• طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
    طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
  • نتنياهو خلال حفل تدشين الغوّاصات الجديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي عام 2014 (GPO)
    نتنياهو خلال حفل تدشين الغوّاصات الجديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي عام 2014 (GPO)
  • رئيس حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي (Miriam Alster/Flash90)
    رئيس حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي (Miriam Alster/Flash90)
  • كنيس "إلياهو هانبي" (النبي إلياهو) (AFP / MOHAMED EL-SHAHED)
    كنيس "إلياهو هانبي" (النبي إلياهو) (AFP / MOHAMED EL-SHAHED)
  • أورين جولي (Instagram/Orin Julie)
    أورين جولي (Instagram/Orin Julie)

الأسبوع في 5 صور

هزة سياسية في إسرائيل، تحقيق يخيّم فوق رأس نتنياهو، طائرات تجسس إسرائيلية، كنيس يهودي في مصر، وعارضة إسرائيلية لبيع الأسلحة

14 يوليو 2017 | 13:44

كما في كل أسبوع أخترنا من أجلكم أهم الصور والأحداث من الأسبوع الماضي:

رئيس حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي (Miriam Alster/Flash90)
رئيس حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي (Miriam Alster/Flash90)

رئيس جديد لحزب “العمل”

هذا الأسبوع، فاز آفي جباي، الإسرائيلي من أصل مغربي، في الانتخابات الرئاسية لحزب العمل، مُثيرا هزة سياسية في إسرائيل. يعني فوزه المفاجئ في الانتخابات أنه سيترشح لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة وسيتنافس ضد نتنياهو. في المقابلات التي أجراها في الأسبوع الماضي، كشف عن معلومة مثيرة للاهتمام معربا عن أنه يحب الاستماع إلى موسيقى البوب العربية وأن المطربة المفضّلة لديه هي نانسي عجرم.

نتنياهو خلال حفل تدشين الغوّاصات الجديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي عام 2014 (GPO)
نتنياهو خلال حفل تدشين الغوّاصات الجديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي عام 2014 (GPO)

مقرّبو نتنياهو يخضعون للتحقيق

هذا الأسبوع، أجري تحقيق مع عدد من أمناء سر نتنياهو، في إطار التحقيق في “قضية الغواصات”، التي تعتبر إحدى القضايا الأكثر فسادا في تاريخ إسرائيل. وفق الشُبهات، عمل مقربو نتنياهو على شراء غوّاصات من ألمانيا بمليارات الدولارات، لأسباب اقتصادية وخلافا لتوصيات كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية. اعتُقل ضابط كبير سابق في سلاح البحريّة، من بين مُعتقلين آخرين، وكذلك قريب من أقرباء عائلة نتنياهو ومحاميه، الذي يُعتبر أقرب شخص منه. صحيح حتى هذا الوقت، يبدو أن نتنياهو ليس متورطا في القضية ولن يُحاكم. لمزيد من التفاصيل حول القضية، اضغطوا على الرابط التالي.

طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
طائرة “تسوفيت” (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)

لمحة حصرية على طائرات التجسس الإسرائيلية

هذا الأسبوع، قدمنا لكم معلومات وصورا حصرية حول سرب “الجمال الطائرة” التابع للجيش الإسرائيلي، المسؤول عن جمع المعلومات والاستخبارات أثناء الحرب وفي الأوقات العادية. في مقابلة خاصة مع ضابط السرب تحدث عن الدور المركزي الذي يؤديه السرب في العثور على الأهداف، والأهم هو الحفاظ على حياة الأبرياء.

