الأدب الإسرائيلي

"كتب أطفال بالعربية كمان" (Facebook)
"كتب أطفال بالعربية كمان" (Facebook)

مبادرة إسرائيلية تدفع قدما إصدار كتب الأطفال بالعربية

هاوي أدب إسرائيلي بادر إلى إقامة مشروع لإصدار كتب أطفال بالعربية: "الأدب يعزز المهارات البشرية في كل مجالات حياتنا"

في الأشهر الأخيرة، تعرض آلاف الإسرائيليين في مواقع التواصل الاجتماعي إلى مشروع تمويل جماعي مميز، لإصدار كتب أطفال بالعربية. عوديد حصباني، هو المبادر إلى المشروع، وهو هاوي أدب ولديه ثلاثة أطفال، اكتشف في السنة الماضية أن الأدب العالمي للأطفال والشبان غير متاح أمام الأطفال العرب في إسرائيل، فقرر تغيير هذا الواقع.

يتعلم أطفال حصباني الثلاثة في مدرسة يهودية – عربية ثنائية اللغة في مدينة حيفا، يحظى فيها الأطفال اليهود والعرب بتعليم متساو تماما. عندما احتفل حصباني بعيد ميلاد ابنه في الروضة، لاحظ الفجوات الهائلة بين كتب الأطفال بالعبرية الموجودة في مكتبة الروضة وبين الكتب بالعربية. “كان هناك كتب للأطفال العرب لم أعرف معظمها، وكان يمكن ملاحظة الفارق بكمية الكتب وجودتها”، قال حصباني.

عوديد حصباني (لقطة شاشة)

“فهمت فجأة أن عالم أدب الأطفال المتاح أمام أطفالي، الذي يعيشونه منذ سن صغيرة جدا ويرافقهم طيلة حياتهم، هو عالم غير متاح أمام أصدقائهم العرب في الروضة، وفي الواقع غير متاح أمام نصف مليون طفل عربي في إسرائيل”، قال حصباني. لهذا بدأ يجري أبحاثا حول الموضوع، واكتشف أنه يصدر في إسرائيل سنويا أكثر من 1500 كتب باللغة الأصلية، وكتب مترجمة إلى العربية، ولكن يصدر نحو 100 كتاب بالعربية فقط. إضافة إلى هذا، اكتشف أن جزءا كبيرا من أدب الأطفال الكلاسيكي العالمي لم يُترجم إلى العربية أبدا، وليس في إسرائيل فقط.

استنادا إلى ذلك، قرر حصباني الذي أحب دائما الكتب وعرف أهميتها، أن يقوم بعمل مميز، فأطلق حملة تمويل جماعي تحت عنوان “كتب أطفال بالعربية أيضا”، تهدف إلى تجنيد 150 ألف شاقل (نحو 41 ألف دولار) لإصدار كتب أطفال بالعربية. في أعقاب هذا أقيم دار نشر “حصباني”، وهي مصلحة اجتماعية تهتم بالأطفال العرب في إسرائيل بشكل متساو مع الأطفال اليهود تماما.

حصباني في زيارة لروضة أطفال في الطيبة (Facebook)

في إطار المشروع المميز، من المتوقع إصدار كتب الأطفال الأفضل والأهم في العالم باللغة العربية، التي تُرجمت إلى عشرات اللغات. كما ستُترجم كتب مختارة من العبرية إلى العربية، وسيكتب كتاب فلسطينيون شبان كتبا بالعربية. كما وستصدر كتب أطفال مميزة من العالم العربي في إسرائيل، وستترجم إلى العبرية لمتعة الأطفال اليهود أيضا.

اقرأوا المزيد: 309 كلمة
عرض أقل
ديفيد غروسمان (Miriam Alster/FLASH90)
ديفيد غروسمان (Miriam Alster/FLASH90)

روائي إسرائيلي يفوز بإحدى الجوائز الأدبية الأكثر تقديرا في العالم

حاز الأديب الإسرائيلي، ديفيد غروسمان، أحد أبرز دعاة السلام في إسرائيل، على جائزة "مان بوكر" العالمية، محققا لإسرائيل شرفا عظيما

علم أمس (الأربعاء)، في لندن الأديب الإسرائيلي ديفيد غروسمان أنه حاز على جائزة “مان بوكر” العريقة، حيث تنافس فيها كبار الأدباء العالميين. الجائزة هي 50 ألف ليرة إسترلينية، حيث سيحصل غروسمان على جزء من المبلغ وستحصل المترجمة التي ترجمت كتابه من العبريّة إلى الإنجليزية بعنوان “حصان يدخل حانة” على جزء آخر. تضمنت قائمة المتنافسين النهائية كاتبا إسرائيليا مشهورا إضافيا، عاموس عوز، وهو صديق غروسمان أيضا.

جاء في تعليق القضاة حول الفوز بالجائزة: “هناك أهمية لكل جملة في هذا الكتاب. فالقصة قصيرة واستثنائية تصف بشكل رائع حزنا عند فقدان الوالدين عبر وجهة نظر فنان كوميدي. ينهار البطل أمام الجمهور، وعندها يروي النكات أمامه، ولكن لا تنجح النكات في إثارة الضحك حقا. فهو لا يتحدث عن شخصية واحدة بل عن إسرائيل كلها في عهدنا من وجهة نظر لم نفكر فيها ويتحدث عن ساسيتها”.

الكاتبان ديفيد غروسمان وعاموس عوز (flash90)
الكاتبان ديفيد غروسمان وعاموس عوز (flash90)

الكاتب غروسمان معروف بآرائه اليساريّة الداعمة للسلام الإسرائيلي – الفلسطيني. كتب غروسمان كتابه الأول حول حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية. لقد انتقد القيادة السياسية في حرب لبنان الثانية (‏2006‏) وقال إنّه يجب إيقافها لأنها تزهق حياة الإنسان عبثا، وبعد مرور يومين من ذلك قُتِل ابنه في ميدان المعركة في لبنان.

أثنت وزيرة التربية، ميري ريغيف، على الكاتب رغم أنها معروفة بمعارضتها للفنانين الذين تعتبرهم يساريين كثيرا وتهدد في أحيان كثير بسلب الميزانيات من مراكز تربوية ومهرجانات لأسباب مختلفة. علق غروسمان على أقوالها شاكرا وقائلا: “من المهم جدا ألا يشكل المسؤولون عن الميزانيات والسياسات عائقا أمام الأدب والفن في تعبيرهما. كانت تشكل العلاقات بين الفن والحكم مشكلة دائما، ولكن يعرف نظام الحكم الذكي أن عليه السماح للفن بممارسة قوة التعبير هذه”.

اقرأوا المزيد: 248 كلمة
عرض أقل
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)

تعرفوا إلى نجيب محفوظ الإسرائيلي

شوارع بغداد وأسواقها تشكل المواد الأولية لرواياته. وهمّه الأدبي هو جسر الهوة بين الثقافة الإسرائيلية والثقافة العربية. تعرفوا إلى الكاتب إيلي عمير أو باسمه الأصلي فؤاد إلياس خلاصجي

22 أبريل 2017 | 12:36

ولد فؤاد الياس ناصح خلاصجي في بغداد عام 1937، وهاجر مع عائلته إلى إسرائيل عام 1950 بعد أن تحوّل العراق إلى مكان يعادي مواطنيه اليهود. كان المجتمع اليهودي في الماضي يضم نحو 140 ألف شخص، وكان له دور مهم ومساهمة حقيقية في تطور العراق، لكن قيام دولة إسرائيل دمّر العلاقة بين هذه الجالية والعراقيين. وهذه الفترة التي عشاها الروائي فؤاد خلاصجي، أو باسمه العبري، إيلي عمير، في بغداد، ما زالت حية في ذهنه ورواياته.

يقول عمير في إحدى مقابلاته إنه أرجأ رحلة إلى القاهرة مرة قبل أن ينجز روايته “مطيّر الحمام” – التي تروي قصة هجرة اليهود من العراق وتدور أحداثها في أحياء بغداد وأسواقها- لكي لا تختلط عليه مشاهد القاهرة مع مشاهد بغداد، إذ أراد سرد الأماكن والأجواء في بغداد، العالقة في ذهنه منذ الطفولة، في منتهى الدقة. وبعد إنجاز الرواية المذكورة، سافر الروائي إلى القاهرة، وكانت المناسبة نقل روايته “ياسمين” إلى اللغة العربية ونشرها في مصر. وهي رواية تسرد قصة حب بين شاب يهودي وشابة فلسطينية مسيحية، تجري وقائعها في القدس في الحقبة الزمنية التي تلت حرب 1967 وغيّرت الواقع السياسي في القدس.

وكانت رواية ياسمين الكتاب الذي ختم ثلاثية روايات عمير التي انطلقت في العراق وروت قصة فرار اليهود منه، ومن ثم الوصول إلى أرض الميعاد ومشقات التأقلم، وانتهت بالصراع العربي – الإسرائيلي. وحين سئل عمير إن كان احتذى بثلاثية الروائي المصري العظيم، نجيب محفوظ، نموذجا للثلاثية التي ألّفها، قال إنه لم يكن قرأ ثلاثية محفوظ قبل بدء العمل على عمله الأدبي، لكن المقارنة دعته إلى قراءة كتب محفوظ. ورغم نفي عمير تقليد محفوظ، إلا أن المقاربة بينهما قائمة في إسرائيل، وهنالك من يلقبه ب “نجيب محفوظ الإسرائيلي”.

الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Yossi Zamir/Flash90)
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Yossi Zamir/Flash90)

وعن صراع الهويات التي يعيشها الروائي يقول “لم أنسَ يوما جذوري ولغتي (العراقية والعربية)، لكنني لم أعارض تقبل حضارة ثانية (الحضارة الإسرائيلية – الغربية) وتبينها. الإنسان في العصر الحديث، باعتقادي، يملك هويات متعددة ولا يعيش هوية واحدة. أنا أعيش بسلام مع كوني إسرائيلي، وأنادي دائما لتعلم اللغة العربية والحضارة العربية على أدبها وقصائدها”.

وقد ناضل عمير طوال سنين نشاطه الأدبي والسياسي من أجل رفع شأن اللغة العربية في إسرائيل، مشدّدا على أهمية دراستها وإتقانها من أجل معرفة ثقافة العرب والإسلام. وإلى جانب ذلك، فهو إسرائيلي فخور بما أنجزت دولة اليهود، يعتز بكونه صهيوني. ويتجسد صراعه هذا في روايته “ياسمين” حيث يقول بطل الرواية عن نفسه: “أنا يهودي ابن عرب، يقدر إنجازات الغرب. يسمع الموسيقى الكلاسيكية في الصباح، والموسيقي العربية في المساء. عصفور مهاجر بين عالمين. قدم هنا وقدم هناك.. وفي مرات كثيرة تحتار قدماي”.

