الإعتراف بدولة فلسطين

وزير الشؤون الخارجية السلطة الفلسطينية، رياض المالكي (AFP)
وزير الشؤون الخارجية السلطة الفلسطينية، رياض المالكي (AFP)

مسؤول فلسطيني: “ننتظر وعد بلفور الخاص بنا”

يواصل مسؤولو السلطة الفلسطينية مساعيهم الديبلوماسية الرامية لنيل اعتراف دولي لدولة فلسطين خارج إطار المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل لهذا المسار

ناشد وزير الشؤون الخارجية السلطة الفلسطينية، رياض المالكي، وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن وعد يشبه وعد بلفور، الذي يعترف بحق الشعب اليهودي بتقرير مصيره منذ عام 1917.

وقال المالكي: “لقد أصبح بلفور مشهوراً بوعده لليهود بإقامة دولة لهم على أرض فلسطين، وأنا أُطالب أن يكون وزير خارجية بريطانيا الحالي مشهوراً بإعطاء وعد للفلسطينيين يسمى “وعد جونسون” عبر اعترافه بدولة فلسطين”.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد طالب بريطانيا، السنة الماضية، بالاعتذار عن وعد بلفور، وطرح إمكانية رفع شكوى ضدها في حال لم تستجب. كما ودعا عباس بريطانيا إلى إلغاء الاحتفالات لذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور الذي يصادف في شهر تشرين الثاني القادم. إلا أن وزارة الخارجية البريطانيّة ردّت بأنها لا تنوي الاعتذار عن وعد بلفور.

“إن وعد بلفور هو وعد تاريخي لا تنوي بريطانيا الاعتذار عنه”، جاء في رد وزارة الخارجية البريطانيّة.

ويواصل مسؤولو السلطة الفلسطينية مساعيهم الديبلوماسية الرامية لنيل اعتراف دولي لدولة فلسطين خارج إطار المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل لهذا المسار

اقرأوا المزيد: 160 كلمة
عرض أقل
عائلة إسرائيلية تشارك في مظاهرة تأييداً للسلام (AFP)
عائلة إسرائيلية تشارك في مظاهرة تأييداً للسلام (AFP)

20 ألف إسرائيلي يتظاهرون في تل أبيب دعما للسلام

أبو مازن في رسالة نُقِلت باسمه أمام المتظاهرين في الميدان "آن الأوان للعيش - أنتم ونحن - بسلام، أمان، واستقرار. لنصنع سلام الشجعان"

وصل أمس (السبت) آلاف مناصري المعسكر اليساري إلى ميدان رابين في تل أبيب، للمشاركة في تظاهرة حاشدة لذكرى 50 عاما على سيطرة إسرائيل على أراضي الضفة الغربية تحت شعار “دولتان – أمل واحد”.

في مسيرة السلام، قرأ المنظمون كلمة كتبها رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، جاء فيها: “آن الأوان للعيش، أنتم ونحن، بسلام، انسجام، أمن واستقرار”.

ومن بين الجهات المنظمة للتظاهرة: السلام الآن، حزب العمل، حزب ميرتس، مبادرة جنيف، شبان من حزب العمل، شبان من حزب ميرتس، والصندوق الجديد لإسرائيل.

20 ألف إسرائيلي يتظاهرون في تل أبيب دعما للسلام (AFP)
20 ألف إسرائيلي يتظاهرون في تل أبيب دعما للسلام (AFP)

وألقى خطابا كل من رئيس حزب المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، رئيسة حزب ميرتس، زهافا غلؤون، مدير عامّ السلام الآن، رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، ورئيسة الصندوق الجديد لإسرائيل.

أثناء التظاهرة، قرأ المنظمون أمام الجمهور الغفير كلمة لرئيس السلطة الفلسطينية. “ليس هناك صوت أقوى من صوت السلام العادل والشامل، كما أنه لا صوت أقوى من حق الشعوب في تقرير المصير والحرية من وطأة الاحتلال”، كتب أبو مازن.‎ ‎

“الطريق الوحيد لإنهاء النزاع ومحاربة الإرهاب في المنطقة والعالم كله هو حل دولتين لشعبين وفق حدود حزيران 1967، دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل”، أكد رئيس السلطة. “قبلنا قرار الأمم المتحدة، واعترفنا بدولة إسرائيل، ووافقنا على حل الدولتين، واعترف العالم بدولة فلسطين. في الوقت الراهن، آن الأوان أن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين وتنهي الاحتلال”. واختتم الرئيس أقواله كاتبا: “ما زالت الفرصة قائمة ولا يمكن تضييعها بينما نمد أيدينا لصنع سلام الشجعان. يقضي واجبنا تجاه الأجيال القادمة أن نضع حدا للصراع. سنصنع معا سلام الشجعان”.

هاجمت رئيسة حزب ميرتس، زهافا غلؤون، رئيس الحكومة الإسرائيلية: “يكذب علينا نتنياهو عندما يقول إنه منذ عقد في وسعه “إدارة النزاع”، وأن “لا مفر من إنهائه”، وأن “لا شريك لدينا”. لا يبدي نتنياهو أية جرأة أو مبادرة سياسية، ويتنصل من المسؤولية والمُخاطرة. علينا التغلب على هذا الكذب لأنه يهدف إلى بقائه سياسيًّا”.

وألقى رئيس حزب العمل، بوجي هرتسوغ كلمة أيضا أثناء المظاهرة، قائلا: “يهدف الكذب إلى التغلب على الخوف وبث الأمل”. وفق أقواله، “أكثر ما يثير الإعجاب هو الأمل والشوق لدى الكثيرين في رؤية دولة إسرائيل تسير بمسار مختلف عن المسار الذي تسير فيها حاليا”، قال هرتسوغ.

اقرأوا المزيد: 320 كلمة
عرض أقل
الصراع بين نتنياهو ورئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية، بينيت، يستعر مجددا (Flash90/Yonatan Sindel)
الصراع بين نتنياهو ورئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية، بينيت، يستعر مجددا (Flash90/Yonatan Sindel)

نتنياهو يتهم بينيت: “يُرسل أطفالا يهودا إلى المساجد”

الصراع بين نتنياهو ورئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية، بينيت، يستعر مجددا على خلفية الشائعات أن ترامب قد يدعم الفلسطينيين في حق تقرير مصيرهم في زيارته القريبة إلى إسرائيل

تطرق وزير التربية الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمس (السبت) إلى النشر الذي جاء فيه أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن اعترافه بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. هاجم بينيت في أقواله بشدة سياسة الليكود بشأن النزاع وهاجم “خطاب بار إيلان” لرئيس الحكومة، حيث دعا إلى إلغائه.

كما نذكر، منذ بداية الولاية الثانية لنتنياهو وحتى يومنا هذا، مارست إدارة الرئيس الأمريكي سابقا، باراك أوباما، ضغطا كبيرا تجاه حكومة إسرائيل لتجميد البناء في المستوطنات والعمل على إقامة دولة فلسطينية.أثناء خطاب الرئيس أوباما في القاهرة بتاريخ 4 حزيران 2009، توجه أوباما إلى العالم العربي مصرحا، من بين تصريحات أخرى، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية المستمرة في التقدم.

في أعقاب خطاب أوباما في القاهرة، عقد نتنياهو اجتماعا طارئا للحكومة وذلك بتاريخ 14 حزيران، بعد خطاب أوباما في القاهرة بعشرة أيام فقط، ألقى فيه خطابا سياسيا في جامعة بار إيلان حيث تطرق إلى رؤيته السياسية فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وأعرب نتنياهو أثناء الخطاب عن موافقته المبدئية لإقامة دولة فلسطينية شريطة أن تكون منزوعة الأسلحة وأن يعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل بصفتها دولة الشعب اليهودي.

