الاتحاد السوفيتي

تحضيرات حثيثة في إسرائيل استعدادا لاحتفالات نهاية العام

احتفالات رأس السنة الميلادية في إسرائيل (Gideon Markowicz/FLASH90)
احتفالات رأس السنة الميلادية في إسرائيل (Gideon Markowicz/FLASH90)

شُبان من دول الاتحاد السوفيتي السابق، يُعلّمون الإسرائيليين كيفية الاحتفال بنهاية العام احتفالا علمانيًّا ومُبهجًا

31 ديسمبر 2018 | 12:08

يُفترض، بعد يوم، أن ينتهي عام 2018 ويبدأ عام 2019. ويرمز الاحتفال بالعام الجديد إلى بداية العام المسيحي الجديد، الذي يحتفل به كل العالم، ولكن في إسرائيل أيضًا هناك من يستعد لهذه الليلة الكبيرة، ليلة بداية عام 2019.

على مدى سنوات كثيرة، دأب حاخامات ومشايخ كُثر، كما هي الحال في جزء كبير من دول الشرق الأوسط، على تحريم مُشاركة اليهود والمُسلمين في إسرائيل، في احتفالات رأس السنة الميلادية بسبب مضامينها الدينية، ولكن الكثيرين، على الرغم من ذلك، وجدوا سببًا جيدًا للاحتفال بهذه المُناسبة.

احتفالات ال-NOVI GOD في إسرائيل (Facebook)
احتفالات ال-NOVI GOD في إسرائيل (Facebook)

تعرض المطاعم في إسرائيل العديد من خدمات الضيافة، بدءًا من المطاعم الفاخرة وصولاً إلى المشروبات الكحولية التي ستُسكب في مدن تل أبيب، حيفا، الناصرة وبقية البلدات التي فيها غالبية مسيحية، كالماء.

وتعرض أيضًا الملاهي المعروفة حفلات ضخمة وعروض خاصة بمناسبة السنة الجديدة. غالبًا ما يحتفل الشبان، في مثل هذه الحفلات، حتى ساعات الصباح الباكر.

أطلقت مجموعة من الشبان؛ من أصول روسية، بخلاف السنوات السابقة، حملة تهدف إلى تحويل احتفالات “Novi God”، عيد رأس السنة الميلادية (باللغة الروسية)، إلى عيد إسرائيلي يُدعى فيه شُبان يتحدثون العبرية إلى الاستضافة في بيت شُبان قدموا من دول الاتحاد السوفيتي سابقًا ولتناول وجبة عيد تقليدية تحمل طابع الباب المفتوح الخاص باحتفالات عيد الميمونة (الخاص بطائفة اليهود المغاربة؛ بعد عيد الفصح).

احتفالات رأس السنة الميلادية في إسرائيل (Hadas Parush/Flash90)

أُنشئت لهذا الغرض صفحة على الفيس بوك بعنوان “نوفي غود إسرائيلي”، وهي تهدف إلى التشبيك بين المُحتفلين وبين من يريدون أن يكونوا ضيوفًا في حفلات العيد. أُطلقت، بالمقابل، حملة توعية تهدف إلى تعريف الإسرائيليين بماهية العيد، دلالاته وتقاليده والأهم من كل شيء – الفرق بينه وبين “عيد رأس السنة المسيحي”.

يبدو أنه على الرغم من مُعارضة العديد من المؤسسات الدينية المُتشددة، سواء كانت مؤسسات يهودية أو إسلامية، كُل من يُريد الاحتفال في إسرائيل بالسنة الجديدة يُمكنه ذلك. وفي نهاية الأمر، يجري الحديث عن احتفال وما أجمل من أن نبدأ العام باحتفالات مع الأصدقاء والعائلة. إمكانيات الاحتفال كثيرة، هنالك حماس ظاهر وتحل احتفالات رأس السنة هذا العام يوم الخميس، وفي اليوم التالي تكون غالبية الإسرائيليين في إجازة.

اقرأوا المزيد: 308 كلمة
عرض أقل
هجمات 11 سبتمبر، أكبر فشل استخباري في تأريخ أمريكة (AFP / SETH MCALLISTER)
هجمات 11 سبتمبر، أكبر فشل استخباري في تأريخ أمريكة (AFP / SETH MCALLISTER)

ما هو سر فشل الأجهزة الاستخباراتية؟

إن ما يُفشل المعلومات الاستبخاراتية في أنحاء العالم، التنبؤ بالأحداث الهامة، مثل الثورات، وتنفيذ العمليات الكبيرة والحروب، هو ليس نقص المعلومات أبدا بل شيء هام أكثر بكثير

قبل التطرق إلى فشل الاستخبارات، من المهم طرح السؤال، ما هي وظيفة الاستخبارات؟ الإجابة السائدة هي – جمع معلومات ذات صلة بأمن الدولة، تنظيمها وفق أهمتيها، ونقلها إلى المسؤولين عن الحفاظ عليها. بكلمات أخرى: جمع المعلومات، ونقلها.

التعبير السائد بين رجال المخابرات هو أن الجميع يعرف عن الفشل الذريع، ولكن لا أحد يعرف عن النجاحات. يبدو أن هذا صحيح، ولكنه ما زال لا يوضح سلسلة الفشل من جهة المخابرات في تنبؤ الأحداث التاريخية الكبيرة والهامة في القرن الماضي، مرة تلو الأخرى. لماذا فشل رجال المخابرات بتنبؤ الأحداث التاريخية في القرون الماضية؟ تقدم الحالات التالية شرحا لذلك.

مظاهرة في الإتحاد السوفيتي قبيل انهياره (AFP / WOJTEK DRUSZCZ)
مظاهرة في الإتحاد السوفيتي قبيل انهياره (AFP / WOJTEK DRUSZCZ)

انهيار الاتّحاد السوفيتي

كان انهيار الاتّحاد السوفيتي “مفاجئة” كبيرة إلى حد بعيد في النصف الثاني من القرن الماضي، دون شك. كيف انهارت إحدى الدول العظمى في العالم من دون أن تحذر أية جهة استخباراتية تحذيرا رسميًّا يشير إلى أن الدولة العظمى الثانية في العالم تقف على شفا الانهيار التام؟

انهار الاتّحاد السوفيتي في بداية التسعينيات، أثناء ذروة الحرب الباردة بينه وبين أمريكا. ولكن كانت الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ريغان مشغولة باستثمار المليارات في محاولة إطلاق صواريخ اصطناعية متطورة إلى الفضاء لهزيمة الاتحاد السوفيتي.

من بين آلاف العمال في مجال البحث لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) لم يحذر أي عامل المسؤولين عنه، أن الاتحاد السوفيتي على وشك الانهيار. وذلك رغم أن نقل تقارير حول إمكانية كهذه هي من مسؤولية وكالة الاستخبارات دون شك.