وتمتاز روايات عمير عن غيرها من الأدب الإسرائيلي بأنها ثرية بالكلمات العربية، وقصد الروائي من ذلك الحفاظ على اللغة التي تكلمها في صغره، وربط الحاضر الثقافي في إسرائيل بالماضي الشرقي. ومن هذه المصطلحات كما ظهرت في رواية “مطير الحمام”: استعمال كلمة “الجرّة”، والمقولة الشعبية “الهزيمة غنيمة”، و”الشاي خانة” التي تقدم الشاي فقط لزبائنها، وأكلة “السموبسك”، والحديث عن “شباب الإنقاذ” وهي اسم مجموعة يهودية تأسست سرا للدفاع عن اليهود في العراق في أعقاب أحداث الفرهود، والجلالة أي الأرجوحة وبعد.

الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)

وعدا عن نجاح الروائي الموهوب وتصدر كتبه قوائم الأكثر مبيعا في إسرائيل، يحتل عمير مكانة خاصة في قلوب الإسرائيليين، خاصة اليهود من أصول أوروبية، لكونه كاتب يمزج بين الشرق والغرب على نحو رائع. يحترم إنجازات الغرب وتقدمه مثلما يحب هويته الشرقية، أو كما يصف هو بنفسه “في الصباح أحب الاستماع لبتهوفن، وفي المساء لأم كلثوم”.

ويشدد عمير في مقابلاته على أنه يعتز بالحركة الصهيونية ويعرف نفسه على أنه كاتب “صهيوني يهودي إسرائيلي”، أينما كان، حتى في مصر. ومنبع هذا هو العناء الذي مر به اليهود في أوروبا والدول الإسلامية.

وعن عناء اليهود الشرقيين، يستهل عمير روايته “مطير الحمام” بمشهد شنق التاجر اليهودي الكبير في بغداد، شفيق عدس. فقد اتهمته السلطات العراقية افتراءً ببيع السلاح للمنظمات اليهودية، استنادا على مقالة نشرها محرر صحيفة في العراق رفض عدس التعامل معه، وكان عوّل على أصدقائه المسلمين بالوقوف إلى جانبه في وقت الضيق. وكانت نهاية عدس، إعدامه في أحد ميادين البلد على الملأ، وعلى وقع هتاف السكان المسلمين “الله أكبر”، الدليل القاطع بأن العراق لم يعد يريد سكانه اليهود، ولا أمل في البقاء فيه، على الرغم من أن هنالك في المجتمع اليهودي من دافع عن فكرة البقاء في العراق.

ويعيش عمير اليوم في حي جيلو في القدس، وهو حي يقع بعد حدود 1967. واختار هذا الموقع بالنسبة لعمير يمثل الجانب الصهيوني فيه، فهو يؤمن بأرض إسرائيل الكبرى، لكنه خلافا لغيره من اليهود، يعترف بوجود شعب آخر، وينادي إلى إقامة دولة فلسطينية تمكن هذا الشعب من تحقيق طموحاته. وعن رأيه في حل الدولتين يقول عمير: “أنا تاجر بغدادي. أطمح لأعيش في دولة يهودية وأعترف بطموح الشعب الآخر الذي يعيش بجواري.. لذلك أريد أن أشتري السلام بإعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل عام 1967”.

وقد اختير الروائي، الذي يبلغ من العمر 80 عاما، قبل وقت قصير، ليكون من موقدي مشاعل يوم الاستقلال، وحظي على هذا الشرف الإسرائيلي لمساهمته العظيمة في سرد تجربة هجرة اليهود الشرقيين، ومن ثم حياتهم في البلاد التي قامت حديثا وما زالت تبحث عن هويتها، والمعاملة السيئة التي لاقاها اليهود الشرقيين من المؤسسة العلمانية الأشكنازية في البلاد.

اقرأوا المزيد: 785 كلمة
عرض أقل
الكاتبان ديفيد غروسمان وعاموس عوز (flash90)
الكاتبان ديفيد غروسمان وعاموس عوز (flash90)

كتابان إسرائيليان بالإنجليزية مرشحان للفوز بجائزة عالمية

الكاتبان الإسرائيليان ديفيد غروسمان وعاموس عوز مرشحان للفوز بجائزة أدبية عريقة، إضافة إلى 13 مرشحا آخرين

وقع الاختيار هذا العام في قائمة المرشحين للفوز بجائزة عريقة للكتب المترجمة إلى الإنجليزية على الكاتبين الإسرائيليين المشهورين والمحبوبين – الكاتب ديفيد غروسمان الذي كتب “A Horse Walks Into a Bar” (“حصان يدخل حانة”)، والكاتب عاموس عوز كاتب كتاب “Judas” (“البشرى وفق يهوذا”).

في المرحلة التالية سيُقلّص عدد المرشحين في القائمة وسيُلعن عن أسماء الفائزين بالجائزة العريقة، التي تهدف إلى التعرّف إلى الأعمال الأدبية المعاصرة الأفضل ومكافأتها. إسرائيل وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان يدخل كاتبان ممثلان عنهما في القائمة ذاتها. في قائمة المرشحين، هناك كتّاب من الأرجنتين، الدنمارك، النرويج، بولندا، الصين، آيسلندا، ألبانيا، ألمانيا، وبلجيكا أيضا.

يبلغ عاموس عوز 77 عاما، وهو من بين الإسرائيليين الأوائل الذين يدعمون حل الدولتَين لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. رغم خلفية عائلته اليمينيّة، يعتبر عوز من زعماء المعسكر اليساري في إسرائيل. الكاتب ديفيد غروسمان ابن 63 عاما، مشهور في إسرائيل أيضا بفضل نشاطه لطرح قضايا مثل السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية للنقاش الانتقادي. فقد غروسمان ابنه في حرب لبنان الثانية. بعد مرور شهرين من ذلك ألقى خطابا أمام جمهور من مئة ألف إسرائيليّ ضد سياسة حكومة إسرائيل حول موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين ودعا إلى دفع السلام قدما.

اقرأوا المزيد: 184 كلمة
عرض أقل
ستّ حقائق عن ديفيد غروسمان (Moshe Shai/Flash90)
ستّ حقائق عن ديفيد غروسمان (Moshe Shai/Flash90)

ستّ حقائق عن الكاتب الذي دعت الBDS إلى مقاطعته

تعرفوا إلى ديفيد غروسمان الذي أثارت كتبه عاصفة في الإنترنت عندما طالب أنصار حركة BDS إزالتها عن الرفوف في السعودية

عندما دعا أنصار حركة BDS الذين صرّحوا أنّهم لم يقرأوا كتب ديفيد غروسمان، إلى مقاطعته، لم يفحصوا كما يبدو المواضيع التي تتناولها. قبل عدة أيام وردت تغريدة في تويتر تحمل صورة كتب الكاتب الإسرائيلي الشهير في متجر كتب في السعودية مع دعوة شبكة متاجر الكتب العبيكان، والتي لديها عدة فروع في دول مختلفة من العالم العربي، إلى إزالتها عن الرفوف، تحت هاشتاغ #تطبيع_العبيكان. جمعنا بعض الحقائق التي لم تتوقّعوا بالتأكيد قراءتها عن الكاتب الإسرائيلي:

1.
اختير غروسمان من بين 100 مفكر رائد في العالم في العام 2010 بتصنيف مجلة فورين بوليسي.

2.
تناولت روايته الأولى، “ابتسامة الجدي” (1983)، حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي، والتيقظ الفكري لجندي إسرائيلي عندما تعرف على الرواية الفلسطينية أخبره بها مسنّ من إحدى قرى الضفة، بل وتنبأ في كتابه “الزمن الأصفر” (1987) الذي تناول إلى حدّ بعيد معاناة الفلسطينيين وتمت ترجمته إلى الإنجليزية، اندلاع الانتفاضة الأولى.

3.
انتقد غروسمان القيادة السياسية في حرب لبنان الثانية (2006) وقال إنّه يجب إيقافها لأنها تزهق حياة الإنسان عبثا. بعد يومين من ذلك قُتل ابنه الجندي في اليوم الأخير من الحرب، في العملية التي قادها رئيس الحكومة آنذاك إيهود أولمرت. بعد مرور عام، عندما قدّم أولمرت إلى غروسمان جائزة على إبداعه الأدبي، رفض الأخير مصافحته احتجاجا على ثمن الدماء الذي كلّفته الحرب.

ديفيد غروسمان (Jorge Novominsky/Flash 90)
ديفيد غروسمان (Jorge Novominsky/Flash 90)

4.
في خطاب ألقاه غروسمان بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال رابين، بعد شهرين فقط من موت ابنه في معركة، طالب رئيس الحكومة قائلا: “توجّه إلى الشعب الفلسطيني. تحدث إليهم مع الأخذ بعين الاعتبار الحزن والمعاناة المستمرين اللذين يشعران بهما. عليك أن تنظر إليهم مباشرة لمرة واحدة وليس عن طريق فوهة البندقية، أو عن طريق حاجز مغلق. سترى أنه يعيش هناك شعب يعاني مثلنا. يشعر أنه مقموع ومحتل وقد فقد الأمل”.

5.
اختار الرئيس أوباما في العام 2011 أن يأخذ معه ثلاثة كتب فقط للعطلة الصيفية، وأحدها هو كتاب غروسمان الأخير “امرأة هاربة من البشرى”.

6.
غروسمان هو أحد الكتاب الأكثر تقديرا في إسرائيل، رغم كونه متعاطفا جدا مع المعسكر اليساري. أثار ما نُشر مؤخرا عن دعوة أنصار حركة BDS إلى مقاطعة كتبه موجة من ردود الفعل الشامتة في أوساط أنصار المعسكر اليميني في إسرائيل ومعارضي المفاوضات مع الفلسطينيين، والذين استخدموا هذه المعارضة للادعاء أنّ نهج غروسمان الإنساني ساذج وخاطئ.

https://twitter.com/albishri_91/status/732270659410092032

اقرأوا المزيد: 341 كلمة
عرض أقل
غلاف الكتاب "ألف ليلة دوت كوم"
غلاف الكتاب "ألف ليلة دوت كوم"

مؤلف “ألف ليلة دوت كوم”: “حرية الخيار تعود إلى المصريين”

مقابلة مع الصحفي الإسرائيلي جاكي خوجي، الكاتب الذي أشعل هذا الأسبوع، في إطار معرض الكتاب في القاهرة، الجدل الجديد القديم في مصر حول التطبيع مع إسرائيل، وهذا ما يعتقده حول الشعب المصري

لم يكن سهلا أن يكون أحدٌ في الأسبوعين الماضيَين مكان محلل الشؤون العربية في إسرائيل والكاتب الذي يقف خلف كتاب “ألف ليلة دوت كوم”، الإسرائيلي جاكي خوجي.

ظاهريّا، كان ينبغي أن يكون سعيدا لأنّ الكتاب الذي كتبه قبل عدة سنوات حتى ما قبل بداية الربيع العربيّ تُرجم إلى العربية بل وعُرض بعد أن حظي بشرف كبير في معرض الكتاب العربي في القاهرة. وهو معرض يزوره في كل عام ملايين العرب من مختلف البلدان في العالم العربي، ومعظمهم من الدول المجاورة لإسرائيل.

صرخت عناوين الصحف المصرية بل وجرى نقاش مستعر في البرلمان المصري حول هذا الموضوع. اندفع النائب محمد المسعود إلى إلقاء بيان عاجل في مجلس النوّاب عن ملابسات صدور الكتاب وسأل وزير الثقافة حلمي النمنم، بحجة أن روّاد المعرض فوجئوا بعرض العمل، ما أثار استياءهم، يوحي على غير الحقيقة بأن همّاً ثقافياً مضاداً للتطبيع قد ألهب حماس المواطنين المهدّدين أصلاً بالاعتقال والاستهداف إذا أعلنوا عن احتجاجهم بالطرق السلمية. وكان النمنم قد صرح بأن المعرض يحوي كتباً إسرائيلية، وأن هذا الأمر موجود منذ ‏30‏ سنة، مضيفاً عن دوره في ذلك: “ما المشكلة؟! هل دوري تعميم الجهل أم تعميم المعرفة؟

الصحفي الإسرائيلي جاكي خوجي (Facebook)

كُتب كتاب “ألف ليلة دوت كوم” من دون شكّ من أجل الإسرائيليين. إنّه يفتح نافذة على العالم الداخلي للشعب العربي ويعرض قصصًا ساخنة جمعها خوجي المحلّل للشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلية، خلال زياراته إلى الدول العربية: مصر، الكويت، الأردن، والمغرب. يقدّم الكتاب نظرة إلى داخل مجتمع الجيران العرب ويكشف عالمًا حيّا ورائعًا آخذا في التشكّل، ويتشكل أمام أعين القرّاء الإسرائيليين رأي عام مستقلّ قادر على أن يؤثّر في عملية اتخاذ القرارات لدى زعمائه.

والآن بعد أن اختتم المصريون أمس نشاطات المعرض تفرّغنا لإجراء مقابلة مع خوجي وطرح عدة أسئلة عليه حول الكتاب، وحول الضجة الكبيرة التي أثارها في القاهرة وحول العالم العربي وعلاقته بإسرائيل. وهو عالم أصبحت فيه كلمة تطبيع منذ زمن شتيمة ومن يُنظر إليه كـ “مطبع” فهو شخص لا وجود له.

حدثني قليلا عن الكتاب، كيف نشأت فكرة جمع عدة قصص قصيرة حول العالم العربي؟

“كُتب الكتاب في السنوات التي سبقت اندلاع الربيع العربيّ، ومن قبيل الصدفة طُلبت طباعته في 30 كانون الثاني عام 2011، قبل أسبوع من الإطاحة بالرئيس حسني مبارك”، هكذا بدأ يتحدث خوجي. “كان يهدف إلى تقديم أسس الخطاب في الدول العربيّة للقارئ العبري. منذ ذلك الحين ازداد الاهتمام في إسرائيل بما يحدث في العالم العربي، ولكن حتى كانون الأول عام 2010 كانت هناك فجوة كبيرة بين الواقع اليومي في تلك البلدان وبين عمق معرفة الإسرائيليين به. وقد قسّمتُ الكتاب إلى عشرة مواضيع، من بينها الديمقراطية، مكانة المرأة، الإرهاب، العلاقة بين الحكومة والمواطن، التوتر بين السنة والشيعة، وما إلى ذلك. وليس من قبيل الصدفة أنْه كانت تلك هي المواضيع الأكثر انتشارا بعد الثورات”، كما أضاف.

الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك (AFP)
الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك (AFP)

يقول خوجي إنّه كان هناك عدة محللين عرب ادعوا أنّه تنبّأ تماما ما سيحدث في العالم العربي وكذلك حدوث اندلاع الربيع العربيّ وسقوط الرئيس مبارك. “لستُ نبيّا ولم أشتغل بالتنبّؤات. إن واجب الصحفيين الذين يعملون مثلي هو الإشارة إلى الظروف والشروط لحدوث العمليات، وهذا ما قمت به في الكتاب”، كما يقول خوجي.

كُتب نقد عميق على الكتاب. قيل إنه مليء بالكثير من القصص التي تهدف إلى السخرية من العرب أو الإظهار إلى أي مدى هم بدائيون. ما رأيك؟

“نجح كتاب “ألف ليلة دوت كوم” جدّا في إسرائيل. نبع نجاحه من الاهتمام الجادّ بواقع الحياة في العالم العربي. قال الكثير من العرب الذين قرأوه، هنا وفي مصر، إنّه يمثّل الخطاب تمثيلا صادقا. بل وإنّ المترجم العربي للكتاب، عمرو زكريا، لم يكن ليترجم كتابا يشير بسخرية إلى أبناء شعبه”.

لماذا تعتقد أنه تمت أساسا ترجمة الكتاب إلى العربية وهو يتناول، من بين أمور أخرى، ظاهرة الإنترنت في العالم العربي؟

“سألني ابني أيضا، ابن الحادية عشرة عاما، لماذا يترجم العرب كتابا يتحدث في الواقع عنهم. لقد كتبته للإسرائيليين، وليس للعرب. أعتقد أن الهدف هو عرض وجهة النظر الإسرائيلية. أي، كيف وماذا يعتقد الإسرائيليون عن العرب. لا ينبغي لأي عربي أن يقرأ الحقائق على لساني، فهو يعرفها أفضل مني. ولكن تُضاف إليها وجهة نظر الكاتب. أنا أيضًا كنت سأهتم كثيرا، بمعرفة ما يعتقده عنّي المصري أو النمساوي أو الصيني”.

نساء مصريات يتصفحن بعض الكتب في معرض الكتاب العربي في القاهرة (AFP)
نساء مصريات يتصفحن بعض الكتب في معرض الكتاب العربي في القاهرة (AFP)

هل استأتَ شخصيا من العاصفة حول الكتاب؟

“لم أستأ إطلاقا. أنا مَدين لشخصين مصريين: وزير الثقافة، السيد حلمي النمنم، والذي قال عقب هذه العاصفة إنّه يؤيد نشر المعرفة، وليس نشر الجهل، ولذلك ليست هناك مشكلة في الترجمة عن العبرية. وكذلك إلى عضو البرلمان محمد المسعود، الذي بدأ كل هذه القضية، عندما طلب فتح تحقيق في أعقاب ظهور الكتاب في معرض الكتاب الدولي في القاهرة. سمح كلاهما بذلك للطرفين مناقشة قضية التطبيع ثانية. أعتقد أنّها مقاطعة لا داعي لها، والتي لم تحقق أهدافها السياسية، وأنّها تمسّ مسا كبيرا بالمواطن المصري أيضًا”.

هل هناك رسالة ما تريد أن تنقلها إلى القارئ المصري؟

“إنّ معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر هي تحالف عسكري – دبلوماسي بين الحكومتين. لا تتمتع الشعوب بهذه المعاهدة. حظر التطبيع ليس قضاءً مبرمًا، وإنما قرار اتخذه القادة، لذلك تقع عليهم مسؤولية تغييره. نحن نعيش اليوم في عالم مفتوح، متعطّش إلى المعرفة وفضولي. من يحجب نشر المعرفة، سيشعر محرجا عندما يكتشف أنّ الحواجز باتت مليئة بالثقوب. لذلك أنا متفائل. أنا واثق أنّ القادة سيفهمون ذلك، وفي المستقبل القريب يمكننا أن نتمتع أكثر بثمار الإبداع من كلا الجانبين”.

باعتبارك تغطي ما يحدث في العالم العربي للقارئ الإسرائيلي، هل تلاحظ انعداما مماثلا للتسامح في الجانب الإسرائيلي؟

“بالتأكيد. إسرائيل منشغلة جدّا بنفسها ولا تشجّع بشكل كافٍ التعارف الاجتماعي أو الثقافي مع الدول الجارة. حتى في الحظر المفروض على التطبيع في مصر، هناك دور لإسرائيل، بسبب صمتها تجاه القاهرة. ورغم أن مسؤوليتها ثانوية، إلا أنه صمت ضارّ مستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود. هناك الكثير لدى الإسرائيليين مما يمكنهم تعلّمه من العرب، ولا سيما، في مجالات الثقافة والمجتمع”.

اقرأوا المزيد: 879 كلمة
عرض أقل
خمسة كتاب إسرائيليين يجب عليكم معرفتهم
خمسة كتاب إسرائيليين يجب عليكم معرفتهم

خمسة كتاب إسرائيليين يجب عليكم معرفتهم

الوالد الذي فقد ابنه في الحرب، العربي الذي ترعرع طوال حياته بين اليهود، الفتى الصغير الذي هاجر من العراق، الصوت النسائي وشيخ القبيلة - أولئك هم الكتاب الإسرائيليون الخمسة الذين عليكم أن تتعرفوا عليهم

نقدّم لكم الكُتّاب الإسرائيليين الخمسة الرائدين اليوم. هم أولئك الأفضل من أي شخص آخر في وصف حالة الإنسان، كما ينعكس أمام أعينهم. في حياتهم وإبداعاتهم، هم المرآة الأدبية للمجتمع الإسرائيلي.

ديفيد غروسمان

في إحدى المرات، قبل أن يُولد، قلتُ لها إذا وُلد لي طفل، فأول شيء سأفعله كل صباح سيكون القدوم إليه وإعطاؤه صفعة في وجهه. هكذا فقط. حتى يعلم أنني على حقّ. وبأنّ هناك حرب فقط“.

(من كتاب “انظر تحت: الحبّ”)

ديفيد غروسمان (Flash90)
ديفيد غروسمان (Flash90)

عندما حدث أفظع شيء لديفيد غروسمان، كان قد أصبح كاتبا موضع تقدير. بعد سنوات تعمّق فيها بكتبه في دراسة ماهية الحبّ – الحب الذي بين الرجل والمرأة، بين الأب وابنه، وبين الرجل وصديقه – فقد ابنه أوري الذي قُتل في دبابة كان يُقاتل فيها في حرب لبنان الثانية، صيف عام 2006.

من خلال الفهم بأنّه “ليست هناك عدالة، هناك حربٌ فقط” – يظهر دائما في كتب غروسمان الإيمان بقوة الحبّ

في الفترة التي فقد فيها ابنه، عمل غروسمان على رائعته التي تحكي قصته الذاتية: “امرأة هاربة من الأنباء”، والتي تحكي قصة امرأة تهرب من منزلها في الوقت الذي يُجنّد ابنها للجيش، وذلك حتى لا تسمع خبر موته وتنقذه بذلك. حتى قبل ذلك فقد حظي بتقدير كبير بعد أن أجاد في وصف محنة الفلسطينيين في مخيّمات اللاجئين في كتابه “الزمن الأصفر” منذ عام 1987، والذي توقع اندلاع الانتفاضة الأولى.

ومع ذلك، مع كل المعاناة والفجيعة، من خلال الفهم بأنّه “ليست هناك عدالة، هناك حربٌ فقط” – يظهر دائما في كتب ديفيد غروسمان الإيمان بقوة الحبّ، وبقدرته على إصلاح الالتواء الذي في عالمنا. من شخصية شمشوم الجبّار في الكتاب المقدّس، مرورا بقصة الفتاة التي ناضلت من أجل إنقاذ شقيقها من إدمانه على المخدّرات وصولا إلى المرأة الهاربة خوفا من الأنباء عن وفاة ابنها – لا يختفي الأمل من أعماله أبدا.

وفي الوقت نفسه، فإنّ ديفيد غروسمان هو كاتب للأطفال موضع تقدير، حيث يستطيع كتابة أعمال تزيد من الحكمة وتتوجه إلى قلوب المراهقين، فضلا عن الكبار.

دوريت رابينيان

دوريت رابينيان (Moshe Shai/FLASH90)
دوريت رابينيان (Moshe Shai/FLASH90)

 

يُقلقني أنه يبكي في كثير من الأحيان. وعندما يضحك، يقلقني السعال الذي ينطلق من حنجرته. في إحدى الليالي، في الوقت الذي كان يغسل فيه الأطباق في الحوض، تنزلق إحدى الكؤوس وتستقرّ قطعة من الزجاج السميك في يده، في وسادة إبهامه الأيسر، كشفرة سكين، وتمزّق في لحمه جرحًا عميقًا، فتملأ كل الحوض بالدم“.

(من كتاب “جدار حي”)

 

في نظر الكثيرين، فإنّ دوريت رابينيان هي الصوت النسائي الرائد في الأدب الإسرائيلي. إنها تجيد – أكثر من أي كاتب وكاتبة إسرائيليين – أن تصف الفوارق الدقيقة في الحب: الشوق، الألم، القلق، الحميمية الهشّة.

بعد انطلاقها الأول ككاتبة شابّة واعدة، لم تستطع رابينيان على مدى 15 عامًا العودة للكتابة

بعد انطلاقها الأول ككاتبة شابّة واعدة، لم تستطع رابينيان على مدى 15 عامًا العودة للكتابة. استولى عليها الشلل. لقد بدأت بكتابة ما كان يفترض أن يُصبح روايتها الثالثة. كتبتها ثلاثة مرات أو نسخا مختلفة لها، وبعد خمس سنوات وضعتها على الرفّ.

انطلقت رابينيان هذا العام من جديد مع كتابها “جدار حيّ”، والذي يتناول أكثر القضايا تفجّرا: علاقة غرامية بين امرأة إسرائيلية ورجل فلسطيني، تجري في نيويورك. في نهاية المطاف، فإنّ الصراع في كتابها هو بين الاندماج والانفصال، بين المصير المشترك والهروب. وهي تثبت بذلك مجدّدا إلى أي مدى تعتبر محاولة الاعتماد على الحبّ ضعيفة، ولكنها رغم ذلك لا مفرّ منها.

إيلي عمير

إيلي عمير (Chen Leopold/Flash 90)
إيلي عمير (Chen Leopold/Flash 90)

 

إلى أين يذهب كل هذا، تساءلتُ الآن، لماذا لا يبقى الحبّ. إنّنا نتبعه طوال الحياة، وعندما يكون بأيدينا ينزلق من بين أصابعنا، ولسنا سريعين بما فيه الكفاية كي ننحني ونرفعه عن الأرض

(من كتاب “ما تبقى”)

 

 

 

ليس هناك كاتب آخر أجاد في قصّ تجربة الهجرة من الدول العربيّة إلى دولة إسرائيل مثل إيلي عمير. في الثالثة عشرة من عمره، وصل فؤاد إلياس ناصح خلاصجي من بغداد إلى إسرائيل. ولظروف الزمان والمكان فقد غيّر اسمه إلى اسم عبري، أكثر إسرائيليةً: إيلي عمير. في الفترة التي بدأ فيها يهود الدول العربيّة في الوصول إلى إسرائيل، وحظوا غالبا بمعاملة سيئة، تمّ إيواء أسرة عمير في مخيّم للمهاجرين، وهو نوع هشّ من المخيمات الانتقالية، في ظروف قاسية ومكتظّة.

يتناول الكتاب الأول، والأكثر شهرة لعمير، “ديك الفداء”، فترة صباه ومراهقته كـ “صبي أجنبي” في كيبوتس في شمال إسرائيل، وعملية “الانتقال” وتشكيل الهوية التي مرّ بها، كما مرّ الكثيرون من أبناء جاليات المهاجرين الشرقيين. والكتاب متشابك بالدوافع التي تؤكد على التوتر بين الشرق والغرب، المهاجر الجديد مقابل القديم، القوي مقابل الضعيف، التقاليد مقابل العلمانية، وهي موضوعات استمرّ في تناولها في بعض كتبه.

يعود “الوطن المزدوج” دائما ليُطرح من خلال كتابات عمير

حظي كتاب عمير “مُطيّر الحمام” والذي يتناول الفترة التي فرّ فيها يهود العراق إلى إسرائيل، بنجاح كبير في العالم وتم تجسيده سينمائيّا في الآونة الأخيرة. تشتبك داخل الكتاب، بالإضافة إلى قصة الجالية اليهودية، أيضًا قصص حبّ وخيانة، ويتناول معضلة الولاء: للحبيبة من جهة، وللوطن من جهة أخرى.

يعود “الوطن المزدوج” دائما ليُطرح من خلال كتابات عمير. من جهة، الإيمان بإسرائيل كوطن لليهود، ومن جهة أخرى، ذكريات الطفولة التي تعيده إلى الأحياء اليهودية في مدن العراق.

فيما عدا اشتغاله في الكتابة عمل عمير في عدة وظائف في وزارة استيعاب القادمين الجدد والوكالة اليهودية، وشجّع هجرة اليهود إلى فلسطين (أرض إسرائيل). بل شغل في الستينيات منصب مساعد رئيسي لمستشار رئيس الحكومة لشؤون العرب.

عاموس عوز

عاموس عوز (Flash90)
عاموس عوز (Flash90)

 

هناك ما يكفي من الألم حولنا، ولا يجوز إضافة الألم. ينبغي، إذا كان بالإمكان، التقليل. عدم رش المزيد من الملح على الجروح المفتوحة“.

(من كتاب “راحة تامّة”)

 

 

 

 

عاموس عوز هو شيخ القبيلة الإسرائيلية، وصاحب الصوت الأوضح والأوثق للصهيونية الليبرالية في إسرائيل. فهو يؤمن بدولة إسرائيل، بمكانتها التاريخية، وبالثورة التي أحدثتها في أوساط الشعب اليهودي. ولكن من نقطة الانطلاق هذه، فهو يتألم أكثر من أي كاتب آخر في إسرائيل احتلال الأراضي الفلسطينية، والذي يُفسد – في رأيه – طابع البلاد التي يحبّها جدّا.

وهو يصرّح في العديد من الفرص، بثقة كبيرة، بأنه عن قريب ستقوم في القدس سفارتان: سفارة فلسطين في إسرائيل، وسفارة إسرائيل في فلسطين. وستكون المسافة بينهما، كما يعتقد، مسافة بضع دقائق من المشي.

من خلال هذا الاضطراب الشديد من فقدان الأم والانفصال عن الأب  تجمّع في قلب عوز ينبوع من الأعمال الأدبية

كان “الانفجار الكبير” الذي قلب حياة عوز رأسًا على عقب هو انتحار أمه، عندما كان في الثانية عشر من عمره. ترك بيت والده في أعقاب هذا الحدث المأساوي، وهو بروفيسور صهيوني-يميني، واكتشف عالم الصهيونية الاشتراكية. في أعقاب ذلك تمرّد على صورة والده، كما يقول في أحد كتبه. ومن خلال هذا الاضطراب الشديد من فقدان الأم والانفصال عن الأب لصالح العالم الجديد، تجمّع في قلب عوز ينبوع من الأعمال الأدبية.

هذا الصدع بين حياته حتى انتحار أمه، وحياته منذ ذلك اليوم؛ واضح في جميع أعماله. ثمة منافسة في كل واحد من كتبه، بين اليهودي القديم والصهيوني، بين اليمين واليسار، بين الشاب والكبير، بين الرجل والمرأة، بين الكارثة والأمل في حياة أخرى.

في رائعته “قصة عن الحبّ والظلام”، تشابكت قصة حياته الشخصية والمأساوية بشكل رائع مع تاريخ إسرائيل. إنّ الصراع الأبدي بين الحبّ والظلام هو القصة الواسعة التي تجمع بين كلّ أعماله.

سيد قشوع

سيارات معظم العرب ألمانية، باهظة الثمن، محرّكاتها كبيرة، مليئة بالإكسسوارات، أكثر تألّقًا بقليل ويوجد بينها عدد كبير من سيارات الطرق الوعرة ذات الدفع الرباعي. ليس أنّ أهالي التلاميذ اليهود يربحون أقلّ من أهالي الأطفال العرب في المدرسة، فالعكس هو الصحيح. ولكن وبخلاف الأهالي العرب، ليست هناك منافسة بين اليهود، لا يشعر أحد منهم بأنّ عليه أن يثبت نجاحه لأي شخص آخر، وبالتأكيد ليس عن طريق ترقية حجم محرّك السيارة كلّ عام“.

(من كتاب “ضمير المتكلّم”)

سيد قشوع (Nati Shohat/Flash90)
سيد قشوع (Nati Shohat/Flash90)

ليس هناك مثيل لسيد قشوع، المولود في مدينة الطيرة العربية، في وصف المعضلة الداخلية للفلسطينيين من مواطني إسرائيل. في الصراع بين اللغة العربية التي تحدّث بها قشوع في منزل أبيه وأمه وبين اللغة العبرية، انتصرت العبرية. عندما كان في سنّ الخامسة عشرة أرسله والداه للدراسة في مدرسة ثانوية إسرائيلية عبرية، حيث تعرّف فيها على العمق والثراء اللغوي للغة العبرية. ومنذ ذلك الحين فهو يجيد التعبير عن نفسه باللغة العبرية – وذلك على الرغم من أنه يراها لغة المحتلّ والظالم.

ينظر الفلسطينيون إليه كخائن صهيوني، ولكن العديد من الإسرائيليين ما زالوا ينظرون إليه كعربي ليس أكثر

ينظر الفلسطينيون إليه كخائن صهيوني، ولكن العديد من الإسرائيليين ما زالوا ينظرون إليه كعربي ليس أكثر، ويتعاملون معه باشتباه وتشكّك. ومن ناحيته فهو فلا يخفي يأسه من الأوضاع، وأنّه هشّ وضعيف. وهو يعرض في أعمدته الأسبوعية في صحيفة “هآرتس” نفسه بكامل النقد الذاتي: موبَّخًا من قبل زوجته، يهرب إلى شرب الكحول، ويربّي أطفالا ينسون تراثهم العربي.

وكذلك قشوع، وأيضًا أبطاله، يبحثون أبدا عن مكانهم الحقيقي، ولا يشعرون بالأمان في أي من المعسكرين. ويجدُ الصدام الذي لا بدّ منه بين هويّتيه الاثنتين، الفلسطينية والإسرائيلية

اقرأوا المزيد: 1301 كلمة
عرض أقل