ماذا كنتم ستفعلون في سبيل الانضمام إلى شبكة تواصل اجتماعي تضمن عدم مضايقتكم بالإعلانات المختلفة ولا تحتفظ بمعلومات عنكم لبيعها للآخرين؟ يبدو، حسب الذي نتابعه على الإنترنت مؤخرًا، أن هناك من نجده مستعدًا لأن يدفع حتى – المال – مقابل حق عدم الكشف عن خصوصيته.
الفكرة التي تمكنت من إدهاش الشبكة هي Ello وهي شبكة تواصل اجتماعي جديدة ولا تخشى أن تنافس الشركات الأكبر والأقدم منها ويدعي مؤسسوها أنها جواب لفيس بوك.
كتب مديرو شبكة التواصل الجديدة قائلين: “كل شبكة تواصل اجتماعي تُدار من قبل ومن أجل المعلنين. من خلف الكواليس هناك جحافل من وكلاء بيع الإعلانات والمنقبين عن المعلومات الذين يتتبعون ويوثقون أي حركة تتحركونها. يتم بيع معلومات خاصة بكم للمعلنين. يدفع مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، تحت غطاء تقديم خدمة حرة، ثمنًا باهظًا بغياب الخصوصية ووجود المواد الإعلانية المُقحمة. أنتم السلعة التي تباع وتُشترى”. لم يكتفوا بهذا بل أضافوا قائلين: “لسنا معنيين بالسيطرة على العالم. نعتقد أن الأشخاص الذين يقومون بأشياء كهذه هم أشخاص يعانون من مشاكل نفسية لا حل لها”.
حل مؤسسو Ello هو: “نحن نؤمن أن الأشخاص الذين يصنعون أشياء جميلة ويستخدمون تلك الأشياء يجب أن يكونوا متعاونين. Ello لا تبيع إعلانات ومعلومات عنكم لجهات أخرى”. لقد تعهدوا ألا يفعلوا، من خلال شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة، أي شيء بتفاصيلكم الشخصية، ما عدا تحليل أنماط الاستخدام المجهولة لمعرفة ما الذي يسير بشكل جيد في الموقع وما ليس كذلك. “تشتمل المعلومات التي تجمعها Ello على الموقع، اللغة، الموقع الذي أتيتم منه ومدة وجودكم فيه”. تبقى شخصية المستخدمين في Ello مخفية عن الخدمة وعن جوجل، إلا أن المؤسسين يقولون أن مستخدمي موقع البحث “Google Chrome” وأجهزة أندرويد دائمًا عرضة لخطر “التجسس” من قبل جوجل.
ينضم، وفق المعطيات التي تنشرها شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة، 31 ألف مستخدم جديد في كل ساعة إلى الشبكة. أقيمت Ello، التي صار عمرها الآن عامًا ونصف تقريبًا، كشبكة تواصل اجتماعي خاصة بمجموعة فنانين ومبرمجين كانوا قد ابتكروا الفكرة ونفذوها، وتم إطلاقها للجمهور الواسع في الشهر الماضي من خلال الطريقة ذات الصدى الواسع التي تحب جوجل أن تستخدمها وهي – الانضمام فقط من خلال دعوة.
التعامل الوظيفي مع Ello بسيط تمامًا مثل تصميمها. ليست هناك صفحات تجارية، لا مناسبات، لا مجموعات – فقط مستخدمين و “حالة” (Status). بجانب كل مستخدم ممكن أن نرى من يتعقب ومن يتعقبه، مصطلحات تشبه تلك الموجودة في تويتر، أيضًا يمكن رؤية كم عدد الرسائل التي تم نشرها.
تتيح Ello رفع رسائل نصية، وبخلاف فيس بوك، تتيح الشبكة تصميمًا أوليًا – تشديد الخط (Bold) وأحرف مائلة (Italics) وروابط. ممكن تعديل الحالة بعد نشرها. تتيح Ello نشر صور ضمن “حالة” (Status)، بما في ذلك صور أنيميشن (Animation). تحت كل حالة نجد تاريخ نشرها، كم من الأشخاص قرأوها وكم منهم كتبوا ردودًا عليها.
وشيء آخر هام: Ello، ليس فيها “لايك”. نهج التفاعل الكسول البسيط، الذي يتيح الإشارة إلى “حالة” (Status) ما أو كتابة رد عليها دون إضافة فحوى للدلالة هو أمر غير قائم. إن كنتم ترغبون أن تقولوا للمستخدم أنكم معجبون بما كتبه سيكون عليكم أن تكتبوا تعليقًا (Comment).