في الأيام الماضية، شهدت الطرقات في إسرائيل عددا من حالات العنف. وثق مقطع فيديو انتشر في شبكات التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع هجوما وحشيا تعرضت له شابة من شخص بعد أن شغّلت الصافرة لتحذير سيارة كانت واقفة في الطريق.
“بدأ يضرب بيديه وقدميه على السيارة. وصرخ “لا تستخدمي الصفارة بعد لتحذيري”، استذكرت الشابة لحظات الفزع. “حاولت إقفال السيارة ولكنه دخل وجلس في المقعد الأمامي بالقرب من مقعد السائق. بدأ يضربني على كل جسمي، بما في ذلك على أنفي”. في غضون ذلك، اعتُقِل ثلاثة شبان في نهاية الأسبوع بتهمة مهاجمة سائق سيارة أجرة بعد أن سافروا معه في السيارة من ناد في بئر السبع. تعرض السائق لضرر في الجزء العلوي من جسمه نتيجة الهجوم.
وفق معطيات جمعية “أور يروك” التي تعمل ضد حوادث الطرق، تعرض سائق من بين سائقين تقريبا في إسرائيل إلى حالات عنف مرة واحدة على الأقل خلال السنة الأخيرة. إضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث التي أجريت في العالم إلى وجود علاقة مباشرة بين التصرف العنيف واحتمال التعرض لخطر الإصابة خلال حادث طرق. تطرح هذه الحالات الخطيرة السؤال ما الذي يجعل الأشخاص يغضبون أثناء القيادة تحديدًا؟
فحص بحث أجراه المعهد الهولندي لأبحاث الأمان على الطرقات SWOV ووجد أن هناك علاقة متينة بين الغضب والتصرف الوحشي والهجوم في الطرقات. يجري الحديث عن تصرف قد يؤدي إلى ضرر جسماني أو نفسي، ويكون عنيفا وشاذا. وفق نتائج البحث، تشكل المعطيات الشخصية سببا للتصرفات الهمجية في الطرقات. يقود سائقون كثيرون سياراتهم وهم غاضبون، عصبيون، ومحبطون لأسباب مختلفة، ليست متعلقة بالقيادة. تجعل هذه المشاعر السائقين عنيفين أكثر، وتزيد احتمال حدوث حالات العنف في الطرقات.

كما وتشكل الحالات السائدة في الطرقات سببا لهذه التصرفات الخطيرة. يتعرض كل سائق يوميا تقريبا إلى اختناقات مرورية كثيرة، إشارات ضوئية حمراء، مخالفات يرتكبها سائقون آخرون. تثير كل هذه الحالات غضبا لدى السائقين، وترفع احتمال التورط في حوادث طرق أو مشاجرات.
وجد بحث آخر في هذا المجال أن السائقين الذي يشعرون بغضب بسبب هذه الظروف، يبلغون عن تصرفات سريعة وخطيرة أثناء القيادة مثل عدم الحفاظ على مسافة بين السيارات، القيادة بسرعة مفرطة، وقيادة غير حذرة بشكل عامّ. يتبين من البحث أن هؤلاء السائقين معرضين ضعفين لخطر الإصابة بحوادث طرق مقارنة بسائقين لا يغضبون أثناء القيادة.
ثمة سبب محتمل آخر للغضب الخطير الذي يشعر به السائقون هو فقدان السيطرة الذي يتعرضون له في حالات معينة أثناء القيادة، ما يثير غضبا وعصبية لديهم. لا شك أن التوتر الذي يشعر به السائقون أو المسافرون الآخرون في السيارة في هذه اللحظات يزيد من خطر حدوث حالات العصبية والعنف.