أديب إسرائيلي

الأديب الإسرائيلي عاموس عوز (Yossi Zamir/Flash 90)
الأديب الإسرائيلي عاموس عوز (Yossi Zamir/Flash 90)

أديب إسرائيلي مشهور يدعو إلى إنهاء النزاع

في خطاب سيلقيه الليلةَ في احتفال لمناسبة فوزه بجائزة أدبية مرموقة، سيدعو الأديب الإسرائيلي "عاموس عوز" إلى إقامة دولة فلسطينية والتوصّل إلى تسوية تاريخية بين الشعبَين

فاز الأديب الإسرائيلي عاموس عوز بجائزة فرانس كافكا لعام 2013، التي تُقدَّم كلّ عام لأديب تتّسم كتاباته بطابَع إنسانيّ وتسهم في التسامُح. وقد اختير عوز من بين 13 مرشّحًا للجائزة، وسيُقدَّم له مساء اليوم (الخميس) تمثال برونزي صغير، وكذلك جائزة ماليّة من قِبَل رئيس بلدية براغ. وفي خطاب سيلقيه عوز الليلة، اختار عوز، المحسوب بشدّة على اليسار في إسرائيل، أن يتطرق مُطوَّلًا إلى موضوع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ويدعو إلى إنهائه.

بعد أن يروي عوز في مستهلّ الخطاب عن اختباره المتعلق بقراءة قصص كافكا أثناء شبابه، سينتقل للتحدّث عن جذوره العائلية، ليقول:

“سيداتي وسادتي، أنا ابن لاجئَين يهوديّين طُردا من أوروبا باستخدام العُنف، لحُسن حظّهما. فلو لم يُطرَدا من أوروبا في الثلاثينات، كانا سيُقتَلان في أوروبا الأربعينات. ما زلتُ أحمل بداخلي ازدواجيّة والديّ حيال أوروبا: الاشتياق والغضب، الانبهار والإحباط. في كل أعمالي الأدبية يمكن إيجاد أولئك الأوروبيين النازحين، الذين يجاهدون بيأس لإقامة مقاطعة أوروبية صغيرة، تشمل رفوف الكتب وقاعات الحفلات الموسيقية، وسط الحرّ وغبار الصحراء في القدس أو في الكيبوتس… مثاليّون يتناقشون ويتجادلون واحدهم مع الآخر إلى الدّهر. لاجئون وناجون يجاهدون لبناء وطن لهم بعكس كل الاحتمالات.

سيداتي وسادتي، إسرائيل هي مخيّم لاجئين. فلسطين هي مخيّم لاجئين. الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو اصطدام تراجيدي بين صالحين وصالحين، بين ضحيّتَين سابقتَين لأوروبا. العرب هم ضحايا الإمبريالية الأوروبية، الاستعمار، القمع، والإذلال. واليهود هم ضحايا الاضطهاد الأوروبي، التمييز، المذابح المنظَّمة، وفي نهاية المطاف القتل الجماعي بحجم لم يسبق له مثيل. هذه مأساة، أنّ ضحيّتَي أوروبا السابقتَين لا يريان واحدهما في الآخر سوى مشاهد القمع من الماضي.

ليس لليهود إلى أين يذهبون، وليس للعرب الفلسطينيين إلى أين يذهبون. لا يمكنهم التوحّد والتحوّل إلى عائلة واحدة كبيرة وسعيدة، لأنهم ليسوا كيانًا واحدًا، ليسوا سعداء، وليسوا أبناء أسرة – بل أسرتَين تعيستَين. أومن بقوة بتسوية تاريخية بين إسرائيل وفلسطين – حلّ الدولتَين. ليس شهر عسل مشتركًا، بل طلاق منصف، إسرائيل إلى جانب فلسطين، حيث تكون القدس الغربية عاصمة إسرائيل، والقدس الشرقية عاصمة فلسطين. مثل “الطلاق” الهادئ بين التشيكيين والسلوفاكيين.

في النهاية، سيختتم عوز كلامه بالقول إنّ كثيرًا من كتبه وقصصه تجري أحداثه في إسرائيل، “لكنها تُعنى بالأمور الكبيرة والبسيطة: المحبة، الفقدان، الوحدة، الاشتياق، الموت، الرغبة، والبُؤس”.

ربما باسم قِيَم كهذه، يمكن أن يتماثل معها كلّ إنسان، سيأتي السلام أخيرًا.

 

اقرأوا المزيد: 347 كلمة
عرض أقل
الأديب الإسرائيلي المعروف أبراهام جبريئيل يهوشواع (Flash 90)
الأديب الإسرائيلي المعروف أبراهام جبريئيل يهوشواع (Flash 90)

الأديب ضد الحاخام

لقّب الأديب الإسرائيلي المعروف، أ.ب يهوشواع، الحاخامَ عوفاديا يوسف "آية الله"، مدعيًا أنه أحدث ضررًا أكثر من الفائدة

18 أكتوبر 2013 | 14:49

التوتر بين العلمانيين والمتديّنين في إسرائيل آخذ بالتوسع خلال السنوات، وفي مجتمع يتهم فيه العلمانيون الحاريديين بعدم المساواة بتحمل العبء الاجتماعي، والإكراه الديني في مواضيع مثل الزواج وحفظ يوم السبت، يأخذ الطرفان بالانعزال أكثر فأكثر. وبين حين وآخر، نسمع ما يفكر به كل طرف عن الآخر حقًا.

بعد مضي أسبوع ونصف على وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، يعبّر الكاتب المسرحي والأديب الإسرائيلي أ. ب يهوشواع (أبراهام جبريئيل يهوشواع) عن تعجب وقلق حيال تحويل مسيرة الجنازة إلى حدث كبير، تم تعريفه في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه أحد أكبر الأحداث الجماعية التي جرت منذ قيام الدولة.

يجدر الذكر إلى أن الكاتب يحظى باعتراف على نطاق واسع إسرائيليًّا وعالميًّا. وقد فاز بجوائز أدبية كثيرة على إبداعاته المتنوعة. ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه أشبه بـ “فوكنر الإسرائيلي”، نظرًا لقدرته المميزة على نقل “المزاج العام” الإسرائيلي الحالي إلى الصفحة المكتوبة.

وظهرت أقوال يهوشواع في مقال، تحت عنوان “عندما تتحوّل جنازة الحاخام يوسف إلى حادثة”، في الصحيفة الفرنسية المنتشرة “ليبراسيون”، التي تُعتبر ذات خط يساري واضح، وقد نشرت سابقًا مقالات من أعمال يهوشواع الأدبية.
“عدد المشاركين في جنازة الحاخام يوسف يثير بي القلق، لماذا؟ ذلك لأنني أعتقد أنه على المدى البعيد، شخصية الحاخام عوفاديا يوسف وأعماله ألحقا ضررًا بالمجتمع الإسرائيلي أكثر من الفائدة”، كتب يهوشواع في مستهل المقالة. “أنا لا أعرف كافة أعمال الحاخام فعلا، ولكن من بين كل ما قرأته وسمعته منه، لم يتفوه بمقولة جامعة ملهِمة”.

وتطرق يهوشواع في المقال إلى أقوال الحاخام المثيرة للجدل، يعرفّها على أنها “تصريحات عنصرية وحقيرة، من بينها شتائم وتهديدات، ضد النساء، وضدّ غير اليهود”.

فيما بعد، تطرق الكاتب والأديب الذي يحظى بمكانة جيدة إلى الانقسام الطائفي وكتب “شجع الحاخام الشرقيين على الانعزال والتطرّف، رغم أنهم كانوا على وشك الانخراط في المجتمع. ودعم المدارس التي انتهجت التفرقة بين البنين والبنات، ولم تدرّس المواضيع الأساسية (العلمانية). قاد حركته السياسية مثل “آية الله” إيراني، دون أن يتيح أي نقاش أيديولوجي حر. وكان حزبه، شاس، الحزب الأكثر فسادًا في الجهاز السياسي”.

كتب يهوشواع في مجمل أقواله أن “عوفاديا يوسف كان شخصية كاريزمية ولكن سلبية أيضًا، وكلي أمل أن يؤدي غيابه إلى تغيير إيجابي في المجتمع الديموقراطي الإسرائيلي”.

اقرأوا المزيد: 326 كلمة
عرض أقل