قدّر مراقبون إسرائيليون، اليوم الخميس، أن خطوة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر المصادقة على خصم أموال الضرائب التي تنقلها إسرائيل لخزنة السلطة وتخصصها السلطة لأسر الأسرى والشهداء في الوقت الراهن، تخدم مصالح إسرائيلية داخلية أكثر منها خارجية.
وقال هؤلاء إن الخصم يخدم الدعاية الانتخابية للحكومة الراهنة، لا سيما في وجه الانتقادات الموجهة لها بشأن الأموال التي تنقلها للفلسطينيين. وخمّن بعضهم أن الأموال التي ستخصم في الراهن، نحو نصف مليار دولار، ستجمد وسيتم نقلها بعد الانتخابات أي بعد ال9 من شهر أبريل/ نيسان، يوم الانتخابات الإسرائيلية.
وتستند القيادة الإسرائيلية في قرارها إلى قانون تم تشريعه في البرلمان العام الفائت، يلزم جهاز الأمن نقل تقرير للكابينيت الإسرائيلي بخصوص الأموال التي تنقلها السلطة للأسرى، وبناء على ذلك يقوم وزير المالية بخصم المبلغ من أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الأحد، أن جلسة الكابينيت شهدت جدلا حادا بين الوزير نفتالي بينيت ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، نداف أرغمان، وذلك على خلفية المبلغ الذي تنقله السلطة إلى عائلات الأسرى.
ففي حين تحدث أرغمان عن المبالغ قائلا إن جهاز الأمن يقدر أن السلطة نقلت نحو 500 مليون شيكل، هاجم الوزير رئيس الشاباك قائلا إن القانون سنُ في الكنيست منذ 8 أشهر، وجهاز الأمن لم ينقل بعد صورة دقيقة عن الأموال التي تنقلها السلطة للأسرى. فردّ رئيس الشاباك قائلا إنه لن يقبل ملاحظات من هذا القبيل وإن العمل على هذا الشأن يتم بصورة جدية.
فتدخل رئيس الحكومة نتنياهو طالبا من الوزير بينيت أن لا يقطع رئيس الشاباك بهذه الصورة. ووصف وزراء حضروا الجلسة المشحونة المواجهة بين الاثنين بأنها كانت غير عادية وحادة، وبرز فيها أن بينيت يهزأ من عمل الشاباك في خصوص ملف الأموال التي تنقلها السلطة للأسرى والشهداء.