وهكذا، طُلب من رجال الاستخبارات التركيز على التفاصيل التكتيكية ذات الصلة بتسلح الاتحاد السوفيتي عسكريّا، وقد نجحوا في المهمة جيدا. ولكن لو اهتم رجال الاستخبارات الأمريكية بالمجتمَع السوفيتي، فعرفوا أنه في الوقت الذي يطمح فيه الاتحاد السوفيتي إلى الوصول إلى الفضاء، يعاني مواطنوه من بطالة وفقر محدق. لو أنهم أدركوا ما يمر به المجتمع المنهار الذي يكافح تحت وطأة التسلح باهظ الثمن، كانوا سيعرفون أن انهيار الاتحاد السوفيتي لأسباب داخلية ما هو سوى مسألة وقت فقط.

لجنة هجمات 11/09 (wikipedia/defenseimagery.mil)
لجنة هجمات 11/09 (wikipedia/defenseimagery.mil)

هجمات 11 سبتمبر

“عرفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) معلومات تشير إلى أن نشطاء إرهابيين تابعين للقاعدة قد دخلوا إلى أمريكا… وعرف مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI‎) أن هناك “خطوات هامة” تسير في المدرسة للطيران في أمريكا.. وكانت لديه معلومات هامة عن نشطاء إرهابيين فرديين… ولكن لم تصل إليّ أية معلومات أو إلى البيت الأبيض”، هذا وفق أقوال ريتشارد كلارك، مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، في شهادته في المحكمة، بعد العملية الرهيبة التي ضربت برجي التوأم بتاريخ 11 أيلول 2001.

في تموز عام 2001، أرسل عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) بريدا إلكترونيا إلى مركز مكافحة الإرهاب التابع لـ CIA‏، وطلب إخبار الـ FBI أن هناك ناشطا من القاعدة في أمريكا، وناشطا آخر يحمل جنسية أمريكية. لكن المسؤولين عنه لم يردوا على رسالته.

وفق تقرير التحقيقات الأمريكية، فعندما اقتنع رجال الـ CIA‏ أن القاعدة ستنفذ عملية، افترضوا أنها ستكون في المملكة العربية السعودية أو في إسرائيل. فهم كانوا معتادين على التركيز على تنفيذ عمليات كبيرة حدثت في الشرق الأوسط بوتيرة عالية. لقد وصلت معلومات إلى وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة، ولكنها لم تعمل على تشبيكها معا لمعرفة أن هذه المعلومات الصغيرة تشهد على التخطيط لتنفيذ العملية الأكبر في تاريخ الغرب.

لم تتعرض أمريكا أبدا إلى عملية كبيرة إلى هذا الحد من قبل تنظيم إرهابي جهادي في أراضيها سابقا، لذلك قد يكون هذا أحد الأسباب أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية الجيدة في العالم لم يستوعبوا في الوقت المناسب أن عملية فظيعة كهذه ستحدث في أمريكا تحديدًا. فهم لم يولوا اهتماما إلى الأضواء التحذيرية بسبب اللا مبالاة.

طائرة ميج-17 مصرية تحطمت في منطقة إسرائيلية حلال حرب 1973 (wikipedia)
طائرة ميج-17 مصرية تحطمت في منطقة إسرائيلية حلال حرب 1973 (wikipedia)

حرب تشرين عام 1973

“إن الإمكانية أن تستأنف مصر القتال منخفضة “، هذا وفق تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قبل يوم فقط من نشوب حرب تشرين عام ‏1973‏. ولكن نشبت الحرب في اليوم التالي.

لقد كانت هناك إشارات كثيرة تشهد على أن الحرب باتت وشيكة قبل أشهر من نشوبها. أوضح مسؤولو الجيش الإسرائيلي أنهم لاحظوا استعدادات في الجانب السوري والمصري. حذر الملك الحسين بن طلال رئيسة الحكومة الإسرائيلية، غولدا مئير موضحا أن مصر وسوريا تعتزمان شن هجوم على إسرائيل، قبل أسابيع قليلة من نشوب الحرب. جاءت التحذيرات من قبل مسؤول بارز في “الموساد” في مصر. بالإضافة إلى ذلك، في اليوم الذي سبق الحرب، وصلت أنباء إلى سلاح المخابرات أن روسيا قد أعادت أفرادها من مصر وسوريا في أعقاب رسالة واضحة وصلت إليها من الدولتين حول نيتهما شن حرب ضد إسرائيل.

رغم ذلك، فضلت القيادة الإسرائيلية العمل وفق رأي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الذي قدر حتى ساعة الصفر أن احتمال حدوث حرب مع مصر منخفض جدا. لقد لاقى هذا الرأي قبولا لأنه مريح أكثر بالنسبة لصناع القرارات. بعد مرور ست سنوات من الشعور بالانتصار الإسرائيلي في حرب تشرين عام 1967، كان شعور الابتهاج ما زال ملحوظا. كان جزء من صناع القرار متأكدا أن عامل الإخافة في حرب تشرين عام 1967 سيمنح إسرائيل سنوات من الهدوء.

وكما ذُكر آنفًا، وصلت معلومات وإشارات مبكرة إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ولكن الاستنتاجات كانت خاطئة بسبب شعور الابتهاج والاستعلاء الذي شعر به المسؤولون فيها. إن التقديرات التي توصل إليها رؤوساء شعبة الاستخبارات العسكرية أدت إلى التساهل في التطرق إلى الإشارات الخطيرة التي شهدت على أن الحرب وشيكة، وإلى منع إحباط هجوم مفاجئ أسفر عن ضحايا إسرائيليين كثيرين.

الجنرال الإسرائيلي حاييم بار ليف يتلاقى مع جنرال مصري عام 1973 (IDF)
الجنرال الإسرائيلي حاييم بار ليف يتلاقى مع جنرال مصري عام 1973 (IDF)

لو كان ضباط الاستخبارات يقرأون القصائد…

ذات مرة، اقتبس الشاعر حاييم غوري وهو شخصية بارزة في الحضارة الإسرائيلية، كلمات قالها له دكتور حسين فوزي بعد الحرب. “لقد أهنتموننا في حرب الأيام الستة، خجلت بنا نساؤنا، واحتقرنا أولادنا. لو كان رجال الاستخبارات الإسرائيلية يقرأون القصائد المصرية التي كُتبت بعد حرب تشرين عام 1967، كانوا سيعرفون أنه لم يكن بالإمكان تجنب حدوثها. على كل ضابط استخبارات جيد أن يقرأ القصائد”.

ولكن لا يكرس ضباط الاستخبارات غالبا وقتا لقراءة القصائد، بل ينشغلون في متابعة الأهداف التي يضعها أمامهم المسؤولون عنهم. والمدراء الذين يترأسون الأجهزة الأمنية هم سياسيون.

صحيح أنه من المفترض أن تعمل أجهزة الاستخبارات بشكل مستقل وأن تتوصل إلى نتائج مستقلة، ولكن عندما تُقدّم إلى صناع القرارات تقديرات مستقلة تماما، ولكنها لا تنال إعجابهم، فيجد صناع القرار هؤلاء خبيرا آخر غالبا للعمل معه. هذا هو سر طريقة العمل التي تؤدي إلى مفاجئة الأجهزة الاستخباراتية، الحكيمة، والمكلفة في العالم، مرة تلو الأخرى، عندما لا تنجح في التعرف إلى الأمور الهامة حقا.

اقرأوا المزيد: 936 كلمة
عرض أقل
عباس – عميل روسي في دمشق (AFP)
عباس – عميل روسي في دمشق (AFP)

“عباس – عميل روسي في دمشق”

وثائق أرشيفية سوفييتية تكشف عن أنّ عباس عمل كعميل لجهاز الاستخبارات الروسية "KGB" في دمشق في الثمانينيات، بينما كان عضوا في قيادة فتح

وفقا لوثائق جهاز الاستخبارات الروسية “KGB” منذ عام 1983، فقد كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عميلا لجهاز الاستخبارات الروسية في دمشق، هذا ما كشفته أمس القناة الإسرائيلية الأولى. وفقا للتقرير، فقد كان الاسم الحركي لعباس “كروتوف”، من الكلمة الروسية “كروت” – الخُلْد. وقد ورد في الوثائق اسم عباس الشخصي واسمه عائلته، سنة ولادته، وتفاصيل تؤكد كونه عضوا في اللجنة التنفيذية لفتح في منظمة التحرير الفلسطينية.

ورد هذا الخبر في وثائق كشفها مُعارض النظام السوفييتي، الذي شغل منصب أمين الأرشيف الرئيسي لجهاز الاستخبارات الروسي، فسيلي ميتروخين. وهي وثائق مهمة موجودة بأيدي الباحثين عن جهة التجسس والشرطة السرية للنظام السوفييتي منذ الخمسينيات وحتى تسعينيات القرن العشرين.

تم فتح الأرشيف الكامل الخاص بميتروخين أمام الباحثين في السنة الماضية فقط. طلب باحثون إسرائيليون كل الملف الذي يُعنى بالشرق الأوسط، وقرأوه بدقة. لقد وجدوا فيه معلومات كثيرة عن النشاط السوفييتي في السبعينيات والثمانينيات في أوساط الفلسطينيين في الشرق الأوسط، ومن بين الوثائق أيضًا السطر الذي يشير بوضوح إلى كون عباس عميلا لوكالة الاستخبارات الروسية.

هناك من يُقدّر بأنّ عباس قد تم تجنيده خلال دراسته للدكتوراة في موسكو، والتي أنهاها عام 1982. وفقا لتقرير القناة الأولى، في فترة خدمة عباس كعميل لجهاز الاستخبارات الروسية، خدم في نفس الجهاز أيضًا ميخائيل بوغدانوف، الذي يشغل اليوم منصب المبعوث الروسي الخاص بالشرق الأوسط، ويعمل في هذه الأيام جادا على تشكيل قمة بمشاركة عباس ونتنياهو في موسكو. في الماضي عمل بوغدانوف أيضًا سفيرا لروسيا في إسرائيل.

قال الباحثان من معهد الدراسات ترومان، اللذان قرءا الوثيقة، إنّه كانت هناك عدة رُتَب في جهاز الاستخبارات الروسية إذ صنف الجهاز عملائه بحسبها. هناك مثلا، “شخص ثقة”، “متعاون”، و “مصدر معلومات”، كما قال الباحث. ولكن عباس لم يُوصف كذلك، فقد قيل عنه بشكل واضح في الوثائق إنّه عميل حقيقي.

وقال مسؤولون في الموساد الإسرائيلي إنّ الوثائق تُعتبر موثوقة جدا. لقد كُشف عن عشرات ومئات الجواسيس للنظام السوفييتي وفقا لمعلومات نقلها ميتروخين. ومما ينبغي التأكيد عليه أنّه لا يمكن الاستنتاج من الوثائق إذا ما كان عباس قد عمل عميلا سوفييتيا قبل 1983 أم بعد ذلك العام، وإنما فقط في سنة 1983 فقط.

ولم يعلّق مكتب أبو مازن رسميّا على التقرير، ولكن مقرّبين منه نفوه بشدة. “من الواضح أن هناك محاولة للإضرار بأبو مازن من قبل جهات مختلفة، بما في ذلك إسرائيل. إنها محاولة أخرى لتشويه سُمعته”، كما قال محمد المدني، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. ونفى أيضًا مسؤول فتح نبيل شعث هذا التقرير، وقال يدور الحديث عن “حملة تشويه رخيصة من أجل التهرّب من دعوة روسيا إلى قمة في موسكو. لم يكن عباس عميلا لجهاز الاستخبارات الروسية ولا أي جهاز استخبارات آخر”. وقد أجرى مسؤول فتح صائب عريقات مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، وعلّق على الأمر ضاحكا وقال “إنها طرفة، بل إهانة”.

خبراء إسرائيليون يرفضون إبداء تحمسهم من هذا الكشف: “كان كل حاكم عربي في الشرق الأوسط في مرحلة من حياته عميلا لإحدى القوى العظمى”، كما قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد يعقوب عميدرور، الذي كان في السابق مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة. “في أيام مجده، شغّل جهاز الاستخبارات الروسية في العالم أعدادا لا تُحصى من العملاء، وامتدّت أذرعه إلى كل مكان. إذا ربح أبو مازن مبلغ ضئيل من ذلك العمل، فهنيئا له”.

وأضاف خبير إسرائيلي آخر في العلوم السياسية قائلا “يرسّخ الكشف الأخير فقط ما يعلمه الجميع وخمّنوه وحدهم. لا يدور الحديث عن معلومات مفاجأة إلى حد بعيد، والسؤال هو مّن لديه مصلحة للإضرار بأبو مازن الآن؟”.

اقرأوا المزيد: 519 كلمة
عرض أقل
لاعب الجمباز الإسرائيلي (روسي الأصل) ألكس شتيلوف (Flash90/Yonatan Sindel)
لاعب الجمباز الإسرائيلي (روسي الأصل) ألكس شتيلوف (Flash90/Yonatan Sindel)

لمحة عن حياة الروس في إسرائيل

يتمتع الروس بالثقافة الغربية، من بينهم علمانيون، يمينيون، ومثقفون، حافظوا على ثقافتهم الروسية، وكذلك أبناء الجيل الثاني الذين ولدوا في إسرائيل. لمحة عن الحياة المذهلة للروس في إسرائيل

المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع متعدد الثقافات. هناك من يقول إنّه مجتمع متصدّع بسبب الاختلاط الكبير للثقافات والمجموعات الإثنية. كُتب كثيرا عن السكان العرب في إسرائيل وعن المجتمع الشرقي اليهودي (المهاجرون من الدول العربيّة: المغرب، تونس، ليبيا، اليمن، لبنان، وسوريا)، ولكن لم يُكتب إلا القليل جدا عن المجموعة الإثنية الأكبر والأهم في إسرائيل اليوم: الروس.

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowicz)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowicz)

في المقال التالي سنقدم لكم لمحة قصيرة عن أسلوب حياتهم والخصائص الثقافية، الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية لدى الروس، الذين قدِموا إلى إسرائيل منذ تفكك الاتّحاد السوفياتي في التسعينيات من القرن الماضي.

