التقنية العالية

هاي تيك - صورة توضيحية (AFP / ED JONES)
هاي تيك - صورة توضيحية (AFP / ED JONES)

بحث: ما هي المهن الأنجع حاليا

المهن الأفضل للانخراط سريعا في سوق العمل هي ليست المهن التي فكرتم فيها

01 أكتوبر 2017 | 13:37

يبدو أن في يومنا هذا اختيار المهنة يشكل مراهنة. فمن جهة، اختفى الكثير من المهن في العالم أو أنه لم يعد من المجدي ممارستها في السنوات الأخيرة في ظل تقدم التكنولوجيا. ومن جهة أخرى، ليس واضحا بعد ما إذا كان اختيار المهن المتطورة يؤدي إلى سيرة عمل ناجحة ومتطورة أو أن هذه المهن ستتغير سريعا كما حدث للمهن الأخرى.

فحص باحثون من شركة ‏Kiplinger and economic forecasting group EMSI‏ الأمريكية 786 مهنة هي الأكثر شعبية في أمريكا، وحاولوا أن يتوقعوا ما هي المهن من بينها التي ستزدهر أكثر في العقد القادم، وما هو معدل الأجر المتوقع، وكم سنة تعليمية وجهدا يتطلب كل منها.

فحص الباحثون أيضا ما هي المهن الأقل نجاعة، التي قد تختفي في السنوات القادمة، وقد يتعرّض مَن يمارسها لديون أكثر من الربح.

لمزيد الدهشة، فإن المهن الشعبية مثل المهندس، الطبيب أو المحامي لم تُصنّف في قائمة المهن العشر الأكثر نجاعة في العقد القريب. السبب هو أن ممارسة هذه المهن تتطلب تعليما مستمرا وباهظا مما يصعّب الالتحاق بها.

وفق نتائج البحث، تحتل قائمة المهن العشر الأكثر نجاعة مهنة تطوير التطبيقات، تحليل البيانات، والتمريض. بالمقابل، يتضح من البحث أن المهن الأسوأ هي مهنة إجراء البحوث، تشغيل آلات النسيج، معالجة الصور، وتصنيع الأثاث.

ويتضح أيضا من البحث أن المهن الموصى بممارستها هي العلاج الوظيفي، إدارة الخدمات الصحيّة، مساعدة الأطباء، مساعدة أطباء الأسنان، تحليل  أبحاث السوق، استشارة مالية، وعلاج بالاتصال.

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
مُبرمِجون ومُحترِفو سايبر في ثكنة في رمات جان (IDF)
مُبرمِجون ومُحترِفو سايبر في ثكنة في رمات جان (IDF)

آيباد لكلّ مُقاتِل إسرائيلي

للجيش الإسرائيلي "وادي سيليكون" خاصّ به هدفه استخدام الوسائل التكنولوجية الأكثر تقدُّمًا لمنح المُقاتِلين الإسرائيليين أفضلية في ساحة المعركة

مرّ على تأسيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجيش الإسرائيلي نحو عشر سنوات. وكان القِسم أُنشئ نتيجة الإدراك أنّ التكنولوجيا تتقدّم بسُرعة، وأنّ على الجيش أن يتصدّر المساعي في كلّ تقدّم تكنولوجيّ حديث.

نقوم بزيارة إلى المقرّ الرئيسي للقسم، في مدينة رمات جان المجاورة لتل أبيب. إنها الظهيرة، والجوّ في المكان هادئ. لا تُشبه المكاتبُ المتواضعة هنا بأيّ شكل من الأشكال المكاتبَ الفاخرة لعمالقة التكنولوجيا كفيس بوك وجوجل. في الحُجرات الصغيرة يجلس عباقرة كمبيوتر، كان بإمكانهم أن يجنوا ثلاثة أو أربعة أضعاف ما يجنونه هنا في السوق الحرّة (وبعضهم يغادرون فعلًا لصالح شركات عملاقة أو شركات ناشئة – ستارت أب). يُفترَض أن يلبي هؤلاء الشبّان، في اللحظة الحاسمة، الحاجات التكنولوجية للجيش.

