ليس هناك في يومنا هذا أية نشرة أخبار أو صحيفة كبيرة في إسرائيل لا تتطرقان إلى حالة قد تصبح “مأساة في الدولة”، وهو زيادة استخدام دواء “ريتالين” المعد للذين شُخصوا بأنهم يعانون من متلازمة اضطراب نقص الانتباه وفرط التركيز.
ويأتي الكشف عن حجم الظاهرة قبل ابتداء السنة الدراسية الجديدة. تكشف المعطيات المنشورة الآن استنادا إلى طلب حرية المعلومات في إسرائيل، كيف طرأت زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة على عدد الوصفات الطبية لريتالين للأولاد والبالغين. يطلب طلاب كثيرون وصفة طبية لهذا الدواء من أطباء العائلة حفاظا على تركيزهم في الصف، ويستهلك الطلاب الجامعيون “القرص العجيب” للنجاح في اجتياز فترة الامتحانات، ويتناوله البالغون حفاظا على تركيزهم في الأداء اليومي.
ريتالين هو دواء منشط للجهاز العصبي، ويساعد على علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. للحصول على وصفة طبية في إسرائيل هناك حاجة لاجتياز تشخيص نفسي.
ويُستخدم الدواء رغم أن هناك تساؤلات حول أهمية استخدامه لا سيّما لدى الأطفال. هناك أعراض جانبية للدواء، ومنها نقص الشهية، صداع، أرق، عدم هدوء، رجفان، وعصبية. يدعي معارضو تناول الدواء أن تناول الأدوية المنشطة مثل ريتالين لفترة طويلة قد يؤدي إلى الإدمان. بالمقابل، يدعي مؤيدو تناوله أنه يعالج الأطفال، الرجال، والنساء الذين يعانون من متلازمة نقص الانتباه وفرط النشاط كثيرا وأنه يؤثر بشكل كبير.
وكان من المعمول به طيلة سنوات الاعتقاد أن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو ظاهرة عصبية تؤثر في الذكور بشكل أساسيّ. ولكن وجدت في السنوات الماضية أبحاث كثيرة أن نسبة الإناث اللواتي يعانين منه شبيهة بنسبتها لدى الذكور، وأنه طرأت زيادة ملحوظة في عدد الوصفات الطبية التي تحصل عليها الإناث. هناك في يومنا هذا في إسرائيل، %64 من الوصفات الطبية توصف للرجال والأولاد.
وطرأت في العقود الأخيرة زيادة مقلقة على عدد الأطفال والشبان في العالم الغربي الذين شُخصوا بأنهم يعانون من نقص الانتباه وفرط النشاط. وفق أبحاث إسرائيلية أجريت في السنتين الماضيتين، فإن عدد الأطفال الإسرائيليين الذين شُخصوا بأنهم يعانون من مشاكل نقص الانتباه تضاعف في أقل من عقد: في عام 2005 كانت نسبتهم %6.8 بينما في عام 2014 وصلت إلى %14.4.
وفي الوقت ذاته طرأت زيادة ملحوظة على عدد الأطفال الذين يتلقون أدوية: في عام 2005 تلقى %3.5 من الأطفال في إسرائيل أدوية لفرط الانتباه مقارنة بـ %8.5 في عام 2014. ليس هذا مفاجئ أنه وفق معطيات وزارة الصحة (التي عُرضت في مستندات مركز البحث والمعلومات في الكنيست) سُجلت زيادة بين عامي 2007 و 2013 أكثر من %300 في استيراد الريتالين.
وسيظل الجدل والنقاش العام الواسع في إسرائيل حول اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يشغل بال المعارضين والمؤيدين حول استهلاك هذا “القرص العجيب”. كلما تقدم العالم العصري تتقدم الخصائص النفسية التي تتميز بعدم الهدوء النفسي وسيزداد عدم الوضوح حول أهمية تناول هذا الدواء. قد يؤدي عدم اليقين هذا إلى انطلاقة علمية جديدة، تمنح علاجا أفضل وأكثر أمانا للذين يعانون من اضطرابات نقص الانتباه.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني