إذاعة الشمس

ريفلين في النصب تذكاري لضحايا مجزرة كفر قاسم عام 1956 (Mark Neyman/GPO)
ريفلين في النصب تذكاري لضحايا مجزرة كفر قاسم عام 1956 (Mark Neyman/GPO)

وأخيرًا نحن أيضًا لدينا رئيس

تحديدًا في الأيام التي يكسر فيها التوتّر بين اليهود والعرب الأرقام القياسية، يُظهر رؤوفين ريفلين وجهة نظر ليبرالية يبدو أنّها اختفت من البلاد

كان لدينا بالفعل عدد غير قليل من الرؤساء في الدولة. تحدّث معظمهم عن أهمية السلام مع الدول العربية والفلسطينيين. ونادرا ما ألقوا بنظرهم إلى ما يحدث داخل البلاد، إلى المواطنين العرب في إسرائيل. مؤخرا حدث تغيير. حظي الجمهور العربي برئيس يحترم قيَمه وتراثه، يعترف برواية الآخر، حتى لو لم يقبل أيديولوجيّته. رئيس يشير إلى أنّهم مواطنون يريدون المساواة المدنية الكاملة، ويعترف بهويّتهم.

تحديدا في الأيام التي يكسر فيها التوتّر بين اليهود والعرب الأرقام القياسية، يدعو وزراء وأعضاء كنيست إلى إخراج أعضاء الكنيست العرب خارج القانون، ويدعو المعقّبون الخبثاء والشيطانيّون إلى مقاطعة وطرد 20% من سكان البلاد، ويصرح المثقّفون العرب أنّهم قد أصيبوا بالضجر من العيش في هذه البلاد ويفكّرون بتركها؛ وفي هذه الأيام تبرز الشخصية الجيدة لرئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بكامل تألّقها.

يُظهر الرئيس الجديد وجهة نظر ليبرالية يبدو أنّها اختفت من البلاد. يتبنّى اليمين في السنوات الأخيرة لغة عنصرية تجاه العرب، يدعو إلى إبعادهم عن دائرة العمل، وينظر إلى منتخبيهن باعتبارهم شخصيات غير شرعية، ويستجيب الشارع اليهودي وفقا لذلك بالعنف، بالكراهية، بدعوات “الموت للعرب” و “اذهب إلى غزة”.

الرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (Hadas Parush/Flash90)
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (Hadas Parush/Flash90)

اليسار أيضًا ليس خاليا من المسؤولية. لقد تعامل خلال السنين مع العرب بمثابة العشيقة التي لا تظهر على الملأ. في أيام الانتخابات يستندون إلى أصواتهم. حتى الممثّل العربي الذي يناوب في أحزاب اليسار الصهيوني كما يُقال يصوّر على أنّه ورقة توت، حيث إنّ تأثيره على آلية صنع القرار طفيف. في أيام عملية “الجرف الصامد” الصعبة، حين عانى العرب من وابل من الإهانات والشتائم، سُمعت أصوات أعضاء الكنيست من اليسار وهي واهنة وضعيفة، كما لو كانوا يخشون من الإضرار بالإجماع الوطني، في حين أنّ ريفلين خرج ضدّ المستعرين من اليمين والضعفاء من اليسار.

قرّر الرئيس ريفلين، والذي يعتبر يمينيّا في الشأن السياسي، بخلاف سابقيه ألا يكتفي بالتصريحات الفارغة في الاحتفالات والمناسبات، وإنما أن يفعل شيئًا. لقد ذهب إلى كفر قاسم ليس فقط ليعبّر عن تضامنه مع ضحايا المجزرة، وإنما كي يطلب المغفرة باسم الدولة على ما حدث في القرية قبل أكثر من خمسين عاما، وأساسا قرّر بشكل لا لبس فيه أنّه: “ستكون دولة إسرائيل هي وطن ومنزل شريحة السكان العرب الواسعة للأبد… إن السكان العرب في دولة إسرائيل ليسوا مجموعة هامشية في المجتمع الإسرائيلي. هؤلاء السكان هم من دم ولحم هذه البلاد، سكان متماسكون مع هوية وطنية وثقافية مشتركة سيكونون دائمًا عنصرًا أساسيّا في المجتمع الإسرائيلي”.

وبصرف النظر عن هذا التصريح المهم، فقد خرج منذ توليه للمنصب ضدّ عنف اليهود تجاه العرب، والذي أصبح مع الأسف أمرًا مألوفًا، ودعا الأذرع القانونية إلى تطبيق الحدّ الأقصى ضدّ من يؤذي ويهدّد، وذلك من منظور وطني وشعور بالمسؤولية، وعلى هذا ينبغي الثناء عليه.

لقد قام بذلك رغم حقيقة أنّ العديد ممّن أرادوا أن يكون رئيسًا لن يوافقوا على أفعاله، ولذلك فهو يستحقّ تقديرًا كبيرًا. يحرص ريفلين على التأكيد أنّه يعكس بتصرّفاته رؤية زئيف جابوتنسكي، الذي كان يؤمن بفكرة أرض إسرائيل الكبرى التي “سيكون مشبعًا فيها بالوفرة والثروة، ابن العرب وابن الناصرة وابني”، دون نزع ملكية أو طرد أي شخص، اليهودي والعربي على حد سواء.

يؤمن ريفلين أيضًا مثل جابوتنسكي بالدولة ثنائية القومية التي يعيش فيها الجميع سويّة مع مساواة مطلقة في الحقوق. في هذا الموضوع أنا أختلف وسأظلّ أختلف معه. مثل الكثير من الآخرين الجيّدين أؤمن أنّ الصيغة الأفضل هي مبادرة السلام العربية، التي ستضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. ولكن إذا كان مقدّرا لنا أن نعيش يومًا واحدًا في دولة ثنائية القومية أريد أن أؤمن بأنْ يكون ذلك وفق رؤية ريفلين وليس وفق رؤية فيجلين.

الكاتب هو مالك محطّة الإذاعة “راديو الشمس” ومديرها التنفيذي.

نُشرت هذه المقالة أساسًا في موقع هآرتس

اقرأوا المزيد: 550 كلمة
عرض أقل
المحكمة العليا الإسرائيلية (Flash90/Noam Moskowitz)
المحكمة العليا الإسرائيلية (Flash90/Noam Moskowitz)

القضاء الإسرائيلي يسمح لراديو الشمس ببثّ برامجه في يوم الغفران

قررت المحكمة العليا أن إذاعة الراديو التي تبث في اللغة العربية يمكنها مواصلة بثّها في يوم الغفران بسبب وقوعه في نفس يوم عيد الأضحى هذه السنة

03 أكتوبر 2014 | 14:51

محكمة العدل العليا تصدر قرارًا لصالح عيد الأضحى – أصدرت المحكمة الإسرائيلية صباح اليوم قرارًا يٌتيح لسهيل كرام، القائم على إذاعة راديو الشمس، أن يواصل بث الإذاعة خلال يوم الغفران. وكان كرام قد قدّم التماسًا يوم أمس بعد أن رُفض طلبه بمواصلة البث في يوم الغفران بسبب وقوعه في نفس يوم عيد الأضحى المبارك هذه السنة. وقد وافقت المحكمة اليوم صباحًا على مواصلة بث إذاعات الراديو العربية خلال يوم الغفران.

وتم الإعلان عن قرار المحكمة بعدما قدّم راديو الشمس التماسًا يوم أمس ضد قرار السلطة الثانية القائمة على التلفاز والراديو بعدم السماح لإذاعة الشمس بمواصلة بثها خلال يوم الغفران.

وجاء في الالتماس من قبل راديو الشمس “إن توقف بث إذاعة الشمس، وهي الإذاعة العربية الوحيدة، خلال عيد الأضحى هذه السنة يمس في حق التعبير وحق احترام جمهور المستمعين الواسع”.

شعار راديو الشمس (facebook)
شعار راديو الشمس (facebook)

وكانت تبث إذاعة الشمس خلال السنوات الماضية في يوم الغفران، إلا أنه منذ السنة الماضية، سنّت السلطة الثانية قانونًا يُفيد بمنع بث الإذاعة خلال يوم الغفران.

وفي سياق متصل، دعا الحاخام الرئيسي لإسرائيل، دافيد لاو، ومؤسس الحركة الإسلامية الشيخ عبد الله نمر درويش، إلى عقد اجتماعات تضم ممثلين عن الديانتين وذلك للحدّ من التوترات ما بين الأديان في دولة إسرائيل.

ودعا الاثنان في حوار مشترك مع إذاعة الراديو الرسمية الإسرائيلية إلى عقد اجتماع يضم رؤساء من كلا الديانتين يسعى إلى إحلال السلام بين الشعوب.

اقرأوا المزيد: 207 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبيت الابيض ( AFP)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبيت الابيض ( AFP)

أوباما يحث عباس على المجازفة من أجل السلام مع إسرائيل

طالب أبو مازن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدما في الإفراج المقرر عن دفعة أخيرة من السجناء الفلسطينيين، ونتنياهو يحمله مسؤولية فشل المفاوضات

17 مارس 2014 | 18:28

حثّ الرئيس الأمريكي باراك اوباما اليوم الاثنين الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اتخاذ قرارات صعبة والإقدام على مجازفات من أجل تحقيق السلام مع إسرائيل قائلا إنه يأمل أن يشهد تقدما في الأسابيع القادمة في المفاوضات التي تجري بوساطة أمريكية.

وخلال محادثات في البيت الأبيض خيمت عليها الأزمة الأوكرانية حث عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي قدما في الإفراج المقرر عن دفعة أخيرة من السجناء الفلسطينيين بحلول نهاية مارس آذار.

وقال أوباما للصحفيين بينما جلس عباس الى جواره في المكتب البيضاوي “مازلنا مقتنعين بأن هناك فرصة”.

وفي مقابلة مع إذاعة “الشمس” التي تبث من مدينة الناصرة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن أي اتفاق مع الفلسطينيين يجب ان يضمن الاعتراف بإسرائيل، كوطن قومي للشعب اليهودي.

وأكد نتنياهو على مبدأ مواصلة المفاوضات مشيرا الى ضرورة اتخاذ ما وصفه بالقرارات الشجاعة لكنه حمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية فشل المفاوضات.

اقرأوا المزيد: 136 كلمة
عرض أقل
زهير بهلول خلال احتفال إذاعة الشمس (موقع إذاعة الشمس)
زهير بهلول خلال احتفال إذاعة الشمس (موقع إذاعة الشمس)

راديو الشمس يحتفل بمرور عقد على تأسيسه

قالت لي أمس مقبولة نصار مذيعة الراديو التي تختلف الآراء حولها "أنا أعلم علم اليقين أن هناك كثيرون يستمعون إليّ من خارج إسرائيل". برنامجها "حديث مباشر" هو برنامج يرتكز إلى أحاديث مع مستمعين، ويتم بثه مرتان في الأسبوع ويستقطب انتقادات كثيرة

حاولت في فترة ما في حياتي أن أتعلم كيف أفهم وأتحدث العربية قليلا. وللتدرّب على الإصغاء، حاولت في صباح واحد من الأسبوع على الأقل، أن أوجه الراديو لبث راديو الشمس بدلا من بث إذاعة الجيش أو الشبكة ب، اللتين كنت أستمع إليهما بشكل دائم. وبدلا من رازي بركائي أو كيرن نويباخ، فتحت أذني إلى زهير بهلول وجاكي خوري، وهما المذيعان البارزان في الراديو، الذي احتفل يوم السبت بمرور عقد على تأسيسه، وأنا أعرف كليهما معرفة شخصية.

وبين مقابلة وأخرى، يستضيف مذيعو الشمس، محطة الإذاعة التي تحظى بشعبية في الوسط العربي، شخصا لا يعرف العربية وتتم مقابلته. ومرة تلو الأخرى، يبدأ الضيوف الحديث بالاعتذار. “آسف لأنني لا يمكنني أن أتكلم بالعربي في الراديو. لم يعلمونا في المدرسة ونحن لا نتحدث اللغة”. هذه هي الافتتاحية الدائمة في أي حديث. اليهود الذين تتم مقابلتهم في راديو الشمس يشعرون بعدم الراحة للحظات، في حين لا يمكنهم أن يشعروا، من على أمواج الأثير، باللغة والثقافة. ولكن هذا الشعور سرعان ما يزول لدى معظمهم بعد دقيقة واحدة من إقفال الخط، ويواصلون طريقهم. اللغة العربية هي لغة الأقلية في إسرائيل ولكونها كذلك فإن الراديو الذي يمثلها يعيش كأقلية داخل أقلية.

مرت عشر سنوات منذ تأسيس راديو الشمس، ولكن الجمهور اليهودي يتطرق إليه بلا مبالاة، يتجاهل وكأنه محطة محلية، تخص الجليل فقط. في هذه الأثناء زادت شهرة الراديو في المجتمع العربي، وله نسبة استماع عالية ويتابعه جمهور من العالم العربي كله. لا توجد بحوزة الراديو وسائل قياس دقيقة لمعرفة عدد الأشخاص الذين يستمعون إلى موقع الراديو على الإنترنت، ولكن مذيعيه يتلقون توجهات على صفحات الفيس بوك الخاصة بهم من دول عديدة خارج إسرائيل.

قالت لي أمس مقبولة نصار مذيعة الراديو التي تختلف الآراء حولها “أنا أعلم علم اليقين أن هناك كثيرون يستمعون إليّ من خارج إسرائيل”. برنامجها “حديث مباشر” هو برنامج يرتكز إلى أحاديث مع مستمعين، ويتم بثه مرتان في الأسبوع ويستقطب انتقادات كثيرة.

تزاول ناصر (ربما مثلي) عملها في الحيّز الصحفي النسوي الذي يثير الغضب. من وجهة نظر جزء من الجمهور العربي هي أشبه بالمذيع “نتان زهافي”، ولكن من وجهة نظري هي أخت لي في النقاشات غير المنقطعة مع الرجال. إنها لا تخاف من النقاش، خلال البث، في مواضيع تتفاوت الآراء فيها في المجتمَع العربي، وهي تشدد كثيرا على حقوق المرأة ومكانتها. وتقول “لقد بدأوا مؤخرًا يديرون ضدي صفحات على الفيس بوك، بسبب آرائي، وروت لي أمس أن “هذا يأتي من جهة مؤيدي الحركة الإسلامية. أنا لا أتأثر ولكن هذا الأمر يُحدث الكثير من الضجة”.

غير أن مشاكل راديو الشمس أكثر تعقيدًا بقليل من النقاشات النسوية. يمكن لأغنية، في بعض الأحيان، يتم بثها في قائمة بث المحطة، وهي مستقاة من صراعات الاحتجاج في مصر أو في دولة أخرى في المنطقة أن تنجح في إغضاب المستمعين اليهود الذين يفهمون العربية وهم يكثرون من تقديم الشكاوى إلى سلطة البث الثانية. إن كمية الساعات التي يخصصها مدراء المحطة لصد الشكاوى حول طابع البرامج تزيد كل الوقت.

ويشعر مستخدمو الراديو أن الشكاوى قد زادت في السنتين الأخيرتين وبعضها تحوّل إلى مزعجة. يبدو أن هناك مجموعة من الجمعيات أو المنظمات التي تجلس وتستمع وتُغرق سلطة البث الثانية للراديو والتلفزيون بانتقادات لا نهائية وسخيفة توجهها إلى المحطة. خلال عقد من الزمن، لم يتدخلوا بالمضامين التي تبثها المحطة في الأعياد اليهودية، وفجأة وصلت شكاوى، في يوم ذكرى الجنود الإسرائيليين في السنة الأخيرة، حول بث موسيقى صاخبة وغير لائقة وتم تغريم المحطة بمبلغ 60 ألف شيكل.

وقد ذكر مالك المحطة، سهيل كرام، أمس في الاحتفال الحاجة إلى مواجهة الشكاوى ومواصلة العمل وبث الراديو للجمهور العربي. “نحن نشعر بالتعامل المجحف تجاه الجمهور العربي في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وعلى الرغم من ذلك فإن 20% على الأقل ممن تتم مقابلتهم هم من المتحدثين بالعبرية. ونحن نشدد على نشر آراء من كافة الأطياف السياسية، ونحن نستضيف أيضا في البث سياسيين من اليمين المتطرف. لقد اتخذنا قرارًا استراتيجيا وهو أن على الحوار الجماهيري أن يدور يوميًا وكل ساعة ونحن راديو حر ومعاصر، يشدد على عدم تجاهل المشاكل داخل الوسط العربي، وإلى جانب ذلك نجح في تحقيق الرؤيا باعتبار إسرائيل دولة داخل المنطقة العربية. يستمعون إلى راديو الشمس من كافة دول الشرق الأوسط ونحن نستضيف أشخاصًا من كافة الأماكن. مع مرور السنوات أصبحنا نرى الواقع من حولنا يزيد تعقيدا، ونحن سنواصل، استمرارا للسنوات العشر الأولى، النضال من أجل حرية التعبير، التي لا تعتبر أمرًا مفروغًا منه حين يجري الحديث عن راديو عربي”.

الكاتبة هي ضيفة كثيرة التردد على راديو الشمس وتقدم تحليلات سياسية إسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 685 كلمة
عرض أقل