التسعينيات: الهجرة الأولى إلى إسرائيل

يُطلق مسمى “الروس” بشكل عام في إسرائيل على كل من قدموا إليها من الاتحاد السوفياتي سابقا وهم يشكّلون اليوم نحو سُدس السكان في إسرائيل. ويصل تعدادهم إلى أكثر من 1.3 مليون مواطن ويشكلون المجموعة العرقية الأكبر في إسرائيل. بدأت الهجرة الأولى تماما مع انهيار الاتحاد السوفياتي ومع خشية الكثير من اليهود الذين عاشوا في دول الاتحاد على مستقبلهم الاقتصادي والأمني. فتحت الحكومات الإسرائيلية أبوابها للمعنيين بالوصول إلى البلاد وبدأت بتجنيد الموارد الضخمة لاستيعاب مليون روسي يهودي.

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

يتمتع الروس بقيم عمل عالية واستثنائية. تشكل الشريحة السكانية في سنّ العمل (بين 15-65 عاما) 57% من مجموع السكان الروس. هناك نحو 15,000 عالم روسي، 100,000 مهندس، 50,000 شخص يعملون في مجالات الطبّ (15,000 طبيب مؤهّل)، 45,000 معلّم و 182,000 مهنيا آخر. يتمتع معظمهم بخلفية مهنية معتمدة وخبرة سنوات طويلة في العمل. جمعت دائرة الإحصاء المركزية معلومات حول مستوى التعليم لدى 401,500 مهاجر من روسيا. وفقا لتلك البيانات، فإنّ 252,900 (62%) من بينهم أنهوا على الأقل 13 سنة تعليمية، ونصف هؤلاء أكملوا أكثر من 16 سنة تعليمية. ومن ناحية قادة دولة إسرائيل فإنّ درجة المخاطرة كانت جديرة، فقد بحثت الدولة عن محرّك اقتصادي جديد يدفع الاقتصاد الإسرائيلي قدما وبدأ الروس الذين قدِموا إلى إسرائيل بالاندماج رويدا رويدا في الصناعة المحلية والمجتمع.

ورغم أن مستوى تعليم المهاجرون من روسيا عال فقد وجدوا صعوبة كبيرة في العثور على أماكن عمل ملائمة لمستوى تعليمهم وخبرتهم. وفقا لبيانات إحصائية في العام 2003 على سبيل المثال (نحو 13 عاما بعد الوصول الأول)، فقد عمل أقل من 40% من المهاجرين الذين يحملون ألقابا أكاديمية في وظائف تطلّبت تعليمًا عاليًا، وعمل نحو 13% من الأكاديميين الروس في أشغال يدوية. عمل الباقون في مجال الخدمات أو في أعمال مستقلة.

أما الفئة الأكثر تضرّرا من الناحية المهنية فهي خرّيجو الجامعات الذين لم يحملوا ألقابا متقدّمة (13-15 سنة تعليمية). أصبح يعمل نحو 16% منهم في أشغال يدوية. في المقابل، فإنّ أصحاب اللقب الثاني (وأحيانا أكثر من واحد) هم أكثر مرونة ومغامرة من الناحية الفكرية والمهنية. وقد نجح الأطباء ومبرمجو الحاسوب في الاندماج المهني بشكل خاص. من بين هذه المجموعات يعمل نحو 50% في مجالهم المهني.

وقد اندمج عدد قليل جدا من عامة الروس فقط في القوى الأمنية. 3.7% فقط من عناصر الشرطة هم روس، و 1.1% من موظفي وزارة الدفاع والمؤسسات الأمنية الخاصة.

يصل متوسّط دخل الأسرة الروسية التي قدمت إلى إسرائيل عام 1990 أو في وقت متأخر أكثر إلى 73% فقط من متوسط دخل الأسرة الإسرائيلية. ومن بين المهاجرين بين عامي 1995-1996، فإنّ 80% يكسبون أقل من نصف متوسط الدخل الإسرائيلي.

أفيغدور ليبرمان هو رمز سياسي روسي واضح

وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان (Yonatan Sindel/Flash90)

يمكن تعريف كل “السياسة الروسية” تقريبا من خلال شخص واحد، الشخصية اليمينية ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان وحزبه، “إسرائيل بيتنا” (بدءًا من انتخابات عام 2006). لم تحظ المحاولات الأولى لتأسيس حزب روسي بالنجاح. ولم ينجح الروس عام 1992 في التأهّل للكنيست.

ولكن تغيّر الوضع في منتصف التسعينيات. فقد أيّد الكثير من المهاجرين الجدد فكرة حزب “روسي” مستقلّ، وكان الجيل الثاني من القادة الذين قدموا في الهجرة الثانية من التسعينيات مستعدّا لمواجهة تحدّيات السياسة الإسرائيلية.

عام 1996 تأسس حزب جديد برئاسة ناتان شيرانسكي، “يسرائيل بعاليا”، كحركة تهدف إلى الحديث باسم المهاجرين الروس في إسرائيل. نجح الحزب كثيرا في انتخابات العامين 1996 و 1999، وحظي بسبعة وستّة مقاعد في الكنيست، على التوالي. حظي ممثلوه بمناصب وزارية في حكومات بنيامين نتنياهو، إيهود باراك، وأرئيل شارون.

ولكن رغم ذلك، لم يستطع الحزب تمثيل كل المجتمع الروسي، لأنّه لم ينجح في أن ينقل إليه السيطرة على جميع المنظمات الروسية غير الحكومية الأكثر أهمية، وكذلك بسبب الخلاف الداخلي في المجتمع الروسي نفسه حول موضوعات رئيسية مثل المشكلة الفلسطينية والعلاقة بين الدين والدولة. ينتمي معظم الروس في إسرائيل إلى التيار العلماني ويجدون صعوبة في أن يدركوا لماذا يوجد في إسرائيل علاقة غير قابلة للانفصال تقريبا بين القوانين الدينية والدولة، على سبيل المثال في مسائل الزواج والطلاق وحتى موافقة المطاعم على شروط الشريعة اليهودية.

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

نتيجة لذلك، انقسم حزب “يسرائيل بعاليا” عام 1999. فانضمّ المنشقّون إلى حركة “إسرائيل بيتنا” برئاسة المدير العام الأسبق لديوان رئيس الحكومة، أفيغدور ليبرمان. كانت نواة هذه الحركة اليمينية المتطرفة مؤلفة من روس نشطاء في حزب الليكود والذين خاب أملهم من سياسة الحزب التصالحية تجاه الفلسطينيين وإهماله للمجتمع الروسي.

عام 1999 حظي ليبرمان بأربعة مقاعد وحظي في العامين 2001 و 2003 بسبعة مقاعد. عام 2003 عُيّنَ وزيرا في حكومة شارون. وقد كان النجاح الكبير في انتخابات عام 2006، عندما فاز حزب ليبرمان بـ 11 مقعدا في الكنيست وأصبح الثالث في حجمه. واليوم لم يتم تضمين حزب “إسرائيل بيتنا” بعد تقلّصه (6 مقاعد) إلى حكومة نتنياهو الذي فضّل التخلي عن شريكه الطبيعي ليبرمان بعد توتر العلاقات بين الاثنين.

