سمية سهلا (Credit: Mark Israel Salem)
سمية سهلا (Credit: Mark Israel Salem)

مسلمة تتحول من دعم الجهاد إلى دعم إسرائيل

كيف أصبحت شابة مسلمة قضت عقوبة السجن بسبب انتمائها إلى منظمة إرهابية تشارك في ندوة عمل ضد معاداة السامية في إسرائيل؟

لم تفكر سمية ساهلة (Soumaya Sahla)، شابة مسلمة هولاندية عمرها 34 عاما، أن حياتها ستبدو هكذا اليوم. وصلت هذه الشابة، التي قضت عقوبة السجن بعد اتهامها بالانتماء إلى منظمة إرهابية، مؤخرا إلى إسرائيل للمشاركة في ورشة عمل حول الهولوكوست واجتثاث معاداة السامية في متحف “ياد فاشيم”.

بدأت قصة ساهلة المثيرة للاهتمام في عام 1983، عندما وُلدت في هولاندا لوالدين من أصل مغربي. رغم أنها درست في مدرسة مختلطة في لاهاي، فقد ترعرعت في مجتمع إسلامي تقليدي ومغلق. في مقابلة معها لصحيفة “معاريف”، قالت ساهلة إن والدها أقام في التسعينيات مسجدا في هولندا وأصبحت تعمل على إدارته. في أعقاب مقتل المخرج الهولندي الشهير الذي كان يُعرف باسم الناقد القوي للإسلام في أمستردام في تشرين الثاني 2004، أقرت الحكومة الهولندية قوانين لمكافحة الإرهاب أثرت أيضا على المسلمين في لاهاي.

أدت القيود التي فرضتها الحكومة الهولندية بأن تتقرب ساهلة من الشبان المسلمين، الذين كان بعضهم أعضاء في المنظمة الإرهابية “شبكة هوبستاد”. في حزيران 2005، اعتُقلت ساهلة بتهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني. لهذا سُجنت لمدة نصف سنة، ولكن في عام 2006 اعتُقلت ثانية، بعد العثور على أسلحة في منزلها، وعندها اتُهمت بالانتماء إلى تنظيم إرهابي.

في مقابلة معها، أوضحت ساهلة أنها لم تكن عضوة في التنظيم، ورغم هذا سُجنت لمدة ثلاث سنوات في أحد السجون الأكثر حراسة في هولاند، إذ قضت عقوبتها في سجن مع الرجال. مرت ساهلة بتغييرات كثيرة في السجن، إذ التقت فيه بشخص أثر فيها كثيرا وهو الحاخام أرييه هاينتس، من أتباع حركة “حباد”. “كان يصل الحاخام إلى السجن ليصغي إلى اليهود المسجونين”، قالت ساهلة. “لقد لاحظ أنني أحب قراءة مواضيع الفلسفة المختلفة، فدار حديث بيننا عن الفلسفة والدين”.

النساء المسلمات في أوروبا (AFP)

أصبحت تلك المحادثات بينها وبين الحاخام تدور في أحيان قريبة، ولوقت أطول، إذ تحدثا معا عن مواضيع دينية، فاقترح الحاخام على ساهلة بأن تقرأ كتبا تظهر فيها العلاقة بين الإسلام واليهودية. في وقت لاحق، ساعد الحاخام ساهلة على الالتحاق بالدراسة في جامعة خارج السجن، وهكذا بدأت بتعلم العلوم السياسية.

في نهاية عام 2008، أطلِق سراحها من السجن، وفي ظل التغييرات التي مرت بها فيه، قررت أن تتعرف إلى العالم الآخر، غير الإسلامي، وحتى أن تتحدث عنه أمام المسلمين. منذ ذلك الحين، أصبحت تنظر ساهلة إلى الجامع كموقع لجعل الشبان متطرفين.

إن تقارب ساهلة من اليهودية ومعرفتها لإسرائيل، جعلاها داعمة متحمسة لإسرائيل، وهي معنية اليوم بتمرير محاضرات حول إسرائيل في المجتمع الإسلامي في أوروبا، الذي يستقي معلوماته وفق رأيها من الحملات التسويقية ضد إسرائيل. ساهلة مسؤولة عن منظمة تعمل على التسوية والتقارب بين المسلمين واليهود، وفي إطار عملها انضمت مؤخرا إلى ورشة حول الهولوكوست ومعادة السامية التي تُجرى في إسرائيل.

لم يكن دخول ساهلة إلى إسرائيل مفهوما ضمنا، وسُمح به بناء على دعم سفير إسرائيل في هولاندا، آفيف شيرؤون. ترسل ساهلة من إسرائيل رسالة تسوية وأمل: “ليس من السهل أن تصل شابة مثلي، ذات ماض شبيه بالماضي الخاص بي، إلى إسرائيل وتلقى ترحابا جيدا. يشهد هذا بشكل أساسيّ على قدرة هذه الدولة على احتواء الأشخاص. أشعر أن وصولي إلى إسرائيل حدث بسبب أعجوبة.”

اقرأوا المزيد: 463 كلمة
عرض أقل
الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل (Flash90)
الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل (Flash90)

سفير عربي يرغب في التصويت لصالح إسرائيل في اليونسكو

غضب عارم في المنظومة السياسية الإسرائيلية في أعقاب قرار اليونسكو الإعلان عن الحرم الإبراهيمي كموقع تراث فلسطيني دون ذكر صلته باليهودية

غضب في المنظومة السياسية في إسرائيل، بسبب قرار اليونسكو، منذ يوم الجمعة الماضي (07.07) الذي يعتبر الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينيا. أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى القرار بصفته “جنونيا”. وفق أقواله، أقرت “اليونسكو هذه المرة أن الحرم الإبراهيمي في الخليل هو موقع تراث فلسطيني أي غير يهودي مما يعرضه للخطر. ليس موقعا يهوديا؟! مَن مدفون فيه – ابراهيم، إسحاق، ويعقوب. وكذلك سارة، رفكا، وليئة. أباؤنا وأمهاتنا! أصبح الموقع معرضا للخطر! فمن المعروف أن في الأماكن التي تسيطر عليها إسرائيل مثل الخليل يمكن ضمان الحرية الدينية للجميع”، وفق أقواله.

وأعرب رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، عن استيائه من القرار قائلا: “يثبت قرار اليونسكو ثانية أن الحديث يدور عن هيئة تصر على متابعة نشر الأكاذيب المعادية لليهودية في حين تسكت إزاء طمس التراث الإقليمي من قبل متطرفين همجيين”.

ونعت وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، وزارة التربية، والعلم، والثقافة التابعة للأمم المتحدة بصفتها “معادية للسامية، منحازة سياسيًّا، ومخجلة”. وفق أقواله، فإن قرارات اليونسكو “غير الوثيقة” لن تمس بحق البلاد، معربا عن أمله بأن تتوقف الولايات المتحدة عن تمويل اليونسكو.

مقر اليونسكو في باريس (Flash90/Serge Attal)
مقر اليونسكو في باريس (Flash90/Serge Attal)

وكما ذكر آنفا، فإن لجنة التراث التابعة لليونسكو، وهي منظمة التربية، والعلم، والثقافة التابعة للأمم المتحدة، التي اجتمعت منذ وقت قصير وذلك يوم الجمعة الماضي (07.07.2017) شهدت نقاشا عارما لم تشهد مثله منذ وقت. هكذا تسير الأمور عند طرح موضوع سياسي قابل للانفجار ويتصدر مركز الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني: طلب فلسطيني بناء على أسباب طارئة لتسجيل الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل بصفتيهما موقعين تراثيين عالميين فلسطينيين معرضين للخطر في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

نقل سفير إسرائيل في اليونسكو، كرمل شمة هكوهن لوسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية قصصا ساخنة لا سيما عندما كشف أنه توصل إلى تفاهمات مع سفير دولة عربية، لا تربطها علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل، للتصويت ضد قرار اليونسكو. وكُشف أيضا أن ذلك السفير اشترط التصويت ضد قرار اليونسكو شريطة أن يكون التصويت سرياً تماما ولكنه تراجع عندما عرف أن التصويت لن يتم وراء ستار وبشكل سري.

