أشرف فياض، شاعر وفنان سعودي من أصول فلسطينية، تم اتهامه في الأيام الماضية بالردّة في محكمة سعودية، كانت قد ناقشت العديد من لوائح الاتهام المُوجّهة ضدّه حول “نشره الإلحاد” في المملكة وحول “علاقات غرامية” كما يُزعم، أقامها مع العديد من النساء.
لقد ضايق رجال شرطة الآداب السعودية الفنان لسنوات، والذي يعتبر أحد أبرز المبدعين في المشهد الفني في السعودية، ولا يزال في مهده. يعتبره الكثيرون أحد السفراء غير الرسميين الأبرز للفنّ السعودي حول العالم. ولقد صفه أصدقاؤه كمن يعمل باستمرار من أجل إنشاء روابط بين الفنانين السعوديين وبين صالات العرض، المتاحف، أمناء المكتبات والشخصيات الفنية حول العالم.
لقد ادعى الشخص الذي اشتكى ضدّ فياض أمام المحكمة أنّه قد شتم الله علنًا. وقال رجلان من شرطة الآداب في المحكمة إنّ فياض يدعم قيما إلحادية، ويقيم علاقات غير شرعية مع النساء بل ويحتفظ بصورهنّ في جهازه النقال. ولكن نفى فياض المتفاجئ كل ما نُسب إليه، موضحا أنّه مسلم مؤمن وأنّه لا يؤمن بالإلحاد. وقد اعترف أنّه أقام علاقات مع بعض النساء، ولكنه أوضح أنّها علاقات صداقة وعلاقات مهنية مع زميلاته الفنانات، وأنّ الصور المحتفظ بها في جهازه النقال والتي نُشرت في موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام تم تصويرها في أسبوع الفنّ في مدينة جدة – وهو الحدث الثقافي الأهم الذي يجري في السعودية.
وخلال محاكمته ظهر شهود من قبل فياض قالوا إنّ الشخص الذي وشى به هو في خصومة معه وإنهم لم يسمعوا من فياض تعبيرات ضدّ الدين أبدا. ورغم هذه الشهادات، تمت إدانة فياض، ابن الخامسة والثلاثين، وحُكم عليه لمدة أربع سنوات من السجن و 800 جلدة. واستأنف الادعاء، الذي طلب عقوبة الإعدام، على الحكم، وفي النهاية تقرر عقد محاكمة أخرى لفياض. لذلك فرح الفنان وظنّ أنّ هناك احتمالا لإلغاء الإدانة، ولكن القاضي الجديد، والذي لم يتبادل كلمة واحدة مع فياض طوال المحاكمة، وجده متّهما بخمسة تهم، ومن بينها نشر الإلحاد، تهديد القيم الأخلاقية وإقامة علاقات غير شرعية مع نساء. في المملكة العربية السعودية يتم جمع كل هذه التهم تحت اسم واحد: الردّة. وقد حكم القاضي عليه بعقوبة الإعدام.
وبخلاف حالات عديدة، نجحت قصة فياض في إثارة عاصفة ضخمة بدأت بطبيعة الحال في مواقع التواصل الاجتماعي. فوقّع مئات الفنانين، الشخصيات الثقافية والمثقفين البارزين على عرائض غاضبة تدعو السعودية إلى إلغاء عقوبة فياض، فضلا عن أشخاص عاديين – معظمهم فلسطينيين – هاجموا القرار المثير للجدل.
وبلغ عدد الإعدامات في المملكة العربية السعودية، والذي كسر هذا العام رقما قياسيا لعقدين، 151 إعداما في السنة – وبالمعدل إعدام واحد كل يومين. أحد أسباب ذلك هو تطوير أداء النظام القضائي. ففي السنوات الماضية، أضيفت مناصب عديدة للقضاة المسلمين في البلاد، بحيث يتم صدور الحكم اليوم خلال أسابيع قليلة وليس خلال عام كما كان في الماضي.
بقي لأشرف فياض أسبوعان لتقديم استئناف على عقوبته. يمكننا أن نقدر بحذر أنّه في نهاية المطاف سيضطر الملك إلى التدخل ومنح عفو للشاعر، ولكن لا أحد مستعد للالتزام بذلك.