“على إسرائيل أن تبادر وتضع طموحات خاصة بها وإلا سيُحدد الآخرون مصيرها. شكل خطاب بار إيلان أثناء عهد الرئيس أوباما، عندما وافق نتنياهو على إقامة دولة فلسطينية مصدر مقاطعة، إرهاب، وتهديد ديموغرافي خطير، وآن الأوان لإلغائه حاليا”، ادعى بينيت ردا على الشائعات التي تقول إن ترامب ينوي دعم الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وقال بينيت أيضا إن هناك خيارين أمام إسرائيل. “متابعة سياسة بار إيلان التي تدعم إقامة دولة فلسطينة ثانية، أو بدلا من ذلك، أن يكون في وسع دولة إسرائيل أن تضع طموحات خاصة بها من أجل مُستقبل المنطقة. يجب العمل على تطوير اقتصادي إقليمي يستند إلى المبادرات، منع إقامة دولة فلسطينية، فرض السيادة على المناطق الإسرائيلية في الضفة الغربية، العمل على استقرار قطاع غزة، تعزيز دولة إسرائيل لتكون مصدرا أمنيا، استخباراتيا، واقتصاديا في المنطقة”.

وهاجم أعضاء الليكود أقوال الوزير بينيت، ونعتوها “كمثال على ضربة ذاتية من قبل اليمين”. “تأتي مقاطعة إسرائيل نتيجة معارضة الدولة اليهودية وليس لسبب أيا كان”، كُتب.

وجاء أيضا: “مَن يُرسل أطفالا يهودا إلى المساجد، و يُعين يسارية متطرفة لتكون مسؤولة عن تعليم التربية المدنية ولا يقوم بأي عمل ضد التحريض في المدارس في القدس الشرقية، يجب عليه ألا يقدم الوعظات. من ليس قادار على الوقوف أمام بعض اليسارين في وزارة التربية والتعليم، التي يرأسها، فيجدر به ألا يقدم وعظات لرئيس الحكومة، نتنياهو، الذي يتعرض للضغوطات الدولية الممارسه عليه، أكثر من أي ضغوطات يتعرض لها رئيس حكومة في العقود الأخيرة”.

اقرأوا المزيد: 394 كلمة
عرض أقل
زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)
زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)

زعيم اليمين الإسرائيلي يتحدث إلى العرب

مقابلة حصرية مع نفتالي بينيت، وزير التربية الإسرائيلي ورئيس الحزب اليميني المتديّن "البيت اليهودي" لموقع "المصدر" يوضح فيها وجهة نظره للعرب

يقول محلّلون سياسيون إسرائيليون كثيرون إنه لو لم يكن نفتالي بينيت متديّنا ومتماهيا مع المستوطنين، كان سيشكل تهديدا كبيرا على نتنياهو. يبلغ بينيت 45 عاما فقط، ويُعتبر إحدى الشخصيات الأكثر موهبة بين السياسيين الإسرائيليين، حيث يحمل في جعبته سنوات من العمل كمقاتل وضابط في وحدات مختارة في الجيش الإسرائيلي (وحدة “سرية هيئة الأركان العامة” ووحدة “ماجلان”)، وخبير بمجال صناعة الهايتك حيث ساهم في أن يصبح مليونيرا في سن صغيرة جدا، بعد أن باع إحدى شركاته في الولايات المتحدة الأمريكية. رغم هذه التفاصيل، يعتبر بينيت في إسرائيل، وفي العالم الغربي والعربي بشكل أساسيّ سياسيا متطرفا جدا في حكومة إسرائيل. يعود ذلك طبعا إلى حزب “البيت اليهودي” الذي يرأسه حيث يمثل المستوطنين والمتديّنن وفق ما يمكن ملاحظته من اسم الحزب.

شق بينيت طريقه السياسي من خلال عمل مشترك مع نتنياهو، إلا أنهما انفصلا وأصبح بينيت اليوم يشكل تهديدا سياسيًّا كبيرا على رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتأثيرا كبيرا في إسرائيل. لذلك اعتقدنا أن قراءنا في العالم العربي يهتمون بآراء بينيت.

زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)
زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)

أجرينا المقابلة معه عندما كان في الولايات المتحدة، حيث أجرى، من بين لقاءات أخرى، لقاءات مع كبار المسؤولين في إدارة ترامب، استعدادا لزيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل. قال بينيت “أشعر أن ترامب عازم جدا على صنع السلام”. و “هو مصر على ذلك”.

هل تشكل هذه الفكرة تهديدا أم سلاما؟

بينيت: “أبو مازن هو زعيم الفلسطينيين رسميا. فأنا لا أختار من يكون قائدهم. كما هو معروف، فإن عهد ولايته ولى منذ زمن…”

نحن نطمح كثيرًا إلى صنع السلام. السؤال الذي يُسأل هو ما معنى هذه الفكرة، وماذا قابل للتطبيق حقا. أؤومن أن السلام يجب أن يحدث من الأسفل نحو الأعلى، ومن المهم أن يتضمن عناصر اقتصادية، تضمن تحسين جودة الحياة.

تبدو هذه الفكرة ممتازة إلا أنك تعرف ماذا يريد الفلسطينيون. إنهم يريدون دولة

إذا كانوا يريدون دولة فلسطينية أخرى، إضافة إلى الدولة في غزة، فهذا لن يحدث. فهذه الفكرة غير قابلة للتطبيق وليست صحيحة. من المهم تحديد توقعات واقعية، ويُفضّل أن تتابع كل الأطراف أسلوب حياتها بدلا من ان تُحدد أهداف واهية تؤدي إلى جولة عنف قابل للانفجار. شهدنا ذلك بعد المفاوضات في كامب ديفيد، حيث اندلعت من بعدها الانتفاضة الثانية.

ماذا تقترح على الفلسطينيين في الواقع؟

أقترح تركيز الجهود على مشروع مارشال (مشروع لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية) من أجل الفلسطينيين. يمكن أن نسميه “مشروع ترامب”. خلافا للسياسيين الآخرين، لدي ماض من العمل في مجال الأعمال وأؤمن أن المبادرات هي سر النجاح. فهناك أهمية للمبادرات في مجال التربية، السياحة، والهايتك.

زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)
زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)

هل تعتقد أن أبو مازن شريك؟

أبو مازن هو زعيم الفلسطينيين رسميا. فأنا لا أختار من يكون قائدهم. كما هو معروف، فإن عهد ولايته ولى منذ زمن، ولكن هذا شأن الفلسطينيين. أكثر ما يزعجني هو أنه يعمل على كراهية اليهود وإسرائيل. إذ يخلق التحريض في الجهاز التربوي الفلسطيني جيلا مخيبا للأمل من الفلسطينيين الذين ترعرعوا على الكراهية. علينا الانتظار 25 عاما إضافية، وهذا خطأ.

ما رأيك في المستوطنات؟ هل تعرف أنها تثير غضبا في أوساط الفلسطينيين؟

أنا أعتقد وكذلك آخرون أن هناك دولتين فلسطينيتين: دولة في غزة وأخرى في الأردن. لا مكان لدولة ثالثة. رغم ذلك، أنا مستعد لقبول اقتراحات مثل حكم ذاتي أو كونفدرالية. لقد اقترحت برنامجا تضم إسرائيل في إطاره مناطق “سي” (C) وتمنح مواطنة إسرائيلية للفلسطينيين فيها. على أية حال، ردا على سؤالكِ حول المستوطنات، لا أعتقد أن هناك داعي لإخلاء أي يهودي أو عربي وفق برنامج أيا كان. فهذا يشكل مسا صعبا بحقوق الإنسان.

بينيت: “هناك دولتين فلسطينيتين: دولة في غزة وأخرى في الأردن. لا مكان لدولة ثالثة…”

ما رأيك في غزة؟ في عملية “الجرف الصامد” أنت عارضتَ إدارة الجيش للعملية واعتقدت أنه كان يجب إنهائها بشكل حازم. كيف ترى غزة في يومنا هذا؟ فقد بات قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية

يجب طرح السؤال على قيادة حماس وليس عليّ. اطرحي السؤال على قيادة الجناح السياسي في حماس حول ما تقوم به حماس من أجل غزة. تكمن المشكلة في أن كل مبلغ مالي أو كمية من الإسمنت أو أية طاقات تبذل من أجل غزة تصل إلى الجناح العسكري فورا: تُستخدم من أجل الإرهاب، الصواريخ، والمس بإسرائيل. فحماس قادرة على الإجابة.

ما هو الحل؟

ليست لدينا أية رغبة أيدولوجية للعودة إلى غزة. لقد تراجعنا إلى حدود 67، أخرجنا المستوطِنين، الجيش الإسرائيلي، وأعدنا إلى أبو مازن مفاتيح السيطرة إلا أن الفلسطينيين “فشلوا في المهمة”. حصلت حماس على دولة مجانا. رغم ذلك عندما تُغيّر توجهها، لن تكون لدينا مشكلة مع غزة.

زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)
زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت (Roy Alima/Flash90)

هل تعرف أنكَ تعتبر متطرفا جدا في العالم العربي؟

هناك عمل منذ سنوات لرسم صورتي بشكل غير صحيح. لا أكره العرب أبدا، وفي الوقت ذاته لا أحبهم بشكل خاص أيضا. أعتبرهم بشرا وأعرف أننا نعيش في بيئة فيها عرب. يُستحسن أن تراقبي أعمالي وألا تشغلي نفسكِ في الصورة التي يرسمها الآخرين لي.

هل يمكنكَ إعطاء مثال؟

يمكن أن أشهد على أعمالي في إسرائيل فقط: فتحت 12 مركزا لتشغيل للنساء العربيات، وحاضنة هايتك للوسط العربي. نحن في وزارة التربية نوفر تعليم اللغة العبريّة، الرياضيات، والإنجليزية للطلاب العرب ومبادرات كثيرة أخرى. بالمناسبة، خلافا لما كنت أشعر به تجاه العرب قبل 20 عاما فقد أصبحت الآن متفائلا أكثر.

بينيت: “لا أكره العرب أبدا، وفي الوقت ذاته لا أحبهم بشكل خاص أيضا..”

لماذا أصبحت متفائلا؟

أشعر أن العرب يقتربون من دولة إسرائيل من خلال الحفاظ على هويتهم العربية طبعا. أثناء الانتفاضة الأخيرة، انتفاضة السكاكين، كان تورط العرب صفريا تقريبًا، رغم أنه كانت هناك محاولات لإقاحمهم فيها.

ما رأيك في الدين؟ هل يشكل عائقا؟

أنا إنسان مؤمن، وأعرّف نفسي بصفتي يهوديا بشكل أساسي. فاليهودية هي هويتي الأولى. عشت معظم حياتي في بيئة غير دينية، في الجيش، في عالم الهايتك، وعالم الأعمال. أنا متديّن، إلا أني أعمل لصالح كل مواطني دولة إسرائيل. فأنا لا أفكر كيف أهتم بالمتدينين بل بكل مواطني الدولة.

يُوصف الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أحيانا بصفته صراعا دينيا

لا أعتقد أن الإيمان يشكل عائقا أمام التعايش أو السلام بل على العكس. فالشعوب التي تؤمن بإله واحد يمكنها أن تجد طريقا للعيش معا. يجدر بنا تبني المرونة الفكرية التي تُميّز عالم الهايتك، إذ علينا أن نتعامل مع المشاكل القديمة من خلال وجهات نظر عصرية. بالمناسبة، أحد المجالات التي أحببتها في الهايتك هو أن هذا العالم لا يميز بين الأشخاص على أساس لون جلدهم، آرائهم السياسية، ودينهم. ولكن أنا لا أعيش في عالم مثالي ولا أعتقد أنه ستنشأ جنة عدن من العيش المشترك أو شرق أوسط جديد. فلدي أهداف متواضعة أكثر، وأنا واقعي.

بما أنكَ تحدثت عن الأهداف، السؤال الذي يُسأل: هل أنت معني بأن تصبح رئيس حكومة بدلا من نتنياهو؟

يتهرب بينيت قائلا: “أحب عملي جدا، وأشعر أنني قادر على التأثير جدا من خلاله.
هل نحن نطمح إلى قيادة الدولة؟ نعم.
هل هناك وقت محدد. لا…

اقرأوا المزيد: 1010 كلمة
عرض أقل
واجهة أبو مخ، وُلدت عام 1943 في باقة الغربية (Flash90/Hadas Parush)
واجهة أبو مخ، وُلدت عام 1943 في باقة الغربية (Flash90/Hadas Parush)

الحياة قبل عام 1948

شهادات حيّة من السنوات التي سبقت قيام دولة إسرائيل: مَن كان فلسطينيا؟ من آمن بالصهيونية؟ ومَن عرّف نفسه فلسطينيّا يهوديا؟

دار الحديث كثيرا عن الصراع الإسرائيلي العربي – أو الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وكُتب عنه. غالبا، كان الاهتمام دبلوماسيا أو سياسيا وانشغل بالجوانب التاريخية.

لم تُسمع أصوات أولئك الذين عاشوا هنا في فترات الصراع المختلفة، تقريبا. يُعرف القليل جدا عن الناس، يهودا وعربا على حدّ سواء، الذين عاشوا هنا في فترة الانتداب البريطاني (1917-1948). تُميّز تلك الفترة التي كانت مليئة بالعنف وعدم اليقين هوية عدد غير قليل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

كان مشروع التصوير “فلسطين/ أرض إسرائيل”، للمصورة الإسرائيلية، هداس بروش (لصالح وكالة التصوير Flash90)، بمثابة عودة في الزمن إلى الوراء، لفهم قصص الأشخاص الذين عاشوا في هذه الأرض، في تلك السنين، في الفترة بين الانتداب البريطاني وبين إقامة دولة إسرائيل (1948) وللتعرّف إليها أيضا.

“يطمح مشروع “فلسطين/ أرض إسرائيل” إلى التعرّف إلى القصص والتجارب المختلفة لكل مَن تم تصويره حيث يُسأل عن دلالة البطاقة الفلسطينية التي يحملها، وعن وجهة نظره حول انتمائه إلى هذه الأرض”، كما تقول بروش في حديثها معنا.

وتدمج سلسلة الصور المميزة بورتريهات ليهود وعرب من مواليد أرض إسرائيل/ فلسطين في فترة الانتداب البريطاني، يحملون بطاقات فلسطينية أصلية من فترة الانتداب. على كل بطاقة، شهادة ميلاد، بطاقة هوية، أو جواز سفر – مكتوب “ממשלת פלשתינה (א״י)” بالعبرية، و Palestine بالإنجليزية، وفلسطين بالعربية.

وُلدت فكرى تعقّب الأشخاص الذين وُلدوا هنا في تلك الفترة عندما التقت بروش بجدتها، التي وُلدت هي أيضا عام 1934. فُوجئت بروش عندما عرفت أن شهادة ميلاد جدّتها تظهر عليها كتابة “فلستينا” بالعبرية.

رُوَيدًا رُوَيدًا، بدأت تتراكم قصص وتجارب مختلفة لأشخاص شكّلوا فسيفساء السكان على هذه الارض، قبل إقامة دولة إسرائيل. يعرض التوثيق الأصلي لبروش بورتريهات لأشخاص مختلفين، يهودا وعربا، حيث تظهر إلى جانبهم بطاقة هوية أو شهادة ميلاد أصلية (من فترة الانتداب).

تحمل كل صورة من تلك الصور قصة شخصية لأصحابها، بكلماتهم الخاصة. “هناك دلالة خاصة لاسم فلسطين لكل شخص تم تصويره وقصة خاصة بتلك الفترة تحت حكم الانتداب. تُستخدم الوثيقة نفسها في المشروع مفتاحا للحديث عن القصة الشخصية لكل واحد، وهي معدّة للمشاهد الذي سيواجه حالات الواقع المختلفة والمتناقضة أحيانا التي كانت قائمة في الوقت ذاته على الأرض المتنازع عليها ذاتها”، كما تقول بروش.

جمعنا قصص ستة أشخاص، عربا ويهودا، من سلسلة الصور لنفهم ماذا اعتقدوا حول تلك الفترة المهمة في التاريخ للشعبين. وهذا ما قاله كل واحد منهم حول بطاقة هويته

ريموند ظاهر، وُلد عام 1944، في حيفا، في عهد الانتداب البريطاني. يعيش اليوم في حيفا، إسرائيل

ريموند ظاهر، وُلد عام 1944، في حيفا (Flash90/Hadas Parush)
ريموند ظاهر، وُلد عام 1944، في حيفا (Flash90/Hadas Parush)

“كل مَن وُلد قبل عام 1948، يحمل بطاقة هوية، العرب، اليهود، والجميع. عندما كنا صغارا، مَن كان يدرك أساسا معنى فلسطين أو إسرائيل؟ تظهر على هذه الوثيقة العبارة “فلسطين أرض إسرائيل”. من يستطيع أن يثبت ذلك؟ أنا لست فلسطينيا، لماذا؟ لأني وُلدت هنا. شهادة ميلادي فلسطينية، فماذا بعد؟ هل عليّ أن أجادل نتنياهو؟ إسرائيل موجودة: حقيقة. الضفة الغربية قائمة، وتقع تحت الاحتلال، ونحن ننتظر. أنا أعيش في إسرائيل، لا يمكن إخفاؤها. أنا سعيد في العيش فيها. لن تقوم دولة فلسطينية أبدا”.

تسيبورا هعتسني، وُلدت عام 1929، في القدس، عهد الانتداب البريطاني. تعيش في مستوطنة كريات أربع، الخليل، الضفة الغربية

تسيبورا هعتسني، وُلدت عام 1929، في القدس (Flash90/Hadas Parush)
تسيبورا هعتسني، وُلدت عام 1929، في القدس (Flash90/Hadas Parush)

“وُلدتُ في مستشفى “بيكور حوليم” في القدس، لقد نقلوا إليه حينها كل الجرحى الذين أصيبوا من المذابح ضدّ اليهود في مدينة الخليل في ذلك الحين. عندما أخبرتُ أمي أنني سأنتقل للعيش في الخليل، كانت على وشك أن يُغمى عليها فقالت: “هل تريدين العيش مع هؤلاء القتلة؟”.

أنا من الجيل السابع في إسرائيل. أحفادي في الواقع من الجيل العاشر. بطاقة الهوية هذه هي قصة حياتي. أنا فلسطينية. هكذا مُسجل فيها. دائما كنا صهاينة، حينذاك لم نعرّف أنفسنا أبدا كفلسطينيين. في نظري لم تكن هذه فلسطين وإنما أرض إسرائيل. كان اسم فلسطين شتيمة. كان ذلك اختراع لهادريان الذي أراد محو اسم إسرائيل، فسماها فلسطين، على اسم الفلستيين. ولكن هذا الاسم لا يعنيني. كنت يهودية في أرض إسرائيل وصهيونية”.

شريف محمد، وُلد عام 1941، باقة الغربية، في عهد الانتداب البريطاني. يعيش اليوم في باقة الغربية، إسرائيل

شريف محمد، وُلد عام 1941، باقة الغربية (Flash90/Hadas Parush)
شريف محمد، وُلد عام 1941، باقة الغربية (Flash90/Hadas Parush)

“لا أعارض شخصيا إقامة دولة إسرائيل، أو إقامة دولة فلسطين. إذا عاش الإسرائيليون والفلسطينيون معا، يمكن أن يختاروا اسما جديدا، وهذا لا يهمني. ولكن يهمني أن يحصل الجميع على حقوقهم فقط. في هذه الأيام، يزعم أشخاص مثل ليبرمان أنّه لا يوجد شيء اسمه فلسطين. مَن هو ليبرمان أصلا، مهاجر روسي جاء إلى هذه البلاد. اتركوا العرب واليهود يحلّون مشاكلهم وحدهم. وعندما يتم إنكار وجود فلسطين، فهذا يعني أنني غير قائم. كأننا سقطنا من السماء”.

واجهة أبو مخ، وُلدت عام 1943 في باقة الغربية، في عهد الانتداب البريطاني، فلسطين. تعيش اليوم في باقة الغربية، إسرائيل

واجهة أبو مخ، وُلدت عام 1943 في باقة الغربية (Flash90/Hadas Parush)
واجهة أبو مخ، وُلدت عام 1943 في باقة الغربية (Flash90/Hadas Parush)

“عانت هذه المنطقة طيلة سنوات طويلة تحت احتلال الجيش الإسرائيلي، حتى عام 1967. شهدت البلاد حصارا خانقا. كان الاحتفاظ بمثل هذه الوثائق الفلسطينية صعبا جدا. لم يُسمح لنا أن نذكر اسم فلسطين، نرفع العلم، أو أن نعرّف أنفسنا كفلسطينيين. كانت المرة الأولى التي استخدم فيها الناس هذا المصطلح في الانتفاضة الأولى، 1987. فتحدثوا عن ذلك حينها فقط وتحرّروا من الضغوط. فالعثور على وثائق كهذه، يشير إلى أنّه يوما ما كان الأمر مختلفا. كانت هنا دولة ذات مرة وكنت مواطنة فيها. مررت فترة صعبة، وأحتفظ بشهادة الميلاد هذه من أجل أن يراها أولادي والأجيال القادمة. إنّها تذكار جيّد”.

إلياهو دافيد سغيف غروسمان، وُلد عام 1931، في القدس، عهد الانتداب البريطاني، فلسطين. يعيش في القدس، إسرائيل

إلياهو دافيد سغيف غروسمان، وُلد عام 1931، في القدس (Flash90/Hadas Parush)
إلياهو دافيد سغيف غروسمان، وُلد عام 1931، في القدس (Flash90/Hadas Parush)

“حتى حرب الاستقلال عام 1948، لم أكن أذكر اسم فلسطين. نعم عرفت الاسم من وثائق أرض إسرائيل فلسطين. ولكن كنا نسميها أرض إسرائيل. سمّينا العرب – عرب أرض إسرائيل. سمّاها البريطانيون فلسطين لأنّهم كانوا يعملون على مساعدتنا في الاستيطان هناك. أعرب العرب عن مقاومة شديدة لحركة الاستيطان اليهودي. لقد أرادوا الأرض ملكهم فقط.

بطاقة الهوية هذه هي منذ الفترة التي عشتُ فيها تحت الانتداب، والحقيقة هي أنّ الانتداب، قد كلّف من قبل الكومنولث، لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل، على شكل وعد بلفور“.