صورة حصريّة لموقع "المصدر": هكذا يبدو آيباد المُقاتِل في الجيش الإسرائيلي
صورة حصريّة لموقع “المصدر”: هكذا يبدو آيباد المُقاتِل في الجيش الإسرائيلي

يوضح الناطق بلسان القسم، الرائد أورون مينحا، كيف قرّر الجيش الإسرائيلي تبني الحداثة التكنولوجية التي تميّز إسرائيل، والتحوّل إلى عنصر رائد في تطويرها.

“كانت حملة الجرف الصامد (حرب غزة 2014) نقطة تحوّل. كانت هذه أوّل حرب عبر الشبكة. فقد كانت المرّة الأولى التي ينجح فيها سلاح الجوّ، سلاح البحريّة، سلاح البرّ، والاستخبارات، في إيصال معلومات في اللحظة الحاسمة وفي التأثير على المعركة”.

“مثلًا إذا كنتُ قائد لواء مظليين موجودًا في وسط غزّة، يكون لديّ الكثير من الحواسيب اللوحية؛ فأرى صورة المعركة”

يُضيف مينحا: “مثلًا إذا كنتُ قائد لواء مظليين موجودًا في وسط غزّة، يكون لديّ الكثير من الحواسيب اللوحية؛ فأرى صورة المعركة: أرى خريطة القطاع، أرى النشاط من حولي، جوًّا أو بحرًا، تراني قيادتي، وأحصل على معلومات مباشرةً”. يروي مينحا قصة حدثت فعلًا: “وصلت قوّة من المظليّين إلى بيت في غزّة لتنفيذ اعتقال، وحصلت على معلومات استخباريّة نتيجة لتحقيق انتهى قبل 10 دقائق تُفيد بأنّ البيت مُفخَّخ”.

يُضيف قائلًا: “لم يكن الوضع كذلك في حرب لبنان الثانية. فكانت المعلومات تُنقَل إلى ضبّاط الاستخبارات، ويمرّ بعض الوقت حتّى تصل إلى القائد الميدانيّ. أمّا اليوم فيحصل القائد الميدانيّ على كلّ المعلومات التي تهمّه دون أن يُضطر إلى طلبها أو إلى طرح أسئلة”.

حين سألْنا كيف تتعامل هيئة مثل الجيش مع الفرص الهائلة التي تُعرَض على هؤلاء العباقرة في السوق، يفتخر المتحدّث بأنّ الذين أنهوا خدمتهم في القسم حقّقوا طموحاتهم المهنيّة بمبلغ 2.5 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الأخيرة وحدها. “يُساهِم الجيش في تطوير اقتصاد الدولة، والعكس صحيح. فهدفنا هو تعريض أنفسنا لبحر المعلومات والقدرات المتوفّر في العالم الخارجي، لنرى ما يمكننا أخذه إلينا”.

لكنّ هذا ليس التحدي الوحيد الذي يواجه القِسم. فإسرائيل، وجيشها أيضًا، مُعرَّضان لهجمات سايبر على البنى التحتيّة، سواء من قراصنة منفردين أو مِن دُوَل (لا سيّما إيران). فهناك من حاول التأثير في الرأي العام، كما لدى اختراق موقع الناطق بلسان الجيش ووضع رسائل مؤيدة لفلسطين، فيما حاول آخَرون تشويش منظومات عسكريّة وحيويّة، مثل منظومات صواريخ متطوّرة، أو حتّى بنى الكهرباء.

 

هجمة سايبر على مواقع إسرائيلية (Rahim Khatib / Flash90)
هجمة سايبر على مواقع إسرائيلية (Rahim Khatib / Flash90)

متجر التطبيقات

“لكلّ مقاتل اليوم حاسوب لوحيّ مُشفَّر. كانت مرّة تلة من الرمال، أمّا اليوم فشاشة تعمل باللمس حتّى شاشات 80 بوصة”

يشرح روتم باشي، المُبرمِج الرئيسي للقِسم، كيف يعمل ذلك. فهو يوضح أنّ للجيش الإسرائيلي إصداره الخاصّ من APP STORE‏، متجر التطبيقات الذي نعرفه جميعنا في الآيفون. اسم المتجر OP  STORE، من كلمة OPERATIONS، وهو يزوّد كلّ جنديّ أو ضابط باستجابة لحاجاته الخاصّة، وفق مستوى التصنيف الأمني الذي لديه. “نريد الامتناع عن (إغراق) المُقاتلين بالمعلومات، خصوصًا في لحظة الحدث، لذا يهمّنا أن يحصل كلّ شخص على الأمور الأكثر أهمية له”.

“لكلّ مقاتل اليوم حاسوب لوحيّ مُشفَّر. كانت مرّة تلة من الرمال، أمّا اليوم فشاشة تعمل باللمس حتّى شاشات 80 بوصة”

جوجل جلاس” – الإصدار العسكريّ

يكشف الرجُلان أنّ أحد المشاريع هو دمج نظّارات الواقع المُعزَّز (مثل جوجل جلاس) في ساحة المعركة. “كيف يُساعِد ذلك؟ مثلًا، إذا كنتُ في ساحة المعركة ورأيتُ شيئًا، لا يمكنني أن أنزل رأسي إلى (التابلت) لأرى معلومة إضافية أو لأتصل بقائد الكتيبة. يجري كلّ شيء عبر النظّارات. ثمة إمكانية أن يكون هذا هو الواقع في الحرب القادمة”.

نُهاجِم منظوماتِنا

يكشف أورون أنّ الجيش لا يُخاطِر، وللاستعداد لهجوم سايبر يتدرّبون بشكل واقعيّ تمامًا، بما في ذلك عبر مهاجمة المنظومات الإسرائيلية نفسها بفيروسات ومحاولة تدميرها، من أجل التدرُّب وفهم نقاط الضعف التكنولوجية. فضلًا عن ذلك، يُضيف: “علينا تدريب المُقاتِلين على العمل دون حاسوب أيضًا: تحديد المواقع دون GPS على سبيل المثال”.

اقرأوا المزيد: 630 كلمة
عرض أقل
شباب إيرانيون في مدينة قم تحت صور روح الله الخميني وعلي خامنئي  (BEHROUZ MEHRI / AFP)
شباب إيرانيون في مدينة قم تحت صور روح الله الخميني وعلي خامنئي (BEHROUZ MEHRI / AFP)

التطوّرات في حرب السايبر الإيرانية 2013 – 2014

يُلزِم التطوّر السريع في قدرة حرب السايبر لإيران ووكلائها وحلفائها إسرائيل، ودولًا غربيّة أخرى، بالعمل بجدّ ومنهجيّة للحفاظ على التفوّق النوعيّ والعملياتي في مجال السايبر

مطلع عام 2013، وصف مصدر مسؤول في شركة أمان السايبر، CrowdStrike، إيران كدولة من الدرجة الثالثة (Third Tier) قياسًا بقدراتها على العمل في حيّز السايبر، وقدّر أنّ قدراتها أقلّ بشكل ملحوظ من قدرات الدول المتفوّقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، بريطانيا، والصين.

بدت إيران كمَن يمكنه إزعاج منظومات حماية المعلومات الغربية، لكنها تفتقر إلى المعرفة والوسائل لتنفيذ هجمات سايبر استراتيجية. تصدّعت إلى حدّ كبير افتراضات كهذه عام 2013 حين تقدّمت إيران لتصبح واحدة من اللاعبين الناشطين في ميدان السايبر الدولي. ويمكن نسب هذا التقدّم إلى الدمج بين إطلاق الرسن إلى حدّ ما من جانب صانعي القرار الإيرانيين في كلّ ما له صلة بالنشاط الهجومي في حيّز السايبر، وبين التقدّم خطوةً في جودة منظومة حرب السايبر الإيرانية، التي فاجأت خبراء غربيين في مدى عملها، براعتها المهنية، واختيار أهدافها الطموحة.

الرئيس الإيراني حسن روحاني (ATTA KENARE / AFP)
الرئيس الإيراني حسن روحاني (ATTA KENARE / AFP)

النظرة الدفاعية – الانقطاع عن العالم

تعلمّت إيران من الخبرة التي اكتسبتها في أحداثٍ مثل هجوم Stuxnet والاضطرابات التي رافقت انتخابات 2009 أهميّة امتلاك منظومة حماية سايبر فعّالة والتحكمّ الناجع بحيّز الإنترنت. لذلك، تعمل إيران على ثلاثة محاور مركزيّة، تبني معًا منظومة سايبر دفاعيّة متعدّدة الأبعاد:

(1) خلق غطاء حماية ضد هجمات السايبر على البنى التحتية الحيويّة والمعلومات الحسّاسة؛

(2) إبطال مفعول نشاط السايبر لعناصر المعارضة ومقاوِمي النظام؛

(3) إبعاد المحتويات والأفكار الغربية عن الحيّز الافتراضي داخل البلاد، إذ يمكن أن تساهم تلك الأفكار في تطوّر “ثورة ناعمة” تمسّ باستقرار النظام.

في المحاور الثلاثة جميعِها، اجتازت منظومة حماية السايبر الإيرانية تحسّنًا هامًّا خلال عام 2013. ونجم التحسّن بشكل أساسيّ عن نضوج تقنيّات ومنظومات تنظيميّة. أوّلًا، أطلقت إيران إلى الفضاء شبكة إنترا نت محلية ومعزولة، تتيح لها التحكّم الكامل بالمحتويات في مجال السايبر في الدولة.

ثانيًا، أنفقت إيران الكثير من المال في تطوير تقنيّات ووسائل حماية سايبر من إنتاج محليّ بهدف خفض تعلّقها بالمنتجات الأجنبية التي يمكن أن تشكّل “أحصنة طروادة”. كذلك، كثّف النظام الإيراني من الاضطهاد الجسديّ لمعارضي النظام الفاعلين في الإنترنت بشكل أساسيّ عبر الاستخدام العدوانيّ لشرطة السايبر.

فضلًا عن ذلك، أنشأت سلطات السايبر الإيرانية سلسلة تدريبات، مناورات، ورقابات بين المؤسسات الأمنية والمدنية في البلاد. وظهر تأثير هذه الخطوات خلال انتخابات حزيران 2013، إذ عملت منظومة السايبر الإيرانية بنجاعةٍ، ونجحت إلى حدّ كبير في التحكّم بالإنترنت الداخلي وبتحييد النشاط الهدّام.‎

يبدو أنّ منظومة حماية السايبر الإيرانية اليوم لا تزال بحاجة إلى اجتياز طريق طويل قبل التمكّن من التعامل بشكلٍ فعّال ومتواصل مع هجمات سايبر بدرجة إتقان مرتفعة مثل الـ Stuxnet، لكنّ التقدّم التقني والتنظيمي الذي اختبرته إيران في السنة الماضية يشهد أنّ الإيرانيين يتعلّمون بسرعة، وأنّ بإمكانهم بلورة منظومة حماية ناجعة وشاملة أبكر ممّا هو متوقَّع.

 هجوم افتراضيّ (Thinkstock)
هجوم افتراضيّ (Thinkstock)

البُعد الهجومي – البحث عن هجمات “نوعيّة”

ترى الجمهورية الإسلامية ميدان السايبر منصة هجومية ناجعة تتيح إلحاق الضرر بالأعداء ذوي التفوّق العسكريّ الواضح، وفي الوقت عينِه الحفاظ على هامش إنكار يمنع الإدانة الدولية، أو أية عقوبات وهجمات مضادّة. وخلال عام 2013، أضحت حرب السايبر أداة مركزية بيد إيران.

كان ذلك يهدف إلى مهاجمة أهداف غربيّة ردًّا على العقوبات، كما شكّل وسيلة لردع تصعيد الدول الغربية ضدّ إيران. يشهد مدى هجمات السايبر التي حدثت في السنة الماضية ونُسبت إلى عناصر إيرانيّة، فضلًا عن أهدافها ونجاحها النسبي، على تعاظُم القدرات التي تمتلكها إيران.

تنسب عناصر غربيّة التقدّم في برنامج حرب السايبر إلى نجاح إيران في الدمج بين القدرات، المعرفة، والقدرات البشرية التي تنمو في الكليّات الإيرانية لعلوم الحاسوب، وبين التجربة والقدرات الكبيرة لجماعة القراصنة الإيرانيين، الذين يتعاطف الكثير منهم مع النظام وأهدافه.

فضلًا عن ذلك، تساهم العلاقات الوثيقة بين منظومة السايبر الإيرانية ومجرمي السايبر، القراصنة، وخبراء حماية المعلومات، لا سيّما منهم الروس، المستعدّين لـ”تأجير” قدراتهم بالمال، في التقدُّم السريع لحرب السايبر الإيرانية.

إلى جانب تعزيز منظومة السايبر العضوية، تعمل إيران أيضًا على توسيع وتعزيز قدرات حرب السايبر لدى حُلفائها. فيبدو أنّ الإيرانيين يسعون إلى إنتاج منظومة ناجعة من الوكلاء الذين يعملون من أجلهم في حيّز السايبر. وأحد مراكز الثقل لهذا النشاط الإيراني هو الميدان السوري، حيث تدعم إيران مجموعة القراصنة التي تُعرف باسم “الجيش السوري الإلكتروني“، الذي يُضحي أكثر فأكثر عنصرًا ذا تأثير في مجال السايبر.

موقع الجيش السوري الإلكتروني
موقع الجيش السوري الإلكتروني

يتجلّى التقدُّم في قدرات حرب السايبر الإيرانية في سلسلة من الهجمات التي حدثت خلال النصف الثاني من عام 2012 وعام 2013، والتي نُسبت إلى إيران. فقد استخدمت تلك الهجمات تقنيات متطوّرة، هاجمت معلومات نوعيّة، وحدثت على نطاقات أهمّ من الهجمات الإيرانيّة في الماضي.

بين الهجمات البارزة التي نُسبت إلى إيران هجوم واسع النطاق على مواقع إنترنت تابعة لمصارف ومؤسَّسات ماليّة مركزيّة في الولايات المتحدة، وصفه خبير في حماية المعلومات بأنه “غير مسبوق من حيث مداه ودرجة نجاعته”.

وركّزت موجة هجمات أخرى، نُسبت إلى مصادر إيرانية، على شركات بنى تحتية وطاقة أمريكية، متميّزة بهجمات على منظومات مراقبة. ويمكن لهجمات كهذه أن تُلحق الضرر بالعمل الفعليّ أو وسائل الأمان لبنى تحتية حيوية مثل منظومة نقل الغاز والنفط وشبكات الكهرباء. في السنة الماضية، أعلنت عناصِر محسوبة على إيران مسؤوليتها عن هجوم سايبر ضدّ مؤسسات إسرائيلية  أيضًا، وفي حزيران 2013 صرّح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنّ ثمة ارتفاعًا كبيرًا في هجمات السايبر الإيرانية ضدّ بنى تحتية محوسَبة هامّة في إسرائيل.‎ ‎

يُلزِم التطوّر السريع في قدرة حرب السايبر لإيران ووكلائها وحلفائها إسرائيل، ودولًا غربيّة أخرى، بالعمل بجدّ ومنهجيّة للحفاظ على التفوّق النوعيّ والعملياتي في مجال السايبر. وقد جرى التشديد على أهمية مجال السايبر للأمن الإسرائيلي وإلحاح إنتاج “قبة حديدية” رقميّة في كلمات رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي، الفريق بيني غنتس: “على إسرائيل أن تكون بدرجة قوّة عظمى في السايبر … لا يمكن الانتظار في هذا الشأن”.

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع معهد أبحاث الأمن القومي ‏INSS

جابي سيبوني هو باحث خبير، مدير برنامج البحث “الجيش والاستراتيجية”، وبرنامج البحث “حرب السايبر”، ومحرّر مجلة الجيش والاستراتيجية في معهد أبحاث الأمن القوميّ.

سامي كروننفلد هو خبير في برنامج حرب السايبر في معهد أبحاث الأمن القوميّ.

اقرأوا المزيد: 875 كلمة
عرض أقل
أوري ليفني مؤسس شركة waze الإسرائيلية الناجحة  (Flash90)
أوري ليفني مؤسس شركة waze الإسرائيلية الناجحة (Flash90)

إحصائيات الفشل

اجتمع الكثير من رجال التقنية العالية في مؤتمر FailCon في تل أبيب، للتحدث عن أخطائهم وتمرير الرسالة: لا تيأسوا

23 يناير 2014 | 22:35

لقد أجري اليوم في مدينة تل أبيب، “مؤتمر الإخفاقات (FAILCON)”، للمرة الأولى في إسرائيل، الذي يهدف إلى تشجيع مبادري التقنية العالية والشخصيات المعروفة على التحدث عن إخفاقاتهم واستخلاص العِبَر منها.

ويُعتبر مبادري التقنية العالية، في إسرائيل تحديدًا، أغنياء ناجحين، مثل شركة waze الإسرائيلية. وفعلا، فعندما يُسمع مرة كل بضعة أسابيع عن شركة أخرى قد تم بيعها، يصعب التفكير بخلاف ذلك، غير أن الحقيقة مختلفة. مقابل كل منفذ جديد، هنالك الكثير من الشركات التي يتم إغلاقها، وكفة الإخفاقات والخسائر تفوق كفة النجاحات.

ولقد شارك في المؤتمر وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، الذي كان مبادرًا ناجحًا لتقنية عالية سابقًا، وقال في الواقع، يواجه معظم المبادرين الناجحين إخفاقات خلال عملهم، لكن يشكّل عدم يأسهم، بحد ذاته، نجاحًا لهم. “إن أسوأ شيء يواجهه المبادر هو الخوف من الفشل، لأن الخوف يشلّ الحركة. الفشل أمر طبيعي، يجب استخلاص العِبَر منه بسرعة وتخطيه إلى مكان أفضل”، قال الوزير، “مررنا في الشركة طيلة أربعة أعوام بحالات فشل كثيرة، ولكننا نجحنا أخيرًا. مَن لا يجتهد فلن ينجح في تحقيق هدفه أبدًا”.

وروى أحد المستثمرين الذين شاركوا في المؤتمر “للأسف، احتمالات نجاح الشركة الناشئة اليوم هي أقل، ببساطة، مقارنة بالماضي، وذلك لأن إقامة شركة ناشئة أصبحت أمرًا سهلا، ولذلك فإن نسبة النجاح هي واحد مقابل 20 وليست واحدًا مقابل 10، كما يميلون إلى الإشارة أحيانًا”.

وطبعًا، ليس الأمر صعبًا إلى حد كبير بالنسبة للأشخاص الذين قد نجحوا بالتحدث عن إخفاقاتهم، ويجدر الإصغاء إليهم ومحاولة التقليل من تجاهل الفشل، الإكثار من استخلاص العِبر، وخاصة، عدم اليأس.

وهنالك معطى آخر مثير للاهتمام فيما يتعلق بالتقنية العالية، وهو أن أكبر مشكلة تواجهها اليوم الشركات الناشئة في إسرائيل، وفقا لاستطلاع أجرته الصحيفة الاقتصادية – The Marker، هي البيروقراطية. اختار واحد من بين كل ثلاثة أشخاص مستطلعة آراؤهم (31%) ذلك السبب. ويليه جمع الأموال (18.8%)، وطلب دفع ضرائب باهظة (11%).

اقرأوا المزيد: 280 كلمة
عرض أقل