ثقافة روسية فخورة

المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع الروسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

يفخر الروس جدا بلغتهم وثقافتهم الأوروبية. اختبر استطلاع أجري عام 2002 على المهاجرين الروس إذا ما كان مهما لديهم أن يعرف أبناؤهم وأحفادهم اللغة الروسية والثقافة الروسية. كانت هناك نسبة مذهلة وهي 95.3% ممّن أجابوا بـ “نعم”. ويدحض هذا المعطى تماما الروح الإسرائيلية التقليدية بخصوص بوتقة الانصهار.

ولأنهم لم يكونوا راضين عن الحياة الثقافية في البلاد فقد طوّر الروس منظومة بديلة مزدهرة من المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية. مثل المسارح، المطاعم التي تتيح الاستمتاع بالطعام غير الموافق للشريعة اليهودية (وفقا لليهودية لا يجوز على سبيل المثال تناول الخنزير أو فواكه البحر).

وهناك منظمة أخرى وهي النظام التعليمي الذي تأسس عام 1991 من قبل مجموعة من معلّمي العلوم من الاتحاد السوفياتي. ومدرسة العلوم في تل أبيب هي الأكثر شهرة من بين عشرين مدرسة للمنظمة. تحاول هذه المدارس تعويض أوجه القصور البارزة في النظام التعليمي الإسرائيلي في دراسة العلوم وإكساب المعرفة والاحترام للثقافة.

ينظّم الروس الشباب، والذين ولد الكثير منهم في إسرائيل أو نشأوا فيها، أنفسهم أحيانا كثيرة في مجموعات منفصلة تكون الأجواء فيها مختلفة جدا عن الاجواء في المجموعات الإسرائيلية الأخرى. رغم حقيقة أنّ هؤلاء الشباب ثنائيو اللغة، فهم معتادون في أحيان كثيرة على التواصل فيما بينهم بالروسية. وما يجعلهم مختلفين عن مجموعات المراهقين أو الشبان الإسرائيليين هو المشاركة في الألعاب الاجتماعية، الانشغال في الرياضة، الموسيقى، ومسرح الهواة. وكما أن هناك ثقافة ثانوية مزدهرة من أغاني الروك، البوب، والغناء الروسي. تباع الاسطوانات وتسجيلات الفرق المحلية (والتي يظهر الكثير منها بانتظام في روسيا أيضًا) في إسرائيل من خلال شبكة واسعة من متاجر الكتب الروسية، والتي تعمل أيضًا كمكتبات فيديو، متاجر موسيقى، ومراكز جماهيرية.

وقد غيّر الروس أيضًا من وجه الرياضة في إسرائيل. استثمر الاتحاد السوفياتي بشكل تقليدي في الرياضة وتعامل مع الفوز في المسابقات الدولية كأهمية ذات كرامة وطنية. ساهم الرياضيون الروس بشكل جوهري في إنجازات إسرائيل المتواضعة حتى الآن في الألعاب الأولمبية وفي المناسبات العالمية الأخرى. من بين تسعة وثلاثين عضوا في الفريق الأولمبي الإسرائيلي، هناك خمسة عشر روسي. كما ويشارك الروس في الشطرنج بشكل فعال، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

اقرأوا المزيد: 1120 كلمة
عرض أقل
استعدادتا لاحتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowitz)
استعدادتا لاحتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowitz)

تحضيرات حثيثة، في إسرائيل، استعدادا لاحتفالات نهاية العام

شُبان من دول الاتحاد السوفيتي السابق، يُعلّمون الإسرائيليين كيفية الاحتفال بنهاية العام احتفالا علمانيًّا ومُبهجًا

يُفترض، بعد يوم، أن ينتهي عام 2015 ويبدأ عام 2016. ويرمز الاحتفال بالعام الجديد إلى بداية العام المسيحي الجديد، الذي يحتفل به كل العالم، ولكن في إسرائيل أيضًا هناك من يستعد لهذه الليلة الكبيرة، ليلة بداية عام 2016.

على مدى سنوات كثيرة، دأب حاخامات ومشايخ كُثر، كما هي الحال في جزء كبير من دول الشرق الأوسط، على تحريم مُشاركة اليهود والمُسلمين في إسرائيل، في احتفالات رأس السنة الميلادية بسبب مضامينها الدينية، ولكن الكثيرين، على الرغم من ذلك، وجدوا سببًا جيدًا للاحتفال بهذه المُناسبة.

احتفالات ال-NOVI GOD في إسرائيل (Facebook)
احتفالات ال-NOVI GOD في إسرائيل (Facebook)

تعرض المطاعم في إسرائيل العديد من خدمات الضيافة، بدءًا من المطاعم الفاخرة وصولاً إلى المشروبات الكحولية التي ستُسكب في مدن تل أبيب، حيفا، الناصرة وبقية البلدات التي فيها غالبية مسيحية، كالماء.

وتعرض أيضًا الملاهي المعروفة حفلات ضخمة وعروض خاصة بمناسبة السنة الجديدة. غالبًا ما يحتفل الشبان، في مثل هذه الحفلات، حتى ساعات الصباح الباكر.

أطلقت مجموعة من الشبان؛ من أصول روسية، بخلاف السنوات السابقة، حملة تهدف إلى تحويل احتفالات “Novi God”، عيد رأس السنة الميلادية (باللغة الروسية)، إلى عيد إسرائيلي يُدعى فيه شُبان يتحدثون العبرية إلى الاستضافة في بيت شُبان قدموا من دول الاتحاد السوفيتي سابقًا ولتناول وجبة عيد تقليدية تحمل طابع الباب المفتوح الخاص باحتفالات عيد الميمونة (الخاص بطائفة اليهود المغاربة؛ بعد عيد الفصح).

https://www.facebook.com/iswbtnam/videos/591912434289103/

أُنشئت لهذا الغرض صفحة على الفيس بوك بعنوان “نوفي غود إسرائيلي”، وهي تهدف إلى التشبيك بين المُحتفلين وبين من يريدون أن يكونوا ضيوفًا في حفلات العيد. أُطلقت، بالمقابل، حملة توعية تهدف إلى تعريف الإسرائيليين بماهية العيد، دلالاته وتقاليده والأهم من كل شيء – الفرق بينه وبين “عيد رأس السنة المسيحي”.

يبدو أنه على الرغم من مُعارضة العديد من المؤسسات الدينية المُتشددة، سواء كانت مؤسسات يهودية أو إسلامية، كُل من يُريد الاحتفال في إسرائيل بالسنة الجديدة يُمكنه ذلك. وفي نهاية الأمر، يجري الحديث عن احتفال وما أجمل من أن نبدأ العام باحتفالات مع الأصدقاء والعائلة. إمكانيات الاحتفال كثيرة، هنالك حماس ظاهر وتحل احتفالات رأس السنة هذا العام يوم الخميس، وفي اليوم التالي تكون غالبية الإسرائيليين في إجازة.

