نواجه بين الحين والآخَر شائعة مفادُها “يُمنع على الإطلاق استخدام هذا المستحضر أو ذاك، فهو خطِر جدًّا على الصحة”، أو على النقيض شائعات تفيد أنّ استخدام هذا المستحضَر أو سواه صحيّ جدًّا، ولذلك من العمليّ جدًّا استخدامه.
كثيرًا ما لا يكون للشائعات أيّ أساس من الصحة، إذ تكون مؤسسة على معلومات مغلوطة تنتقل عبر الشبكة العنكبوتيّة وتسبّب ضغطًا للكثيرين، أو على إعلانات تجارية خفية لشركات تسويق معنيّة بأن تشتروا منتجاتها. بشكل عامّ، لا يجدُر تصديق كلّ معلومة تحصلون عليها عبر الإنترنت أو الشائعات من الأصدقاء. فإذا كان الأمر هامًّا، من العمليّ البحث عن معلومات إضافيّة عبر الإنترنت، واستشارة أطبّاء. في هذه الأثناء، دعونا نفحص معًا بعض تلك الشائعات:
المِياه المعدنية صحيّة أكثر
غير صحيح! ليس فقط أنّ شرب المياه المعدنيّة لا يتضمّن أية فائدة، بل إنّ شرب مياه الحنفيّة صحيّ أكثر، لأنها تحتوي على معادن وفيتامينات طبيعية أكثر وغير مصفّاة. يُفضَّل شرب المياه المعدنيّة فقط في حال وجود خطر تلوُّث مياه الحنفية، ما يمكن أن يسبب أمراضًا، كما في دول العالم الثالث. وهذا أحد أفضل الأمثلة على شائعةٍ من مصلحة الشركات التي تبيع المياه المعدنيّة أن تنشرها.
مصابيح النيون تسبِّب السرطان
صحيح – مصابيح النيون، مثل الفلورسنت ومصابيح اللّد، اقتصادية أكثر وتستهلك كهرباء أقلّ، لكنّ التعرّض المستمرّ لها يرفع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، سرطان غدّة البروستاتة، السمنة، الداء السكّري، وضعف جهاز المناعة. حاوِلوا قدر الإمكان الامتناع عن المكوث المتواصِل قرب هذه المصابيح، لا سيّما في ساعات المساء (حينها، يفرز الجسم هرمونًا يساعد جهاز المناعة، أمّا لدى وجود المصابيح “الاقتصادية”، فلا يأخذ الانطباع أنّ ساعات الظلام حلّت، لذا لا يُفرز الهرمون الحيويّ).
قوالب الألمنيوم خطِرة وقت الخبز
غير صحيح – ثمّة شائعات بأنّ الاتّصال المباشر للألمنيوم بالطعام في درجات حرارة مرتفعة يمكن أن يفرز سمومًا إلى داخل الطعام ويسبّب الأمراض، لكنها مجرّد شائعة، لا أساس علميًّا لها، بل العكس. فقد أظهرت الدراسات أنّ الألمنيوم ليس لديه أيّ تأثير في الطعام والشراب اللذَين يكون على صلة بهما.
قشرة الليمون المجمَّدة خصائص طبيّة
غير صحيح – حتّى لو سمعتم أنّ قشر الليمون المجمَّد يمكن أن يكون مساعدًا في علاج السرطان، فلا تُسارِعوا في التفاؤل. فالأمر لا يعدو كونه مجرّد شائعة غير مُثبَتة، ناهيك عن إثبات فعاليته في علاج البشر. مع ذلك، ليس في ذلك أيّ خطرٍ على الصحة، ولا مانع بالتالي من استهلاكه، لكنه ليس في أيّ حالٍ من الأحوال بديلًا للعلاج الدوائيّ والطبيّ.
في الأرزّ الأبيض مسحوق يحتوي على مادّة مسبّبة للسرطان
صحيح نوعًا ما – ثمة شركات تُضيف إلى الأرزّ الأبيض مسحوقًا لإطالة أمد حياته على الرف، وليبدو أكثر ابيضاضًا. في عددٍ من الدّوَل، يمنع القانون إضافة المسحوق إلى الأرزّ الأبيض، لكن في كثيرٍ من الدول ثمة شركات لا تزال تفعل ذلك. صحيح أنّ المسحوق يمكن أن يحوي الإسبسبت، وهو مادّة مسببة للسرطان، لكن إذا غسلْنا الأرزّ جيّدًا قبل طهوه، حتّى تصبح المياه المتدفّقة عبره في المصفاة شفّافة كليًّا، يزول الخطر.