كنيس "إلياهو هانبي" (النبي إلياهو) (AFP / MOHAMED EL-SHAHED)
كنيس “إلياهو هانبي” (النبي إلياهو) (AFP / MOHAMED EL-SHAHED)

ترميم الكنيس في الإسكندرية

نُشر هذا الأسبوع أن الحكومة المصرية تنوي المشاركة في تمويل ترميم شامل في الكنيس القديم “إلياهو هانبي” في الإسكندرية وهو الكنيس اليهودي الأخير في مصر الذي ما زالت تُجرى فيه الصلوات، وهو من بقايا الجالية اليهودية العظيمة في الدولة، ويشكل ذكرى لوضعها المأساوي في يومنا هذا‎.‎‏

أورين جولي (Instagram/Orin Julie)
أورين جولي (Instagram/Orin Julie)

جندية وعارضة

عرضنا عليكم هذا الأسبوع قصة الشابة أورين جولي، التي بدأت أثناء خدمتها العسكرية بجمع عدد كبير من المتابعين عبر الإنستجرام بعد أن عرضت صورها وهي تمسك بنادق وأسلحة. بعد تسريحها من الجيش اتخذت من هوايتها عملا لها، وأصبحت تعرض الآن في معارض للأسلحة وتربح مبلغا مُعتبرا.

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل
مشجع اتراس، نادي الأهلي المصري (AFP)
مشجع اتراس، نادي الأهلي المصري (AFP)

مشجعون مصريون يخططون للاعتداء على مدرِّب إسرائيلي

تشير تقارير في مصر إلى وجود تهديدات للاعتداء على المدرّب الإسرائيلي لمنتخب غانا، الذي من المفترض أن يصل إلى مصر في إطار تصفيات كأس العالم

تلقى الاتحاد المصري لكرة القدم تقارير مختلفة، تحذيرات تشير إلى أن مشجعين مصريين يخططون للاعتداء على المدرّب الإسرائيلي، أفراهام غرانت، عندما يصل مع منتخب غانا إلى الإسكندرية في إطار تصفيات كأس العالم، بتاريخ 13 تشرين الثاني.

وأشار الخبر، الذي نُشر للمرة الأولى، في صحيفة “هآرتس”، موجة من التخمينات حول المباراة التي من المفترض أن تُجرى في الإسكندرية. صحيح حتى هذه اللحظة، ليس هناك برنامج لعقد المباراة في استاد آخر، وأن غرانت واتحاد غانا لكرة القدم لم يخبرا أن المدرّب لن يشارك فيها.

المدرب الغسرائيلي أفراهام غرانت (AFP)
المدرب الغسرائيلي أفراهام غرانت (AFP)

كما وصرح مسؤول في الاتحاد المصري لكرة القدم أن المشجعين المصريين توجهوا إلى المسؤولين في الاتحاد وطلبوا عدم دخول غرانت إلى مصر. إضافة إلى ذلك، وفق أقوال المسؤول المصري، فإن مشجعي الفريق المصري قد خططوا للاعتداء على المدرّب عند دخوله إلى مصر. وفق تصريحات اتحاد كرة القدم وقوات الأمن المصرية فقد “جمع أعضاء الفريق معلومات حول موعد وصول غرانت ومنتخب غانا”. لذلك تم التحقيق معهم وأطلِق سراحهم بشروط مقيّدة. أعلن مشجعون آخرون في الاتحاد المصري لكرة القدم أنهم سيتظاهرون في المطار ويحاولون حظر دخول غرانت إلى مصر.

ولكن ادعى المسؤولون في غانا أن غرانت يحمل جواز سفر بولنديا وسيدخل إلى مصر بموجب ذلك الجواز إلا أن المسؤولين المصريين لن يخاطروا وسيتخدون الإجراءات الأمنية الضرورية، حفاظا على أمنه.

وأوضح المصريون أنهم غاضبون لأن غرانت قال إن الاستاد في الإسكندرية ليس أمنا لإجراء المباراة ودعا إلى إقامتها في استاد محايد. رغم ذلك، ستُجرى المباراة في استاد “برج العرب” في المدينة ومن المتوقع أن يشارك فيها 75 ألف مشجع.

اقرأوا المزيد: 234 كلمة
عرض أقل
سفير إسرائيل في زيارة نادرة إلى الإسكندرية
سفير إسرائيل في زيارة نادرة إلى الإسكندرية

شاهدوا: سفير إسرائيل في زيارة نادرة إلى الإسكندرية

سفير إسرائيل في مصر، دافيد جوبرين، في زيارة لمدينة الإسكندرية هي الزيارة الأولى التي يقوم بها سفير إسرائيلي للمدينة منذ سنوات، والتي يبلغ تعداد الطائفة اليهودية فيها 17 شخصًا فقط

قام السفير الإسرائيلي في مصر، دافيد جوفرين، بزيارة نادرة إلى مدينة الإسكندرية، في شمال مصر ورافقه طاقم من السفارة، وقد التقى زعيم الجالية اليهودية فيها. تُعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم فيها مُمثلون من السفارة الإسرائيلية لمدينة الإسكندرية.