اقرأوا المزيد: 308 كلمة
عرض أقل
مهاجرون من روسيا إلى إسرائيل (AFP)
مهاجرون من روسيا إلى إسرائيل (AFP)

هكذا غيّر مليون مهاجر من روسيا وجه دولة إسرائيل

تفكّك الاتحاد السوفياتي قبل ربع قرن أدى إلى موجة هجرة كبيرة إلى دولة إسرائيل، غيّرت وجه المجتمع الإسرائيلي إلى الأبد وقلبت التوازن الديموغرافي بين اليهود والغرب

إحدى العمليات التي لا يتم الحديث عنها اليوم، رغم أنها تؤثّر على واقع الحياة في الشرق الأوسط بدرجة كبيرة، هي هجرة مليون مهاجر من الاتّحاد السوفياتي سابقا إلى دولة إسرائيل، وهي عملية تجري منذ أكثر من ربع قرن وذلك عندما بدأ الاتّحاد السوفياتي بالتفكّك.

أكثر من يحمل مسؤولية هذه العملية هو رئيس الاتحاد السوفياتي حينذاك، ميخائيل غورباتشوف. تنازل غورباتشوف، الذي كان حريصا على إجراء إصلاحات هيكلية تنقل الاتحاد السوفياتي إلى القرن الواحد والعشرين، عن سياسات الهجرة التي استمرت لعقود وسجنت يهود الاتّحاد السوفياتي في بلادهم. في نهاية المطاف، أدت خطوات غورباتشوف الثورية إلى تفكك الإمبراطورية السوفياتية، وإلى هجرة مليون يهودي إلى إسرائيل.

ميخائيل غورباتشوف (AFP)
ميخائيل غورباتشوف (AFP)

يُعتبر مصطلح “استيعاب الهجرة” في نظر دولة إسرائيل، الهدف الأسمى دائما. لقد كانت إسرائيل بادئ ذي بدء بيتا لجميع يهود العالم. وقد طلب الكثيرون منهم أيضًا تعزيز التوازن الديموغرافي مقابل الدول العربيّة المحيطة بها. ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد: في كتابهما “المليون الذي غيّر الشرق الأوسط” يقول رومان برونفان وليلي جليلي إنّ شمعون بيريس دعم هجرة اليهود اعتقادا منه أنّ ذلك سيُعزز عملية السلام مع الدول العربيّة. وفي الوقت ذاته، عمل زعماء دولة إسرائيل في الولايات المتحدة من أجل أن تصعّب الأخيرة شروط قبول المهاجرين.

ولكن، لم يتم قبول الكثير من الروس الذين جاءوا إلى إسرائيل بسهولة كبيرة. أحدثت الهجرة الجماعية أزمة سكنية حادّة، وأصبحت القصة المتكررة عن أطباء وعلماء روس، هاجروا إلى إسرائيل واضطروا إلى كسب الرزق من العمل بالتنظيف، رمزا لهؤلاء السكان. سكن الكثير من المهاجرين في أحياء فقيرة بمدن بعيدة عن المركز.

وقد واجه المهاجرون الروس بعض الحواجز الأكثر صعوبة والتي وضعها المجتمع الإسرائيلي المخضرم: الحاجز الثقافي، الحاجز الاقتصادي، وأكثر من كل ذلك حاجز اللغة. كان على المهاجرين أن يعتادوا على الانتقال من مجتمع شيوعي قمعي إلى مجتمع رأسمالي، من مجتمع يقدّس الثقافة العلمانية إلى مجتمع يقدّس التقاليد اليهودية ومن اللغة الروسية إلى العبرية.

أمر آخر زاد من صعوبة حياة مهاجري الاتّحاد السوفياتي هو شكّ المؤسسة الدينية في إسرائيل أنّهم ليسوا يهودا حقيقيين. أثارت سنوات من الزواج المختلط بين اليهود والمسيحيين في الاتّحاد السوفياتي في أوساط الحاخامية الإسرائيلية هذا الشكّ، وأدى إلى علاقة عداء تجاه “اليهود الحلال”.

أدى كل ذلك إلى مجموعة سكانية روسية فرعية منفصلة في إسرائيل، لديها آلياتها الخاصة، قوانينها، ووسائل إعلام خاصة بها. عندها قامت روسيا الصغيرة داخل دولة إسرائيل. معدّل التورّط في الجريمة في أوساط الشباب من الجيل الثاني من المهاجرين من الاتحاد السوفياتي سابقا أكبر نسبيًّا من نفس المعدّل لدى عموم السكان، بالإضافة إلى معدّل الأطفال المهاجرين من الاتحاد السوفياتي سابقا المرتفع ممن يتركون المدارس.

والسؤال الكبير هو هل المجتمع الإسرائيلي المخضرم استوعب داخله الهجرة الروسية. في استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، قبل بضع سنوات، سُئِل إسرائيليون قدامى إلى أي مدى يتفقون مع المقولة التي تقول إنه “بعد فوات الأوان، كان من الأفضل لو أن الهجرة من الاتّحاد السوفياتي لم تحدث أبدا”. أجاب 68% أنّهم لا يتفقون مع هذه المقولة، مما يثبت أن معظم الإسرائيليين يتعاطفون مع الجمهور الناطق بالروسية في إسرائيل. ومع ذلك، عندما يجري الحديث عن مجموعات معينة في إسرائيل مثل المتدينين المتطرفين أو اليهود الذين تعود أصولهم إلى بلدان إسلامية، فإنّ نسبة أولئك الذين يتفقون مع هذه المقولة أكبر.

وهناك معطى آخر مثير للاهتمام يظهر من الاستطلاع، وهو السؤال إلى أي مدى ساهم المهاجرون من الاتّحاد السوفياتي من أجل دولة إسرائيل. هل ساهموا في تطوّرها أم كانوا عبئًا عليها؟ في أوساط الإسرائيليين المخضرمين، يعتقد 20% أنّ الروس قد ساهموا أكثر مما حصلوا، بينما يعتقد 28% أنّ الروس حصلوا من الدولة على أكثر مما ساهموا فيها. وذلك بالإضافة إلى أنّه في أوساط المهاجرين أنفسهم، فإنّ 61% يعتقدون أنّهم ساهموا في الدولة أكثر مما حصلوا منها، وذلك مقابل 6% فقط الذين يعتقدون أنّهم حصلوا من الدولة أكثر مما ساهموا فيها.

ولا يزال هناك الكثير من مهاجري الاتّحاد السوفياتي ممّن اندمجوا جيّدا في المجتمع المخضرَم: منهم السياسيون مثل الوزير زئيف إلكين وعضو الكنيست كسانيا سبتلوبا، ومنهم الممثّلون مثل “ملكة المسرح الإسرائيلي” يفغينيا دودينا والممثلة إنيا بوكشتاين، ومنهم الرياضيون مثل الرياضي ألكس أبربوخ، ورجال الأعمال مثل نيكول رايدمان، وآخرين كثيرين.

