دينا عوفاديا، مصرية في السابق التحقت بالجيش الإسرائيلي (موقع الجيش الإسرائيلي)
دينا عوفاديا، مصرية في السابق التحقت بالجيش الإسرائيلي (موقع الجيش الإسرائيلي)

من هي دينا عوفاديا التي أسقطت مصر جنسيتها عنها؟

تداول الإعلام المصري قصة الشابة المصرية التي أسقطت جنسيتها عنها لالتحاقها بالجيش الإسرائيلي، مسلطا الضوء على العار الذي ألحقته بالمجتمع المصري، دون الحديث عن "العار" الذي أدى إلى تهجيرها وعائلتها

18 يناير 2016 | 14:30

تداول الإعلام المصري مؤخرا قصة دينا محمد علي المصري (اسمها الحالي دينا عوفاديا)، وهي مصرية أسقط رئيس مجلس الوزراء المصري جنسيتها عنها، وذلك لالتحاقها بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. وركّز الإعلاميون المصريون، وعلى رأسهم أحمد موسي، على “العار” الذي ألحقته الشابة المصرية في السابق بالمجتمع المصري بعد التحاقها ب “جيش الكيان الصهيوني”، دون التطرق إلى العار الذي دفعها ودفع عائلتها للهروب من مصر. من هي هذه الشابة وما حكايتها؟

تبدأ قصة دينا في مدينة الإسكندرية، حيث ولدت وترعرعت. وكان اسمها آنذاك، كرولين عبدالله. وروت عوفاديا في مقابلة مطوّلة مع الموقع الإعلامي للجيش الإسرائيلي، أنها لم تعرف أنها يهودية النسب حتى جيل متقدم، وحدث ذلك جرّاء حادثة عنيفة، صدمتها في العمق، وسبّبت في هجرة عائلتها من مصر إلى إسرائيل.

والحادثة التي تحدثت عنها عوفاديا بألم، كانت اقتحام مجموعة من أتباع التيار السلفي في مصر بيت العائلة وتهديدها بمغادرة مصر على الفور. وجاء في وصف الحادثة حسب ما روت الشابة على موقع الجيش “قاموا بالصراخ في المنزل وبكسر كل ما وقع في ايديهم وبالصراخ ب”عيلة اليهود” لم يخطر في ذهني انهم يقصدون ذلك وعندما خرجوا قمت بتفقد المنزل وأدركت حينئذ ان هدفهم كان ليس سرقة شيء من بيتنا”.

وثمة حادثة أخرى سببت مزيدا من الإحباط لعوفاديا، وجعلت “المسافة بين الإسكندرية وتل أبيب أٌقصر” كما روت، وهي رفض صديقتها “أمل”، من الإسكندرية، مقابلتها، حيث أقفلت باب المنزل في وجهها. واضطرت العائلة جرّاء غلق المجتمع المصري أبوابه في وجه العائلة “اليهودية” إلى الرحيل من مصر، والبحث عن حياة جديدة.

وبعد وصول العائلة المصرية إلى إسرائيل واستقبالها بحرارة، تحوّل اسم الفتاة الإسكندرية إلى دينا عوفاديا، وكان عمرها آنذاك 15 عاما، فالتحقت بمدرسة دينية في أورشليم القدس، ومن ثم التحقت بالجيش الإسرائيلي كسائر أترابها، وكان من الطبيعي أن تصل إلى وحدة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، وأن تعمل تحت أفيخاي أدرعي المتحدث للإعلام العربي.

أما الإعلام المصري، وعلى رأسه الإعلامي أحمد موسى، فقد استغل القصة للحديث عن العار الذي ألحقته الشابة بالمجتمع المصري قائلا: “لا يشرف أي مصري أبدا.. واحدة تربت وسطينا.. في مصر.. أصبحت جزء من الكيان الصهيوني. النازين الجدد”. وأردف “عار علينا إن كان عندنا حد كده”. وافتقر تناول الإعلامي للقصة إلى الحديث عن تعامل المجتمع المصري مع العائلة اليهودية، وحادثة الترهيب التي قامت بها المجموعة المحسوبة على التيار السلفي.

لكن لا رجاء من إعلامي تابع هجومه على إسرائيل، في التقرير، قائلا إنها ليست دولة إنما “مجموعة من حثالات العالم، جبوهم في المكان ده، عشان يدمروا الدينا كلها”. وكما عوّدنا الإعلام المصري في عهد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، انتهى الحديث بالإثناء على سياسية السيسي بالقول “عبد الفتاح السيسي لم يلتق ولم يتحدث ولم يصافح واحد من الخونة دول (أي اسرائيل).. زي ما عمل الجاسوس مرسي”.

نذكر أن دينا عوفاديا رفضت التعليق على قرار إسقاط جنسيتها وتعليق الإعلام المصري على حادثتها.

اقرأوا المزيد: 429 كلمة
عرض أقل
دورية للجيش المصري في رفح على الحدود مع قطاع غزة (AFP)
دورية للجيش المصري في رفح على الحدود مع قطاع غزة (AFP)

حماس تُلمّح للمصريين: نحن لسنا العدو

المجزرة التي نُفذت بحق الأقباط زادت التوتر، الكبير أساسًا، بين غزة ومصر، وتحاول حماس جاهدة أن توضح للمصريين بأن إسرائيل هي العدو المُشترك

لم تؤثر المجزرة البشعة، التي نفذتها داعش بحق 21 مصريًا قبطيًا في ليبيا، على علاقتها بجارتها على الحدود الغربية فحسب، بل أيضًا على علاقتها بجارتها الصغيرة على الحدود الشرقية، غزة.

إلا أنه وفق الرد المصري العسكري الكبير الذي تركز على دك معاقل الإرهابيين في ليبيا، وتلك كانت ماهية كلام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أدركوا في غزة جيدًا الرسالة: لا أحد يمكنه أن يعبث بأمن مصر واستقرارها ويخرج من ذلك بسلام، ولا حتى غزة.

أدركوا في غزة جيدًا الرسالة: لا أحد يمكنه أن يعبث بأمن مصر واستقرارها ويخرج من ذلك بسلام، ولا حتى غزة

كلام الإعلامي المصري، توفيق عُكاشة، الذي قال بشكل حاسم إن المرحلة القادمة، بعد عملية ليبيا، ستكون عملية هجوم غير مسبوقة ضد “بؤر الإرهاب” في غزة، للقضاء على أولئك الذين يسميهم “أبناء الشيطان”. وصرح الإعلامي المصري أحمد موسى تصريحات مُشابهة. وصلت تلك الرسائل بشكل جيد إلى الفلسطينيين وحظيت بردود وتعليقات شديدة اللهجة على مواقع التواصل الاجتماعي. رد الكثير من متصفحي الفيس بوك على تصريحات عُكاشة وموسى ووجهوا إليهما الكثير من الشتائم القاسية.

حتى وإن كان توجيه ضربة مصرية ضد غزة، تُشبه الضربة التي وجهتها في ليبيا، ليس وارد حاليًا إلا أن ذلك الاحتمال تسبب بضغط كبير على حماس في غزة.

سارع قادة حركة المقاومة الإسلامية في غزة بشجب العملية البشعة في ليبيا، والوقوف إلى جانب مصر الشقيقة. كتب موسى أبو مرزوق، أحد مسؤولي الحركة، على صفحته في الفيس بوك قائلاً: “ما حدث في ليبيا من ذبح لعمال مصريين، لأنهم أقباط، جريمة لا يقبلها عرف ولا دين، يا هؤلاء أية صورة لدينكم ترسمون، وأي مستقبل لامتكم تصنعون، وغدا بين يدي ربكم ماذا أنتم قائلون”‎.

كذلك في صحيفة “الرسالة”، الناطقة باسم الحركة في غزة، سارعوا باقتباس أقوال السفير المصري السابق الذي قال: “من مصلحة مصر المصالحة مع حماس”. تنضم هذه التصريحات إلى الفيديو الذي نشرته كتائب عز الدين القسام قبل أسبوعين، الذي يُظهر جندي مصري ومقاتل من كتائب القسام وقد أُصيبا بنيران الجيش الإسرائيلي.

http://youtu.be/me8HrJEWVK8

 

اقرأوا المزيد: 299 كلمة
عرض أقل