أدّى جوفرين اليمين الدستورية قبل أقل من شهر وقام بتقديم أوراق اعتماده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأهم ما تضمنته زيارة السفير، التي استمرت ليومين، جولته إلى الكنيس الكبير الذي يحمل اسم “كنيس النبي إلياهو” وإلى مكاتب تابعة للجالية اليهودية. هذا الكنيس عبارة عن مبنى فخم ماثلٌ منذ القرن الـ 19 وكان يخدم الجالية اليهودية في الإسكندرية، التي كان يزيد تعداد أفرادها حتى الثلاثينات من القرن العشرين عن 20 ألف يهودي.

والتقى السفير مع ممثل الجالية اليهودية، يوسف بن غوان، وعرف منه أن عدد اليهود اليوم في مصر هو 17 شخصًا وأن الجالية تحاول، قدر الإمكان، ترميم الكنيس الفخم ومساعدة أبناء الجالية المُحتاجين.

زار السفير أيضًا مكاتب تابعة للجالية اليهودية التي تُقدم الخدمة لأبناء الجالية ومن بينها محكمة دينية، مدرسة، مكاتب تسجيل، مكاتب استصدار التصاريح، فريق رياضي اسمه “مكابي الإسكندرية”، وغيرها.

 

زار جوفرين أيضًا مكتبة الإسكندرية الجديدة، التي جاءت استمرارًا لتراث المكتبة القديمة في المدينة، وتحتل أهمية كبيرة في دول البحر الأبيض المتوسط. تم في هذا المكان، من بين أمور أُخرى، توقيع أول نسخة خطية للتوراة.

سفير إسرائيل في زيارة نادرة إلى الإسكندرية
سفير إسرائيل في زيارة نادرة إلى الإسكندرية

وزار جوفرين ومرافقوه أيضًا متحف السادات القائم في مكتبة الإسكندرية. أشار جوفرين خلال الزيارة، وبمناسبة مرور 40 عامًا على الزيارة التاريخية للسادات إلى إسرائيل، إلى أن السادات لا يُعتبر بطلاً في عيون المصريين فحسب بل في عيون كل شعوب المنطقة ومن بينها الشعب الإسرائيلي. استطاع السفير خلال زيارته للمدينة أيضًا أن يلتقي ممثلين عن الطائفة المسيحية في المدينة، رجال أعمال وشخصيات اجتماعية من الإسكندرية.

اقرأوا المزيد: 266 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري في القدس  (Haim Zach/GPO)
رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري في القدس (Haim Zach/GPO)

مكتب نتنياهو ينفي نبأ عزمه على زيارة الإسكندرية

ترد أخبار في صحيفة "العربي الجديد" أنّ نتنياهو يعتزم زيارة مصر في شهر أيلول وأنّ المحطة الأولى في الزيارة هي مدينة الإسكندرية من أجل المشاركة في افتتاح كنيس. مكتب نتنياهو ينفي

ليس هناك جدال حول دفء العلاقات بين إسرائيل ومصر في الأشهر الأخيرة: للمرة الأولى منذ سبع سنوات يدعو السفير المصري في إسرائيل رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة، رؤوفين ريفلين إلى احتفالات اليوم القومي المصري (تموز 2016). تركت زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في إسرائيل أيضًا إعجابا كبيرا في الساحة الدولية. إن محاولات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأثير في الساحة السياسية في إسرائيل وتسريع دخول رئيس المعارضة، هرتسوغ، كوزير للخارجية في حكومة نتنياهو كجزء من برنامج إقليمي لتحريك عملية السلام، تم استقبالها كعلامة على تحسّن العلاقات بين البلدين إضافة إلى العلاقات الاستراتيجية العسكرية البحتة.

ولكن ذكرت صحيفة العربي الجديد صباح اليوم (الثلاثاء) أنّ نتنياهو سيُجري قريبًا جدا أول زيارة رسمية إلى مصر وأنّ مدينة الإسكندرية هي المدنية الأولى التي سيزورها. وورد أيضًا أنّ مدينة الإسكندرية قد اختيرت من أجل تمكين رئيس الحكومة الإسرائيلي من المشاركة في مراسم تدشين لكنيس قديم في المدينة.

تقرير صحيفة "العربي الجديد"
تقرير صحيفة “العربي الجديد”

وذكرت الصحيفة أيضا أنّه “لم تنفِ مصادر أمنية مصرية رفيعة لـ “العربي الجديد” ما تردد في المجتمع السياسي السكندري، من معلومات حول زيارة محتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مصر، تكون مدينة الإسكندرية هي محطة الوصول فيها، كاشفة أن الأجهزة الأمنية بالمدينة أُبلغت بإجراءات الاستعدادات اللازمة تحسباً للزيارة‎”‎.

وعبّرت شخصيات في مكتب نتنياهو لهيئة تحرير موقع “المصدر” أن هذا الأمر غير صحيح وقالت إنها لا تعرف عن مثل هذه الزيارة ولا تنوي إجراء زيارات كهذه.

اقرأوا المزيد: 218 كلمة
عرض أقل
كنيس عدلي أو  أو شعار هاشامايم في القاهرة (SAMIR RAAFAT / AFP)
كنيس عدلي أو أو شعار هاشامايم في القاهرة (SAMIR RAAFAT / AFP)

يهود النيل – من فرعون إلى عبد الناصر

في العصور السالفة، استقرّ الحُكماء اليهود في الإسكندرية ونشروا حكمتهم للعالم. حتّى القرن العشرين، لم تكُن الصهيونية والوطنيّة المصرية متناقضتَين. لكن اليوم، تكاد جالية يهود مصر تكون غير موجودة

لم تكن الجالية اليهودية في مصر يومًا أكبر جالية يهودية في الشرق الأوسط، ولا أبرز جالية. فالجاليات العراقية، الشاميّة، اليمنيّة، والإفريقية الشمالية كانت أبرز بشكلٍ عامّ. لكن منذ فجر التاريخ، نسج اليهود علاقات خاصّة مع مصر، لم تتوقّف يومًا. فمنذ ذهاب إبراهيم الخليل ويعقوب إلى مصر في أزمنة الكتاب المقدّس، وجد الكثير من اليهود ملجأً في بلاد النيل.

شعب مُقاتِلين وحُكماء

ثمة شهادات قديمة على أنّ مقاتِلين يهودًا مأجورين كانوا يعيشون في جزيرة إلفنتين على حدود مصر الجنوبيّة، إذ كانوا مؤتَمَنين على حراسة الحدود من الغزاة القادمين من الصحراء، الذين تعاونوا مع المملكة الفارسيّة. حتّى إنّ أولئك اليهود أنشأوا معبَدًا فاخرًا جدًّا، كان مركزًا للنزاع مع جيرانهم غير اليهود. كذلك، استخدم الملك بطليموس الأول المقاتِلين اليهود بشكلٍ كبير لحماية مملكته.‎

في الحقبة الهلينستية، التي ازدهرت فيها مدينة الإسكندرية وأضحت مركزًا عالميًّا للحكمة، الفلسفة، الهندسة، والعمران، لم تتضرّر مكانة اليهود. ففي القرن الثالث قبل الميلاد، وضع حُكماء يهود من الإسكندرية الترجمة الأولى للأسفار المقدّسة العبرانيّة إلى لغة أجنبية، التي دُعيت “الترجمة السبعينية”، لأنّ 72 من الحكماء اليهود عملوا على الترجمة إلى اليونانيّة وفق التقليد. بعد ذلك بسنوات، ظهر في الإسكندرية فيلَسوف يهودي شهير آخَر، هو فيلون السكندري، الذي كان يطمح إلى أن يُظهر أنّ اليهودية دين يمكنه أن يندمج مع مبادئ الفلسفة اليونانيّة، ولا يناقضها.

بطليموس الثاني ومترجمو السبعينية، رسم من عام 1672
بطليموس الثاني ومترجمو السبعينية، رسم من عام 1672

في الحقبة الرومانية أيضًا، واصل اليهود الازدهار، لكنّ تمرّدهم على الحُكم الروماني عام 115 للميلاد كان ذا عواقب وخيمة عليهم. فقد كان يهود الإسكندرية عاملًا رئيسيًّا في الصراع ضدّ الرومان، الذي بدا في البداية انتصارًا كبيرًا على الإمبراطورية. لكن الإمبراطور تراجان أرسل قوّات عسكريّة كبيرة أدّت إلى انتهاء ثورة اليهود بإبادة 90% من يهود مصر، وتدمير المجمع اليهودي الفاخر في الإسكندرية. ولم تبدأ مكانة اليهود بالتعافي إلّا مع صعود الإسلام، إذ حظوا، كباقي يهود العالم الإسلاميّ بمكانة “أهل الذمّة”.

رغم أنّ تعامُل السلطات الإسلاميّة كان يتغيّر مع السنين، ورغم العبء الماديّ المتمثل في الضرائب والجزية، تمتّع يهود مصر باستقلال شبه تامّ. في القرن السابع للميلاد، ازدهر في مصر اليهود القرّاؤون، وهم فرع خاصّ من اليهودي لا يعترفون بأيّ من “الكتابات الدينيّة” عدا التوراة نفسها. ولا تزال هذه الجماعة، الموجودة في صراع طويل الأمد مع باقي الطوائف اليهودية، قائمةً في إسرائيل إلى اليوم.

حين بلَغ عظيمُ اليهود القاهرة

موسى بن ميمون
موسى بن ميمون

في أواخر القرن الثاني عشر للميلاد، وصلَ مصرَ رجلٌ يُعتبَر أحد أحكم اليهود وأفضلهم في التاريخ، وهو موسى بن ميمون. كان ابنُ ميمون، الذي وُلد في الأندلس، وانتقل جرّاء ضائقة اقتصاديّة إلى المغرب، في طريقه إلى الشرق الأوسط، رجل دين، فيلَسوفًا، عالمًا، وطبيبًا. وبالتوازي مع كونه رئيس الجالية اليهودية في مصر، كان ابن ميمون أيضًا طبيب الملك الأفضل بن صلاح الدين. قضى موسى بن ميمون وقتًا طويلًا في البلاط الملكيّ في القاهرة، لكنه استمرّ في تكريس قسمٍ كبير من عمله للفتاوى الدينية لليهود.

جعلت الخبرة المنوّعة، التي شملت كتب الفلسفة والعلوم اليونانيّة، إلى جانب الاطّلاع الكامل على الأدب الدينيّ السابق له، ابن ميمون اسمًا يبعث على الفخر لدى كلّ يهودي إلى يومنا هذا. في القاهرة، خَطَّ كتابه الشهير دلالة الحائرين، الذي يُرشِد اليهودي الحائر الذي لا ينجح في التوفيق بين مبادئ دينه وبين العلم والفلسفة، واستخدم فيه ابن ميمون مبادئ مدرسة “الكلام” الإسلاميّة. ويُعتبَر الكتاب مُؤَلَّفًا نموذجيًّا.

أيّام الازدهار

في عصر المماليك، كان وضع اليهود حرِجًا جدًّا. فقد جعل التعصُّب الديني ضدّ جميع الطوائف غير المسلمة، الذي كان موجَّهًا بشكل خاصّ ضدّ الطوائف المسيحية، اليهود يدفعون ثمنًا باهظًا. أمّا مع صعود الإمبراطورية العثمانية، فقد تحسَّن وضع اليهود نوعًا ما، لكنّه ظلّ متقلّبًا. وأدّت المجازِر المُرتكَبة ضدّ الجالية اليهودية إلى تقلُّص عدد اليهود بشكل ملحوظ في القاهرة والإسكندرية في القرون التي تلَت. ولكن مع تولّي محمد علي باشا السلطة، عاد وضع اليهود إلى التحسُّن.