اسحاق سعيد أبو خضير، وُلد عام 1943 في شعفاط، القدس، عهد الانتداب البريطاني، فلسطين. يعيش في شعفاط، القدس الشرقية، إسرائيل

اسحاق سعيد أبو خضير، وُلد عام 1943 في شعفاط، القدس (Flash90/Hadas Parush)
اسحاق سعيد أبو خضير، وُلد عام 1943 في شعفاط، القدس (Flash90/Hadas Parush)

“في الفترة التي حرص فيها اليهود الفلسطينيون، أقصد ليس هؤلاء الذين قدموا أثناء الاحتلال، بل الذين كانوا في البلاد اهتم كل واحد بالآخر، وعاش الناس في البلاد كجيران وأصدقاء تربطهم علاقة حسنة. لم يهتم أحد بدين الآخر، سواء كان يهوديا أو مسلما.

جواز السفر هذا، يثبت للعالم كله أنّه كانت يوما ما فلسطين على هذه الأرض ونحتفظ بالوثائق للإثبات. ما معنى دولة؟ كيف تُبنى؟ – علم، عملة، وثائق وأرض. نحن فخورون لأننا نملك جواز سفر من تلك الفترة. هذه الأرض هي مُلك الشعب الفلسطيني – فبناء على التاريخ، والوثائق، قدم اليهود إلى البلاد وأخذوا منا أراضينا، سلبوا حريتنا، ووضعونا في السجن. نحن نعيش في سجن كبير”.

اقرأوا المزيد: 1003 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي باراك أوباما يلتقي برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (AFP)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما يلتقي برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو (AFP)

88 سيناتورًا لأوباما: عارض أية قرارات أحادية ضد إسرائيل

على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المُتحدة، 88 من بين 100 سيناتور يطالبون أوباما استخدام حق النقد ضد أي قرار أُحادي الجانب فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني

طالب 88 سيناتورًا من بين 100 سيناتور الرئيس أوباما باستخدام حق النقد ضد أي قرار أُحادي الجانب يصدر عن مجلس الأمن، إذا حدث ذلك، فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. نظم لوبي “إيباك” عملية التوجه هذه للرئيس وتهدف إلى سد الطريق أمام الرئيس في حال كانت لديه أية نية لدعم مثل ذلك القرار وسد الطريق أمام مبادرات جهات أُخرى (نيوزيلاند، فرنسا، الفلسطينيين أنفسهم)، تنظر كيف يُمكن استغلال الفترة الانتقالية ما بين انتخاب الرئيس القادم وبين بداية شغل منصبه.

كتب السيناتورات في معرض رسالتهم للرئيس أوباما، من بين أمور أخرى: “يُمكن حل الصراع فقط من خلال التفاوض المُباشر بين الطرفين”. وطالبوه بالحفاظ على أن تظل الولايات المتحدة وسيطا عادلا فيما يخص الصراع وأن يلتزم بالمبادئ التي التزمت بها واشنطن حتى الآن، ومن بينها الحفاظ على العلاقة المتينة بين الولايات المتحدة وإسرائيل “الحليفة الديمقراطية”.

وناشد السيناتورات أيضًا الرئيس، إضافة إلى استخدام حق النقد، طالبين منه أن يعارض أية محاولة فلسطينية للحصول على اعتراف بحق الفلسطينيين لإقامة دولة ضمن المؤسسات الدولية. وادعى السيناتورات أنه على الإدارة الأمريكية العمل بالتعاون مع الدول العربية المُعتدلة من أجل تعزيز الهدوء في الشرق الأوسط وطالبوه بالاستمرار بشجب حماس “بشكل واضح”، وإدانتها حتى تعترف بحق إسرائيل بالوجود، تتخلى عن نشاطاتها الإرهابية، وتحترم الاتفاقيات الموقعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

كتب السيناتورات: “نظرا لأننا ملتزمون بهذه الأسس، نحن قلقون جدًا من تلك التقارير التي تتحدث عن أن هناك قرارات أحادية الجانب قد يتم اتخاذها في الأمم المُتحدة في الأشهر القادمة. ستمنع هذه الجهود إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة وستُعرضها للفشل”.

سافر، في هذه الأثناء، رئيس الحكومة نتنياهو وعقيلته سارة اليوم (الثلاثاء) إلى نيويورك لحضور جلسة الجمعية العام للأمم المتحدة. سيلتقي نتنياهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أوباما. وسيشكره شخصيًا، خلال اللقاء المُرتقب، على توقيع اتفاق الدعم الأمني الذي تم توقيعه الأسبوع الماضي. وأوضح المسؤولون في إسرائيل أن “توقيع اتفاق الدعم ذاك يُعبّر عن مدى عمق العلاقات الاستراتيجية والتحالف بين إسرائيل والولايات المُتحدة”.

اقرأوا المزيد: 294 كلمة
عرض أقل
كلينتون، باراك وعرفات في محادثات كامب ديفيد عام 2000 (AFP)
كلينتون، باراك وعرفات في محادثات كامب ديفيد عام 2000 (AFP)

كلينتون: عملتُ كل ما في وسعي من أجل إقامة دولة فلسطينية

الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون يكشف ما وراء كواليس العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية

خلال محاضرة ألقاها كلينتون أمام ناخبين في نيو جيرزي، الولايات المتحدة، في إطار الحملة الانتخابية لزوجته هيلاري، شارك المستمعين بما حدث من وراء الكواليس عندما حاول تحريك عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأجاب عن أسئلة الجمهور.

قال كلينتون إنه قدم للفلسطينيين عرضا سخيا جدا مفاده أنهم سيحصلون على “كل غزة، 96-97% من الضفة الغربية، وأراضي كتعويض في إسرائيل، وأيما يشاءون”. ولم يُقبل عرضه هذا، ولكن حسب أقواله كانت هناك ظروف مؤاتية وقتئذ: “عندما كان سلام فياض رئيس السلطة الفلسطينية في الضفة كان هناك تعاون مع الولايات المتحدة من كل الدول الغربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لقاء الاعتراف بدولة فلسطين”.

وردا على انتقاد الجمهور حول اختيار هيلاري للاعتراف بإسرائيل وبدعمها لها قال إن هذا ليس “اتفاقا مع حكومة إسرائيل على كل شيء، وليس تظاهرا وكأن الأبرياء لا يموتون، وليس تظاهرا أن الأولاد الفلسطينيين لا يموتون أكثر من الأولاد الإسرائيليين.

الزوجان بيل وهيلاري كلينتون (AFP)
الزوجان بيل وهيلاري كلينتون (AFP)

من جانب آخر، انتقد كلينتون بشدة طريقة عمل حماس وقت الحرب على غزة في عام 2014 وزعم أنها هي المسؤولة عن وفاة الكثير من الأبرياء: “عندما قرر عناصر في حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل اتخذوا مقرا لهم في المشافي والمدارس – في مناطق مأهولة بالسكان. وقد حاولوا وضع إسرائيل أمام موقف كان عليها فيه الاختيار بين عدم الدفاع عن نفسها أو قتل الأبرياء. إنهم بارعون بهذا، أذكياء، ويفعلون ذلك منذ زمن طويل”. وأضاف كلينتون أن “تولي أمر حكومة حماس وأصحاب الصواريخ الجاهزة” لا يعني تولي أمر المواطنين الفلسطينيين.

وأشار كلينتون فيما يخص جمود العملية السياسية بين إسرائيل وفلسطين إلى أن هيلاري “هي التي حثت على المقابلات الثلاث الشخصية الوحيدة والمباشرة بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس محمود عباس، وهذا يتجاوز إنجازات أي شخص آخر على مدار السنوات الثمانية الأخيرة”.

هيلاري كلينتون مع نتنياهو وعباس (Flash90)
هيلاري كلينتون مع نتنياهو وعباس (Flash90)

“يتحمل الجميع في الشرق الأوسط المسؤولية” اعترف كلينتون، “ولكن لن نتمكن أبدا من تحقيق أي تغيير جذري في الشرق الأوسط دون أن يفكر الإسرائيليون أنه يهمنا إذا كانوا أحياء أو أموات، وبهذا تكون لدينا فرصة لمتابعة تحريك عملية السلام”.