اقرأوا المزيد: 621 كلمة
عرض أقل
انفجار نووي، صورة توضيحية (Thinkstock)
انفجار نووي، صورة توضيحية (Thinkstock)

على الحافة: كوارث نووية كادت تحرق العالم

سوء الاتصال، أعطال تقنية ورئيس ينسى الرموز السرية للقنبلة في البدلة. تقرير شامل: جميع المرات التي كانت فيها دول النادي النووي قريبة من إطلاق السلاح النووي

إذا كنتم تسيرون في الشارع اليوم، وأوقفتم كلّ مارّ زائر وسألتموه عن الروابط التي تجول في رأسه حين يسمع عبارة “سلاح نووي”، كنتم بالتأكيد ستتلقّون ما لا يحصى من الأوصاف: “سلاح يوم القيامة”، “ناكازاكي وهيروشيما”، “الحرب العالمية الثانية”، “السباق الإيراني لحيازة السلاح النووي” وغيرها…

الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي (Wikipedia)
الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي (Wikipedia)

حتى اليوم تمّ إطلاق قنبلتَين ذريّتَين، كلتاهما بواسطة الولايات المتحدة، وأطلقتا على مدينتَين يابانيّتين، وكلتاهما في نهاية الحرب العالمية الثانية. ولكن في الـ 69 عامًا التي مضت كان هناك ما لا يقلّ عن 13 حالة حدثت فيها أخطاء مختلفة كادت ستؤدّي إلى إطلاق السلاح النووي، تقريباً.‎ ‎يعدّد أحد التقارير التي نشرت من قبل معهد العلاقات الدولية في لندن “Chatham House‏” جميع هذه الحالات ويحذّر من العواقب الكارثية التي يمكن أن تنجم عن سوء الاتصال، المشاكل التقنية وسوء الفهم للوضع بالنسبة لبعضهم.

كان استنتاج معدّي التقرير أنّ خطر إطلاق السلاح النووي عن طريق الخطأ أعلى من التقديرات حتّى الآن، وهذا الخطر يزداد فحسب. كتبوا: “قرارات الأفراد فقط، أحيانًا بانتهاك البروتوكول والتوجيهات السياسية، هي التي منعت في بعض الحالات إطلاق القنابل الذرّية”. ولكنّ تفصيل الحالات ليس أقلّ أهمّية عن استنتاج الباحثين البريطانيّين، وفي هذا التفصيل تظهر أيضًا إسرائيل كدولة كانت على عتبة إطلاق السلاح النووي.

الحالة الإسرائيلية

وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشيه ديان (AFP)
وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشيه ديان (AFP)

في أكتوبر 1973، خلال حرب تشرين، اقترح وزير الدفاع حينذاك، موشيه ديان، على الحكومة الإسرائيلية والتي تقف على رأسها، جولدا مائير، استخدام الخيار النووي. تم الكشف عن كلام ديّان في اجتماع طوارئ للحكومة الإسرائيلية، في اليوم الثاني للحرب، قبل نصف عام في تقرير تحقيقي واسع في صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وقد حدّث التقرير البريطانيّ هو أيضًا ما يتعلّق بذلك الاجتماع وادّعى أنّ ديان طلب دراسة “إعداد القوّات النووية لإسرائيل لإظهار القوة النووية”، وقدّم هذا الاقتراح غير المسبوق بعد خروج رئيس الأركان في تلك الفترة دافيد إليعيزر. عارضت جولدا مائير وسائر المشاركين في الاجتماع ذلك، وسقط الخيار.

أخطاء مصيرية

سبقت هذه الحالة أربعُ حالات من إطلاق الأسلحة النووية، في غضون شهرين أواخر عام 1962، أيام أزمة الصواريخ الكوبية. في تشرين الأول من ذلك العام، تمركزتْ أربع غوّاصات سوفييتية شمال المحيط الأطلسي. حذّرتْ سفن حربية أمريكية الاتحاد السوفياتي بأنّها ستجري تدريبًا في المنطقة وستطلق قنابل ضدّ الغوّاصات، ولكن بسبب سوء الاتصال لم تصل الرسالة للغوّاصات. ظنّ هؤلاء أن الأمريكيين يهاجمونهم وأمر أحد قادة الغوّاصات بإطلاق السلاح النووي: “سنفجّرهم الآن”. منع تدخّل نائبه تحويل الحرب الباردة إلى حرب عالمية ثالثة.

مفاعل بوشهر النووي (AFP /ATTA KENARE)
مفاعل بوشهر النووي (AFP /ATTA KENARE)

في 27 من تشرين الأول، كان الحدّ الأقصى من أزمة الصواريخ، فقد كانت كلّ من بريطانيا والولايات المتحدة على عتبة إطلاق قنبلة ذرّية، وحينها أيضًا كان سوء الاتصال من بين العوامل التي أدّت إلى تسخين الوضع. بعد شهر من ذلك أدّى إنذار كاذب إلى تجهّز الاتحاد السوفياتي لإطلاق السلاح النووي. تكرّرت هذه الحالات في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. عام 1979، أشار نظام الإنذار الأمريكي إلى إطلاق سلاح نووي من قبل السوفييت. لاحقًا فقط اتّضح أنّه ظلّ في المنظومة تسجيل من تدريب، وهو الذي أدّى إلى إثارة الرعب إلى هذا الحدّ.

كارثة تسرب المواد المشعة من المفاعل النووية في اليابان عام 2007 (AFP)
كارثة تسرب المواد المشعة من المفاعل النووية في اليابان عام 2007 (AFP)

وقد ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانيّة حالة أخرى، من أيلول 1983. حينها تعرّف قمر صناعي سوفياتي ما يفترض أنه صواريخ باليستية عابرة للقارّات وقد أطلقتْ نحو الاتّحاد السوفياتي. تصرّف الضابط السوفياتي الذي كان مسؤولا عن الرقابة والإشراف بخلاف التعليمات ولم يبلّغ عن الحادث للمسؤولين عنه، حيث راهن أنّه إنذار كاذب. اتّضح بعد ذلك أنّ ضوء الشمس الذي لمع من الأراضي الأمريكية كان قد أربك القمر الصناعي.

أخطاء بشرية كادت تؤدّي إلى محرقة نووية

يشرح معدّو التقرير أنّ خطر حدوث الخطأ الفادح يرتفع فقط عقب مشاركة كوريا الشمالية، الدولة المعزولة عن العالم، إلى النادي الذرّي، وعلى خلفية بطء عملية تفكيك السلاح النووي في دول أخرى. لدى روسيا والولايات المتحدة نحو 1,800 رأس نووي على أعلى الاستعداد، معد للإطلاق خلال 5 حتى 15 دقيقة، وهذه حقيقة ذات صلة الآن أكثر من أيّ وقت مضى، حيث إنّ التوتّرات في أوكرانيا لم تتبدّد بعد.