حين بدأت تُثار مسألة شقّ قناة السويس في القرن التاسع عشر، تحسّن وضع اليهود أكثر أيضًا. فقد امتلأت القاهرة بمندوبين وذوي مصالح بريطانيين، فرنسيين، وألمان، وساعدت المبادرةُ الاقتصاديةُ اليهودَ على انتهاز تلك العلاقات لإقامة علاقات تجاريّة جيّدة.

في مطلع القرن العشرين، بلغت جالية يهود مصر الذروة، وتكوّنت ليس من يهودٍ عاشوا في مصر طوال قرون فحسب، بل أيضًا من مُهاجِرين يهود أتَوا من جميع أنحاء أوروبا وشمال إفريقيا. وأتى إلى مصر أيضًا يهودٌ من أصول بولندية وروسيّة بسبب التعامُل السيء مع اليهود في أوروبا الشرقية. أدّى هذا إلى جعل يهود مصر ينطقون بلُغاتٍ مختلفة. فالمخضرَمون تحدّثوا باللهجة العربية المصرية، فيما المُهاجرون المتحدّرون من المطرودين من إسبانيا تحدّثوا الإسبانية – اليهودية، التركية، اليونانيّة، والإيطاليّة، أمّا الأوروبيون الشرقيون فكانوا ناطقين بالروسية، البولندية، ولهجات من الألمانية – اليهوديّة. في الواقع، كانت الجالية المصرية في ذلك الحين أشبه بقوس قزح.

جوقة يهودية في الإسكندرية
جوقة يهودية في الإسكندرية

في القاهرة والإسكندرية، كانت ثمة مدارِس يهودية درّست مختلف اللغات والحضارات الأوروبية، التي اختارها والِدو التلاميذ. كما أنشأت الجالية اليهودية مستشفَيات في القاهرة والإسكندريّة، مؤسسات للمُسنّين، ومؤسسات صَدَقة وثقافة مختلفة، بما فيها مسرح جماهيريّ.

الدمج بين الصهيونيّة والوطنيّة المصريّة

بلغت الصحافة اليهودية في مصر ذروتَها في القرن العِشرين. فقد عمل نحو 90 صحيفة يهودية في مصر بدءًا من نهاية القرن التاسع عشر، حتّى مغادرة معظَم اليهود إلى إسرائيل. إحدى أشهر الصحف، التي كانت تصدُر في العشرينات، كانت صحيفة “إسرائيل”، التي نُشرت بالعربية، الفرنسيّة، والعبرانيّة. أنشأ الصحيفةَ د. ألبرت موصيري، أحد أعيان الجالية اليهودية. كان موصيري وطنيًّا مصريًّا، ولكنه دعم الصهيونيّة أيضًا. وهو لم يجِد أيّ تناقض بين الصهيونية وبين القوميّة العربية، بل ظنّ أنّ الدولة اليهودية يمكن أن تُقام في قلب الشرق الأوسط.

في تلك السنوات، بدأت الفكرة الصهيونية تنمو لدى يهود مصر. بدأ عدد أكبر فأكبر من شبّان مصر ينتمون إلى حرَكات شبابيّة صهيونية، فيما تبرّع أثرياء الجالية اليهودية بالمال لشراء أراضٍ للمستوطَنات اليهودية في فلسطين. ولدى صدور وعد بلفور عام 1917، عبّر يهود القاهرة والإسكندريّة عن فرحهم علنًا.

النشرة العربية لصحيفة "إسرائيل" المصرية
النشرة العربية لصحيفة “إسرائيل” المصرية

لكن في الثلاثينات، تزايدت الدعاية النازية والفاشيّة بين المصريّين، ما أدى إلى تدهوُر أوضاع اليهود. أدّى العداء لليهود في نهاية المطاف إلى إغلاق صحيفة “إسرائيل”. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وازدياد الحديث عن الحاجة إلى دولة يهودية، تزايد السخط العربيّ والمصريّ على اليهود.

أيّام العِداء

في جلسةٍ للأمم المتحدة سبقت الإعلان عن إقامة دولة يهودية، في تشرين الثاني 1947، حذّر سفير مصر، يوسف هيكل باشا: “يعيش مليون يهودي بسلام في مصر وباقي الدول الإسلامية، ويتمتّعون بجميع حقوق المواطِنين. وهم بالتأكيد لا يرغبون في الهجرة إلى فلسطين. لكن إذا أُقيمت دولة يهودية، فليس في وسع أحدٍ أن يمنع الكوارث. ستندلع اضطرابات في فلسطين، تمتدّ إلى جميع الدول العربية، وتؤدي ربما إلى حرب عرقيّة … إذا قرّرت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، فإنها ستتحمّل مسؤولية الكوارث الخطيرة جدًّا وقتل عددٍ كبير من اليهود”.

لكنّ قرار إنشاء دولة يهودية اتُّخذ في الأمم المتحدة، وقرّرت مصر إرسال جيشها لنصرة فلسطين وتدمير الكيان الصهيوني. ولم يُؤدِّ الإخفاق المصري والانتصار الإسرائيلي عام 1948 سوى إلى تحوُّل التعامُل مع اليهود إلى أكثر سوءًا. فاعتُقل عددٌ كبير منهم، وصودرت ممتلكاتُهم.

بين حزيران وتشرين الثاني عام 1948، شرعَت الحكومة المصرية والجماهير في مصر في ممارسة العنف والاضطهاد ضدّ اليهود. في الحيّ اليهودي، أُلقيت قنابل، تسبّبت بوفاة 70 يهوديًّا وإصابة نحو 200 آخَرين، فيما أدّت اضطرابات أخرى في أرجاء مصر إلى مقتل وإصابة مئات آخَرين من اليهود. كما اعتُقل ألفا يهودي، وصودرت ممتلكات آخَرين.

كنيس بن عزرا في منطقة الفسطاط (Roland Unger)
كنيس بن عزرا في منطقة الفسطاط (Roland Unger)

في 30 أيار 1948، أعلنت الحكومة المصرية عن نيّتها مصادرة ممتلكات أيّ مواطن، في حال ثبت أنّ نشاطه يشكّل خطرًا على أمن الدولة. فانتقلت ملكيّة نحو 70 شركة ومصلحة يهودية إلى الحكومة المصرية. دفع ذلك يهودًا كثيرين إلى اجتياز الحدود، ليقيموا في إسرائيل. فغادر نحو 30 ألف يهودي القاهرة، ووصل نصفهم إلى إسرائيل.

تزايدت النزعة مع ارتقاء جمال عبد الناصر السُّلطة. فهزيمتا مصر أمام إسرائيل عامَي 1956 و1967 جعلتا مصريين عديدين يصبّون جام غضبهم على اليهود القليلين الباقين. أدرك معظم اليهود عام 1956 أنّ مصر لم تعُد ملجأً آمنًا بالنسبة لهم، فهاجروا إلى إسرائيل أو إلى دُول أخرى. صادرت الحكومة جميع ممتلكات اليهود الذين غادروا مصر، واضطُرّوا إلى التوقيع على تعهُّد بأنه لا يمكنهم مطالبة مصر بأيّ شيء أو العودة إليها مطلقًا. حتّى عام 1957، هبط عدد يهود مصر، الذي بلغ نحو 80 ألفًا في مطلع القرن، إلى مُجرَّد 15 ألفًا.‎ ‎

أمّا اليوم فلم يبقَ في مصر سوى بضع عشراتٍ من اليهود، يعيش معظمُهم في الإسكندرية. أدرك يهود مصر أنّ الأيّام التي كان يمكن فيها لليهود في مصر أن يرَوا أنفسهم وطنيّين مصريّين وصهيونيّين على حدٍّ سواء ولَّت، وأنه أصبح عليهم أن يختاروا بين الكون مصريين والكون صهيونيين. كانت تلك النهايةَ الحزينة لقصّة جالية عظيمة، كان يمكنها لولا الظروف السياسية أن تواصل النمو والازدهار داخل مصر، إلى جانب دولة إسرائيل، حتّى يومِنا هذا.

اقرأوا المزيد: 1292 كلمة
عرض أقل