النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

زوجات، عشيقات، مقاتلات: النساء أثناء الهولوكوست

حتى إذا استخدمت النساء أنوثتهن أحيانا سلاحا، فلن يترددن في أن يكن المقاتلات الأوائل ويحاربن "مثل الرجال". أوجه التشابه بين النساء في الهولوكوست

هذا الأسبوع، احتفل العالم بعيد المرأة العالميّ (في الثامن من آذار). في السنوات الماضية، أصبح هذا العيد تجاريا. إذ تُعرض فيه على النساء مستحضَرات التجميل، الملابس الجديدة احتفالا بيوم المرأة، حماما معدنيا، وهذا “احتفالا بعيدهن”، وغير ذلك.

ينسى الكثيرون معنى هذا اليوم الحقيقي. لم ينتهِ بعد صراع النساء من أجل تحقيق مكانة أفضل في هذا العالم. الإثبات على أقوالي هذه: وضع اللاجئات السوريات، اليمنيات، والليبيات. كون المرأة تعتبر ضعيفة، يمكن استغلالها، ضربها، إهانتها والضحية الكبرى للحروب البشرية الأفظع.

وإذا لم يكن هذا كافيا، فإن التاريخ البشري هو تاريخ ذكوري غالبًا. كُتِب بشكل عام من وجهة نظر الرجال. هناك وصف غالبًا لقصص بطولية ومأساوية، مثل قصص البقاء على قيد الحياة يوميا بشكل عام بحيث تطرقت أكثر إلى الأغلبية والحالات البارزة، وأقل إلى الجوانب الحميمة، المنزلية، أو الشخصية.

مع نشوب الحرب، أصبح جزء من النساء أرامل، فكان عليهن الاهتمام بالعبء العائلي وحدهن

عند النظر إلى مكانة المرأة في المجتمَع في العقود الماضية، من السهل أن نعرف لماذا لا يتحدث الكثير من النساء عن صعوباتهن المميّزة في تلك الفترة الغامضة.

مَن هنّ ملايين النساء المجهولات اللواتي عِشْنَ، توفين أو صمدن في الظروف الصعبة، غير المعروفات على مر التاريخ؟ لقد كان الحديث عن أعمالهن وعن كيف صمدن أثناء الهولوكوست قليلا.

نجحت نساء يهوديات كثيرات في البقاء على قيد الحياة في ظل أتون معسكرات الإبادة، كان الخراب والخسارة جزءين من قصة لم يتم التحدث عنها أو فحصها. قُبَيل محاكمة أدولف آيخمان، بدأت الأكاديمية الإسرائيلية، بالاهتمام أكثر بقصص النساء الشخصية.

معاناة النساء أثناء الهولوكوست

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

هل تميّزت معاناة النساء أثناء الهولوكوست بطابع خاص؟ طرح باحثون خبيرون بمجال الجندر السؤال في الحوار الأكاديمي، وتشهد الأبحاث المختلفة التي نُشرت أكثر فأكثر أن هناك حقا خصائص مميزة للنساء اليهوديات، كفئة خاصة أثناء الهولوكوست. قد تكون خصائص المعاناة الخاصة نابعة من الاختلاف بين التجربة النسائية والتجربة الرجالية. ثمة إمكانية أخرى هي حقيقة كون المرأة يهودية، قد تملي عليها خصائص مميزة من المعاناة، مقارنة بالنساء غير اليهوديات، في ظل النظام النازي.

مع نشوب الحرب، أصبح جزء من النساء أرامل، فكان عليهن الاهتمام بالعبء العائلي وحدهن. كان ذلك تغييرا كبيرا في المعايير التي كانت متبعة في الحياة العائلية اليهودية قبل الحرب. كان على النساء أن يهتمين بالشؤون المنزلية، تربية الأطفال، واتخاذ قرارات يومية هامة.

تحملت النساء الشابات في الحركات اليهودية السرية، مسؤوليات كانت هامة في النشاطات السرية: كن ينقلن الرسائل، ويجرين اتصالا بين الخلايا في الغيتوهات المختلفة. كان في وسع النساء التنقل بين تركيزات اليهود في المعسكرات المختلفة، من خلال المخاطرة أقل من الرجال. قامت النساء بهذه الوظيفة بجرأة كبيرة، من خلال المخاطرة الكبيرة، عندما كنّ يسرن وحدهن مسافات بعيدة.

حياة النساء في الغيتوهات: النظافة، التمثليات، ووصفات الأطعمة

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

وفق وصف اليهود لحياتهم في هذه الفترة، كانت هناك محاولة لإدارة حياة طبيعية قدر الإمكان في الغيتو. أقام المقيمون في الغيتوهات تمثليات وعروضا شارك فيها الكثير من النساء. حرصت نساء كثيرات على ترتيب ونظافة الغرف. إضافةً إلى ذلك، يُحكى أن النساء حافظن على النظافة رغم أن هذه المهمة كانت صعبة.

كتبت نساء يوميات وأغاني عبّرن فيها عن ألمهن ومعاناتهن. هناك مثالان مشهوران لنساء نجحن في كتابة يوميات في الهولوكوست وهما آنا فرانك وإتي هلسوم الهولنديات.

كتبت نساء يوميات وأغاني عبّرن فيها عن ألمهن ومعاناتهن

إحدى الطرق المميّزة التي اتخذتها النساء تجنبا للإصابة بالجنون هو كتابة وصفات الوجبات. كتبت النساء على أوراق حصلن عليها وصفات وجبات لم يأكلنها ولم يكنّ قادرات على تناولها منذ وقت طويل. بالغت النساء أثناء كتابة المقادير والمواد، وأضافت مواد لم تكن جزءا من الوصفات الأصلية.‎ ‎

كان موضوع إضاءة الشموع بمناسبة يوم السبت، التقليد اليهودي، الذي على كل امرأة القيام به أحد المواضيع التي وردت في شهادات الناجيات من الهولوكوست. وفق تلك الشهادات، اهتمت النساء كثيرا بإضاءة الشموع، كوصية دينية وكخطوة لإرساء حياة “طبيعية” في ظل الوضع الذي كان سائدا.

إعالة العائلة

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

قبل الحرب، لم تتحمل غالبية النساء مسؤولية إعالة العائلة، وكان الزوج المعيل الأساسي غالبا.

كانت النساء اليهوديات في أوروبا (كذلك كل النساء في العالم) مسؤولات حصريا عن تحضير وجبات العائلة، إذ كان المطبخ مملكة النساء في أوروبا. قضت نساء كثيرات أوقاتهن معا في المطبخ، وكن يتحدثن أثناء تحضير الأطعمة، يخططن للحفلات العائلية، ويتحدثن عن الحياة العائلية. أحد الأسباب لأهمية المطبخ، إضافة إلى تحضير الأطعمة، هو أنه كان فيه فرن وكان يشكل مصدر دفء في أيام البارد القارس.

كان على الكثير من النساء أثناء وجودهن في الغيتوهات إعالة عائلتهن وحدهن، لأن رجال كثيرين قد هربوا، خسروا مكان عملهم، مرضوا أو قُتلوا. بحثت النساء عن فرص التأهيل للأعمال الجديدة، وشغلن مهنا كثيرة.

إذ عملن كطبيبات وممرضات، عاملات في مصانع، وعاملات تنظيف. سافرن بعيدا للوصول إلى أماكن العمل خارج الغيتو. نجحت نساء كثيرات في إعالة أنفسهن حتى حين لم يكن بحوزتهن رخصة عمل. في المقابل، تابعت النساء القيام بأعمال تقليدية مثل العناية بالأسرة إلى جانب العمل.

كان على الكثير من النساء أثناء وجودهن في الغيتوهات إعالة عائلتهن وحدهن، لأن رجال كثيرين قد هربوا، خسروا مكان عملهم، مرضوا أو قُتلوا

كانت الظروف في الغيتوهات صعبة، وعاش اليهود بظروف مكتظة، صعبة، وجوع. باعت النساء أغراضهن مقابل الحصول على الأطعمة، وخاطرن بحياتهن عند خروجهن من الغيتوهات رغبة في الحصول على الأطعمة من أجل عائلتهن ومن أجل التجارة. هناك من وجدن طرائق أصلية للتشارك بالأطعمة القليلة، بين أفراد العائلة من خلال تنازل الأمهات عن الأكل لصحالح أولادهن، وهناك من احتفظن بوجباتهن التي حصلن عليها في العمل لعائلتهن.

عاشت النساء في عزلة عن سائر العائلة بحيث فقدن دورهن كمسؤولات عن الاهتمام بالعائلة. أدى الجوع والقلق من أجل الحصول على الطعام إلى أن يكتب جزء من النساء الوجبات العائلية، وكلما ازداد الجوع أصبح الحديث عن الطعام مركزيا أكثر في الحوار النسائي.

حظر الحمل والولادة في الغيتوهات

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

في عام 1942، شاعت في الغيتوهات أوامر حظرت الحمل والولادة. ذُكر في هذه الأوامر الموعد الأخير للولادة. حُظر على الأطبّاء، الممرضات، والقابلات تقديم المساعدة للنساء أثناء الولادة بعد الموعد المحدد. لم تكن هناك وسائل لمنع الحمل، لذلك حملت النساء. احتارت النساء الحوامل بين العمل بموجب الأوامر وبين الرغبة في الولادة. كانت عقوبة خرق هذه الأوامر الموت. عُوقبت النساء الحوامل وأبناء عائلتهن.

بسبب نقص الوسائل الطبية الملائمة والظروف السيئة اضطُر الأطبّاء إلى إجراء عمليات الإجهاض وتسريع الولادة بطرق غير آمنة عرّضت حياة النساء والأطفال للخطر؛ أجريت عمليات على الأفران، في غرف مظلمة، في أماكن ضيقة وظروف غير معقّمة. بسبب التعرض للحظر كانت هناك حالات نُقلت فيها النساء قهرا إلى المستشفيات لإجراء إجهاض. في جزء من الغيتوهات هدد مجلس الشيوخ من اليهود (Judenrat) (مؤسّسة يهودية كانت مسؤولة عن الوساطة بين النظام النازي وبين الجالية اليهودية) المُخَالِفات للقانون بإيقاف بطاقة الأطعمة، المس بالعمل، حظر تقديم المساعدة الطبية للمرأة وحتى بتسليم أفراد العائلة إلى شرطة الأمن المسؤولة عن الغيتو.

في أعقاب حظر الحمل والولادة، كان على النساء اتخاذ قرار متابعة الحمل أو إيقافه. كانت هناك نساء أنجزن إجهاضا فورا، كان اصطناعيا أحيانا بعد تردد طويل، وهناك من رفض اجتياز الإجهاض رغم المخاطرة. من بين النساء اللواتي قررن متابعة الحمل كانت نساء قمن بذلك رغبة منهن في متابعة النسل أو رغبة في ولادة الأطفال عوضا عن حالات الموت.

الجنس أثناء المعارك

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

إن اغتصاب النساء ظاهرة معروفة وشائعة تاريخيا في الحروب، واغتُصِب الكثير – من النساء اليهوديات أيضا – من النساء أثناء الحرب العالمية الثانية. فقد اغتصب الفلاحون البولنديون النساء مقابل تزويد الأطعمة والحماية، ومن قبل جنود الجيش الأحمر الذين حرروهن من المعسكرات، ومن قبل البارتيزانيين الذين حاربوا إلى جانبهم، وحتى من قبل رجال يهود عاشوا ظروفا شبيهة. وأغتُصِبت نساء يهوديات كثيرات، بالطبع على يد النازيين النشطاء في الجيش أو في الإس إس.

مارست النساء الدعارة للحصول على الأكل والبقاء على قيد، وربما هناك نساء تنكرن لنساء مسيحيات من بين العاملات في بيوت الدعارة التي أقامها النازيون من أجل تلبية احتياجات الضباط الكبار في أوشفيتز.

طيلة سنوات، شاعت إشاعات أن الضباط الألمان أقاموا بيت دعارة في معسكر أوشفيتز كان يدعى “بلوك 24”. لم يعثر حتى يومنا هذا على أية مادة أكاديميّة أو شهادات، حول عمل بيت الدعارة. رغم أن الحديث يدور عن أسطورة معروفة، ليس هناك إثبات على وجود بيت الدعارة هذا. لم يمارس النازيون علاقات جنسية مع يهوديات ولم يكن السبب أخلاقيا يهدف إلى منعهم من تدنيس شرف النساء اليهوديات، بل العكس؛ كان على سكان الإس إس الذين شغلوا آلات الإبادة في أوشفيتز الحفاظ على معايير السلوك الشخصية الصارمة؛ فلم يُسمح لهم بتدنيس الجنس الآري المتفوق من خلال إقامة علاقات جنسية مع نساء يهوديات. رغم ذلك، هناك شهادات كثيرة حول اغتصاب همجي نفذه جنود وضباط نازيون. استغلت نساء كثيرات جميلات جنسانيتهن من أجل خداع الضباط والسعي للبقاء على قيد الحياة.

عاشت النساء في عزلة عن سائر العائلة بحيث فقدن دورهن كمسؤولات عن الاهتمام بالعائلة

مقاتلات في حركات المقاومة

رغم ضعف النساء جسمانيا نسبيًّا، قررت نساء كثيرات المقاتلة حتى إذا أدى قرارهن إلى موتهن.

شاركت شابات كن جزءا من حركات شبابية ناشطة قبل الحرب في تنظيمات قتالية مثل “هحالوتس هالوحيم” (الذي أدى إلى انتفاضة غيتو وارسو في أيار عام 1942).

عملت النساء في هذه التنظيمات كمقدمات رعاية، مهرّبات ومنسقات؛ شارك القليل منهن في وظائف قيادية. انتقلت الشابات من غيتو إلى آخر لتهريب الأسلحة، المتفجرات، والصحف التابعة للحركة السرية. كما وساعدن على إدارة العمل التقني، التجسس، العثور على مخابئ، تزييف الهويات، ونشر مواد تربوية. اعتنين بالأشخاص الذين كانوا مخبئين وبالأولاد الذين تمت تخبئتهم أو كانوا أيتاما. بالإضافة إلى ذلك، اهتممن بتوفير جو عائلي، دافئ، واعتنين بالمقاتلين.

شاركت نساء في نشاطات البارتيزانيين (مقاتلون في الحركات السرية ضد الاحتلال النازي في أوروبا).لم تكن المجموعات من غير اليهوديات مرغوبات، وعملت النساء فيها في مجال النظافة أو العناية، أو كن شريكات المقاتلين.

رغم المخاطرة الكبيرة، المنوطة بالمشاركة بتنظيمات المقاومة، انضمت النساء إلى تنظيمات لأسباب مختلفة: الرغبة في الانتقام، النزاع من أجل المستقبل، تقديرا للقياديين المختلفين أو بسبب الضغط الاجتماعي.

اقرأوا المزيد: 1467 كلمة
عرض أقل
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)

تكبيرات في معسكر الإبادة أوشفيتس

للمرة الأولى، وفد إسرائيلي مؤلف من جميع رؤساء الأديان في إسرائيل يزور معسكر أوشفيتس: "سنبذل قصارى جهدنا لنمنع حدوث فظائع الهولوكوست ثانية"

أقام وفد من أعضاء مجلس رؤساء الأديان في إسرائيل، في معسكر الإبادة أوشفيتس (أمس، الأربعاء)، صلاة مشتركة احتراما لأرواح الضحايا الذين قُتلوا على أيدي النازيين.

ووضع ممثلون من جميع الأديان أكاليلًا في المكان. قام حاخام إسرائيلي، بمشاركة ممثلي القيادات الكاثوليكية البولندية، بذكر كلمات الصلاة “إله مليء بالرحمة” على روح الأموات وقام إمامٌ “بالتكبير” أيضا.

وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)

وقال الشيخ موفّق طريف رئيس الطائفة الدرزية متسائلا: “أين كان العالم عندما حدثت فظائع الهولوكوست؟ هل من الممكن حدوث هذه الفظاعة من دون أن يعرف بها أحد ويلاحظها؟ علينا كقادة أديان، أن نرفع أصواتنا ضد جميع أنواع القتل خلافا للصمت الذي جرى أثناء الهولوكوست”.

وقد خرج هذا الوفد بمبادرة مشتركة بين وزارتَي الداخلية والخارجية الإسرائيليتَين تشجيعا للتسامح بين أبناء الديانات المختلفة. شارك في الوفد كبار حاخامات اليهود وأعضاء القيادة الإسلامية في إسرائيل، مشايخ عقل طائفة الدرزية، رؤساء الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة، رؤساء الطائفة البهائية، ورئيس الطائفة الأحمدية.

وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)

وفي رسالة مشتركة للأعضاء المشاركين في الوفد، طالبوا السعي من أجل السلام والأخوّة بين البشر جميعًا: “كقادة طوائف الأديان الرسمية في إسرائيل، قررنا معًا أن نقوم بزيارة تاريخية إلى بولندا، ولا سيما إلى معسكر أوشفيتس- بيركناو من أجل التوحّد أمام إحياء ذكرى ملايين ضحايا يهود الهولوكوست والتعبير عن إرادتنا وإرادة الطوائف التي نرأسها في إسرائيل لبذل كل ما في وسعنا منعا لحدوث فظائع الهولوكوست ثانية. ندعو جميع قادة العالم للعمل في بلادهم ومن خلال الأمم المتحدة للقضاء بشكل صريح ومباشر على ظاهرة معاداة السامية وكراهية الغرباء والتي لمزيد الأسف ترفع رأسها القبيح والوحشي”.

تأسس مجلس رؤساء الأديان في إسرائيل عام 2007 بمبادرة مشتركة بين وزارتَي الخارجية والداخلية وأعضاؤه هم رؤساء جميع الطوائف الدينية في إسرائيل، ومن ضمنهم كبار الحاخامات، رؤساء الطوائف المسيحية، المسلمة، الأحمدية، الدرزية، البهائية، والسامرية، والقرائية.

اقرأوا المزيد: 265 كلمة
عرض أقل
البابا فرانسيس يزور معسكر الإبادة أوشفيتس ببولندا (AFP)
البابا فرانسيس يزور معسكر الإبادة أوشفيتس ببولندا (AFP)

البابا فرانسيس يزور معسكر الإبادة أوشفيتس ببولندا

قام البابا فرانسيس بزيارة خاصة لمعسكر الإبادة أوشفيتس – بيركيناو في بولندا، حيث أحيا بصلاة ذكرى 1.1 مليون شخص قتلوا على يد النازيين

29 يوليو 2016 | 15:30

قام الحبر الأكبر، البابا فرانسيس، اليوم الجمعة، بزيارة خاصة لمعسكر الإبادة أوشفيتس – بيركيناو في بولاندا، حيث يجري زيارة للبلاد، وأدى هنالك صلاة لذكرى أرواح 1.1 مليون شخص قتلوا في المكان إبان الحرب العالمية الثانية. وطالب فرانسيس أن يقيم الزيارة بصمت ولوحده.

“أريد دخول هذا المكان المقزز دون خطب أو جمهور، فقط بصحبة قلائل وجودهم ضروري” وأضاف “أريد أن أكون لوحدي وأصلي”. وقابل البابا مجموعة من الناجين وأشخاصا خاطروا بحياتهم من أجل إنقاذ اليهود.

كما زار البابا غرفة الراهب مكسيمليان كولبا، وهو راهب تطوع أن يقبع للسجن والعذاب، وأن يموت جوعا بدلا من أحد معتقلي المعسكر. وكانت الكنسية قد رقته لمنزلة قديس عام 1941.

اقرأوا المزيد: 102 كلمة
عرض أقل
بعثة شبيبة اسرائيليين في أوشفيتس (Yossi Zeliger/FLASH90)
بعثة شبيبة اسرائيليين في أوشفيتس (Yossi Zeliger/FLASH90)

توترات في أوروبا: خوف على بعثات الشبيبة الإسرائيليين إلى بولندا

في أعقاب العمليات في بروكسل صدرت تعليمات جديدة لمجموعات الشبيبة الإسرائيليين في الجولات التعليمية في معسكرات الإبادة في ذكرى الهولوكوست

27 مارس 2016 | 11:26

في كل عام يخرج عشرات آلاف الشبيبة الإسرائيليون في بعثات من أجل التعلم عن فظائع الهولوكوست على أراضي بولندا، ومشاهدة الأدلة من الحرب العالمية الثانية عن قرب. يمر التلاميذ، من بين أمور أخرى، في معسكرات الإبادة، المتاحف، المناطق التي كانت غيتوهات وفي المناطق التي كانت في الماضي “الحيّ اليهودي”.

في الاستراحات بين الجولات التعليمية يتلقى التلاميذ عادة، والذين أعمارهم 17-18 عاما غالبا، وقتا حرا للتجول في مراكز المدن والمجمعات التجارية، والتجول في الأمسيات.

ومع ذلك، فقد نُشر اليوم في “إذاعة الجيش” أنّه قد تم إرسال تعليمات تحذيرية خاصة إلى المجموعات التي تتواجد في بولندا في هذه الفترة من العام. وفقا لتقديرات القوى الأمنية في البلاد فقد أرسلت وزارة التربية إلى تلك المجموعات أنّه منذ الآن يحظر التجوّل تجولا حرا خلال الرحلة في بولندا، وفي أعقاب ذلك هناك أيضًا تقييدات على الدخول إلى المجمعات والمراكز المزدحمة.

ويتحدث التلاميذ عن أجواء متوترة جدا في أعقاب هذه الأحداث: “نحن هنا في بولندا، الأجواء متوترة جدا على ضوء الحالة الأمنية، يفحصون جيدا جدا كل مكان نسير إليه”، كما قالت فتاة خرجت في البعثة. “لا يسمحون لنا حقا بالتجول وحدنا، نحن طوال الوقت بحاجة لأن نكون مع المجموعة ومع الحارس… ألغوا لنا الكثير من ساعات التجوّل في الأماكن العامة، لا يمكننا التجول وحدنا في الشوارع”.

وقد أكدت وزارة التربية هذه المعلومات ونقلت أنّها تعمل مع الجهات الأمنية.

ومن المعلوم أنّ الكثير من التلاميذ قد اعتادوا على لفّ أنفسهم بالعلم الإسرائيلي في مواقع تاريخية مختلفة، من أجل التأكيد على انتصار الشعب اليهودي رغم فظائع الهولوكوست. ومع ذلك، رغم المعرفة أنّ العملية الأخيرة في تركيا قد وُجّهت ضدّ إسرائيليين، فليست هناك تعليمات خاصة للتقليل من العلامات الإسرائيلية مثل علم إسرائيل أو قلادات نجمة داود.

اقرأوا المزيد: 262 كلمة
عرض أقل
نساء وأطفال يقتادون إلى غرفتي الغاز 4 و5 عن طريق منطقة BII في المعسكر. وكانت المسنات والأطفال الصغار يرسلون في العادة إلى غرف الغاز مباشرة لمحدودية قدرتهم على العمل. (صور: ياد فاشيم)
نساء وأطفال يقتادون إلى غرفتي الغاز 4 و5 عن طريق منطقة BII في المعسكر. وكانت المسنات والأطفال الصغار يرسلون في العادة إلى غرف الغاز مباشرة لمحدودية قدرتهم على العمل. (صور: ياد فاشيم)

معسكرات الإبادة: آلة مُزيّتة للقتل الجماعي

بعد اتخاذ قرار تنفيذ "الحلّ النهائي" في خريف عام 1941، طُرد يهود أوروبا بشكل مركّز إلى معسكرات الإبادة، التي قُتل فيها نحو 3 ملايين يهودي

في نهاية عام 1941 أدرك النازيون أنّ طريقة القتل في حُفر القتل ليست فعّالة بما فيه الكفاية: إنها بطيئة ومكلفة جدّا، وفي بعض الأحيان شعر الجنود الألمان الذين شاركوا فيها بعبء نفسي. لذلك بدأ الألمان بدراسة طرق قتل أكثر فعالية.

معسكرات التركيز والعمل

حتى المرحلة التي بدأ فيها النازيون بالإبادة الجماعية الموجّهة لليهود، سُجن معارضو النظام، الشيوعيون، أسرى الحرب، غير الاجتماعيين وفي مراحل متأخرة أكثر كان اليهود أيضًا، في معسكرات الاعتقال. أقيم المعسكر الأول منذ عام 1933 مع صعود النازيين إلى الحكم، في داخاو قرب ميونيخ.

بعد اندلاع الحرب، فرض الألمان أعمال السخرة على اليهود، البولنديين ولاحقا على المواطنين في جميع البلدان التي تم احتلالها. ومن أجل ذلك فقد أقيمت المئات من معسكرات العمل. وحوّلت ألمانيا النازية اليهود إلى عبيد وسجنتهم في شبكة متفرعة من معسكرات أعمال السخرة التي امتدّت في أنحاء أوروبا كلها. وقد استُغِل اليهود لأغراض الحرب لدى النازيين، ولكن في أثناء ذلك شكّلت أعمال السخرة عديمة الرحمة وسيلة أخرى لإبادتهم. بالمجمل، فقد تمّ جلب أكثر من 14 مليون عامل بالسخرة للعمل في ألمانيا وأضيف إليهم 2.5 مليون من أسرى الحرب.

عمل في معسكرات التركيز والعمل اليهود الذين كانوا على حافّة المجاعة، وفي ظروف غير إنسانية. تم افتتاح كل يوم بترتيب اضطرّ فيه الأسرى إلى الوقوف صامتين دون التحرك، وفي بعض الأحيان على مدى ساعات طويلة في ساحة الترتيبات، في ظروف قاسية من البرد، المطر والثلج. بعد ذلك كان الأسرى يباشرون ببدء العمل، فكانوا يعملون بكدح ويتعرّضون للعنف الشديد والتعسّف، ينتظرون وجبة هزيلة، والتي كانت تتألف غالبا من حساء مخفّف من الخضروات الفاسدة والقليل من الخبز الذي لم يكن كافيا للرجل، ومن ثم يعودون إلى المعسكر، إلى الترتيبات المسائية، وهكذا دواليك.

في أثناء الحرب أقيمت عشرات معسكرات الاعتقال والمئات من معسكرات العمل الأخرى.  توفي الكثير من الأسرى نتيجة المجاعة، الأوبئة، العنف وظروف العمل القاسية. عندما بدأ الألمان بالتصفية الجماعية المنظّمة لليهود، بدأوا بإخلاء الأسرى من معسكرات الاعتقال والعمل إلى معسكرات الإبادة.

الإبادة الجماعية بواسطة الغاز

تمت التجربة الأولى للقتل بغاز زيكلون في معسكر الاعتقال أوشفيتز بين 3-5 أيلول عام 1941. أجريتْ “التجربة” على أسرى حرب روس وأسرى بولنديين، ماتوا جميعهم خلالها. تم تنفيذ القتل بواسطة هذا الغاز بشكل ممنهج منذ بداية عام 1942 وحتى تشرين الثاني عام 1944 في معسكر الإبادة أوشفيتز-بيركينو. تم قتل أكثر من 1,200,000 يهودي بهذه الطريقة وعشرات آلاف الضحايا الآخرين.

كان معسكر الإبادة الأول هو معسكر خيلمنو في بولندا، والذي أقيم في بداية كانون الأول عام 1941. في خيلمنو تم تنفيذ القتل بواسطة “شاحنات غاز”: تمت تعرية اليهود الذين طُردوا إليه، ومن ثم أُخذت أغراضهم وتم إصعادهم إلى الشاحنات التي كانت أنبوبتها العادمة موصولة بصندوق الشاحنة محكم الإغلاق. ومن ثم أغلقت أبواب الشاحنات وبدأت بالسفر إلى مكان الدفن في الغابة المجاورة. بواسطة ثلاث شاحنات غاز فقط قُتل في خيلمنو ما يقارب 300,000 يهودي ونحو 5,000 من الغجر. نجا ثلاثة يهود فقط من معسكر الإبادة هذا.

بعد أن وُضعت خطوط العمل للقتل في مؤتمر وانسي، أقام الألمان معسكرات إبادة أخرى. في آذار عام 1942 أقيمت ثلاثة معسكرات أخرى على الحدود الشرقية من الحكومة العامّة وقرب سكك الحديد: بلزاك، سوبيبور، تريبلينكا، والتي خُصّصت لإبادة اليهود الذين عاشوا في الغيتوات في بولندا ووسط أوروبا. تمت إبادة جميع اليهود الذين أُرسلوا إلى المعسكرات تقريبا بواسطة غرف الغاز، دون انتقاء. أرسِل الرجال، النساء، الأطفال والشيوخ، إلى الموت خنقًا بشكل مباشر. تم إبقاء فرق صغيرة على قيد الحياة لتعمل كـ “سوندركوماندو” – وهي وحدات صغيرة كانت مهمّتها التخلّص من جثث ضحايا غرف الغاز. في ربيع عام 1943 بدأ حرق الجثث من أجل التغطية على آثر القتل. في هذه المعسكرات الثلاثة فقط قُتل نحو 1,700,000 يهودي، معظمهم من بولندا.

أقيم مايدانيك في نهاية عام 1941 من أجل استيعاب أسرى الحرب السوفييت واستُخدم أيضًا كمعسكر اعتقال للبولنديين. عام 1942 أقيمت في المعسكر غرف غاز ومحارق وفي ربيع عام 1942 قُتل في المعسكر آلاف اليهود من أصول سلوفاكية، تشيكية، ألمانية وبولندية. عمل هذا المعسكر حتى تحرير منطقة لوبلين من قبل الجيش السوفياتي في تموز عام 1944. قُتل في مايدانيك نحو 78,000 شخص.

أقام الألمان بالمجمل ستّة معسكرات إبادة قُتل فيها نحو 3 ملايين يهودي.

عملية فرز يقوم بها أفراد الإس إس على الرصيف. والناس في الخلفية في طريقهم إلى غرفة الغاز رقم 2 التي يظهر في وسط الصورة وأعلاها جزء من مبنى فرن حرق الجثث التابع لها. (صور: ياد فاشيم)
عملية فرز يقوم بها أفراد الإس إس على الرصيف. والناس في الخلفية في طريقهم إلى غرفة الغاز رقم 2 التي يظهر في وسط الصورة وأعلاها جزء من مبنى فرن حرق الجثث التابع لها. (صور: ياد فاشيم)

آلة الإبادة الألمانية

في هذه المعسكرات، بلزاك، سوبيبور وتريبلينكا، كانت طريقة القتل مماثلة: إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من محرّكات الديزل إلى داخل الغرف محكمة الإغلاق. توفيت الضحايا التي تم حشرها وهي عارية في غرف الغاز مع المعاناة الهائلة والخانقة، ومن ثم أُلقيتْ جثثها بأيدي رجال السوندركوماندو اليهودي إلى داخل حفر ضخمة وتم إحراقها من أجل إخفاء الأدلة. امتدّت كل عملية القتل لعدّة ساعات فقط واستوعب المعسكر و “عالج” عدّة وفود يوميًّا.

كان معسكر الإبادة الأكبر هو أوشفيتز-بيركينو، الذي كان في نفس الوقت معسكر اعتقال وعمل أيضًا. أقيم معسكر بيركينو، أو أوشفيتز 2، قرب معسكر أوشفيتز. في أوشفيتز 1 كانت هناك غرفة غاز واحدة، وأقيمت في بيركينو عام 1942 غرفتا غاز صغيرتان نسبيا. خلال عام 1943 أقيمت في المعسكر أربع غرف غاز كبيرة. في ذروة القتل كان باستطاعة غرف الغاز قتل نحو 20,000 إنسان في اليوم. تم القتل في غرف الغاز في معسكر أوشفيتز-بيركينو بواسطة غاز زيكلون ب.

بحلول تشرين الثاني عام 1944 كان المعسكر “مصنعًا” للقتل الجماعي واستوعب شاحنات النقل من جميع أرجاء أوروبا. أكثر من 90% من الذين طُردوا إلى هذا المعسكر كانوا يهودا، وتم إرسالهم إلى غرف الغاز فورا. قسم صغير من الذين طُردوا فقط مرّوا بعملية الانتقاء.  لدى الدخول إلى المعسكر أجريَ انتقاء للأسرى الذين جاؤوا: تم إيقاف المُحضَرين في صفّين – صفّ للرجال والشبان وصفّ للنساء والأطفال – وأجرى أطبّاء الإس إس هذا الانتقاء. تم تقرير التصنيف وفقا لمظهر الأسرى وأعمارهم وتحدد مصيرهم بشكل عشوائي: للعمل القسري أو الموت. طُلب من المحكوم عليهم بالموت خلع ملابسهم قبل دخولهم إلى غرف الغاز وكانوا يعتقدون بأنهم قد أُرسلوا إلى التطهير. تم إغلاق الأبواب لدى دخولهم وعندها بدأ ضخّ الغاز. بعد قتلهم قُلعتْ أسنانهم الذهبية من أفواههم وقُصت شعور النساء بأيدي رجال السوندركوماندو. القليل من الأسرى “اجتازوا” الانتقاء واختيروا للعمل بالسخرة في المعسكر. مات معظمهم نتيجة للعنف، الجوع، الأمراض والانتقاءات المتكررة. لقد اجتاز جزء من الذين خضعوا إلى زيارة الدكتور منجيل وفريقه، تجارب ساديّة وهم على قيد الحياة، وانتهت غالبًا بالموت المؤلم.

نسوة وأطفال على الرصيف فور ترجلهم من القطار. (صور: ياد فاشيم)
نسوة وأطفال على الرصيف فور ترجلهم من القطار. (صور: ياد فاشيم)

الوصول إلى المعسكرات

تمت عمليات الترحيل إلى المعسكرات بطريقة ثابتة، والتي سُمّيت “العمليات” (Aktion) أو بواسطة قوائم الترحيل: كان هناك أمر محلّي يأمر جميع اليهود في الغيتو، في مدينة معيّنة أو في “معسكر انتقالي”، بالذهاب إلى نقطة تجميع، والتي تكون عادة قرب القطار، وبحوزتهم القليل من الممتلكات. ومَن لم يخضع إلى الأوامر أو لم يستجب إلى وتيرة المشي، أطلقت النار عليه خلال العمليات. تم ضغط المرحّلين في محطّة القطار بشكل جماعي في عربات شحن محكمة الإغلاق، دون فتحات للتهوئة واستمرّ السفر أحيانا لأيام طويلة دون توفير الماء والغذاء، مما أدى إلى حصد أرواح الكثير من الضحايا.

لم يكن يعلم اليهود إلى أين يُرسلون، وغالبا لم يكونوا يعلمون بأنّهم سيُقتلون حتى لحظة الموت نفسها. قيل لبعضهم إنّهم مسافرون إلى معسكرات العمل في أوروبا الشرقية، واعتقد آخرون أنّهم ببساطة سينتقلون للسكن في الشرق. بل إن الألمان شجّعوا اليهود على إرسال رسائل بذلك إلى أقاربهم. عندما بدأت تُذاع الإشاعات عن وجود معسكرات الإبادة رفضت النفس البشرية تصديقها، ولم يعلم معظم اليهود بوجودها حتى وصلوا إليها بأنفسهم.

اقرأوا المزيد: 1101 كلمة
عرض أقل
معسكر الإبادة آوشفيتس بيركناو (Flash90/Isaac Harari)
معسكر الإبادة آوشفيتس بيركناو (Flash90/Isaac Harari)

جندي نازي يُحاكم بتهمة قتل 170000 شخص في سن 93

جندي الإس إس، الذي كان مشاركا في قتل 170 ألف شخص في أوشفيتس، وُجد مؤهلا للمحاكمة

وُجد جندي الإس إس الأسبق، الذي يبلغ اليوم من العمر 93 عاما، مؤهّلا للمحاكمة بتهمة مشاركته في قتل 170 ألف شخص في معسكر الإبادة أوشفيتس-بيركناو. ستتم محاكمة الرجل، الذي تم تعريفه حتى الآن باسم “رينولد. هـ”، في إحدى المحاكم في ألمانيا في السنة القادمة.‎ ‎يقول الادعاء إن بيديه أدلة على أنه خدم في بيركناو بين عاميّ 1942-1944.

وقد قرر الطبيب الذي قام بفحصه بأنّه مؤهل للمحاكمة طالما أن جلسات المحاكمة ستستمر لساعتين يوميا.‎ ‎وادعى محامي عضو الإس إس الأسبق دفاعا عنه أنّه رغم وضعه في معسكر الإبادة “أوشفيتس 1″، الذي كان كما هو معلوم سجنا وحشيا تم فيه أيضًا قتل الناس، ولكن لا يمكن مقارنة سجن أوشفيتس بمعسكر الإبادة بيركناو المجاور.‎ ‎

وتعتبر محاكمة رينولد القريبة، حتى الآن، ذروة عملية البحث عن ومحاكمة المجرمين النازيين وأعضاء الإس إس السابقين، والذين شاركوا في جرائم ضدّ الإنسانية خلال الحرب العالمية الثانية، وهي عملية تهدف إلى التكفير عن جرائم ألمانيا النازية.

إحدى أشهر النجاحات في القبض على النازيين في ألمانيا كانت إدانة الحارس الأوكرانيّ جون دمانيوك في محكمة ألمانية (والذي تمت أيضًا محاكمته في إسرائيل في الثمانينيات ولكنه حظي بقرينة شك)، وهو مجرم نازي شارك في قتل أكثر من 28 ألف شخص في معسكر الإبادة سوفيفور عام 2011. بعد عام من ذلك توفي دمانيوك قبل إكمال تنفيذ عقوبته.

 جون دمانيوك (AFP)
جون دمانيوك (AFP)

تم العثور على نحو 30 حارسا في معسكر الإبادة أوشفيتس في السنوات الأخيرة، ولكن لم تتم  لوائح اتهام ضدّ معظمهم، من بين أمور أخرى، بسبب كبر سنّهم، ومشاكل صحية أو عدم كفاية الأدلة.

اقرأوا المزيد: 231 كلمة
عرض أقل
مُبادرة "ذاكرة في الصالون" (Facebook)
مُبادرة "ذاكرة في الصالون" (Facebook)

الإسرائيليون يتخلون عن المراسيم الرسمية، ويتذكرون الهولوكوست في الصالون

في أنحاء إسرائيل، تجمع شبان وفتيان في البيوت الخاصة، للتحدث بحميمة مع الناحين من الهولوكوست. في تل أبيب، اجتمع 50 شخصًا في صالون صغير للاستماع إلى شهادة يهودا ميمون، البالغ من العمر 91 عامًا، الذي عانى طوال 22 شهرًا في معسكر الموت "أوشفيتز"

يتذكر كل إسرائيلي الهولوكوست بشكل مُختلف. بالنسبة للكثير من الإسرائيليين يُعتبر الهولوكوست ذاكرة شخصية، من خلال أفراد العائلة الذين عايشوا ذلك ويتذكرون الضحايا. لكن، بالنسبة لكثيرين آخرين، تحوّلت ذاكرة الهولوكوست إلى شيء رسمي وعادي، دون أي مشاعر أو شعور خاص. بالنسبة لهم، يتضمن يوم ذكرى الهولوكوست مشاهدة المراسيم الرسمية على التلفزيون، الوقوف عند إطلاق الصافرة، والعودة إلى الحياة العادية.

بهدف التعامل مع ظاهرة الفتور تلك والانفصال عن تلك الذكرى أُقيمت مُبادرة “ذاكرة في الصالون”. يجتمع آلاف الإسرائيليين، بدل المراسيم الجماعية والرسمية، التي فقدت جزءًا كبيرًا من أهميتها منذ سنوات طويلة، في مجموعات صغيرة مكوّنة من عشرات الأشخاص للاستماع من المصدر الأول لشهادات الناجين من الهولوكوست، بشكل مُباشر وحميمي.

يقول أصحاب المبادرة: “ذاكرة في الصالون” قد جاء على خلفية الإدراك بأن علاقتنا نحن آخذة بالتراجع. نحن هنا من أجل طرح حل بديل للمراسيم الرسمية

يقول أصحاب المبادرة إن السبب خلف إقامة هذه المبادرة: “ذاكرة في الصالون” قد جاء على خلفية الإدراك بأن علاقتنا نحن، أبناء الجيل الثالث، بعد الهولوكوست، آخذة بالتراجع. نحن هنا من أجل طرح حل بديل للمراسيم الرسمية والمشاهدة التقليدية للتلفزيون وإتاحة الفرصة أمام تواصل آخر. ندعوكم، في ليلة ذكرى الهولوكوست القريبة، إلى الانضمام والمساهمة باستضافة أو حضور ذاكرة في الصالون. نحن هنا لكي نساعدكم على جعل هذه الليلة ذات مغزى وبُعد أفضل”.

استمتعتُ، البارحة، في تل أبيب لشهادة يهودا ميمون، المولود عام 1924، الذي تحدث، أمام عشرات الشبان الذين اجتمعوا في بيت زوجين شابين في تل أبيب، عن  حياته في ظل الحرب العالمية الثانية.

***

“عرفنا أننا لن نهزم الألمان، ولكننا فعلنا ما نستطيع لنكتب ثلاثة أسطر في التاريخ اليهودي: حارب اليهود ولم يمضوا إلى الذبح كالقطيع”

وُلد ميمون في مدينة كراكوف، ثاني أكبر المدن في بولندا، وبعد احتلالها من قبل الألمان، عام 1939، طُرد مع عائلته إلى حي الغيتو، الذي تم تجميع كل يهود المدينة فيه، وانضم إلى الحركة السرية اليهودية. قررت الحركة السرية، في عيد الميلاد عام 1942 وعندما بات واضحًا أن الألمان سيقومون بترحيل يهود المدينة إلى معسكرات الإبادة للقضاء عليهم، بأن تعلن التمرد.

يهودا ميمون (يوتيوب)
يهودا ميمون (يوتيوب)

وقال ميمون: “عرفنا أننا لن نهزم الألمان، ولكننا فعلنا ما نستطيع لنكتب ثلاثة أسطر في التاريخ اليهودي: حارب اليهود ولم يمضوا إلى الذبح كالقطيع”. حققت العملية نجاحًا كبيرًا، عندما تمكن أعضاء الحركة السرية من رمي قنبلة يدوية داخل مقهى كان يحتفل فيه الجنود النازيون. بعد أشهر من ذلك، وقع ميمون في قبضة الشرطة، تم التحقيق معه، ومن ثم إرساله إلى معسكر الإبادة في أوشفيتز.

تم توزيع سجناء مُعسكر أوشفيتز ما بين من تم فرزهم للقيام بأعمال شاقة وما بين الذين ينتظرهم الإعدام في غرف الغاز. أُصيب ميمون، بعد أشهر من وصوله إلى هناك، بالتهاب الرئتين وتم إرساله إلى العيادة. حسب قوانين المُعسكر، يحق لكل شخص 14 يوم نقاهة حتى يُشفى، ومن ثم يعود إلى الأعمال الشاقة. ومن لم يكن يتعافى خلال هذه الأيام كان يُقتل بالغاز.

حسب قوانين أوشفيتز يحق لكل شخص 14 يوم نقاهة حتى يُشفى، ومن لم يكن يتعافى خلال هذه الأيام كان يُقتل بالغاز. وأدرك ميمون بعد 13 يومًا من المرض بأنه تم تحديد مصيره

وأدرك ميمون بعد 13 يومًا من المرض بأنه تم تحديد مصيره. توجه للممرض الذي كان يُعالجه، وحدثه عن قصة الحركة السرية في كراكوف. قال ميمون: “طلبت منه أنه حين تسنح له الفرصة أن ينقل هذه القصة بعد انتهاء الحرب”. ذلك الرجل، الذي كان هو من الحركة السرية اليهودية أيضًا، أنقذ ميمون من عقوبة الإعدام وأعاده إلى العمل مُجددًا.

أدرك الألمان في كانون الثاني 1945 بأن الحرب أوشكت على الانتهاء، وأخرجوا سجناء أوشفيتز في مراسم “مسيرة الموت” التي تعني إبادتهم. استغل ميمون الفرصة، وهرب مع مجموعة من الأصدقاء إلى الغابات، إلى أن وصل إلى معسكر آخر. دخل ميمون في منتصف الليل إلى قاعة مليئة بالأسرة وطلب مكانًا ينام فيه. سمع صوتًا في الظلام: “من أنت”؟ وأجاب: “وماذا يُهم من أكون؟” أعطني مكانًا أنام فيه!” قام ميمون بتوجيه المصباح الذي كان معه باتجاه الرجل، وعرف حينها أنه شقيقه، الذي تركه خلفه في كراكوف، قبل ثلاث سنوات من ذلك.

أدرك ميمون أن طريقه يجب أن تقوده إلى إسرائيل، وهذا ما كان. كانت الطريق من أوشفيتز إلى إسرائيل طويلة جدًا، أطول من المسافة بين عام 1945 وعام 2015.

***

جلسنا طوال ساعة، 30 شابًا تقريبًا، أمام ميمون في الصالون الـ “تل أبيبي”. اعترى الصمت جميع من كانوا هناك، لم يتفوّهوا بأية كلمة، وكانت أنظارهم جميعًا تتركز على الرجل ابن الـ 91 عامًا الذي كان يحكي كيف نجا من الموت، مرة تلو الأخرى. أخبرنا في نهاية قصته كيف أنه في عام 1964، عندما كان أمين سر في السفارة الإسرائيلية في بولندا، زار القرية التي خبأه فيها البولنديون من وجه النازيين.

تقدمت من ميمون بعد المحاضرة، وسألته إن كان يعرف جدي، المرحوم يسرائيل شاحام، وهو يهودي بولندي، كان قد عمل في السفارة في تلك الحقبة. أضاء وجه ميمون، وارتسمت ابتسامة عليه، وقال: “بالطبع أعرفه!”.

اقتنعت أنه منذ هذا العام، وطالما ما زال الناجون على قيد الحياة، سأستمع إلى شهاداتهم بهذه الطريقة، ضمن مُبادرة “ذاكرة في الصالون”.

اقرأوا المزيد: 757 كلمة
عرض أقل
  • مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)
    مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • تتويج الكولومبية باولينا فيغا ملكة لجمال الكون للعام 2014 (AFP PHOTO /  TIMOTHY  A. CLARY)
    تتويج الكولومبية باولينا فيغا ملكة لجمال الكون للعام 2014 (AFP PHOTO / TIMOTHY A. CLARY)
  • دبّ الجليد. تصوير: بول سودراس
    دبّ الجليد. تصوير: بول سودراس
  • ميشيل أوباما لا ترتدي الحجاب خلال زيارتها للسعودية (AFP / SAUL LOEB)
    ميشيل أوباما لا ترتدي الحجاب خلال زيارتها للسعودية (AFP / SAUL LOEB)

الأسبوع في 5 صور

في زاوية الأسبوع في خمس صور اخترنا لكم: توتر على الحدود الشمالية، يوم الهولوكوست العالمي، مسابقة ملكة جمال العالم، يوم ميلاد ناشيونال جيوغرافيك وميشيل أوباما تزور السعودية دون أن تضع غطاء رأس. شاهدوا:

30 يناير 2015 | 11:30

مضى أسبوع آخر مليء بالأحداث. كان أهم حدث شهدته منطقتنا، هذا الأسبوع، هو الهجوم الذي شنه حزب الله على الحدود بين لبنان وإسرائيل والذي راح ضحيته جنديين إسرائيليين وجندي من جنود الأمم المُتحدة، ردًا على اغتيال قادة حزب الله قبل أسبوعين. وفي الأوساط الدولية تم إحياء ذكرى الهولوكوست وتمت إقامة العديد من الفعاليات، حول العالم، إحياءً لمرور 70 عامًا على تحرير مُعسكر الإبادة أوشفيتز.

انتخب العالم، في بداية الأسبوع، “أجمل امرأة في الكون“، وهي باولينا فيغا؛ من كولومبيا، واحتفلت منظمة “ناشيونال جيوغرافيك” بمرور 127 عامًا على تأسيسها، كما أشرنا هنا  من خلال عرض أفضل الصور التي التقطتها في العام الأخير. وأخيرًا، صورة تصدّرت الكثير من العناوين في العالم العربي، في الأسبوع الأخير، وهي صورة الزوجين أوباما، اللذين جاءا لزيارة تعزية إلى السعودية، ودعم للملك الجديد بعد موت الملك في الأسبوع الماضي. أثارت صورة ميشيل أوباما، التي لم تعتمر غطاء رأس، عاصفة على شبكة الإنترنت وانتشرت الصورة تحت هشتاغ #ميشيل_أوباما_سفور.

مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)
مقتل 2 جنود، اصابة 7 في صفوف الجيش الاسرائيلي خلال الهجوم على الحدود اللبنانية (AFP)
معسكر أوشفيتس (AFP)
معسكر أوشفيتس (AFP)
تتويج الكولومبية باولينا فيغا ملكة لجمال الكون للعام 2014 (AFP PHOTO /  TIMOTHY  A. CLARY)
تتويج الكولومبية باولينا فيغا ملكة لجمال الكون للعام 2014 (AFP PHOTO / TIMOTHY A. CLARY)
دبّ الجليد. تصوير: بول سودراس
دبّ الجليد. تصوير: بول سودراس
ميشيل أوباما لا ترتدي الحجاب خلال زيارتها للسعودية (AFP / SAUL LOEB)
ميشيل أوباما لا ترتدي الحجاب خلال زيارتها للسعودية (AFP / SAUL LOEB)
اقرأوا المزيد: 147 كلمة
عرض أقل
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)
  • معسكر أوشفيتس (AFP)
    معسكر أوشفيتس (AFP)

أوشفيتز: هكذا يبدو معسكر الموت الأكبر في تاريخ البشرية

معسكر الإبادة الأكثر شهرة في أوروبا، معسكر أوشفيتز، الذي يعتبر "فخر آلات القتل النازية". فقد في المعسكر أكثر من مليون ونصف المليون شخص حياتهم في فترة الحرب العالمية الثانية

أحيى العالم هذا العام ذكرى مرور 70 عاما على تحرير معسكر الموت، معسكر أوشفيتز بيركينو في بولندا، “فخر الصناعة النازية” الذي كان مسؤولا عن وفاة أكثر من مليون ومائتي ألف إنسان معظمهم من اليهود.

معظم المباني التي كانت في أوشفيتز لم تعد موجودة اليوم. كان أوشفيتز في ذروته “إمبراطورية عظيمة”، اشتملت على 45 معسكرا وامتدّت على مساحة 40 كيلومترًا مربّعا. لا يوجد لمعظمها اليوم ذكرٌ خارج كتب التاريخ. وفقا لمعطيات محدّثة فقد بقي في الموقع التذكاري لأوشفيتز 20% فقط من المباني الأصلية للمعسكر.

جمعنا لكم 10 حقائق مثيرة للاهتمام بشكل خاص حول موقع الإبادة النازي:

1. معسكرات الإبادة أوشفيتز، في جنوب بولندا، كانت أكبر معسكرات الإبادة التي أقامتها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وقُتل فيها نحو مليون ومائتي ألف إنسان، من بينهم نحو مليون ومائة ألف يهودي (91%).

2. أكثر من أي موقع آخر خلال الحرب، كان معسكر الإبادة، المعسكر الذي عمل على مدى الفترة الأطوال، من حزيران عام 1940 حتى كانون الثاني عام 1945 وقد وصلت فيه ذروة صناعة القتل الجماعي.

3. كان أوشفيتز في ذروته “إمبراطورية عظيمة”، اشتملت على 45 معسكرا امتدّت على مساحة 40 كيلومترًا مربّعا. كان في أوشفيتز ثلاثة معسكرات رئيسية: أوشفيتز، الذي كان معسكر الاعتقال الأولي واستُخدم كمركز إداري لنظام المعسكرات، وقُتل فيه نحو 75,000 مثقف بولندي ونحو 15,000 أسير حرب سوفياتي.‎ ‎معسكر بيركينو، الذي نُفّذ فيه معظم إبادة اليهود، وقُتل فيه نحو مليون ومائة ألف يهودي، ونحو 22,000 من الغجر. ومعسكر مونوفيتس الذي عمل كمعسكر عمل، وسوى هذه المعسكرات الثلاثة عمل حول أوشفيتز نحو أربعين معسكرًا ثانويًّا، تم فيها تشغيل اليهود في أعمال السخرة.

معسكر أوشفيتس (AFP)
معسكر أوشفيتس (AFP)

4. كانت معسكرات الإبادة مؤسّسة معروفة في ألمانيا النازية. أقيمت معسكرات الاعتقال الأولى منذ عام 1933، مع صعود الحزب النازي إلى الحكم، ومن بينها معسكر الاعتقال داخاو الذي افتُتح في 20 آذار عام 1933.وقد خُصّصت المعسكرات في البداية لتكون أداة لقمع معارضي السلطة داخل ألمانيا نفسها، في تلك المرحلة خُصّصت المعسكرات لسجن “العناصر غير المرغوب بها”، كالمجرمين ومعارضي السلطة. سُجن اليهود في معسكرات الاعتقال بشكل أساسيّ عام 1938 وخصوصا بعد “ليلة البلور”، في 9 تشرين الثاني عام 1938 بهدف حملهم على مغادرة ألمانيا.

5. كان في المعسكرات ليلة الحرب 25,000 سجين، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية ارتفع عدد سكان المعسكرات، عندما بدأ الألمان بسجن الشباب من الدول التي احتُلّت من قبلهم فيها، وخصوصا أولئك الذين اشتُبه بهم كعناصر تنظيمات سرية وكخطيرين على الاحتلال الألماني. لم يكن الهدف من المعسكرات هو الإبادة، ولكن العمل الذي فُرض على الشباب في المعسكرات كان قاسيا جدا، وكان الاستخفاف بحياة الإنسان في تلك المعسكرات آخذ بالتزايد. وبناء عليه، فقد ارتفع عدد الذين لقوا حتفهم في معسكرات الاعتقال.

6. كان شكل المعسكر مستطيلا. وكان طوله نحو 300 متر وعرضه نحو 200 متر، وكان يقع بجوار أحد الأنهار في تلك المنطقة.‎ ‎كما كان محاطا كلّه بسياج كهربائي مزدوج على ارتفاع أربعة أمتار. كان فيه لدى إقامته 20 مبنى من طابق واحد، ولكن الألمان أضافوا تسعة مبان أخرى، وأضافوا طابقا آخر للمباني الموجودة. كان في المعسكر ما مجموعه 29 مبنى، “مباني بلوك”، مرتّبة في ثلاثة صفوف: في وسط الصفّ الشمالي كان هناك المبنى الذي كان مطبخ المعسكر، وبجانبه بوابة الدخول.

7. وُضعت على بوابة الدخول (ولا تزال قائمة) لافتة ساخرة تقول “‏Arbeit Macht Frei‏”، أي: العمل يُحرّر. أُجبِر السجناء الذين كانوا يخرجون من المعسكر خلال اليوم لأعمال البناء أو الزراعة على السير من خلال البوابة على صوت عزف الفرقة الموسيقية النسائية في أوشفيتز.

معسكر أوشفيتس (AFP)
معسكر أوشفيتس (AFP)

8. قادت شهادات تاريخية لمحرّري المعسكر من السوفييت وأدلة أخرى جُمعت خلال السنين بعد الحرب العالمية، من كلام معتقلين كانوا في المعسكر، الباحثين إلى إثبات الرأي القائل إنّ معظم القتل في المعسكر تمّ بواسطة التعذيب، الضرب، إطلاق الرصاص الحيّ والقتل الجماعي في غرف الغاز.

9. بدأت عملية إبادة المعتقلين في المعسكر مع إنزالهم من القطارات إلى الأرصفة. رغم الضغوط والعنف الذي أُنزل فيه المعتقلون اليهود من القطارات، بذل الألمان جهودهم لإخفاء مصير القتلى حتى آخر لحظة. حرص أعضاء الإس إس على الهدوء وعلى ألا يتحدّث المعتقلون فيما بينهم، كي لا تحدث اضطرابات. تمّ الاختيار على الرصيف، واقتيد المرسَلون للموت سيرًا أو نُقلوا لغرف الغاز. حتى مع السير إلى غرف الغاز تم الحفاظ على الصورة المسترخية. رافقت سيارة إسعاف تابعة لوحدة إس إس أولئك الذين حُكم عليهم بالإعدام، ممّا أنشأ وهم المرافقة الطبية. في الواقع، فقد حُمّلت في سيارات الإسعاف عُلب السمّ، زيكلون B.

10. بذل الألمان جهودا كبيرة من أجل منع الهروب من أوشفيتز. كانت المعسكرات محاطة بالأسلاك الشائكة والأسوار الكهربائية، الخنادق والحرّاس المسلّحين مع الكلاب. وقد وُضع خلف سياج المعسكر نفسه المزيد من أبراج الحراسة ممّا سُمّي “السلسلة الكبيرة”، على بعد مئات الأمتار بل بضعة كيلومترات من سياج المعسكر. تمّ تعريف كلّ منطقة المعسكر، نحو 40 كيلومتر مربّع، بأنّها “منطقة خاصة”، تم إفراغ سكانها البولنديين منها، وكان يُحظر الدخول إليها دون إذن خاص. وقد تمّ في منطقة أوشفيتز تسكين أسر لأعضاء الإس إس والذين كشفوا عن النظرة العدائية بشكل خاصّ تجاه كلّ من حاول الفرار من المعسكر. وقد أثقلت على الفارّين أيضًا التحريضات في المنطقة: فقد كان من الصعب الاندماج مع السكان وهم يرتدون زيّ المعسكر، مع رقم موشوم على أذرعهم ومع حلق شعورهم. حذّر الألمان سكان المنطقة بأنّهم سيُعاقبون بشدّة إذا ساعدوا الهاربين. كانت هناك عقبة أخرى في طريق الفارّين وهو إدراكهم، بأنّ أصدقاءهم في المبنى بل والمعسكر كلّهم سيُعاقبون بشدّة في عقاب جماعي. لم يتخلَّ الألمان حتى عندما لم يتمّ الإمساك بالفارّين في الأيام الأولى؛ تلقّت جميع وحدات الشرطة الألمانية رسائل وتفاصيل عن الفارّين، وقامت الوحدات المختلفة بعمليات التفتيش الدقيقة باحثين في كلّ أرجاء الرايخ الألماني.

اقرأوا المزيد: 852 كلمة
عرض أقل
البعثة الإسرائيلية في مراسِم ذكرى المحرقة في أوشفيتس (GPO)
البعثة الإسرائيلية في مراسِم ذكرى المحرقة في أوشفيتس (GPO)

العالم يحي ذكرى الهولوكوست الدولي

اليوم قبل 70 عامًا تم تحرير معسكر الإبادة الجماعية أوشفيتز، والعالم بأسره يحي هذا اليوم بمراسم ومناسبات خاصة

يتم اليوم، في كل العالم، إحياء اليوم الدولي لهولوكوست يهود أوروبا. أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005 أنه في هذا التاريخ، الذي تم فيه تحرير معسكر الإبادة أوشفيتز على يد الجيش الأحمر، أن يكون يوم إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست. يحث هذا القرار الدول على تقديم برامج تعليمية تخص ذكرى الهولوكوست، وترفض أية محاولة لإنكاره واستنكار ظاهرة كره الأجانب والعنف على خلفية إثنية أو دينية.

يُفترض أن تُقام اليوم في مقر الأمم المُتحدة، في نيويورك، المراسم الرسمية المركزية لإحياء هذه المناسبة بمشاركة الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الذي كان يُفترض أن يُلقي خلاله  خطابًا مميزًا، ربما بسبب الأجواء القاسية والعاصفة التي تشل مدينة نيويورك تم تأجيل المراسم إلى يوم غد. سيشارك في هذه المراسم أيضًا الأمين العام  للأمم المتحدة، بان كي مون ورئيس مؤسسة “ياد فاشيم”.

ستُقام في بولندا المراسم المركزية لتحرير معسكر أوشفيتز بيركينو، التي يُتوقع أن يُشارك فيها الكثير من الناجين من المُعسكر، من بينهم بعثة مكوّنة من 37 ناجيًّا من إسرائيل. كذلك سيُشارك في هذه المراسم رؤساء دول وملوك من أوروبا وآلاف المدعوين. ستُقام في مدينة براتسلاف مراسم إعادة تسليم الألقاب الأكاديمية التي سلبها الألمان من أصحابها في الحرب العالمية الثانية.

ستُقام مراسم رسمية أُخرى في براغ وفي تريزين بمشاركة الكثير من قادة العالم وسيترافق ذلك مع مؤتمر دولي هام سيتناول قضية التصدي لظاهرة معاداة السامية. سيُمثّل إسرائيل في هذه الجلسة رئيس الكنيست، السيد يولي إيدلشتاين.‎

ستُقام آلاف المراسم الأخرى في أكثر من 100 دولة ومنظمات دولية. ستقيم ممثلية إسرائيل، بالشراكة مع مسؤولين في الحكم، برلمانات ومؤسسات أكاديمية وثقافية محلية، مئات المراسم المُختلفة لإحياء هذا اليوم، يوم ذكرى الهولوكوست، بدءًا بمراسم حكومية، لقاء ناجين من الهولوكوست، عرض حفلة موسيقية ستُعزف فيها مقاطع موسيقية لحنها يهود قضوا في الهولوكوست، معارض في موضوع الهولوكوست في مؤسسات ثقافية، تربوية وحكومية، محاضرات ونشاطات في المدارس والجامعات، عرض أفلام تُعنى بالكارثة وبالجيل الثاني للهولوكوست والعديد من النشاطات الأخرى.

اقرأوا المزيد: 291 كلمة
عرض أقل