مفاعل ديمونة، جنوب إسرائيل (AFP)
مفاعل ديمونة، جنوب إسرائيل (AFP)

بالإضافة إلى أنّ الحالة النفسية لبعض القادة المسؤولين عن الحقيقة النووية يزيد أحيانًا من التخوّف. قلق مساعدو ريتشارد نيكسون وبوريس يلتسين بسبب ولعهم بالكحول. في أيار عام 1981 ترك الرئيس الفرنسي المنتخَب حينذاك، فرنسوا ميتيران، الرمز الخاص بإطلاق السلاح النووي في منزله، في جيب البدلة. وقد جرى في سنوات السبعينات حدث مماثل لجيمي كارتر، وتم أخذ البدلة مع الرمز إلى التنظيف الجافّ.

تبيّن أنّه خلافًا لما نعرفه نحن – الناس العاديّون – ونفهمه، فإن الأخطاء، التشدّد وفقدان الاتصال بين الرتب العسكرية والسياسية قد تؤدّي بسهولة إلى إزالة شعوب كاملة من على وجه البشرية في غمضة عين. وفي الوقت نفسه أيضًا لا يبدو أنّ هناك بدائل ملائمة للتأمين والسيطرة على الخطوات وعمليات اتخاذ القرارات في إطلاق السلاح النووي، لذلك لعلّه من المفضّل إيقاف سباق التسلّح النووي من الآن، وخير البرّ عاجله.

اقرأوا المزيد: 712 كلمة
عرض أقل

عن جذور كراهية إسرائيل والغرب في المنطقة

كتاب جديد يكشف عن أن ماكنة الدعاية السوفيتية عملت أثناء الحرب الباردة، على مدار الساعة، لتزرع جذور الدعاية المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط

30 يونيو 2013 | 14:00

كشف أهم رجل مخابرات منشق عن الاتحاد السوفيتي سابقا، في كتاب جديد، النقاب عن مؤامرة شيوعية سرية، نشط وفقها عملاء جهاز المخابرات السوفيتي، “كي جي بي”، في نشر جذور الكراهية والعداء للولايات المتحدة وإسرائيل في سبعينيات القرن الماضي.

ووفق الكتاب، الذي ألّفه رئيس جهاز المخابرات الروماني في السابق، يون بتشابا، أرسل يوري أندروبوف، رئيس جهاز ال “كي جي بي” لمدة 15 سنة، والذي أصبح لاحقا رئيس الاتحاد السوفيتي، المئات من عملاء ال “كي جي بي”، ومعهم آلاف المواد الدعائية الزائفة، لنشرها في الدول الإسلامية.
وجاء في الكتاب، وعنوانه “ديس إنفورميشن” (ترجمة فورية “تضليل”)، أنه “في عام 1972 عملت ماكنة التضليل التي أقامها أندروبوف على مدار الساعة، لتقنع العالم الإسلامي بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى تحويل المنطقة إلى بقعة صهيونية”.

وورد قول أندروبوف في الكتاب إن “العالم الإسلامي هو مكان لتربية الجراثيم”، يستطيع جهاز ال”كي جي بي” أن يفحص من خلاله العلاقة بين كراهية الولايات المتحدة ونشوء الأفكار الداعمة للتيار الماركسي – اللينيني في الدول الإسلامية.

وتولى أندروبوف عام 1967، قبل وقت قصير من حرب الأيام الستة، منصب رئيس جهاز ال “كي جي بي”. وفي عام 1973 أصبح عضوا في المؤسسة العليا للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي. وبعد موت ليونيد بريجنيف عام 1982، تولى أندروبوف منصب أمين عام الحزب الشيوعي وأصبح رئيسا للاتحاد السوفيتي.

وأمر أندروبوف بترجمة نص “بروتوكولات حكماء صهيون” إلى اللغة العربية. وهو نص زائف انتشر بدوافع المعادة للسامية. ويزعم مؤلفو النص أنه يكشف عن سلسلة لقاءات سرية عُقدت عام 1897 في مدينة بازل في سويسرا، ونُسجت خلالها خطة يهودية للاستيلاء على العالم، بالتعاون مع منظمة “الماسونية”. وقد اعتمد النظام النازي في ألمانيا على هذه البروتوكولات كشهادة لتبرير معاملته لليهود.

طبعة لنص "بروتوكولات حكماء صهيون" صدرت في مصر عام 1976. (وكيبيديا)
طبعة لنص “بروتوكولات حكماء صهيون” صدرت في مصر عام 1976. (وكيبيديا)

ويُظهِر الكتاب أن جهاز ال “كي جي بي” نشر نسخا عديدة لنص “بروتوكولات حكماء صهيون” في الدول الإسلامية، بغرض زيادة الكراهية لليهود والولايات المتحدة. يُذكر أن محكمة سوفيتية أصدرت في عام 1983 حكما يقضي بأن بروتوكولات صهيون هو نص زائف ومعاد للسامية، ومنعت نشره في الاتحاد السوفيتي، أول دولة نُشرت فيها البروتوكولات.

وذكر مؤلف الكتاب، بتشابا، أن جهاز المخابرات الروماني تلقى في عام 1972، نصّا للبروتوكولات بترجمة عربية، كشهادة لمحاولات الصهاينة السيطرة على العالم بمساعدة الأمريكيين. وقال بتشابا إنه تلقى أمرا بنشر البروتوكولات في الدول العربية، كاتبا “لقد وصلتني في السنوات الأخيرة التي قضيتها في رومانيا الآلاف من المواد الدعائية المعدّة للدول الإسلامية، وخلال لقاءاتي مع نظراء لي في بلغاريا وهنغاريا في تلك الفترة، كنت معهم على اتصال وطيد، اكتشفت أنهم تلقوا موادا مشابهة للنشر”.

ويكشف الكتاب كذلك أن السوفيتيين لم ينشروا دعايات مناهضة لإسرائيل واليهود فقط، إنما لجأوا كذلك إلى الإرهاب، ولهم صلة باعتداءين إرهابيين وقعوا في إسرائيل. الأول وقع في مايو (أيار) 1972 في مطار بن غوريون (مطار اللد) مسفرا عن 24 قتيلا، والثاني وقع في يوليو (تموز) 1975 في القدس، مسفرا عن 15 قتيلا.

يذكر أن هناك، في العالم الإسلامي، من يحاولون ترويج “بروتكولات حكماء صهيون” من دون انقطاع، رابطين بين النص الزائف الذي ألّف في الماضي وبين أحداث الحاضر، ومستنبطين أن التاريخ يتصرف وفق خطة قديمة نسجها اليهود للاستيلاء على العالم. حتى أن بعضا ذهبوا إلى القول إن الثورات العربية الراهنة هي أيضا خطة صهيونية – ماسونية، لجعل العرب يقتتلون فيما بينهم حتى يسيطر اليهود على الشرق الأوسط. وللقارئ والمتابع للثورات العربية أن يحكم بنفسه ما هي بالفعل أسباب هذه الثورات.

ويحذّر مروّجو البروتوكولات من أن اليهود يسعون إلى تدمير العالم كله ليسيطروا عليه، ويسأل سائل، من يدمر سوريا اليوم مثلا؟ وهل بشار الأسد ينفذ مجازر بحق شعبه بأمر بروتوكولات صهيون؟

اقرأوا المزيد: 537 كلمة
عرض أقل