إجراء هنيبعل

غلعاد شاليط ومحمد ابو شمالة (YouTube)
غلعاد شاليط ومحمد ابو شمالة (YouTube)

عائلة هدار غولدين ترفض رواية القسام حول وقائع أسر ابنها في فيلم “الجزيرة”

عناوين الإعلام الإسرائيلي حول فيلم الجزيرة الوثائقي "رفح.. الاتصال المفقود"، اهتمّت بالمقطع المسرب الذي يظهر فيه جلعاد شاليط إلى جانب محمد ابو شمالة

28 أغسطس 2015 | 12:35

رفضت عائلة الضابط الإسرائيلي، هدار غولدين، الذي أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل في الحرب الأخيرة على غزة، في منطقة رفح، وما زالت جثته لدى حركة حماس، ادعاءات الذراع العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، والتي عرضت على شاشة “الجزيرة”، ضمن الفيلم الوثائقي “رفح.. الاتصال المفقود”- بأن الجيش الإسرائيلي سحب جثة مقاتل لكتائب القسام كان يرتدي زيا عسكريا يشابه الزي الإسرائيلي، ظانا أنه سحب جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدين.

وجاء في تعليق العائلة على هذه الادعاءات “أكاذيب حماس تُسمع مرة ثانية وتجد منبرا في قناة الجزيرة. وهذا أمر يثير الغضب”. وأضافت العائلة “إننا نُعد الجهاز الأمني الإسرائيلي العنوان الوحيد لمعرفة الحقائق، ونطالب بتكثيف الضغط على حركة حماس لإعادة جثتي الجندييْن، أورون شاؤول وهدار غولدين”.

وعرض الفيلم الوثائقي الذي أعدّه مراسل الجزيرة في القطاع، تامر المسحال، وروّجت له القناة قبل بثه بأنه سيكشف عن معلومات جديدة متعلقة بالضابط الإسرائيلي، هدار غولدين، رواية كتائب القسام للاشتباك الذي حصل بين عناصر القسام وجنود الجيش الإسرائيلي في منطقة رفح، يوم 1 أغسطس/ آب 2014. والجديد أن القسام فقدت الاتصال مع عناصرها الذين اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين، وخلال انسحابهم سحبوا جثة الجندي هدار غولدين.

وكما ذُكر سابقا، ادعى قائد في القسام أن الجيش الإسرائيلي سحب جثة عنصر القاسم، وليد توفيق مسعود، والذي كان يرتدي زيا عسكريا يشابه الزي الإسرائيلي، ظانا أنه سحب جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، وأن جنود الجيش الإسرائيلي لم يدخلوا إلى النفق كما يقول الإسرائيليون.

وتبعا لهذه الرواية، فقد قام الجيش الإسرائيلي، بعد ساعتين على اكتشافه أن الجثة التي سحبها ليست جثة هدار غولدين، بالرد العنيف، قاصفا مناطق عدة في القطاع.

وجاء أيضا أن الاشتباك بين القوات حصل صباحا عند الساعة 07:30، أي قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ والتي كانت مقررة الساعة 08:00 صباحا، وهذا ينفي، حسب رواية القاسم والجزيرة، أن حماس هي التي اخترقت التهدئة.

أما على الصعيد الإعلامي الإسرائيلي، فقد لوحظ أن المواقع الإسرائيلية التي تطرقت إلى فيلم الجزيرة الوثائقي اهتمت بالمقطع المسرب الذي يظهر فيه، لأول مرة، الجندي المحرر من أسر حماس، جلعاد شاليط وهو في الأسر، وإلى جانبه القائد العسكري لدى القسام، محمد ابو شمالة، الذي اغتالته إسرائيل في الحرب الأخيرة على غزة.

اقرأوا المزيد: 327 كلمة
عرض أقل
جنود الجيش الإسرائيلي يدخلون قطاع غزة (IDF)
جنود الجيش الإسرائيلي يدخلون قطاع غزة (IDF)

هل أن يكون الجندي ميتًا أفضل من أن يكون مختطفًا؟

ما هو "إجراء هنيبعل" الذي ينفذه الجيش في حال وجود محاولة لاختطاف جنود، وهل القتال في غزة أدى إلى تفعيل هذا الإجراء؟

29 يوليو 2014 | 14:35

أثارت عملية “الجرف الصامد”، على غزة، العديد من النقاشات العامة؛ داخل المجتمع الإسرائيلي، والتي تتعلق بالأخلاقيات والإجراءات المعمول بها في الجيش الإسرائيلي. أحد تلك الإجراءات هو “إجراء هنيبعل” الذي يتعلق بقضية اختطاف جندي من جنود الجيش وكيفية التعامل حيال هذه المسألة. سُمعت أصوات انتقادات في إسرائيل، على ضوء المحاولات المتكررة لاختطاف جنود؛ في قطاع غزة، من قبل حماس، وتقارير عن تفعيل هذا الإجراء في حالتين على الأقل، وهناك من يعارض هذا الإجراء في إسرائيل.

ينص “إجراء هنيبعل” على أنه في حال تم اختطاف جنود، أهم هدف هو إحباط عملية الاختطاف حتى وإن نتج عن ذلك إصابة المختطفين. معنى ذلك، حسب أقوال مسؤولين في الجيش كانوا تحدثوا عن ذلك، فالجيش يُفضل أن يموت الجندي على أن يبقى على قيد الحياة في قبضة الخاطفين.

أثار هذا التحليل غضب البروفيسور والفيلسوف الإسرائيلي آسا كشير، الذي هو واحد من واضعي دستور العمل الأخلاقي للجيش الإسرائيلي، وعبّر عن ذلك من خلال مقالة صحفية حيث قال أنه في حال تم اختطاف جنود يجب محاولة إحباط تلك العملية بواسطة إطلاق النار باتجاه الخاطفين، “ولكن، لا يجب أن يكون بالحسبان توجيه نيران باتجاه المختطفين”.

يوضح كشير، بالطبع، أن هناك صعوبة ما في هذه الحالة وكتب يقول: “بما أن المختطف موجود قريبًا منهم، قد تعرضه هذه النيران للخطر هو أيضًا”. أضاف كشير أيضًا بأن “حياة المختطف أغلى بكثير من ثمن الاختطاف”.

نشرت كتائب عز الدين القسام، بعد الحادثة التي وقعت البارحة في منطقة “ناحل عوز” بين جنود الجيش والمقاتلين من كتائب عز الدين القسام؛ والتي قُتل خلالها 10 من جنود الجيش الإسرائيلي و 6 من مقاتلي حماس، بأنه أرادوا اختطاف جندي ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد إطلاق شديد للنيران باتجاههم. يقول محللون في إسرائيل إن الجيش قام بتفعيل “إجراء هنيبعل” وأن جنديًا، على الأقل، قُتل نتيجة ذلك.

وجه الجيش الإسرائيلي نيران مدفعيته الثقيلة، في حادثة أخرى وقعت في حي الشجاعية حيث دارت معارك شديدة بين جنود الجيش وبين مقاتلي حماس، باتجاه تلك المنطقة وقال ضباط في الميدان إن نيران الجيش كانت تصب قرب الجنود. يبدو أنه في هذه الحادثة أيضًا كانت هناك محاولة اختطاف والتي أحبطها الجيش وكان الثمن باهظًا.

لا شك أنه علينا أن نتذكر أن كل التراجع الأمني بين إسرائيل وغزة بدأ بعد اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة في الخليل. ولكن، فيما يخص حادثة اختطاف الشبان آنفة الذكر والتي قام بها نشطاء من حماس؛ كما تدعي إسرائيل، قرر الخاطفون قتل الشبان وإخفائهم في منطقة الخليل.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل