملاءمة بين الحب وتحقيق الذات وبين التقاليد الإسلامية. إن الأدب الاجتماعي والسياسي مزدهر حولنا، وتلقى المواضيع التي يتناولها – القهر الاجتماعي، الصراع الجندري، مظاهر الأصولية الإسلامية والمجال الوجودي الآخذ بالتلاشي – اهتماما لدى المواطن الإسرائيلي المتوسط.‎ ‎

أصبحت المشاكِل الداخلية التي تم كنسها في الماضي تحت السجاد وكانت تهدد شرعية أنظمة الحكم أو استقرارها، موضوعا ساخنا في الأدب العربي الحديث. المواضيع الشعبية التي تتناولها المؤلفات هي الفقر، القمع بشتى أنواعه، عدم شفافية أنظمة الحكم، والعنف الأسري. تشكل الرواية المصرية “عزازيل” التي تدور أحداثها في القرن الخامس ميلادي وتتحدث عن حياة راهب، رواية مثيرة للجدل ولاذعة ضد المؤسسة الكنائسية، ولكنها في الحقيقة تمثل استعارة للكفاح ضد الأصولية الإسلامية. تناول الأدب العربي هذه الأمور قبل عقدين أو ثلاثة، ولكنه لم يتناولها بذات الوتيرة والأهمية الحالية.‎

غلاف كتاب "فرانكشتاين في بغداد" بترجمته العبرية (النت)
غلاف كتاب “فرانكشتاين في بغداد” بترجمته العبرية (النت)

مثلا، تتناول المؤلفات الأدبية العربية في العراق الدولة التي تعرضت لصدمة، جروح الحرب الأهلية بشكل مكثّف. تشكل رواية “فرانكشتاين في بغداد” جزءا من هذه المواضيع، وتعرضها عبر الخيال العلمي مستخدمة عناصر رائعة. يمكن نجد أن في الكويت هناك تطرق إلى العلاقات بين المحليين ومهاجري العمل والعائلات المختلطة التي نشأت بناء على هذه العلاقات. تشكل رواية “ساق البامبو” للكاتب سعود السنعوسي مثالا على ذلك.

وتزدهر مؤلفات عالم الواقع المرير أيضًا وهذا ليس صدفة. يتيح الواقع المرير الذي يصف واقع بشري تسيطر فيه عناصر اجتماعية سلبية، انتقاد أنظمة الحكم بشكل مبطّن. تشكل رواية “الطابور” للناشطة من أجل حقوق الإنسان، بسمة عبد العزيز، جزءا من هذا النوع من المؤلفات. تتحدث الرواية الغنية بالمديح عن مواطني دولة “مجهولة” متعلقين بشكل تام بالأعمال الخيرية لسلطة مركزية طاغية وصلت إلى الحكم بعد ثورة جماهيرية فاشلة، تُدعى “الأحداث المشينة”.‎ ‎

هناك نوع آخر من الأدب يعبّر عن صوت النساء ويتناول مكانتهن وحريتهن أو عدم وجودهما. تشكل “بنات الرياض” من السعودية مثالا بارزا على ذلك، وهناك كاتبات شابات أخريات في هذه الدولة، مثل هناء حجازي التي كتبت “امرأتان” وأخريات من العراق ومصر. هناك مجال ثانوي آخر غير مُسيّطر ولكن ملحوظ دون شك وهو التطرق إلى اليهود. يظهر هذا الاهتمام بشكل خاص في كتاب “اليهودي الحلو” للروائي اليمني علي المكري، في كتاب “فرانكشتاين في بغداد” إذ تحدث حبكة الرواية في الحي اليهودي البتاويين ويظهر هذا الاهتمام في رواية “اليهودي الأخير في تمنطيط” للروائي الجزائري أمين الزاوي (كُتبت بالفرنسية) وفي كتب يوسف زيدان وكتّاب مصريين آخرين. يعبّر التطرق إلى اليهودية في مصر والعراق عن التوق إلى أيام من نوع آخر، أيام شهدت استقرارا، ازدهارا، فنا، وتعدد الحضارات.‎ ‎

إن الفائدة الأدبية هذه هي ثنائية الاتجاهين. إذ يهتم القارئ الإسرائيلي أكثر من ذات مرة بالأدب العربي، وأصبح بيع الرواية الرومانسية أعلى من المتوقع. شهدت “عمارة يعقوبيان” بيعا كثيرا في جزء من عام 2016، ويعزز هذا النجاح الكتب القادمة. بدأت تسطع براعم هذا التقدم في نهاية عام 2011. كان من الأسهل على الإسرائيليين التماهي مع الاحتجاج في الدول الجارة، إذ أن “الربيع العربي” أكد أهمية القيم الاجتماعية أكثر من مواضيع سياسية تعمل على انقسام الجمهور في إسرائيل وتهدده.

ظهرت في تلك الأيام احتجاجات اجتماعيّة، رفعت الوعي حول الفجوات الاجتماعية، ومعاملة الشعب – أنظمة الحكم مع ضائقة الفرد، وتبرز هذه الأفكار في الأدب العربي المعاصر. تتطرق هذه المؤلفات إلى الرومانسية السياسية وتصف الجمهور الذي سعى إلى إسقاط نظام الترهيب وشجع الثورة ضده. هكذا في وسع الإسرائيليين التهرّب من مركزية المشكلة الفلسطينية فيما يتعلق بعلاقة إسرائيل – الدول العربية والكتب التي تتناول هذا النزاع، الذي ما زال من الصعب عليه استيعابها.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي.

اقرأوا المزيد: 1389 كلمة
عرض أقل
وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف تحضر احتفال "ميمونا" تقليدي (facebook/Miri Regev)
وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف تحضر احتفال "ميمونا" تقليدي (facebook/Miri Regev)

مضاعفة ميزانية الثقافة العربية في إسرائيل في العامين الماضيين

وزيرة الثقافة التي أثارت فوضى عندما عارضت عرض قصائد محمود دوريش على المسارح الإسرائيلية، نجحت بشكل خاص في زيادة ميزانية الثقافة العربية في دولة إسرائيل مقارنة بمن سبقها

لم تتخطَ وزيرة اثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، أية فرصة لإثارة غضب الكثير من الجهات التي تُعنى بالفن في إسرائيل. فهي لم تتردد في ذكر أقوال أثارت عاصفة مثل: “شِعر عربى أهلًا وسهلا، أما درويش فلا!”، وقالت أيضا: “لن نسمح للمؤسسات الثقافية بتعزيز الإرهابيين الذين أيديهم ملطخة بالدماء”، وكذلك، “علينا العمل وفق القانون لئلا يحاولوا العمل ضد إسرائيل”. كذلك، لا ننسى ظهورها المغطى إعلاميا في مهرجان “كان” الأخير وهي ترتدي فستانا تظهر عليه رسمتي القدس والمسجد الأقصى.

ولكن عند إلقاء نظرة على معطيات وزارة الثقافة بإشرافها، تظهر صورة مختلفة عن الصورة الهجومية للوزيرة ريغيف. ففي عام 2014، قبل أن بدأت ريغيف بشغل منصبها، خصصت وزارة الثقافة الإسرائيلية ميزانية للثقافة العربية بما معدله نحو ثلاثة ملايين دولار. بالمقابل، بعد سنة من ذلك، بعد أن بدأت ريغيف بشغل منصبها، ازدادت الميزانية ووصلت إلى 5.8 ملايين دولار، أي زيادة نسبتها %180. وفي عام 2016، كانت ميزانية الثقافة العربية شبيهة.

مسرح السرايا في يافا - صورة توضيحية (Miriam Alster/Flash90)
مسرح السرايا في يافا – صورة توضيحية (Miriam Alster/Flash90)

بالإضافة إلى ذلك، تمت زيادة ميزانية الثقافة الدرزية في السنة الأولى عندما بدأت ريغيف بشغل منصبها بنسبة %115، بحيث كانت 900 ألف دولار ووصلت إلى أكثر من مليون دولار.

فحص طاقم هيئة تحرير “المصدر” قائمة الجهات والمنظمات التي حظيت على ميزاينات أثناء ولاية ريغيف. مثلا، ازدادت ميزانية جمعية “بيات” الموسيقى والغناء العربي بنسبة %300. ازدادت ميزانية جمعية “يارا” للفولكلور والفن الدرزي بنسبة %327. حصلت فرقة الأمل للرقص في الناصرة، في عام 2015 على 96 ألف دولار، مقارنة بمبلغ 40 ألف دولار فقط وذلك قبل عام من أن أصبحت الوزيرة تشغل منصبا. لقد تضاعفت ميزانية المراكز الثقافية المحلية العربية في أنحاء إسرائيل بضعفين أو ثلاثة بعد أن بدأت ريغيف تشغل منصب وزيرة الثقافة.

من المتوقع أن يستمر التغيير الإيجابي في سياسة تخصيص الميزانيات الحكومية للثقافة العربية. في عام 2017، ستكون الميزانية الأساسية لدعم الثقافة العربية ما معدله 8 ملايين دولار، دون الأخذ بعين الاعتبار إضافات الميزانية التي قد تزداد أكثر فأكثر، وفي عام 2018، ستصل الميزانية الأولية فقط إلى ما معدله نحو 9.6 ملايين دولار.

اقرأوا المزيد: 303 كلمة
عرض أقل
حامد سينو (فيس بوك مشروع ليلى)
حامد سينو (فيس بوك مشروع ليلى)

الأردن يلغي حفل “مشروع ليلي” للمرة الثانية على التوالي

قرر وزير الداخلية الأردني بناء على ضغط جهات محافظة، وبخطوة مثيرة للانتقادات، إلغاء عرض الفرقة العربية الأكثر نجاحا في وقتنا هذا، والسبب على ما يبدو هو الميول الجنسية لعضو الفرقة

نُشر أمس في وسائل الإعلام الأردنية أن وزير الداخلية الأردني، غالب الزعبي، ينوي إلغاء عرض فرقة “مشروع ليلى” اللبنانية في عمان، الذي من المتوقع أن يُعرض بعد مرور أسبوعين. تذكر مشجعو الفرقة فورا أنه في السنة الماضية كان من المخطط إقامة عرض كبير لمشروع ليلى في عمّان، وقد ألغيَ أيضا بسبب ممارسة ضغط جهات محافظة وذلك قبل بضعة أيام من موعد عرضه.

يشكل الجدل الخاص حول العرض جدلا أوسع ومبدئيا أكثر. فيدعي معارضو العرض أنه يدفع قدما محتويات تضر بشعور الجمهور وتتعارض مع العادات والتقاليد. تأتي معارضة المحافظين بناء على الشائعات التي تتحدث عن هوية أحد أعضائها الجنسية. فعضو الفرقة الموسيقية، حامد سنو، مثلي لا يخفي ميوله الجنسية.

صورة نشرها محبو فرقة "مشروع ليلى" ردًا على خبر إلغاء عرضها الموسيقي في عمان (facebook)
صورة نشرها محبو فرقة “مشروع ليلى” ردًا على خبر إلغاء عرضها الموسيقي في عمان (facebook)

تعتبر أغاني الفرقة ثورية في أوساط الشبان لأنها تتطرق إلى مواضيع مثل الجنسانية، المشاعر، الانتحار، الجندر، وتنتقد المجتمع العربي. يأتي نجاح أعضاء فرقة مشروع ليلي غير المسبوق بسبب مستوى الموسيقى العالي جدا، النصوص اللاذعة، والتطرق إلى الفجوات بين الأجيال في المجتمَع العربي.

في نهاية المطاف، الجدال الأساسي هو السؤال – هل سيتنازل الأردن عن الظاهرة الاجتماعية الأكثر رواجا في العالم العربي في وقتنا هذا لأن البعض يعتقد أن كون الإنسان مثلي يعتبر شذوذا؟ أوضح جزء من مؤيدي الفرقة أن دعم مشروع ليلى لا يشكل دعم المثلييين، بل دعما لحرية التعبير. وأوضح جزء آخر أنه لا يهمه الميول الجنسية لأعضاء الفرقة. أعربت وزيرة السياحة الأردنيّة، لينا عناب، عن دعمها لإقامة العرض الموسيقي. ظل أمامنا الآن أن ننتظر بصبر لمعرفة مَن سيحسم الأمور هذه المرة.

اقرأوا المزيد: 227 كلمة
عرض أقل
المطربة شافيطة (فيسبوك)
المطربة شافيطة (فيسبوك)

أسطورة عربية من أصل إسرائيلي

المطربة الكبيرة العربية شفيتا، التي تطلق أغان مقلدة للأغاني الغربية هي إسرائيلية شابة من أصل أوروبي | بين ردود فعل من الإطراء وبين تهم التملك الثقافي، تحتل الشبكة وتصبح نجمة استثنائية في المشهد الإسرائيلي

قبل 3 سنوات تقريبا، لم يسمع أي شخص في إسرائيل عن شفيتا. ولكنها أصبحت نجمة في النت بعد إطلاق كليب لأغنية “كارما بوليس” لفرقة الروك البريطانيّة “راديوهيد” على أنغام وبصمات اللحن العربي الثقيل. في غضون بضعة أيام حظي الكليب على أكثر من مائة ألف مشاهدة في اليوتيوب وآلاف المشاركات في الفيس بوك. كانت ردود الفعل إزائه متباينة بين متحمسين من الفخر العربي الذي يعرضه وبين غاضبين بسبب “تدمير الأغنية”. ولكن سواء كانت ردود الفعل إيجابية أو سلبية، كان من الصعب أن نبقى لا مبالين إزاء الكليب.

فمنذ أن حقق الكليب أكثر من 1.6 مليون مشاهدة، أصبحت شفيتا نجمة ساطعة. نشرت المزيد من الأغاني المقلدة للأغاني الغربية، ومن بينها “ليثيوم” لفرقة نيرفانا، والتي سطع نجمها، وكذلك “you oughta know” للمغنية ألانيس نادين موريسيت، والتي شاركت الكليب أيضا وأثنت على الإنجاز الموسيقي.

تطلق شفيتا كافة الأغاني وفق الشخصية التي رسمتها لنفسها – مطربة عربية تتحدث الإنجليزية بلكنة ثقيلة، تضع الكثير من المكياج، هاوية ملابس براقة والكثير من مجوهرات الذهب، تضع نظارات بارزة، وتمسك عصا للمشي بتصميم مميز. فهي تحب الملذات، استهلاك الكحول وتدخين النرجيلة، ومنفتحة جدا.

ولكن تؤدي ذلك الدور شابة إسرائيلية من أصل أوروبي تدعى روتيم شافي. لقد ابتكرت شخصية شفيتا صدفة، عندما كانت تتعلم في إحدى مدارس الموسيقى المشهورة في إسرائيل، بينما كانت تغني مع أصدقائها أغنية “كارما بوليس”، بأسلوب شرقيّ من أجل المتعة. منذ نجاح الكليب الذي يدور الحديث عنه، بدأت شافي تؤدي دور شخصية شفيتا، أكثر فأكثر، وبنت قصة حياتها حول هذه الشخصية.

المطربة "شفيتا" (صورة من فيسبوك)
المطربة “شفيتا” (صورة من فيسبوك)
المطربة "شفيتا"
المطربة “شفيتا”

ولدت قصة شفيتا، على ما يبدو، في قرية غنية في الخليج العربي، بالقرب من دبي. ترعرعرت فيها حتى سن 4 سنوات، ومن ثم طُردت ووصلت إلى إسرائيل، فأحبتها وقررت البقاء فيها، وطورت سيرة مهنية موسيقية منذ سن صغيرة. شخصية شفيتا منفتحة، مفعمة بالثقة، ومبالغة بشكل أساسيّ. يتجسد ذلك بدءا من الملابس البراقة التي ترتديها وحتى اللهجة العربية المبالغ فيها. فهي تستخدم حرف “غ” في كل مقطع تقريبا، وتظهر لديها صعوبة في لفظ الحرف “ر”.

ولكن رغم كونها شخصية فكاهية ومحبوبة، فهي تثير الكثير من الانتقادات. فإذا لاقت أغنية “كارما بوليس” تأييدا وحماسا في البداية، فمع مرور الوقت بدأ يبدو أن شفيتا تكرر أغانيها المقلدة، ولذلك باتت تفقد من سحرها وتثير الإرهاق في النفوس، لأن الحديث يدور عن تقيلد أغان شبيه. في حين كان الإنجاز للأغنية الأولى جديا ومثيرا للاهتمام، فإن النسخ التي أطلقتها شفيتا لاحقا أصبحت فكاهية أكثر فأكثر، وأقل حداثة.

الانتقاد الأساسي موجه نحو شفيتا من الأشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على الثقافة العربية. فرغم أنها تمنح مكانة هامة للموسيقى العربية والشرقية، وتخلق مزيجا مثيرا للاهتمام بين الغرب والشرق، يعتقد الكثيرون أن الموسيقى الخاصة بها “مهينة” وتسخر من الثقافة العربية أكثر مما تحترمها.

ويتهمها آخرون “بالتملك الثقافي”، وهو مصطلح ما قبل الحداثة ينتقد استخدام الغربيون، لا سيّما استخدام الخصائص الثقافية الأجنبية، من دون الانتماء إلى الحضارة ذاتها، ومن دون تعلمها، وإضافة معنى وفحوى إليها، بل بهدف المكسب الشخصي فقط. حقيقة أن روتيم شافي ليست من أصول شرقية تزعج الكثير من منتقديها، الذين يدعون أنها تتبع محاكاة ساخرة للموسيقى العربية، ولا تبدع عملا جيدا تحديدًا. هناك أيضا من يتهمها لأنها لم تنجح في الاشتهار كمطربة “عادية” فقررت أن “تركب موجة” على ذات الشخصية المثيرة والمضحكة بشكل مبالغ.