سفير إسرائيل في اليونسكو، كرمل شمة هكوهن (Flash90/Miriam Alster)
سفير إسرائيل في اليونسكو، كرمل شمة هكوهن (Flash90/Miriam Alster)

في الرسالة النصية التي أرسلها السفير العربي، الذي لم يتم الكشف عن هويّته، إلى السفير الإسرائيلي، كرمل شمة، كُتِب بالإنجليزية: “من الصعب أن نقول أن هذا التصويت يجري بسرية. فسادت ضجة. لم يكن خيار أمامي”. ورد شمة هكوهن قائلا: “أعرف، أعرف يا عزيزي. من جهتي أرى وكأنك نجحت في التصويت ضد القرار”. (الرسالة النصية باللغة الإنجليزية: ‏Sorry for today, it was too heated, it is difficult to say it was a secret vote… ‎‏)

كما ذُكر آنفًا، فقد أيدت 12 دولة القرار وعارضته 3 دول، وامتنعت 6 دول عن التصويت.

ويقضي القرار أن الحرم الإبراهيمي هو موقع تراث يقع في فلسطين. وقد جاء القرار بناء على طلب الدول العربيّة باسم الفلسطينيين، الذي تطرق إلى التراث الإسلامي دون ذكر صلته باليهودية.‎ ‎

اقرأوا المزيد: 416 كلمة
عرض أقل
  • حجاج مسلمون يؤدون فريضة الحج (AFP)
    حجاج مسلمون يؤدون فريضة الحج (AFP)
  • البابا فرنسيس الأول (AFP)
    البابا فرنسيس الأول (AFP)
  • مصلون بوذيون في تايلاند (AFP)
    مصلون بوذيون في تايلاند (AFP)
  • مصلون يهود يرفعون كتاب التوراة أمام حائط المبكى (حائط البراق) في القدس (Flash90|Yonatan Sindel)
    مصلون يهود يرفعون كتاب التوراة أمام حائط المبكى (حائط البراق) في القدس (Flash90|Yonatan Sindel)

توقعات مستقبل الديانات حتى عام 2050

البروفيل الديني العالمي يتغير سريعا، لا سيّما بسبب الفجوات في نسب الولادة وعدد الشباب في العالم. أية ديانة قد يزداد حجمها، وأية ديانة قد تتقلص بشكل ملحوظ؟

وفق بحث مركز بيو للأبحاث ‏(PEW)‏‏‎، الذي تنبأ التغييرات التي ستطرأ على الديانات في العقود الأربعة القادمة، فيبدو أن المسيحية ستظل الديانة الأكبر في العالم، ولكن من المتوقع أن يزداد حجم الديانة الإسلامية بوتيرة أسرع من الديانات الأخرى، في حال استمر الوضع الحالي.

ويُستدل من البحث أيضا أنه حتى عام 2050:

سيكون عدد المسلمين مساويا تقريبا لعدد المسيحيين في أنحاء العالم.

سيشكل الملحدون والأشخاص الذين لا ديانة لهم – مع أن عددهم أصبح أكبر في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا – جزءا صغيرا من سكان العالم.

سيكون عدد البوذيين في العالم مساويا تقريبا لعددهم في عام 2010، في حين سيكون عدد السكان الهنود واليهود أكبر من عددهم في يومنا هذا.

البابا فرنسيس الأول (AFP)
البابا فرنسيس الأول (AFP)

سيشكل المسلمون في أوروبا %10 من إجمالي السكان.

ستحافظ الهند على غالبية من الهنود حتى وإن كان السكان المسلمين فيها أكثر من سكان أية دولة أخرى في العالم، حتى أكثر من إندونيسيا.

سينخفض عدد المسيحيين في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين كانوا يشكلون أكثر من ثلاثة أرباع إجمالي سكان أمريكا في عام 2010، إلى ثلثين في عام 2050. لن تظل اليهودية الديانة غير المسيحية الأكبر في أمريكا. فسيصبح المسلمون في الولايات المتحدة أكثر من السكان الذين يعرفون أنهم يهوداً.

سيعيش أربعة من بين عشرة مسيحيين في العالم في إفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى.

هذه هي التغييرات الدينية العالمية الأساسية المتوقعة وفق المعايير الديموغرافية الجديدة التي توصل إليها مركز بيو للأبحاث
(PEW).

مصلون يهود يرفعون كتاب التوراة أمام حائط المبكى (حائط البراق) في القدس (Flash90|Yonatan Sindel)
مصلون يهود يرفعون كتاب التوراة أمام حائط المبكى (حائط البراق) في القدس (Flash90|Yonatan Sindel)

تستند التوقعات إلى حجم السكان الحاليّ في العالم، وفق التوزيعة الجغرافية للديانات الكبيرة في العالم، فروق الجيل، نسب الولادة والوفاة، الهجرة العالمية، ونمط اعتناق الديانات الأخرى.

حتى عام 2010، كان عدد المسيحيين في العالم 2,168,330,000 مسيحي وهم يشكلون 31.4% من إجمالي السكان في العالم. في عام 2050، من المتوقع أن يصل تعداد السكان المسيحيين في العالم إلى 2,918,70,000 وأن يشكلوا 31.4% من إجمالي سكان العالم (زيادة حجمها نحو 750 ألف مسيحي).

مصلون بوذيون في تايلاند (AFP)
مصلون بوذيون في تايلاند (AFP)

حتى عام ‏2010‏، كان تعداد المسلمين في العالم 1,599,700,000 مسلم وهم يشكلون ‏23.2%‏ من ديانات العالم. في عام 2050، من المتوقع أن يصل تعداد السكان المسلمين في العالم إلى 2,761,480,000 مسلم، نحو 29.7% من إجمالي السكان في العالم (زيادة حجمها نحو 1,162,000,000 مسلم).

يحتل المرتبة الثالثة، المواطنون الذين لا ديانة لهم وكانت نسبتهم حتى عام 2010 نحو 16.4% من إجمالي سكان العالم، وكان تعدادهم 1,131,150,000. وفق التوقعات، في عام 2050 قد يصل تعدادهم إلى 1,230,340,000 وستكون نسبتهم 13.2% من إجمالي سكان العالم فقط.

اقرأوا المزيد: 359 كلمة
عرض أقل
الشيخ محمد شريف (Noam Moskowitz)
الشيخ محمد شريف (Noam Moskowitz)

محادثات عن الله – الشيخ محمد شريف من حيفا

محادثات مع ممثلي الديانات التوحيدية الكبيرة الثلاث في البلاد المقدّسة عن الله، الإيمان، طبيعة الإنسان، وهل هناك مكانة للدين في العصر الحديث. مقابلة مع الشيخ محمد شريف من حيفا

لقد فكرتُ كثيرا في إجراء محادثة مع رجال دين إسرائيليين حول الله، الإلهة، ومكانة الدين في المجتمَع الإسرائيلي في العصر الحديث.

تهدف الفكرة إلى عرض 10 أسئلة شبيهة أمام ثلاثة رجال دين ومحاولة الإجابة بواسطتها عن أسئلة كثيرة، تقلق البشر.

هل المجتمَع الإسرائيلي: اليهودي، المسيحي، والإسلامي متدين أكثر؟ لماذا يلجأ المؤمنون إلى الدين لتلقي نصائح لحياة أفضل مع شريك أو شريكة الحياة، العائلة، والتعامل مع الآخرين؟ هل هناك أهمية خاصة بالإيمان الديني في العصر الحديث؟ هل هناك المزيد من الأشخاص الذين يؤدون الصلاة، يسعون إلى الطهارة، والحفاظ على الوصايا؟ هل يُعتبر الإنسان الذي لا يعمل بموجب الوصايا، أو يصلي بشكل ثابت، مؤمنا؟

تعرض لكم سلسلة المقالات التالية، قراءنا الأعزاء، وجهة نظر ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث الأكبر في الأراضي المقدّسة، وفق ظهور هذه الديانات في التاريخ البشري: اليهودية، المسيحية، والإسلام.

الشيخ شريف محمد، 50 عاما، من حي الكبابير في حيفا. متزوج منذ 23 عاما، ولديه 4 أولاد، ابنان وبنتان.

رجال دين آخرون يتحدثون عن الله:

الأب ناصر قسطنطين من يافا
الحاخام دافيد ستاف من بلدة شوهام

“الإيمان لا يعني مجرد الاعتقاد بفكرة أن هنالك إله، بل هو تجربة وعلاقة حية مع هذا الإله”

1.هل أمنت بالله دائمًا؟

“نعم، بفضل الله تعالى، وأزداد إيمانا في كل يوم. الإيمان لا يعني مجرد الاعتقاد بفكرة أن هنالك إله، بل هو تجربة وعلاقة حية مع هذا الإله من خلال استجابة الدعاء والتجارب الروحانية المتنوعة التي تترك واقعا ماديا ملموسا وليس مجرد أوهام. والواقع أن الدين الذي لا ينشئ هذه العلاقة مع الله تعالى، لا يمكن أن يكون دينا حقا”.

2.هل يمكن أن يؤمن الإنسان بالله دون أن يكون متديّنا؟

“بذرة الإيمان بالله مغروسة في فطرة الإنسان، بل إن الذين يعلنون أنفسهم ملحدين لا يمكن أن يتجردوا من هذه البذرة أو يطمسوها مهما أصروا على ذلك. وما نقصده بهذه البذرة هو إقرار النفس الإنسانية عميقا بوجود الخالق والرغبة في التواصل معه واللجوء إليه وخاصة عند الشدائد والأزمات. والواقع أن القطاع الأوسع من الملحدين الذين يسمون أنفسهم “أغنوستك”، يقرون بوجود إله ولكنهم لا يعرفون حقيقته، ويرون أن الإنسان يمكن أن يعيش بمنأى عنه، ويدعون أنهم لا يهتمون بإنشاء علاقة معه. باختصار، إذا كان المقصود بالإيمان مجرد الإقرار بوجود الإله فيمكن القول إنه ليس هنالك إنسان لا يؤمن حقيقة بهذا الإله حتى لو نفى مكابرا. ولكن دون إنشاء العلاقة مع الله من خلال دين يؤدي إلى إنشاء هذه العلاقة، يجعل هذا الإيمان بلا فائدة”.

الشيخ محمد شريف (Noam Moskowitz)
الشيخ محمد شريف (Noam Moskowitz)

3.ما الذي يُميز اليهودية، المسيحية، والإسلام عن الديانات الأخرى وفق اعتقادك؟

“من الخطأ الظن أن الأديان السماوية هي فقط اليهودية والمسيحية والإسلام، فالإسلام يقر بأنه ما من أمة ولا قوم في زمن من الأزمان إلا وبعث الله تعالى فيهم الأنبياء. فأصل الأديان الباقية إلى يومنا هذا سماوي بلا شك، ولكنها تحرفت مع الزمن. أما إذا كان المقصود العناصر المشتركة بين الإسلام والمسيحية واليهودية فهو ربما الاشتراك في الأصل الإبراهيمي، ولكن على صعيد المعتقدات الأساسية في الله وكذلك في جوانب متعددة من الشريعة نجد أن اليهودية أقرب إلى الإسلام من المسيحية، كما تقترب المسيحية في فكرة الإله مع بعض الأديان الأخرى كالبوذية والهندوسية. أما فيما يتعلق بالسماحة والدعوة إلى العفو والصفح فإن المسيحية أقرب إلى الإسلام من هذه الناحية. ولكن الإسلام في رأينا يتفوق على الأديان كلها في تقديم الصورة الحقيقية المتكاملة السامية للإله، وليس هذا فحسب، بل يقدم طريقا للتعرف عليه وإنشاء العلاقة معه وتلمس آثاره الواضحة المؤكدة في حياتنا. وبالطبع هنا أنا أتحدث الإسلام الحقيقي الذي ندعي أننا ننتمي إليه والمتمثل في الجماعة الإسلامية الأحمدية التي نعتقد بأنها النشأة الثانية للإسلام التي عاد فيها نقيا خالصا كما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك على يد خادمه المخلص الذي هو المسيح المحمدي الموعود والمهدي، وذلك وفقا للأنباء العديدة التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية”.

4.هل تعتقد أن الله يستجيب للصلوات؟ ماذا تقترح على الإنسان الذي يصلي للمرة الأولى في حياته؟

“بالطبع، الله تعالى يعلن عن نفسه وينادي إن الذي يبحث عني ويدعوني فإنه سيجدني في قوله:

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر 61)

بل ويقول الله تعالى في القرآن الكريم أن الإنسان مهما كان معتقده لو دعاني مضطرا وتوجه إلي بصدق كامل فإنني سأستجيب دعاءه، ويقدم هذا الأمر دليلا على وجوده، إذ يقول تعالى:

{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (النمل 63).

ويبين الله أن الفطرة الإنسانية سوف تدعو الله تعالى عندما تحيط بها الأزمات وستترك الآلهة الباطلة، وأن الله عندها سيستجيب أيضا للمضطر الداعي في هذه الحالة:

{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} (الإسراء 68).

ولكن لا بد من الإخلاص في العبادة، والتي لا تعني مجرد الطقوس، بل المقصود أن يتخلق الإنسان بصفات الله وأخلاقه الحسنة القائمة على الرحمة والصدق والرغبة في خدمة بني البشر الذين هم أشبه بخلق الله وعياله. عند ذلك يمكن أن يجد العابد، الله تعالى. فالله تعالى لا يريد منا الطقوس الفارغة، بل يريد منا أن نعرف صفاته الحسنة ونتمثلها ونعكسها على البشر في تعاملنا، وعند ذلك سيحبنا وسيقترب منا ويجب دعواتنا.

“ليس الدين هو سبب الحروب، بل أصحاب المصالح الضيقة الذين يستغلون الدين، أبشع استغلال لتحقيق مصالحهم”

الذي يريد أن يصلي للمرة الأولى عليه أن يضع في حسبانه صفات الله تعالى ويرغب من كل قلبه في مواساة الإنسانية وخدمتها ثم يقوم بالطقوس والصلوات معتقدا اعتقادا جازما بأن الله يسمع كلامه ودعواته، وعند ذلك سيجد أن الله تعالى يقترب منه ويعرفه على نفسه ويجيب أدعيته ويمتعه بالسعادة في هذه الدنيا ثم يرى هذه السعادة أضعافا مضاعفة بعد الموت”.

5.هل تعتقد أن هناك شيئا سلبيا في الدين؟ أم أن هناك أمورا إيجابية فقط؟

“الدين المنحرف عن التعاليم الإلهية الحقيقية، والذي ليس فيه مواساة بني البشر، والذي يركز على مصلحة فئة بعينها لا شك أنه خطير للغاية ويكون سببا للاضطراب وزعزعة الأمن في العالم. لذلك يجب على أتباع الأديان جميعا أن يرفضوا أية تعاليم تخلو من الإنسانية وتدفع إلى التعصب وظلم الإنسان لأخية الإنسان. والواقع أن أتباع هذا الدين المنحرف يكون أكثر الناس تضررا ولو في النهاية من هذه التعاليم.

أما الأمور الإيجابية في الأديان عموما فهي الأمور المشتركة التي تحض على الفضيلة والإنصاف والإنسانية والمواساة، وبقدر ما تتوفر هذه التعاليم في دين وتطبق فهي تكون ذات فائدة لأتباع هذا الدين وللعالم”.

مسجد الطائفة الأحمدية في قرية الكبابير في مدينة حيفا إسرائيل (Noam Moskowitz)
مسجد الطائفة الأحمدية في قرية الكبابير في مدينة حيفا إسرائيل (Noam Moskowitz)

6.ماذا تقول لمن يدعي أن بسبب الدين فقط، هناك الكثير من الحروب في العالم ؟

“ليس الدين هو سبب الحروب، بل أصحاب المصالح الضيقة الذين يستغلون الدين، أبشع استغلال لتحقيق مصالحهم، وبهذا يسيئون إلى الدين ويساهمون أيضا في إفساد تعاليمه.

هنالك كثير من الحروب والصراعات التي نشأت في العالم كالحربين العالميتين مثلا، لم يكن الدين هو الدافع وراءها بل الطمع والجشع والتعالي واعتقاد فئات بأنها تتمتع بأفضلية على غيرها.

الدين هو ضحية النزاعات والحروب. ولكن بلا شك فإن التعاليم المحرفة كما قلت سابقا، تؤدي إلى زعزعة الأمن وإنشاء الصراعات، ولكن الدين ليس العامل الأهم أو الأول في الحروب في العالم”.

“يجب على الأديان أن ترجع جميعها إلى الأصل وتتعاون فيه على البر والتقوى وخدمة بني البشر ونبذ التطرف والعنف والعنصرية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان”

7.هل الجيل الشاب قريب أو بعيد عن الله والدين؟

“الشباب إجمالا يميلون إلى الابتعاد عن الدين نتيجة انتشار وسائل الفساد الرذيلة وتحوِّلها إلى تجارة بصورة غير مسبوقة، هذا إضافة إلى فقدان الشباب إلى الأسوة الحسنة والمثال الصالح من الكبار وبخاصة المتدينين. لذلك لا بد أن يكافح رجال الدين مع المؤسسات المختلفة لوضع حد لهذه الرذيلة والفساد وإيقاف استغلالها لجيل الشباب، كما أن من واجبهم أن يقدموا الأسوة الحسنة لشبابهم.

والواقع إنني أرى نماذج من الشباب يتحلون بحماس كبير للدين ولخدمة الإنسانية وللتقدم في الأخلاق والروحانية ومعرفة الله تعالى، ولدي في جماعتي نماذج ممتازة منهم بفضل الله تعالى”.

8.ما المشترك بين المسيحية، اليهودية، الإسلام، والديانات الأخرى؟

“يفترض أن نتفق على قاسم مشترك ويقوم كل دين بسنده والتأصيل له، وهذا القاسم المشترك ينبغي أن يكون الإنسانية ومواساة بني البشر الذي هو أصل كل الأديان في الحقيقة. يجب على الأديان أن ترجع جميعها إلى هذا الأصل وتتعاون فيه على البر والتقوى وخدمة بني البشر ونبذ التطرف والعنف والعنصرية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان”.

شيخ الطائفة الأحمدية في إسرائيل، السيد محمد شريف (Noam Moskowitz)
شيخ الطائفة الأحمدية في إسرائيل، السيد محمد شريف (Noam Moskowitz)

9.ما هي الضائقة البارزة بشكل خاص لدى الناس أيامنا هذه؟

“الإنسان مخلوق لكي يعرف خالقه ويتمثل صفاته ولكي يكون إنسانا مواسيا محبا لبني جنسه عاملا لخيرهم ولنفعهم، وبقدر ما ابتعد الناس عن هذه الغاية من خلقهم فهم في ضائقة وشدائد هي التي تقود إلى الويلات والمصائب والكوارث التي يسببها البشر لأنفسهم. فالضائقة الحقيقية هي ابتعاد البشر عن الغاية من خلقهم وتركيزهم على مصالحهم الضيقة ورغبتهم في تحقيقها على حساب إخوانهم في الإنسانية”.

10.هل الإنسان صالح في طبيعته؟

“بذرة الصلاح وبذرة الفساد موجودة في الإنسان، فهو يتمتع بنفس لوامة تأمره بالخير وتلومه على ارتكاب الشر وهي ما يُعبَّر عنه بالضمير أحيانا، وهنالك نفس أمَّارة تأمره بالسيئات وتريد أن تدفعه نحوها.

والواقع أن هذه التركيبة إجمالا هي تركيبة صالحة في النهاية، ولكن الواجب على الإنسان أن يبذل جهده لتغليب نفسه اللوامة على نفسه الأمارة، لأن النفس الأمارة إنما وجدت في الأصل لكي تحافظ على حياة الإنسان وكيانه المادي وتحقيق مصالحه، ولكنها إذا جاوزت حد الاعتدال أصبحت تنتج الشر. أما النفس اللوامة فهي التي تدفع إلى الأخلاق الفاضلة والإيثار والشعور بالآخرين. فحتى النفس الأمارة في أصلها ليست شيئا سيئا فيما لو تم توظيفها في نطاقها الصحيح ولم تستولِ على الإنسان وتدفعه إلى الطمع والجشع والظلم وتجاوز الحدود.

ما نعتقده في الإسلام هو أن الإنسان لو غلَّب نفسه اللوامة التي تدفع إلى الأخلاق على نفسه الأمارة وحاز الإنسان الاعتدال المطلوب في تحقيق حياته ومصالحه فإنه سيصل إلى حالة فطرية سامية يصبح الخير فيها تلقائيا وشبيها بالخير التي تقوم به الأم لأبنائها ولا تريد منهم جزاء ولا شكورا. وهذه هي الحالة الروحانية التي تربط الإنسان بالله وتجعله إنسانا صالحا ساميا على صلة بخالقه، وهي في الواقع لا تنشأ إلا بعد المجاهدات وبمعونة الخالق وحده وبفضله.

الإنسان خُلق ليكون صالحا، والصلاح جزء من فطرته الأساسية، وإذا تقدم في مجاهدة نفسه وتوطيدها على الخير فإنه سيكون متفوقا على الملائكة التي ليس لديها خيار في الخير بينما يملك الإنسان هذا الخيار.

والواقع لو نظرنا إلى الطبيعة البشرية فسنجد أن الخير لا يُنزع حتى من أعتى الناس إجراما، إذ نجد أن الإنسان في كل الأحوال يُظهر الخير مع عائلته ومع أقاربه أو مع قومه ويكون مستعدا أيضا للتضحية من أجلهم أيضا. فمن الخطأ الظن أن الإنسان مخلوق فاسد شرير الطبيعة، وأن إصلاحه مستحيل. فهذا يخالف الواقع بشدة”.

اقرأوا المزيد: 1574 كلمة
عرض أقل
الأب قسطنطين نصار من يافا (Noam Moskowitz)
الأب قسطنطين نصار من يافا (Noam Moskowitz)

محادثات عن الله – الأب قسطنطين نصار من يافا

الأب قسطنطين نصار، 39 عاما، من يافا، هو رئيس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. متزوج منذ 14 عاما، ولديه بنتان، يتحدث عن صعوبات الإيمان في العصر الحديث والحاجة إلى المحبة

لقد فكرتُ كثيرا في إجراء محادثة مع رجال دين إسرائيليين حول الله، الإلهة، ومكانة الدين في المجتمَع الإسرائيلي في العصر الحديث.

تهدف الفكرة إلى عرض 10 أسئلة شبيهة أمام ثلاثة رجال دين ومحاولة الإجابة بواسطتها عن أسئلة كثيرة، تقلق البشر.

هل المجتمَع الإسرائيلي: اليهودي، المسيحي، والإسلامي متدين أكثر؟ لماذا يلجأ المؤمنون إلى الدين لتلقي نصائح لحياة أفضل مع شريك أو شريكة الحياة، العائلة، والتعامل مع الآخرين؟ هل هناك أهمية خاصة بالإيمان الديني في العصر الحديث؟ هل هناك المزيد من الأشخاص الذين يؤدون الصلاة، يسعون إلى الطهارة، والحفاظ على الوصايا؟ هل يُعتبر الإنسان الذي لا يعمل بموجب الوصايا، أو يصلي بشكل ثابت، مؤمنا؟

تعرض لكم سلسلة المقالات التالية، قراءنا الأعزاء، وجهة نظر ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث الأكبر في الأراضي المقدّسة، وفق ظهور هذه الديانات في التاريخ البشري: اليهودية، المسيحية، والإسلام.

رجال دين آخرون يتحدثون عن الله:

الشيخ محمد شريف من حيفا
الحاخام دافيد ستاف من بلدة شوهام

1.هل أمنت بالله دائمًا؟

“بالتأكيد. دائما كان لدي إيمان بالله، منذ الطفولة. حدث ذلك لأسباب شخصية. فقد توفي والدي عندما كنت صغيرا جدا. وعانت والدتي من مرض في الكلى، فاضطرت إلى السفر إلى مصر لاجتياز عملية صعبة. في ذلك الحين، لم تُنجز في إسرائيل عمليات من هذا النوع، لذا اضطرات والدتي إلى أن تدخلنا إلى مدرسة داخليّة في الناصرة. كنت في السابعة من عمري. ترعرعرت في المدرسة الداخلية على المسيحية، الإيمان، والصلاة. فأصبحت مؤمنا رويدا رويدا. أشكر الله على هذا الإيمان”.

الأب قنسطنطين: "دائما كان لدي إيمان بالله، منذ الطفولة" (Noam Moskowitz)
الأب قنسطنطين: “دائما كان لدي إيمان بالله، منذ الطفولة” (Noam Moskowitz)

2.هل يمكن أن يؤمن الإنسان بالله دون أن يكون متديّنا؟

“بالتأكيد. كل إنسان قادر على الإيمان بالله. يكفي أن نرى كل صباح هذا العالم المحيط بنا. فلا شك أن هناك من خلقه. ونحن المسيحيين نؤمن أن الله خلقه. لا شك أنه من المحتمل أن يؤمن الإنسان بالله دون أن يكون متديّنا”.

3.ما الذي يُميز اليهودية، المسيحية، والإسلام عن الديانات الأخرى وفق اعتقادك؟

“يختلف الإيمان بالله في المسيحية عن الإيمان في الديانتين الإسلامية واليهودية. فنحن المسيحين نؤمن أن يسوع ليس نبي، بل هو الله”.

4.هل تعتقد أن الله يستجيب للصلوات؟ ماذا تقترح على الإنسان الذي يصلي للمرة الأولى في حياته؟

“الله هو بمثابة الأب. فنحن ندعوه “أبانا”. فهو ككل والد، يسمع طلبات أولاده ويقرر وفق وجهة نظره، إذا كان سيستجيب لها أم لا. لا يعلم الإنسان الغيب. ولكن الله هو الوحيد الذي يعلمه. يتضرع الإنسان أحيانا ويطلب من الله مساعدته ولكن الله لا يستجيب لأنه يعرف أنه على الأمد الطويل قد تلحق هذه الطلبات ضررا بذلك الشخص بدلا من مساعدته.

نحن الكهنة، نقدم في الكنيسة دائمًا مثالا على الأم التي تعمل في المطبخ وتستخدم سكينا لقطع الخضروات. فيرى صغيرها السكين ويعتقد أنها معدة للعب. فيبكي لأنه يريد الحصول عليها. ولكن والدته لا تستجيب لطلبه لأنها تعرف أنها تشكل خطرا على حياته. هكذا يتصرف الله أيضًا. يصغي الله إلى صلاوات مؤمنيه وإذا اعتقد أنه من الصحيح الاستجابة لها فسيلبيها، ولكن سيرفضها في الحالات الأخرى.

أقترحُ على الإنسان الذي يصلي للمرة الأولى في حياته أن يجري بحثا. لا يكفي أن يؤدي الإنسان الصلاة ببساطة. فالإنجيل يقول: ” لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”. لذا، نحن نصلي ونبحث عبر الصلاة عن معنى، هذه هي أهمية الإيمان”.

5.هل تعتقد أن هناك شيئا سلبيا في الدين؟ أم أن هناك أمورا إيجابية فقط؟

الأب قنسطنطين: "كل إنسان قادر على الإيمان بالله. يكفي أن نرى كل صباح هذا العالم المحيط بنا" (Noam Moskowitz)
الأب قنسطنطين: “كل إنسان قادر على الإيمان بالله. يكفي أن نرى كل صباح هذا العالم المحيط بنا” (Noam Moskowitz)

“ليست هناك أمورا سلبية في الدين. ولكن هناك محاولات لاستخدامه سلبا. إذا تعمقنا للحظة في الدين فسنفهم أنه يتضمن أمورا إيجابية فقط. على سبيل المثال، البحر، فلا يتجسد جماله فيما يطفو على وجهه، بل في أعماقه ومكوناته الكثيرة التي يخفيها. الإيمان هو كالبحر، كلما أصبح الإنسان مؤمنا أكثر وحاول أن يساهم من أجل بيئته القريبة أكثر، هكذا يمكن أن يكتشف الكنوز الكثيرة”.

6.ماذا تقول لمن يدعي أن بسبب الدين فقط، هناك الكثير من الحروب في العالم؟

“لا أوافق على هذه الأقوال أبدا. قيل لنا في العهد الجديد بوضوح: “أحبوا بعضكم بعضا” أو “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ”، ” بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ”، فلا يمكن تفسير هذه الأقوال بشكل آخر. عندما كان يسوع مصلوبا، وينزف دما، طلب شرب الماء، فقدموا له خلا مرا. ما الذي فعله حسب رأيك؟ قال: “يا رب! اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون”. هذه هي الرسالة الدينية الحقيقية. مَن يقحم الدين في السياسة يخلق مشاكل، من الصعب حلها لاحقا”.

7.هل الجيل الشاب قريب أو بعيد عن الله والدين؟

“لمزيد الأسف، الجيل الشاب بعيد عنهما قليلا. يحب الفتية في صغرهم الكنيسة، فترى الأطفال يخدمون في الكنيسة ويحرصون على المشاركة في الصلاة وأن يكونوا نشيطين في المجتمع. الشبيبة والشبان مشغولون في الأمور الدنياوية. لمزيد الأسف، يرغب الشبان في تلبية احتياجاتهم في وقت قصير. فهم يبتعدون عن الدين لأنه يضع حدودا، ومن المعروف أن الشبان متمرودون يبحثون عن الحرية كل الوقت. رغم ذلك، وضعت الكنيسة نصب عينيها هدفا وهو تقريب هؤلاء الشبان من خلال اللقاءات، المحاضرات، والنشاطات الكثيرة. فنحن نستغل المؤسَّسات التابعة للكنيسة، مثل الكشافة، لمنح الشبان معنى في الحياة.
لا داعي أن نوصي بزيارة الكنيسة، بل هناك حاجة للقيام بأعمال تجذب الناس. خلال السنة، أقوم برحلات، ففي عيد المظال مثلا، نجري زيارة إلى كنائس في الشمال، أقيم مخيما صيفيا في خارج البلاد، في قبرص للأطفال في أشهر الصيف، وأنا مطلع على التكنولوجيا وأستخدمها. لم تكن لدي صفحة فيسبوك حتى عرفت أن كل الأشخاص يلتقون في الفيسبوك. لا أنشر في صفحتي على الفيسبوك صورا لي أو لبناتي، ولكن أنشر كل برامج الكنيسة، مناسبات العماد، التهاني، والأعراس.

الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في يافا (Noam Moskowitz)
الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في يافا (Noam Moskowitz)

مؤخرا، كنت محتارا. صادفت قبل أسبوع صلاة خاصة تدعى: “مدائح العذراء”. احترت إذا كنت سأنشر الصلاة في صفحتي على الفيسبوك ببث مباشر. لم أرغب في أن يتهرب المؤمنون من الصلاة ويشاهدونها عبر الإنترنت فقط. في نهاية المطاف، نشرنا صلاة المدائح الخاصة ببث مباشر (LIVE) ليستطيع الأشخاص الذين لم يكن في وسعهم الوصول إلى الكنيسة سماع الصلاة في البيت. لقد أنهيت الصلوات في ذلك اليوم نحو الساعة العاشرة مساء، وعندما كنت في طريقي إلى المنزل تلقيت مكالمة هاتفية. كان المتصل رجلا يافويا يعيش في كندا ولم يزر يافا منذ 21 عاما. اتصل وشكرني على استخدام التكنولوجيا والفيسبوك من أجل بث الصلاة. فقال لي إن هذه الخطوة جعلته يتذكر أيام طفولته في يافا، الكنيسة، ورائحة يافا. يوفر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والواتس آب لنا إمكانية التواصل بسهولة مع الشبان وتقريبهم أكثر من الدين”.

8.ما المشترك بين المسيحية، اليهودية، الإسلام، والديانات الأخرى؟

“المحبة. تحظى المحبة في المسيحية بأهمية كبيرة وفي الديانتين الإسلامية واليهودية أيضا. نتمنى في يومنا هذا أن “يحب الإخوة بعضهم بعضا”. هناك نقص في المحبة في هذا العالم. يعود ذلك إلى أسباب كثيرة: الضغوط الحياتية، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية. مات الكثير من الشبان في يافا لأنهم عانوا من نقص كبير في المحبة. أقترح على الديانات الثلاث تعلم هذا المصطلح واستنتاج العبر الضرورية. فلا يمكن للبشرية أن تستمر دون المحبة”.

الأب قسطنطين: "الله هو الصالح الكبير والكامل ونحن البشر أخذنا منه هذا الصلاح. كل إنسان جيد في طبعه" (Noam Moskowitz)
الأب قسطنطين: “الله هو الصالح الكبير والكامل ونحن البشر أخذنا منه هذا الصلاح. كل إنسان جيد في طبعه” (Noam Moskowitz)

9.ما هي الضائقة البارزة بشكل خاص لدى الناس في أيامنا هذه؟

أعتقد أن المشاكل الاقتصادية تحتل مرتبة هامة. تؤدي مشاكل كهذه إلى تفكيك العائلات الكثيرة. إن السعي المستمر وراء الثروة يدمر الإنسان. لم تعد قيمة في يومنا هذا، للإنسان المثقف، المحترم أو المؤدب. السؤال الأول الذي يُطرح هو هل يملك هذا الشخص مالا؟ هل لديه منزل؟ أية سيارة لديه؟ يستيقظ الإنسان اليوم وبدلا من أن يقول: “يا الله”، يفكر كيف يحصل على المزيد من المال.

10.هل الإنسان صالح في طبيعته؟

“لا شك. الصلاح هو طبيعة إلهية. الله هو الصالح الكبير والكامل ونحن البشر أخذنا منه هذا الصلاح. كل إنسان جيد في طبعه. السؤال الذي يُطرح هو هل يكرس الإنسان حياته لزيادة الجوانب الإيجابية الخاصة به أو أنه سيعمل على تدميرها وكبتها”.

اقرأوا المزيد: 1146 كلمة
عرض أقل
  • متصوف مصري (AFP)
    متصوف مصري (AFP)
  • حاخام يهودي أثناء تعليمه لأسرار الكبالاه اليهوجية (flASH90Yaakov Naumi)
    حاخام يهودي أثناء تعليمه لأسرار الكبالاه اليهوجية (flASH90Yaakov Naumi)

التشابه المفاجئ بين الكبالاه اليهودية والتصوف في الإسلام

في اليهودية تدعى هذه الحركة الروحانية "كبالاه". وتدعى في الإسلام "التصوف". التشابه بين الحركتين مفاجئ بشكل خاص

إن الفرق الخيالي بين الإنسان والخالق، أدى إلى حركات روحانية في اليهودية والإسلام على حد سواء، تبنت مضامين روحانية وفلسفية عميقة في الحياة الدينية. هناك الكثير من المؤمنين اليهود والإسلام على حد سواء، الذين شعروا أن الروتين الديني للحفاظ على الوصايا، والإيمان بالخالق الذي لا يُرى ولا يسمع، لم توفر ردا على الحاجة النفسية العميقة في الارتباط الشخصي بين الإنسان والخالق.

تدعى في اليهودية هذه الحركة الروحانية “كبالاه”. يمكن العثور على كتابات روحانية في كتابات حاخامات يهود منذ نحو 1.500 سنة، ولكن تطورت الكبالاه، في جنوب فرنسا وشمال إسبانيا في نهاية القرن الـ 12 وبداية القرن الـ 13. ذُكر في التلمود البابلي نسبة إلى بابل (العراق في يومنا هذا) في القرن السادس الفقهاء الذين تطرقوا إلى أسرار خلق العالم. يقترح التلمود على الطلاب ألا يتطرقوا إلى هذه المواضيع حتى يكونوا بالغين، وبعد أن يجتازوا تأهيلا من معلم مؤهل.

تطورت الكبالاه، في جنوب فرنسا وشمال إسبانيا في نهاية القرن الـ 12 وبداية القرن الـ 13

نُشر كتاب الكبالاه الأول عام 1180 في بروفنس (جنوب فرنسا) ويدعى “كتاب بهير” (بهير هي كلمة عبرية معناها الساطع). ليس واضحا من ألف الكتاب ومتى، ولكنه يتطرق إلى أسرار خلق العالم. انتشرت الكبالاه من جنوب فرنسا في القرن الـ 13 إلى الجاليات اليهودية في إسبانا وإيطاليا.

بعد مرور نحو مئة عام من ذلك، نحو عام 1280، بدأ يظهر “كتاب الزوهار” (زوهار تعني الإشراق أو الضياء)، وهو الكتاب الأهم في الكبالاه. نشر الحاخم موسى دي ليون الكتاب ويبدو أنه ألف أجزاء كثيرة منه. حظي الكتاب باهتمام مجددا بعد طرد اليهود من إسبانيا عام 1492، وانتظارهم لمجيء المسيح اليهودي المنتظر. بعد طرد اليهود، نُقِل مركز الكبالاه من أوروبا إلى مدينة صفد في الجليل.

نسخ من كتاب الزوهار، الكتاب الأهم في تعاليم الكبالاه اليهودية (Wikipedia)
نسخ من كتاب الزوهار، الكتاب الأهم في تعاليم الكبالاه اليهودية (Wikipedia)

وصف إسحق لوريا (‏1534-1572‏) أحد مؤمني الكبالاه في صفد خلق العالم على النحو التالي: كان قبل خلق العالم إلى ما لا نهاية من الضوء. بهدف خلق العالم، كان على الخالق تقليص عالمه وإبقاء فضاء فارغ يتيح خلق العالم الروحاني والمادي.

أشار علماء معاصرون إلى العلاقة المتينة بين الروحانية في اليهودية وبين الروحانية في الإسلام، التصوف، من حيث التفكير والعمل الفعلي. اقترح إبراهيم صموئيل أبو العفيا، أحد مؤمني الكبالاه وهو إسباني الأصل من القرن الـ 13، استخدام تقينات تكرار ذكر اسم الله أثناء التنفس، الغناء، وحركات الرأس. تذكّر هذه التنقية بالصوفية الخاصة بذكر (الذِكر هو من أنواع العبادات الإسلامية والتي تعتمد على ذِكر الله). وفق الكبالاه هناك أهمية حاسمة للغة العبريّة في خلق العالم: خلق الله العالم بواسطة الأحرف العبريّة. يذكّر هذا التوجه باللغة العربية من حيث التفكير الإسلامي الروحاني.

أشار علماء معاصرون إلى العلاقة المتينة بين الروحانية في اليهودية وبين الروحانية في الإسلام، التصوف، من حيث التفكير والعمل الفعلي

وأشار أحد طلاب أبو العفيا، ناتان بن سعدية حرار، إلى قوة ذكر الله كتقنية تأمل حتى في العربية أيضا. يشير في كتابه “شعاري تصيدق” (أي بوابات الصدق) إلى أن التقنية الصوفية، ذكر، تؤدي إلى تجربة روحانية. وفق حرار، يمر المؤمنون الصوفيون بتجربة روحانية ولكن ليسوا قادرين على تفسيرها لأنهم لا يتبعون للتقاليد الروحانية اليهودية. تُذكّر كتابات الحرار بكتابات الشيخ الصوفي الفارسي شهاب الدين السهروردي جدا، الذي عاش بين القرنين 12 و 13، وتشير كتاباته إلى أنه من دون الالتزام بالقوانين الدينية والنبي محمد، فإن التقنية الروحانية تؤدي إلى طهارة النفس جزئيًّا فقط.

أطفال متصوفون في تركيا (AFP)
أطفال متصوفون في تركيا (AFP)

تأثر بعض الحاخامات المشهورين في القرون الوسطى في الإسلام الروحاني جدا. من بين المشهورين منهم هناك الحاخام موسى بن ميمون (‏1186-1237‏) مؤسس التيار الصوفي اليهودي في مصر، والحاخام بهية بن باكودا الذي عاش في الأندلس في النصف الأول من القرن الحادي عشر. متأثرا في الإسلام، أدخل الحاخام موسى بن ميمون الركعات ووضعيات الجسم أثناء الصلاة اليهودية، والتي لم يكن معمولا بموجبها حتى ذلك الحين وحتى أنها أثارت معارضة في الجالية اليهودية. حرص الحاخام بهية بن باكودا على التدرب على الطرق المذكورة في رسائل إخوان الصفا. يشير برنارد لويس، أستاذ فخري إلى أن الحاخام بهية بن باكودا اقتبس في كتاباته أقوال الصوفي السابق ذو النون مؤمنا أن القيام بالوصايا فقط لا يمكن أن يساهم في تطهير النفس، بل هناك حاجة إلى التقرّب إلى الخالق من أعماق القلب أيضًا.

تأثرت الحركات الحاسيدية التي تطورت في أوروبا الشرقية في القرن الـ 18، إلى حد كبير من الكبالاه. اعتاد يهود حسيديون على العزلة في غابات أملا منهم في التقرب من الله، واتبعوا نمط حياة الفقر والزهد مثل الزهاد في الإسلام في الزمن القديم.

ذو النون أمن أن القيام بالوصايا فقط لا يمكن أن يساهم في تطهير النفس، بل هناك حاجة إلى التقرّب إلى الخالق من أعماق القلب أيضًا

نقارن بين نمط حياة أحد الصوفيين الأوائل، بشر الحافي، وبين مؤسس الحركة الحاسيدية، الحاخام يسروئيل بن إليعزر (بعل شيم توف) (توفي عام 1760).

هذا ما كتبه الشيخ الصوفي الذي عاش في القرن الـ 11 وهو عبدالکریم قُشَیری عن بشر الحافي:

“سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول: مرَّ بشر ببعض الناس، فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل كلَّه، ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيام مرة؛ فبكى بشر، فقيل له في ذلك فقال: إني لا أذكر أني سهرت ليلة كاملة، ولا أني صمت يوماً لم أفطر من ليلته، ولكن الله سبحانه وتعالى يلقي في القلوب أكثرً مما يفعله العبد لطفاً منه، سبحانه، وكرماً”.

تذكّر هذه الأقوال بأقوال الحاخام يسروئيل بن إليعزير جدا:

“وجوهر التجرّد من (اضمحلال) المادية هو أن تكون شهوات هذا العالم كلّها كلا شيء في قلبه وعينَيه، أن يتجرد الإنسان من جميع صفاته الرديئة بفعل شوقه العظيم إلى الخالق، تقدّس اسمه” كذلك، قال أيضا: “على الإنسان أن يكون مجردا من الروحانيات وألا يشعر بوجوده في هذا العالم”.

اقرأوا المزيد: 844 كلمة
عرض أقل
المتهم فالنتين فلاديمير مزلفسكي (شاباك)
المتهم فالنتين فلاديمير مزلفسكي (شاباك)

اعتقال يهودي اعتنق الإسلام قبل انضمامه إلى داعش

الشاباك يكشف أن مواطنا إسرائيلياً، اعتنق الإسلام، ويدعم فكرة الدولة الإسلامية، اشترى بطاقة رحلة جوية باتجاه واحد إلى تركيا، بهدف الوصول إلى سوريا والانضمام إلى التنظيم

بعد عمل مشترك للشاباك وشرطة إسرائيل، ألقيّ القبض قبل نحو ثلاثة أسابيع على مواطن إسرائيلي، عمره 40 عاما، بتهمة التخطيط للوصول إلى سوريا بهدف الانضمام إلى تنظيم داعش، هذا وفق ما سُمح بنشره اليوم (الأربعاء).

واعتُقِل المتهم فالنتين فلاديمير مزلفسكي، من سكان الشمال، وهو متزوج وأب لخمسة أولاد، بناء على معلومات استخباراتية وقُدمت اليوم ضده لائحة اتّهام.

يتضح من المعلومات التي وصلت إلى جهات أمنية في إسرائيل أن مزلفسكي الذي وصل إلى إسرائيل عام 1996 من روسيا البيضاء قد اعتنق الديانة الإسلامية عام 2000، أثناء خدمته العسكرية وبعد أن تعرف على شريكة حياته، مواطنة من أم الغنم- الشبلي.

يتضح من التحقيق في الشاباك أن مزلفسكي يدعم فكرة الدولة الإسلامية وحتى أنه اشترى بطاقة رحلة جوية إلى تركيا باتجاه واحد، بهدف اجتياز الحدود إلى سوريا والانضمام إلى داعش.

ويتضح من التحقيق أيضا أن مزلفسكي عمل ضمن مجموعة مؤيدي داعش عبر الإنترنت، تحدث عن نيته السفر إلى سوريا وحتى أنه نسق وصوله.

“نعتبر مناصري الدولة الإسلامية في إسرائيل مصدر تهديد أمني خطيرا، ولذلك سنواصل اتخاذ كل الإجراءات المتاحة أمامنا بهدف إحباط التهديد مسبقا وتطبيق القانون على المتورطين في هذا النشاط”، جاء على لسان الشاباك.

اقرأوا المزيد: 177 كلمة
عرض أقل
المغني زين مالك وشقيقته صفاء (AFP)
المغني زين مالك وشقيقته صفاء (AFP)

تهديد حياة شقيقة زين مالك بالقتل

صفاء مالك، شقيقة المغني زين مالك وابنة رجل مُسلم وأم مسيحية، تنشر صورة على الانستجرام وتتعرض لتعليقات قاسية وتهديدات بالقتل

تعرض شقيق صفاء، المغني زين مالك وصديق جيجي حديد والشخصية الشهيرة أيضا إلى العديد من العنف الكلامي من قبل مُعجبيه في الماضي، إلا أن صفاء مالك اضطرت هذه المرة إلى مواجهة غضب المُتصفحين.

صفاء ابنة الـ 14 عامًا، وشقيقها زين (23)، وشقيقة أخرى هم إخوة حيث إن والديهما من ديانتين مختلفتين: والدهم ياسر هو مُسلم وأمهما تريشا نشأت على الدين المسيحي (اعتنقت الإسلام عندما تزوجت والدهم). يهتم أبناء عائلة مالك باحترام دين والدهما ويحتفلون بأعياد الديانتين.

ولكن، لا شك أن صفاء لم تتخيل أن نشر صورة شجرة عيد الميلاد، بمناسبة عيد الميلاد، على حسابها على الانستجرام قد يُثير كل هذه الجلبة ويستدعي كل ردود الفعل البذيئة والتهديدات بالقتل.

⛄️❄️????

A photo posted by Safaa???????? (@safaamalik) on

بينما حصدت الصورة 13 ألف أعجاب، كان هناك الكثير من المُتصفحين الذين لم تعجبهم حقيقة أن صفاء تحتفل بعيد مسيحي وبدأوا بكتابة التعليقات المُسيئة لها والتهديدية، مثل القتل.

سارعت صفاء إلى حذف التعليقات ومنع إمكانية كتابة المزيد منها على الصور ولكن تفاجأت العائلة من هذه الكراهية. وقال مصدر قريب من العائلة مُعلقًا على الحادثة: “عيد الميلاد مُناسبة هامة بالنسبة للأم التي نشأت على التعاليم المسيحية”. “الكراهية التي تعرضت لها صفاء هي فعلاً أمرٌ مُقزز”.

اقرأوا المزيد: 190 كلمة
عرض أقل
  • صلاة مسيحية في كنيسة القيامة (Flash90/Sebi Berens)
    صلاة مسيحية في كنيسة القيامة (Flash90/Sebi Berens)
  • صلاة يهودية في حائط المبكى (Flash90/Yonatan Sindel)
    صلاة يهودية في حائط المبكى (Flash90/Yonatan Sindel)
  • صلاة في المسجد الأقصى (Flash90/Yonatan Sindel)
    صلاة في المسجد الأقصى (Flash90/Yonatan Sindel)

بحث: الصلاة تؤثر في الدماغ مثل المخدّرات

باحثون أجروا فحص مسح دماغي لرجال دين، وكُشف أن الصلاة والنشاطات الروحانية تُنشّط مناطق المتعة في الدماغ التي تنشط أثناء علاقة حب، علاقة جنسية، وتعاطي المخدّرات

الإيمان يؤثر في الدماغ وهذه حقيقة. نجح باحثون في إظهار أن مناطق معينة في الدماغ “تنشط”، أو “تعمل” أثناء ممارسة الحياة الدينية – يدور الحديث عن مناطق تنشط أثناء المتعة أيضا.

“بدأنا نفهم فقط كيف يشارك الدماغ في النشاطات الروحانية والدينية”، كتب أحد الباحثين، دكتور جيفري أندرسون، أخصائي أعصاب وأشعة في جامعة يوتا في الولايات المتحدة.

صلاة يهودية في حائط المبكى (Flash90/Yonatan Sindel)
صلاة يهودية في حائط المبكى (Flash90/Yonatan Sindel)

في بحث جديد، شارك فيه 19 مؤمنا مورمونيا (مورمونية هي حركة مسيحية تدعو إلى البحث عن الطرق الأصلية للمسيحية وتجديدها) تتراوح أعمارهم بين العشرينات والثلاثينات. لقد أدوا في تلك الفترة سنة ونصف من الخدمة التبشيرية في الكنيسة المورمونية.

اجتاز المفحوصون مسحا دماغيا مدته ساعة، بعد أن شاهدوا صورا وأفلام فيديو تهدف إلى إثارة المشاعر الروحانية فيهم. مثلا، شاهد المشاركون صور فيديو تابعة للكنيسة المورمونية.

بعد ذلك طُلِب من المتطوِّعين تأدية الصلاة أثناء المسح الدماغي لمدة 6 دقائق. في نقاط زمنية مختلفة أثناء الصلاة، سُئل المشاركون إذا كانوا يشعرون بمشاعر روحانية، فتراوحت الإجابات بين “لا” وبين “أشعر بمشاعر قوية”.

صلاة مسيحية في كنيسة القيامة (Flash90/Sebi Berens)
صلاة مسيحية في كنيسة القيامة (Flash90/Sebi Berens)

أشارت النتائج إلى أن المشاركين الذين شعروا بمشاعر دينية قوية لوحِظ لديهم عمل نشط في مناطق مختلفة في الدماغ ذات صلة بمشاعر المتعة. “يدور الحديث عن المناطق في الدماغ ذاتها التي تنشط أثناء إقامة علاقة جنسية، علاقة محبة أو علاقة أمومة وأبوة، فوز في المقامرة، واستخدام المخدّرات مثل “الكوكايين”، اوضح دكتور أندرسون.

بالإضافة إلى ذلك، أشار البحث إلى علاقة بين المشاعر الروحانية والدينية وبين تفعيل منطقة تدعى “القشرة أمام الجبهية” ويُعرف أنها تؤثر تحديدًا في المنطق والتفكير، وتنشّط منطقة أخرى ذات صلة بالتركيز واليقظة. اوضح الباحثون أن هناك حاجة إلى إجراء أبحاث أخرى للتعرّف على أماكن أخرى في الدماغ ذات صلة بالمشاعر الدينية.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل
جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)
جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)

بالصور: جانيت جاكسون تظهر بالحجاب للمرَّة الأولى

شوهدت المغنية الأميركية جانيت جاكسون هذا الأسبوع، لأول مرة بعد إعلانها خبر حملها، وهي ترتدي زياً إسلامياً كاملاً

ويعتقد أن جاكسون اعتنقت الإسلام في عام 2012 بعد زواجها من رجل الأعمال القطري وسام المناع، البالغ من العمر 41 عاماً.

وتظهر صور حصرية نشرت في صحيفة ميرور البريطانية الزوجين وهما يتسوقان في مدينة لندن مطلع الأسبوع الحالي.

جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)
جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)

وتجول الزوجان في المدينة ممسكين يد أحدهما الآخر، وكانت جانيت، التي ستصبح أماً لأول مرة هذا العام وعمرها يناهز الخمسين عاماً، تلامس بطنها البارزة بسبب الحمل.

وكانا يشتريان ملابس أطفال من إحدى المحلات الفاخرة، ثم توقفا عند مطعم للمأكولات الصحية لتناول الغذاء، وفقاً لما أوردت صحيفة Mirror البريطانية أيضاً.

جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)
جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)

وتعد جانيت، التي باعت من أسطواناتها أكثر من 100 مليون نسخة، واحدة من أنجح الفنانات على الإطلاق.

وتزوجت المغنية مرتين قبل زواجها الأخير برجل الأعمال القطري.

جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)
جانيت جاكسون وزوجها القطري وسام مناع (Mirror.co.uk)

ويقال إن المنَّاع أصبح داعماً كبيراً لجانيت منذ علمه بخبر حملها. والتقى الاثنان في 2010، لكن علاقتهما الغرامية ظلت قيد الكتمان ولم تنتشر أنباؤها إلا بعد مرور عام على زواجهما.

اقرأوا المزيد: 137 كلمة
عرض أقل