زوجة كيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية، أقنعته بقتل زوج عمّته. الزوجة الثانية لبوتين هي أيضًا سياسية في حزبه، وهي أيضًا لاعبة أولمبية. لحاكم دبي زوجتان – واحدة للمنزل، وأخرى للمناسبات العامّة. فمَن هنّ النساء المتزوّجات بحكّام العالم المستبدّين؟
زوجة القاتل والحذاء الفاخر، أسماء الأسد
سنبدأ بالشخصيات المعروفة لنا في الشرق الأوسط. منذ 3 سنوات، يدير النظام السوري ورئيسه بشار الأسد حربًا دمويًّا ضدّ من يدعونهم أعداء الأمة السورية، مثيري الحرب الغربيين، والإرهابيين المدعومين من إسرائيل والولايات المتحدة. في هذه الأثناء، تشطر الحرب الأهلية السورية البلاد، وتتزايد أعداد الضحايا يومًا بعد يوم. وإلى جانب الحرب على الأرض، القصف الجويّ، والدبابات التي تدمّر المدن السورية، يُعرَف النظام بخوض حملة إعلامية واسعة النطاق ضدّ “المجموعات الإرهابية” التي تعمل على تقسيم سورية. وقد تجنّدت لهذه الحرب زوجة الزعيم، بشار الأسد.
كانت السنوات الأخيرة سيّئة جيّدة بالنسبة لأسماء الأسد. فالتي كانت يومًا محبوبة الشعب في بلادها بسبب مظهرها الرقيق، تربيتها البريطانيّة، وثقافتها الواسعة، تبدو اليوم منفصلةً عن بني شعبها أكثر من أيّ وقت مضى.
بين المراسَلات الإلكترونية الشخصية لأسرة الأسد التي نشرتها صحيفة “غارديان” البريطانيّة، كانت هناك رسالة هزّت العالم بشكل خاصّ. في الرسالة الإلكترونية، أثنت أسماء لرفيقاتها بحرارة على تشكيلة الأحذية الجديدة للمصمِّم الفرنسي كريستيان لوبوتان. ففيما الآلاف يُقتَلون، يتضوّرون جوعًا وعطشًا، ويعيشون دون كهرباء، محاوِلين الفرار من البلاد ما داموا أحياء، تصبّ سيّدة سورية الأولى اهتمامَها على حذاء مرصَّع بالبلور، بقيمة 3795 جنيه استرلينيّ.
وُلدت أسماء في لندن لأبوَين مسلمَين من أصول سوريّة – طبيب قلب بارز ودبلوماسيّة، ودرسا في مدرسة البنات الفاخرة “كوينز كوليج”. مذّاك، أظهرت مودّة شديدة للماركات العالميّة. في وقتٍ لاحق، كخريجة حاصلة على اللقب الأول في علوم الحاسوب والأدب الفرنسيّ، بدأت تعمل كمصرفيّة في “دويتشه بانك” (البنك الألمانيّ). عام 2000، قُطع مسارها المهنيّ حين بدأت تظهر مع صديق عائلتها والرئيس السوري العتيد، بشار الأسد، الذي كان قد أنهى تأهيله كطبيب عيون في لندن.
استخدمت أسماء، ذات المظهر البريطانيّ الملكيّ، نُبلها لتغطّي على قساوة حُكم زوجها. لكن في السنة الماضية، ما عاد ممكنًا صدّ النقد الموجّه إلى مَن تواصل العيش نمطَ حياةً متباهيًا، فيما بلادها تنهار. فخلال شهور طويلة، غابت عن الكاميرات، ولم تُنشَر صورُها. ولكنّ أسماء قرّرت الشهر الماضي وضع حدٍّ للشائعات. فقد ظهرت في دار أيتام سوريّة، بشعر غير مصبوغ ووجه يكاد يخلو من مستحضرات التجميل، وبدت كأنها تحاول تلميع صورتها. هذا الأسبوع، ظهرت من جديد. هذه المرة، في لقاء مفاجئ مع طلّاب جامعيّين من المدينة التي عانت كثيرًا خلال الحرب الأهلية الطويلة، حلب، وتباهت باللقاء على حساب إنستاجرام التابع للرئاسة السورية.
زوجتان لحاكم واحد، “الملكة” هند والأميرة هيا
لمَ الاكتفاء بزوجة واحدة ما دام يمكن الزواج بأكثر؟ هذا تمامًا ما أراده وحصل عليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، رئيس حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ونائب رئيسها.
عام 1979، حين كان في الحادية والثلاثين من عمره، تزوّج الشيخ محمّد زوجته “المخضرَمة”، قريبته هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، التي كانت في السابعة عشرة من عمرها. مع حساب مصرفي يبلغ 18 مليار دولار – وفق مجلة “فوربس” – جرى الاحتفال بزواج الشيخ محمد من هند في سلسلة احتفالات وطنية انتهت بمراسم فاخرة، في مدرّج يتسع لعشرين ألفًا. وضمن القسم الفنيّ كان هناك عرض ركوب خيل، ركوب على الجمال، وعرض جويّ لسلاح الجو في الدولة.
اليوم، هند هي في خمسيناتها، ووظيفتها الأساسيّة هي أن تكون أمًّا لأبناء الشيخ الاثنَي عشر، ومن بينهم وليّ عهد إمارة دبي، الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم – ما يمنحها كرامة خاصّة. تُعتبَر هند “أمّ البيت”. وكمسلمة محافِظة، لم تظهر إطلاقًا مع الحاكم علنًا.
وفيما تبقى هند وراء الكواليس، فإنّ زوجة الشيخ الجديدة، هيا (39 عامًا)، التي تزوجها منذ نحو عقد، هي النقيض التامّ. الأميرة هيا هي ابنة الحسين، ملك الأردن الراحل، والأخت غير الشقيقة لملك المملكة الأردنية الهاشمية عبد الله الثاني، وهي أمّ اثنَين من أبناء حاكم دبي. وفيما تهتمّ هند المحافَظة بشؤون البلاط المنزليّة، فإنّ هيا، خريجة أكسفورد ذات الثقافة البريطانيّة، تحرض على ارتداء ماركات ديور، شانيل، ولويس فيتون، وترافق زوجها دائمًا في مناسبات مختلفة، دون أن تتوقف عن لفت أنظار الناس والإعلام.
غيّرت الأميرة الأردنيّة، التي تزوّجت محمّد بن راشد في حفل زفاف صغير في عمّان، المسلّمات لتبرهن أنّ الأميرات المسلمات أيضًا بإمكانهنّ أن يكنّ لاعبات أولمبيّات. فقد مثّلت بلادتها أكثر من مرّة في مسابقات ركوب الخيل في أرجاء العالم، بينها الألعاب الأولمبية سيدني 2000 في أستراليا، حيث تنافست في فروسيّة القفز على الحواجز، ولديها ميدالية برونزية من الألعاب العربية، التي أُقيمت في سورية عام 1992. إذا لم تجدوا عشرات صورها في الشبكة العنكبوتية، يمكنكم دائمًا زيارة موقعها وأخذ انطباع.
زوجة القيصر الجديد، لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا
إذا كان بوتين يواجه إزعاجات هامشية هذا الأسبوع مثل غزو شبه جزيرة القرم في أوكرانيا وتجارب الصواريخ البالستية، فإنّه كان ما أزعجه الأسبوع الماضي كان نظرات وسائل الإعلام من العالم كله، حول إن كان بوتين (61 عامًا) قد تزوّج كاباييفا. “جرى تصوير لاعبة الجمباز الأولمبية هذا الأسبوع ترفع خاتم زواج برّاقًا أمام كاميرات التلفزيون”، هكذا قالت “دايلي مايل” البريطانيّة الأسبوع الماضي. أمّا بوتين، فقد ابتسم ولم يردّ.
ليست هذه المرة الأولى التي تنتشر فيها إشاعة عن علاقة غراميّة بين الاثنَين. فمنذ نيسان 2008، نشرت صحيفة “موسكوفسكي كورسبوندانت” الروسية – التي أُغلقت فجأةً بعد أسابيع من النشر – أنّ رئيس الدولة ينوي ترك زوجته الأولى ليودميلا، وهي مسلّمة اعتنقت “المسيحيّة”. في وقتٍ لاحق، انتشرت شائعات عن طفل ولدته كاباييفا للرئيس. لذلك، لم يتفاجأ أحد حين أعلن الزوجان بوتين عن طلاقهما السنة الماضية.
وُلدت كاباييفا لأسرة رياضيّة. فقد كان والدها لاعب كرة سلّة، ووالدتها لاعبة في فريق كرة سلّة، أمّا هي فبدأت بممارسة رياضة الجمباز منذ سنّ الرابعة، وتدرّبت وحدها إذ رفض معلّمون كثيرون قبولها حسب قولها لأنها كانت “ثقيلة جدًّا”. في سنوات مراهقتها الباكرة، انتقلت إلى روسيا مع أسرتها، وبدأت المنافسة بشكل احترافيّ. مذّاك، حصلت على ميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية في سيدني 2000 وميدالية ذهبية في أثينا 2004. بالمقابل، عرضت الأزياء عدّة مرّات، وكانت نجمة النسخة الروسية من مجلّة فوغ.
امرأة قاتلة بشكل خاصّ، ري سول جو
تحيط الأنظمة المنغلقة أكثر من النظام الروسي حياة الزعيم الشخصية بضبابيّة كاملة، ولذلك تُضطر وسائل الإعلام إلى الاستناد بشكل أساسيّ إلى التخمينات. وهذه هي حالة كيم جونغ أون، حاكم أحد أخطر الأنظمة الدكتاتورية في العالم، كوريا الشمالية.
قبل نحو شهرَين، ضجّ الإعلام العالمي حين كُشف أنّ كيم جونغ أون قتل زوج عمته بإلقائه عاريًا أمام 120 كلبًا جائعًا. لكن لا تقلقوا، فقد تبيّن أنّ الوصف الدراماتيكي الذي اقشعرّ له العالم لم يكن سوى إشاعة لا أساس لها أطلقتها صحيفة شعبيّة سنغافوريّة. صحيح أنّ زوج العمّة، جانغ سونغ تيك، قد أُعدم، ولكن الوسيلة كانت مجرّد صفّ من مُطلقي النار.
لم يحسِّن توضيح الشائعات الصورة الوحشيّة لوريث السلطة الشاب، نجل كيم جونغ إيل زعيم كوريا الشمالية الراحل. لكن وفق تقديرات استخباريّة مختلفة، ليس جونغ أون المسؤول الحصريّ عمّا يجري، إنّما تأثر الكثير من قراراته بزوجته، ري سول جو.
أعادت ري تشكيل مكانة السيّدة الأولى من جديد. فمنذ تعيين زوجها حاكمًا للبلاد، بدأت ري تظهر في المناسبات الرسمية مرتديةً بذلات ضيّقة لمصممين عالميين، لا تنسجم مع اللباس النسائي التقليدي المتعارَف عليه في البلاد.
وفق شبكة CNN، تزوّج الزوجان كيم عام 2009. لكن كما هي العادة في النظام الاستبدادي، لم يُنشَر زواج كيم عَلَنًا على الإطلاق، حتّى في كوريا. حتّى حين كانت ري تظهر في الإعلام، مصوَّرةً إلى جانب زوجها، لم يتطرّق الإعلام الكوريّ إلى ذلك أبدًا. فقط في تموز 2012، ظهرت ري في تلفزيون كوريا الشمالية الحكومي بصفتها “ري سول جو، زوجة الزعيم”.
في الإعلام الكوري الجنوبي – الذي يهوى الثرثرة حول ما يجري في كوريا الشمالية، يبدو أنه طُرحت تخمينات تُفيد أنّ الزوجَين أنجبا طفلًا عام 2012. وغني عن الذكر أنّ الإعلام الكوريّ الشمالي لم يتطرق بتاتًا إلى الخبر. أمّا من أكّد الخبر أخيرًا فهو لاعب كرة السلّة السابق، دينيس رودمان، الذي تربطه بالدكتاتور كيم صداقة لا يمكن تفسيرها. وأكّد رودمان في الماضي أنّ الزوجَين الرئاسيَّين لديهما طفلة، تُدعى جو أو.