المطربة "شفيتا" (صورة من فيسبوك)
المطربة “شفيتا” (صورة من فيسبوك)

توضح شافي حازمة أنها تقوم بعملها الموسيقي احتراما وتقديرا للموسيقى العربية، ولكن منذ سنوات لا يمكن سماع رأيها حول الموضوع، لأنها ترفض ببساطة إجراء مقابلات معها حول شخصية شفيتا. مؤخرا بعد أن دخلت شافي عالم الموسيقى المركزي في إسرائيل باتت تظهر كثيرا في برامج استضافة، ويسطع نجمها في إعلانات للحمص الناجح في إسرائيل، إذ تظهر دائما بشخصية شفيتا، باللهجة الإنجليزية بشكل أساسيّ، ومن دون الكشف عن الشابة الحقيقية.

اقرأوا المزيد: 562 كلمة
عرض أقل
الأحرف العربية (Istock)
الأحرف العربية (Istock)

كلمات عربية لم يخطر على بالكم أنها عبرية

هل ثمة فضلٌ للعبرية على العربية؟ وهل أسهمت هذه اللغة في إثراء مرادفات ومصطلحات لغة القرآن؟ الجواب هو نعم، لا سيما أن اللغتين لغات سامية

18 مارس 2017 | 07:37

العلاقات السياسية بين إسرائيل والدول العربية لم تترك بقعة سالمة. فقد طغت العداوة بين العرب واليهود على مجالات الأدب والثقافة واللغة، ولم تعد القرابة التاريخية بين هذين الشعبين الذين نشآ في نفس البقعة الجغرافية، تهم الشعوب المتخاصمة. ومن الظواهر البارزة التي تدل على المشترك بين الشعبين، اللغة، فهذه بقيت، رغم تقلبات الدهر، شاهدة على التبادل الثقافي بين العربية والعبرية.

إذ يؤكد علماء اللغة العربية، والباحثون المعاصرون، أن الدخيل العبري في اللغة العربية ليس جديدا، فقد دخلت ألفاظ عديدة من العبرية وغيرها إلى اللغة العربية والكلاسيكية في العصور القديمة. وهو أمر مسلم به أن اقتراض الألفاظ من لغة ثانية يساهم في إثراء اللغة، وهذا ما فعله العرب، حيث اقترضوا ألفاظا من الآرامية، والفارسية، واللاتينية، والعبرية وغيرها من الألسن.

وتشير كتب اللغة الموثوقة والمقالات الأكاديمية المختصة إلى مرادفات عربية شائعة اليوم يعود أصلها إلى اللغة العبرية. نذكر فيما يلي كلمات عبرية شائعة في المؤلفات العربية، ظهرت في دراسة للباحث الدكتور عبد الرحمن مرعي، بعنوان “الدخيل العبريّ في اللسان الفلسطينيّ: أسبابه وأبعاده”:

تابوت- في الأصل “تيفا” وهو صندوق من الخشب

تابوت- في الأصل "تيفا" وهو صندوق من الخشب (Thinkstock)
تابوت- في الأصل “تيفا” وهو صندوق من الخشب (Thinkstock)

تلميذ- معناه متعلم وهو مشتق من “لمد” أي علم ومنه التلمود

حرش- في الأصل “حرشا” أي غابة وأجم

حرش- في الأصل "حرشا" أي غابة وأجم (Thinkstock)
حرش- في الأصل “حرشا” أي غابة وأجم (Thinkstock)

دلو- أصل الكلمة “دلي” وهو اسم بمعنى مدلاه مشتق من دلا يدلو العربي

دمية- أصل الكلمة “دموت” أي مشابه، صورة

دمية- أصل الكلمة "دموت" أي مشابه، صورة
دمية- أصل الكلمة “دموت” أي مشابه، صورة

رسن- تماما مثل الكلمة العبرية “رسن” أي الحبل

شيطان- أصل الكلمة “سطان” أي الخصم والعدو

عود- أصل الكلمة “عود” آلة الطرب المعروفة

شيطان- أصل الكلمة "سطان" أي الخصم والعدو (Thinkstock)
شيطان- أصل الكلمة “سطان” أي الخصم والعدو (Thinkstock)

عيسى- مأخوذة من الكلمة العبرية “يشوع” الرب المخلص

فخ- أصل الكلمة “باح” وتعني مصيدة

فولاذ- في الأصل “بلاداه” أي الحديد الصلب

قدوم- في الأصل “قردوم” أداة الحفر

كاهن- في الأصل “كوهين” خادم الأب

فخ- أصل الكلمة "باح" وتعني مصيدة (Thinkstock)
فخ- أصل الكلمة “باح” وتعني مصيدة (Thinkstock)

ملاك- في الأصل “ملاخ” أحد الأرواح السماوية

هيكل – في الأصل “هيخال” بيت كبير وقصر الملك

يذكر أن البحث اللغوي الخاص بالتبادل اللغوي بين اللغة العربية والعبرية يعد رائدا في إسرائيل. ففيها يقطن شعبان، كل له لسانه الخاص، وبحكم الحياة المشتركة أثرت لغة الأول بالآخر. وتزخر مكتبات الجامعات الإسرائيلية برسائل المجاستير والدكتوارة التي تعالج هذه الظاهرة اللغوية المميزة.

المصدر: “الدخيل العبريّ في اللسان الفلسطينيّ: أسبابه وأبعاده”

اقرأوا المزيد: 307 كلمة
عرض أقل
مغني الراب الفلسطيني تامر نفار ووزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف
مغني الراب الفلسطيني تامر نفار ووزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف

وزيرة الثقافة الإسرائيلية ضدّ مغني الراب الفلسطيني نفار

الحرب بين وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف ومغني الراب العربي، تامر نفار تزداد حدة وذلك بعد أن قررت ريغيف التأثير وإلغاء حفل تامر القريب في حيفا

تدرس بلدية حيفا إلغاء حفل مغني الراب المتوقع أن يقام في المدينة وذلك في أعقاب دعوة وزيرة الثقافة، ميري ريغيف، رئيس البلدية، يونا ياهف، إلى التفكير مجددا في إقامة الحفل.

في أعقاب توجه ريغيف أعلنت البلدية أنّها قصّرت مدة حفل نفار وأنه ربما لن يقام مطلقا. بعد إعلان البلدية نشر نفار منشورا في فيس بوك وكتب فيه أنّه غير مستعد لإلغاء حفله.

“يؤسفني أنّ مهرجانا مثل مهرجان السينما في حيفا، الذي أصبح رمزا للجودة وتقارب الشعوب والبلدان يختار إعطاء منصّة لفنان مثل تامر نفار، الذي يختار في كل فرصة ومن فوق كل منصة ممكنة الخروج ضد فكرة دولة إسرائيل ووجودها كدولة للشعب اليهودي”، هكذا كتبت ريغيف في الرسالة التي وجهتها إلى رئيس بلدية حيفا.

https://www.facebook.com/channel10news/videos/10154517327733794/

وفي رده في الفيس بوك كتب نفار: “إقامة حفلي في حيفا يوم الثلاثاء… أسمع فجأة عبر وسائل الإعلام أنّ بلدية حيفا أعلنت أنّني، على ما يبدو، سألغي حفلي. أفهم أن البلدية تتعرض إلى ضغوط وزيرة الثقافة وفرقة العنصريين التابعة لها، وتأمل بأن ألغي الحفل، ولكن لن أسمح لهم بإسكاتي وأنتظر لقاءهم جميعا يوم الثلاثاء في حيفا”.

لقد بدأ الاحتجاج ضدّ إقامة حفل نفار منذ أكثر من أسبوع، عندما أعلن نشطاء من الليكود (حزب رئيس الحكومة نتنياهو) في المدينة عبر الفيس بوك أنّه إذا أقام نفار الحفل فهم ينوون “تفجيره”.

وفي الشهر الماضي غادرت ريغيف مراسم جوائز “الأوسكار الإسرائيلي” بعد أن قدّم نفار وفنان إسرائيلي عرضا تضمن مقطعا قصيرا من أغنية محمود درويش “سجل، أنا عربي”. فقد غادرت ريغيف القاعة احتجاجا على العرض، وبعد بضع دقائق عادت وصعدت على المنصة لتمنح جائزة الفيلم الأفضل. أثار خطابها اضطرابا في القاعة، وغادر بعض الحاضرين المكان.

https://www.facebook.com/aula.zamel/videos/10153788421436363/

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل