لقد نُشر مقطع تهكمي، يظهر فيه “الزوجان المتحابان” تسيبي ليفني ويتسحاق (بوجي) هرتسوغ، اللذان يخوضان الانتخابات معا في قائمة “المعسكر الصهيوني”. في المقطع الذي يعتمد على مشاهد من الفيلم المشهور “تيتانيك”، يبدو الاثنان وهما يقودان السفينة الفاخرة نحو اصطدامها المدمّر بجبل الجليد وغرقها.
المقطع يعد مقطعا مستثمرا على مستوى عال، ولا شك أنه أعد مقابل مبلغ مالي معتبر. لم يتبنَ خصوم ليفني وهرتسوغ السياسيون، وهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، المسؤولية عن المقطع المصوّر، لكن يمكن الافتراض أن أحدهما من ورائه.
يظهر ليفني وهرتسوغ على مقدمة سفينة تيتانيك، التي سميت في المقطع “الحركة” (أسماء حزبي ليفني وهرتسوغ) وهي تبحر نحو جبل الجليد “اليمين” الذي تلوّح عليه صورة نتنياهو.
قبل الاصطدام بالجبل الجليدي يبدو كلا الشابان في حزب العمل إيتسيك شمولي، وستاف شبير، بمثابة قباطنة السفينة، ولا يعرفان كيف يتصرفان، كضرب مثال على أنه لا يمكن أن يكون مصير الدولة بين أيديَ فتية. يتصل شمولي وشبير بشيلي يحيموفيتش طالبين منها أن تقوم بانعطاف حاد يسارا من أجل تجنب الجبل الجليدي. المغزى واضح: سينحرف الحزب يسارا أكثر مما يسعى له.
مع اقتراب الاصطدام بالجبل الجليدي، تتمتم يحيموفيتش “كل شيء ما عدا بيبي”، وهذا هو الشعار الذي يدأب هرتسوغ وليفني على استعماله بكثرة لكن هذا لا يساعد السفينة، التي تصطدم بالجبل الجليدي وتغرق في النهاية .
مع نهاية المقطع، الذي قام فيه ليفني وهرتسوغ بالطبع علاقات خاصة مع الحركة اليسارية “سلام الآن”، يظهر غرق السفينة. بعد غرقها تظهر ليفني طافية على لوح خشبي، بينما هرتسوغ بجانبها في المياه المتجمدة. يسأل هرتسوغ ليفني إن كانت مستعدة للتناوب، إذ اتفقا على تقاسم رئاسة الحكومة بالتناوب إن فازا بالانتخابات. وهنا المغزى واضح: بعد الانتخابات سيحاول الاثنان أن يبقيا في الحلبة السياسية، أحدهما على حساب الآخر.