اقرأوا المزيد: 300 كلمة
عرض أقل
عباس ونتنياهو (AFP)
عباس ونتنياهو (AFP)

46% من الإسرائيليين اليهود يدعمون إقامة دولة فلسطينية

تطبيق القانون الإسرائيلي على مدن الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل أكثر قبولا على الشبان الإسرائيليين. 40% من الإسرائيليين يعتقدون أنّ السويد هي الدولة الأوروبية الأكثر عداء لإسرائيل

كشف استطلاع جديد أجري قبيل المؤتمر الدبلوماسي لصحيفة “جيروزاليم بوست”، عن أنّ الحلّ المفضل من قبل الشعب الإسرائيلي، في ظلّ موجة الطعن والدهس الفلسطينية الحالية، هو الانفصال التام عن الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية (46%)، ولكن يعتبر 35% من المستطلعة آراؤهم أن تطبيق القانون الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية، أي ضمّ الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، حلّا أكثر صحة في ظلّ الوضع الأمني الحالي.

تطبيق القانون الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية مقبول بشكل أكبر نسبيًّا من قبل المستطلعة آراؤهم حتى سنّ 44 (45%) ولا سيما من قبل المتدينين والحاريديم (61%، 59%، على التوالي).

يمكننا أن نجد في نتائج الاستطلاع أيضًا أنّ 54% من الإسرائيليين يعتقدون أنّ ألمانيا هي الدولة الأوروبية الأكثر دعما لإسرائيل، وتليها بفارق كبير 10% قد أشاروا إلى بريطانيا، 6% بولندا و 5% فرنسا.

وفي جانب دعم إسرائيل الإيجابي، تقع ألمانيا بعيدا فوق جميع الدول الأخرى، إذ حظيت بدعم 54% من المستطلعة آراؤهم. تُعتبر ألمانيا الدولة الأكثر دعما لإسرائيل، نسبًّا، أكثر من قبل الرجال (63%) والعلمانيين (65%). وقد وُجد أيضًا أنّه كلما ارتفع دخل الأسرة لدى المستطلعة آراؤهم فإنّهم يعتبرون ألمانيا الدولة الأكثر دعما لإسرائيل بنسب آخذة بالتزايد.

أنجيلا ميركل وبنيامين نتنياهو (Amos Ben Gershom/GPO)
أنجيلا ميركل وبنيامين نتنياهو (Amos Ben Gershom/GPO)

واشتمل الاستطلاع الذي أجري في الأسبوع الرابع من شهر تشرين الأول، قبل الهجمات الإرهابية في باريس، عيّنة تمثيلية مكوّنة من أكثر من 500 من المستطلَعة آراؤهم في أوساط السكان اليهود البالغين في إسرائيل. فحص الاستطلاع مواقف الشعب فيما يتعلق بدعم الدول الأوروبية لإسرائيل في ظلّ موجة الإرهاب الحالية.

ويُظهر الاستطلاع أيضا أن 40% من الإسرائيليين يعتقدون أنّ السويد هي الدولة الأوروبية الأقلّ دعما لإسرائيل، و 22% يعتقدون أنّ فرنسا هي الدولة الأقلّ دعما لإسرائيل.

مظاهرات لمنظمات مقاطعة إسرائيل (AFP)
مظاهرات لمنظمات مقاطعة إسرائيل (AFP)

وأوضح معدّو الاستطلاع أنّ الشعب الإسرائيلي يشعر بفتور من قبل الأوروبيين في علاقتهم بدولة إسرائيل. ويجمع المؤتمر الدبلوماسي هذا العام كل السلك الدبلوماسي الأجنبي القائم في إسرائيل، ليوم من الاستطلاعات السياسية والعسكرية حول الإرهاب، عملية السلام ووضع العلامات على منتجات المستوطنات.

وتبرز دولتان، من بين تلك الدول التي تم عرضها، بالنسبة للإسرائيليين في الدعم المنخفض لإسرائيل وهما السويد وفرنسا. وقد تمت الإشارة إلى فرنسا بشكل أكثر من الدول الأخرى نسبيا باعتبارها الدولة الأقل دعما لإسرائيل من قبل الشباب حتى سنّ 29 عاما (33% مقابل 22% من مجموع المستطلعة آراؤهم) والحاريديم (33%). وقد برزت الآراء السلبية حول السويد بشكل خاصّ في أوساط الرجال (49% مقابل 39% من مجموع المستطلعة آراؤهم) وقد ظهر ارتفاع في هذا التصوّر كلما ازداد سنّ المشاركين المستطلعة آراؤهم.

اقرأوا المزيد: 366 كلمة
عرض أقل
مخيم اليرموك (AFP)
مخيم اليرموك (AFP)

أبو مازن يُضحي بـ 18,000 لاجئ باسم حقّ العودة الفلسطينية

وافقت إسرائيل على استيعاب عشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، المعرّضون للخطر المباشر في مخيّم اليرموك للاجئين في سوريا، ولكن أبا مازن قرّر أن حقّ العودة أكثر أهمية وحكم عليهم بالجوع والموت

قبل عدة سنوات، قال لي أحد الأشخاص، وهو مستشار لأبي مازن بأنّه يمكن أن نسميه “المثقف الفلسطيني”، لأنّه من حيث ترتيب الأولويات لدى الفلسطينيين فالدولة المستقلّة ليست في أعلى سلّم الأفضليات. ماذا إذن؟ حقّ العودة، بمفهومه العملي: العودة إلى أراضي فلسطين (أرض إسرائيل). ربما ليس تماما إلى المكان الذي كان فيه البيت القديم قائما، ولكن في مكان ما في المحيط. بعد العودة، ولأنّها غير ممكنة، جاء النضال ضدّ إسرائيل. ولذلك حظيت عمليات حماس بدعم واسع: “المقاومة” أكثر أهمية من إقامة دولة مستقلة.

لم يكن هناك أبدا تجسيد ملموس إلى هذه الدرجة لسلّم الأولويات هذا، منذ التطورات الأخيرة بخصوص إنقاذ نحو 18 ألف فلسطيني من مخيم اليرموك في ضواحي دمشق. يمكن أن ندعو ذلك: العودة أو الموت. اتّضح أنّه قبل نحو شهر ونصف وافقت إسرائيل على السماح لعدد كبير من الفلسطينيين، من ضحايا الجوع والدمار من الحرب الأهلية السورية، بإيجاد ملجأ في أراضي السلطة الفلسطينية، في الضفة الغربية أو في غزة؛ وكلّ ذلك بوساطة الأمم المتحدة. واجه هذا الاقتراح مقاومة مفاجئة، لأنّها كانت مقترنة بتنازل أولئك اللاجئين عن عودتهم إلى بلداتهم الأصلية قبل عام 1948. قرّر أبو مازن التنازل باسمهم عن التخلّي عن حقّ العودة، وحكم عليهم بذلك بالمعاناة الفظيعة في مخيم اليرموك في دمشق، والذي قامت فيه معارك بين تنظيمات الثوار، بما في ذلك داعش، وبين قوات نظام بشار الأسد.

قبل نحو شهر ونصف وافقت إسرائيل على السماح لعدد كبير من الفلسطينيين، من ضحايا الجوع والدمار من الحرب الأهلية السورية، بإيجاد ملجأ في أراضي السلطة الفلسطينية، في الضفة الغربية أو في غزة؛ وكلّ ذلك بوساطة الأمم المتحدة. واجه هذا الاقتراح مقاومة مفاجئة، لأنّها كانت مقترنة بتنازل أولئك اللاجئين عن عودتهم إلى بلداتهم الأصلية قبل عام 1948. قرّر أبو مازن التنازل باسمهم عن التخلّي عن حقّ العودة، وحكم عليهم بذلك بالمعاناة الفظيعة في مخيم اليرموك في دمشق

حظي كلّ ذلك بتغطية عشوائية، سطحية وغير مفصّلة في الإعلام الإسرائيلي، وتلاشى. والسبب في أنّ الموضوع لم يحظَ بأي عنوان هو أنّ الكارثة في اليرموك تتناقض مع الرواية الفلسطينية. ولكنها أكثر من ذلك تتناقض مع رواية هجمة الكراهية المعادية للصهيونية والتي تشترك فيها الحركات اليسارية في العالم وفي إسرائيل.

الفلسطينيون الذين يموتون ويتعرّضون للتعذيب غير محسوبين، طالما أنّ من يرتكب الأهوال لا يرتدي زيّ الجيش الإسرائيلي. هذا ما كُتب صراحة في صحيفة “الغارديان” البريطانية وفي “الجزيرة”. بل وصف ناشط فلسطيني في حقوق الإنسان الصمت بخصوص الأهوال في اليرموك في الإعلام بأنّه “صمت مخيف”. ويشارك أبو مازن الذي يهاجم إسرائيل على جميع الجبهات في هذا الصمت. فذلك سيسلبه تصدر العناوين من الفيفا؛ وسيسلبه ذلك خطابات أوباما، الذي أعلن في الواقع ليلة عيد إنزال التوراة بأنّ إقامة دولة فلسطينية هو من أسس الديانة اليهودية. ربما في الوصية 11 أو 12، من يعُدّ.

كان سيتناقض ملجأ لآلاف الفلسطينيين الذين يموتون في الضفة الغربية أيضًا مع أسطورة “الاحتلال العنصري العنيف”. فمن الذي يرغب بأنّ يتم استيعابه في هذه الأرض المهدّدة، الواقعة تحت سيطرة “الأبرتهايد الإسرائيلي النازي”؟ لجميع هذه الأسباب، رأينا نموذجا ملموسا كيف تعتبر القيادة الفلسطينية الوطنية، إن كان هناك وجود لشيء كهذا، عرب 48 الموجودون خارج حدود البلاد أعلافا دعائية للمدافع، حرفيّا. شيء من هذا القبيل: “ابقوا في اليرموك الذي يتعرض للقصف والمُجوّع واصمتوا”. يمكن بالفعل أن تُكتب مسبقا ردود الفعل على الحادثة إذا كان سيتم تنفيذ إنقاذ كهذا إلى أراضي السلطة الفلسطينية: إسرائيل تغسل جرائمها بواسطة 18 ألف لاجئ حرب. فقد رأينا كيف يتعاملون مع عملية المساعدة في نيبال.

كيف يتم غسل الإبادة الجماعية

الشاب، إيهم الأحمد، عازف البيانو من مخيم اليرموك (AFP)
الشاب، إيهم الأحمد، عازف البيانو من مخيم اليرموك (AFP)

كل المشكلة الفلسطينية الآن هي في جبيرة من التثبيتات العقلية، لقادة الدبلوماسية والأيديولوجيا في العالم وفي البلاد. الأسئلة الكبرى في الوضع الحالي هي: من هو اللاجئ؟ ما هي المجزرة، ما هي الإبادة الجماعية؟ ما هو الشعب؟ أو، ماذا تبقّى من القوميّة العربية؟

هذه هي الأسئلة الحرجة، ولكن ذلك لم يزعج فيديريكا موغيريني أن تطالب بشدّة من وراء المنصّة بقسم متكرّر لرئيس الحكومة في موضوع حلّ الدولتين. وذلك لا يزعج فرنسا لتعزز قرارا في مجلس الأمن والذي ينصّ على جدول زمني لانسحاب إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية، حيث إنّ الرئيس الأمريكي يتمايل ولا يضمن مظلّة دبلوماسيّة.

إذن فلنبدأ من السؤال الأخير: لم يتبقّ شيء من القوميّة العربية. ما يسود في رام الله يمكن أن نسميه الحكم السني غربيّ الأردن. كما أنّه لم يعد هناك وجود للدولة العراقية ولا الدولة السورية ولا اللبنانية أو اليمنية، فلم يبقَ شيء من قومية تلك البلدان، وهكذا أيضًا القوميّة العربية تفكّكت تماما. القومية الفلسطينية فقط تستمرّ في الازدهار كمفهوم لا يُقهر؛ لكونها حجر زاوية لما وصفه البروفيسور الراحل روبرت ويستريخ الدين المدني في الغرب والذي يولّد معاداة السامية. مساهمة إسرائيل في الحرب ضدّ داعش هي قبل كل شيء السيطرة على المنطقة السنية الصغيرة غربيّ نهر الأردن، من أجل منع سيطرة عصابات داعش وحماس.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (الرئاسة الفلسطينية)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (الرئاسة الفلسطينية)

وبخصوص سؤال اللاجئين كما بخصوص قضية الإبادة الجماعية فالإجابات بسيطة: صحيح أنّنا نرى كلّ يوم عشرات ومئات آلاف المسلمين اليائسين يتحرّكون: يفرّون على الجسر من الرمادي، ويهربون من تدمر في سوريا. إنهم يفرّون من كل مكان. ولكن لا تخطئوا: إنهم ليسوا لاجئين، ليس حقّا. في الشرق الأوسط، أو في العالم كله، هناك فقط “اللاجئون الفلسطينيون”. فقط لاجئو الـ 48 محسوبون. ملايين المشرّدين الذين يملأون لبنان والأردن؛ هؤلاء ليسوا لاجئين في الحقيقة، لأنّ “صهيونية” أري شبيت وديفيد رمنيك ليست مشاركة في الموضوع.

وهكذا أيضًا بخصوص الإبادة الجماعية. في الشرق الأوسط، وخصوصا في مناطق الشام، قلب المنطقة، تجري إبادة جماعية. كانوا على حقّ أولئك القلّة الذين ذكروا في ذكرى يوم الهولوكوست بأنّ ما يحدث في سوريا يجب أن يشغل اهتمامنا بالتأكيد بسبب الهولوكوست. ولكن بالنسبة للرئيس أوباما هناك اهتمامات أخرى، رغم أنّ عليه مسؤولية غير مباشرة لنوبة الإبادة الجماعية هذه: التصريحات التي قالها رئيس الحكومة نتنياهو عن عرب إسرائيل في الدقيقة التسعين من الانتخابات الإسرائيلية أكثر أهمية من جميع ما يحدث حولنا. والإبادة الجماعية؟ لأجل ذلك هناك عملية “الجرف الصامد”. الهولوكوست؟ مذبحة اللد عام 1948 أكثر أهمية ليهود الولايات المتحدة من الهولوكوست.

والنتيجة هي بطبيعة الحال “تحليل الإبادة الجماعية”. للجميع. للفلسطينيين أيضًا. إذا لم تطأ قدم الرجل الأبيض في المنطقة، وإذا لم تكن هناك الأحذية العالية لوحدات الجيش الإسرائيلي: فكل شيء مسموح. وخصوصا إذا تحدّث أبو مازن وصمت بان كي مون.

نشر هذا المقال على موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 946 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة  (AFP)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة (AFP)

الانتفاضة الدبلوماسية تُثبت نفسها

التجنّس الناجح للنضال الفلسطيني بقيادة أبو مازن، وانقطاعه عن مسار العنف، يساعده في قبوله في أرجاء العالم ككفاح أخلاقي صادق

ترجمة من العبرية

في الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو، دون جدوى، أن يعلّم العالم التكلم باللغة العبرية، نجح الرئيس الفلسطيني بعد عقود من المثابرة بتعليم اللغة العربية الفلسطينية للعالم، أن يعلّم خاصة القضية الفلسطينية التكلم بلغة العالم. يجيد الفلسطينيون الآن التواصل مع العالم والانفتاح عليه وعلى قوانينه فيما يتعلق بالسلام والحرب. في المقابل، تنغلق إسرائيل على نفسها أمام العالم الحائر، ذلك العالم الذي يلمّح إلى إمكانية مقاطعتها في حال استمرت في إنكارها لضرورة التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. نجح أبو مازن الذي يلصق به العديد من رجال القيادة الإسرائيلية صفة الضعف أن يضع نتنياهو وإسرائيل في موضع مواجهة غير مسبوق مع العالم وخاصة مع البيت الأبيض. ويجب ألا نخطئ: لا يقف الموضوع الإيراني فقط في مركز هذه المواجهة، بل أيضا القضية الفلسطينية.

نتنياهو في الكونغرس الأمريكي (AFP)
نتنياهو في الكونغرس الأمريكي (AFP)

من المحتمل أن ضعف العواصم العربية تحديدًا جعل أبو مازن، ومن قبله عرفات، يؤسسا الكفاح الفلسطيني على قواعد غير عنيفة. بالإضافة إلى ذلك، عزز إهمال الخيار العسكري قوة القضية الفلسطينية، وجعلها تتصدر مجددا جدول الأعمال اليومي الإقليمي رغم فوضى “الربيع العربي” العارمة. والآن تحظى القضية بطراوة معيّنة في أوساط الدوائر العامة، المجتمع المدني، ودوائر أكاديمية وسياسية واسعة في أوروبا وشمال أمريكا. أعتقد شخصيا أنّ تجنُّس القضية الفلسطينية وإخراجها من مسار العنف يساعدها في قبولها في أرجاء العالم كقضية كفاح أخلاقي صادق. يتبيّن أن تسخير الوسائل لهدف نبيل – التحرر من بطش الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية – هو حقا حاجة فلسطينية حقيقية ملحّة، من الصعب الفوز بنضال وكفاح صادق عندما تكون الوسائل غير نبيلة أو تؤدي إلى جباية الكثير من الأرواح، من بينهم مواطنون أبرياء.تبدو القيادة الإسرائيلية متكبرة ومتعجرفة، وتتجاهل التغيير الكبير الحاصل لدى الجانب الفلسطيني، والذي يظهر من خلال التنازلات الكبيرة التي قاموا بها فيما يتعلق بشروط التوصل إلى اتفاق ممكن، وباختيار استراتيجي بواسطة المفاوضات والدبلوماسية. وأيضا عندما عبثت إسرائيل بثلاث مغامرات حربية دامية ومدمّرة ضد حماس في قطاع غزة، لم تتنازل السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن عن هذا الخيار. بكلمات أخرى، على الرغم من رغبة حماس بـ “إشعال الضفة الغربية تحت أقدام المحتلين الصهاينة”، وعلى الرغم من تدخل دول ليست ودية مع السلطة، مثل قطر وتركيا، بقيت السلطة الفلسطينية متمسكة بالطريق الأكثر استقلالية الذي تمسكت به خلال التاريخ الفلسطيني.

نجحت القيادة الفلسطينية بعزل نضالها عن مصنع الإرهاب للقاعدة، وذلك عن طريق اختيارها خيار التجنّس في الوقت الصحيح

إن نجاح القيادة الفلسطينية في قطع العلاقة بين حركات الإرهاب العالمي، ومن بينها الحركات ذات التوجه الإسلامي المتطرف، وبين القضية الفلسطينية يعتبر إنجازًا جديرًا بالذكر. لم يستطع أسامة بن لادن ونائبه، د. أيمن الظواهري، أن يستقطبا النضال الفلسطيني إلى دائرة الحرب ضد “الكفار الغربيين” و”المجرمين الصهاينة”، وأكثر من ذلك، نجحت القيادة الفلسطينية بعزل نضالها عن مصنع الإرهاب للقاعدة، وذلك عن طريق اختيارها خيار التجنّس في الوقت الصحيح. أدى هذا الانقطاع بين الحلبات إلى المساهمة الحاسمة في إحياء القضية الفلسطينية وتدويلها من جديد، بالرغم من محاولات إسرائيل الكثيرة لطمسها وإخفائها تحت طبقات جديدة من الإسمنت تابعة للاستيطان والمستوطنين.

المحكمة الجنائية الدولية (Vincent van Zeijst)
المحكمة الجنائية الدولية (Vincent van Zeijst)

في المقابل، لم تتجاهل القيادة الإسرائيلية من القضية الفلسطينية وتنكرها فحسب، بل أيضا اعتبرتها قضية ستختفي من تلقاء نفسها. اليمين الذي تصوّر أن “الفوضى العربية” ستستقطب إلى داخلها القضية الفلسطينية وأبو مازن الذي لا يُعتَبَر “شريكا”، أو أن محمد دحلان سيستبدل أبو مازن الذي أبعده، ويُفرح ويريح ليبرمان. بالمقابل، تأمل قيادات اليمين أن القضية الإيرانية ستتعاظم إلى درجة تبتلع وتخفي بين طياتها القضية الفلسطينية أو تبعدها جانبا. ومن كان يأمل أن الحلف غير المعلن عنه مع الدول العربية المعتدلة سوف يحرر إسرائيل من القضية الفلسطينية فقد أخطأ.

عقيدة “إدارة النزاع” التابعة لنتنياهو غير واقعية، وعلى ضوء المثابرة الفلسطينية في النضال السياسي-الدبلوماسي، يجب على إسرائيل أن تقترح اقتراحا ما من أجل تجديد وتسيير المفاوضات

أعتقد أن أبو مازن سيتمسك بالخط السياسي-الدبلوماسي الذي أداره. والأمور التي لم تنجح بواسطة الدبلوماسية ستنجح بالمزيد من الدبلوماسية، وذلك لأنه هناك شعور أيضا في الجانب الفلسطيني من الإرهاق والملل بسبب العنف والتصعيدات. الضفة الغربية مشبعة بالكفاحات المحلية غير العنيفة، من بينها الكفاح ضد مسار الجدار في بلعين، كما ويطالب الفلسطينيون المحاكم الإسرائيلية بالعدل، وعلى رأسها المحكمة العليا. تشكل السلطة الفلسطينية مظلة كبيرة لهذا التوجه مثل التوجه لمؤسسات دولية مختلفة. وهذا ليس خيارا تكتيكيا، وإنما مبدئيا: اكتشف الفلسطينيون من جديد قوة ضعفهم، ذلك الضعف الذي أبرزته الانتفاضة الأولى أكثر من أي شيء. إن الحفاظ الدؤوب على هذا الخط سيجلب للفلسطينيين دعما كبيرا من قبل دول العالم على حساب إسرائيل، وذلك في حال استمرت الحكومة القادمة في إسرائيل بالتملص من واجبها لحل القضية الفلسطينية.

يبدو أن عقيدة “إدارة النزاع” التابعة لنتنياهو وليبرمان غير واقعية، وعلى ضوء المثابرة الفلسطينية في النضال السياسي-الدبلوماسي، يجب على إسرائيل أن تقترح اقتراحا ما من أجل تجديد وتسيير المفاوضات.‎ ‎إن تصعيدا إضافيا سيؤدي بحياة إسرائيليين وفلسطينيين عبثا، تماما كما حصل في عمليتي “عمود السحاب” و “الجرف الصامد”.

نشر هذا المقال في الأصل باللغة العبرية على موقع‏ Can Think‏

اقرأوا المزيد: 741 كلمة
عرض أقل