أطلق نشطاء متدينون في إسرائيل حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد نضال مثليي الجنس من أجل السماح لهم بإقامة أسرة عن طريق “تأجير الأرحام”، عنوانها “نقول نعم للعائلة الطبيعية”. وكتب هؤلاء أن الأطفال بحاجة لأم وأب وإلا فهم معرضون لتربية سيئة. وأثارت الحملة التي تأتي قبل ساعات من مظاهرة مثليي الجنس المتوقعة اليوم في القدس، ضجة على فيسبوك، بين مؤيد لفكرة “العائلة الطبيعية” ومعارض لها.
ففي حين كتب مؤيدو الحملة أن المثليين يشكلون خطرا على “نمط الأسرة الطبيعية” المكونة من أب وأم و3 أطفال، وينشرون ثقافتهم الفاسدة، ويهددون المبنى التقليدي للمجتمع، كتب معارضون أنه الحملة تنبع من أفكار متخلفة وظلامية، وطرح كثيرون منهم السؤال: هل العائلة الطبيعية المكونة من أم وأب تضمن الحياة الطبيعية للأطفال؟ وأشار هؤلاء إلى كثرة حالات العنف والاستغلال والفساد في العائلة الطبيعية.
وفي تعليق حظي بمئات المشاركات على مواقع التواصل، كتب أحد المعارضين لفكرة “العائلة الطبيعية” إنه نشأ في عائلة طبيعية مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، قائلا إن أمه قالت له إنه ولد بالخطأ، وإنه شهد في طفولته طلاق الوالدين، وتعرض للعنف وعاش أيام سوداء في حضن “العائلة الطبيعية”، فسأل المعلّق: “ما هو الطبيعي في هذه الحياة؟”. وكتب آخرون أن مبنى العائلة الطبيعية لا يمكنه أن يضمن الأمان والحنان للأطفال، إذ يمكن لرجلين أن يقيما عائلة طبيعية حافلة بالفرحة والأمان.
أما المؤيدون للحملة من المتدينين، والمتعاطفون معها من فئات إسرائيلية محافظة، فكتبوا أن العائلة التقليدية هي العائلة التي تضمن بقاء المجتمع سليما وقويا، وإلا فمصيره الانحلال. ويقول هؤلاء إن الطبيعة تمنح المرأة المقدرة على الإنجاب ولهذا فهي يجب أن تكون الأم وليس طبيعيا أو أخلاقيا أن يحتل الرجل دور الأم. “يوجد اختلاف بين المرأة والرجل، وكل من يقول غير ذلك فهو يخالف الطبيعية. وظيفة المرأة هي إنجاب الأطفال والتربية” كتب أحدهم.
يذكر أن مثليي الجنس في إسرائيل يحتجون منذ أسبوعين ضد استثنائهم من قانون ينظم “تأجير الأرحام” في إسرائيل، مطالبين بحقهم في إقامة أسرة مثل غيرهم. والملفت أن احتجاج المثليين يلقى تضامنا كبيرا من فئات عديدة في المجتمع الإسرائيلي. وكان الإضراب الشامل عن العمل الذي أطلقوه يوم الأحد الماضي قد حقق نجاحا مفلتا.